إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

استقبال الله للمقبلين عليه أين أهل المعاصي من بركات الطاعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استقبال الله للمقبلين عليه أين أهل المعاصي من بركات الطاعة

    استقبال الله للمقبلين عليه
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أين أهل المعاصي من بركات الطاعة
    إخواني كثيراً ما سمعنا وقرأنا عن آثار الذنوب والمعاصي ولكن قليلاً ما نسمع ونقرأ عن آثار الطاعة والإيمان والصلاح فلو علم المسلم ما للطاعة والايمان والعمل الصالح من آثار مباركة في حياته وبعد مماته لعاش حياته ذاكراً مخبتاً خاشعاً طائعاً للواحد الديّان .


    أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟


    فالطاعة أولاً راحةٌ للقلب وانشراحٌ للصدر وطمأنينة للنفس


    إنّ المؤمن إذا سمع منادي الله: حي على الصلاة، حي على الفلاح، قال: سمعًا وطاعة لربِّنا، فبادرَ بالوضوء وإتيان المسجد رغبةً في الخير، وحبًّا لهذه الصلاة، فهو يجدُ فيها راحةَ قلبه، ويجد فيها انشراحَ صدره، ويجد فيها طمأنينةَ نفسه، ويجد فيها قرَّة عينه، فهو لا يسأمُها ولا يملّها ولا يستثقلُها، بل أشرفُ اللحظاتِ وأسعدُ الأوقات أن يكون في صلاته مناجيًا لربّه، فتلك اللحظاتُ أسعدُ لحظاته وأكملها وأغلاها عنده، مقتديًا بنبيه صلى الله عليه وسلم القائل: حبِّبَ إليَّ من دنياكُم: النِّساءُ والطِّيبُ وجُعِلَت قرَّةُ عيني في الصَّلاةِ.
    الراوي : - | المحدث : ابن القيم | المصدر : إغاثة اللهفان
    الصفحة أو الرقم: 2/195 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

    وقوله: ((أرِحنا يا بلال بالصلاة))
    فيجد في الصلاة لذَّةً وطمأنينة وراحة وانبساطًا.



    أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟


    فالطاعة ثانياً تُزكي النفس وُتهذِّب الأخلاق و تفتح أبواباً لطاعاتٍ أُخرى
    إن للأعمال الصالحة أثرًا في زكاة قلبِ العبدِ ونفسه، فالأعمالُ الصالحة تزكيِّ قلبَه وتهذِّب أخلاقَه وتفتح أبوابا لطاعاتٍ أخرى فالحسنة تلد حسنات أخرى
    ولذا قال الله: في اثر الزكاة والصدقات ((خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا)) التوبة:103.
    والصلوات الخمس كفارةٌ لما بينها من صغائر الذنوب، ومَثَل الصلواتِ الخمس كمثَل نهر جارٍ بباب أحدِنا يغتسلُ منه كلَّ يوم خمسَ مرات، وما فائدة ذلك؟ لا يبقى من درنه شيء والصلاة كذلك تنهى عن الفحشاء والمنكر
    وفي الصيام قال الله تعالى في أثره ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))البقرة183
    وكذلك والحج وسائر الطاعات


    أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟


    فالطاعة ثالثاً قوةٌ وبركة في البدن
    جاء في البخاري ومسلم من حديث علي رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة حين طلبا خادم (( إذا أويتما الى فراشكما أو إذا اخذتما مضجعكما فكبرا أربعاًوثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين ))
    ومن هذا الحديث استنبط العلماء أن الطاعة عموماً والذكر خاصة يزيد المؤمن قوة الى قوته وهاهو نبي الله هود عليه السلام يوصي قومه ويقول كما قال تعالى ((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ))هود52


    أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟


    فالطاعة رابعاً سكينة ورضا وحلاوة


    إن المتأمل في أمور الحياةِ وشؤون الأحياءِ يجِد فئاتٍ مِن النّاس تعيش ألوانًا من التعبِ والشقاء، وتنفث صدورُها أنواعًا مِن الضّجَر والشّكوى، ضجرٌ وشقاء يعصِف بالأمانِ والاطمِئنان، ويُفقِد الراحةَ والسعادة، ويتلاشى معه الرّضا والسّكينة، نفوسٌ منغمِسةٌ في أضغانِها وأحقادِها وبؤسِها وأنانيّتها.
    ويعود المتأمل كرّةً أخرى ليرَى فئاتٍ من النّاس أخرى قد نعِمت بهنيءِ العيش وفُيوض الخَير، كريمةٌ على نفوسها، كريمة على النّاس، طيّبة القلبِ سليمة الصدر طليقة المحيَّا.
    ما الذي فرّق بين هذين الفريقين؟ وما الذي باعَد بين هذين المتباعِدين؟ إنّه الإيمان وحلاوةُ الإيمان، ((ذاق طعمَ الإيمان من رضيَ بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد صلى الله عليه وسلم رسولاً)) حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد ومسلم


    هل للإيمان طعم


    إخواني للإيمان طَعمٌ يفوق كلَّ الطعوم، وله مذاقٌ يعلو على كلّ مذاق، ونشوةٌ دونَها كلُّ نشوة. حلاوةُ الإيمان حلاوةٌ داخليّة في نفسٍ رضيّة وسكينة قلبيّة، تسري سَرَيان الماءِ في العود، وتجري جَرَيان الدّماء في العروق، لا أرَقَ ولا قلق، ولا ضِيق ولا تضيِيق، بل سعَةٌ ورحمة ورضًا ونعمة، ((ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيمًا)) النساء:70، ((ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ)) الحديد:21.
    الإيمانُ بالله هو سكينةُ النّفس وهداية القلب، وهو منارُ السّالكين وأمَل اليائسين وأمانُ الخائِفين ونُصرة المجاهدِين، وهو بشرَى المتّقين ومِنحَة المحرومين. الإيمانُ هو أبو الأمَل وأخو الشّجاعة وقرينُ الرجاء، إنّه ثقةُ النّفس ومجدُ الأمّة وروحُ الشعوب.
    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 23-05-2017, 03:40 AM.
    من قال سبحان اللهِ وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرةٍ، حُطَّتْ خطاياه ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ
    موسوعة الكلم الطيب

    سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر استغفرالله

  • #2
    رد: استقبال الله للمقبلين عليه أين أهل المعاصي من بركات الطاعة

    أين أهل المعاصي من بركات الطاعة ؟

    فالطاعة سعةً في الرزق ومحبةً في قلوب الخلق ونوراً في الوجه

    أخي الحبيب
    هَل رأيتَ ـ رحمَك الله ـ زِيًّا ومنظرًا أحسنَ وأجمل من سَمت الصّالحين؟!
    وهل رأيتَ ـ وفّقك الله ـ تَعبًا ونصبًا ألذّ من نعاسِ المتهجّدين؟!
    وهل شاهدتَ ـ حفِظك الله ـ ماءً صافيًا أرقَّ وأصفى من دموع النّادمين على تقصيرهم ومتأسِّفين؟!
    وهل رأيتَ ـ رعاك الله ـ تواضُعًا وخضوعًا أحسنَ من انحناء الراكعين وجِباه السّاجدين؟!

    أخي الحبيب
    هل رأيتَ ـ عافاك الله ـ جنّةً في الدّنيا أمتع وأطيب من جنّة المؤمن وهو في محراب المتعبِّدين؟! إنّه ظمأ الهواجِر ومجافاة المضاجع، فيا لذّةَ عيشِ المستأنسين.
    هذه حلاوتُهم في التعبُّد والتحنّث.

    أمّا حلاوتُهم في سَبح الدّنيا وكدِّها وكدحِها فتلك عندهم حلاوةٌ إيمانيّة، تملأ الجوانِحَ بأقدار الله في الحياة، اطمئنانٌ بما تجري به المقادير، رضًا يسكن في الخواطِر، فيُقبِل المؤمن على دنياه مطمئنًّا هانئًا سعيدًا رضيًّا مهما اختلفت عليه الظروفُ وتقلّبت به الأحوال والصّروف، لا ييأس على ما فات، ولا يفرَح بطَرًا بما حصّل. إيمانٌ ورضًا مقرون بتوكّلٍ وثبات، يعتبِر بما مضَى، ويحتاط للمستقبَل، ويأخذ بالأسبابِ، لا يتسخّط على قضاءِ الله، ولا يتقاعَس عن العمل، يستفرغ جهدَه من غير قلَق، شعارُه ودثارُه: ((وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)) هود:88
    موقنٌ أنّ ما أصابَه لم يكن ليخطِئَه، وما أخطأه لم يكن ليصيبَه، لو اجتمع أهلُ الأرض والسماوات على نفعِه بغير ما كتِب له فلن يستطيعوا، ولو اجتَمَعوا على منعِه ممّا قدِّر له فلن يبلُغوا، لا يهلِك نفسَه تحسّرًا، ولا يستسلِم للخَيبة والخُذلان، معاذَ الله أن يتلمّس الطمأنينةَ في القعودِ والذّلّة والتّخاذل والكسَل، بل كلّ مساراتِ الحياة ومسالكِها عنده عملٌ وبلاء وخير وعدل وميدانٌ شريف للمسابقاتِ الشّريفة، جهادٌ ومجاهدة في رَبَاطة جأش وتوكّل وصبر، ظروف الحياةِ وابتلاءاتُها لا تكدِّر له صفاءً، ولا تزعزِع له صبرًا
    عجبًا لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَه كلَّه خيرٌ إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شكَر وإنْ أصابَتْه ضرَّاءُ صبَر وكان خيرًا له وليس ذلك لأحدٍ إلَّا للمؤمنِ
    الراوي : صهيب | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
    الصفحة أو الرقم: 2896 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه |

    بالإيمانِ الرّاسخ يتحرّر المؤمن من الخوفِ والجُبن والجزَع والضَّجر، ((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَـٰنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ)) التوبة:51، لا مانعَ لما أعطى ربُّنا، ولا معطيَ لما منَع، ولا ينفع ذا الجدِّ منه الجدّ، وربّك يبسط الرزقَ لمن يشاء ويقدر.


    اللهم حبب الينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا وكرّه الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين .
    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 24-05-2017, 03:26 AM.
    من قال سبحان اللهِ وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرةٍ، حُطَّتْ خطاياه ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ
    موسوعة الكلم الطيب

    سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر استغفرالله

    تعليق


    • #3
      رد: استقبال الله للمقبلين عليه أين أهل المعاصي من بركات الطاعة

      أثر الطاعة في حياة الشاب
      الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولَد، ولم يكن له كفوًا أحد، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي ما ترَك خيرًا إلا ودلَّ الأمة عليه، وما ترَك شرًّا إلا وحذَّرها منه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

      أما بعد:
      لقد رتَّب الله - سبحانه وتعالى - على الطاعات الفوز العظيم في الآخرة - كالفوز بالجنة - كما في قوله - سبحانه -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 107، 108]، والنجاة من النار؛ كما في قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم: 71، 72].

      كما يترتب عليها أيضًا النجاة من هوْل الموقف في ذلك اليوم العصيب الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم؛ "سبعة يظلهم الله في ظله".

      بل إن أثر العمل - العمل الصالح - لا يتوقف فقط على يوم القيامة، بل إن الأثر والنفع يسبق في الدنيا في شؤون الإنسان كلها، وفي جوانب حياته المختلفة؛ من اجتماعية واقتصادية، وعملية وعلمية ونفسية، إلى غير ذلك من جوانب الحياة.

      قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

      قال ابن كثير: هذا من وعد الله - سبحانه وتعالى - لمن عمل صالحًا، وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسُنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - من ذكرٍ أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، بأن يحيه الله الحياة الطيبة في الدنيا، وأن يَجزيَه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة، والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت[1].

      قال بعض السلف: "للطاعة ضياء في الوجه، ونور في القلب، وسَعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق".

      ومن جوانب الحياة عن الشاب ما يلي:
      1- الجانب العلمي.

      2- الجانب الاجتماعي، ويتمثل في العلاقة مع الأقارب والأصدقاء وعامة الناس.

      إن برَّ الوالدين من الطاعات التي يجني العامل بها ثمارها في الدنيا قبل الآخرة، فمن بَرَّ والديه، برَّه أبناؤه، ومن عقَّ والديه، عقَّه أبناؤه مثلاً بمثل، والواقع يشهد بذلك.

      صلة الرحم فيها سَعة للرزق، وإطالة للعمر؛ كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحب أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، فليَصِل رَحِمه)) صحيح
      .


      ولزوم الذكر والمداومة عليه يُطهر اللسان من الفُحش وقول الزور الذي يجر على الإنسان المشكلات الكثيرة التي هو في غنًى عنها، ولو تتبَّع الإنسان مشكلاته مع غيره من الناس، أو مع أهله - لوجد أن معظمها بسبب اللسان.

      3- الجانب الاقتصادي:
      قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

      قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: ومَن يتَّق الله فيما أمر به، وترَك ما نهاه عنه، يجعل له من همِّه مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يَحتسب؛ أي: من جهةٍ لا تخطر بباله، وقال أيضًا: من حيث لا يدري، ثم ذكر قصة مالك بن عوف الأشجعي وابنه[3]، وقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا ذرٍّ، لو أن الناس كلهم أخذوا بها، لكفَتهم)).
      الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
      الصفحة أو الرقم: 3/11 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
      4- الجانب النفسي:
      فجميع الطاعات الله لها أثر حسي على حياة الإنسان؛ فالصلاة مثلاً تُورث طُمَأنية القلب وراحة النفس واستقرارها، وفيها يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وجُعِلت قُرة عيني في الصلاة)).
      الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن الملقن | المصدر : البدر المنير
      الصفحة أو الرقم: 1/501 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

      فمن رُزِق المحافظة عليها، تجده سعيدًا في حياته، طيِّب النفس، مُطمئن القلب، لا تُضجِره المصائب والمشكلات؛ لأنه متصل بالمولى - جل وعلا - في هذه الصلاة يقف بين يديه كل يوم خمس مرات في الصلوات المكتوبة، يناجي ربَّه بتسبيحه وتحميده، وتهليله ودعائه، وتلاوة آياته، فهو مع ربه في كثير من أوقاته، ومن كان مع الله، كان الله معه، يُجيب له سُؤله، فيُعطيه الخير، ويُنجيه من الشر، ومَن كان مع الله في الرخاء، كان الله معه في الشدة.

      كما أن هناك صلوات أكثر تأثيرًا من غيرها - كصلاة الفجر - كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -:
      مَن صلى الفجرَ ، فهو في ذِمَّةِ اللهِ ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ بشيءٍ من ذِمَّتِهِ
      الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
      الصفحة أو الرقم: 6344 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

      إضافة إلى ذلك، فإنها تكفر الذنوب؛ كما في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - مكفِّرات لما بينهنَّ إذا اجْتُنِبت الكبائر)) صحيح.

      كما أن للصلاة أثرًا في حفظ العبد من الأضرار؛ كما أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله لابن عباس - رضي الله عنه -: ((احفِظ الله، يحفظك))، وحفظُ الله يعني طاعته، وأَوْلى الطاعات المحافظة على الصلوات، فمن حافظ عليها كانت سببًا في حفظه من الأضرار والأخطار التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية؛ من الحوادث والأمراض، والمصائب المختلفة، ففي قديم الزمان قال سجان: ما سألت أحدًا دخل السجن في ليلٍ: هل صليتَ العشاء في جماعة إلا قال: لا، ولا سألت أحدًا دخل السجن في نهارٍ: هل صليتَ العشاء في جماعة إلا قال: لا، وعلى ذلك فقِس.

      فلو قام أحد من الناس بدراسة لبعض المشكلات التي يتعرض لها الناس اليوم - كحوادث المرور مثلاً - وسأل أصحاب هذه الحوادث التي تحصل لهم بالنهار، لوجد أن أكثرهم لم يصلِّ الفجر، أو ربما لم يصليها في جماعة، ولو سأل مَن تحصُل لهم الحوادث في الليل، لوجد أن أكثرهم لم يصل العشاء، أو ربما لم يصليها في جماعة؛ لأن إهمال الطاعة معصية لله - سبحانه وتعالى - وما يصيب الإنسان من المصائب إلا بما كسَبت يداه من الذنوب؛ كما قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].

      وقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، قال ابن كثير: أي تطيب وتَركَن إلى جانب الله، وتَسكُن عند ذكره، وترضى به مولًى ونصيرًا[7].

      وقال سيد قطب: تَطمئن بإدراك الحكمة في الخلق والمبدأ والمصير، وتطمئن بالشعور بالحماية من كل اعتداءٍ، ومن كل ضرٍّ ومن كل شر إلا بما شاء، مع الرضا بالابتلاء والصبر على البلاء، وتطمئن برحمته بالهداية والرزق والستر في الدنيا والآخرة؛ ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾، ذلك الاطمئنان بذكر الله في قلوب المؤمنين حقيقة عميقة، يعرفها الذين خالطت بشاشة الإ يمان قلوبَهم، فاتَّصلت بالله، يعرفونها ولا يَملِكون بالكلمات أن ينقلوها إلى الآخرين الذين لايعرفونها؛ لأنها لا تنقل بالكلمات (السكر)[8].

      كما أن ذِكر الله - سبحانه وتعالى - يُطمْئِنُ القلوب، ويبعد عنها وساوس الشيطان؛ كما في قوله - سبحانه -: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

      كما أنه سبب في السلامة من القلق الذي يشتكي منه كثيرٌ من الناس الذين قلَّ ذكرُهم لله - سبحانه وتعالى - وقصَّروا في طاعته، ويبحثون عن علاج هذا الأمر بوسائل لا تغني عنهم شيئًا.

      5- الجانب الجسدي:
      هذه الحال مع جميع أنواع الطاعات - كالصيام مثلاً - إضافة إلى ما فيه من الأجر الكثير؛ كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه)) صحيح البخاري.

      هناك آثار طيبة عديدة في الحياة الدنيا لهذه العبادة الجليلة، منها ما يتعلق بصحة الإنسان بسبب امتناعه عن الطعام فترة من الزمن؛ لأن معظم ما يصيب الإنسان من الأمراض البدنية بسبب الطعام، وقد اتجه الطب الحديث لعلاج بعض الأمراض بالصيام.

      كما أن للصلاة أيضًا نورًا حسيًّا في وجه صاحبها، وخاصة صلاة الليل، لَمَّا سُئِل أحد السلف: ما بالُ أهل الليل وجوههم مُشرقة؟ قال: لأنهم خلَوْا بالله، فكساهم من نوره، وكذلك الطهارة وهي وسيلة للنظافة التي هي سبب رئيسي من أسباب الوقاية من المرض.
      التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 23-05-2017, 04:04 AM.
      من قال سبحان اللهِ وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرةٍ، حُطَّتْ خطاياه ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ
      موسوعة الكلم الطيب

      سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر استغفرالله

      تعليق


      • #4
        رد: استقبال الله للمقبلين عليه أين أهل المعاصي من بركات الطاعة


        أثر أعمال الجوارح على القلوب


        الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:
        فإن الحديث عن عمل القلب وأهميته وتفصيل ذلك وبيان ارتباط أجزاء الإيمان بعضها ببعض من خلال ارتباط أعمال الجوارح به، وكونها فرعاً له، وصورة لما فيه، ومقتضى لازماً له لا يعني أن أعمال الجوارح من الطاعات أو المعاصي لا تؤثر هي الأخرى على عمل القلب, وإننا في هذه السطور سنبين بمشيئة الله تعالى أثر المعاصي وأثر الطاعات على القلب.
        أولاً: أثر الذنوب والمعاصي الظاهرة على القلب:
        آثار المعاصي على القلب كثيرة جداً، وقد فصل الإمام الرباني ابن القيم -رحمه الله تعالى- كثيراً منها في كتابه "الجواب الكافي" وقد ذكر منها:
        1- حرمان العلم النافع: فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئه، ولهذا كان السلف يرشدون تلاميذهم إلى ترك المعاصي؛ لكي يورثهم الله حقيقة العلم.
        2- الوحشة بين العبد وربه: وهي وحشة لو اجتمعت لصاحبها ملذات الدنيا كلها لم تذهبها، ومن علاماتها وفروعها الوحشة بينه وبين أهل التقوى والإيمان.
        3- الظلمة التي يجدها العاصي في قلبه: فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات.
        قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القبر والقلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق".
        4- وهن القلب: فلا تزال المعاصي توهنه حتى تزيل حياته بالكلية، وهذا الوهن يظهر أثره على البدن، فتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم عند أحوج ما كانوا إليها, وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم.
        5- تقصير العمر ومحق البركة: إذ بمقدار ما تمرض القلب وتذهب حياته فإن حقيقة الحياة هي حياة القلب، وعمر الإنسان هو مدة حياته، فكلما كثرت الطاعة زادت حياته، فزاد عمره الحقيقي، وكلما كثرت المعاصي أضاعت حياته وعمره.
        6- أن العبد كلما عصى خفت عليه المعصية حتى يعتادها: وبذلك يموت إنكار قلبه لها، فيفقد عمل القلب بالكلية، حتى يصبح من المجاهرين بها، المفاخرين بارتكابها، وأقل ذلك أن يستصغرها في قلبه ويهون عليه إتيانها حتى لا يبالي بذلك وهو باب الخطر.
        روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه".
        7- الذل: فالمعصية تورث الذل ولا بد؛ فالعز كل العز في طاعة الله تعالى، قال سبحانه: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} (10) سورة فاطر.
        أي فليطلبها بطاعة الله، فإنه لا يجدها إلا في طاعته, وكان من دعاء السلف: "اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك". وقال الحسن البصري –رحمه الله-: "إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه".

        وقال عبد الله بن المبارك –رحمه الله-:
        رأيت الذنوب تميت القلوب
        وترك الذنوب حياة القلوب
        وهل أفسد الدين إلا الملوك


        وقد يورث الذلَّ إدمانُها
        وخير لنفسك عصيانها
        وأحبار سوء ورهبانها؟!


        8- الصدى والرَّان والطبع والقفل والختم: وذلك أن القلب يصدأ من المعصية، فإذا زادت غلب عليه الصدأ حتى يصير راناً كما قال تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (14) سورة المطففين.
        ثم يغلب حتى يصير طبعاً وقفلاً وختماً، فيصير القلب في غشاوة وغلاف، فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انتكس فصار أعلاه أسفله فحينئذ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد، وبمثل هذا اتخذ الشيطان من البشر دعاة وجنوداً.

        9- إطفاء الغيرة من القلب: وهي الغيرة على محارم الله أن تنتهك، وعلى حدوده أن تقتحم، وعلى دينه أن يضعف أو يضيع، وعلى إخوانه المسلمين أن يهانوا أو يبادوا، بل على أهله ونفسه أن يقعوا في المعصية والهلاك، ولهذا كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أغير الناس، كما ثبت في الصحيح أنه قال: ((أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني))؛ فالمعاصي تضعف هذه الغيرة حتى تذهبها وتزيلها، ولهذا تجد المدمنين على المعاصي لا يبالون بما حل بالإسلام وأهله من كوارث ومحن، ولا يهمهم ذلك في شيء، وإنما همهم اتباع الشهوات وإضاعة الأوقات، ويرى الواحد منهم المنكر أمامه فلا تهتز له شعرة بل يفقدون الغيرة الخاصة، وهي الغيرة على العرض حتى تصير الدياثة فيهم طبعاً وسجية.
        10- إذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب، وهو أصل كل خير، وذهابه ذهاب كل خير بأجمعه, والذنوب تضعف الحياء في العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية، فلا يستحيي لا من الله ولا من العباد، والتلازم بين ارتكاب المحرمات وقلة الحياء لا يخفى على أحد.
        11- إذهاب تعظيم الله ووقاره من القلب: فكما أن تعظيم الله وتوقيره يحجز عن المعصية، فإن ارتكاب المعصية يضعف التعظيم والتوقير، حتى يستخف العبد بربه، ويستهين بأمره ولا يقدره حق قدره.
        12- مرض القلب وإعاقته عن الترقي في مراتب الكمال ودرجاته: فالذنوب تخرج صاحبها من دائرة اليقين وتنـزله من درجة الإحسان، بل تخرجه من دائرة الإيمان، كما في الحديث الصحيح: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن)).
        الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
        الصفحة أو الرقم: 57 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

        فلا يبقى إلا اسم الإسلام بل ربما أخرجته منه؛ فإن المعاصي بريد الكفر.

        13- إضعاف همة القلب وإرادته وتثبيطه عن الطاعة وتكسيله عنها، حتى يؤول به الأمر من الاستثقال إلى الكراهية والنفور، فلا ينشرح صدره للطاعة ولا يخرج ويضيق من معصية، ويصير جسوراً مقداماً على الخطايا جباناً بعيداً عن الحسنات رعديداً عليها.
        14- الخسف بالقلب كما يخسف بالمكان وما فيه: فيخسف به بسبب ارتكاب الرذائل إلى أسفل سافلين وصاحبه لا يشعر، وعلامة ذلك الخسف أن يكون القلب جوالاً حول السفليات والقاذورات، متعلقاً بالمحقرات والأمور التافهات، عكس القلب الذي تزكى بالطاعات فصار جوالاً في معالي الأمور ومكارم الأخلاق, كما قال بعض السلف: "إن هذه القلوب جوالة فمنها ما يجول حول العرش، ومنها ما يجول حول الحش".
        15- مسخ القلب؛ فإن المعاصي والقبائح ما تزال تتكاثر عليه حتى تمسخ كما تمسخ الصورة فيصير القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعته، فمن القلوب ما يمسخ على قلب خنـزير كقلب الديوث، ومنها ما يمسخ على قلب كلب أو حمار أو حية أو عقرب بحسب عمله، وقد شبه -سبحانه وتعالى- أهل الجهل والغي بالحمر تارة وبالكلب تارة وبالأنعام تارة، وربما وصل الأمر إلى المسخ التام، وهو مسخ الصورة مع القلب كما حصل لبني إسرائيل حين جعل الله منهم القردة والخنازير.
        16- نكد القلب وقلقه وضنكه، وهذا ملازم للمعصية ملازمة الظل لأصله، كما قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (124) سورة طـه، فالمعرض عن ذكر الله متعرض لذلك، لكن قد يتوارى داؤه بسكرات الشهوات والعشق وحب الدنيا والرياسة إن لم ينضم إلى ذلك الخمر، كالمشاهد في عصرنا الحاضر من إدمان المسكرات والمخدرات تخلصاً من ضيق الحياة ونكد العيش.
        إخوانـي:
        هذه بعض آثار معاصي الجوارح على القلب وعمله، فهي تذهب رضاه ويقينه وصدقه وإخلاصه وتوكله ومحبته، بل تذهب قوته وحياته وصحته وراحته، وتجمع له بين ذهاب حقائق الإيمان وبين عقوبات آجلة وعاجلة، كما رأينا في هذه الآثار.
        نسأل الله العافية والسلامة.
        التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 25-05-2017, 03:26 AM.
        من قال سبحان اللهِ وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرةٍ، حُطَّتْ خطاياه ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ
        موسوعة الكلم الطيب

        سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر استغفرالله

        تعليق


        • #5
          رد: استقبال الله للمقبلين عليه أين أهل المعاصي من بركات الطاعة

          ثانياً: آثار أعمال الطاعات بالجوارح في أعمال القلب:
          إن الحديث عن أثر الطاعات بالجوارح على القلب ينوء بالمجلدات الكبار؛ وذلك أن هذه هي مادة قيامه وقوته وعزيمته، والجوارح هي منافذه وثغوره.
          وهل في الإمكان استيعاب ما تورثه الصلاة من رضاً وطمأنينة وخشوع وإنابة، أو ما يورثه الصوم من يقين وتوكل وإخلاص، أو ما يورثه الجهاد من محبة واستسلام وثبات وهكذا سائر الطاعات!!
          ولهذا كله سوف نختار طاعة واحدة قد لا يحسب لها حساب إلا عند الخاصة من الناس وهي طاعة غض البصر عن المحرمات, فما الذي تورثه طاعة هذه الجارحة على قلب العبد المؤمن؟.
          إن مما تورثه هذه الطاعة من التأثير على القلب ما يلي:
          1- أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم -والذي لعل فيه هلاكه- إلى قلبه؛ ذلك أن النظرة سهم من سهام إبليس, كما جاء ذلك في الأثر.
          2- أنه يورث القلب أنساً بالله وقرباً منه؛ فإن إطلاق البصر يصرف القلب ويشتته ويبعده عن الله، ويوقع الوحشة بين العبد وربه.
          3- أنه يكسب القلب نوراً -كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة- ولهذا ذكر سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر فقال –جل وعلا-: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (30) سورة النــور، ثم قال إثر ذلك: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} (35) سورة النــور، أي: مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه.
          وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان، فما شئت من بدعة وضلالة، واتباع هوى، واجتناب هدى، وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب، فإذا أفقد القلب ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام.
          4- أنه يقوي القلب ويفرحه، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه، لكن قد لا يحس بذلك إلا ذو البصيرة.
          5- أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميزها بين المحق من المبطل، والصادق من الكاذب، فإن الله -سبحانه وتعال- يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته عوضاً عن حبسه بصره لله، ويفتح له باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة المصيبة التي إنما تنال ببصيرة القلب.
          وضد هذا ما وصف الله به اللوطية من العُمْهِ الذي هو ضد البصيرة، فقال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (72) سورة الحجر, فوصفهم بالسكرة التي هي فساد العقل، والعمه الذي هو فساد البصيرة، ثم عقب الله تعالى على قصتهم بقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} (75) سورة الحجر، وفي ذلك إشارة إلى ما تقدم من العلم والإيمان والفراسة.
          6- أنه يورث القلب ثباتاً وشجاعة وقوة، يجمع الله له بين سلطان البصيرة، والحجة وسلطان القدرة والقوة، وضد هذا تجده في المتبع هواه، من ذل النفس، ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها.
          7- أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب، فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي، فيمثل له صورة المنظور إليها، ويزينها ويجعلها صنماً يعكف عليه القلب ثم يعده ويمنيه، ويوقد على القلب نار الشهوة ويلقي عليه خطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة، فيصير القلب في اللهب، فمن ذلك اللهب تلك الأنفاس التي يجد فيها وهج النار، وتلك الزفرات والحرقات؛ فإن القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب، فهو في وسطها كالشاة في وسط التنور، ولهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة أن جعل لهم في البرزخ تنور من نار، وأودعت أرواحهم فيه إلى حشر أجسادهم.
          8- أنه يفرغ القلب للفكر في مصالحه والاشتغال بها، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك، ويحول بينه وبينها، فتنفرط عليه أموره، ويقع في اتباع الهوى، وفي الغفلة عن ذكر ربه، قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (28) سورة الكهف, وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه.
          9- أن بين العين والقلب منفذاً أو طريقاً يوجب اشتغال أحدهما عن الآخر، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده، فإذا فسد القلب فسد النظر، وإذا فسد النظر فسد القلب.
          وكذلك في جانب الصلاح؛ فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه والأنس به، والسرور بقربه وإنما يسكن فيه أضداد ذلك4.
          كل هذه –أخي المسلم- إشارات إلى بعض فوائد غض البصر تطلعك على ما ورائها من الفوائد الأخرى، وهذه بعض فوائد طاعة واحدة، فيا ترى ما الفوائد الأخرى لغيرها من الطاعات المعلومة من الدين بالضرورة؟!
          من قال سبحان اللهِ وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرةٍ، حُطَّتْ خطاياه ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ
          موسوعة الكلم الطيب

          سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر استغفرالله

          تعليق


          • #6
            رد: استقبال الله للمقبلين عليه أين أهل المعاصي من بركات الطاعة

            لذة الطاعة وأثر الحسنات
            بسم الله الرحمن الرحيم

            أخي في الله ادعوك لتذوق تلك اللذة وترى أثرها فى حياتك كلها .
            أدعوك للتجربة لمرة واحدة وبعدها تختار إما الاستمرار أو الفرار ادعوك لتذوق لذة الطاعة وأثرر الحسنات كما أنك لا تخسر شيء بالتجربة لمرة واحدة ولكن جرب واحكم .

            لذة الطاعة
            يقول بن المنكدر " مابقى من لذات الدنيا الا ثلاث قيام الليل ولقاء الاحباب وصلاة الجماعة "
            فقيام الليل : قال عنه ابو سليمان " أهل الليل فى ليلهم ألذ من أهل اللهو فى لهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء فى الدنيا "
            يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إن فى الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من امر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليله" رواه مسلم
            ألا تجرب اخى الحبيب وتذوق هذة اللذة .. لذة الوقوف بين يدى الله وترى بعدها حالك .

            ولقاء الإخوان : يقول عمربن الخطاب " لقاء الإخوان جلاء الأحزان " نعم حين تختار أصدقاء لك دائما يذكرك بطاعة الله وبأعمال الخير لسانهم دائما يقول "هيا بنا نؤمن ساعة " حينها تذوق لذة لم تذقها من قبل تذول بها أحزانك .. ويسعد بها قلبك .
            وصلاة الجماعة : يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) "
            صلاةُ الرَّجُلِ في جماعةٍ تزيدُ على صلاتِه وحدَه بخَمسٍ وعِشرينَ درجةً "
            الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
            الصفحة أو الرقم: 1749 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه


            ولإجتماع المسلمين دائما فى العبادات وفى اأعمل الخير لذة لا يذوقها إلا هولاء المجتمعين فى العبادات فلا تحرم نفسك من هذه اللذة وحافظ على صلاة الجماعة

            أثر الحسنات
            وللحسنات أثر على حياة الفرد ، أثر لا يذوقه إلا المؤمن ، أثر يعم مظاهرحياته كلها سعادة عامة .. سعة فى الرزق .. حلاوة يجد طعمها فى الوجه .. قوة فى البدن .. محبة فى قلوب الخلق .
            يقول بن عباس " إن للحسنة ضياء فى الوجه ونورا فى القلب وسعة فى الرزق وقوة فى البدن ومحبة فى قلوب الخلق "
            ويقول بن تيمية " نحن فى سعادة لو علمها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف " إنها سعادة الإيمان وأثر الحسنات ولذة الطاعات فللحسنات أثار كثيرة لايذوقها ولايراها إلا فاعلها.
            وهذه بعض الأثار للحسنات فى حياة الفرد
            1- سعة فى الرزق
            يقول تعالى : "
            وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" الطلاق 2،3
            ويقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) حسن
            وعلى العكس فإن الحسنات توجب الرزق للعبد وبكثرة الحسنات تزيد الأرزاق إن شاء الله .
            2 - نورا فى الوجه
            سئل الحسن البصرى : مابال المجتهدين أكثر الناس نورا؟ فقال " خلو بالرحمن ليلا فكساهم من نوره"
            وها هي الحسنات وهى قيام الليل جعلت من وجههم نورا يراه الناس .
            3 - حلاوة فى القلب
            يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم )" النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها مخافة الله أبدله الله حلاوة يجد طعمها فى قلبه "
            نعم أخي الحبيب : ما من أحد صرف نظره عما حرم الله إلا ووجد حلاوة فى قلبه .. فغض بصرك عماحرم الله وذق هذه الحلاوة
            4 - تيسير الأمور والأحوال كلها
            كان بعض السلف يقول "إنى لأعصى الله فأجد ذلك فى خلق دابتى وزوجتى"
            فبسبب سيئاته تتعسر دابتهوتجافيه زوجته وعلى العكس تماما فإن الحسنات تكون سببا فى تيسير الأمور كلها تتفتح له الأبواب وتقضى له الحاجات.
            5 - الحسنات تزرع أمثالها
            يقول احد السلف " إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها "
            فبفضل الحسنة تأتي الحسنات ويزداد التقرب الى الله .
            6 - محبة الله عز وجل للعبد

            يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا أحَبَّ اللهُ عبدًا نادَى جِبريلَ : إنَّ اللهَ يُحِبُّ فلانًا فأحِبَّه ، فيُحِبُّه جِبريلُ ، فيُنادِي جِبريلُ في أهلِ السماءِ : إنَّ اللهَ يُحِبُّ فلانًا فأحِبُّوه ، فيُحِبُّه أهلُ السماءِ ثمَّ يُوضَعُ لهُ القَبولُ في الأرضِ
            الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
            الصفحة أو الرقم: 283 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

            ترى هل يحب الله العبد العاصى المبارز بالسيئات ؟ كلا والله بل يحب عبده المطيع المبادر بالحسنات .

            7 - محبة فى قلوب الناس
            ولا تأتى هذه المحبة إلا إذا وضع للعبد القبول فى الأرض ولا يوضع له القبول فى الأرض إلا إذا أحبه الله ولا يحبه الله إلا إذا أطاعه وبادر بالحسنات وها نحن نرى كيف يحب الناس كل الناس الملتزمين بطاعة الله عز وجل
            و في الآخرة آثار
            إن هذه بعض الآثار للحسنات على العبد فى الدنيا فكيف بالآخرة إن آثار الحسنات على العبد فى الآخرة تكون في ميزانه يوم العرض على الله هذه الحسنات التى تجعله قريب من الجنة بعيد عن النار . الحسنات التي تسكنه النعيم الدائم عند رب العالمين.

            التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 24-05-2017, 03:56 AM.
            من قال سبحان اللهِ وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرةٍ، حُطَّتْ خطاياه ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ
            موسوعة الكلم الطيب

            سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر استغفرالله

            تعليق


            • #7
              رد: استقبال الله للمقبلين عليه أين أهل المعاصي من بركات الطاعة

              مقاطع
              منايا اوصلك يارب- الشيخ حازم شومان
              https://www.youtube.com/playlist?lis...WeFYBjg2SajMZf
              كيف تتعامل مع الله الشيخ مشاري الخراز
              https://www.youtube.com/playlist?lis..._BvzmPd1J2NdMN
              محاضرات أيقظ قلبك الشيخ د خالد الجبير
              https://www.youtube.com/playlist?lis...-nc1KFhbovdH2V
              عذرا عرفت ربي الشيخ حازم شومان
              https://www.youtube.com/playlist?lis...XhN0iZ0ZQFmV2H
              سلسلة إفتح لي قلبك - حازم شومان
              https://www.youtube.com/playlist?lis...KSfLgdn80Y49In
              سلسلة دعوة حب --- الشيخ حازم شومان
              https://www.youtube.com/playlist?lis...mUSgbj03Npyzpx
              الله يتحدث عن نفسه --- حازم شومان
              https://www.youtube.com/playlist?lis...X9ba_TVBmP1MiZ
              كيف أتوب – الشيخ محمد حسين يعقوب
              https://www.youtube.com/playlist?lis...tIXoAmITOytSW2
              انسان جديد اقبلنى يا رب حازم شومان
              https://www.youtube.com/playlist?lis...H2eH41guZgOBGy
              أه لو تعرف ربك
              https://www.youtube.com/playlist?lis...Emmi9uKERTQs1G
              أحبك ربي رمضان 1437الشيخ عبد الرحمن الصاوي
              https://www.youtube.com/playlist?lis...cCwq3vQIDVjPZB
              عبودية قلب للشيخ أحمد جلال رمضان 1437هـ
              https://www.youtube.com/playlist?lis...cHwmKAQia4beoM
              كأنك تراه د حازم شومان رمضان 1437 هـ
              https://www.youtube.com/playlist?lis...50s7stBHQZsAz1
              كي نسبحك الدكتور محمد علي يوسف رمضان 1437
              https://www.youtube.com/playlist?lis...e4JUclge3o0eqF
              فضائل الأعمال
              https://www.youtube.com/playlist?lis...-Tcvei60xiIfqv
              برنامج يا الله الشيخ نبيل العوضي
              https://www.youtube.com/playlist?lis...NqQ4UdEuf0fx52
              من قال سبحان اللهِ وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرةٍ، حُطَّتْ خطاياه ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ
              موسوعة الكلم الطيب

              سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر استغفرالله

              تعليق

              يعمل...
              X