إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من روائـــــــــــــع القرآن (الشيخ صالح بن عبد الله التركي)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: من روائـــــــــــــع القرآن (الشيخ صالح بن عبد الله التركي)

    كلمة ( توارت ) في القرآن الكريم

    وقفة تدبر و تأمل على لفظة ( التواري ) في القرآن الكريم
    التواري : هو الاختفاء والاستتار ولكن حياء وخجلا من الآخرين ، هذا هو توظيف القرآن الكريم لهذه الكلمة ،
    وبالنظر والتأمل للسياق القرآني نجد هذا جليا واضحا
    ففي قوله تعالى في النحل
    ( يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ )
    فاختفاؤه حياء و خجلا من قومه و عشيرته مما بشر به وخوفا من العار الذي يرى أنه لاحق به ، فلم يعبر القرآن الكريم بلفظ يستخفون أو غيرها لأن هذا لايتلاءم مع السياق ولا ينسجم
    وفي قوله تعالى في الأعراف
    ( أَنْـزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا )
    فقال تعالى(يوارى) في سياق السوءة التي يتفق أصحاب العقول و الفطر السليمة على الاستحياء في شأن هذا الأمر
    كما قال تعالى في المائدة
    ( لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ )
    وفي سورة ص ، لما ألهت الخيل النبي سليمان عليه السلام عن صلاة العصر فاتته الصلاة ضرب سوقها وأعناقها، قال تعالى عن حال الشمس
    ( حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ )
    فالشمس توارت حياء وخجلا من نبي فاتته صلاة العصر ، ولم يعبر القرآن الكريم بلفظ غابت أو غربت مثلاً أو نحو من ذلك فهذا اللفظ أو ذاك لا يمكن أن يؤدي التعبير المناسب والغرض المطلوب في السياق فكل كلمة في القرآن الكريم لها دلالتها البيانية التي لا يمكن أن تؤديها أي كلمة أخرى ولا يمكن أن تقوم مقامها



    تعليق


    • #17
      رد: من روائـــــــــــــع القرآن (الشيخ صالح بن عبد الله التركي)

      حسبنا الله ونعم الوكيل





      عند الشدائد والمحن والمصائب
      يلجأ أنبياء الله وأصفياؤه إلى الركن الذي لا يضام وهو الله جل جلاله

      فهذا خليل الله تعالى إبراهيم عليه السلام لما وضع في النار لجأ لله جل في علاه وقال
      (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) ( فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ)
      إنها كلمة الاعتماد والتوكل على من بيده ملكوت كل شيء ،
      فهو الكافي وحده سبحانه

      ولما كان ذو النون في بطن الحوت لم يناد إلا الله جل وعلا
      (لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)
      رددها في الظلمات ، فسمعها من خلق الظلمة والنور وجاء الفرج منه سبحانه
      (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ ۚ)

      وأيوب عليه السلام نادى كاشف الضر وهو الله تبارك اسمه
      (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ )
      فكشف الله تعالى ما به من ضر وهم وأبدله الله خيرا مما فقد


      وزكريا عليه السلام دعا ربه في شأن الذرية الصالحة
      (
      رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا)
      فجاءته البشرى في المحراب بما سأل


      وأما يوسف عليه السلام فاضطرته امرأة العزيز للفاحشة فلجأ لربه
      (
      رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ )
      فصرف الله جل وعلا كيد النساء

      وكليم الله موسى عليه السلام لما قال له قومه
      (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ )
      رد بثقة وإيمان
      ( كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )


      هؤلاء من قال الله عنهم
      ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ )

      ونبينا الكريم محمد صلّ الله عليه وسلم
      يعلمنا التعلق بالله وحده جل جلاله
      قال لصاحبه وهو في أشد الظروف وأقساها
      ( لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) !


      ولجأ المسلمون لله جلت قدرته لما قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فكان ردهم
      ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )
      وزاد ذلك من إيمانهم
      فأين أصحاب الحوائج والمسألة وكلنا كذلك
      رب العالمين الذي طلب منكم سؤاله ووعد بالإجابة
      ادعوه خوفا وطمعا
      ادعوه رغبا ورهبا
      ادعوه خفية وإلحاحا

      تعليق

      يعمل...
      X