إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اعتكاف قلب - الدكتور / محمد فرحات - رمضان قرب يلا نقرب 3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] اعتكاف قلب - الدكتور / محمد فرحات - رمضان قرب يلا نقرب 3


    اعتكاف قلب -الدكتور/ محمد فرحات - رمضان قرب يلا نقرب 3

    ما كان يفعله رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قبل أن ينزل عليه الوحي كان نوع من الاعتكاف؛ فكان هذا الاعتكاف أكبر تحضيرٍ لهذه الرسالة السماوية التي يخبر عنها الحق -سبحانه وتعالى-؛ فيقول: "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا" المزمل6:5. فكان هذا التحضير لتلقي هذه الرسالة السماوية لهذا القول الثقيل كان لابد من إعداد هذه النفس. كذلك الحال لكل من يتلقى عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، القلب لا يكون مهيئًا لتلقي هذا القول الثقيل، لهذا الوحي من الله -سبحانه وتعالى- لا يكون معدًا إلا إذا كان هناك إعدادًا سابقًا، لابد أن يكون هناك تحضيرًا جيدًا، فيكون هذا التحضير بماذا؟ بهذه الخلوة، يختلي الإنسان مع نفسه بربه، يبتعد عن كل مشاغل الحياة، وعن كل ما يبعده، وكل ما يصرفه، وكل ما يشتته، وكل ما يجعل قلبه يهيم في كل واد، فيجَمع عليه نفسه، ويجَمع عليه قلبه، ويحَضر هذا القلب لتلقي هذا الوحي. وحتى يكون هذا القلب معدًا لن يكون صالحًا إلا إذا أقام الإنسان على العناية به، هذا هو مفهوم الاعتكاف.




    رابط اليوتيوب
    https://www.youtube.com/watch?v=j37cAvK9O2Y


    رابط المادة على الموقع
    http://way2allah.com/khotab-item-132453.htm
    رابط الجودة العالية
    http://way2allah.com/khotab-mirror-132453-209271.htm
    رابط الجودة المتوسطة
    http://way2allah.com/khotab-download-132453.htm


    رابط صوتي جودة عالية
    http://way2allah.com/khotab-mirror-132453-209272.htm
    رابط ساوند كلاود

    https://soundcloud.com/way2allahcom/i3tekaf



    التعديل الأخير تم بواسطة muhammed _elamir; الساعة 23-05-2017, 11:09 PM.

  • #2
    رد: إعتكاف قلب - الدكتور / محمد فرحات - رمضان قرب يلا نقرب 3



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لو حبينا نتكلم عن الاعتكاف، الحقيقة فيه كلام كتير جدًّا يتقال. العبادة دي عبادة عظيمة جدًّا، معانيها جميلة جدًّا وكبيرة جدًّا. لكن حبيت النهاردة إني أتوقف معاكم وقفات مع بعض المشاهد من سنة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، والتي لها علاقة بهذا الموضوع (موضوع الاعتكاف).

    اعتكاف النبي-صلَّى الله عليه وسلم- قبل البعثة
    المشهد الأول: المشهد قبل بعثة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: أنا عاوزك تلاحظ الوحي لم ينزل على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- هكذا مرة واحدة فجأة، لكن السيدة عائشة تحكي لنا كيف كان هناك تحضير لقلب، وروح، ونفس رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قبل تلقِّي هذا الحدث. فتخبرنا كما في الحديث المشهور، قالت السيدة عائشة: أول ما بُدئ به رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- من الوحي كان الرؤية الصالحة، ثم قالت ماذا؟ ثم حُبب إليه الخلاء؛ فكان يتعبد الليالي ذوات العدد، أو كانت يتحنث الليالي ذوات العدد. الحديث: "أولُ ما بُدىء به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من الوحيِ الرؤيا الصالحةُ في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثلَ فلَقِ الصبحِ، ثم حُبِّب إليه الخلاءُ، وكان يخلو بغارِ حِراءَ، فيتحنَّثُ فيه -وهو التعبدُ- الليالي ذواتِ العددِ قبل أن ينزعَ إلى أهله ..." صحيح البخاري، والتحنث: هو التعبد. النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لاحظ، ألقى الله في قلبة محبة الاختلاء، أن يذهب بعيدًا عن الناس، وأن يكون في مكانٍ لا يخاطب فيه أحد، ولا يلاقي فيه أحد، ليس له إلا أن يجلس وحده، يجلس لماذا؟ يتعبد لله -سبحانه وتعالى-. وظل على هذا الحال فترات، وكان النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يُكثر من هذه الأوقات، يذهب الليالي ويجلس في غار يتعبد لله -سبحانه وتعالى-، ثم ينزل قليلًا يتزود بقليل من الطعام، ثم يعود مرة أخرى ويواصل هذه الرحلة.


    الاعتكاف يجعل القلوب مستعدة لتلقي رسالة نبينا -صلَّى الله عليه وسلم-
    ما كان يفعله رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قبل أن ينزل عليه الوحي كان نوع من الاعتكاف؛ فكان هذا الاعتكاف أكبر تحضيرٍ لهذه الرسالة السماوية التي يخبر عنها الحق -سبحانه وتعالى-؛ فيقول: "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا *إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا" المزمل6:5. فكان هذا التحضير لتلقي هذه الرسالة السماوية لهذا القول الثقيل كان لابد من إعداد هذه النفس. كذلك الحال لكل من يتلقى عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، القلب لا يكون مهيئًا لتلقي هذا القول الثقيل، لهذا الوحي من الله -سبحانه وتعالى- لا يكون معدًا إلا إذا كان هناك إعدادًا سابقًا، لابد أن يكون هناك تحضيرًا جيدًا، فيكون هذا التحضير بماذا؟ بهذه الخلوة، يختلي الإنسان مع نفسه بربه، يبتعد عن كل مشاغل الحياة، وعن كل ما يبعده، وكل ما يصرفه، وكل ما يشتته، وكل ما يجعل قلبه يهيم في كل واد، فيجَمع عليه نفسه، ويجَمع عليه قلبه، ويحَضر هذا القلب لتلقي هذا الوحي. وحتى يكون هذا القلب معدًا لن يكون صالحًا إلا إذا أقام الإنسان على العناية به، هذا هو مفهوم الاعتكاف.

    أنواع القلوب
    النبي -صلَّى الله عليه وسلم- عندما أخبرنا عن أنواع القلوب التي تتلقى عنه، فقال: مثل ما بعثني الله به من الهدى والحق كمثل ماء أصاب أرضًا، وأخبرنا عن هذه الأرض، هناك أرض كانت نقية تتقبل هذا الذي جاء به رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-؛ فقبلت الماء، وأنبتت، وكان منها الخير، وهناك أراضٍ أخرى. الحديث: "مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللهُ به من الهُدَى والعِلْمِ، كمَثَلِ الغيثِ الكثيرِ أصاب أرضًا، فكان منها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأَنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكثيرَ، وكانت منها أجادِبُ، أَمْسَكَتِ الماءَ، فنفع اللهُ بها الناسَ، فشَرِبُوا وسَقَوْا وزرعوا، وأصابت منها طائفةً أخرى، إنما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فذلك مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللهِ، ونفعه ما بعثني اللهُ به فعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ من لم يَرْفَعْ بذلك رأسًا، ولم يَقْبَلْ هُدَي اللهِ الذي أُرْسِلْتُ به" صحيح البخاري.
    الشاهد: أن ليس كل قلبٍ وليس كل أرضٍ معدةً لهذا التلقي، إذا أردت أن تتلقى جيدًا، وإذا أردت أن تعالج الخلل الذي تشتكي منه دومًا؛ أقول: أنا قلبي مش حاضر، مش حاسس بقلبي، مش حاسس بإن أنا عارف أصلي، مش لاقي نفسي في قراءة القرآن، مش لاقي نفسي مع الأذكار، بشوف الناس حواليا بتدعي وبتعيط أنا قلبي ليه حجر؟! أنا قلبي ليه مش قادر إن هو يتحرك معايا؟! أقول له: خلّي بالك؛ إنت جبت قلبك على ما هو عليه وعاوزه يتلقى هذا الحق، ويثمر من غير أن تُعده! فإذا أردت هذا، إذا أردت ما تبحث عنه، ستجده فيما أقوله لك؛ في هذا المعسكر الإيماني العظيم، لن يكون إلا بهذا الاعتكاف الذي نتكلم عليه.

    كيف كان يعتكف نبينا -صلَّى الله عليه وسلم-؟
    لكن عندما نتكلم عن الاعتكاف لازلنا أيضًا مع مشهد من مشاهد سنة النبي-صلَّى الله عليه وسلم-. كيف كان يعتكف رسولنا -صلَّى الله عليه وسلم-؟ هل كان بيعتكف بمجرد أنه كان يجلس في المسجد فقط؟ أبدًا، يخبرنا صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- أن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- كان في معتكفه يصلي معهم الفجر، فإذا ما انتهى من الصلاة يدخل خباءه، فيدخل ولا يراه أحد، ولا يكلم أحد، فيكون حاله في الاعتكاف كما كان حاله أيضًا قبل البعثة؛ يتحنَّث، يتعبد، يختلي بربه، يُجمع عليه نفسه، يجد هذه اللحظات التي يكون فيها الاتصال بينه وبين ربه، بغير أي تشويش، وبغير أي عوائق.
    هكذا لابد أن يكون الاعتكاف أيضًا؛ فالاعتكاف عندك: هو عبارة عن تجميع همتك وتجميع نفسك، إذا نجحت في هذا فعليك أن تبدأ فيما بعد ذلك. لكن لن تستطيع أن تمر إلى ما بعد ذلك إلا إذا أحسنت الاستعداد، علشان كده بنحَذَّر كثيرٌ من الناس، يأتون للاعتكاف ويدخلون ويخرجون كما دخلوا، لماذا؟ علشان دخل المعتكف بدنيته بدل ما يهرب في المعتكف من دنيته، جاب كل حاجته؛ جاب كل عوايده، جاب كل طباعه، جاب حياته زي ما هي، مش ناقص بس غير إنه يجيب كمان معاه الصالون والسفرة، ويأتي بكل حياته زي ما هي. وعشان كده مبيلاقيش اللي هو عايزه، عايز تعتكف اعتكف صح.
    المشهد الثاني: مشهد أيضًا من سنة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: في سنة من السنين اعتكف النبي -صلَّى الله عليه وسلم- العشر الأوسط، ثم لما هَمّ بالخروج أُوحي إليه أن ما تطلبه أمامك، لسه مجاش، أتدرون ما الذي كان يطلبه؟ كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يطلب ليلة القدر؛ فاعتكف أولًا في العشر الأول، والسنة التي بعدها اعتكف في العشر الأوسط، فلما أُخبر أنها في العشر الأواخر استكمل المعتكف، فاعتكف في هذا العام ٢٠ يومًا، ٢٠يوم بيطلب ليلة القدر.

    اعتكف بقلبك في العشر الأواخر لتنال عبادة ليلة خيرٌ من ألف شهر
    هى الجائزة الكبرى في هذا المعتكف أن تصيب عبادة ليلة القدر، "وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ" القدر3:2، قال -صلَّى الله عليه وسلم- عنها: من حُرم خيرها فقد حُرم، الحديث: "دخلَ رمضانُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ"صححه الألباني، اللي بيقعدوا يتحرّوا؛ يقول لك: أصل هو ليلة ٢٧، ده ليلة ٢١، ده ليلة مش عارف إيه، يا أخي، -سبحان الله- هما ١٠ ليالي، اعتكف، واجعل عكوفك بقلبك وبروحك، واجعل جائزتك أن تصيب ليلة القدر، من حُرم خيرها فقد حُرم.

    اجعل اعتكافك هذه السنة اعتكاف جديد
    المشهد الأخير أيضًا من سنة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: إذا فاتك الاعتكاف فلا يفوتك فوائده، وإذا فاتك الاعتكاف تستطيع أن تقضيه. النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في عامٍ من الأعوام لم يعتكف، فقضى هذا الاعتكاف في شوال، كأن الاعتكاف فعلًا عبودية، من عظمتها النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يخبرك أنها إذا فاتتك فلا تتركها، عليك أن تُحَصِّلها، عليك أن تطلبها، فيها من الخير ما لا يدركه إلا أهل الاعتكاف، هى زادك لعامٍ كامل، وزادك في عمرك بعد ذلك، فالفالح فقط من أدرك حقيقة الاعتكاف، وعلم حقيقته، فيبتغي جائزته ويخرج بلذته.
    أريد منك اعتكافا جديدًا، تخرج منه بنفس جديدة، وقلبٍ جديد، وروحٍ جديدة، فقط من ذاق يقول لك، ومن ذاق عرف.

    اجعل اعتكافك السنة دي اعتكاف جديد، وجايزتك قلب جديد، عقل جديد، نفس جديدة، بعدها تستطيع أن تبدأ رحلتك، أن تبدأ رحلتك الإيمانية؛ أن تكون عبدًا خالصًا لله.
    أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرزقنا وإياكم هذه العبادة العظيمة، وأن يرزقنا إحسانها، وأن يرزقنا جوائزها، وأن يرزقنا فضلها، ألقاكم في الاعتكاف إن شاء الله.
    تم بحمد الله

    تعليق


    • #3
      رد: اعتكاف قلب - الدكتور / محمد فرحات - رمضان قرب يلا نقرب 3


      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق


      • #4
        رد: اعتكاف قلب - الدكتور / محمد فرحات - رمضان قرب يلا نقرب 3

        جزاكم الله خيرا
        اللهم بلغنا رمضان وأعنا فيه على الصيام والقيام
        اللهم إجعل همـــى الآخرة
        اللهم إجعلنى أخشاك كأنى أراك

        تعليق

        يعمل...
        X