إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اداب العطاس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اداب العطاس

    المقــدمــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه . وبعد :
    فإن التأسي بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طريق لفلاح المؤمن , وسعادته في الدنيا والآخرة , والله –عز و جل- يقول في كتابه الكريم :{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
    قال القرطبي (التفسير :8/149):(الأسوة القدوة , والأسوة مايتأسى به ,أي يتعزى به ,فيقتدى به في جميع أفعاله , ويتعزى به في جميع أحواله .)ا.هـ .
    وقال ابن كثير ( تفسيره :3/483) :(هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أقواله, وأفعاله, وأحواله .) ا.هـ .
    وما أحوج الأمة, في هذه الأزمنة المتأخرة , أن تتأسى برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن تسير على سنته , تقتفي أثره, وتسلك دربه ,وتهتدي بهديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    ورحم الله الإمام مالك بن أنس حيث قال في كلمته المشهورة :(لن يصلح آخر هذه الأمة إلابما صلح به أولها ) .
    وإن من صلاح أولها ما حدثنا به التاريخ من تأسيهم برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى في الأمور الجبلية فضلاً عن غيرها .
    ومن ذلك ماجاء عند أحمد عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : ((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب الدباء )) (1 )
    وفي المتفق عليه :(كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتتبع الدباء من حوالي القصعة , فلم أزل أحب الدباء بعد يومئذ) (2)
    وفي رواية مسلم يقول أنس ـ رضي الله عنه ـ:(فما صنع لي طعام بعد أقدر على أن يصنع فيه دباء إلاصُنع ).
    قال الحافظ ابن حجر (الفتح: 9/536) : (وفيه فضيلة ظاهرة لأنس لاقتفائه أثر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى في الأشياء الجبلية )
    وهكذا ينبغي لآخر هذه الأمة أن تكون متأسية به ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما كان أولئك الأوائل .
    وحتى نحقق شيئاً من هذا, أضع بين يديك ـ أخي الكريم ـ أدباً من آدابه النبوية , وخلقاً من أخلاقه المهدية , وهو أدب العطاس , جمعت فيه ماتيسر لي من أحكامه, وآدابه ,
    ولا أدعي الكمال في هذا الجمع , فهو عمل بشري معرض للخطأ ,والزلل,والنسيان والخلل, ولكن :
    وإن تجد عيبًا فسد الخللا فجل من لاعيب فيه وعلا
    سائلاً المولى ـ عز وجل ـ أن يرزقني الإخلاص في جميع أقوالي, وأفعالي ,ويجعلها ذخراُ لي يوم لقاه , وسبباً لنيل رضاه , وأن يتقبلها مني بقبول حسن .
    اللهم آمين
    والحمد لله رب العالمين , و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    وكتبه / أبومالك عدنان بن عبده بن أحمد بن سعيد بن علي المقطري
    اليمن ـ تعز15رجب1430هـ



    تعريف العطاس
    تعريفه لغة :-
    في القاموس المحيط:(ص:516) قال : (عطس ويعطس عطساً وعُطاساً أتته العطسة ، وعطسه غيره تعطيساً ، والصبح : انفلق وفلان مات ,والعاطوس : مايعطس منه ، ودابة يتشاءم بها ) .
    وفي مختار الصحاح( ص : 233): ( العطاس بالضم من العطسة, وقد عطس يعطس بضم الطاء وكسرها, وربما قالوا: عطس الصبح إذا انفلق , والمعطس بوزن المجلس أنف وربما جاء بفتح الطاء ) .
    تعريفه اصطلاحا : زفير مفاجئ قوي ,يخرج عن طريق قصبة الأنف ، دون إرادة الشخص ، وينشأ نتيجة لتهيج الغشاء المخاطي للأنف ، أو يخرج مرضاً كما يحدث في الزكام ، وانحباسه يحدث خمولاً في الجسم ، أما خروجه فيحس العاطس بعده بخفة في بدنه . (1)
    وقال ابن القيم (مفتاح دار السعادة ص: 618) :(والعطاس ريح مختنقة تخرج,وتفتح السد من الكبد ,وهو دليل جيد للمريض مؤذن بانفراج بعض علته, وفي بعض الأمراض يستعمل مايعطس العليل ,ويجعل نوعا من العلاج ومعينا عليه) .


    الذكر بعد العطاس
    عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ) رواه البخاري (1)
    وقد نقل ابن حجر في الفتح( 10/600 ):(عن ابن بطال وغيره عن طائفة أنه لا يزيد على الحمد لله لهذا الحديث ) .
    وثبت عند الترمذي وأبي داوود أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ): إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين على كل حال ) (2)
    وجاء في حديث عبد الله بن مسعود ـ موقوفاً عنه ـ أنه قال : ( إذا عطس أحدكم فليقل الحمدلله رب العالمين ) (3)
    فتيبن من هذه الآثار أن الألفاظ المشروعة في العطاس هي :
    1-الحمد لله 2- الحمد لله على كل حال 3- الحمد لله رب العالمين
    قال الإمام النووي في الأذكارـ رحمه الله ـ ( ص: 240 ) : (اتفق العلماء على أنه يستحب للعاطس أن يقول عقب عطاسه الحمد لله , ولوقال الحمدلله رب العالمين لكان أحسن ,فلو قال الحمد لله على كل حال كان أفضل)
    وقال ابن حجر ( الفتح :10/601) :(ونقل ابن بطال عن الطبراني أن العاطس يتخير بين أن يقول : الحمدلله, أويزيد رب العالمين, أوعلى كل حال , والذي يتحرر من الأدلة أن كل ذلك مجزئ , ولكن ما كان أكثر ثناء أفضل, بشرط أن يكون مأثوراً .)
    وقال النووي في شرح مسلم (18/100): ( وقال ابن جرير هو مخير بين هذا كله , وهذا هو الصحيح ,وأجمعوا على أنه مأمور بالحمد لله )
    وكل ما ذكر هنا من الألفاظ فإنما هو مقيد بحمد الله ـ عز وجل ـ , والثناء عليه .
    ولذلك يقول ابن حجر ( الفتح 10/600) :( وعن طائفة مازاد من الثناء فيما يتعلق بالحمد, كان حسناً ) .
    وأما الزيادة على ذلك, وإضافة أذكار مبتدعة, وطرق مخترعة, وأساليب مصطنعة, فكل هذا مما يخالف هدي محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :( وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ) .


    وللمقال بقية منقول من كاتبة واسمة بأعلي المقال
    يا طلب العلم بادر الورعا وهاجر النوم واهجر الشبعا
    ياأيها الناس انتم عشب بحصدة الموت كلما طلعا


    والجهل داء قاتل وشقاؤة أمران في التركيب متفقان
    نص من القرآن او من سنة وطبيب ذاك العالم الرباني
يعمل...
X