إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرسول – صلى الله عليه وسلم- القدوة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرسول – صلى الله عليه وسلم- القدوة



    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :
    فنحن ننتمي إلى الإسلام، وهذا الانتماء هو الذي شرفنا الله - تبارك وتعالى- به وسمانا به . ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - هو إمام الدعاة، وهو القدوة والأسوة والداعية المعلم الذي أمر الله تبارك وتعالى باقتفاء نهجه، وأن نقتدي به في عبادتنا ودعوتنا وخلقنا ومعاملاتنا وجميع أمور حياتنا، قال تعالى: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ" [يوسف:108]، وقال تعالى: "
    لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " [الأحزاب:21]

    أولا : أهمية الموضوع :
    وتتضح أهمية موضوع الرسول – صلى الله عليه وسلم- القدوة في النقاط الآتية :
    1- إن الناظر في الأوساط التربوية اليوم ليلحظ قلة القدوة الصالحة المؤثرة في المجتمعات الإسلامية، رغم كثرة أهل العلم والتقوى والصلاح .
    2- إن المتأمل في خضم الحياة المعاصرة يجد الأمور قد اختلطت، والشرور قد سادت، وأصبح النشء والشباب يُرددون : (نحن لا نجد القدوة الصالحة.. فلماذا؟) .
    3- إن كثيراً من الناس اليوم بدلاً من أن يتخذوا سيرة نبيهم وقدوتهم محمد – صلى الله عليه وسلم -، تراهم قد انشغلوا بالمشاهير من الممثلين أو اللاعبين، وما تراهم إلا استبدلوا
    الذي هو أدنى بالذي هو خير .

    ثانيا :وجوب الاقتداء بالرسول – صلى الله عليه وسلم-:

    يجب على كل مسلم ومسلمة الاقتداء والتأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -; فالاقتداء أساس الاهتداء، قال تعالى : "
    لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " [الأحزاب:21] قال ابن كثير : "هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله – صلى الله عليه وسلم - في أقواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أُمِرَ الناسُ بالتأسي بالنبي – صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه –عز وجل-" .
    فمنهج الإسلام يحتاج إلى بشر يحمله ويترجمه بسلوكه وتصرفاته، فيحوِّله إلى واقع عملي محسوس وملموس، ولذلك بعثه – صلى الله عليه وسلم- بعد أن وضع في شخصيته الصورة الكاملة للمنهج- ليترجم هذا المنهج ويكون خير قدوة للبشرية جمعاء .
    لقد كان الصالحون إذا ذكر اسم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -; يبكون شوقا وإجلالا ومحبة لَهُ، وكيف لا يبكون؟ وقد بكى جذع النخلة شوقا وحنينا لما تحوَّل النبي - صلى الله عليه وسلم -; عنه إلى المنبر، وكان الحسنُ إذا ذَكَرَ حديث حَنينَ الجذع وبكاءه، يقول : "يا معشر المسلمين، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه ، أفليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحق أن يشتاقوا إليه" (سنن الترمذي).
    يقول ابن تيمية -رحمه الله- : "وإنما ينفع العبد الحب لله لما يحبه الله من خلقه كالأنبياء والصالحين؛ لكون حبهم يقرب إلى الله ومحبته، وهؤلاء هم الذين يستحقون محبة الله لهم".
    ولا بد من تحقيق المحبة الحقيقية لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -; وتقديم محبته وأقواله وأوامره على من سواه ( ثلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ وجَد حلاوَةَ الإيمانِ : أن يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سِواهما، وأن يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلا للهِ، وأن يَكرهَ أن يَعودَ في الكُفرِ كما يَكرهُ أن يُقْذَفَ في النارِ)
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 16
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

    إن واجبنا الاقتداء بسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -; وجعلها المثل الأعلى للإنسان الكامل في جميع جوانب الحياة، واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -; دليل على محبة العبد ربه، وسينال محبة الله تعالى لَهُ، وفي هذا يقول الله –عز وجل- " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [آل عمران:31]. فسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم- كانت سيرة حية أمام أصحابه في حياته وأمام أتباعه بعد وفاته، وكانت نموذجاً بشرياً متكاملاً في جميع المراحل وفي جميع جوانب الحياة العملية، ونموذجاً عملياً في صياغة الإسلام إلى واقع مشاهدٍ يعرفُ من خلال أقوالِهِ وأفعالِهِِ فيتبع رسولَهُ محمداً – صلى الله عليه وسلم-، ويجعل اتِّبَاعَه دليلا على صدق محبته-سبحانه-.
    كما أن محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم- أصل من أصول الإيمان الذي لا يتم إلا به، عن عمر –رضي الله عنه- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : ((فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده ))
    (الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 14
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]).

    ولقد كان الصحابة جميعا-رضي الله عنهم- يحبون النبي – صلى الله عليه وسلم- حبا صادقا حملهم على التأسي به والاقتداء واتباع أمره واجتناب نهيه؛ رغبة في صحبته ومرافقته في الجنة، قال تعالى : "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا " [النساء:69] وفي الحديث "المرء مع من أحب" (6).
    وجاء في حديث أنس –رضي الله عنه-; بلفظ قال:"شهدت يوم دخل النبي – صلى الله عليه وسلم- المدينة فلم أَرَ يوماً أحسنَ ولا أضوأََ منه" (7)، وفي رواية :"فشهدتُه يومَ دخلَ المدينةَ فما رأيت يوماً قَط كان أحسنَ ولا أضوأَ من يوم دخل علينا فيه، وشهدته يوم مات فما رأيت يوماً كان أقبحَ ولا أظلمَ من يوم مات فيه –صلى الله عليه وسلم-" (8).

    ثالثا :أمور مهمة في الاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم- :
    - ومن الجوانب المهمة في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ أن سيرته - صلى الله عليه وسلم- في إيمانه وعبادته وخلقه وتعامله مع غيره، وفي جميع أحواله كانت سيرة مثالية في الواقع، ومؤثرة في النفوس؛ فقد اجتمعت فيها صفات الكمال وإيحاءات التأثير البشري، واقترن فيها القول بالعمل؛ ولا ريب أن الإيحاء العملي أقوى تأثيراً في النفوس من الاقتصار
    على الإيحاء النظري؛ لهذه العلة أرسل الله تعالى الرسل ليخالطهم الناسُ ويقتدوا بهداهم، وأرسل الله سبحانه الرسولَ – صلى الله عليه وسلم- ليكون للناس أسوة حسنة يقتدون به، ويتأسون بسيرته، قال المولى – عز وجل- "
    لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " [الأحزاب:21]، وقد أمرهم -صلى الله عليه وسلم- بالتأسي به فقال :"صلوا كما رأيتموني أصلي" (9)، وقال – صلى الله عليه وسلم- :"لتأخُذُوا مناسِكَكُم" (10).
    وقال بعضهم في الاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم- والتأسي به :

    إذا نحن أدلجنا وأنت إمَامُنـا *** كفى بالمطايا طِيبُ ذِكراكَ حاديا
    وإن نحن أضلَلْنَا الطريقَ ولم نجدْ
    *** دليلا كفَانَا نُورُ وَجْهِكَ هَاديـا (11)

    ومن الأمور التي يجدر التنبيه عليها أيضا في الاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم والتأسي به:
    - العمل بسنته باطنا وظاهرا: مثل سنن الاعتقاد ومجانبة البدعة وأهلها. والسنن المؤكدة : مثل سنن الأكل واللباس والوتر وركعتي الضحى، وسنن المناسك في الحج والعمرة ..
    - تطبيق السنن المكانية : الذهاب إلى مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والصلاة في مسجده، والصلاة في مسجد قباء، والصلاة في الروضة الشريفة، وهي من رياض الجنة التي ينبغي التنعم فيها والاعتناء بها، قال – صلى الله عليه وسلم- : ((ما بين بيتى ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي))
    (
    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1196
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]).

    - الإكثار من الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -; كما في قوله : ((من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا))

    الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 485
    خلاصة حكم المحدث: صحيح



    رابعا : حاجة الأمة إلى القدوات دوما بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم- :
    إن الاقتداء بالرسول – صلى الله عليه وسلم- في الدعوة إلى الله تعالى ليس بالموضوع الهين، فإنه أمر جلل، والأمة الإسلامية اليوم، وهي تشهد صحوة وتوبة وأوبة إلى الله تعالى، وتشهد -في الوقت نفسه- مناهج وطرقاً مختلفة في الدعوة إلى الله.. هي أحوج ما تكون إلى معرفة منهج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنهج الأنبياء الكرام في الدعوة إلى الله؛ فليس هناك منهج يقتدى به في الدعوة والعلم والعمل إلا منهج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن تبعه من الصحابة الكرام والسلف الصالح .
    فمنذ عهد الصحابة –رضوان الله عنهم- ومن تبعهم من الصالحين والعلماء والدعاة وأهل الفضل والتقى على مر العصور خلفوا سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم- في عطائها وإيحائها وتأثيرها؛ لأنهم ورثة الأنبياء، يقتدي بهم الناس في اتباع هدي الرسول – صلى الله عليه وسلم- والعمل بسنته، وبقيت سيرهم بعد وفاتهم نبراساً يضيء طريق محبيهم إلى الخير، ويرغبهم في السير على منهج الحق والهدى .
    وعلى الرغم من اختفاء تلكم الشخصيات عن العيون إلا أن سيرها العطرة المدونة لا تزال بقراءتها تفوح مسكاً وطيباً، وتؤثر في صياغة النفوس واستقامتها على الهدى والصلاح، قال بشر بن الحارث : "بحسبك أقوام تحي القلوب بذكرهم، وبحسبك أقوام تموت القلوب بذكرهم" .
    ذلك أن القدوة لا تزال مؤثرة وستبقى مؤثرة في النفس الإنسانية، وهي من أقوى الوسائل التربوية تأثيراً في النفس الإنسانية، لشغفها بالإعجاب بمن هو أعلى منها كمالاً، ومهيأة للتأثر بشخصيته ومحاولة محاكاته، ولا شك أن الدعوة بالقدوة أنجح أسلوب لبث القيم والمبادئ التي يعتنقها الداعية.
    وفي التأكيد على أهمية القدوة الحسنة في الداعية أو الأستاذ وأثر ذلك في تلاميذه، نقل الذهبي : "كان يجتمع في مجلس أحمد زُهاء خمسة آلاف أو يزيدون، نحو خمس مئة يكتبون، والباقون يتعلّمون منه حُسْنَ الأدب والسَّمت".

    وقبل أن نختم موضوعنا يجدر بنا أن نطرح تساؤلا مهما كثيرا ما يرد : ما السبب في قلة القدوة المؤثرة إيجابياً في الوسط التربوي ؟
    وتكون الإجابة على هذا السؤال بالأمور التالية :
    1- عدم توافر جميع الصفات التالية في كثير من الأشخاص الذين هم محل للاقتداء :
    أ- الاستعداد الذاتي المتمثل في طهارة القلب وسلامة العقل واستقامة الجوارح .
    ب- التكامل في الشخصية أو في جانب منها بحيث يكون الشخص محلاً للإعجاب وتقدير الآخرين ورضاهم، مع سلامة في الدِّين وحسن الخلق .
    ت- حب الخير للآخرين والشفقة عليهم والحرص على بذل المعروف وفعله والدعوة إليه، فمن كان على هذه الصفة أحبه الناس وقدروه وتأسوا به، ومن فقد هذه الصفة لم يلتفتوا إليه .
    2- عدم تسديد النقص أو القصور الذي قد يعتري من هم محل للاقتداء كالآباء والمعلمين وأهل العلم في صفة من تلك الصفات مما يصرف الناس عن التأسي بهم، وهذا يرجع إلى عدم إدراك هؤلاء للواجب، أو عدم تصورهم لأثر القدوة في التربية والإصلاح، أو لضعف شخصي ناتج عن استجابة لضغط المجتمع ، أو لسلبية عندهم نحو المشاركة في تربية الناشئة وإصلاح أفراد المجتمع .
    3- مزاحمة القدوات المزيفة المصطنعة للتلبيس على الناس وإضلالهم عن الهدى وتزيين السوء في أعينهم، وصرفهم عن أهل الخير وخاصة الله، فقد أسهم الإعلام المنحرف والمشوب في صناعة قدوات فاسدة أو تافهة، وسلط عليها الأضواء ومنحها من الألقاب والصفات والمكانة الاجتماعية ما جعلها تستهوي البسطاء من الناس أو ضعاف النفوس والذين في قلوبهم مرض، وتوحي بزخرف القول الذي يزين لهؤلاء تقليدهم ومحاكاتهم .
    4- "العناصر الخيرة قليلة في سائر المجتمعات، فما يكاد العامة يرون نموذجا جيداً حتى يسارعوا إلى الالتفاف حوله والتعلق به" (16).
    ومن هنا تأتي الحاجة ملحة لأن نعيد إلى الناس بيان حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم- القدوة والأسوة الحسنة للناس جميعا، ونعنى بتربية الأبناء والشباب، وإعطائهم الصورة الصحيحة للقدوة الصالحة، وإبرازهم الشخصية المستحقة للاتباع والاحتذاء .

    ونختم موضوعنا؛ في الرسول – صلى الله عليه وسلم- القدوة، بأن المسلم إذا راقب الله تعالى في عباداته ومعاملاته ودعوته وأَجْرَاها وَفْقَ ما أمر الله عز وجل; وما أمر رسوله – صلى الله عليه وسلم- كان مقتديا برسول الله – صلى الله عليه وسلم- .
    اللهم صلِّ على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 13-12-2014, 10:10 PM. سبب آخر: تخريج الأحاديث وتشكيل الاآيات



    انا مسلم والمجد يقطر كالندي * والعز كل العز في ايماني
    حارت عقول الناس بين مذاهبي * لاتهتدي بالنور من قراني
    يا امتي انتزعوا صباحك عنوة * فمتى يعود الصبح للشطان
    ياامتي ان الاوان لصحوة * فاستبشري بالفجر في بركاني
    اين الحقوق وقد ابيدت امة * وانا الملام اذا صرخت كفاني
    سل مدعي حفظ الحقوق لهرة * هل هرة اولى من الانسان
    كل الحقوق مصانة في عرفهم * الا حقوقــــك أمة القران

  • #2
    جزاااااك الله خيرا أختي ( المعتزة بدينها ) بس في ملحوظة :
    الموضوع طويل أوي حاولي تختصريه لأن بعض الناس يملوا من القراءة و بذات لما يكون الموضوع طويل و أنا منهم

    تعليق


    • #3
      الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا)وما هو حق الرسول علينا

      الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا)وما هو حق الرسول علينا



      المسلم الكريم : من يقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم سيجد الكثير من المعاني الكريمة , ولكن لو تأملنا صورة يوم واحد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدنا بالفعل أننا في أمس الحاجة إلى أن نقتدي به في يومنا من الصباح حتى المساء . فمثلاً نذكر موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما صحا من نومه قبل الفجر بقليل , وظلمة الليل لا تزال مخيمة على كل شيئ فيتحرك مع طلائع الصبح المقبل قائلاً " الحمد لله الذي رد إلى روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره "
      أنظر أخي المسلم : كيف يستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومه ويستقبل الحياة بترحاب وتفاؤل قائلاً " الحمد لله الذي رد إلي روحي " هذا يدل على أن العمر الذي ملكناه نعمة يجب أن نحمد الله عليها ويجب أن نُحسن استخدامها , فالحياة فرصة للنجاح لمن أراد ذلك , ولذلك امتن الله تعالى على عباده بالشروق والغروب قال تعالى: "
      اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ "غافر 61
      واعلم أخي المسلم : أن عظمة الحياة في العافية . فما أجمل أن يكون المرء سليم البدن . تقوم أجهزته وعضلاته بوظائفها كلها دون عناء أو ملل , إن المسلم عند ذلك ينطلق في كل أفق ليؤدي واجباته باقتدار ورغبة , وذلك سر حمد الله تعالى على العافية .ثم نتفكر في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الاستيقاظ " الحمد لله الذي رد إليًّ روحي , وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره " فانظر أخي المسلم إلى أدب العبودية الذي يُقرٌ بها العابد الرقيق أن منحه الله تعالى يوماً جديداً . إيذاناً له باستئناف العبادة من مطلع الفجر إلى وقت نومه , والعبد الشكور يبدأ يومه بذكر ربه بكلمات مليئة باليقين والحب , ورسولنا صلى الله عليه وسلم علًمنا هذه الكلمات فكان يدعو في الصباح والمساء قائلاً " اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة . اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي , اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي . اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي , ومن فوقي ,وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي" والله ما أجمل هذا الدعاء المبارك الكريم , الذي صدر من خير خلق الله أجمعين
      سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . فهو بهذا الدعاء يُعلًمنا التسليم لرب الأرض والسماء ويُعلمنا كذلك أن نطلب من الله تعال العفو والعافية , قال أبو بكر الصًديق رضي الله عنه وأرضاه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل إذا أصبحت وإذا أمسيت ( اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض ربً كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي , ومن شر الشيطان وشركه ) وقد علًم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام أن يقولوا كل صباح مع بداية يومهم الجديد ( أصبحنا على فطرة الإسلام , وكلمة الإخلاص , وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وعلى ملًة أبينا إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ) فهذا الدعاء أيضا فيه اعتراف وإقرار بأن العبد المؤمن ما زال على عهده متمسكاً بدينه وعلى الفطر السليمة , وكذلك من أذكار الصباح والمساء التي يحرص عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلًمها للصحابة الكرام هذا الدعاء العظيم ( اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر ,اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر فأتم عليً نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة ) فهذه أخي المسلم أدعية وهناك أدعية أخرى كثيرة كان يحرص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يحرصون عليها كذلك , ونحن مطالبون بأن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر هذه الأدعية كل صباح ومساء , وهي لن تأخذ منا وقتاً طويلاً إنما هي دقائق معدودات كل صباح ومساء , وأهم شيء في هذه الأدعية أن نقولها ونحن مُستحضرون لعظمة الله تعالى وقدرته , ويكون اللسان مع القلب يذكر رب العالمين ويُخلص في الدعاء ويتأكد أن الله تعالى يستجيب لعبده التقي الذي يرجو رحمة رب العالمين ويوم المسلم يبدأ من صلاة الفجر فعلى المسلم أن يعلم أن الله تعالى أعدً لمن يمشي إلى المسجد في وقت الفجر أعدً له الخير التام يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بشًر المشًائين إلى المساجد في ظُلَمِ الليل بالنور التام يوم القيامة " والله إننا في أمسً الحاجة إلى أن نغتنم حياتنا في طاعة الله تعالى لننال الجزاء العظيم من رب العباد , والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا , يكفينا أن نعلم أن من يمشي إلى المساجد لأداء العبادة في أوقاتها بدون تأخير يكفينا أن نذكر هذا الحديث النبوي الشريف , وهو " ما يرفع الإنسان قدماً ويضع أُخري إلا كتبت له حسنة ومٌحيت عنه سيئة ورُفعت له درجة " اللهم وفقنا إلى ما تُحبه وترضاه , اللهم آمين , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


      =================


      الرسول قدوتنا في الأخلاق

      الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.. الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأخرج المرعى، فجعله غثاءً أحوى.. نحمده حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، ونصلي ونسلم على البشير النذير، والسراج المنير، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، أما بعد:-
      فقد حث الرسول - صلى الله عليه وسلم- على مكارم الأخلاق، وكان أفضل الخلق أخلاقاً وأحسنهم آداباً، وبين رسول الله أنه ما بعث إلا ليتمم مكارم الأخلاق، فلقد كانت في الجاهلية أخلاق كريمة فأتى الرسول ليتممها، وذلك بإصلاح ما فسد منها، والثناء على ما كان فاضلاً، والحث عليه حيث يقول صلى الله عليه وسلم-: " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" 1.
      أيها المسلمون: لقد امتدح الله نبيه على كمال الأخلاق فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } وذلك يظهر من خلال معاشرته للناس ومخالطته لهم، ولقد سئلت عائشة -رضي الله عنها- كيف كان خلق النبي - صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: " كان خلقه القرآن" 2 فلقد كان -بأبي هو وأمي- قرآناً يمشي على الأرض، أي أنه عمل بأخلاق القرآن، وتمثل آداب القرآن، وذلك أن القرآن أنزل للتدبر والعمل به، فكان أولى الناس عملاً به وامتثالاً لأوامره سيد الخلق.
      ومما ذكر من الأخبار في حث الرسول على الأخلاق، عن أبي ذر قال: قال رسول الله: " اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" 3.
      وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه " 4.
      وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال: "إن خياركم أحاسنكم أخلاقاً" 5.
      وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" 6.
      وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء " 7.
      وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو بهذا الدعاء: ".. واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت" 8.
      وقال: "إن الله -عز وجل- كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق، ويبغض سفسافها " 9.
      وكان أول من امتثل تلك الأخلاق وعمل بها رسولنا، ونحن نذكر من الأخلاق الحميدة التي تخلق بها لنقتدي به في ذلك تحقيقاً لقول الله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } سورة الأحزاب:21.
      ومن تلك الأخلاق الرفيعة: الصدق في الكلام، والصدق في النيات، والصدق في الأعمال كلها، فهو الذي اتصف بذلك الخلق العظيم، وشهد بذلك أعداؤه قبل أصحابه، وقد كان يسمى الصادق الأمين، وهو القائل: " عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) 10.
      وجعل الكذب علامة من علامات النفاق حيث قال: " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" 11.
      وهكذا عاش رسول الله صادقاً في كلامه، وصادقاً في عمله، وصادقاً في نيته، وصادقاً في مبادئه.. لم يصل إلى ما وصل إليه بالكذب والحيلة والمكر، بل إن كل حياته وضوح وصدق، حتى مع أعدائه الذين آذوه وأرادوا قتله وأسره..
      هكذا فليكن المسلم -يا عباد الله- مقتدياً بنبيه في خلق الصدق، وأن يتقي الله في كلامه وحياته كلها.. إن الصدق نجاة والكذب هلاك..إن الله - عز وجل- امتدح الصادقين فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} سورة التوبة: 119.
      ومن أخلاق الرسول السماحة والعفو: روى البخاري ومسلم عن جابر ( أنه غزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- قِبَل نجد، فلما قفل رسول الله قفل معهم، فأدركتهم القائلة -أي نوم القيلولة ظهراً- في واد كثير العضاه - شجر- فنزل رسول الله وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله تحت سمرة -نوع من الشجر- فعلق بها سيفه، ونمنا نومة؛ فإذا رسول الله يدعونا، وإذا عنده أعرابي فقال: " إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتاً - أي جاهزاً للضرب- فقال: من يمنعك مني؟ قلت: "الله، ثلاثاً " ولم يعاقبه وجلس )12
      وفي رواية أخرى13: " فسقط من يده فأخذ رسول الله السيف، فقال للأعرابي "من يمنعك مني؟" فقال: كن خير آخذ، فقال - صلى الله عليه وسلم-: " تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟" قال: لا، ولكني أعاهدك ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فأتى الرجل أصحابه فقال لهم: جئتكم من عند خير الناس!)
      فهذا الرسول - صلى الله عليه وسلم- عفا عن الرجل في موقف حرج يدل على شجاعته.. لذا كان أفضل العفو عند المقدرة.
      ثم إن الرسول لا يغفل في هذه اللحظة الحرجة عن القيام بواجب الدعوة، واستغلال الموقف لصالح الرسالة التي يحملها، فيقول للرجل: " تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟".
      ثم ينادي أصحابه ليعطيهم درساً عملياً في فضائل الأخلاق لا ينسونه أبداً يتعلمون منه الشجاعة مع الحلم والعفو عند المقدرة.. ! فأين ما عليه أدعياء الحلم والعدل، مما كان عليه سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
      وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد نجراني -نوع من اللباس- غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي - صلى الله عليه وسلم- وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد! مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء!)14.
      إنها أخلاق نبي الإسلام ورحمة هذا الدين! وكم في ضحكة الرسول في وجه الأعرابي الجاهل من معنى يفهمه أهل الذوق الرفيع!..
      ومن أخلاق الرسول الجود والعطاء والبذل: روى الإمام مسلم عن أنس قال: ( ما سئل رسول الله على الإسلام شيئاً إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم، أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وإن كان الرجل ليسلم لا يريد إلا الدنيا، فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما فيها).
      وهذا فيه تأليف القلوب للدخول في الإسلام.
      ومعلوم كيف أنفق مغانم حنين حتى كان الرجل لينال المائة ناقة وأكثر.. وروى البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: (كان رسول الله أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان، يعرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة).
      ومن أخلاقه -أيضاً-: التواضع وخفض الجناح للمؤمنين: وقد أمر الله رسوله بذلك فقال: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } سورة الشعراء: 215. وذلك أن التواضع يتألف القلوب ويملكها بالمحبة، وقد كان رسول الله-كما أدبه الله- متواضعاً، خافض الجناح، لين الجانب، إذا جلس بين أصحابه كان كأحدهم، لا يتعالى ولا يترفع عليهم ولا يعطي لنفسه امتيازاً إلا ما تقتضيه طبيعة القيادة من الأمر والنهي.15
      وعن أنس بن مالك: ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم-كان يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف عليه إكاف16 من ليف)17 وفي رواية: ( وكان يوم قريظة والنضير على حمار ويوم خيبر على حمار مخطوم برسن من ليف وتحته إكاف من ليف)18.
      وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله يخصف نعله ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته)20 وقالت: ( كان بشراً من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه)21.. وقالت: قال رسول الله: " آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد " 22.
      وعن أنس قال: ( إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فتنطلق به حيث شاءت" 23.
      وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان رسول الله يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة" 24.
      هكذا كانت أخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم- ! فأين المسلمون اليوم منها، وأين طغاة الأرض الذي عاثوا فيها فساداً بكبرهم وعتوهم، وظلمهم للفقراء والمساكين، وإهانتهم لكرامة الإنسان في كل مكان؟؟!!..
      أسأل الله أن يصلح الأوضاع وأن يميتنا مسلمين.. وأستغفر الله العظيم،،،
      إن من حق رسول الله على كل مسلم أن يتأسى به في الأخلاق، ويقتدي به في سلوكه الخاص والعام! وإلا فأين المفر من التقصير في جنب الله ! أيها المقصرون وأيها المفرطون وأيها الغافلون.. أين الهروب من عقوبة الله إذا خالفتم رسول الله في محاسن الأخلاق، وتخلقتم بسيئ الأخلاق، وتركتم معاليها.. هل يعلم الجميع أن أساس ديننا الأخلاق!.. أين الذوق الرفيع.. أين السماحة وانطلاق الوجوه يا مسلمون!.. لماذا أصبح الواحد منا اليوم قليل الأدب، دنيء الرتب، لا يقر له قرار إلا إذا عادى الناس وخاصمهم وشاتمهم؟!.
      ألا وإن من أخلاق الرسول: كف الأذى وترك الشتم والسب وحفظ اللسان عن السوء امتثالاً لقول الله: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }سورة ق: 18.
      ثبت أن الرسول كان جالساً فجاء يهود فقالوا: السام عليكم -أي الموت عليكم- فقالت عائشة: وعليكم السام واللعنة! فقال رسول الله: ( يا عائشة! إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ولكن قولي: "وعليكم" )25 وقد قال رسول الله: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" 26 وعن أنس قال: (لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً، كان يقول عند المعتبة: "ماله ! ترب جبينه" )27.
      ومن أخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم- الحياء من فعل الشر، والحياء مما يقبح فعله أو يكره، حيث أن الحياء خصلة عفيفة تمنع من صدور القبيح أو الرضا به في غير تقحم قال عليه الصلاة والسلام: " الحياء لا يأتي إلا بخير" 28.
      وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم- على رجل وهو يعاتب أخاه في الحياء يقول: إنك لتستحي، حتى كأنه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسول الله: "دعه فإن الحياء من الإيمان" 29. وعن أبي سعيد الخدري قال: ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أشد حياءً من العذراء في خدرها)30 .
      والحياء لا يكون في تعلم العلم أو الاستفسار عما أشكل على الإنسان أو في قول الحق بحيث يمنعه من طلب العلم أ قول الحق أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. بل الحياء في هذا المواضع مذموم إذا كان بتلك المثابة.
      ومن حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم المزاح المتزن والانبساط مع الناس.. فعن أنس بن مالك قال: إن كان النبي ليخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير: "يا أبا عمير ما فعل النغير"31 والنغير: طائر صغير.
      وقد مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالسوق فرأى رجلاً من أصحابه فمسكه من خلفه وقال: "من يشتري هذا العبد" -على وجه المزاح- فقال يا رسول الله: إذن تجدني كاسداً ! -أي رخيصاً- قال: "لكنك عند الله لست بكاسد" أو قال: " لكن عند الله أنت غالٍ " 32.
      ومن أخلاق الرسول الكريم: إكرام الضيف والجار والإحسان إليهما، وهو القائل: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" 33 .
      ومن أخلاقه: احترام الكبير ورحمة الصغير: دخل أعرابي والرسول - صلى الله عليه وسلم- يقبل الحسن والحسين فقال: تقبلون صبيانكم! فقال رسول الله: " أو أملك أن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك" 34 ؛ وقال: "من لا يرحم لا يرحم" 35 وقال رسول الله: " إنما يرحم الله من عباده الرحماء، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" 36.
      وهكذا أيها المسلمون: كانت أخلاق الرسول في جميع شؤونه، وهي كثيرة جداً على لتي ذكر الله عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }( القلم: 4) وما ذكرناه إنما هو قليل من كثير.. وواجبنا تجاه ذلك: الإقتداء به والتأسي به في الأخلاق والأعمال اتباعاً لقوله -تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } سورة الأحزاب: 21.
      اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.. اللهم حسن أخلاقنا وأعمالنا يا رب العالمين.. اللهم أدبنا جميعاً بآداب نبيك، وأعنا على ذلك.. يا رب العالمين....

      ________________________________________
      1- هكذا رواه الإمام أحمد، وورد بلفظ: ( مكارم الأخلاق ) وصححه الألباني.. ورواه الإمام مالك بلفظ: ( حُسْنَ الأخلاق ).
      2- رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي.
      3- رواه الإمام أحمد والترمذي والدارمي. وقال الترمذي: حسن صحيح.
      4- رواه أبو داود في سننه، وهو حديث حسن كما ذكر الألباني في صحيح أبي داود برقم ( 4015 ).
      5- رواه البخاري ومسلم.
      6- رواه الإمام أحمد وأبو داود، ولفظ أبي داود: ( إن المؤمن ليدرك..) والحديث صحيح كما ذكر الألباني في صحيح أبي داود برقم ( 4013 ).
      7- رواه الترمذي بهذا اللفظ. ورواه الإمام أحمد وأبو داود من غير زيادة: ( وإن الله ليبغض الفاحش البذيء ).
      8- رواه مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث طويل برقم ( 1290 ) وهو حديث جليل فيه دعاء شريف أرجو ممن يطلع على هذا الحديث العمل به وتدبر معانيه.. ورواه أيضاً الترمذي والنسائي وأبو داود وأحمد والدارمي.
      9- رواه الحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية، والحديث صحيح كما ذكر الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1378).
      10 - رواه مسلم والترمذي وأبو داود.
      11- رواه البخاري ومسلم.
      12- رواه البخاري ومسلم وأحمد.
      13- عند الإمام أحمد.
      14- رواه البخاري وأحمد.
      15 - الأخلاق الإسلامية - للميداني.
      16- الإكاف: ما يوضع على ظهر الحمار من وقاء للركوب عليه.
      17- رواه الترمذي في سننه.
      18- رواه ابن ماجه، انظر السلسلة الصحيحة رقم ( 2112 ).
      19- يخصف: أي يخيط ويرقع.
      20- رواه أحمد. وروى نحوه البخاري والترمذي.
      21- رواه أحمد.
      22- الحديث صحيح انظر السلسلة الصحيحة رقم ( 544 ).
      23- رواه البخاري.
      24- رواه النسائي والدارمي بإسناد صحيح.
      25- رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
      26- رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
      27- رواه البخاري وأحمد.
      28- رواه البخاري ومسلم عن عمران بن حصين.
      29- رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
      30- رواه البخاري ومسلم.
      31- رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
      32- رواه الإمام أحمد.
      33- رواه البخاري ومسلم وأحمد ومالك وأبو داود وابن ماجه والدارمي.
      34- رواه البخاري ومسلم وأحمد عن عائشة رضي الله عنها.
      35- رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وأبو داود عن أبي هريرة وجرير بن عبد الله رضي الله عنهما.
      36- رواه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص. والحديث صحيح كما ذكر الألباني في صحيح أبي داود رقم (4132).

      =================



      التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 13-12-2014, 08:15 PM. سبب آخر: تنسيق وتشكيل بعض الآيات


      تعليق


      • #4
        رد: الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا)وما هو حق الرسول علينا

        جزاكم الله خيرا

        تعليق


        • #5
          رد: الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا)وما هو حق الرسول علينا

          المشاركة الأصلية بواسطة الأمير قطز مشاهدة المشاركة
          جزاكم الله خيرا
          ستركم الله في الدنيا والآخرة
          و
          جزاكم
          الله خيرا
          أسأل الله أن يثبتناوإياكم على الحق
          نفع الله بكم ورفع قدركم


          تعليق


          • #6
            رد: الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا)وما هو حق الرسول علينا

            جزاكم الله خيرا

            تعليق


            • #7
              رد: الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا)وما هو حق الرسول علينا

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله كل خير أختنا الفاضلة
              بارك الله في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم

              قال الحسن البصري - رحمه الله :
              استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
              [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


              تعليق


              • #8
                رد: الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا)وما هو حق الرسول علينا

                المشاركة الأصلية بواسطة speed net مشاهدة المشاركة
                جزاكم الله خيرا
                جزاكم الله خيرا
                أسأل الله أن يثبتناوإياكم على الحق


                تعليق


                • #9
                  رد: الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا)وما هو حق الرسول علينا

                  المشاركة الأصلية بواسطة أبوالمعالي مشاهدة المشاركة
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  جزاكم الله كل خير أختنا الفاضلة
                  بارك الله في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم
                  جزاكم الله خيرا
                  أسأل الله أن يثبتناوإياكم على الحق


                  تعليق


                  • #10
                    رد: الرسول – صلى الله عليه وسلم- القدوة


                    جزاكم الله خيرا

                    اللهم اجعلنا ممن يقتدون برسول الله
                    صلى الله عليه وسلم
                    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ


                    تعليق


                    • #11
                      رد: الرسول – صلى الله عليه وسلم- القدوة

                      جزاكم الله خيرًا
                      وجعل الله عملكم فى ميزان حسناتكم


                      تعليق


                      • #12
                        رد: الرسول – صلى الله عليه وسلم- القدوة

                        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                        جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم


                        تعليق

                        يعمل...
                        X