السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلخيص الدرس السادس:
نشأة المسيح عيسي ابن مريم
من سلسلة قصة المسيح للشيخ:هاني حلمي
لم يتكلم القرءان ابتداءً عن فترة صبى وشباب المسيح بخلاف ذكر موسى الكليم، الله عز وجل تكلم عن هذه المرحلة في حياة موسى {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}ففيها ذكر عناية الله عز وجل بموسى الكريم، لكن ليس معنى هذا أن عيسى كان بعيدًا عن هذه الصناعة الإلهية، هو كذلك صنع على عين الله، هذه الفترة لم يتكلم عنها القرءان وإذا نحن عشنا ما عشناه المسيح نجد أنه عاش ثلاثة وثلاثون عامًا على الأرض ويقولون أنه بعث وهو على رأس ثلاثين عامًا أي: كان نبيًا في الأرض ثلاث سنين، الثلاثون عامًا
لم يتحدث عنهما القرءان إلا {وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} لهذا نحن مضطرون أن ننظر في كتب أهل الكتاب، وقبل ما أخضوف فيما روي في الإسرائليات يجب أن أضع القانون أولًا الذي قاله النبي "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ولكن لا تصدقوهم ولا تكذبوهم"، أي: نستأنس بكلامهم طالما لا يصطدم هذا الكلام بشريعتنا، فعندما يصطدم بذلك نرده ونقول أنه باطل.
إنما نأخذ الإسرائليات التي يمكن أن تذكر، ومن الكتب التي تروي هذا "تاريخ الطبري" ويأخذ عنه ابن كثير في البداية والنهاية الجزء المستقل الذي بعد ذلك الذي سموه قَصص الأنبياء
نشأة عيسى بن مريم:
ذكر وهب بن منبِّه: أنه لما ولد المسيح خرَّت الأصنام يومئذٍ في مشارق الأرض ومغاربها، وأن الشياطين حارت في سبب ذلك حتى كشف لهم إبليس الكبير أمر عيسى فوجدوه في حجر أمه والملائكة محدقة به وأنه ظهر نجم عظيم في السماء وأن ملك الفرس أشفق بظهوره فجمع الكهنة فقالوا: هذا لمولدٍ عظيم في الأرض، فبعث رسله ومعهم ذلك ومرّ (هدايا) إلى عيسى فلما قدموا الشام سألهم ملكها عما أقدمهم؟
(ملك الفرس أرسل هدايا وأخبروه أنه مولد عظيم ولعله يكون عيسى) فقالوا: لمولد عيسى بن مريم ببيت المقدس، وكان قد اشتهر أمره لكلامه في المهم (قضية رأي عام) فاشتهر أمره فأرسلهم إليه بما معهم وأرسل معهم من يعرفه ليتوصل إلى قتله (لأنه يمكن أن يكون هناك مشاكل فجاءه القلق منه) فلما انصرفوا عن مريم بعد أن أعطوها الهدايا أخبرها بعض أهل الشام أن الملك يريد قتل ولدك فاحتملته فذهبت به إلى مصر فأقامت حتى بلغ اثنى عشرة سنة (ظل في مصر اثنى عشر عامًا)" الشاهد أنها فرَّت به،
وأن اليهود كانوا يريدون قتله وهم قلتوا زكريا فشيء طبيعي أن يقتلوه ويقتلوا مريم، هيَ فرَّت به وقالوا: وهو صغير ظهرت عليه كرامات، قالوا: أنها ذهبت لرجل صالح نزلت عليه كان يؤوي الفقراء والضعفاء والمحاويج، وفي يوم من الأيام افتقد هذا الرجل مالًا من ذلك (قضية سرقة.. سُرق الرجل الصالح) فلم يدري من أخذ ماله، فعزَّ ذلك على مريم وشق على الناس، وعلى ربّ المنزل، وأعياهم أمر البحث عن المال،
فلما رأى عيسى ذلك عمد إلى رجلٍ أعمى وآخر مقعد، من جملة من كانوا معه فقال للأعمى: احمل هذا المقعد وانهض به، فقال: إني لا أستطيع ذلك، قال: بلى تستطيع كما فعلت أنت وهو حينما أخذتما المال، فلما قال ذلك صدقاه (من أين علمت؟) وأتيابالمال، فعظم أمر عيسى في أعين الناس وهو صغير.أيضًا قالوا أن ابن الرجل الذي ضايفهم لما اجتمع الناس وأطعمهم أراد أن يسقيهم شرابًا (نظر ولم يجد شرابًا) فعز ذلك عليه فجعل عيسى يمر على كؤوس الضيفات يمر على أفواهها فلا يفعل أن يمر على شيء منها حتى يمتلئ شرابًا فتعجب الناس من ذلك جدًا وعظموه وعرضوا عليه وعلى أمه مالًا فلم يقبلاه، وارتحلا بعد ذلك قاصدين بيت المقدس". هذه بعض الروايات التي ذكرت في شأن المرحلة الأولى.
معنى هذا أن امه أخذته وأجلسته عند الرجل الصالح الذي يؤوي الغلابة والضعفاء، وأن عيسى ربيَ على شدة العيش، لم يتربى في قصر أو عائلة تصرف عليه ببزخ) فلماذا اختار الله لعيسى هذه التنشئة؟ لأصول في التربية. ربِّيَ هكذا كي ينشأ عيسى عوده أنشف؛ لأنه سيبتلى ابتلاءات كثيرة في الطريق ويعاني مع بني إسرائيل فيجب أن يتربي على ذلك.
ذكر أيضًا عن هذه المرحلة أثر عن أبي هريرة قال: "إن عيسى بن مريم أوَّل ما أطلق الله لسانه بعد الكلام الذي تكلم به وهو طفل، مجَّد الله تمجيدًا لم تسمع الآذان بمثله، لم يدع شمسًا ولا قمرًا ولا جبلًا ولا نهرًا ولا عينًا إلا ذكره في تمجيده.
وذكر بن عباس أن عيسى ابن مريم أمسك عن الكلام بعد أن كلمهم طفلًا في المهد حتى بلغ ما يبلغ الغلمان ثم أنطقه الله بعد ذلك بالحكمة والبيان فأكثر اليهود فيه وفي أمه بالقول فهذا قول الله عز وجل {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً} أنهم كانوا يسمونه ابن البغية.
فلما بلغ سبع سنين أسلمته أمه في الكتاب، فجعل لا يعلمه المعلم شيئًا إلى بدره إليه (أي عندما يقول له المعلم قل شيئًا يقوله قبل أن ينطقه معلمه) فعلمه كانت عندهم طريقة تسمى "أبا جاد" ولها طريقة سأذكرها بعد ذلك، مثل "أبجد هوَّز" فقال عيسى: ما أبو جاد؟ قال المعلم: لا أدري، فقال عيسى: كيف تعلمني ما لا تدري؟ فقال المعلم: إذًا فعلمني، فقال له عيسى: فقم من مجلسك، فقام فجلس عيسى مجلسه، قال: سلني (سبع سنوات وقتها) فقال المعلم: فما أبو جاد؟ قال: أ: آلاء الله، وباء: بهاء الله، وجيم: بهجة الله وجماله فتعجب المعلم من ذلك أنه أول من فسر له أبا جاد.
القرءان لم يتكلم عن هذه المرحلة إلا بآية واحدة: {وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} قال ابن عباس: كان عيسى يرى العجائب في صباه إلهامًا من الله، ففشى ذلك في اليهود وترعرع عيسى فهمت به بنو إسرائيل فخامت أمه عليه فأوحى إلى أمه أن تنطلق إلى أرض مصر، سواءانطلقت من أول الولادة أو بعد ذلك.. ركز معي {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} اتخذ مأوى ومكان يسكنون
إليه، الربوة: المكان المرتفع، ذات قرار: مستوية، معين: بها ماء.. كيف تكون هضبة ومرتفعة وبها ماء؟
ابن كثير وهو يذكر الآية قال: وفيها غرابة، وهي صفة غريبة، ربوة مكان مرتفع من الأرض مستوي يقر عليه وفيه عيون الماء المعين"، أين ذلك؟ قالوا: يقصد بذلك المكان الذي ولد فيه، والدليل {أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} ، كان به ماء، معنى هذا أن المكان الذي ولد فيه أي أننا نتكلم في بيت لحم، وقالوا أنه يقصد مصر سواء في سيناء أو غيرها، والرملة من أرض فِلَسطِين، هنا وهنا فسّرت بها هذه الآية.
قال وهب بن منبه: فلما بلغ ثلاثة عشر سنة أمره الله أن يذهب من بلاد مصر إلى بيت إيلية، فقدم عليه يوسف النجار فحمل عيسى و مريم حتى جاء بهما إلى إيلية من أرض الشام وأقام بها حتى أحدث الله له الإنجيل وعلمه التوراة وأعطاه إحياء الموتى وإبراء الأسقام والعلم بأمور في الغيب، كل هذا مما اصطفاه الله عز وجل به.
بعد ذلك نأتي لقطة بعثة عيسى ونرى الأشياء التي أوحاها الله عز وجل إليه في الإنجيل، لحظة قبل أن أأتي بهذه اللقطة سأقول مقدمة سريعة، نحن في عقيدتنا أن هذا الإنجيل به تحريف الذي بين يدي جيراننا من النصارى، لكن ليس معنى ذلك أن كله خطأ، لهذا ينبهون أن بعض الناس يسيئون، يقولون الكتاب المدنَّس، خذ بالك أنه به أشياء صحيحة وأخرى خاطئة، لكن طوال الوقت أبتعد عن المشكلات، من البداية قصة سيدنا عيسى الناس تتصور أننا طوال الوقت نرد، لكني أخذتكم كي نغير اتجاه النظر {وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} أريد سيدنا عيسى قدرة، الذي في السماء الآن والذي أنتظر أن يكون بين ظهرانينا في أي من الأوقات، أن تقل لابنك إذا نزل عيسى وأنت موجود أقرئه السلام وقل له أنني كنت أنتظره.
واخيرا نذكر الدروس المستفادة والواجبات العملية من هذا الدرس:
1:قال رسول الله صلي الله عليه وسلم"إياكَ والتنعمَ ، فإِنَّ عبادَ اللهِ ليسوا بالْمُتَنَعِّمِينَ"
اي لا تربي ابنك علي التنعم الشديد حتي لا يتربي عنده عبادة الهوي ربيه بالحرمان حتي لا يأخذ كل ما يشتهيه.وبعد ذلك تقنعه
2:لا تقل لا بدون تبرير لان لا بدون تبرير سبب المشاكل في بيوتنا
3:اعلم ان الله يبتلي ليهذب لا ليعذب
4:يجب في التربية الإيمانية تربي نفسك وابنك علي عبودية الذكر، عبودية الثناء على الله عز وجل
5:هناكسنَّة الإخراج والطرد من الديار في الأنبياء والمرسلين لذلك"لا تيأسوا من روح الله"
6:لابد لك من خلوة ولو نصف ساعة يوميا تصلح فيها قلبك وستشعر بالفرق
واخيرا اسأل الله عز وجل ان يتقبل من ومنكم وان يأخذ بأيدينا أيديكم اليه اخذ الكرام عليه انه ولي ذلك والقادر عليه
من درس نشأة عيسي عليه السلام للشيخ هاني حلمى
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=5820
تلخيص الدرس السادس:
نشأة المسيح عيسي ابن مريم
من سلسلة قصة المسيح للشيخ:هاني حلمي
لم يتكلم القرءان ابتداءً عن فترة صبى وشباب المسيح بخلاف ذكر موسى الكليم، الله عز وجل تكلم عن هذه المرحلة في حياة موسى {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}ففيها ذكر عناية الله عز وجل بموسى الكريم، لكن ليس معنى هذا أن عيسى كان بعيدًا عن هذه الصناعة الإلهية، هو كذلك صنع على عين الله، هذه الفترة لم يتكلم عنها القرءان وإذا نحن عشنا ما عشناه المسيح نجد أنه عاش ثلاثة وثلاثون عامًا على الأرض ويقولون أنه بعث وهو على رأس ثلاثين عامًا أي: كان نبيًا في الأرض ثلاث سنين، الثلاثون عامًا
لم يتحدث عنهما القرءان إلا {وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} لهذا نحن مضطرون أن ننظر في كتب أهل الكتاب، وقبل ما أخضوف فيما روي في الإسرائليات يجب أن أضع القانون أولًا الذي قاله النبي "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ولكن لا تصدقوهم ولا تكذبوهم"، أي: نستأنس بكلامهم طالما لا يصطدم هذا الكلام بشريعتنا، فعندما يصطدم بذلك نرده ونقول أنه باطل.
إنما نأخذ الإسرائليات التي يمكن أن تذكر، ومن الكتب التي تروي هذا "تاريخ الطبري" ويأخذ عنه ابن كثير في البداية والنهاية الجزء المستقل الذي بعد ذلك الذي سموه قَصص الأنبياء
نشأة عيسى بن مريم:
ذكر وهب بن منبِّه: أنه لما ولد المسيح خرَّت الأصنام يومئذٍ في مشارق الأرض ومغاربها، وأن الشياطين حارت في سبب ذلك حتى كشف لهم إبليس الكبير أمر عيسى فوجدوه في حجر أمه والملائكة محدقة به وأنه ظهر نجم عظيم في السماء وأن ملك الفرس أشفق بظهوره فجمع الكهنة فقالوا: هذا لمولدٍ عظيم في الأرض، فبعث رسله ومعهم ذلك ومرّ (هدايا) إلى عيسى فلما قدموا الشام سألهم ملكها عما أقدمهم؟
(ملك الفرس أرسل هدايا وأخبروه أنه مولد عظيم ولعله يكون عيسى) فقالوا: لمولد عيسى بن مريم ببيت المقدس، وكان قد اشتهر أمره لكلامه في المهم (قضية رأي عام) فاشتهر أمره فأرسلهم إليه بما معهم وأرسل معهم من يعرفه ليتوصل إلى قتله (لأنه يمكن أن يكون هناك مشاكل فجاءه القلق منه) فلما انصرفوا عن مريم بعد أن أعطوها الهدايا أخبرها بعض أهل الشام أن الملك يريد قتل ولدك فاحتملته فذهبت به إلى مصر فأقامت حتى بلغ اثنى عشرة سنة (ظل في مصر اثنى عشر عامًا)" الشاهد أنها فرَّت به،
وأن اليهود كانوا يريدون قتله وهم قلتوا زكريا فشيء طبيعي أن يقتلوه ويقتلوا مريم، هيَ فرَّت به وقالوا: وهو صغير ظهرت عليه كرامات، قالوا: أنها ذهبت لرجل صالح نزلت عليه كان يؤوي الفقراء والضعفاء والمحاويج، وفي يوم من الأيام افتقد هذا الرجل مالًا من ذلك (قضية سرقة.. سُرق الرجل الصالح) فلم يدري من أخذ ماله، فعزَّ ذلك على مريم وشق على الناس، وعلى ربّ المنزل، وأعياهم أمر البحث عن المال،
فلما رأى عيسى ذلك عمد إلى رجلٍ أعمى وآخر مقعد، من جملة من كانوا معه فقال للأعمى: احمل هذا المقعد وانهض به، فقال: إني لا أستطيع ذلك، قال: بلى تستطيع كما فعلت أنت وهو حينما أخذتما المال، فلما قال ذلك صدقاه (من أين علمت؟) وأتيابالمال، فعظم أمر عيسى في أعين الناس وهو صغير.أيضًا قالوا أن ابن الرجل الذي ضايفهم لما اجتمع الناس وأطعمهم أراد أن يسقيهم شرابًا (نظر ولم يجد شرابًا) فعز ذلك عليه فجعل عيسى يمر على كؤوس الضيفات يمر على أفواهها فلا يفعل أن يمر على شيء منها حتى يمتلئ شرابًا فتعجب الناس من ذلك جدًا وعظموه وعرضوا عليه وعلى أمه مالًا فلم يقبلاه، وارتحلا بعد ذلك قاصدين بيت المقدس". هذه بعض الروايات التي ذكرت في شأن المرحلة الأولى.
معنى هذا أن امه أخذته وأجلسته عند الرجل الصالح الذي يؤوي الغلابة والضعفاء، وأن عيسى ربيَ على شدة العيش، لم يتربى في قصر أو عائلة تصرف عليه ببزخ) فلماذا اختار الله لعيسى هذه التنشئة؟ لأصول في التربية. ربِّيَ هكذا كي ينشأ عيسى عوده أنشف؛ لأنه سيبتلى ابتلاءات كثيرة في الطريق ويعاني مع بني إسرائيل فيجب أن يتربي على ذلك.
ذكر أيضًا عن هذه المرحلة أثر عن أبي هريرة قال: "إن عيسى بن مريم أوَّل ما أطلق الله لسانه بعد الكلام الذي تكلم به وهو طفل، مجَّد الله تمجيدًا لم تسمع الآذان بمثله، لم يدع شمسًا ولا قمرًا ولا جبلًا ولا نهرًا ولا عينًا إلا ذكره في تمجيده.
وذكر بن عباس أن عيسى ابن مريم أمسك عن الكلام بعد أن كلمهم طفلًا في المهد حتى بلغ ما يبلغ الغلمان ثم أنطقه الله بعد ذلك بالحكمة والبيان فأكثر اليهود فيه وفي أمه بالقول فهذا قول الله عز وجل {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً} أنهم كانوا يسمونه ابن البغية.
فلما بلغ سبع سنين أسلمته أمه في الكتاب، فجعل لا يعلمه المعلم شيئًا إلى بدره إليه (أي عندما يقول له المعلم قل شيئًا يقوله قبل أن ينطقه معلمه) فعلمه كانت عندهم طريقة تسمى "أبا جاد" ولها طريقة سأذكرها بعد ذلك، مثل "أبجد هوَّز" فقال عيسى: ما أبو جاد؟ قال المعلم: لا أدري، فقال عيسى: كيف تعلمني ما لا تدري؟ فقال المعلم: إذًا فعلمني، فقال له عيسى: فقم من مجلسك، فقام فجلس عيسى مجلسه، قال: سلني (سبع سنوات وقتها) فقال المعلم: فما أبو جاد؟ قال: أ: آلاء الله، وباء: بهاء الله، وجيم: بهجة الله وجماله فتعجب المعلم من ذلك أنه أول من فسر له أبا جاد.
القرءان لم يتكلم عن هذه المرحلة إلا بآية واحدة: {وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} قال ابن عباس: كان عيسى يرى العجائب في صباه إلهامًا من الله، ففشى ذلك في اليهود وترعرع عيسى فهمت به بنو إسرائيل فخامت أمه عليه فأوحى إلى أمه أن تنطلق إلى أرض مصر، سواءانطلقت من أول الولادة أو بعد ذلك.. ركز معي {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} اتخذ مأوى ومكان يسكنون
إليه، الربوة: المكان المرتفع، ذات قرار: مستوية، معين: بها ماء.. كيف تكون هضبة ومرتفعة وبها ماء؟
ابن كثير وهو يذكر الآية قال: وفيها غرابة، وهي صفة غريبة، ربوة مكان مرتفع من الأرض مستوي يقر عليه وفيه عيون الماء المعين"، أين ذلك؟ قالوا: يقصد بذلك المكان الذي ولد فيه، والدليل {أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} ، كان به ماء، معنى هذا أن المكان الذي ولد فيه أي أننا نتكلم في بيت لحم، وقالوا أنه يقصد مصر سواء في سيناء أو غيرها، والرملة من أرض فِلَسطِين، هنا وهنا فسّرت بها هذه الآية.
قال وهب بن منبه: فلما بلغ ثلاثة عشر سنة أمره الله أن يذهب من بلاد مصر إلى بيت إيلية، فقدم عليه يوسف النجار فحمل عيسى و مريم حتى جاء بهما إلى إيلية من أرض الشام وأقام بها حتى أحدث الله له الإنجيل وعلمه التوراة وأعطاه إحياء الموتى وإبراء الأسقام والعلم بأمور في الغيب، كل هذا مما اصطفاه الله عز وجل به.
بعد ذلك نأتي لقطة بعثة عيسى ونرى الأشياء التي أوحاها الله عز وجل إليه في الإنجيل، لحظة قبل أن أأتي بهذه اللقطة سأقول مقدمة سريعة، نحن في عقيدتنا أن هذا الإنجيل به تحريف الذي بين يدي جيراننا من النصارى، لكن ليس معنى ذلك أن كله خطأ، لهذا ينبهون أن بعض الناس يسيئون، يقولون الكتاب المدنَّس، خذ بالك أنه به أشياء صحيحة وأخرى خاطئة، لكن طوال الوقت أبتعد عن المشكلات، من البداية قصة سيدنا عيسى الناس تتصور أننا طوال الوقت نرد، لكني أخذتكم كي نغير اتجاه النظر {وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} أريد سيدنا عيسى قدرة، الذي في السماء الآن والذي أنتظر أن يكون بين ظهرانينا في أي من الأوقات، أن تقل لابنك إذا نزل عيسى وأنت موجود أقرئه السلام وقل له أنني كنت أنتظره.
واخيرا نذكر الدروس المستفادة والواجبات العملية من هذا الدرس:
1:قال رسول الله صلي الله عليه وسلم"إياكَ والتنعمَ ، فإِنَّ عبادَ اللهِ ليسوا بالْمُتَنَعِّمِينَ"
اي لا تربي ابنك علي التنعم الشديد حتي لا يتربي عنده عبادة الهوي ربيه بالحرمان حتي لا يأخذ كل ما يشتهيه.وبعد ذلك تقنعه
2:لا تقل لا بدون تبرير لان لا بدون تبرير سبب المشاكل في بيوتنا
3:اعلم ان الله يبتلي ليهذب لا ليعذب
4:يجب في التربية الإيمانية تربي نفسك وابنك علي عبودية الذكر، عبودية الثناء على الله عز وجل
5:هناكسنَّة الإخراج والطرد من الديار في الأنبياء والمرسلين لذلك"لا تيأسوا من روح الله"
6:لابد لك من خلوة ولو نصف ساعة يوميا تصلح فيها قلبك وستشعر بالفرق
واخيرا اسأل الله عز وجل ان يتقبل من ومنكم وان يأخذ بأيدينا أيديكم اليه اخذ الكرام عليه انه ولي ذلك والقادر عليه
من درس نشأة عيسي عليه السلام للشيخ هاني حلمى
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=5820
تعليق