علم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
بقلم الشيخ/عادل يوسف العزازي
قال عُروةُ لعائشةَ: يا أمَّتاه، لا أعجَبُ مِن فقهك؛ أقول: زوجة نبيِّ الله وابنةُ أبي بكر، ولا أعجبُ مِن عِلمِك بالشِّعر وأيامِ الناس؛ أقول: ابنة أبي بكر، وكان أعلمَ الناس، ولكن أعجبُ مِن علمِك بالطبِّ؛ كيف هو؟ ومن أين هو؟ قال: فضربَت على منكبِه، وقالت: أيْ عُريَّة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَسقَمُ عند آخر عمره - أو في آخر عمره - وكانت تَقدَم عليه وفودُ العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات، وكنتُ أعالجُها له[1].
عن أبي موسى الأشعري: ما أشكَل علينا أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط، فسأَلنا عائشةَ إلا وجَدنا عندها منه عِلمًا[2].
فهذا يدلُّ على مكانتها بين الصحابة رضي الله عنهم، فكانت مرجعًا يرجعون إليها؛ لتبيِّن لهم وجه الصواب.
وقد كانوا رضي الله عنهم يَرجعون إليها في علم الفرائض (المواريث)؛ عن مسروقٍ أنه قيل له: هل كانت عائشةُ تُحسن الفرائض؟ قال: والله، لقد رأيتُ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابرَ يَسألونها عن الفرائض[3].
قال الزهريُّ: "لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه، وعلمِ جميع النساء، لكان علمُ عائشة أفضل"[4].
قال عطاءُ بن أبي رباح: "كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسنَ الناس رأيًا في العامة"[5].
قال الذهبيُّ: "روت عن النبي صلى الله عليه وسلم علمًا كثيرًا طيبًا مبارَكًا فيه"[6].
وقال أيضًا: "أفقه نساء الأمة على الإطلاق"[7].
وقال: "لا أعلم في أمةِ محمد صلى الله عليه وسلم - بل ولا في النساء مطلقًا - امرأةً أعلمَ منها"[8].
وقال الحافظ ابن حجر: "ومات النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولها نحوُ ثمانيةَ عشَر عامًا، وقد حفِظَت عنه شيئًا كثيرًا، وعاشت بعده قريبًا من خمسين سنة، فأكثرَ الناسُ الأخذَ عنها، ونقَلوا عنها من الأحكام والآداب شيئًا كثيرًا حتى قيل: إنَّ ربع الأحكام الشرعيَّة منقولةٌ عنها رضي الله عنها"[9].
• عن موسى بن طلحة قال: ما رأيت أحدًا أفصحَ مِن عائشة[10].
• وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: "ما رأيت أحدًا أعلمَ بسُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إنِ احتِيجَ إلى رأيه ولا أعلم بآية فيما نزلَت، ولا فريضة - مِن عائشة[11].
[1]رواه أحمد (6 /67) (24425)، وقال شعيبٌ: خبر صحيح.
[2]صحيح: رواه الترمذي (3818)، وقال: حسنٌ صحيح غريب، وصححه الألباني في "صحيح المشكاة" (6185).
[3]رواه الحاكم (4 /13)، ومالكٌ في الموطأ (1 /92) (41)، والدارمي (2859)، وصحَّحه محقِّقه وحُسين أسد، وابن أبي شيبة (11 /334).
[4]موطأ مالك (1 /45)، ومسند ابن راهويه (2 /26).
[5]رواه الحاكم (4 /15)، ومالك في الموطأ (1 /92)، والذهبي في "تاريخ الإسلام" (4 /347).
[6]سير أعلام النبلاء (2 /135).
[7]المصدر السابق.
[8]المصدر السابق.
[9]فتح الباري (7 /107).
[10]رواه الترمذي (3819) وقال: حديث حسن صحيح غريب، ورواه الحاكم (4 /92)، والطبراني في "الكبير" (23 /187)، وأحمد في فضائل الصحابة (2 /871).
[11]رواه ابن أبي شيبة في كتاب الأدب (1 /485) رقم (395)، والطبقات الكبرى لابن سعد (2 /375).
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/spotlight/0/85249/#ixzz3XY54hnPQ
تعليق