إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إجابة المشاركة رقم 30(دعوة)
    ((صندوق فتاوى الطريق إلى الله))


    انا فتاة من أسرة فقيرة وأنا أعمل والحمد لله ربنا سترها معايا
    بس انا من جوايا نفسى ان ربنا يعطينى أموال كثيرة حتى أفعل شىء له هدف مثلا أكمل تعليمى وبجد أتعلم علما ينفع لان بصراحة انا مخطوبة لواحد فقير أيضاً وبصراحة انا نفسى يكون عندى حاجات كثيرة قوى ولكن ألجأ الا الله فقط
    هل انا بذلك أكون أثمة
    الحمد لله...
    أسأل الله تعالى أن يملأ قلبك وقلوبنا رضا بما قسمه لك فهو أعظم الغنى ...ولعلي قبل أن أنقل الإجابة أقف وقفات مع نفسي ...

    فالغنى والفقر لا يكون إلا بعد العرض على الله ولن ينجو من الموت غنيٌ لكثرة ماله فأشرف الغنى ترك الأمنيات فربّ فقيرٍ أغنى من كل غني وكيف لا و أغنى الغنى قناعة بما قسمه الله وكيف لا و قد نال الغنى من رضي بالقضاء فمن توكل على الله أغناه عن عباده و كم من غني يُستغنى عنه فلن يفتقر من زهد

    ولنعلم جميعا أن ضرر الفقر أحمد من شر الغنى فإن شرُّ الاموال ما أكسب المذامَّ، فقد يكون درهم الفقير خير عند الله من دينار الغني ورب دينار سبق ألف دينار.
    فعلينا إخوتي الكرام أن نقف مع أنفسنا لنعلم أن لكل شيء حكمة فرُب فقرٍ عاد بالغنى الباقي و رُبَّ غني أفقر من كل فقير فإن خير الغنى غنى النفس .


    فقد يكون الفقر خير لصاحبه فحب المال يوهن الدين ويفسد اليقين ذلك بأن حب المال يقوي الآمال ويفسد الأعمال


    نعم لكل شيء حكمة فالما لا يكون خيرا دائما فكم من غني تمنى الفقر مع الصحة وكم من جاهل تمنى العلم مع الفقر إذ لم ينفعه ماله فحكمة الفقير ترفعه وجهل الغني يضعه كما أن جود الفقير يجله، وفقر البخيل يذله فجود الفقير أفضل الجود .


    قد يكون في الفقر حكمة فمن نظر في الدنيا فلينظر إلى من هو أقل وأفقر منه زمن نظر في الدين فلينظر إلى من هو أعلى منه .


    وأخيرا أقول مستعينا بالله ناصحا نفسي أولا ...

    إخوتي في الله

    إذا طلبتم الغنى فاطلبوه بالقناعة ، فإن أفضل المال ما قُضيت به الحقوق فإذا أغناكم الله فأديموا نعمته عليككم بشكرها ولا تفرحوا فإن الله لا يحب الفرحين فإن أعظم الحماقة الاختيال في الفاقة فالرضا بالمقسوم نعمة لا يشعر بها إلا من اكتوى بنار التمني.


    وأما عن السؤال:

    فـقد جاء في الموسوعة الفقهية: طلب الغنى أمر مشروع في الإسلام. وفي القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تدعو إلى طلب الرزق والسعي في الأرض.

    قول الله تعالى (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الجمعة:10)

    ويقول سبحانه (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك:15)


    قال ابن كثير: أي فسافروا حيث شئتم من أقطار الأرض وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات...
    وحب المال غريزة في الإنسان قال تعالى (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً) (الفجر:20)

    ولم ينكر الإسلام وجوه المنافع التي يحققها الإنسان من وراء جمع المال، بل سماه بما قد يستعمله الإنسان فيه سماه (خيراً) أكثر من مرة.

    قال تعالى(ُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً )(البقرة: من الآية180).

    وقال (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (العاديات:8) .
    ولذلك جاءت بعض الأحاديث تمدح المال بحسب حسن استعماله واستخدامه.
    فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم المال الصالح للرجل الصالح" .

    ما آداب حب المال ؟ :
    وقد عمد الإسلام إلى تهذيب غريزة حب المال وتوجيهها التوجيه الحسن حتى تصبح فاعلة في دروب الخير، نافعة يوم القيامة، مؤدبة بأرقى أنواع السلوك البشري



    وذلك على النحو التالي:

    أولاً: المال مال الله والغرور بالمال باطل:
    ليس للمال بحد ذاته ميزة للإنسان، ولا سبباً للتفاضل بين بني جنسه من وجهة النظر الإسلامية.

    وذلك لأن المال أولاً مال الله، يهبه لمن يشاء، فهو سبحانه الرزاق المعطي، وهو س بحانه الغني المغني، وهو سبحانه يرزق من يشاء بغير حساب على النحو الذي قدره له حينما كان جنيناً في بطن أمه.

    وهذه المسألة مسألة عقائدية أصلية، من يغفل عنها ينقص إيمانه ويضعف يقينه ويتردى في موبقات كثيرة، كأن يظن أنه هو الذي جمع المال وكسبه على وجه الحقيقة، وأن ملكه له ملك حقيقي، وأنه آمن من الفقر والحاجة بقدر ما تجمع خزائنه من كنوز، وأنه ذو عقل أكبر وفهم أوسع وإحاطة أشمل من غيره، ممن لم يستفد من العمر، ولم ينتهز الفرص، ولم يستثمر المال على الوجه الصحيح"... إلى غيره من الوساوس الشيطانية التي تملأ عقول المغرورين بالمال.

    وقد ذكر الله سبحانه قصة قارون، وجعله مثلاً لهؤلاء الذين يقول أحدهم:

    (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً )(القصص: من الآية78).


    كما ذكر قصص غيره من أصحاب الأموال، كأصحاب الجنة المذكورة في سورة القلم، والرجلين، الذَيْن جعل لأحدهما جنتين من أعناب ونخل وزرع في سورة الكهف، والرجل الذي آتاه الله مالاً عريضاً لم يبر بقسمه المغلظ أن يؤتي حق الله وبخل به في سورة التوبة.

    وغير ذلك كثير مما حواه القرآن أو نشرت صفحاته الأنوار النبوية المسلطة بوضوح على غفلة الإنسان وسوء صنيعه عندما يظن أنه تميز بالمال واستحوذ عليه.


    ثانياً: شكر نعمة المال شرط لرضى الله:
    وما دام الإنسان يحب المزيد من الخير والمال والنعمة، فإن القرآن الكريم قد جعل لتحصيل ذلك شرطاً واضحاً صريحاً، وهو الشكر على النعمة قال الله تعالى

    (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)(ابراهيم: من الآية7).

    وشكر نعمة المال والغنى إنما يكون بحمد الله سبحانه وتعالى عليها ونسبتها إليه سبحانه
    ( كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)(سبأ : 15).
    و (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً )(سـبأ: من الآية13).
    (وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)(آل عمران: من الآية145).
    لكن بين سبحانه أن الشاكرين من العباد قليل (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)(سـبأ: من الآية13).

    وقد عرف القرطبي وابن القيم الشكر بأنه: ظهور أثر النعمة على اللسان والقلب والجوارح، بأن يكون اللسان مقراً بالمعروف مثنياً به، ويكون القلب معترفاً بالنعمة، وتكون الجوارح مستعملة فيما يرضاه المشكور

    وقال آخرون: الشكر: صرف العبد النعم التي أنعم الله بها عليه في طاعته، أو فيما خلقت له.

    وقد بين القرآن الكريم أن الذي يشكر ربه يعود عليه نفع شكره فقال سبحانه:

    (وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ )(لقمان: من الآية12)...

    وإذن فليكثر أصحاب الأموال والغنى من الشكر فهو باب لزيادة الرزق، وهو أيضاً خير يعود على صاحبه.


    ثالثاً: المال مسئولية وعليه حساب شديد:
    ومن الآداب الواجبة في هذا المضمار الإحساس بمسئولية المال في يد الرجل، وبأنه نعمة أو نقمة، وأنه منحة أو محنة.

    فكما يكون نعمة باستعماله فيما خلقه الله له يكون نقمة بحبسه عما أوجب الله إنفاقه فيه.
    وكما يكون منحة يتفضل الله بها على عبيده، يكون محنة لهم وابتلاء واختباراً.

    وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أن الله سبحانه ابتلى ثلاثة من بني إسرائيل: أقرع وأبرص وأعمى، فأعطاهم من أصناف المال ما يحبون: غنماً وبقراً وإبلاً، ووسع عليهم في معاشهم، وأذهب عنهم عاهاتهم، ثم أرسل إليهم ملكاً ملكاً في صورة رجل منقطع بائس ابن سبيل، فسألهم واستعطفهم وذكرهم حق الله ونعمته عليهم، فجحد الأقرع والأبرص، عتياً وتمرداً، وشكر الأعمى وسارع إلى بذل المال وإسعاف البائس، فما كان من الملك إلا أن دعا على الجاحدين وبارك للشاكر، وقال للأعمى الشاكر: إنما أراد الله أن يختبركم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك)...


    وإلا فإن المال بحد ذاته ليس نعمة محضة، ولا فضلاً مباركاً، ولا فيضاً محموداً، ما لم يكن عند صاحبه من الوعي والإدراك وحسن الإدارة وطيب الاختيار وسلامة التصرف ما يجعل المال بين يديه مطية لكل مكرمة، وباباً لكل فضيلة، ومدخلاً إلى كل خير، وسلماً إلى كل طاعة، وطريقاً إلى كل مرضاة لله منفعة للعبيد...

    وفي ظل هذا الأدب نفهم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفي الإيمان عمن بات شبعان ريان ملآن وجاره جائع محتاج معدوم طاو.

    وكذلك نفهم كيف كان حال كثير من أصحاب الأموال الفضلاء أهل الإيمان والقوي يدخل عليه الغم إذا ذكره أحد بواجب أو حق أو محتاج، ويلوم نفسه لِمَ لَمْ يبادر بنفسه سلفاً ولِمَ لم يتحمل مسئولية المال أصلاً.

    قال الغزالي: أتى رجل صديقاً له فدق عليه الباب فقال: ما جاء بك؟ قال: علي أربعمائة درهم دين، فوزن أربعمائة درهم وأخرجها إليه وعاد يبكي، فقالت امرأته: لم أعطيته إذا شق عليك؟ فقال: إنما أبكي لأني لم أتفقد حاله حتى احتاج إلى مفاتحتي.

    رابعا: انتبه إلى مصادر مالك:
    ومن آداب المال والغنى أن يتنبه إلى مصادر ماله وموارد رزقه وأسباب غناه هل هي من حلال أم حرام أم مشبوه أم غير ذلك، والنفس قد تغفل عن ذلك وإن كانت مؤدية أو قائمة ببعض الحقوق الواجبة... فإن الصدقات وإخراج الزكاة وتقديم المعونات... كل ذلك لا يحلل ولا يطهر المال المكتسب من الربا، أو عن طريق النصب، أو البيوعات المحرمة، أو أكل مال اليتيم، أو السرقة أو غيرها.
    وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل جسم نبت من حرام فالنار أولى به)

    وذكر النبي صلى الله عليه وسلم صاحب تجارة يدعو طويلاً ولكن مطعمه من حرام ومشربه من حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له.

    وقد أطنب صاحب (إحياء علوم الدين) وأجاد في بيان أبواب التملك الحلال والحرام وما يتعلق بذلك من مسائل وأمور، فجزاه الله خيراً.

    خامساً: إياك والشح. وسع على عيالك:
    ومن آداب الغنى والمال: التوسعة على العيال والتنعم بالنعمة التي أسبغها الله عليه، واشتراكهم مع رب الأسرة فيما أفاء الله عليه، فهم أولى الناس بذلك ولهم في المال حق قبل كل ذي حق، خاصة وقد قال تعالى:
    (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ)(الطلاق: من الآية7).

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)

    والحديث ليس مخصوصاً بإظهار النعمة على الرجل بل يشمل أهله وأولاده ومن يلوذ به... فحسن رعاية الأسرة والقيام بحاجاتها وتأمين متطلباتها والتوسعة عليها من الآداب الإسلامية المؤكدة... ويلحق بحسن رعاية الأسرة أن يعدل الرجل فيما يعطي أولاده من الهبات والأعطيات دون تمييز بين ذكر أو أنثى، أو ابن زوجة قديمة أو جديدة، أو متعلم أو جاهل، فقد كان من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله:
    (اتقوا الله وساووا بين أولادكم في العطايا) .

    ولما رأى عليه السلام رجلاً أعطى أحد أولاده دون إخوته، رفض أن يشهد على تلك العطية وقال: لا أشهد على جور .

    سادساً: زينة أصحاب المال في الجود والسخاء:
    ومن آداب امتلاك المال والغنى: الجود والسخاء والكرم بما وسع الله به على عباده الأغنياء، فإن في البخل والشح مصارع الأغنياء ومقاتل الملاك ومهالك الأثرياء، ولا يحسن المال ولا يجمل إلا مع السخاء والكرم والعطاء والبذل، فعند ذلك تقابل فضيلة البذل رذيلة الحرص والطمع.

    وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله عباداً يخصهم بالنعم لمنافع العباد، فمن بخل بتلك المنافع على العباد نقلها الله تعالى عنه، وحولها إلى غيره) .

    وفي حديث آخر: (من عظمت نعمة الله عنده عظمت مؤونة الناس عليه) .

    وقد سيقت في قصص الأغنياء الأسخياء المثل العليا والهمم الأعلى سوقاً، حتى رأينا العجب العجاب!!

    فهذا الشافعي رحمه الله قدم من صنعاء إلى مكة بعشرة آلاف دينار، فضرب خباءه في موضع خارج مكة، ونثرها على ثوب، ثم أقبل على كل من دخل عليه يقبض له قبضة ويعطيه، حتى صلى الظهر ونفض الثوب وليس عليه شيء.

    وكان الليث بن سعد من العلماء الأثرياء، بلغ دخله كل يوم ألف دينار، ومع ذلك فلشدة إنفاقه وعطاياه لم تجب عليه زكاة قط.

    بل إنهم كانوا إذا لم ينفقوا أساؤوا الظن بأنفسهم. قيل إن علياً كرم الله وجهه بكى يوماً فقيل: ما يبكيك؟ قال: لم يأتني ضيف منذ سبعة أيام، أخاف أن يكون الله قد أهانني...

    سابعاً: على صاحب المال حقوق كثيرة:

    الحقوق الشرعية المطلوبة في المال كثيرة، وبعضها واجب وبعضها مندوب مستحب، وعلى أصحاب الأموال أن يراعوا حقوق الله سبحانه وحقوق العباد فيما استخلفهم الله فيه.

    فمن هذه الحقوق المتلعقة بحقوق الله: الزكاة، التي تعتبر من أركان الإسلام وأساسات الدين، وهي المحك الأكبر لصدق الإيمان وعمق اليقين.

    قال الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (البقرة:43)

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور الصحيح: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً) . وهي تشمل معظم أنواع الأموال الاستثمارية والادخارية وتختلف نسبتها باختلاف الأصناف، وتتكرر كل عام، وتثبت ديناً في ذمة الغني حتى يؤديها، ويحارب عليها إن قصّر فيها، ويكفر إن جحدها.


    ومن حقوق الله المالية: صدقة الفطر: التي لا يتم صوم رمضان ويكمل إلا بإخراجها إلى الفقراء صاعاً من أنواع الطعام أو قيمته.

    لقوله صلى الله عليه وسلم: (صوم رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرتفع إلا بصدقة الفطر) .

    ومن تلك الحقوق المالية:
    الكفارات المتنوعة: مثل كفارة اليمين، وكفارة الظهار، وكفارة الجماع في رمضان، وكفارة القتل الخطأ، وكفارة مخالفة محرمات الإحرام، ولكل منها أدلته الواضحة.


    ومن تلك الحقوق:
    النذور: التي تجب بإيجاب العبد على نفسه ما ليس بواجب عليه أصلاً في مقابلة نعمة أو دفع نقمة أو تقرباً إلى الله، كمن نذر ذبح نَعَم أو إنفاق مال أو نجو ذلك.

    قال تعالى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) (الانسان:7)

    ومن حقوق الله التي لا بد من إنفاق المال فيها:
    الحج: فهو عبادة بدنية مالية مشتركة.
    (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )(آل عمران: من الآية97).

    أما حقوق العباد في أموال الأغنياء فهي تتمثل في النفقات الواجبة على الغني تجاه من يعوله من زوجة وولد وأب وأم وأخت قريب وخادم، بل إن من النفقات المستحقة ما كان من حاجة للفقراء لم تسدها الزكاة بعد إخراجها، فإن للفقراء حينذاك ما يكفيهم.

    قال تعالى:(وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)(المعارج: الآية24/25).

    وقال صلى الله عليه وسلم: (إن في المال حقاً سوى الزكاة) .

    وقال عمر رضي الله عنه في عام الرمادة: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول أموال الأغنياء فرددتها على الفقراء).

    وهو مبدأ عام لا مانع من أن يتم تنظيمه على شكل مساعدات اجتماعية أو تأمينات معاشية أو رواتب للأسر أو أي وسيلة تحقق الهدف المرجو...

    ومن حقوق العباد في المال: الديون المستحقة على صاحبه: فقد أكد الشرع على وجوب وفاء الديون.

    قال صلى الله عليه وسلم: (من أخذ من أموال الناس يريد أداءها أدّاها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله) .

    ومن حقوق العباد: التعويضات المتوجهة على من أتلف لأحد شيئاً أو تسبب في خسارة، أو إصابة بنقص وعاهة ونحو ذلك. ففي كل هذه التعويضات المناسبة المكافئة لما كان بسبب الإنسان.


    ومن حقوق العباد في الأموال: الوعود التي يطلقها صاحب المال لغيره: فإن وفاء الوعد من الإيمان، ونقضه وإخلافه من النفاق الذي وصف النبي صلى الله عليه وسلم صاحبه بقوله: (وإذا وعد أخلف)

    ومن حقوق العباد في الأموال: ما يدفع عادة لمكارم الأخلاق والمروءات كضيافة الضيف وإعانة السجين وفكاك الأسير وإعانة المتزوج وتشجيع الطالب ومكافأة الموظف الجاد، بل وأكثر من هذا ما يدفع للدعاية الحسنة وستر العرض وإثابة المشاعر ونحو ذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ذبوا عن أعراضكم بأموالكم).


    ثامناً: التواضع مع المال مكرمة:

    ومن أعظم آداب المال والغنى أن يتواضع الغني مع غناه، كي لا يُحس الفقير ويشعر بالفارق بينهما، فقد أثر عن سليمان عليه السلام أنه كان يجالس المساكين ويقول: مسكين جالس مسكيناً.


    والحقيقة أننا جميعاً أغنياء وأمراء وعلماء مع الفقراء والعامة مساكين على باب الله.(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر:15)

    وينتج عن هذا الأدب أن لا يمن الغني على الفقير عند إعطائه، فالمن أشد أنواع الأذى.

    قال تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) (البقرة:263)

    انتهى والله أعلم

    نسأل الله أن يعيذنا من الكفر والفقر
    فلا تنسوني منم صالح دعائكم





  • #2
    رد: ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))

    جزاكم الله خيرا كثيرا
    اسال الله ان يوسع على جميع المسلمين والمسلمات ويرزقهم القناعة والرضا
    " حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
    يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر

    تعليق


    • #3
      رد: ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))

      جزاكم الله خيرا شيخى واخى الحبيب على هذا التوضيح الطيب
      اسأل الله تعالى ان ينفع بك






      أخي المسلم: إذا نازعتك نفسك الأمارة بالسوء إلى معصية الله ورسوله فتذكر هادم اللذات وقاطع الشهوات ومفرّق الجماعات، الموت، واحذر أن يأتيك وأنت على حال لا ترضي الله - عز وجل - فتكون من الخاسرين.

      وإذا خَـلَوتَ بريبــة فــي ظُلمـــــةٍ *** والنفس داعيــة إلى العصيـــان

      فاستحيـي من نظرِ الإلـه وقل لهـا *** إن الـذي خَلَقَ الظــــلام يـرانــي

      اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

      تعليق


      • #4
        رد: ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))

        جزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم
        التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة لله; الساعة 31-08-2011, 07:27 AM.

        تعليق


        • #5
          رد: ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))

          وقد عمد الإسلام إلى تهذيب غريزة حب المال وتوجيهها التوجيه الحسن حتى تصبح فاعلة في دروب الخير، نافعة يوم القيامة، مؤدبة بأرقى أنواع السلوك البشري



          أنا والله نيتى خير الحمد لله ، الحمد لله على كل نعمه التى أنعمها على
          التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس حادي الطريق; الساعة 10-03-2010, 04:30 PM. سبب آخر: حذف بعض الحروف الزائدة

          تعليق


          • #6
            رد: ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))

            جزاك الله خيرا شيخنا
            ونفع الله بك

            رب اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
            قال صلوات ربي وسلامه عليه
            - : ( طوبى لمن وجد في كتابه استغفاراً كثيراً )
            MostaFa Mahmoud ELmasry‎‏

            تعليق


            • #7
              رد: ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))

              جزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم ونفع بكم
              التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة لله; الساعة 31-08-2011, 07:28 AM.
              اللهم ارحم ابي برحمتك الواسعة وغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
              اللهم إجعل قبره روضه من رياض الجنه

              تعليق


              • #8
                رد: ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))

                للنفع

                تعليق


                • #9
                  رد: ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))

                  موضوع ممتاز جداً أخي الكريم ما شاء الله .

                  جعله الله في ميزان حسناتكم .
                  القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

                  ----
                  من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
                  فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
                  ________

                  خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






                  تعليق


                  • #10
                    رد: ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))


                    جزاكم الله خيرًا




                    "‏لو تأمَّلتَ حالَ مَن سَبق في حَذرِهم من فضول كل أمر: فضولِ النظر، فضول الكلام،... تجلَّت لك أهميَّةُ اصطفاء الواردات، لأنّها حتما إن نُقِّحت فَصفت حَسُنت لك الصادرات.
                    وما تفاوت الأقوامُ في إصدارهم=
                    إلا بمبدوء النظر في الإيراد."
                    ___
                    "ومُغَالِبُ العقباتِ حتمًا غالبٌ
                    إلَّا إذا اطَّرحَ الثَباتَ وأقصرا".
                    Caption

                    تعليق


                    • #11
                      رد: ما حكم تمني الغنى؟ (((صندوق فتاوى الطريق إلى الله)))

                      جزاكم الله خيرا

                      قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
                      اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


                      تعليق

                      يعمل...
                      X