إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدعوة النسائية... امرأة بأمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] الدعوة النسائية... امرأة بأمة




    الدعوة النسائية .... امرأة بأمة

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
    لا شك أن للمرأة دورًا هامًا في إصلاح المجتمع وتوجيهه، ولذا فإن الإسلام أكد على أهمية إصلاح المرأة
    وتأهيلها لهذا الدور العظيم، ثم بث فيها هذه الروح الطيبة التي تدفعها إلى العمل، وذلك في عدة نصوص مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-
    "إنما النساء شقائق الرجال"صححه الألباني، وغير ذلك من النصوص التي تبين أن للمرأة دورًا في المجتمع لا بد أن تؤديه وتحرص عليه.
    والدعوة إلى الله -جل وعلا- من أعظم الأمور التي يجب على المرأة العناية بها ورعايتها،
    خاصة في هذا العصر الذي طغت فيه الفتن وتجاوزت الحد وابتعد كثير من الناس عن الدين الصحيح وانفتحوا على الغرب بما فيه من انحرافات وفساد في العقيدة والأخلاق والقيم وغيرها.



    فتعالوا معنا نبحر في أهمية هذه الدعوة وتميزها وأهدافها والمجالات التي يمكن أن تنطلق من خلالها المرأة
    للدعوة وما هي ضوابطها والآثار المترتبة عليها
    حتى تكون المرأة ليست امرأة عادية ولكن امرأة بأمة


    المحور الأول: أهمية الدعوة النسائية
    المحور الثاني: أهداف الدعوة النسائية

    المحور الثالث: نطاق الدعوة النسائية ووسائلها
    المحور الرابع: ضوابط العمل النسائي الدعوي

    المحور الخامس: الآثار المترتبة لممارسة المرأة الدعوة



    المصادر
    [مقالات متنوعة من موقع صيد الفوائد]
    -معوقات أمام المرأة في الدعوة
    -الدعوة النسائية... درجة ثانية
    -المرأة والدعوة
    [مقالات متنوعة من موقع إسلام ويب]
    -محاضرة المرأة والدعوة (2) للشيخ على بن عمر بادحدح
    -محاضرة المرأة الداعية للشيخ إبراهيم الفارس
    -المرأة المسلمة وهم الدعوة إلى الله





    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-02-2017, 08:48 PM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2
    رد: الدعوة النسائية... امرأة بأمة


    أهمية الدعوة النسائية

    ليست حكرًا على الرجال
    تظل الدعوة إلى الله تعالى من أنبل وأشرف المهن، كيف لا وهي مهمة الأنبياء والرسل الذين اصطفاهم الله من خيرة خلقه ليحملوا على عواتقهم مسئولية تبليغ هذا الدين للناس كافة؟ إن الدعوة إلى الله تعالى مجال خصب وميدان فسيح للجهاد في سبيل الله، فالمجاهد والداعية كلاهما يسلكان كل الطرق للوصول لهدف واحد.
    ويحلو لنا في بداية هذا الموضوع أن نؤكد على أن الدعوة إلى الله تعالى ليست حكرًا على الرجال كما يظن البعض؛ بل إن الدعوة مهمة الرجل والمرأة على حدٍ سواء ويكون كل منهما لبنة في صرح هذا البناء الشامخ.

    وتتبوأ المرأة في هذا الجانب موقعًا في غاية الأهمية كيف لا وهي مربية الأجيال والنواة الأولى لكل أسرة.

    ومما يؤكد لنا أهمية وضرورة ممارسة المرأة
    للدعوة وجود نصوص من الكتاب والسُنَّة تفيد اشتراك المرأة مع الرجل في خطاب التكليف قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }[آل عمران:104]،... وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ رَأى مِنكمْ مُنكرًا فَليغيِّره بيده".صححه الألباني.

    وكذا وجود نص صريح خاص بتكليف النساء بالدعوة
    كقول الله –تعالى- في حق نساء
    النبي -صلى الله عليه وسلم- {وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا}[الأحزاب:32]، وقوله أيضًا في حقهن { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}[الأحزاب:34]




    ليست درجة ثانية بل قد تتميز
    الدعوة النسائية ـ طبقا لعلماء الاجتماع والتربية ـ هي الأكثر قدرة على إصلاح المجتمع وإعادة بنائه من جديد؛ فالمرأة هي الأساس الأول الذي تقوم عليه حركة الأسرة وتطورها، حيث تزرع في أبنائها منذ سنوات عمرهم الأولى المفاهيم والأفكار التي تدير حياتهم فيما بعد، وهو ما يعنى أن الطريق لتكوين جيل مسلم يفهم إسلامه جيدا لا يمكن أن يتم سوى عبر أم مسلمة، تسهر على بناء ورعاية هذا الجيل.

    كثيرون هم الذين ظلمو وما زالو يظلمون المرأة حتى الآن، من خلال إصرارهم على ا لتعامل معها على أنها كيان تابع حتى في الدعوة إلى الله -عز وجل-، حيث يبدو اهتمام المؤسسات الرسمية الإسلامية الآن بإعداد وتكوين الداعيات أقل كثيرُا مما يجب، ولا يتم سوى في أماكن محدودة وبإمكانيات ضئيلة للغاية، على طريقة التمثيل المشرف التي ترفع شعارًا للعديد من الأمور في عالمنا العربي!
    فوجود المرأة الداعية بين بنات جنسها لا يقل أهمية عن وجود الرجل الداعية في المجتمع، وذلك لأن
    المرأة أعرف بهموم المرأة ومشاكلها واهتماماتها وما يؤثر عليها، وبالتالي تكون أجدر من الرجل في معالجة قضايا النساء ودعوتهن إلى الله.



    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: الدعوة النسائية... امرأة بأمة


      أهداف الدعوة النسائية

      وينبغي للداعية المسلمة أن تعرف أهداف دعوتها، وهذا أمر تهم معرفته، سيما للنساء الداعيات على وجه الخصوص؛ لأن تحديد الأسس والركائز والأهداف هو المنطلق الذي يمكن بعد فهمه وإدراكه تعيين الأساليب وتحديد الخطط التي توصل إلى تحقيق هذه الأهداف.
      ولا شك أن الأهداف
      كثيرة من حيث التفريع، ولكنني أجملها في أصول تجمعها بإذن الله -عز وجل-.

      (1) إحياء الإيمان وتصحيح العقيدة

      الأصل الأول: إحياء العقيدة والإيمان وتصحيح ما قد يكون من الانحرافات الشائعة والبدع الذائعة في صفوف المسلمات. ولا
      نشك أبدًا في أن ضعف الإيمان سمة قد غلبت على كثير من المسلمين ذكورًا وإناثًا، وأن ألوانًا من الانحراف قد سرت إلى مجتمعات المسلمين، ولذلك يعد هذا التصحيح وهذا التحريك والزيادة للإيمان هو أهم الأهداف والأسس والمنطلقات.
      ونرى في واقعنا
      أن هناك أموراً تفشو وتسري بين النساء أكثر من الرجال، سيما فيما يتعلق بالمعتقدات التي تتصل بالضر والنفع، فنجد بعض النساء -سيما الكبار منهن- ربما تعتقد في الحروز أو التمائم، وقد سرى -أيضاً- بين الناس أمر خطير بدأ ينتشر ويفشو، وهو ما يتعلق بالتعلق بالسحرة أو الكهنة ونحو ذلك.



      (2) تقوية الصلة بالله
      الأصل الثاني: تقوية الصلة بالله عز وجل من خلال العبادة مع رعاية تصحيحها وخلوها من الأخطاء، وتعلم أحكامها، وفهم مقاصدها، وكذلك طرائق استغلال الوقت فيما هو عائد على القلب والإيمان بالحياة والزيادة في الخير، وما هو عائد على الأجر بالزيادة عند الله سبحانه وتعالى.
      فلابد من أن يكون هناك
      تذكير للنساء المسلمات بأن عندهن من الوقت والفراغ ما ليس عند الرجال بحكم طبيعة أعمال الرجال وانشغالهم وكثرة عوارضهم ومشكلاتهم، فالمرأة في بيتها أقدر -وربما أكثر وقتاً وأكثر فسحة- على أن تقوم بتلاوة القرآن، والمواظبة على الأذكار، والمحافظة على السنن الرواتب وصلاة الضحى وصلاة الليل، فإن لها من فراغها ما يعينها على ذلك بشكل أكبر
      .ولا شك أن ركيزة العبادة من أهم
      الركائز، ولها آثارها السلوكية في حياة الفرد وفي حياة المرأة على وجه الخصوص.



      (3) الحث على فضائل الأخلاق
      الأصل الثالث: الحث والتشجيع على فضائل الأخلاق المتصلة بالمرأة المسلمة على وجه الخصوص.
      وهذا ميدان مهم وأساس ركين فيما يتعلق
      بالدعوة في صفوف المسلمات، ولابد من أن يكون هناك جهد لرسم الصورة المشرقة للمرأة في المنهج الإسلامي، وبيان أنها درة مصونة محفوظة لها شخصيتها المستقلة ومشاركتها المنضبطة وحقوقها المحفوظة ورأيها المعتبر، وكل ذلك ينبغي أن يحاط بشأن الأخلاق من الحجاب والبعد عن الاختلاط والترفع عن كل مانهى الله سبحانه وتعالى عنه بعداً واجتناباً وحيطة وحذراً، فإن هذا الجانب الأخلاقي يعد من أهم الركائز أيضاً.



      (4) تقويم طرائق التفكير وترتيب سلم الأولويات
      الأصل الرابع: تعديل وتقويم طرائق التفكير، وترتيب سلم الأولويات، وتوضيح المهمات وغير المهمات.
      فإن الفكر والتوجه العقلي هو الذي
      ينبني عليه كثير من الأعمال، ونحن نعلم أن المرأة بفطرتها وطبيعتها قد تغلب عليها عاطفتها، ثم نعلم كذلك أن هناك غزواً مكثفاً لأفكار المرأة ينشأ عن هذا الغزو تلك الأنماط من الانحرافات السلوكية.
      فإذا كان هناك تركيز في
      الدعوة النسائية على تعديل طرائق التفكير وترتيب سلم الأولويات ومعرفة المهم وغير المهم فلا شك أن صياغة هذه العقلية وتشكيلها في ضوء منهج الإسلام ومن خلال ضرب الأمثلة من سير الصحابيات والمسلمات الصالحات في تاريخ الأمة المسلمة، لا شك أن هذا سيكون له أثر كبير في التوجه النفسي، فضلاً عن أثره العظيم فيما يتعلق بالممارسة السلوكية.
      ولا شك أن هذا أمر مهم
      جداً لابد فيه من التركيز على ضرورة تميز المرأة المسلمة ولفت نظرها إلى أن ما يشاع حولها من قضايا حرية المرأة أو شخصيتها أنه في الحقيقة مسخ لتفكيرها، فإن ما يشاع اليوم وما يمنح ويقدم للمرأة المسلمة عبر مجلات ثقافية أو نواد أدبية معظمه الأكبر يتعلق بأمور تافهة، فهو يجعل المرأة لا هم لها إلا أدوات التجميل وخطوط الموضة والأزياء، وما يتعلق بالأمور الطبية من عيادات التجميل أو شد الوجه أو غير ذلك.
      وليس هذا أمراً تتميز به المرأة
      في عقلها وتفكيرها، بل ينبغي أن يرقى تفكيرها إلى أمور أهم، ولذلك فإن صياغة هذا الجانب من الأمور المهمة أيضاً.



      (5) التعريف بالأحكام الشرعية
      الأصل الخامس: التعليم والتعريف بالأحكام الشرعية المتعلقة بالنساء على وجه الخصوص، ومعرفة دقائقها ومنافعها، والتوعية بقضايا المرأة التي تنتشر في مجتمعات المسلمين، كقضية تحديد النسل، وتأخير الزواج، وتعارض الدراسة مع الزواج، والتنبيه على موقع الأسرة في بناء المجتمع المسلم وأهميتها.
      هذا التعليم والتثقيف بهذه الأحكام هو من أعظم أسس الدعوة في
      مجال المرأة المسلمة؛ لأنه في الوقت نفسه من أعظم أسباب غزوها وتشكيكها في دينها أو ضعف صلتها بمنهج ربها.
      فلابد من رعاية هذا الجانب والتعليم لهذه
      الأحكام التفصيلية في نواح شتى ليس هذا مجال ذكرها.



      (6) تعرية المنكرات وبيان مفاسدها

      الأصل السادس: تعرية المنكرات وبيان مفاسدها الاجتماعية وآثارها السلبية على المرأة نفسها.
      فإنه لابد من أن توجه الأضواء لكشف
      المعايب على المنكرات التي فشت في مجتمعات المسلمين، وإظهار أن لها آثاراً سلبية تنتقص من شخصية المرأة ومن قيمتها ومن كرامتها، إضافة إلى ما يترتب عليها بعد ذلك من آثار مادية وحسية تنال من راحتها وهدوئها، بل تنال من شرفها وعفتها، بل تنال من حياتها وأمنها.
      ونحن نعلم ما تلقاه المرأة التي
      أعرضت عن أمر الله عز وجل، سواء في مجتمعات كافرة -غربية كانت أم شرقية- أوفي مجتمعات إسلامية أعرضت عن أمر الله عز وجل نرى فيها كيف كثر الاعتداء على النساء، وكيف كثرت الجرائم.
      فهذه التعرية والتوعية من أهم ركائز وأسس
      الدعوة في صفوف النساء، ويستعان في ذلك بالإحصاءات وأحوال المجتمعات الغربية، ويركز على قضايا التبرج والاختلاط والسفر إلى الخارج، ونحو ذلك من هذه الموضوعات.



      (7) كشف مخططات الأعداء في المكر بالمرأة
      الأصل السابع: كشف مخططات الأعداء واستهدافهم للمرأة المسلمة وتوفير جهودهم وتكثيفها للمكر بها.
      وهذا جانب مهم، وعندما يثار من خلال
      دعوة النساء يكون له أثره المحمود، فإن بعض النساء تمارس كثيراً من الأخطاء وهي لا تدرك أنها تحقق مخططات الأعداء.
      ولذلك -أيضاً- مجال واسع في نصوص
      كثيرة، وفي تجارب عملية يمكن للمرأة الداعية أن تضرب بها الأمثلة، وأن تذكر الصور الحية التي حلت ووقعت في مجتمعات المسلمين لتنبه المرأة إلى هذه المخططات.



      (8) إحياء روح المشاركة والاهتمام بأحوال المسلمين
      الأصل الثامن: إحياء روح المشاركة والاهتمام بأحوال المسلمين وأوضاعهم، واستشعار الواجب نحو النصرة لهم والإصلاح لمجتمعاتهم، ومعرفة ضرورة العمل وإيجابيته وعموم متطلباته للرجل والمرأة.
      فلابد من أن يكون
      هناك ربط للمرأة بهموم مجتمعها وأمتها المسلمة، وإذا ترسخ هذا الاهتمام فإنه بالمقابل تضمر الاهتمامات التافهة السخيفة التي ليست جديرة بأن تكون مشغلة لوقت المرأة ولا مضيعة لجهدها أو مالها.
      فإن هذا الجانب عندما يسلط
      الضوء عليه، وعندما تذكر حقائقه، وعندما تتابع أخباره، وعندما تتجسد من خلاله المأساة المتعلقة بأحوال المسلمين وما يلقون من المعاناة والأذى والإجرام وتسلط الأعداء عليهم، ثم من خلال بيان ما وقع في هذه المجتمعات من مخالفات لشرع الله عز وجل، وتنكب عن الصراط المستقيم، وإعراض عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه الصورة تجسد عند المرأة المسلمة توجهاً نحو المشاركة، وأن تدرك أن عليها واجباً، وأنه لا يكتفى في هذه الأمور بدور الرجل وحده، بل لابد للمرأة من أن يكون لها دورها في صفوف بنات جنسها.



      (9) التركيز على رسالة المرأة في تربية الأبناء
      الأصل التاسع: التركيز على الرسالة الكبرى للمرأة في بيتها وتربية أبنائها وصيانة أسرتها ورعاية زوجها.
      وهذا وإن كان قد يندرج في بعض
      ما مضى إلا أنه مستقل بذاته؛ لأنه يشكل الركيزة المهمة لتلافي كثير من الأخطاء في المجتمع المسلم، والإعداد لتغيير إيجابي جذري مستمر في مستقبل الأمة المسلمة، كما أنه هو الركيزة التي استهدفها الأعداء واستطاعوا من خلال إخراج المرأة ومن خلال قضايا تحديد النسل وغيرها أن يزعزعوا هذا البنيان وهذه اللبنة والوحدة الأساسية، فتزعزعت كثير من أركان المجتمع.
      ولذلك لابد من أن نعرف أن الأسرة ركن أساسي من أهم أهداف الدعوة في
      صفوف النساء.



      (10) العمل لمواجهة التيار الغربي
      الأصل العاشر: ضرورة مواجهة التيار من خلال العمل والدعوة، وتشكيل رأي عام مواجه.
      فلابد من أن تدرك المرأة أن عليها واجباً في العمل
      والدعوة إلى الله، وأن التيار الجارف في شأن المرأة المسلمة على وجه الخصوص هو تيار تغريبي يعارض ويخالف تعاليم هذا الدين.
      وتدرك المرأة ذلك من خلال
      ضخامة هذه الموجة، فهي تعلم أن الموجة الإعلامية عبر الإذاعة المسموعة،والصورة المنظورة، والكلمة المكتوبة، والصور المطبوعة في المجلات؛ أنها كلها تشكل تياراً عنيفاً عاصفاً قوياً متعدد الوسائل عظيم الإمكانيات، لمسخ شخصية المرأة المسلمة وإبعادها عن دينها.
      هذا التيار لابد من أن تستشعر
      المرأة، وأن تركز أثناء دعوتها على أنه لابد من مواجهة هذا التيار.




      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: الدعوة النسائية... امرأة بأمة


        نطاق الدعوة النسائية ووسائلها

        المرأة ينبغي أن يكون لها حظ وافر من الدعوة، فهي لا تعدوا أن تكون بنتاً أو
        أختاً أو زوجة أو أماً، فإن كانت بنتاً فهي تدعو والديها إن احتاجا إلى ذلك، بألطف أسلوب وأرق عبارة، أسوة بأبينا إبراهيم عليه السلام لما دعا أباه. وإن كانت أختاً فهي تدعو إخوتها. وإن كانت زوجة فإن زوجها أحق بالدعوة من غيره. وإن كانت أماً فتدعو أولادها. وهذا لا يمنعها أن تكون داعية في مكان آخر حيث وجدت
        ومن أهم المجالات التي يمكن للمرأة أن تدعو فيها:-

        (1) المجال التعليمي
        تكتظ المدارس بالطالبات، وتمتلئ الجامعات بهن أيضاً، وهذه الفئة من الشابات هن أمهات المستقبل القريب، وهذا المجال التعليمي من أهم المجالات التي ينبغي أن تطرقها المرأة المسلمة الداعية، فالمُدرِّسةُ التي حباها الله عز وجل علماً وإيماناً والتزاماً لابد من أن تستشعر أن هؤلاء البنات أمانة في عنقها، وأن توجيههن وإرشادهن إلى الخير واجب لازم عليها، وأنها لابد من أن تستغل كل صورة ممكنة وكل وقت متاح للتأثير عليهن، سيما مدرسات التربية الإسلامية اللواتي يدرسن مواد الدين من توحيد وفقه وحديث وثقافة إسلامية، لابد من أن يكون هناك استغلال لهذا المجال، وأنشطة إسلامية توجه الفتيات المسلمات في مجال التعليم.



        (2) المجال الدعوي
        وأعني به مؤسسات من طبيعة عملها الدعوة، مثل قسم النساء في الإغاثة، أو قسم النساء في الندوة، أو القسم النسائي في جماعة تحفيظ القرآن، فإن هذه الأقسام من طبيعة عملها أن تقدم المحاضرات والندوات، وأن توزع الأشرطة والكتيبات، وأن تقيم الأنشطة التي تعرف بأوضاع المسلمين وما جرى لهم، والأحداث الواقعة في مواقع ومواطن شتى، هذا كله ينبغي أن تستنفذ الداعيات الجهد فيه،
        خاصة في مجال تحفيظ
        القرآن ونشره بين النساء وبذل الجهد لأن يكن مدرسات في هذه المدارس، وأن يقمن بإعداد برامج للمحاضرات والدروس العلمية، والدورات التخصصية من خلال هذه الميادين النسائية وما يلحقها من أنشطة أخرى، مثل بعض المراكز الصيفية، أو المدارس التي تعد بعض الدورات الخاصة بالنساء، والبرامج الثقافية المستمرة مثل المحاضرات الأسبوعية أو الشهرية، فهذا ميدان رحب خصب لابد من أن تبذل النساء الداعيات فيه جهداً مضاعفاً قدر المستطاع.



        (3) المجال الاجتماعي

        وأعني به بعض جمعيات النفع العام،وهذا خطاب إلى المرأة المسلمة الداعية على وجه الخصوص، فلابد من أن تشارك في هذا المجال، والجمعيات النسائية يغلب عليها أنها تهتم ببعض الظواهر البسيطة وبعض المعارض الخيرية



        (4) المجال الإعلامي
        لابد من أن تشارك المرأة في مجال الكتابة، سيما في الصحافة الإسلامية النسائية، فإن كتابة المرأة عن موضوعات المرأة أبلغ، والنساء يقرأن ما تكتبه النساء أكثر مما يقرأن ما يكتبه الرجال، فلماذا لا تشارك المرأة في هذا المجال؟ حتى من خلال تأليف الكتب والرسائل، فإن الكتابة أيضاً وسيلة إعلامية يمكن أن توصل بها المرأة الداعية كثيراً من الأفكار والتوجيهات والإرشادات إلى قطاع عريض من النساء



        (5) المجال الأسري
        وهو من أهم المجالات، وما أخرته لأنه أقل أهمية، لكن لأنه من الأمور البدهية التي نعتبر أن ممارستها لا تحتاج إلى التنصيص عليها، فالمرأة يمكن أن تكون داعية لزوجها، وكثير من النساء الصالحات ربما كان أزواجهن من المقصرين ومن الذين يضيعون أوقاتهم في السهر واللعب ومن المقصرين في أداء العبادات، ويمكن للمرأة بأسلوبها الحسن وبطريقتها الحكيمة أن تكون داعية لزوجها.
        ولاشك أن أبناءها هم أهم ميدان
        لدعوتها من خلال تربيتهم وتحفيظهم لكتاب الله عز وجل، وتحفيظهم للأذكار من صغرهم، وتعليمهم الآداب الإسلامية، وتحذيرهم من المخاطر المترتبة على الانحراف والبعد عن دين الله عز وجل، سيما النساء أو الفتيات أيضاً، فالمرأة عندما يكبر الأطفال ويصيرون شباناً ربما يكون دورها معهم أقل، ويكون دورها مع الفتيات أكبر، فلتعتن بهذا الجانب.
        حتى المنزل يمكن أن
        تجعله المرأة صورة من صور الدعوة، فلماذا لا تجعل في مجلس الضيوف حاملاً توضع فيه بعض الكتيبات وبعض النشرات المطوية، فإذا جاء الرجال إلى زوجها وجدوا هذا؟!
        وأحياناً يكثر الانتظار في بعض المناسبات، أو يمكن أن يكون
        هناك مجال للمشاركات، فلماذا -أيضاً- لا تعمل في موضع ضيافة النساء بعض الآيات أو بعض اللوحات والتذكيرات؟! ولتستخدم في ذلك بعض الأساليب مثل اللوحات الحائطية، وليست مجلة حائطية، حتى لا يقال: إنها ستحول البيت إلى مدرسة! لكن هناك صور شتى يمكن أن تلفت النظر، كأن تجعل البيت ليس فيه شيء من المحظورات الشرعية مثل التماثيل أو الصور المعلقة أو غير ذلك، فهذا كلهله أثر وانطباع في كون بيتها يمثل الدعوة أو يعكس صورة الدعوة على الآخرين.



        ومن الوسائل التي تستخدمها المرأة في الدعوة
        (1) من وسائل الدعوة للمرأة الداعية اللسان
        أول وسيلة هي: الوسيلة اللسانية، وهي أبرز وسيلة دعوية يقوم بها الرجل وتقوم بها المرأة.
        واستخدام اللسان في المجال الدعوي إما عن طريق
        الدرس، وإما عن طريق الخطابة، وإما عن طريق المحاضرة، وإما عن طريق الدعوة الفردية، وهناك طرق كثيرة جداً، وممكن أن تستفيد المرأة مما أعطاها الله سبحانه وتعالى، وتحاول قدر جهدها أن تستثمر هذا اللسان الذي وهبها الله سبحانه وتعالى في مجال الدعوة، وتستطيع أن تجعل الدروس أو المحاضرات أوغيرها في مجالات متعددة، وتستطيع أن تلقيها في مدارس البنات، وفي كلياتالبنات، وفي مدارس تحفيظ القرآن، وتستطيع أن تلقيها في الأسواق النسائية وفي التجمعات النسائية، كولائم الأعراس والعزائم وغيرها.

        إذاً: هناك مجالات
        عدة للاستفادة من الجانب اللساني بالنسبة للمرأة، ولا يلزم من هذا أن تكون المرأة عالمة، أو أن تكون المرأة مثقفة حتى تلقي محاضرة أو ندوة، بل بإمكان المرأة أن تلقي كلمات يسيرة تقرؤها من كتاب، أو قصة تفقهها وتعرفها، تستطيع أن تلقيها على مجموعة من النسوة، فتكون هذه القصة ذات أثر عظيم على هؤلاء النسوة، وبالتالي فلا يحقرن الإنسان من المعروف شيئاً مهما قل ومهما صغر، فإن هذا المعروف قد يثري ويثمر ولو لم يعلم الإنسان هذه الثمرة؛ لأنك تلقي كلاماً فقد يقع في قلب جاف فيقع موقعاً طيباً ثم يبدأ ينمو ويترعرع شيئاً فشيئاً، فكلمات يسيرة من امرأة قد يثمر امرأة صالحة طيبة.


        (2) من وسائل الدعوة للمرأة الداعية القدوة والسلوك
        كذلك من الوسائل الدعوية: القدوة والسلوك، فقد لا تستطيع المرأة أن تلقي شيئاً؛ لأنها لا تعرف الإلقاء إما حياء وخجلاً أو عدم قدرة أو عدم إمكانية، فترتبط بجوانب أخرى كقضية السلوك والقدوة الصالحة، وهذا أمر مهم جداً فيما يرتبط بالجوانب الدعوية، فإن المرأة الداعية إذا كانت قدوة في نفسها، في لباسها، في سلوكها، في كلامها، في حركاتها، في سكناتها، فإن بقية النساء سينظرن إليها على أنها فعلاً امرأة متزنة، امرأة طيبة، امرأة صالحة، امرأة عليها وقار وجلال، وبالتالي تكون قدوة لغيرها من النساء، وسيستشهد بها كثيراً وهي لا تعلم، فعندما تأتي امرأة لتعاتب ابنتها تقول لها: انظري إلى فلانة فإن فيها كذا وكذا من الأخلاق الفاضلة، وفيها كذا وكذا من السلوك الحسن، فتكون أمام نظر هذه البنت صورة هذه المرأة بسلوكها وتصرفها، فمن هنا كان للقدوة الحسنة المجال الدعوي الخصب، حتى ولو لم تشعر المرأة بأثره المباشر؛ فإن القدوة لها أثر غير مباشر بشكل بينوملحوظ.


        (3) من الوسائل الدعوية للمرأة: أن تستخدم المرأة مسألة
        توزيع
        الكتيبات والنشرات والأشرطة والهدايا..

        وغير ذلك، وهذه مسألة مثمرة ومجدية فيما يرتبط باللقاءات النسوية، ولعل هذه أمرها واضح وأمرها بين، والثمرة التي تقطف لا يستطيع إنسان أن يحصي آثارها ويحصي النتائج.


        (4) من وسائل الدعوة للمرأة الداعية التفكير
        كذلك على المرأة في الجوانب الدعوية: مسألة التفكير، قد يستغرب الإنسان كيف يكون المجال التفكيري مجالاً دعوياً؟ أقول: المرأة التي تجلس في بيتها تفكر في مجالات دعوية، وتفكر في خطط تربوية، وتفكر في مسائل إصلاحية داخل البيت، وهذا التفكير المتتابع سيجدي ويثمر بالنسبة للمرأة وفيما تفكر فيه هذه المرأة؛ لأن المرأة كثيراً ما تفكر في سفاسف الأمور، لكن إذا انتقلت إلى الجوانب المهمة وكانت عالية الهمة في ذلك، فإن هذا التفكير سيثري العمل الدعوي بالنسبة لها، فإنها قد تكتشف وسائل جديدة يناسبها هي، وقد تكتشف وسائل تربوية جديدة لأولادها ولزوجها،
        وقد يثمر هذا
        التفكير عن ابتكارات جميلة، قد يكون هذا التفكير في مجال بعيد عن الدعوة من الناحية الظاهرية، لكنه دعوي من الناحية الجوهرية، وقد تفكر في إصلاح جهاز معين فتدعو أولادها وتقول: فكروا معي في إصلاح هذا الجهاز، فكروا معي في تصميم هذا الديكور، فمشاركة الأولاد معها في التفكير يعد جانباً دعوياً.
        كذلك الاحتكاك مع الأولاد والاهتمام بهم يعد جانباً تربوياً دعوياً
        ليس باليسير، حتى إن هذا المرأة إذا أعطت هؤلاء الأولاد دفعات دعوية فيما بعد تقبلوا منها وهم مسرورون،


        (5) ومن ذلك: الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة
        كالفاكس والإنترنت مع الحذر مما فيه من الشرور، والاستعانة بمن لهم خبرة في ذلك من الدعاة .


        (6) ومن ذلك: إقامة المسابقات النافعة
        لا سيما في الاجتماعات العائلية ونحوها، ووضع جوائز مفيدة ومشجعة .


        (7) ومن ذلك: العناية بلوحات الإعلانات في الأماكن النسائية
        وتنظيمها وتجديدها كلما جد جديد ، والدال على الخير كفاعلة .



        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: الدعوة النسائية... امرأة بأمة


          ضوابط العمل النسائي الدعوي

          على المسلمة أن تراعي جملة من المسائل، وأن تلتزم بعدة ضوابط حتى يثمر عملها، وتنال ثواب ربها.
          وهناك ضوابط عامة، شرعية سلوكية واجتماعية وغيرها، تختلف باختلاف الأعمال
          الدعوية، منها ما يخص المسلمات دون المسلمين، ومنها ما يعم الجميع.

          الضوابط الشرعية:

          1- الإخلاص والصدق :
          فالله أغنى الشركاء عن الشرك، ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له،
          ومن ابتغى بعمله وجه الله بورك له فيه ورزق التوفيق، ومن عمل عملاً أشرك فيه مع الله غيره تركه وشركه.

          2- الاتباع وترك الابتداع :
          فربنا
          جل وعلا قد أكمل لنا الدين، ونبينا صلى الله عليه وسلم قد بلغ رسالة ربه، وكل عمل أحدث في الإسلام فهو رد، كما بيّن الحديث، وكل بدعة تميت سنة ولاشك. العلم بالمسألة التي تدعو إليها ومعرفة الأدلة وفهمها : لأن مسائل الشرع، لا تحتمل تغليب الظن والكلام بالرأي، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي..}[يوسف:108].

          3- الاستعانة بالله والتوكل عليه :
          وإدراك
          أن الصلاة وقيام الليل زاد الداعية، وأن الدعاء عبادة، وأن الفزع إلى الله ديدن المسلمة في كل صغيرة وكبيرة، فهذا أسوتنا صلى الله عليه وسلم في بدر نام أصحابه رضي الله عنهم وبقي صلى الله عليه وسلم يصلي تحت شجرة يتضرع حتى أصبح.
          جمع الشجاعة والخشوع لربه ** ما أحسن المحراب في المحراب!
          وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة، {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ }[الذاريات:50]؛ فإن الخير بيديه والأمر إليه، فاستعينوا به وتوكلوا عليه:
          إليه؛وإلا لا تشد الركـائب ** ومنه؛ وإلا فالمؤمل خـائب
          وفيه؛
          وإلا فالرجاء مضيع ** وعنه؛ وإلا فالمحدث كاذب

          4-
          مراعاة الضوابط الشرعية في التعامل مع الرجال :

          من التزام للباس الشرعي، وعدم الخلوة، وعدم التحدث إلا بقدر الحاجة، وعلى
          المسلمة ألا تسافر بغير محرم، ولا تخرج بغير إذن وليها، فالغاية لا تبرر الوسيلة.

          5- معرفة الثابت والمتغير في مسائل الشريعة :
          لكثرة الطوائف العاملة في حقل الدعوة، على المسلمة التمييز بين الثابت من الدين الذي لا يجوز الاختلاف فيه، وبين المتغير الذي يحل فيه الاجتهاد، ويسوغ الخلاف الناتج عنه؛ لتعرف مع من تتعامل وكيف.

          الضوابط السلوكية:

          1-
          الالتزام بما تدعو إليه :

          فأول خطوة في طريق الدعوة وأول سبب لقبولها، أن تكون قدوة حسنة، وإلا كانت منفرة لا مبشرة،
          {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}[البقرة:44].

          2- الصبر :
          يستوجب معية الله تعالى
          : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }[البقرة: 153]، وهو وصية الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم لما قرن أمره بتبليغ الدعوة بأمره بالصبر، {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ* وَلَا تَمْنُنتَسْتَكْثِرُ* وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ }[المدثر 1: 7]، ووصيته لسائر المسلمين {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }[العصر:3]، ولقمان ـ عليه السلام ـ جعله من عزم الأمور، مثل الصلاة والدعوة، والإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ذكر أربع مسائل يجب على كل مسلم تعلمها: "العلم والعمل والدعوة والصبر على الأذى فيها".

          3- الحكمة :
          وهي فعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي، فعلى الداعية إلى الله
          أن تراعي الوقت المناسب والمكان المناسب والموضوع المناسب، وأن تراعي المصالح والمفاسد، فدفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وعند تعارض المصلحتين يُنظر في أعلاهما، وعند تعارض المفسدتين تدفع أعظمهما ضرراً.

          4- لين الجانب :
          وقد وصى الله بذلك أعظم الناس خلقاً، فقال
          : {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ.. }[آل عمران:159]، وقال: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.. }[النحل:125]، بل حتى أهل الكتاب، قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.. }[العنكبوت:46]، فنفى واستثنى ليؤكد الأمر، والناس بطبعهم يقيمون الداعية بعلمه، فإن خالطوه قيموه بسلوكه، فأحبوه أو انفضوا من حوله، {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَفَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر}
          [آل عمران:159].

          5- التواضع :
          من مفاتيح القلوب وهو قبل كل شيء يزيد المسلم عند الله رفعة، وحسب الداعية ذلك.

          الضوابط الاجتماعية:

          1-
          مخالطة النساء بالقدر المناسب :
          لمعرفة طبيعتهن وما يناسبهن؛ ولأن الإنسان يأنس بمن يعرف، وقبل هذا وذاك؛
          لأن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.

          2- تنويع الخطاب :
          بين الفقه الميسر والرقائق وغير ذلك، حسب طبيعة المدعوات وحاجتهن، والحرص على بث الإيمان في صفوف النساء، وربط حياتهن كلها بالله، فذلك وحده هو الكفيل بتغيير المنكرات التي تعتري مجتمعات النساء.

          3- تفعيل المرأة :
          فتعلم أن لها دوراً لا يقوم به غيرها، في بيتها ومجتمعها، واستيعابها في برامج تستفيد من إمكاناتها وإن قلّت، فكل مسلم كائنا من كان، صغيراً أو كبيرا، رجلاً أو امرأة، عالماً أو جاهلاً، بل براً أو فاجراً، لكلٍ ثغرة يسدها، ففي الهجرة يخرج نبي الأمة صلى الله عليه وسلم وخليفته رضي الله عنه، فتموّنه الفتاة، وعائشة الطفلة، ويعاين له عبد الله الشاب، ويخفي أثره عامر بن فهيرة الراعي، وفي الخندق يعمل الجميع، سلمان يخطط، وعلي يقطع رأس من يعبر الخندق، وعبد الله بن رواحة وخوات بن جبير يتحسسان أخبار بني قريظة،حتى امرأة جابر تصنع طعاماً يبارك الله فيه فيكفي أهل الخندق، وحتى عبد الله بن الزبير الطفل يراقب من على سور الحصن، بل حتى عبد الله بن أم مكتوم الرجل الضرير يوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إدارة أمور المدينة.

          4- استنهاض الهمم:
          وإشعار المسلمات بأن عليهن من الواجبات ما يستغرق الأعمار، وإخراجهن من دائرة هموم المعاش إلى هم الأمة العام، وغمسهن في قضايا المسلمين الكبار، فلسن يعجزن من أن يجعلن لهم من دعائهن نصيبا، أو أن يربين أولادهن على حب الدين والدعوة والجهاد.

          5-
          تجميع الصفوف ونشر أدب الاختلاف :
          ولا شك أن المقصود ليس هو الاجتماع فقط، وليس كونك على شيء من حق فقط، ولكن المقصود الاجتماع على الحق، والله تعالى يقول: {َواعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ.. }[آل عمران:103]، وألا يكون التفرق لأهواء النفس وأغراض الدنيا.
          دربنا واحد فكيف افترقــــنا؟ ** لا يكن حظ نفسنا مبتغـــــانا
          نحن في الدين إخوة فلمـــاذا ** يعتلي صوتنا ويخبو أحيانا؟
          ومراد النفوس أصغر من أن ** نتعادى فيه وأن نتفـــــــانى

          ضوابط أخرى:

          1-
          الوعي :
          وعي الداعية بحاجتها إلى الله وتقصيرها في حقه، والوعي بمواضع قوتها وضعفها، والوعي بمشكلات مجتمعها، والوعي بضرورة التضحية، والوعي بمخططات الأعداء وأساليبهم، وبدور المنافقين المنبثين في المجتمع، الذي يتمضمضون بالعبارات المطاطة، فإذا ما مس جسد الأمة قرح هبوا ليعمقوا الجراح.

          2- التيسير والتدرج :
          وتلك وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لرسوليه إلى اليمن ـ معاذ وأبي موسى الأشعري ـ قال لهما: " يَسِّرا ولا تُعَسِّرا ، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا" صحيح البخاري، ولما بعث معاذاً رضي الله عنه، إلى اليمن قال له:
          "إنك ستأتي قومًا أهلَ كتابٍ ، فإذا جئتَهم فادْعُهم إلى: أن يشهدوا أن لا إلهَ إلا اللهُ ، وأن محمدًا رسولُ اللهِ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبِرْهم أن اللهَ قد فرض عليهم خمسِ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ ، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبِرْهم أن اللهَ قد فرضَ عليهم صدقةً، تؤخذُ من أغنيائِهم فتردُّ على فقرائِهم, فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإياك وكرائمَِ أموالهٍم ، واتقِ دعوةَ المظلومِ ، فإنه ليس بينَه وبين اللهِ حجابٌ صحيح البخاري

          3- اغتنام الفرص :
          فترك الفرص غصص، والفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود:
          إذا هبت رياحك فاغتنمها ** فإن لكل خافقة سكونا

          4- عدم التأثر بضعف استجابة الناس:
          {
          إِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ }[الرعد:40]، على المسلمة أن تدعو متلمسة ما يناسب من وسائل، ثم تكل أمر الناس إلى رب الناس.

          5- التفاؤل مهما اشتدت الأزمات :
          أيتها الداعية: فرّي إلى الله، وابذلي ما في وسعك، ثم تفاءلي
          :
          يا رفيق الطريق هون عليك ** لا بـــد مــــن زوال المصـــاب
          سوف يصفـو لك الزمــــــان
          ** وتأتيك ظعــــون الأحبة الغياب
          وليــــالي الأحـــزان ترحـــل ** فالأحزان مثل المسافر الجوّاب




          ولما سُئل فضيلة الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- عن عمل المرأة في الدعوة قال:

          هي كالرجل عليها الدعوة
          إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن النصوص من القرآن الكريم والسنة المطهرة تدل على ذلك وكلام أهل العلم صريح في ذلك،
          فعليها أن تدعوا إلى الله
          وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر بالآداب الشرعية التي تُطلب من الرجل، وعليها مع ذلك أن لا يثنيها عن الدعوة إلى الله الجزع وقلة الصبر، لاحتقار بعض الناس لها أو سبهم لها أو سخريتهم بها، بل عليها أن تتحمل وتصبر، ولو رأت من الناس ما يُعتبر نوعاً من السخرية والإستهزاء،
          ثم عليها أن ترعى أمرأ أخر وهو أن تكون
          مثالاً للعفة والحجاب عن الرجال الأجانب وتبتعد عن الإختلاط، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفظ من كل ما يُنكر عليها، فإن دعت الرجال دعتهم وهي متحجبة بدون خلوة بأحد منهم، وإن دعت النساء دعتهن بحكمة وأن تكون نزيهة في أخلاقها وسيرتها حتى لا يُعترض عليها، ويقلن لماذا ما بدأت بنفسها، وعليها أن تبتعد عن اللباس الذي قد تفتن الناس به، وأن تكون بعيدة عن كل أسباب الفتنة من إظهار المحاسن وخضوع في الكلام مما يُنكر عليها بل تكون العناية بالدعوة إلى الله على وجه لا يضر دينها ولا يضر سمعتها .
          الشيخ عبد العزيز بن باز في كتاب الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة ص 1010


          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
          وتولني فيمن توليت"

          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

          تعليق


          • #6
            رد: الدعوة النسائية... امرأة بأمة


            الآثار المترتبة لممارسة المرأة للدعوة

            لا بد أن يكون لجهودها آثار ملموسة ولعل تلك الجهود تتلخص في الآتي:
            1.إن عدم قيام المرأة بالدعوة يؤدي إلى الوهم واعتقاد عدم تكليف المرأة المسلمة بالدعوة.
            2.إن قيام المرأة بالدعوة يؤدي إلى انتشار العلم بصورة أوسع وأشمل.
            3.كما أن قيام المرأة بالدعوة يجعل منها رقيبة على نفسها في قولها وفعلها وحركاتها وسكناتها حتى لا يختلف القول عن العمل فتظهر مالا تبطن.
            4.إن عمل المرأة الدعوي يؤدي إلى اختفاء كثير من الممارسات الخاطئة التي أخذت طابع الظاهرة الاجتماعية في المجتمع النسائي بالذات.
            5.إن مشاركة المرأة في الدعوة يؤدي إلى إبراز المكانة الشخصية للمرأة في تعاليم الإسلام.
            6.من الآثار المهمة سد ثغرة من ثغور الإسلام؛ لحماية عرينه وتماسكه الاجتماعي، والصمود أمام الباطل الموجه ضده بعامه وشئون المرأة المسلمة خاصة.
            7.إن مشاركة المرأة المسلمة للرجل في الدعوة إلى الله مما يوجد التوازن في التوجيه واتحاد الأهداف وتضافر الجهود؛ لإخراج جيل مسلم مستنير بعلوم القرآن الكريم والسنة المطهرة مترب على الأخلاق الحسنة ويسوده التعاون والألفة والمحبة.



            وبعد أختي المسلمة
            :

            فلعل الجميع يدرك أهمية الدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن
            المنكر، والاحتساب على عامة المجتمع وعلى مختلف أصنافه وجميع أجهزته وإداراته.
            وأن العمل للدين مسئولية الجميع كل بحسبه، وأن على المسلم بوجه عام والداعية وطالب العلم على وجه الخصوص المساهمة الفعلية في خدمة الإسلام والدعوة إليه.
            وليعلم كل مسلم أنه في هذه الحياة إما أن يتقدم إلى الخير والإيمان أو يتأخر نحو المعصية والنقصان، فليس هناك وقوف أو استراحة.

            فانظري أختي الكريمة
            إلى رصيدك من الخير وما نصيبك من الاحتساب وما سهمك في
            تلك القافلة التي يقودها الأنبياء والمرسلون.
            لقد تعددت وسائل الدعوة وطرقها فأين وقع سهمك.

            فالبدار البدار والمسابقة المسابقة والتنافس التنافس في طريق الخير وسبل الحق:
            روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله
            عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "بادروا بالأعمالِ فتنًا كقطعِ الليلِ المظلمِ . يصبحُ الرجلُ مؤمنًا ويمسي كافرًا . أو يمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا . يبيعُ دينَه بعرضٍ من الدنيا
            " صحيح مسلم.



            فاركبي ركب الداعيات إلى الله بما يتاح لك على ضوابط الشرع
            قاصدة بذلك وجه الله متحلية بالإخلاص والخلق والحسن
            واعية بواقع أمتك، مواصلة للسعي على يقين أنه سيتفجر من تحت قدميك أزهار
            يفوح عطرها على العالمين
            لتكونين بحق امرأة بأمة


            في أمان الله ولا تنسونا من صالح دعائكم




            "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
            وتولني فيمن توليت"

            "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

            تعليق


            • #7
              رد: الدعوة النسائية... امرأة بأمة

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              موضوع قيم جدا
              جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

              اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

              تعليق


              • #8
                رد: الدعوة النسائية... امرأة بأمة

                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                موضوع أكثر من رائع
                جزاكم الله خيرًا، وجعله الله في ميزان حسناتكم


                تعليق


                • #9
                  رد: الدعوة النسائية... امرأة بأمة

                  جزاكم الله خيرا
                  قال الإمام الشافعي -رحمه الله -:
                  (كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي...وكلما ازددت علما زادني علما بجهلي)

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الدعوة النسائية... امرأة بأمة

                    المشاركة الأصلية بواسطة لؤلؤة باسلامي مشاهدة المشاركة
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    موضوع قيم جدا
                    جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

                    اللهم آمين وإياكم
                    بارك الله فيكم على مروركم الكريم
                    المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركة
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    موضوع أكثر من رائع
                    جزاكم الله خيرًا، وجعله الله في ميزان حسناتكم

                    اللهم آمين وإياكم
                    بارك الله فيكم على مروركم الكريم
                    المشاركة الأصلية بواسطة طالبة للعزة مشاهدة المشاركة
                    جزاكم الله خيرا
                    اللهم آمين وإياكم
                    بارك الله فيكم على مروركم الكريم

                    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                    وتولني فيمن توليت"

                    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                    تعليق


                    • #11
                      للنفع

                      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                      وتولني فيمن توليت"

                      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                      تعليق


                      • #12
                        جعله الله في ميزان حسناتكم

                        تعليق

                        يعمل...
                        X