إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

روائع التابعين للشيخ محمود المصري الحلقه الثالثه محمد بن واسع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روائع التابعين للشيخ محمود المصري الحلقه الثالثه محمد بن واسع



    باذن الله في هذا الموضوع سيتم وضع جميع المعلومات عن محمد بن واسع الذي ذكره فضيله الشيخ محمود المصري في برنامجه روائع التابعين علي قناه الناس
    و انتظروا باقي الحقات
    و ان شاء الله في النهايه اعمل موضوع في روابط جميع الحلقات


    (إن إصبع محمد بن واسع الأزدي أحب إليّ من ألف سيف شهير يحملها ألف شاب طرير), كلمات سطرها التاريخ جاءت على لسان القائد العظيم قتيبة بن مسلم الباهلي ولكن يا تُرى ما هذه الأصبع؟, ألم تكن من لحم ودم وعظم ككل الأصابع وما الذي ميزها فصارت أحب إلى القائد من ألف سيف شهير وهو المحتاج في أرض المعارك إلى كل جندي حتى يحقق النصر على عدوه نعم إنها أصبع تتصل بجسد ولحم و دم لحم نبت من حلال طاب مطعمه فكان مستجاب الدعوة ودم يتدفق من قلب فاض بالصدق والإخلاص وسلم من أن يكون فيه شريك لله أو حظ من حظوظ النفس والهوى وامتلأ فقراً وذلا وانكسار أو مسكنة لله رب العالمين استحيا من الله فاستحيا الله أن يرد له دعوة فكان مستجاب الدعوة..


    لله درك يا بن واسع يا زين الفقهاء وتاج الأتقياء وقدوة العابدين وشيخ الزاهدين ولم لا؟!, وهو الذي تتلمذ وتربى على يد أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتخرج من المدرسة النبوية والجامعة المحمدية فلا غرابة أن يكون هذا حال تلميذه رضي الله عنه ورحمه الله.


    ولقد أوتى محمد بن واسع من الحكمة والعلم ما جعله منهلاً عذباً لكل طالب علم حتى جاء أحدهم وقال له : أوصني يا أبا عبد الله فقال: ( أوصيك أن تكون ملكاً في الدنيا والآخرة ), فدهش السائل وقال : وكيف لي بذلك يا أبا عبد الله؟!, فقال: (ازهد بعرض الدنيا تكن ملكا هنا بالاستغناء عما في أيدي الناس وملكاً هناك بالفوز بما عند الله من حسن الثواب), وجاء له آخر فقال : ( إني لأحبك في الله يا أبا عبد الله), فقال: (أحبك الله الذي أحببتني من أجله), ثم ولى وهو يقول : اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت لي ماقت ) , إن الإنسان كلما ازداد علماً ازداد لله خشية وتواضعاً وهذا كان حال محمد بن واسع فكان يقول في مجلس أصحابه: (لو كان للذنوب رائحة تفوح ما استطاع أحد منكم أن يدنو مني لما يصيبه من أذى رائحتي) , كما أنه كان محباً للقرآن يشدو به تلاوة ويترنم به تعبدا وتدبرا حتى وصفه مالك بن دينار فقال: (للأمراء قراء وللأغنياء قراء وان محمد بن واسع لمن قراء الرحمن ), ومن حبه لهذا الكتاب العظيم وسعادته به كان يرغب أصحابه فيه فيقول القرآن بستان المؤمن فأينما حل منه نزل في روضته وصدق والله فإنه نعم البستان لمن تدبر آياته وتفهم معانيه وعاش في كنفه.


    ولقد ترقى على السلم التقى حتى بلغ منه مبلغا عظيماً قلما يبلغها أحد حتى روى عنه أنه رؤى في السوق وهو يعرض للبيع حماراً له فسأله رجل: أترضاه لي أيها الشيخ؟, فقال: لو رضيته لنفسي ما بعته, وسأله صاحب له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟, فأجاب قائلا:ً (أصبحت قريبا أجلي بعيدا أملي سيئاً عملي ), فإذا رآه مندهشاً قال: ما ظنك برجل يقطع إلى الآخرة كل يوم مرحلة؟!,


    ولقد سطر لنا التاريخ صفحات ناصعة من جهاد محمد بن واسع وشجاعته واستبساله وحرصه على أن يكون في صفوف المجاهدين الفاتحين بسيفه وسنانه وأيضا بأصبعه التي تعرف طريقها إلى السماء فينزل الله بسببها الخيرات والبركات والنصر الذي وعد عباده المؤمنين وهاك طرف منها .


    فقد خرج مع القائد المظفر يزيد بن المهلب والى خراسان في خلافة أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك في جيش كان قوامه مائة ألف مقاتل غير المتطوعين ممن خرجوا يطلبون الشهادة في سبيل الله وكان محمد بن واسع في طليعة المتطوعين ونزل الجيش بأرض يقال لها دهشان وكان يسكنها قوم من الترك أشداء أقوياء تحميهم حصونهم المنعية حتى أنهم كانوا يخرجون كل يوم لقتال المسلمين فإذا أعيتهم المواجهة لاذوا بتلك الحصون وتحصنوا بها ولكن ما كان دور محمد بن واسع في هذه المعركة وهو ضعيف البنية متقدم السن؟, نعم.. لقد كان له دور فعال إذ كان المسلمون يستبشرون إذا نظروا إلى وجهه المهلل بنور الطاعة ويتحمسون إذا سمعوه يلهج بذكر الله سبحانه ويطمئنون إذا رأوه يرفع أصبعه إلى السماء لأنهم يعلمون أنه مستجاب الدعوة وكانوا يستجيبون لندائه فيهم: يا خيل الله اركبي.. يا خيل الله اركبي.. فيهبون إلى قتال عدوهم كالليوث الضواري المتشوقة إلى فريستها..


    وفي ذات يوم من تلك الأيام المشهودة برز فارس من صفوف الأعداء لم تقع العين على رجل أضخم جسماً منه ولا أشد قوة وأخذ يصول ويحول بين الصفوف حتى نحى المسلمين عن مواقعهم وجعل يدعوهم إلى المبارزة متحديا لهم فما كان من محمد بن واسع إلا أن تهيآ لآن يبرز له فبعث الشجاعة في نفوس المسلمين ونفث البسالة في قلوبهم وخرج واحد من هؤلاء الفرسان البواسل وألح على محمد بن واسع وأقسم عليه بأن يترك له ذلك فأبر الشيخ قسمه ودعا له فتقابل الفارسان وتصاولا وتجاولا فترة من الزمان هذا يختلف ضربة والآخر يختلف أخرى والناس من حولهم ينظرون شاخصة أبصارهم مشدوهة أنفسهم ينتظرون النتيجة.. ثم اختلف الفارسان ضربتين بسيفيهما على رأسيهما في لحظة واحدة فثبت سيف (التركي ) في حديد بيضة الفارس المسلم وشطر سيف المسلم رأس التركي شطرتين وعاد إلى صفوف المسلمين منتصراً يحمل سيفين سيف في يده يقطر دما وسيف مثبت في خوذته فنظر إليه يزيد بن المهلب قائد جيش المسلمين فقال: لله أبوه من فارس!!, أي رجل هذا ؟!, فقيل له: إنه رجل بركته دعوات محمد بن واسع, ففرح المسلمون أيما فرح وازدادوا شجاعة إلى شجاعتهم وحماسة إلى حماستهم وأقبلوا نحو أعدائهم كالسيل الهادر متشوقين أن يحققوا نصراً و مجدا وأحاطوا بعدوهم وأحكموا عليهم القبضة وقطعوا عنهم أي مدد فلم يجد ملكهم بدا من المصالحة فبعث إلى يزيد يعرض عليه الصلح ويعلن استعداده لتسليمه ما في يده من البلاد بكل ما فيها ومن فيها على أن يؤمنه على نفسه وماله وأهل بيته فقبل منه يزيد بشرط أن يقدم له سبعمائة ألف درهم مقسطة وأن يعطيه أربعمائة ألف عاجلة وأن يقدم له أربعمائة دابة محملة زعفراناً وأن يسوق له أربعمائة رجل في يد كل واحد منهم كاًس من الفضة وعلى رأسه برنس من الخز وعلى البرنس طيلسان من القطيفة وشقة من الحرير ليلبسها نساء الجند حتى إذا انتهت المعركة أمر يزيد خازنه فقال: أحصي لنا الغنائم حتى نعطي كل ذي حق حقه, فحاول الخازن ومن معه إحصاءها فعجزوا لكثرتها فقسمت بين الجند قسمة مبنية على التسامح .


    وقد وجد المسلمون في الغنائم تاجاً من الذهب الخالص محلى بالدرر والجواهر مزخرف مزركش فتمنى كل واحد أن لو كان من نصيبه فأخذه يزيد بيده ورفعه ثم قال: أترون أن أحد يزهد في هذا التاج؟!, فقالوا أصلح الله الأمير ومن الذي يزهد به؟, فقال: سترون أنه مازال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من يزهد به وبملء الأرض من مثله ثم التفت إلى حاجبه وقال: التمس لنا محمد بن واسع الأزدي..


    فانطلق الحاجب يبحث عنه في كل جهة فوجده متنحيا عن الناس مختلياً بنفسه منتصباً مصلياً يدعو ويستغفر متعبدا لربه فأقبل عليه وقال: إن الأمير يدعوك للقائه ويسألك أن تمضي إليه الساعة فمضى مع الحاجب حتى إذا صار عند الأمير حيا وجلس قريبا منه فحياه الأمير ثم رفع التاج بيده وقال: يا أبا عبد الله إن جند المسلمين قد ظفروا بهذا التاج الثمين وقد رأيت أن أوثرك به وأن أجعله من نصيبك فطابت نفوس الجند بذلك.. فقال: تجعله من نصيبي أنا أيها الأمير؟!, فقال: نعم.. من نصيبك أنت, فقال: لا.. حاجة لي به أيها الأمير وجزيت وإياهم عني خيرا, فقال: أقسمت عليك بالله لتأخذنه فلماً أقسم عليه الأمير أخذه وانصرف,


    فقال من يعرف من هو محمد بن واسع: ها هو ذا قد استأثر بالتاج ومضي به فأمر يزيد غلاماً أن يتبعه - دون أن يشعر- أن ينظر ماذا يصنع بهذا التاج وأن يأتيه خبره.. فتبعه الغلام وهو لا يدري به فعرض له رجل يسأله من مال الله فنظر بن واسع يمينه ويسره حتى إذا ظن أن أحداً لا يراه أعطاه ذلك التاج الثمين ثم انطلق فأمسك الغلام بيد السائل وأتى به على الأمير وقص عليه خبر التاج والناس ينظرون وأخذه من السائل وعوضه من مال بدلا منه حتى رضي ثم التفت إلى الجند وقال: أما قلت لكم, إنه مازال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من يزهد بهذا التاج وأمثال أمثاله.


    ظل محمد بن واسع يجاهد المشركين تحت إمرة يزيد بن المهلب حتى إذا اقترب موسم الحج استأذنه أن يمضي ليقضي المناسك فأذن له وقال: إذنك بيدك يا أبا عبد الله فأمض متى شئت وقد أمرنا لك بمبلغ من المال يعينك على حجك فقال له: وهل ستأمر بمثل هذا المال لكل جندي من جنودك أيها الأمير؟!, فقال: لا, فقال: لا حاجة لي بشيء أخص به من دون جند المسلمين ثم انصرف وقد شق على يزيد فراق هذا الرجل مستجاب الدعوة وتمنى أن لو انتهى من المناسك حتى عاد أدراجه في عداد جيش يزيد فيطمئن إلى صحته وإلى دعائه المستجاب.هكذا يكون الرجل الصالح التقي الورع قوي الإيمان يتمنى الناس صحبته والقرب منه بل ويحزنون لفراقه ويتألمون للبعد عنه..


    هاك صورة أخرى من جهاد بن واسع رحمه الله مع قتيبة بن مسلم الباهلي والذي أحب بن واسع حباً جما وقربه وأدناه وكان عنده أحب من ألف فارس طرير يشهرون سيوفهم في سبيل الله.. قتيبة الذي توجه إلى بخارى ليفتح ما تبقى من بلاد ما وراء النهر - أي ما وراء نهر جيحون بخراسان - والذي ما أن وصل إلى بخاري وعبر النهر حتى علم به أهل البلاد فدقوا طبول الحرب واستنفروا الناس لقتال المسلمين فأخذت الجموع تتدفق عليهم من (الصفد ) و(الترك ) و( الصين ) وغيرهم حتى بلغوا أضعاف أضعاف المسلمين عددا وعدة وسدوا أفواه الطرق في وجوه المسلمين وأغلقوا كل المسالك والثغور حتى انه لم يستطع قتيبة أن يرسل سرية لتحسس له الأخبار وعسكر قتيبة بالقرب من مدينة (بيكند) لا يتحرك, وأخذ العدو يخرج له في كل صباح بطليعة من طلائعه يناوش جيش المسلمين النهار ثم يعود إلى حصونه المنيعة ليلا وكان هذا هو الحال طوال شهرين كاملين حتى صار قتيبة في حيرة من أمره أيحجم عن القتال أم يقدم, وما إن وصل خبر جيش قتيبة إلى المسلمين في كل مكان فقلق الناس اشد القلق لما رأوا ما عليه جيشهم الذي لم يغلب ذي قبل حتى صدرت التوجيهات إلى الأمصار بأن يلجوا في الدعاء لجند المسلمين إثر كل صلاة فأخذ الأئمة يقنتون في كل صلاة وتطوع الكثير لنجدة جيش المسلمين في طليعتهم محمد بن واسع رحمه الله ثم إن قتيبة كان له عين من أبناء العجم ذا حنكة ودهاء يقال له (تيذر) استماله الأعداء وبذلوا له المال الكثير وطلبوا منه توهين المسلمين وحملهم على أن يغادروا بلادهم وبالفعل أتى (تيذر) إلى قتيبة مستخدما دهاءه ومكره ودار بينهما حوار كان مفاده أن أمير المؤمنين بدمشق قد عزل الحجاج بن يوسف الثقفي وعزل من يتبعه من القواد وقتيبة منهم, وولى قوادا جدداً وأشار عليه أن ينصرف بجيشه عن تلك الديار ولكن قتيبة كان أكثر فراسة منه فأمر بقتله لخيانته.


    ثم أذن للناس بالدخول فارتاعوا وفزعوا لما رأوه متجندلاً في دمائه فأخبرهم خبره وخيانته لجيش المسلمين وقال: ما يروعكم من قتل رجل غادر خائن؟!, فقالوا: كنا نظنه ناصحا للمسلمين, فقال: بل كان غاشا لهم فأخذهم الله بذنبه ثم رفع صوته: والآن انصرفوا إلى قتال عدوكم والقوه بقلوب غير القلوب التي كنتم تلقونه بها من قبل, فاستجابوا وما أن تصاف الجيشان حتى رأى المسلمون من كثرة عدوهم ووفرة عتاده فأخذ قتيبه يقوى عزائمهم ويشحذ هممهم وينفث فيهم روح البسالة والشجاعة ثم قال لمن حوله: أين محمد بن واسع الأزدي؟, فقالوا: إنه هناك في الميمنة أيها الأمير, فقال وما يفعل؟!, فقالوا: إنه متكئ على رمحه شاخص ببصره يحرك أصبعه نحو السماء أنناديه لك أيها الأمير؟, فقال: لا.. بل دعوه والله, إن تلك الأصبع أحب إليّ من ألف سيف شهير يحملها ألف شاب طرير اتركوه يدعو فما عرفناه إلا مستجاب الدعاء..


    التقي الجمعان وتجالد الفريقان النهار كله وأنزل الله سكينته وتأييده على قلوب جنده الذين يقاتلون لإعلاء كلمته وإخراج العباد من قهر الذل والاستعباد إلى واحة الإيمان الرحيبة والتحرر من ذلك الذل والقهر بعضهم البعض إلى حرية الاعتقاد وقذف في قلوب عدوهم الرعب فمنحوا ظهورهم للمسلمين ليقتلوا منهم ويأسروا ومزقهم الله كل ممزق حتى سألوا قتيبة الصلح والفدية, فصالحهم قتيبة وكان من الأسرى رجل خبيث نفسه كثير شره على المسلمين مجرم حرب فيعرف القانون الحديث فقال لقتيبة: أنا أفدى نفسي أيها الأمير.. فقيل له: وكم تبذل؟, فقال: خمسة ألاف حريرة صينية ثمنها ألف ألف.. فاستشار قتيبة جنده وقال ما ترون؟,


    فقال بعضهم: نرى أن هذا المال سيزيد في غنائم المسلمين ثم إننا بعد أن أحرزنا النصر عليهم لم نعد نخشى بأس هذا الرجل وأمثاله فالتفت قتيبة إلي بن واسع وقال: وما تقول أنت يا أبا عبد الله؟, فقال: أيها الأمير إن المسلمين لم يخرجوا من ديارهم لجمع الغنائم وتكديس الأموال وإنما خرجوا مرضاة لله ونشر الدين في الأرض وقهراً لأعدائه, فقال قتيبة: جزآك الله خيراً والله لا أدعه يروع امرأة مسلمة بعد الساعة ولو بذل مال الدنيا فداء لنفسه.. ثم أمر بقتله..


    وهكذا كان محمد بن واسع مجاهدا في سبيل الله يخرج في صفوف المسلمين جندا وفيا سامعاً مطيعاً لا يفرق بين هذا أو ذاك ممن ولاه الله عليه وهو الذي لم يقاتل تحت إمرة يزيد بن المهلب وقتيبة بن مسلم فحسب وإنما أيضا مع غيرهم من الأمراء والذي فرض عليهم جميعاً - بتقواه وصلاحه وقربه من ربه - أن يحبوه ويقربوه ويبشروا بدعائه.


    أن المواقف التي تشهد لمحمد بن واسع على زهده وورعه أكثر من أن تحصى نذكر منها..

    أن والي البصرة بلال بن أبي بردة دخل عليه محمد بن واسع ذات يوم وهو لابس مدرعة - جبة مشقوقة المقدم خشن من الصوف - فقال له بلال: ما يدعوك إلى لبس هذا الكساء الخشن يا أبا عبد الله؟!, فتشاغل عنه ولم يجبه فنظر إليه وقال: مالك لا تجيبني يا أبا عبد الله؟!, فقال: أكره أن أقول زهدا فأزكي نفسي وأكره أن أقول فقرا فأشكو ربي وأنا لا أريد هذا ولا ذاك, فقال له: ألك حاجة يا أبا عبد الله فنقضيها لك؟, فقال: أما أنا فما لي من حاجه أسألها أحداً من الناس وإنما أتيتك في حاجة لأخ مسلم فإن أذن الله في قضائها وكنت محمودا وإن لم يأذن في قضائها وكنت معذورا, فقال: بل نقضيها إن شاء الله,

    التفت إليه الوالي وقال: ما تقول في القضاء والقدر يا أبا عبد الله؟, فقال: أيها الأمير إن الله عز وجل لا يسأل عباده يوم القيامة عن القضاء والقدر وإنما يسألهم عن أعمالهم فاستحيا منه الأمير ولم يتكلم..

    وفيما هو جالس عنده حان موعد الغداء فدعاه الوالي إلى طعامه فأبى ذلك فألح عليه فجعل يتعلل فغضب الوالي وقال: أراك تكره أن تصيب شيئاً من طعامنا يا أبا عبد الله, فقال: لا تقل ذلك أيها الأمير فوالله إن خياركم معشر الأمراء لأحب إلينا من أبنائنا وخاصة أهلينا وعرض على محمد بن واسع تولي منصب القضاء فأبى ذلك أن محمد بن المنذر صاحب شرطة البصرة دعاه إلى ذلك قائلا: إن أمير العراق طلب مني أن أدعوك لتولي القضاء فقال: أعفوني من ذلك عافاكم الله, فألح عليه مرارا فأصر فقال له: والله لتتولين القضاء أو لأجلدنك ثلاثمائة جلدة ولأعذرنك, فقال له: إن تفعل فإنك مسلط وإن معذب الدنيا خير من معذب الآخرة فخجل منه وصرفه..

    ولقد ذخرت كتب تاريخ المسلمين بالصفحات الناصعة المضيئة بمواقف هذا الرجل العظيم التي تشهد أنه وأمثاله كانوا خير سلف لهذه الأمة التي لن ينصلح حالها إلا بما انصلح به حال سلفها الصالحين, ثم أن محمد بن واسع مرض مرضه الذي مات فيه فتكاثر الناس على زيارته والاطمئنان عليه فمال عليه أحد أصحابه وقال: أخبرني ما يغني عني هؤلاء إذا أُخذنا غدا بالنواصي والأقدام وما ينفعوني إذا ألقيت في النار.. ثم أقبل على ربه وجعل يقول: اللهم إني أستغفرك من كل مقام سوء قمته ومن كل مقعد سوء قعدته ومن كل مدخل سوء دخلته ومن كل مخرج سوء خرجته ومن كل عمل سوء عملته ومن كل قول سوء قلته.. اللهم إني أستغفرك من ذلك كله فاغفره لي وأتوب لك منه فتب عليّ وألقى إليك بالسلام قبل أن يكون لزاما.. ثم فاضت روحه..


    رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته وأعلى ذكره في الآخرة كما أعلاه في الدنيا.. ويا رب كما أحببنا بن واسع فيك فأحبنا وارض عنا وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل قول وعمل يقربنا إلى حبك آمين يا رب العالمين وهؤلاء هم سلفنا الصالح الذين أبدًا سنظل نذكرهم ونستهدى بهم فا لذكر للإنسان عمر ثان.





  • #2
    روائع التابعين للشيخ محمود المصري ((الربيع ن خثيم))




    ان شاء الله سيتم وضع جميع سير التابعين التي يعرضعها الشيخ محمود المصري في برنامجه روائع التبعين

    1-الربيع بن خثيم
    أما بعد:
    نقف اليوم مع عَلَمٍ من أعلام التابعين، ومن كبار الفقهاء والعُبَّاد والزُّهَّاد، من أهل الوَرَع والخشية، مع الذي جعل الله له ذكرًا في العالمين، مع الذي نشأ منذ نعومة أظفاره على طاعة الله، وفَطَمَ نفسه منذ حداثته على تقواه، مع أحد خريجي مدرسة الصحابة - رضي الله عنهم - مع من تَتلمذَ على يد سيدنا عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - صاحب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد تعلَّق هذا التابعي بأستاذه تعلُّق الوليد بأمِّه، وأحبَّ الأستاذ تلميذه حبَّ الأب لوحيده، حتى قال له ابن مسعود في ذات يوم: "يا أبا يزيد، لو رآك رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأحبك، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين".

    إنه التابعي الجليل: (الرَّبيع بن خُثَيْم )، والتابعي هو الذي أدرك زمن الصحابة ورآهم ولم يرَ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم.

    وأنا اليوم سأسلِّط الضوء؛ لألتقط صورًا من سيرته العطرة، ونقف معها؛ لنهتدي بها في حياتنا وتعاملنا، فالأمَّة اليوم بحاجة إلى من يحدثها عن سِيَر هولاء الأعلام، أمثال: الرَّبيع بن خُثَيْم؛ لتقتدي بها وترى أصحاب الهِمم العالية والعزيمة الصادقة؛ قال الله – تعالى –: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة يوسف: 111].

    الصورة الأولى: الربيع يغض بصره عن الحرام:
    إن إطلاق البصر سببٌ لأعظم الفتن، فكم فسد بسبب النظر من عابد! وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين! وكم وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة، والعياذ بالله!

    فالعين مِرآة القلب، فإذا غضَّ العبد بصره، غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره، أطلق القلب شهوته وإرادته، ونقش فيه صور تلك المبصَرات، فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.

    ولذلك؛ كان السلف الصالح يبالغون في غضِّ البصر؛ حذرًا من فتنته، وخوفًا من الوقوع في عقوبته، فكان الربيع بن خُثَيْم - رحمه الله - يغضُّ بصره، فمرَّ به نسوة، فأطرق - أي: أمال رأسه إلى صدره - حتى ظنَّ النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى.

    وفي ذات يوم قِيلَ له: يا ربيع، لم لا تجلس في الطرقات مع الناس؟فقال: أنا أخشى ألاَّ أردَّ السلام ولا أغضَّ بصري.

    هكذا يبالغ الربيع بالغضِّ، حتى يحافظ على قلبه الذي ربَّاه على الإيمان، فأين
    شباب اليوم من هذه الخصلة، التي هي غض البصر؟! أين الذين ينظرون إلى النساء المتبرِّجات في الطرقات والأسواق؟! أين الذين ينظرون إلى النساء من خلال الأفلام والمسلسلات والأغاني؟! أين الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله إذ يسترقون النظرات إلى النساء؟!

    فهذا درسٌ عظيم من الربيع إلى كلِّ المسلمين، وخاصة الذين يجلسون في الطرقات والأسواق: أن كفُّوا أبصاركم عن النظر إلى الحرام.

    الصورة الثانية: الربيع يشتغل بعيوبه عن عيوب الآخرين:
    لقد اشتغلَ الربيع بعيوب نفسه، وترك الاشتغال بعيوب الآخرين، وطبَّق في حياته ما قاله الله -تعالى - في كتابه الخالد: {والَّذينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، في ذات يوم قِيلِ له: يا أبا يزيد، ألا تذمُّ الناس؟ فقال: والله ما أنا عن نفسي براضٍ فأذمَّ الناس, إن الناس خافوا الله على ذنوب الناس وأمنوه على ذنوبهم.

    نعم والله صدق الربيع، ألا ترون أيها الناس، أننا في مجالسنا نتحدث ونقول: والله نخشى من عذاب الله من أفعال فلان وعلان، ونخاف من عذاب الله من أقوال فلان وفلان، ولكننا ننسى أن نخافَ على أنفسنا من عذاب الله من ذنوبنا وأفعالنا وأقوالنا.

    هذا إبراهيم التيمي، قال - وهو يتحدث عن أخلاق الربيع -: "أخبرني من صحب الربيع بن خُثَيْم عشرين سنة: ما سمع منه كلمة تعاب"، الله أكبر.

    أيُّ تربية هذه التي كان ينتهجها الربيع مع نفسه، حتى كانت هذه السيطرة على لسانه، فلا يُسمعُ منه كلمة تُعاب مع طول مدة الصُّحبة؟!

    جاء رجلٌ إلى الربيع بن خثيم, فاغتاب أخًا له, فقال الربيع بن خثيم: أقاتلت الروم؟ قال: لا، قال: أقاتلت فارس؟ قال: لا، قال: فيَسلَمُ منك فارس والروم، ولا يسلم منك المسلم؟! قُمْ عني.

    فهذا درسٌ من الربيع لكلِّ من أطلق العنان للسانه بالتكلم على المسلمين، وبذكر عيوبهم، ليشتغل بعيوب نفسه عن عيوب إخوانه من المسلمين، فطُوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.
    الصورة الثالثة: الربيع يعفو ويقابل السيئة بالحسنة:
    كان الربيع من الرجال الذين ترجموا قول الله – تعالى -: {وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134]، في واقع حياتهم، من الذين جرَّدوا نفوسهم من الانتقام والثأر والغضب إلا لله.

    في ذات يوم، وبينما هو في المسجد ورجل خلفه، فلمَّا قاموا إلى الصلاة، جعل الرجل يقول له: تقدَّم، ولا يجد الربيع مكانًا أمامه، فرفع الرجل يده وضرب بها عنق الربيع، ولا يعرف أن الذي أمامه هو الربيع بن خُثَيم.


    فماذا تظنون من الربيع أن يفعل؟ ضربه هذا الرجل، وأهانه أمام الناس وبدون سبب.

    وأنا على يقين أن نفس الربيع في تلك اللحظات دعته للانتقام أمام هذه الإهانة، ولكنه داس على نفسه، وقابلها بعكس ما تريد، أتدرون ماذا فعل؟

    التفت الربيع إلى الرجل الذي ضربه، فقال له: رحمك الله، رحمك الله، وإذا بالرجل يبكي بكاءً شديدًا حين عرف الربيع، أرأيتم كيف قابله بهذا الخلق العظيم؟!

    وفي ذات يوم اشترى فرسًا بثلاثين ألفًا، فغزا عليها، ثم أرسل غلامه يحتشُّ، وقام يصلي وربط فرسه، فجاء الغلام، فقال: يا ربيع أين فرسك؟ قال: سرقت يا يسار، قال: وأنت تنظر إليها؟ قال: نعم يا يسار، إني كنت أناجي ربي - عز وجل - فلم يشغلني عن مناجاة ربي شيء اللهم إنه سرقني ولم أكن لأسرقه، اللهم إن كان غنيًّا، فاهده، وإن كان فقيرًا، فأغنِه (ثلاث مرات).

    سُرِق له فرس، والفرس يعادل في زماننا السيارة الحديثة الغالية الثمن، ومع ذلك دعا له بالخير!

    أما في زماننا، فهناك من المسلمين إذا سُرِق حذاؤه من المسجد، أقام الدنيا ولم يقعدها على السارق، ويبدأ يسبُّ ويشتم ويلعن ويدعو عليه بالهلاك! وهناك من يفعل مثلما فعل الربيع. فالربيع من خلال موقفه يخاطب المسلمين، فيقول لهم: اجعلوا قول الله – تعالى -: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34 - 35]، شعاركم في مواجهة من اعتدى عليكم، وعوِّدوا ألسنتكم على الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيبة صدقة.

    الصورة الرابعة: الربيع يثبت أمام إغراء النساء:
    اسمع إلى هذا الموقف، وهذه القصة، وتدبَّر ما فيها من عِبرة، كان الربيع معروفًا بجماله، كان جميلاً كأشد ما يكون الجمال، حتى إن المرأة إذا نظرت إليه لا تستطيع أن تملك نفسها، وقيل عنه: إنه كان يغطي على جزء من وجهه حتى لا يفتن النساء، ولكن كان مع هذا من أعظم عباد الله خوفًا من الله، وكان عُمره لا يجاوز الثلاثين؛ وكان في بلده فُسَّاق وفُجَّار يتواصون على إفساد الناس، وليسوا في بلد الربيع فقط، بل هم في كل بلد، ثُلَّة تسمى فرقة الصدِّ عن سبيل الله، يهمُّها أن تقودَ شباب الأمة وشيبها ونساءها إلى النار.

    تواصوا على إفساد الربيع، فجاؤوا بأجمل امرأة عندهم، وقالوا: هذه ألف دينار، قالت: علام؟ قالوا: على قُبْلة واحدة من الربيع، قالت: ولكم فوق ذلك أن يزني، ثم ذهبت وتعرَّضت له في ساعة خلوة، وأبدت مفاتنها، ووقفت أمامه، فلما رآها صرخ فيها قائلاً: يا أمة الله، كيف بك إذا نزل ملك الموت، فقطع منك حبل الوتين؟! أم كيف بك يوم يسألك منكر ونكير؟! أم كيف بك يوم تقفين بين يدي الربِّ العظيم؟! أم كيف بك إن لم تتوبي يوم تُرمَيْن في الجحيم؟! فصرخت وولَّت هاربة تائبة عابدة عائدة إلى الله - عز وجل- تقوم من ليلها ما تقوم، وتصوم من أيامها ما تصوم، فلقِّبت بعد ذلك بعابدة الكوفة، وكان هؤلاء المفسدون يقولون: أردنا أن تفسد الربيع فأفسدها الربيع علينا؛ {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ} [الأنعام:116].

    يا تُرى ما الذي ثبَّت الربيع أمام هذه الفتنة؟ هل هي قلة الشهوة؟ إن الشهوة
    لعظيمة؛ إذ هو في سن أوج الشهوة وعظمتها - سن الثلاثين - ومع ذلك ما الذي ثبَّته هنا، وما الذي عصمه؟ إنه الإيمان بالله، إنها الخشية من الله تعالى.

    الصورة الخامسة: الربيع شديد الخوف من الله:
    كان الربيع بن خثيم يتجهَّز لتلك الليلة التي سيفارق فيها أهله وماله، فيروى أنه حفر في بيته حفرة، فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيها، وكان يمثل نفسه أنه قد مات وندم وسأل الرجعة، فيقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون : 99 ، 100]، ثم يجيبُ نفسه، فيقول: "قد رجعت يا ربيع"، فيُرى فيه ذلك أيَّامًا؛ أي: يرى فيه العبادة والاجتهاد والخوف والوجل.

    وكانت أمُّ الربيع بن خُثَيْم تنادي ابنها الربيع , فتقول: يا بني، يا ربيع، ألا تنام؟ فيقول: يا أمّاه من جنَّ عليه الليل، وهو يخاف البيات، حقَّ له ألاَّ ينام، فلمّا بلغ ورأت ما يلقى من البكاء والسَّهر، نادته، فقالت: يا بني، لعلك قتلت قتيلاً؟ فقال: نعم يا والدة، قد قتلت قتيلاً، قالت: ومن هذا القتيل يا بني حتى تَتحمل على أهله، فيعفون؟ والله لو يعلمون ما تلقى من البكاء، والسَّهر بعد، لرحموك، فيقول: يا والدة، هي نفسي؛ أي: قتلتُ نفسي بالمعاصي.

    وهكذا هم طلاب الآخرة في صراع دائم مع أنفسهم التي تدعوهم إلى السوء، ويدعونها للصلاح، تجذبهم بقوة خارج الصراط، ويجذبونها بقوة نحو الصراط.

    وقالت ابنةُ الربيع للربيع: يا أبت، لم لا تنام والناس ينامون؟ فقال: إن البيات في النار لا يدع أباك أن ينام.

    الصورة السادسة: الربيع محافظ على الصلاة في المسجد:
    كان الرَّبيع بعدما سَقَطَ شِقُّه؛ يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان أصحاب عبدالله يقولون: يا أبا يزيد، لقد رخَّص الله لك، لو صليتَ في بيتك، فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي: حي على الفلاح، فمن سمع منكم ينادي: حي على الفلاح، فليجبْه، ولو زحفًا, ولو حَبوًا.

    فأين شبابنا وأقوياؤنا الذين تركوا الصلاة في المساجد، ويصلون في بيوتهم، وقد رزقهم الله الصحة والعافية؟!


    أين الذين إذا بعد المسجد عن بيوتهم قليلاً، تركوا الصلاة فيه، وأصبحوا يصلون في بيوتهم؟! لا أخالهُم الآن يجدون جوابًا لهذه التساؤلات.

    وفي الختام، قيل للربيع بن خُثَيْم: ألا ندعو لك طبيبًا؟ قَالَ: أَنْظِروني، فتفكَّر، ثم قَالَ: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان : 38]، قَالَ: فذكر حرصَهم على الدُّنيا ورغبتهم، فيها، وقال: قد كانت فيهم أطباء، وكان فيهم مَرضَى، فلا أرى المداوي بقي، ولا أرى المداوى، وأُهلِك النّاعتُ والمنعوت، لا حاجة لي فيه.

    فنسأل الله أن يعاملنا بعفوه وكرمه، اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعفُ عنا، اللهم توفَّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، أقول قولي هذا واستغفر الله.






    تعليق


    • #3
      رد: روائع التابعين للشيخ محمود المصري الحلقه الثالثه محمد بن واسع

      للرفع


      مفيش ردود ليه اخواني

      تعليق


      • #4
        رد: روائع التابعين للشيخ محمود المصري الحلقه الثالثه محمد بن واسع

        اخواني شكرا لعدم الردود ارجو نقل الموضوع للمحذوفات

        عشان انا هعمله من الاول تاني عشان الموضوع كده متلخبظ

        و جزاكم الله خيرا

        تعليق

        يعمل...
        X