إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وماذا بعد رمضان؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وماذا بعد رمضان؟


    الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

    أختي المسلمة

    نقف وقفات مع وداع رمضان، نسأل الله أن ينفعنا بها.

    الوقفة الأولى: ماذا استفدنا من رمضان؟

    ها نحن نودع رمضان المبارك، بنهاره الجميل ولياليله العطرة. ها نحن نودع شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار... وهنا يجدر أن ننبه أن هذه الأمور ليست خاصة برمضان.. فكل الأيام وكل الأوقات تحصل فيها على رحمة الله ومغفرته.. وكلها أوقات يجب أن تحقق فيها التقوى، وتتخلق بأخلاق القرآن فيها. ولكن هذا الشهر تتضاعف فيه الأجور، وتزداد الحسنات، وتكثر الطاعات، قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ} [القصص:67].

    هل حققنا التقوى، وتخرجنا في مدرسة رمضان بشهادة المتقين؟!

    هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه؟! وهل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة؟ هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟

    هل.. هل.. وهل؟!

    أسئلة كثيرة وخواطر عديدة، تتداعى على قلب كل مسلم صادق، يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة:

    ماذا استفدت من رمضان؟!

    إنه مدرسة إيمانية، إنه محطة روحية للتزود منه لبقية العام، ولشحذ الهمم بقية العمر.

    فمتى يتعظ ويعتبر ويستفيد ويتغير ويغير من حياته، من لم يفعل ذلك في رمضان؟!

    إنه بحق مدرسة للتغيير، نغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].

    الوقفة الثانية: ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها

    أختي المسلمة

    إن كنت ممن استفاد من رمضان.. وحققت فيه صفات المتقين، فصمته حقاً، وقمته صدقاً، واجتهدت في مجاهدة نفسك فيه، فاحمد الله واشكره واسأله الثبات على ذلك حتى الممات.

    وإياك ثم إياك من نقض الغزل بعد غزله، أرأيت لو أن إمرأةً غزلت غزلاً، فصنعت بذلك الغزل قميصاً أو ثوباً، فلما نظرت إليه وأعجبها، جعلت تقطع الخيوط وتنقضها خيطاً خيطاً بدون سبب.

    فماذا يقول الناس عنها؟!!

    ذلك هو حال من يرجع إلى المعاصي والفسق والمجون، ويترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان.. فبعد أن تنعم بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ترجع إلى جحيم المعاصي والفجور!! فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.

    أحبتي: ولنقض العهد مظاهر كثيرة عند الناس، فمنها على سبيل المثال لا الحصر:

    1 - ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعة في أول يوم للعيد، فبعد امتلاء المساجد بالمصلين في صلاة التراويح التي هي سنة، نراها قد قلّ روادها في الصلوات الخمس التي هي فرض، ويكفر تاركها مطلقاً!!

    2 - بالأغاني والأفلام.. والتبرج والسفور.. والإختلاط في الحدائق والذهاب إلى الملاهي رجالاً ونساءً، والمعاكسات... والتفحيط.. إلخ.

    3 - ومن ذلك السفر للخارج للمعصية.. فنرى الناس على أبواب وكالات السفر زرافات ووحداناً، يتسابقون لشراء تذاكر السفر إلى بلاد الكفر والإنحلال والفساد وغير ذلك، وما هكذا تشكر النعم.. وما هكذا نختم الشهر ونشكر الله على بلوغ الصيام والقيام.. وما هذه علامة القبول؛ بل هذا جحود للنعمة وعدم شكر لها.

    وهذا من علامات عدم قبول العمل والعياذ بالله، لأن الصائم حقيقة يفرح يوم العيد بفطره، ويحمد ويشكر ربه على إتمام الصيام، ومع ذلك يبكي خوفاً ألا يتقبل الله منه صيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان، يسألون الله القبول.

    فمن علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق، وأن ترى فيه إقبالاً على الطاعة {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7] أي: زيادة في الخير الحسي والمعنوي، فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح.. فلو شكر العبد ربه حق الشكر لرأيته يزيد من الخير والطاعة، ويبعد عن المعصية. والشكر ترك المعاصي كما قال السلف.


    الوقفة الثالثة: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}

    هكذا يجب أن يكون العبد، مستمر على طاعة الله، ثابت على شرعه، مستقيم على دينه، لا يروغ روغان الثعالب، يعبد الله في شهر دون شهر، أو في مكان دون آخر، أو مع قوم دون آخرين.. لا.. وألف لا!! بل يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام، وأنه رب الأزمنة والأماكن كلها.. فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض، قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ} [هود:112]، وقال: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} [فصلت:6]. وقال صلى الله عليه وسلم: «قل آمنت بالله ثم استقم» [رواه مسلم].

    فلئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل: كالست من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض، وعاشوراء، وعرفة وغيرها.

    ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات:17].

    ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة.

    وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان، بل هي في كل وقت.

    وهكذا... فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان، فاجتهد أخي في الطاعات.. وإياك والكسل والفتور، فإن أبيت العمل بالنوافل فلا يجوز لك أبداً أن تترك الواجبات وتضيعها، كالصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة وغيرها.

    ولا أن تقع في المحرمات من قول الحرام أو أكله أو شربه أو النظر إليه واستماعه.

    فالله الله بالاستقامة والثبات على الدين في كل حين، فلا تدري متى يلقاك ملك الموت. فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية (( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك )) .

    الوقفة الرابعة: مع العيد

    فيشرع لك في يوم العيد عدة أمور منها:

    1 - زكاة الفطر قبل الصلاة، وهي صاع من شعير أو تمر أو قط أو زبيب أو أرز أو نحوه من الطعام، عن الصغير والكبير، والذكر والأنثى. والحر والعبد من المسلمين.

    2 - أكل تمرات وتراً قبل الذهاب إلى مصلى العيد.

    3 - الصلاة مع المسلمين وحضور الخطبة. والنساء يشهدن العيد مع المسلمين.

    4 - أن تذهب إلى المصلى ماشياً إن تيسر، فتكبر الله إلى أن تصلي، فيجهر الرجال (( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد )).

    5 - الاغتسال والتطيب للرجال، ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال، ولا تزين بحلق اللحية فهذا حرام. أما المرأة فلا تتبرج ولا تتطيب في ذهابها إلى المصلى، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال.

    6 - صلة الرحم وزيارة الأقارب وتصفية القلوب وتطهيرها من التباغض والتحاسد والكراهية.. وغيره.

    7 - العطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم في جميع بلاد المسلمين.

    8 - ولا بأس بالتهنئة بالعيد كقولك: " تقبل الله منا ومنك " كما ورد عن السلف، والله أعلم.

    9 - وإذا انتهى يوم العيد فبادر إلى القضاء إن كان عليك أيّام، وإلاّ فبادر إلى صيام الست من شوال، فصيامها مع رمضان كصيام الدهر كما في صحيح مسلم.


    وختاماً

    ينبغي أن تحرص على أعمال البر والخير، وأن تكون يوم العيد بين الخوف والرجاء.. تخاف عدم القبول، وترجو من الله القبول. ونتذكر يوم عيدنا يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل فمنا السعيد ومنا غير ذلك.

    مر وهيب بن الرود على أقوام يلهون ويلعبون في يوم العيد فقال لهم: " عجبا لكم.. إن كان الله قد تقبل صيامكم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان الله لم يتقبل فما هذا فعل الخائفين ".

    فكيف لو رأى ما يفعله أهل زماننا من اللّهو والإعراض، بل مبارزة الله بالمعاصي يوم العيد؟!

    أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال.. وأن يجعل عيدنا سعيدًا.. وأن يعيد علينا رمضان أعوامًا عديدة.. ونحن في حال أحسن من حالنا وقد صلحت أحوالنا، وعزّت أمتنا، وعادت إلى ربها عودة صادقة.. اللهم آمين.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    منقول


    قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

  • #2
    رد: وماذا بعد رمضان؟

    جزاكي الله خيرا

    تعليق


    • #3
      رد: وماذا بعد رمضان؟

      السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
      بارك الله فيك أخيتي وجزاك الله خيرا كثيرا على كتاباتك ومشاركاتك أسأل الله ان ينفع بها وأن يرزقك الإخلاص والصدق والقبول.

      أسمحي لي أختي الحبيبة بوقفة أخرى لابد أن تقف فيها
      وهي بعد رمضان وما فعله المرء من طاعات وعبادات يجب أن يتذكر جيدا

      قول الله تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }المؤمنون60

      سألت أمنا عاشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون.

      تأملو يا أخوات في هذا الحديث يبن لنا كيف أن المؤمن يجب أن يكون حاله مع ربه بين خوف ورجاء
      خوف أن لا تُقبل طاعته فربما قد يكون شابها بعض النفاق والرياء .
      ورجاء في كرم الله وفضله وحسن ظنه بمولاه أنه لن يرده.
      فلا نعجب بطاعتنا ونتكل عليها.
      بل يجب أن تكون قلوببنا وجلة ثم نسارع في الخيرات ولا نترك أبواب الطاعات.

      سامحيني أختي على الإطاله وجزاك الله خيرا.

      ~ كلمات من ذهب ~
      [FLV]http://www.archive.org/download/kalemat.flv/kalemat.flv[/FLV]




      تعليق


      • #4
        رد: وماذا بعد رمضان؟

        جزاكم الله خيرا اخواتي

        نسأل الله الثبااااااااات
        اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

        تعليق


        • #5
          رد: وماذا بعد رمضان؟

          موضوع رائع

          جزاكي الله خيرا
          قال صلى الله عليه وسلم: " إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها" [صحيح الجامع: 2089

          تعليق


          • #6
            رد: وماذا بعد رمضان؟

            جزاكي الله خيرا
            وجزاكِ الله خيرااااً مثله


            قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

            تعليق


            • #7
              رد: وماذا بعد رمضان؟

              السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاااااته
              بارك الله فيك أخيتي وجزاك الله خيرا كثيرا على كتاباتك ومشاركاتك أسأل الله ان ينفع بها وأن يرزقك الإخلاص والصدق والقبول.

              آآآآآآآآآآآآآمين وأياااااكم

              أسمحي لي أختي الحبيبة بوقفة أخرى لابد أن تقف فيها
              وهي بعد رمضان وما فعله المرء من طاعات وعبادات يجب أن يتذكر جيدا

              قول الله تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }المؤمنون60

              سألت أمنا عاشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون.

              تأملو يا أخوات في هذا الحديث يبن لنا كيف أن المؤمن يجب أن يكون حاله مع ربه بين خوف ورجاء
              خوف أن لا تُقبل طاعته فربما قد يكون شابها بعض النفاق والرياء .
              ورجاء في كرم الله وفضله وحسن ظنه بمولاه أنه لن يرده.
              فلا نعجب بطاعتنا ونتكل عليها.
              بل يجب أن تكون قلوببنا وجلة ثم نسارع في الخيرات ولا نترك أبواب الطاعات.

              سامحيني أختي على الإطاله وجزاك الله خيرا.

              أطاله ايه يااا أختى انتِ تقولى براااحتك البيت بيتك


              __________________
              جزاكِ الله خيراااااً أخيتى على الاضاااافة أسعدنى مرورك


              قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

              تعليق


              • #8
                رد: وماذا بعد رمضان؟

                جزاكم الله خيرا اخواتي
                وجزاكِ الله خيراااااً مثله أخيتى وأستاااذتى غفرااانك

                نسأل الله الثبااااااااات
                آآآآآآآآآآآآآآآآمين وأياااااكم


                قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                تعليق


                • #9
                  رد: وماذا بعد رمضان؟

                  موضوع رائع
                  الحمد لله بفضل الله

                  جزاكِ الله خيراً
                  وجزاكِ الله خيراااااً مثله أختى


                  قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                  تعليق


                  • #10
                    رد: وماذا بعد رمضان؟

                    جزاكم الله خيرًا

                    تعليق

                    يعمل...
                    X