إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دور الدعاة في الحث على الإنفاق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دور الدعاة في الحث على الإنفاق


    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فوجب التضافر لتدارك الخلل بين الأغنياء والفقراء، والدعوة الإسلامية بدعاتها ورجالها مأمورون أن يكون لهم قصب السبق في تحمل مسئولية الفقراء والمساكين في كل مجتمع، من باب الديانة والتقرب إلى الله اولا، ثم من باب الدعوة إلى الدين ونشر الحق بين كل شرائح المجتمع.
    وما من شك أن الدور الذي يضطلع به الدعاة الان في توزيع الصدقات وأعمال البر يحتاج إلى التريد والتدريب لتحقيق أعلى قدر من الاستفادة.
    فإذا تحملنا إطعام الفقراء لسد خلتهم وإشباع جوعتهم فأولى بنا أن نرتفق لأرواحهم من زاد الإيمان ما ينجون به يوم القيامة، وهذا لعمر الله أولى بالاهتمام.
    وطريق الدعاة إلى قلوب الناس مع الإحسان أيسر وأمضى، فالقلوب جبلت على حب من أحسن إليها، فلزم أن نعرف كيف يمكن أن نجعل المساعدات التي تقدم للفقراء والمساكين وسيلة لجذب قلوبهم لدين الله -تبارك وتعالى-.


    وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم العطاء والصدقات سبيلا لتأليف القلوب، فألف قلوب الكثير من مشركي العرب بما كان يعطيهم من الأنعام والهدايان وكان وجهه صلى الله عليه وسلم يتمعر إذا رأى من المسلمين من ظهرت عليه بوادر الجوع والمخمصة.

    ونصوص الشرع المطهر تجعل الإطعام والدعوة إليه من آكد الواجبات الاجتماعية المحققة لمقصود الإيمان، والمستجلبة لمرضاة الله، والمؤدية للنجاة يوم القيامة.
    يقول الله -تبارك وتعالى-: (
    كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴿٣٨إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ﴿٣٩فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٤٠عَنِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٤١مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣
    وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين)
    وقال عز وجل: (
    فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴿١١وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ﴿١٢فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿١٣ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ)، ومدح المؤمنين المخلصين فقال: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿٨ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا )، وذم من خصال المشركين بخلهم فقال: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴿١فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴿٢وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿٣)، وذم المتعلقين بالدنيا فقال: (لَّا ۖ بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ﴿١٧وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿١٨وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا ﴿١٩
    وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )
    وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس، افشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، وابن ماجه، والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين.
    إطعام الطعام من شعار الدين الذي يجب أن يحييه الدعاة، ويعملوا على حض الناس عليه، ويتعاونوا فيما بينهم على القيام بها كفرض كفائي لرفع المأثم عن الأمة.

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 14-11-2017, 06:47 PM.
    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

  • #2
    رد: كنا نطعم المسكين

    من أول ما يجب أن يعتني به الدعاة للاستفادة من مساعدات الفقراء والمساكين في الدعوة إلى الله أن يكون القائمون على البحث الاجتماعي وتوزيع النفقات والمساعدات والصدقات مدربين على المعاملة الحسنة والصبر على إلحاح بعض الفقراء، وعلى امتثال آداب الصدقة من السماحة والتبسم في الوجه وعدم نهر السائل واستعمال طيب الكلام عند انعدام النفقة.
    ومن شأن تصرفات بعض القائمين ععلى الصدقات أن يصد الناس عن دين الله -تبارك وتعالى-، كأن يتعامل مع الفقراء من منطلق أنهم لصوص أو مستغلون، وإغلاظ الكلام لهم ونهرهم، والتطاول عليهم بالسباب، والتكبر والتعالي عليهم، وإتباع الصدقات بالمن والأذى، وكل ذلك من شأنه أن يشوه صورة الدعاة عند الناس، وخاصة لو كانت الصدقات توزع عبر المساجد وعن طريق الدعاة.
    وقد ضرب لناا السلف أروع الأمثلة في آداب التصدق، وقد يطول المقام بذكر تلك الأمثلة، ولكننا نشير إلى أن المنصرين استخدموا الآداب الإسلامية في الإحسان إلى الناسن وجعلوا الإحسان وسيلة لتنصير الفقراء والسذج ممن الخلق، وها هي ذي أصقاع العالم تشهد مستشفيات ومراكز رعاية الفقراء واليتامى والمرضى والعجزة والمشردين، ورأينا كيف هرعت منظمات التنصير إلى الصومال وإلى البوسنة لرفع المعاناة والآلام عن المسلمين بزعم أن يسوع المسيح جاء لينقذهم.



    ثم إن الأصل في الدعاة أن ينفقوا بسخاء مما في أيديهم، وألا يخشوا الفقر والإملاق، ولا يليق أن تدخر أموال الزكاة والصدقة بزعم الإنفاق منها عند قلة المتصدقين والممولين لمشروعات الإحسان والبرن وإقتار بعض الدعاة في الإحسان إلى الفقراء من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة عكسية.
    ولا نريد أن يأتي اليوم يستقر في قلوب الناس أن الدعاة إلى الله من أبخل الناس، فليس على الإنسان من بأس أن يعطي بسخاء مما في يده، فإذا انعدمت النفقة اعتذر للناس، وهذا أرجى مما لو رأى الناس ما في يديه ثم لاحظوا بخله وإقتاره.
    وقد رجع أعرابي إلى باديته بعد أن أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين فقال لقومهك "يا قوم أسلموا! فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر". رواه مسلم وأحمد وابن حبان والبيهقي.
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال: "
    أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالا"رواه البزار والطبراني في الكبير. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئا لغد"رواه ابن حبان، وصححه الشيخ الألباني في المرجع السابق.
    كما يجب على القائمين على الصدقات أن يبحثوا ما يسد خلة القير ويعملوا على تحصيلها عبر المتصدقين، وليس بالضرورة أن يكون طعاما، فقد يحتاج الفقير إلى الملبس، وقد يحتاج إلى مصروفات تعليم أبنائه في المدارس وتجهيز ما يحتاجون إليه، وقد يحتاج مصروفات علاج باهظة.
    وهناك من الأساليب والطرق في رعاية الفقراء واليتامى والمساكين، ولكن المقصود هنا أن نوفر لهم فرصة لتعلم أحكام الدين، وأن نأمرهم بالمعروف ونعينهم على أدائه، وننهاهم عن المنكر ونعينهم على تركهن بل إن الدعاة يسستطيعون أن يقوموا بدور في دعوة الطلبة الفقراء عن طريق تنظيم مجموعات تقوية، ودروس دينية خاصة، مع الاهتمام بالأطفال، وتنشئتهم نشأة إسلامية صحيحة.

    ولن يغيب عنا أن ننبه أن كل ما يقوم به الدعاة في سبيل هؤلاء الفقراء إن هو إلا حق مكتسب لهم، وواجب على المجتمع بحيث يجب ألا يشعروا فيه بمنة على أحد لئلا تحبط أعمالهم وهم لا يشعرون.
    وقد قال الله تعالى: (
    وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ )، وقال صلى الله عليه وسلم في وصيته لمعاذ بن جبل لما أوفده إلى اليمن: "ثم أعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد غلى فقرائهم" رواه البخاري، وكان الصدقة سترد إلى أصحابها الحقيقين بها والجديرين بنوالها.
    وعلى الصعيد الفردي، فكل متصدق يستطيع أن يبذل مع الصدقة نصيحة، فيأمر الفقير بتقوى الله والمحافظة على الصلاة، ويحذره من أن يستخدم المال فيما يغضب الله كشرب الدخان ونحو ذلك، وليس علينا أنن قبل منا الناس أو أبوا، ولكن المقصود أن تتكامل أعمالنا الدعوية، غلا ندع بابا إلا ولجناه، ولا جادة إلا سلكناها، وتكلم هي الدعوة الصادقة التي تجعل حياة الداعية كلها دعوة إلى الله -تبارك وتعالى-.
    ومن المهام التي ينبغي للدعاة أن يوفروها للفقراء والمساكين: العلم الشرعي الذي ينجيهم من عذاب يوم القيامة، فمن المفيد أن تقام دروس خاصة للأرامل وفصول دراسية خاصة للأيتام وللفقراء الذين لا يجدون إلا جهدهم فيكون ذلك مدعاة لشعورهم بالدفء والحنان.


    وقد يعجز بعض الفقراء عن تحصيل العلم الشرعي، وسماع الموعظة، فمن حقه على الدعاة أن يوفروا له الكتب ومصروفات المواصلات وأشرطة الدروس والمواعظ، ولربما كان النفع والرجاء فيه أعظم من غيره، وقد قال -تبارك وتعالى-: (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ ﴿٥فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ﴿٦وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿٧وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ﴿٨وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿٩فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿١٠ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ )
    وليعلم الدعاة والناس أجمعون أن السعي على الفقراء والمساكين من أرجى القربات عند الله تعالى، فقد جعله الرسول صلى الله عليه وسلم عدل قيام الليل وصيام النهار، ثم إن لهم يوم القيامة دولة ووجاهة عند الله، ويسبقون الخلائق إلى الجنة بخمسمائة عام.
    فأجدر به ممن سبيل خير، وأخلق بالدعاة أن يكونوا أول السالكين فيه، وليكن شعارهم: (
    إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴿٩ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا )

    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
        آمين وإياكم

        الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

        تعليق

        يعمل...
        X