إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم




    يقول الله –سبحانه وتعالى- وهو يذكر صنف آخر من أصناف المكذبين المعاندين الذين تنكبوا طريق الرسل "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ"مريم:73،
    يعني تتلى عليهم آيات القرآن،
    "
    بَيِّنَاتٍ" يعني واضحات، "قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا"مريم:73.


    يعني شوف سبحان الله، ربنا –سبحانه وتعالى- أنزل لهم الوحي هدايةً لهم وإرشادًا لهم وتثبيتًا لقلوبهم، وإخراجًا لهم من الظلمات إلى النور وهم بيبصوا لمظاهر الدنيا!

    فيقول:
    "قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ" مريم:73.

    يعني بصوا لكده للفريق الذين تسمونهم بالكفار وانظروا إلى فريقكم
    " أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا"
    يعني أعلى مرتبةً ورفعةً
    "وَأَحْسَنُ نَدِيًّا"

    يعني أكثر جماعة.
    ولذلك ربنا –سبحانه وتعالى- قال:
    " فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ
    " العلق 17: 18.
    يعني إيه نادي الإنسان ومجتمعه والشلة اللي ماشي معاها والناس الذين يتخذهم عزوة يعني.
    ندعوكم لمتابعة درس بعنوان
    وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا




    رابط المشاهدة على اليوتيوب
    https://www.youtube.com/watch?v=qZga0q9qbmQ

    رابط الدرس على الموقع
    http://way2allah.com/khotab-item-133795.htm

    رابط الجودة العالية
    http://way2allah.com/khotab-mirror-133795-211977.htm
    رابط الجودة المتوسطة
    http://way2allah.com/khotab-download-133795.htm

    رابط صوتي mp3
    http://way2allah.com/khotab-mirror-133795-211978.htm

    رابط الساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/ma_yanbaghy


    رابط تفريغ pdf
    http://way2allah.com/khotab-pdf-133795.htm


    رابط ملف التفريغ word
    https://archive.org/download/yahoo_8/ma.yanbagi.doc

    موضوع مخصص لتلقي الاستفسارات الخاصة بالدورة

    موضوع مخصص لتلقي الأسئلة الخاصة بالتفسير والتدبر

    ღ:: فهرس دورة: تفسير ودراسة وتدبر سورة مريم ::ღ

    لقراءة التفريع مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية





    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 17-06-2017, 05:31 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

  • #2
    رد: وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا




    الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين والصلاة والسلام على إمام الأتقياء وسيد المرسلين،
    نبينا محمدٍ–صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
    - وبعد:تطاول الذين كفروا على الذين آمنوا
    يقول الله –سبحانه وتعالى- وهو يذكر صنف آخر من أصناف المكذبين المعاندين الذين تنكبوا طريق الرسل "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ" مريم:73،
    يعني تتلى عليهم آيات القرآن، "
    بَيِّنَاتٍ" يعني واضحات، "قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا" مريم:73.
    يعني شوف سبحان الله، ربنا –سبحانه وتعالى- أنزل لهم الوحي هدايةً لهم وإرشادًا لهم وتثبيتًا لقلوبهم، وإخراجًا لهم من الظلمات إلى النور وهم بيبصوا لمظاهر الدنيا!
    فيقول: "قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ" مريم:73،
    يعني بصوا لكده للفريق الذين تصمونهم بالكفار وانظروا إلى فريقكم " أَي ُّالْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا" يعني أعلى مرتبةً ورفعةً "وَأَحْسَنُ نَدِيًّا" يعني أكثر جماعة،
    ولذلك ربنا –سبحانه وتعالى- قال: "
    فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ" العلق 17: 18، يعني إيه نادي الإنسان ومجتمعه والشلة اللي ماشي معاها والناس الذين يتخذهم عزوة يعني.

    يجب أن نعتبر بحال الذي سبقونا
    فبيقول ربنا –سبحانه وتعالى- بيقول ردًا عليهم "وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا" مريم:74،
    يعني هو لو هيبص للجماعة بتوع هولا الحزب بتاعه ولا التيار بتاعه ولا الشلة اللي ماشي معاها
    فبيقول ربنا –سبحانه وتعالى-: " وَ
    كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ" مريم:74، قرون متطاولة أهلكها الله –عز وجل- : "هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا" يعني متاعًا، "وَرِئْيًا" يعني منظرًا.

    -إهلاك الله لقوم عاد
    يعني يشوف الناس الذين جابوا الصخر بالواد، ربنا –سبحانه وتعالى- بيقول: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَات ِالْعِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَق ْمِثْلُهَا فِي الْبِلَاد * وَثَمُودَا لَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ" الفجر 6: 9،
    يعني قطعوا الصخر في الأودية، جابوا يعني قطعوا، "
    وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ *فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ" الفجر 10: 13.
    - إهلاك الله لقارون
    ولا قارون الذي " مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ " القصص:76، مش عارفين يشيلوها " إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ" القصص:76،
    فربنا–سبحانه وتعالى- بيقول: "وَ
    كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا" مريم:74.

    يترك الله أهل الضلالة في ضلالهم
    قال الله تعالى: "قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا" مريم:75،
    يعني الله –عز وجل- سبحانه وتعالى يزيد الذين اهتدوا هدى، وأهل الضلال يتركهم -سبحانه وتعالى- في ظلمات لا يبصرون،
    يبقى "
    قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَن ُمَدًّا" مريم:75، يعني يمد الرحمن -سبحانه وتعالى- له في ضلاله ويتركه الله –عز وجل- على غيه.
    وربنا –سبحانه وتعالى- يرسل له الرسل فلا يهتدي، فربنا –سبحانه وتعالى- يزيد قلبه طمس، لذلك ربنا بيقول: "وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ" البقرة:88،
    قال الله تعالى: "
    بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّاقَلِيلًا " النساء:155، فلذلك الإنسان لازم يكون حريص إن يكون طائع لله –سبحانه وتعالى- لا ينظر إلى المناظر ولا إلى الأشكال "إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلىصورِكُم وأموالِكُم، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأعمالِكُم" صحيح مسلم.


    سيعرف أهل الضلال مكانهم الحقيقي يوم القيامة
    فربنا –سبحانه وتعالى- بيقول:
    "
    قُلْ مَنْ كَانَ فِيالضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ " مريم:75.
    يعني إما أن يهلكهم الله –عز وجل- بعذاب عاجل، وإما أن ينتظروا إلى الآخرة، "فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا " مريم:75.
    هيعرفوا المقام الحقيقي، هيعرفوا المقام الحقيقي يوم القيامة فعليًا.
    شتان ما بين من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة
    ولذلك ربنا–سبحانه وتعالى- بيقول: "مَنْ كَانَ"وتأملوا هذه الآيات، "مَنْ كَانَيُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ"الإسراء:18.
    يعني تخيل: "مَنْ كَانَ يُرِيدُ" الإيه؟ "الْعَاجِلَةَ" فسماها الله –عز وجل- عاجلة "عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ"الإسراء:18.
    يعني مش أي حد كده كمان، بس المصيبة اللي جاية دي "
    ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا" الإسراء:18، في المقابل بقى "وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا " الإسراء:19.

    التفاضل بينهم في الدنيا والآخرة
    قال الله: " كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا* انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ " الإسراء 20: 21.
    شوف مثلًا لو واحد مثلًاماشي على رجله، بيبص لواحد مثلاً راكب مش عارف عربية بيبصله إزاي؟ ولا شوف واحد مثلًا لا مال له مطلقًا وعنده أمراض و.. و.. ويبص لواحد مثلًا من الذين يمتلكون الأموال الطائلة.
    شوف ربنا –سبحانه وتعالى- يقول: "
    انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ"
    شوف التفاضل بينهم في الدنيا لكن التفاضل الحقيقي "
    وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا" الإسراء:21.
    التفاضل الحقيقي هو التفاضل في الآخرة، لذلك ربنا بيقول كده: " فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا" مريم:75.

    يزيد الله أهل الإيمان هدى
    " وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى"
    مريم:76.
    يعني ربنا –سبحانه وتعالى- يزيد أهل الهداية هدى، الإنسان كلما يقبل على الله –عز وجل- يقبل الله عليه ويعطيه الله -سبحانه وتعالى- ويرقيه الله -عز وجل- في منازل العبودية ويبدله الله –عز وجل- في قلبه فرحًا وسرورًا.

    الأعمال الصالحة هي التي تبقى عند الله
    "وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا" مريم:76.
    يعني الباقيات الصالحات، الأعمال الصالحة هي التي تبقى عند الله –عز وجل- فهي التي تبقى للإنسان في الثواب يعطي الله –عز وجل- عليها الثواب، فالإنسان يؤمل فيها "
    وَخَيْرٌ مَرَدًّا" يعني مردودها عند الله –سبحانه وتعالى- خيرٌ من غيرها.

    أقسام أهل الشقاء كما ذكرتهم الآية
    " أَفَرَأَيْتَالَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا"مريم:77.
    واحد تاني
    - يبقى القسم الأول خالص: أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات.
    - القسم الثاني: أنكروا البعث.
    - القسم الثالث: كانوا متلذذين في الدنيا منغمسين فيها، دول البعاد عن رحمة الله.
    مش هي السورةبتتكلم عن الرحمة، ففيه قسم بعيد عن رحمة الله، في قسم قريب من رحمة الله، القسم القريب من رحمة الله اللي هم أتباع الأنبياء " إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا" مريم:60، الأتقياء هم أتباع الأنبياء أهل الرحمة، وهؤلاء هم أهل الشقاء –عياذًا بالله- المنغمسين في الدنيا والملذات، المنكرين للبعث، المضيعين للصلاة، المتبعين للشهوات.

    الصنف الذي كفر بآيات الله
    فذكر الله –عز وجل- أحدهم فقال: " أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا "مريم:77، وهو فيما ذكر بعض المفسرين العاص بن وائل، جاءه الخباب بن الأرت –رضي الله عنه- يعني في قضاء أو في دين، فقال له هذا القول " أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا" مريم:77، يعني هو بيقول أنا سؤُتى مال كثير وأولاد كُثر فربنا –سبحانه وتعالى- رد عليه.
    ولاحظوا يا إخوانا إن كل هؤلاء ربنا –سبحانه وتعالى- يرد عليهم مباشرة بعد الآية، يعني شوف ربنا –سبحانه وتعالى- يقول هنا إيه " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا *وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ" مريم 73: 74، قبلها على طول "وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا* أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ" مريم 66: 67.

    إدعاء معرفة الغيب من الكفر
    فربنا –سبحانه وتعالى- يرد عليهم مباشرة، فبيقول: "أَطَّلَعَ الْغَيْبَ" مريم:78، يعني هل كان يعلم الغيب؟ وده الفرق بينه وبين أهل الرحمة إن هذا غير مؤمن بالغيب لكن أهل الرحمة آمنوا بالغيب، مش ربنا –سبحانه وتعالى- بيقول: "جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ " مريم:61، فأهل الرحمة آمنوا بالغيب لكن هذا الكافر لم يؤمن بالغيب بل كذب به، وادعى أنه يعلمه، وادعاء معرفة الغيب من الكفر بالله –سبحانه وتعالى-، لأن الله –عز وجل- استأثر بعلم الغيب، " فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا" الجن 26: 27.

    لم يعد الله أهل الكفر بشيء
    فبيقول: " أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا " مريم:78، يعني هل وعده الرحمن بشيء، وقال بعضهم العهد هو شهادة أن لا إله إلا الله يعني الإنسان لو هو حتى كان مسلم أهو يرجو هذا الأمر، لكنه كافر كمان ولم يتخذ عند الرحمن عهدًا ولم يعده الله –عز وجل-بشيء ويدعي أنه سيؤتى مالًا وولدًا!

    كل شيء قاله الكفار مثبوت عند الله تعالى
    قال الله -عز وجل-: " كَلَّا " يعني لا يكون ما يقول "سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ" مريم:79، والسين دي هذا الحرف حرف التنفيس يدل على أن الأمر واقع لا محال يعني أحصاه الله ونسوه، سبحان الله يعني ييجي الواحد يوم القيامة لا يتذكر ما عمل، لكن الله –عز وجل- قد أثبته في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.ما معنى نرثه ما يقول؟ ربنا بيقول–سبحانه وتعالى-: "سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا* وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ " مريم 79: 80، لو احنامثلًا سألنا كده يعني إيه "وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ "؟ يعني هنديه اللي هو قاله، لا- نرثه ما يقول يعني نسلبه المال والولد، فلن يستمتع بماله ولاولده فالإرث هنا يُستخدم في السلب ويستخدم في العطاء، لكن يُستخدم أيضًا في السلب، "وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ" يعني ربنا –سبحانه وتعالى- يسلبه هذا المال والولد.- وقال بعض العلماء نرثه ما يقول بالسلب، بمعنى إن أولاده يصيروا مؤمنين ولذلك العاص خلف ولدين وكلاهما من كبار الصحابة، عمرو –رضي الله عنه- وهشام –رضي الله عنه-، هشام مات شهيدًا وعمرو –رضي الله عنه- من كبار الصحابة، فبيقول: "وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ" يعني الأولاد صاروا مؤمنين فما ينفعه إذن كفره؟!، يعني لم يسيروا على نفس طريقه فهذا نوع من أنواع السلب "وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ" يعني نسلبه ما يقول، "وَيَأْتِينَا فَرْدًا" مريم:80، وهذه الحقيقة يؤكد الله عليها في هذه السورة الكريمة كما سيأتي إن شاء الله معنا.

    اتخذوا عزًا زائفًا من دون الله
    قال الله تعالى:"وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا" مريم:81، يعني استكثروا بأصنامهم التي يعبدونها من دون الله لكي تعطيهم عزًا يعني غلبة ومنع وسلطان، قال الله تعالى: " كَلَّا" يعني هذا العز؛ عزٌ مدعى فالعز حقًا لله -سبحانه تعالى-، قال الله تعالى: " وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ " المنافقون:8.

    هذه الآلهة ستنقلب عليهم يوم القيامة
    فبيقول: " كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا " مريم:82، يعني هذه الآلهة التي اتخذوها من دون الله سواء كانوا آلهة باطلة طبعًا كل إله عُبد من دون الله باطل، يعني سواء كانت الآلهة عبدت وهي ترضى أو آلهة عبدت من غير رضى،كالمسيح مثلًا، عُبد وهو لا يرضى.
    ولذلك المسيح–عليه السلام- نفى أن يكون قد أمر الناس بعبادته، بل قال لهم أنا وأنتم عباد لله–سبحانه وتعالى- "
    وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ " مريم:36، فسواء كانت هذه الآلهة غير راضية أصلًا بالعبادة فسينقلبون عليها طبعًا، والملائكة يوم القيامة سينقلبون على من يعبدونهم، المسيح سينقلب على من يعبده، أو كانت حتى آلهة باطلة اللي هو رضيت بالعبادة زي فرعون وهامان والأصنام ونحو ذلك
    "
    سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا"
    مريم:82.

    الصراع بين الملأ والكفار يوم القيامة
    زي ربنا –سبحانه وتعالى- ما حكى يوم القيامة " وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَالَنَا مِن مَّحِيصٍ" إبراهيم:21، خلاص انتهى الموضوع، لذلك ربنا –سبحانه وتعالى- يذكر دائمًا الصراع اللي هيحصل ما بين الملأ وما بين المستكبرين الكبار.
    وربنا -سبحانه وتعالى- يذكر يوم القيامة الصراع الذي سيحصل بينهم في النار فيقولوا لهم انتوا اللي أضلتونا
    "
    وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَالْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ" فصلت:29.
    فيقولوا يوم القيامة لهم "
    أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ" سبأ:32، احنا مالنا ومالكم يوم القيامة، ويحصل هذا الصراع في آيات كثيرة منها آيات سورة سبأ المشهورة.

    يترك الله هؤلاء الكفار للشياطين تملي عليهم وتعدهم
    فربنا –سبحانه وتعالى- يقول: "كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا* أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا " مريم 82: 83، يعني الشياطين ربنا –سبحانه وتعالى- يتركها، خلاص، وهو ده نفس معنى الآية التي يقول الله فيها: " قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا" مريم: 75. فربنا –سبحانه وتعالى- يترك هؤلاء الشياطين على هؤلاء الكفار " تَؤُزُّهُمْ أَزًّا" مريم: 83، يعني تملي لهم وتعدهم ويوم القيامة يكتشفوا الحقيقة "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ" خلاص انتهى الموضوع " إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " إبراهيم:22.

    إكرام الله للمتقين وإهانته للكافرين يوم القيامة
    يقول الله تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا* فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ" مريم 83: 84، يعني لا تعجل على هلاك هؤلاء الكفار
    "
    إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا " مريم:84، يعني بقاؤهم في الدنيا سينقضي.
    " يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا" مريم:85، المتقين سيُحشرون يوم القيامة إلى الرحمن على النجائب وعلى الإبل وفي النعيم المقيم.
    لكن الكفار بقى "
    وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا" مريم:86، والورد هم العُطاش –والعياذ بالله- يعني المجرمين يُساقون يوم القيامة إلى جهنم وردًا وهم عطشى.
    تخيل في يوم القيامة، في يوم العطش الشديد أهل الإيمان سيقبلون على الله –سبحانه وتعالى-ويردون حوض النبي –عليه الصلاة والسلام- ويشربون من حوضه –عليه الصلاة والسلام-ويسقيهم الله –سبحانه وتعالى- شرابًا طهورًا، لكن هؤلاء الكفار يأتون يوم القيامة عطشى لا سقيا لهم "
    وَإِن يَسْتَغِيثُوا" طب عاوزين يشربوا، قال الله: " وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا " الكهف:22.

    لا يأذن الله للكافرين بالشفاعة
    قال الله تعالى:"وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا * لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ" مريم 86: 87، لا هم يشفعون ولا أحد يشفع لهم؛ لأن الشفاعة يوم القيامة بيد الله –سبحانه وتعالى- قال الله –عز وجل-: "وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ " الأنبياء:28، وربنا–سبحانه وتعالى- لا يأذن أن يُشفع لكافر "وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ" التوبة:114، فربنا –سبحانه وتعالى- يقول: " لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا" مريم:87.

    صنف نسب للرحمن الولد
    قال الله تعالى:"وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا" مريم:88، صنف تاني من المشركين، "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا" مريم:88، والعياذ بالله، قال الله تعالى: " لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا " مريم:89. تخيلوا ياإخوانا شوفوا ختام الآيات أو ختام هذه السورة الكريمة وبدايتها، الله –سبحانه وتعالى- في البداية ذكر القصة الممهدة لولادة عيسى ثم ذكر قصة ولادة عيسى –عليه السلام-، وفي ختام هذه السورة بدأ يرد أيضًا على النصارى اللي هم ادَّعوا إن عيسىإله من دون الله –سبحانه وتعالى- فيقول ربنا–سبحانه وتعالى-: "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا " مريم:88، مش النصارى بس اللي قالوا "اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا" مريم:88،"وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖيُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" التوبة:30، وبعض العرب ادَّعوا أن الملائكة بنات الله –سبحانه وتعالى-.

    إدعاء الولد لله جرم عظيم وأشد أنواع الشرك
    فربنا بيرد على كل هؤلاء الكفار يقول الله تعالى: " وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا "
    مريم88: 89.
    يعني عظيمًا مفترى كبيرًا "
    تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ" لأن السماوات والأرض والجبال مفطورة على التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى- فبيقول: " تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا "
    مريم 90: 91.
    إزاي أصلًا يدَّعوا للرحمن ولدًا "وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا" مريم:92، يعني هذا الرحمن -سبحانه وتعالى- شوف ربنا –سبحانه وتعالى- يقول إيه "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا *لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا* تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا"
    مريم 88: 93.
    يقول أن الرحمن -سبحانه وتعالى- لا ينبغي أن يتخذ ولدًا أبدًا وما كان معه من إله -سبحانه وتعالى- ولو أراد هذا الرحمن أن يتخذ ولدًا لاصطفى مما يخلق ما يشاء -سبحانه- هوالله الواحد القهار.

    كل شيء عند الله مُحصى وبيِّن وواضح
    "إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا"
    مريم 93: 94.
    يعني كل شيء عند الله –عز وجل- محصى بيِّن واضح
    "
    لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا "
    مريم:94.

    كل إنسان سيُحاسب يوم القيامة بمفرده
    "وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا" مريم: 95، يعني كلهم آتيه يوم القيامة، كل إنسان يأتي يوم القيامة بعمله بمفرده وكل إنسان يحاسب بمفرده يوم القيامة لا يغني أحدٌ عن أحد، قال الله -عز وجل-: "فَإِذَاجَآءَتِ الصَّآخَّةُ *يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ *وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ *وَصَـاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ *لِكُلِّ امْرِىء مِنْهُمْ يَوْمَئِذ شَأْنٌ يُغْنِيهِ" عبس 33: 37، كل واحد يوم القيامة في واد.

    يود الكافر لو يفتدي بأي شيء حتى لا يدخل النار - ببنيه
    وربنا -سبحانه وتعالى- يقول في سورة المعارج: " يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ" المعارج:11، يا الله، شوف هذه الآيات، يعني من أشد الآيات بيقول: "يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ " المعارج:11، يقول يا رب يعني المجرم يوم القيامة يقول الله –عز وجل- يارب خذ أولادي وأنا أخش الجنة، ما أخشش أنا النار، هم يخشوا النار بس أنا أدخل الجنة.

    - بأمه وأبيه
    طب هو ده شايف إيه يوم القيامة؟! مش كده وبس، " يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ" المعارج:11، "وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ" عبس:35، شوف يعني يوم القيامة يقول ياربخذ أمي وأبويا بس أنا أخش الجنة، " وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ" عبس:35.

    - بفصيلته وعائلته
    مش كده وبس "وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ " المعارج:13، يقول خذوا العيلة ولا خذوا الحي اللي أنا ساكن فيه، خذهم ودخلهم النار بس أنا أخش الجنة.

    - ومن في الأرض جميعًا
    مش مكفيه كده "وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا" المعارج:14، بيقول يارب إن شاء الله الناس كلها تخش النار بس أنا أخش الجنة، شوف يوم القيامة ربنا –سبحانه وتعالى- بيقول إيه:
    "
    لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ *وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ "
    المعارج 11: 14.
    بيقول أنا أنجو ودول كلهم يخشوا النار مش مشكلة.

    لا يُقبل من المجرم يوم القيامة أي فداء
    ربنا –سبحانه وتعالى- يقول: " كَلَّا ۖ إِنَّهَا لَظَىٰ * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ *تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ* وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ* إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا *وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا *إِلَّا الْمُصَلِّينَ"
    المعارج 15: 22.
    فربنا -سبحانه وتعالى- يحذرهم يقول: "
    إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا" مريم:93، يعني كلهم مربوبون، هؤلاء الآلهة التي عبدتموها من دون الله هم مربوبون للرحمن -سبحانه وتعالى-
    "
    عَبْدًا* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا" مريم 93: 95.

    هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله والحمد لله رب العالمين.
    تم بحمد الله.
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله
    وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 24-06-2017, 08:43 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

    تعليق


    • #3
      رد: وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم


      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق


      • #4
        رد: وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

        جزاكم الله خيرًا


        تعليق


        • #5
          رد: وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرا


          ربي اختر لي ولا تخيرني فأنت خير من يختار


          تعليق


          • #6
            رد: وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

            جزاكم الله خيرا
            رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين

            تعليق


            • #7
              رد: وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

              جزاكم الله خيرًا

              تعليق


              • #8
                رد: وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا | الشيخ عمرو الشرقاوي | تفسير وتدبر سورة مريم

                جزاكم الله عنا خيرا وبارك فيكم

                تعليق

                يعمل...
                X