إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دلائل رحمة العزيز الرحمن ، نتـأملهـا في آيـات القــرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دلائل رحمة العزيز الرحمن ، نتـأملهـا في آيـات القــرآن



    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين، الْحَمْدُ لِلَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ التَّوَّابِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الْقَائِل فِي كِتَابِهِ:
    {
    وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [1]
    سُبْحَانَكَ يَا مَنْ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ،
    سُبْحَانَكَ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، سُبْحَانَكَ يَا رَحْمَنُ الدُّنْيَا والآخِرَةِ ورَحِيمَهُمَا
    لَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا، حَمْدَاً يَلِيِقُ بِعْزَّتَكَ وَعَظَمَتِكَ وَقُدْرَتِكَ،
    وَصَلَاةً وَسَلَامَاً دَائِمَيْنِ مُتَلَازِمَيْنِ إِلَىَ يَوْمِ الدِّيِنْ عَلَيَ أَشْرَفِ خَلْقِ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِيِنَ وَالْمُرْسَلِيِنَ، صَلَّيَ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ،
    أمَّــا بَـعْــــدُ..


    فأَوَّلُ مَا بُدِىءَ بِهِ كِتَاب اللهِ الْكَرِيم سُورَة الفَاتِحة، وافْتتحَهَا المَوْلَى تَبَاركَ وتَعَالىَ -بَعْدَ الْبَسْمَلَةِ- بقوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
    {
    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
    وجُملَة {
    ٱلْحَمْدُ للَّهِ } مُفيدة لِقَصْرِ الحمد عليه سبحانه،
    أي: أنَّ جميع أجناس الحمد ثابتة لله رب العالمين؛ لأن كل ما يستحق أن يُقابَل بالثناء فهو صادرٌ عنه ومرجِعَهُ إليه، إذ هو الخالِقُ لكلِّ شيء.

    وقد أتْبَعَ سبحانه هذا الوصف وهو {
    رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ، بوصفٍ آخر هو { ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } لِحِكَمٍ ساميةٍ مِنْ أبرزها:
    أنَّ وصفه تعالى بـ {
    رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي: مالكهم، قد يُثير فى النفوس شيئاً من الخوف أو الرهبة،
    لذا قَرَنَ سبحانه كَونهُ مُربيّاً، بكَوْنِهِ الرحمن الرحيم، ليَفهَم عباده بأن ربوبيته لهم مصدرها عموم رحمته وشمول إحسانه،
    فهم برحمته يُوجَدُون، وبرحمته يتصرفون ويُرزقون، وبرحمته يُبعثون ويُسألون.

    ولا شك أن في هذا الإِفهام تحريضاً لهم على حمده وعبادته بقلوب مطمئنة، ونفوس مبتهجة، ودعوة لهم إلى أن يُقيموا حياتهم على الرحمة والإِحسان.






    الـرَّحْـمَــنُ الــرَّحِـيــمُ


    وَصَفَ نَفْسَهُ تَعَالَى بَعْدَ "
    رَبِّ الْعالَمِينَ"، بِأَنَّهُ "الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ"، لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ فِي اتِّصَافِهِ بِــ "رَبِّ الْعالَمِينَ" تَرْهِيبٌ قَرَنَهُ بِــ "الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    لِمَا تَضَمَّنَ مِنَ التَّرْغِيبِ، لِيَجْمَعَ فِي صِفَاتِهِ بَيْنَ الرَّهْبَةِ مِنْهُ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ، فَيَكُونُ أَعْوَنَ عَلَى طَاعَتِهِ وَأَمْنَعَ، كَمَا قَالَ:
    {
    نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ } الحجر: 49 ، 50.
    وَقَالَ:
    {
    غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ } غافر: 3.

    وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    " لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ " [2].






    الــرَّحْـمَــنُ الــرَّحِـيــمُ


    وَذِكْرُ أَحَدِهِمَا بَعْدَ الْآخَرِ تَطْمِيعًا لِقُلُوبِ الرَّاغِبِينَ،
    وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: هُوَ إِنْعَامٌ بَعْدَ إِنْعَامٍ وَتَفَضُّلٌ بَعْدَ تَفَضُّلٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا فقال: لِلرَّحْمَنِ مَعْنَىَ الْعُمُوم، ولِلرَّحِيمِ مَعنَى الْخُصُوصِ،
    فَالرَّحْمَنُ بِمَعْنَى الرَّزَّاقِ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ عَلَى الْعُمُومِ لِكَافَّةِ الخلق، والرَّحِيمُ بمعنى المُعَافِي فِي الْآخِرَةِ، وَالْعَفْوُ فِي الْآخِرَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْخُصُوصِ.

    وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي الدُّعَاءِ: يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَرَحِيمَ الْآخِرَةِ،
    فَالرَّحْمَنُ مَنْ تَصِلُ رحمته إلى الخلق على الْعُمُومِ، وَالرَّحِيمُ مَنْ تَصِلُ رَحْمَتُهُ إِلَيْهِمْ عَلَى الْخُصُوصِ،
    وَلِذَلِكَ يُدْعَى غَيْرُ اللَّهِ رَحِيمًا وَلَا يُدْعَى غَيْرُ اللَّهِ رَحْمَانًا، فَالرَّحْمَنُ عَامُّ الْمَعْنَى خَاصُّ اللَّفْظِ، وَالرَّحِيمُ عَامُّ اللَّفْظِ خَاصُّ الْمَعْنَى،
    والرَّحْمَة إرَادَةُ اللهِ الْخَيْرَ لِأَهْلِهِ،
    وَقِيلَ: هِيَ تَرْكُ عُقُوبَةِ مَنْ يَسْتَحِقُّهَا وَإِسْدَاءُ الْخَيْرِ إِلَى مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ، فَهِيَ عَلَى الْأَوَّلِ صِفَةُ ذَاتٍ وَعَلَى الثَّانِي صِفَةُ فِعْلٍ.







    ومن عظيم رحمة الله؛ تعدد الآيات التي ذُكِرت فيها الرحمة، وذلك في مواضع كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر، قوله تعالى:


    { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً
    } آل عمران: 8.
    وقوله تعالى:

    {
    وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِهَا خَلِدُونَ } آل عمران: 107.
    وقوله تعالى:
    { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا } النساء: 175.
    وقوله تعالى:
    {
    قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ } الحجر: 56.
    وقوله تعالى:
    {
    قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ } الإسراء: 100.

    ومن عظيم رحمة الله؛ قوله تعالى:
    {
    وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } الأعراف: 156.
    وقوله تعالى:
    {
    قُلْ لِمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِّلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } الأنعام: 12.






    الــرَّحْـمَــنُ الــرَّحِـيــمُ

    إنَّ رحمةَ الله تعالى وَسِعتْ كلَّ شيءٍ، ورَحمتُه في الآخِرةِ أَضعافُ ما جَعلَه في الدُّنيا وتَكونُ لِعبادِه المؤمِنينَ.


    فعَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه، قَالَ:
    كَانَ صَبِيٌّ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ، فَمَرَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ،
    فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ الْقَوْمَ خَشِيَتْ أَنْ يُوطَأَ ابْنُهَا، فَسَعَتْ وَحَمَلَتْهُ، وَقَالَتْ: ابْنِي ابْنِي، قَالَ: فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَانَتْ هَذِهِ لَتُلْقِيَ ابْنَهَا فِي النَّارِ،
    قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "
    لاَ، ولاَ يُلْقِي اللهُ حَبِيبَهُ فِي النَّارِ ". [3].

    وروى الإمام مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "
    إنَّ اللهَ خَلَقَ ، يوم خلق السماواتِ والأرضَ ، مائةَ رحمةٍ. كلُّ رحمةٍ طباقُ ما بين السماءِ والأرضِ، فجعل منها في الأرضِ رحمةً،
    فبها تعطفُ الوالدةُ على ولدِها، والوحشُ والطيرُ بعضُها على بعضٍ. فإذا كان يومُ القيامةِ ، أكملُها بهذه الرحمةِ
    " [4].


    في هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَعَةَ رَحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيَقولُ:
    إنَّ اللهَ خَلقَ يَومَ خَلقَ السَّمواتِ والأرضَ مِئةَ رَحمَةٍ، وهَذه الرَّحمَةُ الَّتي جَعَلَها اللهُ في خَلقِه وعِبادِه مَخلوقَةٌ،
    أَمَّا الرَّحمَةُ الَّتي هِي صِفَةٌ مِن صِفاتِ الرَّبِّ سُبحانَه القائمةِ بِذاتِه سبحانَه، وهي تَليقُ بجَلالِه وعَظمَتِه ليست بمَخلوقَةٍ.

    كُلُّ رَحمةٍ طِباقُ ما بَينَ السَّماءِ والأَرضِ، أي: تَملأُ ما بَينَ السَّماءِ والأَرضِ فَكأنَّه يَعمُّه فيَكونُ طِبقًا له،
    فجَعلَ مِنها في الأَرضِ رَحمةً، أي: جُزءًا واحدًا منَ المئةِ جُزءٍ،
    وَهَذا الجزءُ الواحدُ الَّذي جَعلَه اللهُ في الدُّنيا بِه تَعطِفُ الوالِدَةُ على وَلدِها، والوَحشُ، أي: حَيوانُ البَرِّ، والطَّيرُ بَعضُها عَلى بعضٍ،
    أي: يَعطِفُ الوَحشُ والطَّيرُ بَعضُها على بَعضٍ فيَعطِفُ الكَبيرُ عَلى الصَّغيرِ والقَويُّ عَلى الضَّعيفِ؛
    كُلُّ ذَلك مِن رَحمةٍ واحدةٍ أَنزلَها اللهُ في الدُّنيا، فإذا كانَ يَومُ القيامَةِ أَكمَلَها اللهُ سبحانَه مِئةَ رَحمةٍ بهَذِه الرَّحمةِ،
    وفيه إشارةٌ إلى أنَّ الرَّحمَةَ الَّتي في الدُّنيا بَيْنَ الخَلْقِ تَكونُ فيهم يَومَ القِيامةِ يَتراحَمونَ بِها أيضًا .








    ومن عظيم رحمة الله بعباده يوم القيامة:

    ما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:

    "
    إن اللهَ يُدْنِي المؤمنَ ، فيَضَعُ عليه كنفَه ويَسْتُرُه ، فيقولُ : أتَعْرِفُ ذنبَ كذا : أَتَعْرِفُ ذنبَ كذا ؟
    فيقول: نعم. أَيْ ربِّ، حتى إذا قرَرَّه بذنوبِه، ورأى في نفسِه أنه هلَكَ، قال: ستَرْتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفِرُها لك اليوم، فيُعْطَى كتابُ حسناتِه.
    وأما الكافرُ والمنافقُ ، فيقولُ الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين
    " [5].

    يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الله تعالى يُدني المؤمنَ، أي: يُقرِّبه إليه يومَ القيامةِ؛ ليُكلِّمه ويَعرِضَ عليه ذنوبَه فيما بَينَه وبينه،
    فيضَعُ عليه كنَفَه، والكَنَفُ في اللُّغةِ السَّتْرُ والحِرزُ والنَّاحيةُ، ويَستُره، أي: يَستُرُ عبدَه عن رُؤيةِ الخَلْق له؛ لئلَّا يَفتضحَ أمامَهم فيُخزى،
    ويُكلِّمه فيها سِرًّا فيقول له: أتعرفُ ذنب كذا؟ فيذكِّره بما فعَلَه في الدنيا في لُطفٍ وخفاء،
    حتَّى إذا قَرَّره بذلك واعترَف بذُنوبه ورأى في نفْسِه أنَّه هلك -أيْ: وتَيقَّن أنَّه داخلٌ النَّار لا محالةَ إلَّا أنْ يتَداركه عفوُ الله-
    قال: ستَرتُها عليك في الدُّنيا وأنا أغفِرُها لك اليوم، أي: أغْفِرُها لك في هذا اليومِ كما ستَرتُها عليك في الدنيا.
    أمَّا الكافرُ أو المنافقُ في عَقيدتِه، فيقول الأشهادُ: هؤلاءِ الذين كذَبوا على ربِّهم،
    أي: فيقول الحاضرون مِن الملائكةِ والنَّبيِّين والجنِّ والإنس: هؤلاء الذين كفَروا ونسَبوا إلى اللهِ ما لا يَليقُ به من الشَّريكِ والولدِ والزوجة،
    ألَا لعنةُ اللهِ على الظالمين، أي: ألَا إنَّ هؤلاء الكفَّارَ هم الذين اختصَّهم الله باللَّعْنةِ والطَّردِ من رحمتِه.



    وما رواه أبي طويلٍ شَطَبٍ المَمدودِ رضيَ اللَّهُ تعالى عنهُ، أنَّهُ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ:
    أرأيتَ رجلًا عملَ الذُّنوبَ كلَّها فلم يترُكْ منها شيئًا وَهوَ مع ذلِكَ لم يترُكْ حاجَّةً ولا داجَّةً إلَّا أتاها. فَهَل لذلِكَ من توبةٍ؟
    قالَ: "
    أليسَ قد أسلَمتَ ".
    قالَ:
    أمَّا أَنا فأشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهَ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ
    قالَ: "
    نعَم تَفعلُ الخيراتِ وتترُكَ السَّيِّئاتِ، فيَّجعلُهنَّ اللَّهُ لَكَ حسَناتٍ كُلَّهُنَّ ".
    قالَ:
    وغدَراتي وفجَراتي؟
    قالَ: " نعَم ".
    قالَ:
    اللَّهُ أَكْبرُ ، فما زالَ يُكَبِّرُ حتَّى توارَى. [6]

    قال ابن قتيبة في "غريب الحديث"؛ للخطابي:
    "أراد أنَّه لم يدَع شيئًا دعَته نفسُه إليه من المعاصي إلاَّ رَكبه؛ وذلك مصداقًا لقوله تعالى:

    {
    إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } الفرقان: 70.







    الــرَّحْـمَــنُ الــرَّحِـيــمُ


    والرَّحْمَةُ هِيَ الْمَسْئُولِيَّةُ الشَّامِلَةُ الْعَامَّةُ لِلْمَوْجُودَاتِ كُلِّهَا وَبِهَا قَامَتِ الْمَوْجُودَاتُ ، فَهِيَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ،
    وَالرَّبُّ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ، فَوَصَلَتْ رَحْمَتُهُ إِلَى حَيْثُ وَصَلَ عِلْمُهُ ،
    فَلَيْسَ مَوْجُودٌ سِوَى اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا وَقَدْ وَسِعَتْهُ رَحْمَتُهُ وَشَمِلَتْهُ وَنَالَهُ مِنْهَا حَظٌّ وَنَصِيبٌ، وَلَكِنِ الْمُؤْمِنُونَ اكْتَسَبُوا أَسْبَابًا اسْتَوْجَبُوا بِهَا تَكْمِيلَ الرَّحْمَةِ وَدَوَامَهَا،
    وَالْكُفَّارُ اكْتَسَبُوا أَسْبَابًا اسْتَوْجَبُوا بِهَا صَرْفَ الرَّحْمَةِ إِلَى غَيْرِهِمْ .

    فَأَسْبَابُ الرَّحْمَةِ مُتَّصِلَةٌ دَائِمَةٌ لَا انْقِطَاعَ لَهَا لِأَنَّهَا مِنْ صِفَةِ الرَّحْمَةِ، وَالْأَسْبَابُ الَّتِي عَارَضَتْهَا مُضْمَحِلَّةٌ زَائِلَةٌ لِأَنَّهَا عَارِضَةٌ عَلَى أَسْبَابِ الرَّحْمَةِ طَارِئَةٌ عَلَيْهَا،
    وَإِذَا كَانَ كُلُّ مَخْلُوقٍ قَدِ انْتَهَتْ إِلَيْهِ الرَّحْمَةُ وَوَسِعَتْهُ فَلَا بُدَّ أَنْ يَظْهَرَ أَثَرُهَا فِيهِ آخِرًا كَمَا ظَهَرَ أَثَرُهَا فِيهِ أَوَّلًا ،
    فَإِنَّ أَثَرَ الرَّحْمَةِ ظَهَرَ فِيهِ أَوَّلَ النَّشْأَةِ ثُمَّ اكْتَسَبَ مَا يَقْتَضِي آثَارَ الْغَضَبِ ،
    فَإِذَا تَرَتَّبَ عَلَى الْغَضَبِ أَثَرُهُ عَادَتِ الرَّحْمَةُ فَاقْتَضَتْ أَثَرَهَا آخِرَهَا كَمَا اقْتَضَتْهُ أَوَّلًا لِزَوَالِ الْمَانِعِ وَحُصُولِ الْمُقْتَضَى فِي الْمَوْضِعَيْنِ .


    وَمِمَّا يُوَضِّحُ هَذَا الْمَعْنَى أَنَّ الْجَنَّةَ مُقْتَضَى رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ ، وَالنَّارَ مِنْ عَذَابِهِ ، وَهُوَ مَخْلُوقٌ مُنْفَصِلٌ عَنْهُ ، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى :
    (
    نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ) الحجر: 49 ، 50.

    وَقَالَ تعالى:
    (
    اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) المائدة: 98.

    وَقَالَ تَعَالَى:
    (
    إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) الأعراف: 167.

    فَالنِّعَمُ مُوجَبُ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، وَأَمَّا الْعَذَابُ فَإِنَّهُ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ الْمَقْصُودَةِ لِغَيْرِهَا بِالْقَصْدِ الثَّانِي ،
    فَهُوَ سُبْحَانَهُ إِذَا ذَكَرَ الرَّحْمَةَ وَالْإِحْسَانَ وَالْعَفْوَ نَسَبَهُ إِلَى ذَاتِهِ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ مِنْ صِفَاتِهِ ، وَإِذَا ذَكَرَ الْعِقَابَ نَسَبَهُ إِلَى أَفْعَالِهِ وَلَمْ يَتَّصِفْ بِهِ ،
    فَرَحْمَتُهُ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ ، وَلَيْسَ غَضَبُهُ وَعِقَابُهُ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ لَا يَكُونُ إِلَّا رَحِيمًا ، كَمَا أَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا حَيًّا عَلِيمًا قَدِيرًا سَمِيعًا ،
    وَأَمَّا كَوْنُهُ لَا يَكُونُ إِلَّا غَضْبَانًا مُعَذِّبًا فَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ كَمَالِهِ الْمُقَدَّسِ ، وَلَا هُوَ مِمَّا أَثْنَى بِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَتَمَدَّحَ بِهِ .


    يُوَضِّحُ هَذَا الْمَعْنَى أَنَّهُ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ، وَلَمْ يَكْتُبْ عَلَيْهَا الْغَضَبَ، وَسَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ وَغَلَبَتْهُ، وَلَمْ يَسْبِقْهَا الْغَضَبُ وَلَا غَلَبَهَا،
    وَوَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ ، وَلَمْ يَسَعْ غَضَبُهُ وَعِقَابُهُ كُلَّ شَيْءٍ ، وَخَلَقَ الْخَلْقَ لِيَرْحَمَهُمْ لَا لِيُعَاقِبَهُمْ ،
    وَالْعَفْوُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الِانْتِقَامِ، وَالْفَضْلُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَدْلِ، وَالرَّحْمَةُ آثَرُ عِنْدَهُ مِنَ الْعُقُوبَةِ، لِهَذَا لَا يَخْلُدُ فِي النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ،
    وَجَعَلَ جَانِبُ الْفَضْلِ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَجَانِبُ الْعَدْلِ السَّيِّئَةَ فِيهِ بِمِثْلِهَا وَهِيَ مُعَرَّضَةٌ لِلزَّوَالِ بِأَيْسَرِ شَيْءٍ،
    فَهَذَا هُوَ الَّذِي يَلِيقُ بِرَحْمَةِ أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ وَحِكْمَةِ أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ.







    الــرَّحْـمَــنُ الــرَّحِـيــمُ

    ومن عظيم رحمته سبحانه، قوله تعالى:
    {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} الأعراف: 56

    والمعنى:
    وادْعُوهُ خَائِفِينَ مِنْ عِقَابِهِ إيَّاكُم على مُخَالفتِكُم لأوامِرِهِ، طَامِعِينَ في رحْمَتِهِ وإحْسَانِهِ وفي إجَابَتِهِ لدُعَائِكُم تفَضُّلًا مِنْهُ وكَرَمًا.
    وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا أَيْ: خَوْفًا مِنْ عِقَابِهِ، وَطَمَعًا فِي ثَوَابِهِ، طَمَعًا فِي قَبُولِهَا، وَخَوْفًا مِنْ رَدِّهَا، لَا دُعَاءَ مَنْ هُوَ غَافِلٌ لَاهٍ.

    وَحَاصِلُ مَا ذَكَرَ اللَّهُ مِنْ آدَابِ الدُّعَاءِ:
    الْإِخْلَاصُ فِيهِ لِلَّهِ وَحْدَهُ، لِأَنَّ ذَلِكَ يَتَضَمَّنُهُ الْخَفِيَّةُ، وَإِخْفَاؤُهُ وَإِسْرَارُهُ، وَأَنْ يَكُونَ الْقَلْبُ خَائِفًا طَامِعًا لَا غَافِلًا وَلَا آمِنًا وَلَا غَيْرَ مُبَالٍ بِالْإِجَابَةِ،
    وَهَذَا مِنْ إِحْسَانِ الدُّعَاءِ، فَإِنَّ الْإِحْسَانَ فِي كُلِّ عِبَادَةٍ بَذْلُ الْجُهْدِ فِيهَا، وَأَدَاؤُهَا كَامِلَةً لَا نَقْصَ فِيهَا بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ،
    وَلِهَذَا قَالَ: "
    إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ " فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، الْمُحْسِنِينَ إِلَى عِبَادِ اللَّهِ،
    فَكُلَّمَا كَانَ الْعَبْدُ أَكْثَرَ إِحْسَانًا، كَانَ أَقْرَبَ إِلَى رَحْمَةِ رَبِّهِ، وَكَانَ رَبُّهُ قَرِيبًا مِنْهُ بِرَحْمَتِهِ، وَفِي هَذَا مِنَ الْحَثِّ عَلَى الْإِحْسَانِ مَا لَا يَخْفَى.









    {
    إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }

    وقد خصَّ الله سبحانه هذه الرحمة بالمحسنين، وفي هذا دليل على أنّ أهل الإحسان لهم كرامة عند الله سبحانه؛
    فهم أهل الله، الذين لا يريدون سواه، ولا يحيون إلَّا على مراده ويحرصون على تقواه،
    فيراقبونه في كل أفعالهم، ويستشعرون أنه قريب منهم، وناظر إليهم، ويوقنون بأنه مُعين لهم،
    فيعبدونه سبحانه حقَّ العبادة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " الإحْسَانُ : أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " [7].

    هؤلاء هم المحسنون الذين ينالون شرف القرب الإلهي إليهم؛ برحمته التي وسعت كل شيء، سبحانه القائل:
    {
    وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ} البقرة: 105

    قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يختص برحمته أي بنبوته ، خصَّ بها محمدا صلى الله عليه وسلم، وقال قوم: الرحمة القرآن.
    وقيل: الرحمة في هذه الآية عامة لجميع أنواعها التي قد منحها الله عباده قديما وحديثا،
    ورحمة الله لعباده: إنعامه عليهم وعفوه لهم.

    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،


    وخــلاصــة الـقـــول

    إذا طمع العبد في قرب الله منه لينال رحمته ومغفرته، فليبادر وليسارع بالرجوع إليه سبحانه، والإنابة إليه جلَّ وعلا،
    وعدم اليأس بأي حال من رحمة الله الكبير المتعال؛
    فالرجوع إلى الله طمعًا في عفوه ومغفرته أمر إلهي لكل لعباد، كما قال سبحانه:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الزمر: 53.


    فالرحمة الإلهية مرتبطة بعدم اليأس منها أولًا، ثم بطلب المغفرة ثانيًا..
    {
    لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}

    أَيْ: لَا تَيْأَسُوا مِنْهَا، فَتُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ، وَتَقُولُوا قَدْ كَثُرَتْ ذُنُوبُنَا وَتَرَاكَمَتْ عُيُوبُنَا، فَلَيْسَ لَهَا طَرِيقٌ يُزِيلُهَا وَلَا سَبِيلَ يَصْرِفُهَا،
    فَتَبْقُونَ بِسَبَبِ ذَلِكَ مُصِرِّينَ عَلَى الْعِصْيَانِ، مُتَزَوِّدِينَ مَا يُغْضِبُ عَلَيْكُمُ الرَّحْمَنَ، وَلَكِنِ اعْرَفُوا رَبَّكُمْ بِأَسْمَائِهِ الدَّالَّةِ عَلَى كَرَمِهِ وَجُودِهِ،
    وَاعْلَمُوا أَنَّهُ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا مِنَ الشِّرْكِ، وَالْقَتْلِ، وَالزِّنَا، وَالرِّبَا، وَالظُّلْمِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ.
    {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
    أَيْ: وَصْفُهُ الْمَغْفِرَةُ وَالرَّحْمَةُ، وَصَفَّانِ لَازِمَانِ ذَاتِيَّانِ، لَا تَنْفَكُّ ذَاتُهُ عَنْهُمَا، وَلمْ تَزَلْ آثَارُهُمَا سَارِيَةً فِي الْوُجُودِ، مَالِئَةً لِلْمَوْجُودِ،
    وَالرَّحْمَةُ سَبَقَتِ الْغَضَبَ وَغَلَبَتْهُ،
    وَلَكِنْ لِمَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَنَيْلِهِمَا أَسْبَابٌ إِنْ لَمْ يَأْتِ بِهَا الْعَبْدُ، فَقَدْ أَغْلَقَ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ،
    وَهَذِهِ الْأَسْبَابِ هِيَ:
    الْإِنَابَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالتَّوْبَةِ النَّصُوحِ، وَالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّأَلُّهِ وَالتَّعَبُّدِ،
    فَهَلُمَّ إِلَى هَذَا السَّبَبِ الْأَجَلِّ، وَالطَّرِيقِ الْأَعْظَمِ.


    فهَلُمَّ بنا جميعًا إلى هذا السبب الأجلَّ، ولنمضي معًا بأمر الله تعالى في هذا الطريق الأعظم؛
    فلا تنازل منَّا أبدًا بعد ذلك عن بلوغ درجة الإحسان، بعون الله المستعان،
    وذلك يستدعي العمل بكل جَدّ وإخلاص، والحرص الدائم على الالتزام بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " الإحْسَانُ : أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ "






    مِنْ هُنـَــــا، وبتوفيقٍ من الرحمن الرحيم، تأتي المراقبة لله تعالى ربِّ العالمين
    في الحركات وفي السكنات، وعلى مدار اليوم واليلة وفيما تبقى من أعمارنا بحول الله وقوته.

    أسأل الله لي ولكم رجوعًا حميدًا إليه سبحانه، ومردَّاً جميلًا طيبًا إليه جلَّ في عُلاه، وسيرًا جادَّاً على طريق مراقبته وخشيته،
    وملازمة الدعاء والرجاء للرحمن الرحيم؛ طلبًا في رحمته، وابتغاءً في عفوه ومغفرته، إنه ولي ذلك ومولاه،
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    .



    ____________________
    الهوامش:
    ---------
    [1] سورة الشعراء: الآيات 9 ، 68 ، 104 ، 122 ، 140 ، 159 ، 175 ، 191.
    [2] رواه الإمام مسلم في صحيحه (2755).
    [3] المستدرك على الصحيحين للحاكم، (1/ 126) (194)، ومسند أحمد ط الرسالة (21/ 128) (13467) صحيح.
    [4] صحيح مسلم (2753).
    [5] رواه الإمام البخاري (2441).
    [6] خرجه الإمام ابن حجر العسقلاني في: الأمالي المطلقة (144)، وقال: حسن صحيح غريب.
    [7] صححه الإمام الألباني في صحيح الجامع (2762).

    المراجع:
    --------
    تفسير الوسيط، للشيخ طنطاوي رحمه الله.
    تفسير القرطبي رحمه الله.
    تفسير البغوي رحمه الله.
    تفسير السعدي رحمه الله.

    شروح الحديث: موقع الدرر السنية.
    بتصرف شديد من موضوع: سعة رحمة الله بعباده - المصدر: موقع الألوكة.
    بتصرف
    من كتاب: مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة - ابن قيم الجوزية.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد خالد المصرى; الساعة 13-04-2017, 12:12 PM.
    إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
    والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
    يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

    الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

  • #2
    رد: دلائل رحمة العزيز الرحمن ، نتـأملهـا في آيـات القــرآن

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم
    موضوع رقراق طيب

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: دلائل رحمة العزيز الرحمن ، نتـأملهـا في آيـات القــرآن

      المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم
      موضوع رقراق طيب

      بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم كل الخير
      إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
      والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
      يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

      الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

      تعليق


      • #4
        رد: دلائل رحمة العزيز الرحمن ، نتـأملهـا في آيـات القــرآن

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        ماشاء الله،
        أحسنتم أحسن الله إليكم
        موضوع طيب، نفعنا الله به
        وجعله في ميزان حسناتكم


        تعليق


        • #5
          رد: دلائل رحمة العزيز الرحمن ، نتـأملهـا في آيـات القــرآن

          المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركة
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          ماشاء الله،
          أحسنتم أحسن الله إليكم
          موضوع طيب، نفعنا الله به
          وجعله في ميزان حسناتكم


          اللهم آمين، ولكم بمثل إن شاء الله
          بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم كل الخير
          إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
          والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
          يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

          الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

          تعليق

          يعمل...
          X