إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من كتابات الدكتور محمد فرحات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منقول] من كتابات الدكتور محمد فرحات




    مخطئ أنت إن ظننت أن طريقك الذي اخترته حتماً سيكون مستقيماً...
    لا يا عزيزي: المسارات المستقيمة ستراها في المخططات الهندسية، و في أحلامك الوردية...
    لكن في الواقع مسارك سيكون مترعاً بالانحناءات...
    و من كثرة دورانك مع الطريق ستظن أنك لست في مسار واحد، بل عدة مسارات...
    فقط تذكر هذه الحقيقة، لأنك في بعض المنحنيات في الطريق ستظن أنك قد ضللت الطريق...
    و لن ترى بعينيك نهايةً للطريق...
    و قد تستسلم و تنيخ رواحلك، و تحط متاعك قانعاً بما وصلت إليه بعد ما استفرغت وسعك، مستسلماً لقدرك...
    لا يا صديقي....
    لا تستسلم سريعاً ...
    تلك الانحناءات هي محض ابتلاءات...
    و لن يستكمل الطريق إلا من عزم صادقاً على إنهاء الطريق...
    مهما بدا له الطريق... أو بدا له في الطريق...!!





  • #2
    رد: من كتابات الدكتور محمد فرحات


    عندما تحيط بك الهموم، وتسحق المشاغل و المشاكل صفاء نفسك....
    أول شيء تفكر فيه النفس أن تقارن بين حالها و حال من حولها...
    و كثيراً ما تحدثك عن أن فلان أفضل حالاً منك... فلان لديه كذا مما ليس لديك... لو كنت كفلان لارتحت كثيراً مما أنت فيه...


    يا صديقي:
    ليس كل من لا يتكلم بشكواه هو في حال جيد، أو أفضل حالاً منك...
    أعلم شخصياً من يستحي أن يشكوا حاله لغير ربه، و أعلم شخصياً من يخفي آلامه و مشاكله عن أقرب الناس له...
    بل أعلم من ظل سنين يخفي حتى مرضه عن أهله حتى لا يزعجهم و يكدر صفوهم...
    لا تنظر إلى ما ستره الله عن عينك، فربما لو كشفت عنك الحجب لرأيت ما لا يخطر لك ببال...
    و كلما حدثتك نفسك بتلك الأقاصيص حدثها أنت عن نعم ربك التي لا تحصى، و عن ستر ربك لعيوبك و تقصيرك...
    احذر يا صديقي من ذاك السخط الخفي:
    عندما تتظاهر نفسك بالصبر و الرضى، و هي تسحبك بنعومة نحو عوالم السخط و الغضب.
    أياك أن تنسى في زحمة البلاء أننا جميعاً مسجونون في دار البلاء...
    و سينتهي كل هذا مهما طالت السنين...
    كلنا مسجونون .... و لا نتفاوت إلا في أشكال الزنازين...!!!


    تعليق


    • #3
      رد: من كتابات الدكتور محمد فرحات


      التاجر المفلس يفتش في دفاتره القديمة....
      مقولة معروفة و شهيرة...
      لكن الأهم منها:
      أن الإنسان في لحظات الاضطراب في حياته، و عندما يبلغ ذروة الضغط النفسي و الشتات الذهني...
      يفتش تلقائياً في دفاتر حياته القديمة....
      يبحث عن ملامحه... عن ذاته... عن كيانه....
      عن عمره عندما كان الوجود جميلاً....
      عن أجمل ما أحسه و رآه...
      عن الأوقات التي كان لا يكره نفسه عندما يحدق في المرآة...!!


      لهذا نصحية:
      عندما تجد إنساناً قريباً منك صار كثير الشرود و الصمت...
      قليل الكلام...قليل الاهتمام....
      و صار ينظر كثراً لمتعلقاته القديمة...
      أو حتى يكثر النظر في صور الحياة القديمة: عندما كان الوجود مصبوغاً بالأبيض و الأسود، و تراه يتحسر كثيراً على الزمن "الجميل"....
      اعلم أنه في حال من الضغط المروع....
      و أنه في حاجة ملحة إلى استعادة الهدوء و السلام الداخلي....
      يحتاج بشدة إلى من ينفض عنه غبار الاستسلام للواقع القاتل....
      يحتاج إلى من يذكره بنفسه عندما كان رائقاً.. رائعاً...
      و يبث فيه الثقة، و الأمل، و أنه لازال كما كان : رائعاً...
      ذكره بأجمل ذكرياته، و أحلى أوقاته، و بأنه مهم في حياته...
      اعطه الرسالة:
      يا عزيزي...
      أنت لا تحتاج إلى أن تفتش في دفاترك القديمة....
      كل سطر تسطره في عمرك له وزن عندنا...
      و وجودك له أغلى قيمة...!!

      تعليق


      • #4
        رد: من كتابات الدكتور محمد فرحات



        إذا أحسست بثقل حملك، و ناء كاهلك من ثقل أهدافك...
        جرب أن تعيش قليلاً بلا هدف...
        جرب أن تكون إنساناً "بيولوجياً" محضاً، لا يفهم إلا إشباع حاجاته و حاجات من تعلقت حاجاتهم بحياته...
        جرب أن تكون إنساناً "يومياً" همه قضاء يومه، و تخطيطاته للغد لا تتعدى بعض التحسينات على ما عاشه في الأمس...
        جرب و ستعرف الفارق...
        صدقني: رغم مرارة ما تكابده من تكاليف اليوم، إلا أنك لن تطيق تلك الحياة الأخرى...
        لقد عاينت أصحاب الهمم و رأيتهم في شتى أطوار حياتهم...
        و و الله رغم ما يكابدوه من مصاعب إلا أنهم أهنأ الناس عيشاً، و أرضاهم عن النفس...
        و عاينت أصحاب الدناءات و خبرتُ حالهم...
        فما رأيت أنكد عيش منهم، و لا أبغض لحال الحياة و حال النفس...
        و يكفى أن ترى إنساناً قد شاب عارضاه، و لازال لا يعرف الطريق إلى الله...!!
        يكفي أن ترى ذاك الطاعن في السن، و لازال حائراً : ماذا يصنع بذاك الزمن !!
        بعد أن ينفض سامر الشغل، و يتفرق جمع الولد...
        يري المرء الدنيا حوله هباء...
        و يرى نفسه "لا أحد"...!!
        صدقني يا صديقي...
        طريقك الذي تبكي جراحه الآن...
        ستبتسم يوماً و أنت تدغدغ ندوبه...
        ستبتسم و أنت تتلمس تجاعيد الزمان...
        و ستنسى سخافات الطريق...
        و ستنسى عيوبه...!!






        التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 20-02-2017, 01:51 AM.

        تعليق


        • #5
          رد: من كتابات الدكتور محمد فرحات

          سيأتي عليك يوم تشعر فيه بأنك لا تريد فعل أي شيء...
          تستولي عليك رغبة جامحة في أن تستلقي على فراشك، محدقاً في السقف السرمدي...
          منهك أنت حتى النخاع، حتى إنك ما عدت تقوى على الهزل و الضحك...
          غارق حتى أذنيك في طوفان جارف من العبثية القاتلة...
          و ليس في ذهنك إلا طنين لا ينتهي:
          "أنت عملت أيه في نفسك ؟؟
          أيه فايدة كل ده؟؟؟"
          حسناً يا صديقي لا تبتأس...
          هذا طبيعي جداً لمن هو مثلك: من يعيش على أهداف لا يرى أي أمل في تحقيقها، و لا حتى الاقتراب منها...
          هذا طبيعي جداً لمن يرى أفق حياته مصبوغاً بسواد خانق...
          هذا طبيعي جداً لمن يصدم صباح مساء في ما حوله، و في من حوله، و يتعرض في كل حين لصدمة و نكبة في ما يتمسك به من معتقدات و قيم و أخلاق...
          نعم يا صديقي لا تبتأس...
          فقط أنصحك أن تقوم بعملية "فصل": انزع نفسك قليلاً من محيطك، و غير من نمط حياتك، خذ أجازة قصيرة و ابتعد عن الناس و هموم الناس، و دنيا الناس...
          و بدلاً من التحديق في السقف حدق في السماء الصافية و المياة الرائقة...
          و بعد قليل ستشعر أن الحياة بدأت تدب في أوصالك...
          و سيخفت صوت الطنين القاتل في أذنك..
          عندها تذكر....
          تذكر الحقيقة البدهية: أنك لن تخلد هنا يا صديقي...
          أنا و أنت في رحلة طويلة مملة ننتظر حط الرحال ...
          و سننسى حتماً وعثاء السفر...
          سننسى ألام الطريق... بل سننسى حتى أفراحه...!!
          تذكر أن ما تعيش عليه هو لك أولاً و أخيراً...
          قيمك و مبادئك هي "أنت" و ليس مجرد مشروع استثماري تنتظر أرباحه...!!

          تعليق


          • #6
            رد: من كتابات الدكتور محمد فرحات

            جزاك الله خيرا ، أحسنت النقل
            وجزا الله شيخنا خير الجزاء وزاده الله فقها وعملا
            لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..

            تعليق


            • #7
              رد: من كتابات الدكتور محمد فرحات

              و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
              أحسن الله إليكِ أختي
              جزاكم الله خيرًا

              تعليق


              • #8
                رد: من كتابات الدكتور محمد فرحات

                المشاركة الأصلية بواسطة المشتاقة للفردوس (ريهام) مشاهدة المشاركة
                جزاك الله خيرا ، أحسنت النقل
                وجزا الله شيخنا خير الجزاء وزاده الله فقها وعملا
                أمين و اياكم اختنا

                تعليق


                • #9
                  رد: من كتابات الدكتور محمد فرحات

                  المشاركة الأصلية بواسطة بالقرءان نحيا مشاهدة المشاركة
                  و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
                  أحسن الله إليكِ أختي
                  جزاكم الله خيرًا
                  امين و إليكم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: من كتابات الدكتور محمد فرحات


                    إذا أردت تطبيقاً واقعياً للنسبية في حياتنا...

                    فانظر لحال ذاك الرجل الذي أتاه الأذى و البلاء من أقرب الناس له...
                    أو ممن كان يرجو منهم التخفيف عنه....
                    أو ممن كان له فضل عليه...
                    هنا سترى النسبية رأي العين...
                    فقد يكون هذا الأذى هيناً جداً مقارنة بغيره من ابتلاءات الناس...
                    لكن طعم البلاء يختلف عندما يأتيك خاصة من هؤلاء الناس...!!

                    تعليق

                    يعمل...
                    X