إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علماء العرب والمسلمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علماء العرب والمسلمين


    شارك العلماء العرب المسملين في تشكيل الحضارة العالمية في شتى العلوم والمعارف العلمية والإنسانية عبر التاريخ البشري في القرون الخالية والحالية .
    وقد ترك العديد من العلماء العرب بصماتهم المؤثرة في مسيرة العالم العلمية منذ تسجيل وكشف ابتكاراتهم وإبداعاتهم حتى الآن ، ويعترف الغرب لهؤلاء العلماء بالفضل الكبير في عملية التطور العلمي التاريخي


    وسنجعل سطورنا القادمة ان شاء الله لعرض لمحات موجزة عن هؤلاء العلماء وعلمهم الذي اثروا به الحضارة الانسانية وانتفع به البشر في كل بقاع الارض.


    الموضوع مفتوح للجميع للمشاركة فيه بارك الله فيكم ونفع بكم

    التعديل الأخير تم بواسطة khadeja; الساعة 19-10-2013, 04:41 AM.

  • #2
    الطبيب والجراح أبو القاسم الزهراوي

    الطبيب والجراح
    أبو القاسم الزهراوي

    هو أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي الأندلسي
    المعروف في أوربا باسم (Abulcasis)
    الطبيب الجراح
    الذي تمكن من اختراع أولى أدوات الجراحة
    كالمشرط والمقص الجراحي
    كما وضع الأسس والقوانين للجراحة
    والتي من أهمها ربط الأوعية لمنع نزفها
    واخترع خيوط الجراحة..

    فكان أحد العلماء الأعلام التي سعدت بهم الإنسانية.

    وقد ولد أبو القاسم الزهراوي
    في مدينة الزهراء الأندلسية
    ونُسب إليها
    ويفترض بعض الباحثين أنه ولد سنة (325 هـ/ 936م)
    أما وفاته فقيل إنها سنة (404هـ/ 1013م)
    وقيل سنة (427هـ/ 1036م).

    وبهذا يكون الزهراوي قد عايش أوج الحضارة الإسلامية في الأندلس
    ونشأ في بيئة توفرت فيها جميع وسائل الإنتاج العلمي والفكري والعقلي
    ليأتي هو مثالاً فريدًا على عظمة ومدى ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية في هذا الوقت من التاريخ.

    أبا القاسم الزهراوي
    قد التحق بالعمل في مستشفى قرطبة الذي أنشأه الخليفة عبد الرحمن الناصر
    حيث كان يُعمِل النظر في الطرق والوسائل المستخدمة في علاج المرضى، ومع المطالعة وتلك المتابعة الجادة تكونت شخصيته العلمية، وترسخت قناعاته في المضمار الطبي حتى أصبح ذا خبرة عظيمة بالأدوية المفردة والمركبة، وجمع بين الطب والصيدلة، ثم إنه قد اقتنع بأهمية مزاولة الطبيب لفن الجراحة بدلاً من أن يوكل ذلك -كما كانت العادة- للحجّامين أو الحلاقين، فمارس الجراحة وحذق فيها وأبدع، حتى صار عَلَمًا من أعلام طب الجراحة، لدرجة أنه لا يكاد يذكر اسمه إلا مقترنًا مع الطب الجراحي.

    الزهراوي.. أعظم جراح

    حلَّ مبحث الزهراوي في الجراحة بالذات محلَّ كتابات القدماء، وظل العمدة في فن الجراحة حتى القرن السادس عشر
    وباتت أفكاره حدثًا تحوُّليًّا في طرق العلاجات الطبية
    حيث هيأ للجراحة قدرة جديدة في شفاء المرضى أذهلت الناس في عصره وبعد عصره. وقد اشتمل هذا البحث على صورة توضيحية لآلات الجراحة
    (أكثر من مائتي آلة جراحية)
    كان لها أكبر الأثر فيمن أتى من بعده من الجراحين الغربيين، وكانت بالغة الأهمية على الأخص بالنسبة لأولئك الذين أصلحوا فن الجراحة في أوربا في القرن السادس عشر؛ فقد ساعدت آلاته هذه على وضع حجر الأساس للجراحة في أوربا.


    وقد وصف الزهراوي هذه الآلات والأدوات الجراحية التي اخترعها بنفسه للعمل بها في عملياته، ووصف كيفية استعمالها وطرق تصنيعها، ومنها:
    جفت الولادة، والمنظار المستخدم حاليًا في الفحص النسائي، والمحقن أو الحقنة العادية، والحقنة الشرجية، وملاعق خاصة لخفض اللسان وفحص الفم، ومقصلة اللوزتين، والجفت وكلاليب خلع الأسنان، ومناشير العظام، والمكاوي والمشارط على اختلاف أنواعها، وغيرها الكثير من الآلات والأدوات التي أصبحت النواة التي طُوِّرَتْ بعد ذلك بقرون لتصبح الأدوات الجراحية الحديثة.


    ونظرة واحدة على آلة مثل التي ابتكرها واستخدمها في الحقن (الحقنة)، والتي سماها (الزراقة)، تعبر إلى أي حدٍّ كانت الإضافات التي قدمها الزهراوي، تلك الآلة البسيطة في تركيبها.. العبقرية في فكرتها.. بالغة النفع في علاج المرضى!

    وعن طريق هذه الآلات أجرى الزهراوي عمليات جراحية أحجم غيره عن إجرائها، وأبدع منهجًا علميًّا صارمًا لممارسة العمل الجراحي، يقوم على دراسة تشريح الجسم البشري ومعرفة كل دقائقه، والاطلاع على منجزات من سبقه من الأطباء والاستفادة من خبراتهم، والاعتماد على التجربة والمشاهدة الحسية، والممارسة العملية التي تكسب الجراح مهارة وبراعة في العمل باليد -أي الجراحة- وبيَّن ذلك لطلابه في كتابه
    (التصريف لمن عجز عن التأليف).

    ولم تطمس السنون ولا الأيام آثار هذا العالم الفذّ؛ حيث ترك موسوعته الطبية الضخمة
    التي كان من بينها مبحثه السابق في الجراحة، بما فيه من أدوات وآلات الجراحة العجيبة بمقياس عصره، والتي سماها
    (التصريف لمن عجز عن التأليف)
    وهي موسوعة كثيرة الفائدة، تامة في معناها، لم يؤلَّف في الطب أجمع منها، ولا أحسن للقول والعمل، وتعتبر من أعظم مؤلفات المسلمين الطبية، وقد وصفها البعض بأنها دائرة معارف، ووصفها آخرون بأنها ملحمة كاملة.

    وقد قسم الزهراوي موسوعته إلى ثلاثة أقسام تتضمن ثلاثين بابا:
    القسم الأول:
    للأمراض والتشريح.
    القسم الثاني:
    للأدوية والعقاقير وأفرد منه مقالة للمقاييس والمكاييل ومقالة للتغذية وأخرى للزينة.
    القسم الثالث:
    خصه للجراحة وفنونها.

    وليس من الغريب أن تصبح هذه الموسوعة المصدر الأساسي لجراحي الغرب حتى القرن السابع عشر، وتظل المرجع الكبير لدارسي الطب في جامعات أوربا، مثل جامعة سالرنو ومونبليه، في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. والحقيقة التي ينبغي ألاّ تغفل أيضًا أن الجراحين الذين عرفوا في إيطاليا في عصر النهضة وما تلاه من قرون قد اعتمدوا اعتمادًا كبيرًا على كتاب
    (التصريف لمن عجز عن التأليف)
    للزهراوي.

    وللزهراوي غير هذه الموسوعة العظيمة مؤلفات أخرى
    وهي مثل:
    (المقالة في عمل اليد)
    و(مختصر المفردات وخواصها)
    قال الزركلي:
    "واقتنيت مخطوطة مغربية بخط أندلسي مرتبة على الحروف، من الألف إلى الياء، في جزء لطيف، أوَّلها بعد البسملة:
    (كتاب فيه أسماء العقاقير باليونانية والسريانية والفارسية والعجمية، وتفسير الأكيال والأوزان، وبدل العقاقير وأعمارها، وتفسير الأسماء الجارية في كتب الطب. تأليف الزهراوي).

    أبو القاسم الزهراوي.. إنجازات وإبداعات
    هذه بعض من أهمِّ ابتكارات ومظاهر الريادة الطبية التي يذكرها التاريخ لأبي القاسم الزهراوي

    فمع تمرس الزهراوي في مجال الجراحة بالذات وخبرته الواسعة بها، فقد عُدَّ أول من فرق بين الجراحة وغيرها من المواضيع الطبية الأخرى، وأول من جعل أساس هذا العلم قائمًا على التشريح، وأول من جعل الجراحة علمًا مستقلاًّ، وقد استطاع أن يبتكر فنونًا جديدة في علم الجراحة، وأن يقننها.

    ومن أهم إبداعات الزهراوي المشهورة، والتي تناقلها مؤرخو العلوم الطبية في مؤلفاتهم
    أنه يعدّ أول من وصف عملية القسطرة، وصاحب فكرتها والمبتكر لأدواتها.

    وهو الذي أجرى عمليات صعبة في شق القصبة الهوائية، وكان الأطباء قبله مثل ابن سينا والرازي، قد أحجموا عن إجرائها لخطورتها.

    وابتكر الزهراوي أيضًا آلة دقيقة جدًّا لمعالجة انسداد فتحة البول الخارجية عند الأطفال حديثي الولادة؛ لتسهيل مرور البول

    كما نجح في إزالة الدم من تجويف الصدر، ومن الجروح الغائرة كلها بشكل عام.

    والزهراوي كذلك هو أول من نجح في إيقاف نزيف الدم أثناء العمليات الجراحية، وذلك بربط الشرايين الكبيرة، وسبق بهذا الربط سواه من الأطباء الغربيين بستمائة عام! والعجيب أن يأتي من بعده من يدعي هذا الابتكار لنفسه، وهو الجراح إمبراطور باري عام 1552م.

    والزهراوي هو أول من صنع خيطانًا لخياطة الجراح، واستخدمها في جراحة الأمعاء خاصة، وصنعها من أمعاء القطط،

    وأول من مارس التخييط الداخلي بإبرتين وبخيط واحد مُثبَّت فيهما؛ كي لا تترك أثرًا مرئيًّا للجِرَاح، وقد أطلق علي هذا العمل اسم "إلمام الجروح تحت الأدمة".

    كما يعد الزهراوي أول رائد لفكرة الطباعة في العالم؛ فلقد خطا الخطوة الأولى في صناعة الطباعة، وسبق بها الألماني يوحنا جوتنبرج بعدة قرون

    ولأول مرة في تاريخ الطب والصيدلة يصف الزهراوي كيفية صنع الحبوب (أقراص الدواء)، وطريقة صنع القالب الذي تُصَبُّ فيه هذه الأقراص أو تُحَضَّر، مع طبع أسمائها عليها في الوقت نفسه باستخدام لوح من الأبنوس أو العاج مشقوق نصفين طولاً، ويحفر في كل وجه قدر غلظ نصف القرص، وينقش على قعر أحد الوجهين اسم القرص المراد صنعه، مطبوعًا بشكل معكوس، فيكون النقش صحيحًا عند خروج الأقراص من قالبها؛ وذلك منعًا للغش في الأدوية، وإخضاعها للرقابة الطبية
    وفي ذلك يقول شوقي أبو خليل:
    "ولا ريب أن ذلك يعطي الزهراوي حقًّا حضاريًّا لكي يكون المؤسِّس والرائد الأول لصناعة الطباعة، وصناعة أقراص الدواء؛ حيث اسم الدواء على كل قرص منها، هاتان الصناعتان اللتان لا غنى عنهما في كل المؤسسات الدوائية العالمية، ومع هذا فقد اغتُصِب هذا الحق وغفل عنه كثيرون".

    وكذلك يعد الزهراوي أول من وصف عملية سَلِّ العروق من الساق لعلاج دوالي الساق، والعرق المدني واستخدمها بنجاح، وهي شبيهة جدًّا بالعملية التي نمارسها في الوقت الحاضر، والتي لم تستخدم إلا منذ حوالي ثلاثين عامًا فقط، بعد إدخال بعض التعديل عليها.

    وللزهراوي إضافات مهمة جدًّا في علم طب الأسنان وجراحة الفكَّيْنِ، وقد أفرد لهذا الاختصاص فصلاً خاصًّا به، شرح فيه كيفية قلع الأسنان بلطف، وأسباب كسور الفك أثناء القلع، وطرق استخراج جذور الأضراس، وطرق تنظيف الأسنان، وعلاج كسور الفكين، والأضراس النابتة في غير مكانها، وبرع في تقويم الأسنان!

    هذا وقد كان مرض السرطان وعلاجه من الأمراض التي شغلت الزهراوي، فأعطى لهذا المرض الخبيث وصفًا وعلاجًا بقي يُستعمل خلال العصور حتى الساعة، ولم يزد أطباء القرن العشرين كثيرًا على ما قدمه علاّمة الجراحة الزهراوي.

    وختاماً نتوقف أمام نصائحه لتلامذته
    في التريث قبل إجراء الجراحة
    وألاّ يقوموا بها ما لم يكونوا ملمِّين بصغائر الأمور وكبائرها في التشريح واستعمال الأدوات الجراحية
    فيقول الزهراوي في كتابه
    (التصريف لمن عجز عن التأليف):
    "ينبغي لكم أن تعلموا أن العمل باليد (الجراحة) ينقسم قسمين: عمل تصحبه السلامة، وعمل يكون معه العطب في أكثر الحالات، وقد نبهت في كل مكان يأتي من هذا الكتاب على العمل الذي فيه ضرر وخوف، فينبغي أن ترفضوه وتحذروه؛ لئلاّ يجد الجاهل إلى القول والطعن
    فخذوا لأنفسكم بالحزم والحيطة
    ولمرضاكم بالرفق والتنبيه
    واستعملوا الطريق الأفضل المؤدي إلى السلامة والعاقبة المحمودة، وتنكبوا الأمراض الخطرة العسرة البراء، ونزِّهُوا أنفسكم عما تخافون أن يدخل عليكم الشبهة في دينكم ودنياكم؛ فهو أبقى لجاهكم وأرفع في الدنيا والآخرة لأقداركم"

    تعليق


    • #3
      رد: علماء العرب والمسلمين

      جزاكم الله خيرا ورفع قدركم .

      تعليق


      • #4
        رد: علماء العرب والمسلمين

        السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
        جزاكم الله كل الخير وغفر لكم
        جعل مجهودكم فى ميزان حسناتكم
        واشوقاه لبيتك ياالله
        علامات محبة الله لك
        "إنا لله إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها فى ذريتى"
        #‏حمله_هقاطع_اللى_هيشغلنى_عن_ربى_فى_رمضان‬

        تعليق


        • #5
          رد: علماء العرب والمسلمين

          الرازي .. معجزة الطب عبر الأجيال


          لعله من العجيب أن يُذكر إنسان ما على أنه صورة من صور الحضارة؛ فقد تعودنا على وصف الحضارة على أنها نتاج أعمال كثيرة وأعداد كثر من البشر برعوا سويًا في الإبداع في مجال من مجالات الحياة: كالطب أو الهندسة أو المعمار أو غير ذلك..

          ولكن الواقع أن الحضارة الإسلامية صنعت رجالاً ونساءً كانوا بحق صورًا رائعة من صور الحضارة.. بحيث تلتصق بهم كلمة الحضارة.. فإذا ذكروا فهذه هي الحضارة، وإن درست حياتهم فهذه دراسة للحضارة!!

          وهذه عظمة الإسلام ولا شك.. الذي نقل البشر نقلة هائلة، حتى جعل بعض أتباعه يمثلون الحضارة بكل أبعادها.. ومن هؤلاء كان الرازي رحمه الله.. فهو لم يكن طبيبًا فحسب، ولا معلمًا فقط.. ولكنه أبدع كذلك في مجالات الأخلاق والقيم والدين.. كما أبدع ـ ولا شك في ذلك ـ في مجال الإنسانية.. حتى أصبح علمًا من أعلام الفضيلة كما كان علمًا من أعلام الطب.. لا شك أن هذا الرجل العظيم من أعظم صور الحضارة الإسلامية..

          من هو "الرازي".. معجزة الطب عبر الأجيال؟!

          إنه أبو بكر محمد بن زكريا الرازي.. وقد ولد في مدينة الري, وإليها نُسِب.. ومدينة الري تقع على بعد ستة كيلومترات جنوب شرقي طهران, وكان ميلاده في سنة 250هـ (864م)، وكان منذ طفولته محبًا للعلم والعلماء، فدرس في بلدته "الري" العلوم الشرعية والطبية والفلسفية، ولكن هذا لم يُشْبع نَهَمَه لطلب العلم؛ فلم تكن مدينة الري ـ على اتساعها وكثرة علمائها ـ بالمدينة التي تحوي علوم الأرض في ذلك الوقت.. ولذلك يمَّم الرازي وجهه شطر عاصمة العلم في العالم في ذلك الوقت, وهي "بغداد" عاصمة الخلافة العباسية، فذهب إليها في شبه بعثة علمية مكثفة، تعلم فيها علومًا كثيرة، ولكنه ركز اهتمامه في الأساس على الطب، وكان أستاذه الأول في هذا المجال هو "علي بن زين الطبري"، وهو صاحب أول موسوعة طبية عالمية (فردوس الحكمة)..

          كما اهتمَّ أيضًا بالعلوم التي لها علاقة بالطب كعلم الكيمياء والأعشاب، وكذلك علم الفلسفة لكونه يحوي أراء الكثير من الفلاسفة اليونان والذين كانوا يتكلمون في الطب أيضًا.. وكان أستاذه الأول في الفلسفة هو "البلخي" وهكذا أنفق الرازي رحمه الله عدة سنوات من عمره في تعلم كل ما يقع تحت يديه من أمور الطب، حتى تفوق في هذا المجال تفوقًا ملموسًا.. ثم عاد الرازي رحمه الله بعد هذا التميز إلى الري, فتقلد منصب مدير مستشفى مدينة الري، وكان من المستشفيات المتقدمة في الإسلام، وذاعت شهرته، ونجح في علاج الكثير من الحالات المستعصية في زمانه، وسمع بأمره الكبير والصغير والقريب والبعيد.. حتى سمع به "عضد الدولة بن بويه" كبير الوزراء في الدولة العباسية, فاستقدمه إلى بغداد ليتولى منصب رئيس الأطباء في المستشفى العضدي، وهو أكبر مستشفى في العالم في ذلك الوقت، وكان يعمل به خمسون طبيبًا.. والحق أنه لم يكن مستشفىً فقط, بل كان جامعة علمية, وكليَّة للطب على أعلى مستوى.. وأصبح الرازي رحمه الله مرجعية علمية لا مثيل لها ليس في بغداد فقط، وإنما في العالم كله.. وليس على مدى سنوات معدودة.. ولكن لقرون متتالية!!

          إنه الرازي رحمه الله.. معجزة الطب عبر الأجيال!!

          ولعله من المهم جدًا أن نقف وقفة ونتساءل كيف وصل الرازي رحمه الله إلى هذا المجد.. وإلى هذه المكانة؟

          لا بدَّ أن نعلم أن النجاح لا يأتي مصادفة، وأن التفوق لا يكون إلا بجهد وتعب وبذل وتضحية.. كما أن الإبداع لا يكون عشوائيًا أبدًا.. إنما يحتاج إلى تخطيط وتدريب ومهارة.. وهكذا كانت حياة الرازي رحمه الله..

          لقد بحث الرازي رحمه الله عن العلم في كل مصادره، واجتهد قدر استطاعته في تحصيل كل ما يقع تحت يده من معلومات، ثم أتبع ذلك بتفكير عميق وتجارب متعددة ودراسة متأنية.. حتى بدأ يعدِّل في النظريات التي يقرؤها.. وأخذ ينقد ويحلل.. ثم وصل إلى الاختراع والإبداع..

          لقد انتشر في زمان الرازي رحمه الله الطب اليوناني والفارسي والهندي والمصري نتيجة اجتهاد العلماء في ترجمة كتب تلك الأمم، فقرأها الرازي جميعًا، لكنه لم يكتف بالقراءة بل سلك مسلكًا رائعًا من أرقى مسالك العلم وهو لملاحظة والتجربة والاستنتاج..

          لقد كان الطب اليوناني هو أهم طب في تلك الفترة، ولكنه كان يعتمد في الأساس على النظريات غير المجرَّبة.. وكان كل أطباء اليونان يعتمدون هذه الطريقة حتى عرفوا بفلاسفة الطب، فهم لم يُخضعوا نظرياتهم لواقع الحياة إلا قليلاً، ولا يُستثنى من ذلك كل أطباء اليونان حتى العمالقة منهم أمثال جالينوس وأبقراط!! ولكن الرازي رحمه الله قال كلمته المشهورة التي تعتبر الآن قانونًا من قوانين العلم بصفة عامة, والطب بصفة خاصة.. قال: "عندما تكون الواقعة التي تواجهنا متعارضة والنظرية السائدة يجب قبول الواقعة، حتى وإن أخذ الجميع بالنظرية تأييدًا لمشاهير العلماء..", فهو يذكر أنه ليس لعالم مشهور أو غير مشهور أن يقرر نظرية تتعارض مع المشاهدة الفعلية والتجربة الحقيقية والواقعة الحادثة، بل تُقَدَّم الملاحظة والتجربة؛ وبذلك يُبْنَى الاستنتاج على ضوء الحقائق لا الافتراضات الجدلية..

          ما أروعه حقًا من مبدأ، وما أبدعها من طريقة!!..

          ولذلك نجد أن الرازي كثيرًا ما انتقد آراء العلماء السابقين نتيجة تجاربه المتكررة، بل إنه ألَّف كتابًا خصِّيصًا للرد على جالينوس أعظم أطباء اليونان وسمَّى الكتاب "الشكوك على جالينوس", وذكر في هذا الكتاب الأخطاء التي وقع فيها جالينوس، والتصويب الذي قام هو به لهذه الأخطاء، وكيف وصل إلى هذه النتائج..

          وكان الرازي رحمه الله حريصًا على سؤال المريض عن كل ما يتعلق بالمرض تقريبًا من قريب أو بعيد وكان يقول: "إن الطبيب ينبغي ألا يدع مساءلة المريض عن كل ما يمكن أن يقوله عن علته"، وهذه أول خطوة في التعامل مع المريض في الطب الحديث، وهي معرفة تاريخ المرض والأمور المحتملة التي قد تكون سبَّبت المرض، ثم يقوم الرازي رحمه الله بالكشف على المريض وقياس الحرارة والنبض، وإذا استلزم الأمر أن يدخل المريض المستشفى فإنه يضعه تحت الملاحظة الدقيقة المستمرة لتسجيل كل معلومة قد تكون مفيدة في كشف سبب المرض, أو في وصف العلاج.. وقد كان الرازي من الدقة إلى درجة أذهلت من قرأ تعليقاته على الحالات المرضية التي وصفها..

          بل إن الرازي وصل إلى ما هو أروع من ذلك حيث أرسى دعائم الطب التجريبي على الحيوانات، فقد كان يجرب بعض الأدوية على القرود فإن أثبتت كفاءة وأمانًا جربها مع الإنسان
          التعديل الأخير تم بواسطة khadeja; الساعة 26-04-2013, 07:51 PM.

          تعليق


          • #6
            رد: علماء العرب والمسلمين

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا ورفع قدركم
            [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
            [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

            تعليق


            • #7
              رد: علماء العرب والمسلمين

              النحوي البارع وعالم اللغة
              الخليل ابن احمد
              الفراهيدي


              هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفَرَاهِيديُّ،

              مولده وبلده
              كان مولده في العام المتم مائة من الهجرة (100هـ) في زمن الخليفة الأموي العادل عمر بن عبد لعزيز . ولا يُعلم على التحقيق أين كان مولده، وإن كان بعضهم يقول إنه ولد بمدينة عُمان على شاطئ الخليج العربي وعاش في البصرة .
              ملامح شخصيته وأخلاقه
              كان الخليل بن أحمد -رحمه الله- رجلاً صالحًا عاقلاً، وقورًا كاملاً، مفرط الذكاء، وأكثر ما كان من صفاته بعد سيادته في العلم وانقطاعه له ما كان من زهده وورعه؛ إذ كان متقللاً من الدنيا جدًّا، متقشفًا متعبدًا، صبورًا على خشونة العيش وضيقه،

              وكان يقول:
              "إني لأغلق عليَّ بابي فما يجاوزه همي".
              وليس أدل على ذلك مما حكاه عنه تلميذه النضر بن شميل حيث قال:
              "أقام الخليل في خُصٍّ من أخصاص البصرة، لا يقدرُ على فَلْسَيْنِ، وأصحابه يكسبون بعلمه الأموال"
              ويُحكى عنه أيضًا أنه كان كثيرًا ما ينشد بيت الأخطل:
              وإذا افتقرت إلى الذَّخائر لم تجدْ ذُخْرًا يكون كصالح الأعمال
              ومن حكايات زهده
              أن سليمان بن عليٍّ والي البصرة وجَّه إليه يلتمس منه الشخوص إليه وتأديب أولاده نظير راتب يُجرِيه عليه، فأخرج الخليل إلى رسول سليمان خبزًا يابسًا، وقال:
              ما عندي غيره، وما دمت أجده فلا حاجة لي في سليمان.
              فقال الرسول:
              فماذا أبلغه عنك؟ فأنشأ يقول:
              أبلغ سليمان أني عنـه في سعـةٍ وفي غِنًى غير أني لسـت ذا مـالِ
              سخَّى بنفسيَ أني لا أرى أحـدًا يموت هزلاً ولا يبقي على حـالِ
              والفقر في النفس لا في المال نعرفه ومثل ذاك الغنى في النفس لاالمـالِ
              فالرزق عن قَدَرٍ لا العجز ينقصـه ولا يزيـدك فيه حَـْولُ محتـال
              فقطع عنه سليمان الراتب، فقال الخليل:
              إن الذي شقَّ فمي ضامن للـرزق حتى يتوفـاني
              حرمتني خيرًا قليلاً فما زادك في مالك حرمـاني
              فبلغت سليمان، فأقامته وأقعدته، وكتب إلى الخليل يعتذر إليه، وأضعف راتبه، فقال الخليل:
              وزَلَّة يكثر الشيطان إن ذكرت منها التعـجب جاءت من سليمـانا
              لا تعجبَنَّ لخيرٍ زلَّ عن يـده فالكوكب النحس يسقي الأرض أحيانا
              وفوق زهده وورعه، وتقواه وعلمه
              فقد كان الخليل رجلاً ظريفًا متواضعًا حسن الخُلُق
              ومما ذُكر في ذلك أنه اشتغل عليه رجل في العروض
              وكان بعيد الفهم
              فأقام مدةً ولم يعلق على خاطره شيء منه، قال الخليل:
              فقلت له يومًا:
              كيف تقطِّع هذا البيت؟
              إذا لم تستطع شيئًا فدعـه وجاوزه إلى ما تستطيـع
              قال الخليل: "فشرع معي في تقطيعه على قدر معرفته، ثم إنه نهض من عندي فلم يعُدْ إليَّ، وكأنه فهم ما أشرت إليه"
              وهنا يتجلَّى أدب الخليل وحسن خُلُقه مع تلامذته، وكيف كان يستعمل منهجًا تربويًّا فريدًا في تعليمه إياهم.

              ومن أفضل ما عُلم عن أدب الخليل وتواضعه
              ما حكاه عنه أيوب بن المتوكل حيث يقول:
              "وكان الخليل إذا أفاد إنسانًا شيئًا لم يُرِه أنه أفاده، وإن استفاد من أحدٍ شيئًا أراه بأنه استفاد منه"
              . وفي ذلك ما فيه من سموٍّ نفسي وإنكارٍ للذات، فضلاً عن احترام المعلم والإقرار بفضله على المتعلم؛ إذ ذاك من بعض حقوقه.
              وفي مثل ذلك أيضًا ما أخبر به تلميذه النضر بن شميل حيث قال:
              "ما رأيت أحدًا يُطلب إليه ما عنده أشد تواضعًا منه"
              وفي موقفٍ يجسِّد صفة التواضع هذه
              يحكي الفضل بن محمد اليزيدي فيقول:
              "قدم الخليل بن أحمد عليَّ وأنا على طِنْفسةٍ، فأوسعت له عليها، فأبى إلا القعود معي عليها، ثم قال: مهلاً، إن الموضع الضيق يتسع بالمتحابين، وإن الواسع من الأرض ليضيق بالمتباغضين
              ثم أنشأ الخليل بن أحمد يقول:
              يقولون لي دار المحبين قد دنـت وإني كئيب إن ذا لعجـيب
              فقلت: وما يغني الديار وقربها إذا لم يكن بين القلوب قريب

              شيوخه
              كغيره من أقرانه وعلماء عصره، فقد أخذ الخليل وتتلمذ على أكثر من شيخ وأستاذ، وكان منهم أيوب السختياني البصري، وقد فقه اللغة عليه، وأيضًا عاصم الأحول بن النضر البصري، والعوام بن حوشب، وغالب بن خطاف القطان البصري، وكذلك أبو عمرو بن العلاء، وعثمان بن حاضر الأزدي، وغيرهم.
              تلاميذه
              كان تلاميذه -رحمه الله- من الكثرة والنجابة بمكان، وكان أبرزهم سيبويه النحوي البصري حُجَّة العربيةوعبد الملك بن قريب الأصمعي

              وحماد بن يزيد، وأيوب بن المتوكل البصري القارئ، وبَدَل بن المحبَّر، وداود بن المحبر، وعلي بن نصر الجهضمي الكبير، وعون بن عمارة، والمُؤَرِّج بن عمرو السدوسي، وموسى بن أيوب، والنضر بن شميل، وهارون بن موسى النحوي الأعور، ووهب بن جرير بن حازم، ويزيد بن مرة الذَّارع، والليث بن المظفر.

              وإذا كان من أكبر أسباب شهرة الخليل بن أحمد هو تلميذه سيبويه في مؤلَّفه الشهير (الكتاب)؛
              إذ عامَّة الحكاية فيه عن الخليل، وكلما قال سيبويه في كتابه:
              "وسألته" من غير أن يذكر قائله، فإنما يعني بذلك الخليل.
              مؤلفاته

              إن من أهم ما طيَّر اسم الخليل وأذاع شهرته في الآفاق هو كتابه ومعجمه البِكْر من نوعه في مصنفات اللغة العربية

              (كتاب العين)
              ولم يكن (العين) هو مصنَّفه الوحيد، وإنما ذكرت كتب المراجع أن له أيضًا: كتاب (فائت العين)، وكتاب (العروض)، وكتاب (الشواهد)، وكتاب (النقط والشكل)، وكتاب (النغم)، وكتاب في (معنى الحروف)، وكتاب في (العوامل)، وكتاب (الإيقاع)، وكتاب (تصريف الفعل)، وكتاب (التفاحة في النحو)، وكتاب (جملة آلات الإعراب)، وكتاب (شرح صرف الخليل)، وكتاب (الجمل)، وكتاب (المُعَمَّى)، وغيرها.

              منهجه في كتاب العين
              لقد رتَّب الخليل في (العين) الحروف العربية على مخارجها من الحلق على النظام التالي

              كما جاء في مقدمته لكتاب العين:
              ع، ح،هـ، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، د، ت، ظ، ث، ذ، ر، ل، ن، ف، ب، م، و، ا، ي، همزة.

              وإذا كان الخليل قد عدَّ العين أقصى الحروف مخرجًا، فإن سيبويه يذكر أن الهمزة أقصى الحروف مخرجًا. غير أن ابن كيسان يروي أنه سمع من يذكر عن الخليل أنه قال:
              "لم أبدأ بالهمزة لأنها يلحقها النقص والتغيير والحذف، ولا بالألف لأنها لا تكون في ابتداء الكلام ولا في اسم ولا فعل إلا زائدة أو مُبْدَلَةً، ولا بالهاء لأنها مهموسة خفيَّة لا صوت لها، فنزلتُ إلى الحيز الثاني وفيه العين والحاء فوجدتُ العين أنصع الحرفين؛ فابتدأت به ليكون أحسنَ في التأليف".
              وقد بسط الخليل في العين الكلام في هذه الحروف ومخارجها
              فعدَّها تسعة وعشرين حرفًا، جعل منها خمسة وعشرين حرفًا صحاحًا لها أحياز ومدارج، كما جعل منها أربعة هوائية.
              ولقد وَسَم الخليل كتابه المعجم هذا بأول حرف اعتمده، وهو العين.
              ولما كان الخليل أول واضعٍ للكلم العربي في صورة معجمية
              كان عليه بعد ذلك أن يستقصي الكلمات بعد أن اختار الترتيب، وكان اعتماده على ما ساقه الصرفيون - ممن سبقه - من حصرٍ لأبنية الكلمة، وجعلها إما ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو خماسية.
              وعلى هذا وجد الخليل أن مبلغ عدد أبنية كلام العرب المستعمل والمهمل على مراتبها الأربع من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي من دون تكرار،
              اثنا عشر ألف ألف وثلاثمائة ألف وخمسمائة آلاف وأربعمائة واثنا عشر (12305412):
              الثنائي:
              سبعمائة وست وخمسون (756).
              الثلاثي:
              تسعة عشر ألفًا وستمائة وست وخمسون (19656).
              الرباعي:
              خمسمائة ألف وأحد وتسعون ألفًا وأربعمائة (591400).
              الخماسي:
              أحد عشر ألف ألف، وسبعمائة وثمانٍ وثلاثون ألفًا وستمائة (11738600).
              اعتمد الخليل في هذا الإحصاء على تنقّل الحرف في بنيته من الكلمة
              فالحرف في الكلمة الثنائية ينتج عن تنقله صورتان يكون أولاً ويكون ثانيًا،
              والحرف في الكلمة الثلاثية ينتج عن تنقله صور ثلاث يكون أولاً وثانيًا وثالثًا،
              والحرف في الكلمة الرباعية ينتج عن تنقله صور أربع،
              وفي الكلمة الخماسية صور خمس. ولا شك أن هذا الاستقصاء ثم الاستصفاء اقتضى من الخليل جهدًا حثيثًا، وفكرًا كبيرًا.
              آراء العلماء فيه

              إحقاقًا للحق، وامتنانًا بالفضل، وعرفانًا بالسبق فقد أثنى كثير من علماء المسلمين على الخليل بن أحمد رحمه الله، وأنزلوه المكانة اللائقة به، حتى قال عنه
              حمزة بن الحسن الأصبهاني
              في كتاب
              (التنبيه على حدوث التَّصحيف):
              "وبعد، فإن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم تكن لها أصول عند علماء العرب من الخليل، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيمٍ أخذه، ولا على مثال تقدَّمه احتذاه، وإنما اخترعه من ممرّ له بالصَّفَّارين من وقع مطرقة على طست، ليس فيهما حجة ولا بيان يؤديان إلى غير حليتهما أو يفيدان عين جوهرهما، فلو كانت أيامه قديمة، ورسومه بعيدة لشكَّ فيه بعض الأمم؛ لصنعته ما لم يضعه أحد منذ خلق الله الدنيا من اختراعه العلم الذي قدمت ذكره، ومن تأسيسه بناء كتاب (العين) الذي يحصر فيه لغة كل أمة من الأمم قاطبة، ثم من إمداده سيبويه في علم النحو بما صنَّف كتابه الذي هو زينة لدولة الإسلام.
              وقال عنه سفيان بن عُيَيْنة رحمه الله:

              "من أحبَّ أن ينظرَ إلى رجلٍ خُلِق من الذهب والمسك، فلينظر إلى الخليل بن أحمد".
              ويُروى عن تلميذه النضر بن شميلٍ أنه قال:
              "كنا نُمَيِّل بين ابن عونٍ والخليل بن أحمد أيهما نقدِّم في الزهد والعبادة، فلا ندري أيهما نقدِّم؟!"
              وكان يقول:
              "ما رأيت رجلاً أعلم بالسُّنَّة بعد ابن عونٍ من الخليل بن أحمد"
              وكان يقول:
              " أُكِلَت الدنيا بأدَب الخليل وكُتُبِه وهو في خُصٍّ لا يُشْعَر به. وكان يحج سنةً، ويغزو سنةً، وكان من الزهَّاد المنقطعين إلى الله تعالى"
              وقال السيرافي:
              "كان الغاية في تصحيح القياس، واستخراج مسائل النحو وتعليله".
              وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي:
              "كان أهل البصرة -يعني أهل العربية- من أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سُنَّة: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب، والأصمعي"
              . وقال عنه ابن حبان في كتاب الثقات:
              "كان (أي الخليل) من خيار عباد الله المتقشفين في العبادة"
              وفاته
              كما كان الخليل عجيبًا في حياته، متفردًا بين بني جنسه، كانت وفاته أيضًا كذلك؛ فقد أراد أن يُقرِّب نوعًا جديدًا من الحساب تمضي به الجارية إلى البائع فلا يمكنه ظلمها، فدخل المسجد وهو يُعمِل فكره في ذلك، ولكن أجله كان بالمرصاد، حيث صدمته سارية وهو غافل عنها بفكره، فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته.
              وقيل: بل كان يقطِّع بحرًا من العروض،
              وكان ذلك بالبصرة سنة سبعين ومائة من الهجرة (170هـ) على المشهور، ودُفِن بها

              تعليق


              • #8
                رد: علماء العرب والمسلمين

                ممتاز
                علماء العرب والمسلمين الذي أبدوا تفوقا باهرا في مجالات العلوم المختلفة
                ماتركوا علما إلا وكان لهم باعا فيه
                في الوقت الذي كان فيه الغرب يعيش في الظلام والجهل كان العرب والمسلمون ينعمون بنور العلم وكان الشوارع تضاء بالمصابيح والشوارع يكسوها البلاط
                رحم الله زمان العزة
                بارك الله فيكم
                شاء من شاء وأبى من أبى لن نعيش إلا أحرار ولن نركع لغير الله ، وسنكسر الظالمين
                وسننتصر بإذن الله .. فهذا وعد الله

                أنَا هِنا حَيّ ( مبكية )

                تعليق


                • #9
                  رد: علماء العرب والمسلمين

                  جزاكم الله خيرا
                  لن ترجع الامة الى مجدها مادام اهملنا العلم
                  رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ

                  تعليق

                  يعمل...
                  X