إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

| الأصل الثاني عشر _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • | الأصل الثاني عشر _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |



    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد،
    وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد:


    الأصل الثاني عشر




    ندعوكم للتعرف على درس بعنوان

    الأصل الثاني عشر:

    مسائل متعددة من كتاب أصول السنة:



    الْقُرْآنُ كَلَامُ اَللَّهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ

    وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اَللَّهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا يَضْعُفُ أَنْ يَقُولَ: لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، فَإِنَّ كَلَامَ اَللَّهِ لَيْسَ بِبَائِنٍ مِنْهُ، وَلَيْسَ مِنْهُ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ، وَإِيَّاكَ وَمُنَاظَرَةَ مَنْ أَحْدَثَ فِيهِ، وَمَنْ قَالَ بِاللَّفْظِ وَغَيْرِهِ، وَمَنْ وَقَفَ فِيهِ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي مَخْلُوقٌ أَوْ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلَامُ اَللَّهِ فَهَذَا صَاحِبُ بِدْعَةٍ مِثْلُ مَنْ قَالَ: ( هُوَ مَخْلُوقٌ ). وَإِنَّمَا هُوَ كَلَامُ اَللَّهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ.

    ***

    الرَّجْمُ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَا وَقَدْ أَحْصَنَ

    وَالرَّجْمُ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَا وَقَدْ أَحْصَنَ إِذَا اِعْتَرَفَ أَوْ قَامَتْ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ، وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه و سلم- وَقَدْ رَجَمَتْ اَلْأَئِمَّةُ اَلرَّاشِدُونَ.

    ***

    الْجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ


    وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ قَدْ خُلِقَتَا، كَمَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ r: , دَخَلْتُ اَلْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ قَصْرًا. - ([1]) وَ , رَأَيْتُ اَلْكَوْثَرَ - ([2]) وَ , اِطَّلَعْتُ فِي اَلْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا... - ([3]) كَذَا، وَاِطَّلَعْتُ فِي اَلنَّارِ فَرَأَيْتُ ... كَذَا وَكَذَا، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمَا لَمْ تُخْلَقَا، فَهُوَ مُكَذِّبٌ بِالْقُرْآنِ وَأَحَادِيثِ رَسُولِ اَللَّهِ r، وَلَا أَحْسَبُهُ يُؤْمِنُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ.




    [1] - البخاري: النكاح (5226) , ومسلم: فضائل الصحابة (2394) , وأحمد (3/372).

    [2] - البخاري: تفسير القرآن (4964) , والترمذي: تفسير القرآن (3359) , وأحمد (3/164).

    [3] - البخاري: بدء الخلق (3241) , والترمذي: صفة جهنم (2603) , وأحمد (4/437).

    ***
    النِّفَاقُ

    وَالنِّفَاقُ هُوَ: اَلْكُفْرُ، أَنْ يَكْفُرَ بِاَللَّهِ وَيَعْبُدَ غَيْرَهُ، ويُظْهِرَ اَلْإِسْلَامَ فِي اَلْعَلَانِيَةِ، مِثْلَ اَلْمُنَافِقِينَ اَلَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اَللَّهِ -صلى الله عليه و سلم-.
    وَقَوْلُهُ -صلى الله عليه و سلم-: , ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ - ([1]) هَذَا عَلَى اَلتَّغْلِيظِ، نَرْوِيهَا كَمَا جَاءَتْ، وَلَا نُفَسِّرُهَا. وَقَوْلُهُ -صلى الله عليه و سلم-: , لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ - ([2]) وَمِثْلُ: , إِذَا اِلْتَقَى اَلْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي اَلنَّارِ - ([3]) وَمِثْلُ: , سِبَابُ اَلْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ - ([4]) وَمِثْلُ: , مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا - ([5]) وَمِثْلُ: , كُفْرٌ بِاَللَّهِ تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ - ([6]) وَنَحْوُ هَذِهِ اَلْأَحَادِيثِ مِمَّا قَدْ صَحَّ وحُفِظَ، فَإِنَّا نُسَلِّمُ لَهُ، وَإِنْ لَمْ نَعْلَمْ تَفْسِيرَهَا، وَلَا نَتَكَلَّمْ فِيهَا، وَلَا نُجَادِلْ فِيهَا، وَلَا نُفَسِّرْ هَذِهِ اَلْأَحَادِيثَ إِلَّا مِثْلَ مَا جَاءَتْ، لَا نَرُدُّهَا إِلَّا بِأَحَقَّ مِنْهَا.




    [1] - النسائي: الإيمان وشرائعه (5023).
    [2] - البخاري: العلم (121) , ومسلم: الإيمان (65) , والنسائي: تحريم الدم (4131) , وابن ماجه: الفتن (3942) , وأحمد (4/358) , والدارمي: المناسك (1921).
    [3] - البخاري: الإيمان (31) , ومسلم: الفتن وأشراط الساعة (2888) , والنسائي: تحريم الدم (4122) , وأبو داود: الفتن والملاحم (4268) , وابن ماجه: الفتن (3965) , وأحمد (5/51).
    [4] - البخاري: الإيمان (48) , ومسلم: الإيمان (64) , والترمذي: البر والصلة (1983) , والنسائي: تحريم الدم (4108) , وابن ماجه: المقدمة (69) , وأحمد (1/385).
    [5] - البخاري: الأدب (6104) , ومسلم: الإيمان (60) , والترمذي: الإيمان (2637) , وأبو داود: السنة (4687) , وأحمد (2/44) , ومالك: الجامع (1844).
    [6] - ابن ماجه: الفرائض (2744) , وأحمد (2/215).

    ***
    مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ اَلْقِبْلَةِ مُوَحِّدًايُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُسْتَغْفَرُ لَهُ

    وَمَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ اَلْقِبْلَةِ مُوَحِّدًا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُسْتَغْفَرُ لَهُ وَلَا يُحْجَبُ عَنْهُ اَلِاسْتِغْفَارُ، وَلَا تُتْرَكُ اَلصَّلَاةُ عَلَيْهِ لِذَنْبٍ أَذْنَبَهُ صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا، أَمْرُهُ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى. -دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |
    للشيخ / أحمد جلال






    تفضلوا معنا في تحميل الدرس الثاني عشر بجميع الصيغ:



    رابط الدرس على الموقع وبه جميع الجودات:
    http://way2allah.com/khotab-item-129711.htm
    رابط صوت mp3 :
    http://way2allah.com/khotab-mirror-129711-203612.htm
    رابط الجودة HD:
    http://way2allah.com/khotab-mirror-129711-203611.htm



    رابط يوتيوب:

    http://www.youtube.com/watch?v=U-P5H9W4ZWc



    رابط ساوند كلاود

    https://soundcloud.com/way2allahcom/osool11


    رابط تفريغ بصيغة PDF:


    http://way2allah.com/media/pdf/129/129711.pdf


    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة أصول لابد منها من خلال هذا الرابط

    http://way2allah.com/khotab-series-8262.htm




    لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 16-02-2017, 02:14 AM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.


  • #2
    رد: | الأصل الثاني عشر _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |


    حياكم الله وبياكم
    الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم: تفريغ:
    الأصل الثاني عشر: -دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |
    للشيخ / أحمد جلال

    سائلين الله -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسنات كل من شارك فيه

    وأن يبارك في فريق عمل التفريغ





    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين: سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
    للأسف آخر درس من الدروس المتعلقة بهذه الرسالة، وهكذا دائمًا الأوقات الطيبة الجميلة بتفوت معاكم بسرعة يارب تكونوا استفدتوا من الرسالة، وتكونوا -بفضل الله- وقفتم على كلام علمي أكاديمي قويّ من القرآن ومن السنة ومن كلام الإمام أحمد يثبِّت العقائد في نفوسنا شوية.

    معلش سامحوني الرسالة كان مختصرة نظرًا طبعًا أنا كنت مقيّد بوقت سواء وقت الحلقة اللي كان من عشرين لخمسة وعشرين دقيقة، أو عدد الحلقات اللي هما 12 حلقة ولكن لعلّ بإذن الله -تبارك وتعالى- بعد كده نعمل بقى الشرح الموسع لهذه الرسالة لإن كل أصل من هذه الأصول يحتاج منا ثلاث، أربع حلقات شرح، الحلقة لا تقل طبعًا عن ساعة فبإذن الله إن شاء الله أوعدكم قريبًا إذا شاء لله –عز وجل- يكون في شرح موسع للرسالة أكبر من كده ولكن ده طبعًا المنهج الأكاديمي إن احنا ناخد حاجة سريعة مبسطة، الشيخ الجبرين -رحمه الله- شرح الرسالة كلها في حلقة واحدة فلعلّ يكون الشرح كان مبسط شوية بس إن شاء الله أوعدكم بإذن الله إذا شاء الله قريبًا يكون في شرح أوسع من كده بإذن الله.

    الإمام أحمد كان في أصول كبيرة موجودة داخل الرسالة زي: ما يتعلق بالسنة، التمسك بما كان عليه أصحاب النبي، فضائل الصحابة، الحاجات المتعلقة بالميزان فدي احنا كنا أفردنا ليها حلقات كاملة.

    تجميع لعض المسائل الموجودة في الرسالة
    كان في بعض الأمور سريعة كده كنا محتاجين نتكلم فيها وهي المسائل بقى المتناثرة في الرسالة:
    زي المسألة المتعلقة بالقرآن أنه كلام الله –سبحانه وتعالى–، مسألة الرجم زي ما الشيخ كان بيقول، مسألة النفاق، مسألة خلق الجنة والنار، الاستغفار والصلاة على من مات من أهل القبلة موحدًا.
    فدي بقى المسائل البسيطة دي نحاول ندمجها كلها النهارده في حلقة اليوم بإذن الله –تبارك وتعالى-.





    شبهة خلق القرآن
    الأصل اللي الشيخ كان بيتكلم عليه الأولاني ده كان في أول الرسالة خالص كان يقول : "وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اَللَّهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا يَضْعُفُ أَنْ يَقُولَ: لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، فَإِنَّ كَلَامَ اَللَّهِ لَيْسَ بِبَائِنٍ مِنْهُ، وَلَيْسَ مِنْهُ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ.." إلى آخر ما قاله –رحمه الله-.
    إيه قصة القرآن كلام الله، مخلوق ولا مش مخلوق وهيفيدنا إيه الكلام دوت؟ المشكلة دي –أصلًا- قامت ليه؟

    أصلُ نشأةِ فتنةُ خلقِ القرآن
    باختصار خالص كانت فيه طائفة اسمها الجهمية، الجهمية دول كانوا بينكروا صفات الله –عزوجل-، بينكروا إن ربنا –سبحانه وتعالى- كلّم موسى، صفات الله أنكروها.
    هذه الطائفة هي أوجدت فتنة جديدة هما والمعتزلة أوجدوا مسألة إن "القرآن مخلوق"، ليه؟
    القرآن هو كلام الله، فهما قالوا لو قلنا لهم إن القرآن كلام الله، يقولك لأ، ربنا لم يتكلم أصلًا، فبالتالي طالما أن الله لم يتكلم، إذًا هذا القرآن الذي بين أيدينا مخلوق.

    بوادر الفتنة كانت على يدِ بشر المريسي
    وده طبعا كلام فاسد، هذا الكلام بدأت بوادره على يد بشر المريسي هذا المبتدع الضالّ الجهمي في خلافة هارون الرشيد.
    ولكن هارون الرشيد -كما تعلمون- كان رجلًا متسننًا، رجلًا من أهل السنة، رجل عالم بالدين، رجل عنده غيرة على دين الله –سبحانه وتعالى- فما كان أحد يستطيع أن يأتي ببدع في زمان هارون الرشيد، ولكن بدأت بودار الفتنة بكلام بشر المريسي أن القرآن مخلوق فلما وصل هذا الكلام لهارون الرشيد، قال: "إنه قد بلغني أن بشر المريسي يقول أن القرآن مخلوق. والله لئن ظفرت به لأقتلنه" بشر المريسي بعد ما سمع هذا الكلام لهارون الرشيد طبعًا هرب واختبأ وما استطاع أحد بعد هذا الكلام من هارون الرشيد إنه يتكلم في هذه الفتنة أبدًا.

    قوةُ علماءِ المسلمين في عهد الخليفة المأمون منعت تَوسُّع الفتنة
    إلى أن مات هارون الرشيد جاء بعد هارون الرشيد الخليفة المأمون وبدأت المعتزلة وهذه الفرق الضالة تقترب منه وبدأ يقتنع بفكرة إن القرآن مخلوق، وقولت لكم هي القصة كلها إن أهل السنة بيثبتوا إن الله –عز وجل- تكلم كما قال –عز وجل-: "وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً"النساء:164.
    قال الله: "مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ"البقرة:253.
    وقال الله: "وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ"الأعراف:143.
    أهل السنة يؤمنون بهذه الصفات، المعتزلة بينكروا هذه الصفات فالقضية قضية عقيدة متعلقة بالله –سبحانه وتعالى-؛ فجاء المأمون فاعتقد بما يقول هؤلاء الجهمية والمعتزلة ولكن نظرًا لقوة علماء السنة اللي أخذوه في زمان هارون الرشيد ما استطاع المأمون في هذا الوقت إنه يظهر هذا الأمر ولكن سمح للمبتدعة إن هما يبدأوا الكلام في هذه القضية.

    تمهيد المعتصم لظهور فتنة خلق القرآن
    جاء من وراءه المعتصم، بعد ما مات المأمون جاء من وراءه المعتصم فكان المعتصم يأتي بالعلماء يسألهم، ها القرآن كلام الله ولا مخلوق؟ فإذا قال أحد العلماء أن القرآن كلام الله كان يأخذه ويحبسه وقد يقتله وقد يعذبه لحد ماظهرت البدع جدًا في زمان الواثق.

    والواثق مر بمرحلتين:
    1. بلوغ فتنة خلق القرآن أشُدَّها في عهد الواثق
    المرحلة الطويلة من حياته هي مرحلة عزّ الفتنة، اللي كان بيختبر بقى فيها الناس بينزل جنوده كده يختبروا كده الناس القرآن كلام الله ولا مخلوق؟ فكان يقتل ويؤذي ويحرق، فعل الأفاعيل الواثق في هذه الفتنة.
    2. وافت المنيَّة الواثق قبل أن ينشر أن القرآن كلام الله
    لآخر زمانه حدثت المناظرة اللي احنا اتكلمنا عنهم في قول الإمام أحمد -رحمه الله- وهو يقول: " وَتَرْكُ اَلْمِرَاءِ وَالْجِدَالِ وَالْخُصُومَاتِ فِي اَلدِّينِ"، حصلت المناظرة لما جاب حد من العلماء كان مسجون وقال له ناظر أحمد بن أبي دُؤَاد وده كان في آخر حياة الواثق بعد ما عذب من عذب وقتل من قتل وآذى من آذى وهجّر من هجّر.
    في آخر خلافته بقى حدثت المناظرة دي -اللي أنا ذكرتها لكم في ثالث درس تقريبًا-، بدأ الواثق يغير كلامه ولكن قبل أن يبدأ في مسألة نشر أن القرآن كلام الله كان وافته المنية، مات الواثق.
    جاء من وراءه المتوكل، والمتوكل خالف بقى كل الأئمة اللي كانوا قبله، سبحان الله!

    أجمع أهل التاريخ أن الله نصر هذا الدين بثلاث:
    1. بأبي بكر في حروب الردة ؛
    2. وبعمر بن عبد العزيز في رد مظالم بني أمية ؛
    3. وبالمتوكل في نشره السنة.

    انتهاء فتنةُ خلق القرآن في عهد المتوكل
    خرَّج كل العلماء من السجون -جزاه الله خيرًا- وأمر العلماء بنشر السنة، ومنع الكلام في قضية خلق القرآن، وبدأ العلماء ينتشروا في كل مكان حتى رسُخت قلوب الناس في قضية القرآن وكانوا يقولون أن القرآن كلام الله؛ فجزاه الله خيرًا عما فعل. وكان يُعظِّم العلماء ويقدرهم وكانت للإمام أحمد عنده مكانة عالية جدًا -رحمه الله-.

    الأدلة على أن القرآن كلام الله
    1. من القرآن
    - القرآن كلام الله، الله -سبحانه وتعالى- يقول في كتابه: "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ"التوبة:6.
    - قال الله –سبحانه وتعالى-: "وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ"البقرة:75، فنحن نؤمن أن القرآن كلام الله -سبحانه وتعالى-.

    2. من السُّنَّة
    - كذلك أيضًا: ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: "ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي؟ فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي" أثبته ابن تيمية، نص واضح من النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذه الجزئية.
    - وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يقرأ عليهم ويقول هذا كلام الله، وكان يقول: "إِنَّكُمْ لَنْ تَرْجِعُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ بِمِثْلِ أَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ" ضعَّفه الألباني، يعني كلام الله –سبحانه وتعالى-.
    وكان عمر –رضي الله عنه- يقول: "إن هذا القرآن كلام الله فضعوه في مواضعه"

    ثم بعد ذلك الإمام أحمد -رحمه الله- جاء بأصل آخر وهو يقول: "وَالرَّجْمُ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَا وَقَدْ أَحْصَنَ إِذَا اِعْتَرَفَ أَوْ قَامَتْ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ، وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ رَجَمَتْ اَلْأَئِمَّةُ اَلرَّاشِدُونَ"

    لماذا وُضِعت مسألةُ رجم الزاني المُحصن في هذا الموضع؟
    حد يسأل ويقولي طب يا شيخ مسألة الرجم على من زنى دي مسألة فقهية يعني تتحط في كتب الفقه في باب الحدود، انت جايبها هنا ليه؟ الإمام أحمد ذكر المسألة دي هنا ليه؟
    هي القضية على فكرة مش قضية الرجم، الإمام أحمد لما ذكر هذه المسألة المسألة دي آه مسألة فقهية.

    ولكن ليه الإمام أحمد يضع هذه المسألة الفقهية في جانب الإعتقاد؟
    نظرًا لإن المسألة مش قائمة على الرجم، ولكن المسألة قائمة للرد على الفرَق الضالة التي أنكرت سنة النبي –صلى الله عليه وسلم-.
    المعتزلة –مثلًا-: أنكروا الرجم وأنكروا الأحاديث التي وردت في الرجم فالإمام أحمد بيرد على المدرسة دي التي أنكرت الأحاديث.
    المعتزلة قالوا: إن هذا الإنسان الذي زنى سواء كان مُحصن، غير مُحصن احنا لنا القرآن ملناش دعوة بالسنة، القرآن عندنا بيقول إن هو يجلد، القرآن مفيش فيه رجم.
    جميل، وهي دي القضية الإمام أحمد لما قال هذا الكلام مش من باب إنه بيتكلم عن حكم فقهي وإنما بيتكلم عن مسألة ردت أحاديث النبي –صلى الله عليه وسلم- ومن الأحاديث التي ردتها الأحاديث التي فيها رجم النبي –صلى الله عليه وسلم- لمن وقع في الزنى وهو متزوج.




    ثبوت حكم الرجم من النبي قولًا وفعلًا
    قال الإمام: " وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -" رجم النبي –صلى الله عليه وسلم- هذا الحكم الثابت عن رسول الله قولًا وفعلًا.

    أما قولًا:
    فمنه قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "خذوا عنِّي قد جعلَ اللهُ لهنَّ سبيلًا البكرُ بالبكرِ.." أي من زني ببكر وهو بكر ".. جلدُ مائةٍ وتغريبُ سنةٍ.."، ومن زنى وهو ثيب فالرجم "..والثَّيبُ بالثَّيبِ جَلدُ مائةٍ والرَّجمُ" صححه الألباني، كما قال –صلى الله عليه وسلم- الحديث في صحيح مسلم.

    وثبت أيضًا في الصحيحين:
    " جاء ماعزُ بنُ مالكٍ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فقال : يا رسولَ اللهِ ! طهِّرني . فقال "ويحك ! ارجع فاستغفرِ اللهَ وتُبْ إليهِ" قال : فرجع غيرَ بعيدٍ . ثم جاء فقال : يا رسولَ اللهِ ! طهِّرْني . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ "ويحك ! ارجع فاستغفرِ اللهَ وتب إليهِ" قال : فرجع غيرَ بعيدٍ . ثم جاء فقال : يا رسولَ اللهِ ! طهِّرْني . فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مثلَ ذلك . حتى إذا كانت الرابعةُ قال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( فيم أُطَهِّرُكَ ؟ ) فقال : من الزنى . فسأل رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ "أَبِهِ جنونٌ ؟" فأُخْبِرَ أنَّهُ ليس بمجنونٍ . فقال "أَشَرِبَ خمرًا ؟" فقام رجلٌ فاستنكهَه.."شم بقه،"..فلم يجد منهُ ريحَ خمرٍ. قال : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ( أزنيتَ ؟ ) فقال : نعم . فأمرَ بهِ فرُجِمَ" صحيح مسلم.

    وثبت أيضًا:
    أن النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث الغامدية أنها جاءت إلى رسول الله قالت إني أذنبت ذنبًا فطهرني، قال: ارجعي فاستغفري الله قالت: لعلك تريد أن تردني كما رددت مالك، يا رسول الله إنني زنيت فأقام النبي –صلى الله عليه وسلم- عليها الحد فرجمها. "جاءتِ الغامديَّةُ فقالت: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي قد زَنَيْتُ، وأَنا أريدُ أن تطَهِّرَني، وأنَّهُ ردَّها، فلمَّا كانَ الغدُ قالت: يا نبيَّ اللَّهِ لِمَ تردُّني فلعلَّكَ تريدُ أن تردَّني كما رددتَ ماعزًا، فواللَّهِ إنِّي لحبلى... ثمَّ أمرَ بِها فحفرَ لَها إلى صدرِها، وأمرَ النَّاسَ أن يرموا.." صححه ابن عبد البر.

    كذلك أيضًا ثبت من حديث الشريد بن سويد -رحمه الله- قال: رُجمت امرأة في زمن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فلما فرغنا منها جئت للنبي –صلى الله عليه وسلم- فقلنا يا رسول الله لقد رجمناها فقال: "الرَّجمُ كفارةُ ما صنعتَ" صححه الألباني، فالشيخ هنا مش بيتكلم على جزئية الرجمولكن بيتكلم أن هذه المسألة وردت عن رسول الله لا نردها كما فعلت المعتزلة لإن الأحاديث -كما ذكرنا في الأصل رقم أربعة- إن سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- نقبلها ونعمل بها طالما أنها صحت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

    مسألة خلق الجنة والنار
    ثم قال الشيخ –رحمه الله–: "وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ.." هذه أيضًا من المسائل اللي طرحها الشيخ "وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ قَدْ خُلِقَتَاكَمَا جَاءَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَخَلْتُ الْجنَّة فَرَأَيْت قصرا وَرَأَيْت الْكَوْثَر واطلعت فِي الْجنَّة فَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا كَذَا واطلعت فِي النَّار فَرَأَيْت كَذَا وَكَذَا فَمن زعم أَنَّهُمَا لم تخلقا فَهُوَ مكذب بِالْقُرْآنِ وَأَحَادِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا أَحْسبهُ يُؤمن بِالْجنَّةِ وَالنَّار"

    المسألة دي بيرد فيها الإمام أحمد على المعتزلة والقدرية لأنهم يقولون إن الجنة والنار لم تخلقا بعد وإنما ينشئهما الله –سبحانه وتعالى- يوم القيامة.
    برده المسألة مش متعلقة بالجنة والنار، وخلق الجنة والنار دي مسائل بالنسبة لنا مش مسائل كبيرة ولكن هي القضية قضية: ردَّ الأحاديث التي وردتعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

    المرة دي المعتزلة ردوا بقى آيات من القرآن ذات نفسها:
    الله –سبحانه وتعالى- يقول: "وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ"آل عمران:133، "أُعِدَّتْ" يبقى هي مخلوقة.
    قال الله -سبحانه وتعالى-: "سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ"الحديد:21.
    قال الله –تبارك وتعالى-: "فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ..." أُعدت، أُعدت بالمُضيّ "أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ"البقرة:24.
    وقال ربنا –تبارك وتعالى- في قصة الإسراء والمعراج: "عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى"النجم:14:15.

    من الأحاديث الدالة على أن الجنة والنار مخلوقتان
    الآيات واضحة على أن هذه المسألة بهذه الصورة.
    - النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث: " نمتُ فرأيتُني في الجنَّةِ.." النبي رأى الجنة، ورؤيا الأنبياء وحي، فدخل النبي الجنة قال: ".. فسَمِعْتُ صوتَ قارئٍ يقرأُ فقُلتُ مَن هذا فقالوا : هذا حارثةُ بنُ النُّعمانِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ كذلكَ البِرُّ كذلكَ البِرُّ وَكانَ أبرَّ النَّاسِ بأمِّهِ." صححه الوادعي، النبي دخل الجنة وسمع فيها صوت قراءة.
    - في الحديث الآخر: دخلت الجنة فسمعت فيها صوت خشخشة نعل،قلت: من هذا؟ قالوا: هذا بلال المؤذن "..ثم سمعتُ خَشْخَشَةً أمامي. فإذا بلالٌ" صحيح مسلم.
    - النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: دخلت الجنة فرأيت فيها قصرًا، فقلت: لمن هذا؟ قالوا: لعمر. "..أتيتُ على قَصرٍ من ذهَبٍ مرتفِعٍ مشرفٍ فقلتُ لِمَن هذا القصرُ قالوا لرجلٍ منَ العرب قلتُ أنا عربيٌّ لمن هذا القصرُ قالوا لرجلٍ منَ المسلمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ قلتُ فأنا محمَّدٌ لمن هذا القصرُ قالوا لعمرَ بنِ الخطَّابِ.." صحيح مسلم.
    - قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: " أريتُ الجنةَ. فرأيتُ امرأةَ أبي طلحةَ.." صحيح مسلم..
    - كذلك أيضًا النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "اشتَكَتِ النارُ إلى ربها ، فقالتْ : ربِّ أكلَ بعضي بعضًا ، فأذِنَ لها بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشتاءِ ونَفَسٍ في الصيفِ ، فأشدُّ ما تجدونَ من الحرِّ ، وأشدُّ ما تجدون من الزَّمْهَرِيرِ."صحيح البخاريده دليل إن النار موجودة.
    - وفي صحيح مسلم أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال كما في حديث أبي هريرة: "كنا مع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . إذ سمع وجبةً.." وجبة دي يعني كده، سقطة، حاجة وقعت "..فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " تدرون ما هذا ؟ " قال قلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال " هذا حجرٌ رُمِيَ به في النارِ منذ سبعينَ خريفًا . فهو يهوي في النارِ الآنَ ، حتى انتهى إلى قعرِها"صحيح مسلم، الصوت ده صوت حجر أُلقي في جهنم.
    هذه الأحاديث وغيرها يا ترى احنا نعمل فيها إيه؟ نعمل فيها إيه؟ نردها علشان المعتزلة مفهموش هذه الأحاديث؟

    - وقال النبي –صلى الله عليه وسلم- : "إني رأيت الجنة" وهو بيصلي ذات يوم في الصلاة فتقدم ثم تأخر"...قالَ إنِّي رأيتُ الجنَّةَ - أُرِيتُ الجنَّةَ - فتَناولتُ منْها عنقودًا ولو أخذتُهُ لأَكلتُم منْهُ ما بقيَتِ الدُّنيا.."صححه الألباني..

    هذه الأحاديث وغيرها، وقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "مَن قالَ : سُبحانَ اللَّهِ العظيمِ وبحمدِهِ ، غُرِسَت لَهُ نَخلةٌ في الجنَّةِ"صححه الألباني.
    هذه الأحاديث تدل أن الجنة والنار مخلوقتان خلقهما الله –سبحانه وتعالى- وهذا ما يدين به أهل السنة والجماعة.

    مسألة النفاق
    آخر أصل معانا، يقول فيه الإمام أحمد –رحمه الله-: " وَالنِّفَاقُ هُوَ: اَلْكُفْرُ، أَنْ يَكْفُرَ بِاَللَّهِ وَيَعْبُدَ غَيْرَهُ، ويُظْهِرَ اَلْإِسْلَامَ فِي اَلْعَلَانِيَةِ، مِثْلَ اَلْمُنَافِقِينَ اَلَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اَللَّهِ. َقَوْلُهُ :ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ هَذَا عَلَى اَلتَّغْلِيظِ، نَرْوِيهَا كَمَا جَاءَتْ، وَلَا نُفَسِّرُهَا. وَقَوْلُهُ: لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ وَمِثْلُ: إِذَا اِلْتَقَى اَلْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي اَلنَّارِ وَمِثْلُ: سِبَابُ اَلْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ وَمِثْلُ: مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا وَمِثْلُ: كُفْرٌ بِاَللَّهِ تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ وَنَحْوُ هَذِهِ اَلْأَحَادِيثِ مِمَّا قَدْ صَحَّ وحُفِظَ، فَإِنَّا نُسَلِّمُ لَهُ، وَإِنْ لَمْ نَعْلَمْ تَفْسِيرَهَا، وَلَا نَتَكَلَّمْ فِيهَا، وَلَا نُجَادِلْ فِيهَا، وَلَا نُفَسِّرْ هَذِهِ اَلْأَحَادِيثَ إِلَّا مِثْلَ مَا جَاءَتْ، لَا نَرُدُّهَا إِلَّا بِأَحَقَّ مِنْهَا."
    هذا الأصل بيتكلم فيه الشيخ على مسألة في غاية الأهمية، مسألة النفاق وأنواعه، مسألة النفاق الأكبر والنفاق الأصغر وغير ذلك، أو النفاق العقدي والنفاق العملي. وهنحاول بقدر المستطاع إن احنا نبسط المسألة خالص.

    أصل كلمة نفاق
    بصوا النفاق أولًا مأخوذ من النافيقاء وهو جحر اليربوع، وكان اليربوع دايمًا لما بيحفر لنفسه جحر كان يعمل فتحة هو بيخش منها ويعمل فتحتين، ثلاثة فتحات أخرى، ليه؟ علشان لو حد في يوم من الأيام دخل عليه الفتحة دي يبقى هو ليه مخرج تاني يخرج منه وده حال النفاق دايمًا، أو المنافق دايمًا إنه بيخش الإسلام بالقول وبالفعل فلو جه في يوم من الأيام اتزنق يبقى عنده أي مخرج ممكن يخرج منه.

    أنواع النفاق
    النبي –صلى الله عليه وسلم- أو علماؤنا لما جم يتكلموا عن النفاق قالوا النفاق عندنا نوعين:
    1- فيه النفاق الأولاني: وهو النفاق الأكبر، أو النفاق الاعتقادي
    وده اللي الشيخ بيتكلم عليه وهو بيقول: " أَنْ يَكْفُرَ بِاَللَّهِ وَيَعْبُدَ غَيْرَهُ، ويُظْهِرَ اَلْإِسْلَامَ فِي اَلْعَلَانِيَةِ، مِثْلَ اَلْمُنَافِقِينَ اَلَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اَللَّهِ."
    هذا النفاق زي عبد الله بن أُبيّ بن سلول هذا الرجل ما آمن بالله عز وجل، كان يظهر أنه مسلم، يظهر أنه مع المسلمين ولكن في الباطن كان محاربًا لله ومحاربًا لرسوله –صلى الله عليه وسلم-.




    صور النفاق الأكبر
    وهذا النفاق الأكبر له صور منها:
    1. أن يظهر المرء الإسلام ويبطن الكفر
    فمثل هذا لايؤمن بالله أصلًا ولا باليوم الآخر، زي عبد الله بن أُبيّ بن سلول كما قلت لكم ودول أغلب المنافقين اللي كانوا موجودين في زمن النبي –صلى الله عليه وسلم- هما كان ممكن يخرجوا مع النبي –صلى الله عليه وسلم- في الجهاد وهم يعاونون أهل الكفر على أهل الإسلام، زي ما حصل مثلًا من عبد الله بن أُبيّ بن سلول لما تعاون مع اليهود، يهود بنو النضير على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

    الصورة الثانية من أنواع هذا النفاق الأكبر أو النفاق الاعتقادي هي:
    2. الاستهزاء والسخرية بالله، أو برسوله، أو بأصل من أصول الدين
    مثل أن يسخر بآية من آيات الله أو يسخر بأحاديث رسول الله الصحيحة الثابتة عنه.
    ومن هذا قول الله -سبحانه وتعالى-: "وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ*لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم..." متعتذروش أنتم كفرتم أصلًا "...بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ"التوبة:65:66.

    كذلك –أيضًا- من صور هذا النفاق:
    1. التولي والإعراض عن حكم الله
    فهو لا يريد لشريعة الله أن تحكم في الأرض ويكره ذلك ويحارب ذلك وأي حد يقول شريعة يُحَارب هذا -والعياذ بالله- من النفاق الإعتقادي "إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ..."النور:51، كما قال الله –عز وجل- في الآية الأخرى "رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً"النساء:61.
    كذلك أيضًا:
    2. مظاهرة الكافرين على المؤمنين والعياذ بالله وكراهية نصرة المؤمنين
    فهو والعياذ بالله يبغض انتصار المسلمين في أي مكان ويكره ذلك، ويحارب من يرفع راية التوحيد في أي مكان، ويوالي أعداء الدين.
    زي مثلًا -والعياذ بالله-:
    - أهل النفاق في زمنّا الشيعة مثلًا الذين مثلًا عاونوا الأمريكان على أهل السنة
    - أو مثلًا -والعياذ بالله- من أهل السنة الذين تعاونوا مع الأمريكان على دخول العراق أو على دخول بلاد المسلمين.
    - زي ما فعل مثلًا -والعياذ بالله- بشار في إنه يجيب الروس علشان يقتلوا المسلمين رجالًا ونساءًا وأطفالًا في سوريا، هذا -والعياذ بالله- من النفاق الأكبر.

    كذلك أيضًا:
    3. تكذيب كل ما جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم- أو بعضه
    كأن يكذب القرآن أو يكذب السنة أو يكره الآذان أو غير ذلك.

    كذلك أيضًا من النفاق الأكبر اللي الشيخ بيتكلم عنه، النفاق الاعتقادي
    4. بُغض ما جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم- أو بعضه
    مثل أن يقول أنا أُبغض الحجاب، ده نفاق أكبر والعياذ بالله، اللي يقول مثلًا أنا أُبغض الآذان، أنا أُبغض الصلاة، أنا أُبغض الصيام.
    فمن بغض شيئًا فعله النبي –صلى الله عليه وسلم- أو جاء به وهو معلوم من الدين بالضرورة هذا -والعياذ بالله- من النفاق الاعتقادي، النفاق الأكبر اللي النبي –صلى الله عليه وسلم- حذّر منه وقال في شأن أصحابه أنهم يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار.

    ثم ذكر الشيخ بعد ذلك نوع آخر من أنواع النفاق وهو:
    2- النفاق الأصغر
    إيه النفاق الأصغر ده؟ إن الإنسان يفعل فعل فيه تشبه بهؤلاء المنافقين أصحاب النفاق الأكبر.
    كما قال الشيخ: " قَوْلُهُ :ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ هَذَا عَلَى اَلتَّغْلِيظِ" ده مش صاحبه منافق زي عبد الله بن أُبيّ بن سلول ولكن ده على سبيل التغليظ، ده بيغلظ مينفعش المسلم يكذب، مينفعش إنه يخون العهد، مينفعش -والعياذ بالله- إنه يغدر، دي صفات للمنافقين مينفعش المسلم إنه يفعل هذه الصفات.

    النوع الثاني اللي الشيخ بيتكلم عنه هو النفاق العملي أو النفاق الأصغر وهو: أن يتشبه بالمنافقين في عمل يعملونه.
    قال –صلى الله عليه وسلم-: " ثلاثٌ مَن كنَّ فيهِ فهوَ منافقٌ ، وإنْ صام وصلَّى ، وحجَّ واعتمرَ ، وقال إنِّي مسلِمٌ : إذا حدَّث كذَب ، وإذا وعدَ أخلفَ ، وإذا ائْتُمنَ خانَ "حسن لغير الألباني، ليه؟ لإنه تشبه بصفات المنافقين والعياذ بالله.

    وقول النبي –صلى الله عليه وسلم- في الصحيحن: " أربعٌ من كن فيه كان منافقًا خالصًا . ومن كانت فيه خلةٌ منهن كانت فيه خلةٌ من نفاقٍ. حتى يدعَها: إذا حدث كذب. وإذا عاهد غدر. وإذا وعد أخلف. وإذا خاصم فجر"صحيح مسلم.
    الإمام أحمد –رحمه الله- بيقول إن الأحاديث دي على التغليظ يعني صاحبها مش منافق، مش في الدرك الأسفل من النار، لا هو مسلم وهو مؤمن، هو موحد، هو طائع، هو عابد لله –سبحانه وتعالى- ولكن الصفات دي مينفعش تكون فيه.
    زي ما النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تَرجِعوا بَعدي كُفَّارًا ، يَضرِبُ بَعضُكم رقابَ بَعضٍ.." صححه الألباني معنى كده إن لو اقتتل مسلمان إن الاتنين كفار؟ لأ هما مش كفار، ولكن ده فعل الكفار مش فعل المسلمين

    "من حلف بغيرِ اللهِ فقد كفرَ أو أشرك"صححه ابن باز معنى كده إن اللي قال مرة والنبي أو قال مرة وحياة أبوك ده معناه أنه كافر؟ لأ هو مش كافر ولكن فَعَلَ فِعْل من أفعال الكفار.

    قال الشيخ: "هَذِهِ اَلْأَحَادِيثِ مِمَّا قَدْ صَحَّ وحُفِظَ، فَإِنَّا نُسَلِّمُ لَهُ، وَإِنْ لَمْ نَعْلَمْ تَفْسِيرَهَا، وَلَا نَتَكَلَّمْ فِيهَا، وَلَا نُجَادِلْ فِيهَا" ويقول إن هذه الأحاديث خرجت مخرج التغليظ.

    الإمام الخطابي -رحمه الله- بيقول: "خرجت هذه الأحاديث على سبيل الإنذار للمرء المسلم، والتحذير له أن يعتاد هذه الخصال حتى لا تفضي به إلى النفاق"
    فالعلماء هنا قالوا لنا إيه؟ بصوا وخدوا بالكم ثلاث من كن فيه، وأربع من كن فيه، اللي هي خصال المنافق دي معناها إيه؟
    الإمام أحمد بيقول إن ده معناه إن النبي قال ده على سبيل التغليظ علشان محدش يعمل كده، الإمام الخطابي قال لأ، خد بالك ده هو النبي قال محدش يعمل ده لإنه لو فضل يعمل ده ومداوم على ده ده هيوصله في نهاية الأمر إنه -والعياذ بالله- تُفضي به إلى النفاق.

    ختم الإمام أحمد رسالته بفتح باب الأمل وفتح باب رحمة الله لعباده
    آخر أصل من الأصول اللي الإمام أحمد اتكلم عنها وهو قوله: "وَمَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ اَلْقِبْلَةِ مُوَحِّدًا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُسْتَغْفَرُ لَهُ وَلَا يُحْجَبُ عَنْهُ اَلِاسْتِغْفَارُ، وَلَا تُتْرَكُ اَلصَّلَاةُ عَلَيْهِ لِذَنْبٍ أَذْنَبَهُ صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا، أَمْرُهُ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى."
    الشيخ –رحمه الله- بيختم آخر رسالة من رسائل الاعتقاد أو آخر أصل من أصول هذه الرسالة بفتح باب الأمل، وفتح باب الرحمة، وفتح باب رحمة ربنا –عز وجل- لمن مات من أهل القبلة أن يُصلى عليه ويُستغفر له حتى وإن كان على ذنب.




    مسألة الصلاة على من مات من أهل القبلة موحدًا
    كذلك أيضًا من الأصول اللي ذكرها الشيخ قال: "وَمَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ اَلْقِبْلَةِ مُوَحِّدًا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُسْتَغْفَرُ لَهُ وَلَا يُحْجَبُ عَنْهُ اَلِاسْتِغْفَارُ، وَلَا تُتْرَكُ اَلصَّلَاةُ عَلَيْهِ لِذَنْبٍ أَذْنَبَهُ صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا، أَمْرُهُ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى."
    ده كلام الإمام أحمد وده اللي بيختم بيه الرسالة، فيقول –رحمه الله- إن من مات من أهل القبلة نصلى عليه، ونستغفر له.

    لماذا وُضع هذا الأصل هنا مع أن موقعه باب الجنائز؟
    حد يقولي طب الصلاة على الميت في كتب الفقه في باب الجنائز!
    أقوله لأ ما هو الشيخ مبيتكلمش في ده، ولكن:
    - بيرد على المعتزلة اللي قالوا إن اللي ارتكب كبيرة مصيره جهنم منصليش عليه.
    - وبيرد على الخوارج اللي قالوا اللي وقع في كبيرة فهو خالد مخلد في النار، وحجبوا عن المسلمين أن يُستغفر لهم وأن يُصلى عليهم.
    التكفيرين كده، التكفيرين دايمًا كده، أي حاجة متعلق بباب رحمة هما بيقفلوها في وش الناس فالإمام أحمد بيفتح الباب –رحمه الله-.

    الأدلة على هذا الأصل من أقوال العلماء
    وأصبحت هذه المسألة من المسائل اللي وضعها أهل السنة في كتبهم، في كتب العقائد بالذات.
    1. قال أبو الحسن الأشعري في الإبانة: "وندين لله عز وجل بالصلاة على مات من أهل القبلة برّهم وفاجرهم" البر والفاجر هنصلي عليه.
    2. وقال البربهاري: "والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة" سنة، قال: "الزانية والزاني والذي يقتل نفسه وغيرهم من أهل القبلة والسكران" اللي مات سكران هنصلي عليه.
    3. وقال الطحاوي : "ونرى الصلاة خلف كل برّ وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم".
    4. وكان الحسن –رحمه الله- يقول: "إذا قال الواحد لا إله إلا الله نصلي عليه".
    5. وقال ربيعة: "إذا عرف الله فالصلاة عليه حق".
    6. وقال أبو إسحاق الفزاري سألت الأوزاعي والثوري: "هل تُترك الصلاة على أحد من أهل القبلة وإن عمل أي عمل؟ قال: لا".

    قد يُخالف الإمام هذا الأصل ولا يُصلي على من وقع في كبيرة من باب زجر الناس عن الوقوع في مثل هذه المعصية
    والأدلة على ذلك من السنة:

    إن حتى لو كان فيه كبيرة نصلي عليه، ممكن الإمام ميصليش. من باب زجر الناس عن الوقوع في مثل هذه المعصية زي ما كان النبي –صلى الله عليه وسلم- لا يصلي على من عليه دين علشان تعظيم حرمة أموال الناس.

    5. في سنن النسائي عن ابن سمرة: " أنَّ رجلًا قتلَ نفسَهُ بمشاقِصَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أمَّا أنا فلا أصلِّي عليْه " صححه الألبانيواحد قتل نفسه كبيرة، ومع ذلك أنا مش هصلي عليه علشان محدش بعد كده يعمل كده ولكن الصحابة –رضوان الله عليهم- صلّوا عليه.

    6. كذلك أيضًا رُوي: أن النبي –صلى الله عليه وسلم- جاءه رجل فاعترف بالزنى..قال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: آحصنت؟ قال: نعم، فأمر به فرُجم..قال له النبي –صلى الله عليه وسلم- خيرًا وصلّى عليه " أن رجلاً من أسلمَ، جاء النبيَّ صلى الله عليه وسلم فاعترف بالزنا، فأعرض عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى شَهِدَ على نفسِه أربعَ مراتٍ، قال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:أبك جنونٌ؟ قال: لا، قال: آحصَنتَ؟. قال: نعم، فأمرَ به فرُجِمَ بالمصلى، فلما أذلقته الحجارةُ فرَّ، فأُدرِك فرُجِمَ حتى مات. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم خيرًا، وصلى عليه." صحيح البخاري،ده واحد زنا والنبي –صلى الله عليه وسلم- صلّى عليه.

    فالشيخ بيقول: "وَلَا يُحْجَبُ عَنْهُ اَلِاسْتِغْفَارُ، وَلَا تُتْرَكُ اَلصَّلَاةُ عَلَيْهِ لِذَنْبٍ أَذْنَبَهُ صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا، أَمْرُهُ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى".
    يبقى ده من الأبواب اللي الإمام -رحمه الله- أصلّ لها، وذكر علماؤنا أصلًا أن الصلاة دي تنفعه.
    يزيد أمر مهم إن المعتزلة –أيضًا- قالوا: أن هذا إذا مات لا يصل إليه دعاء، ولا يصل إليه عمل صالح، ولا تصل إليه أي شيء من أعمال البر التي يقوم بها أهله من بعده.

    من الأمثلة على سعة رحمة الله بعباده ورد زَعمِ المعتزلة
    واحنا نقولهم هذا الكلام عندكم أما عندنا فالباب به رحمة بهؤلاء فمن عمل خيرًا يُهدي ثوابه للميت فإن هذا الثواب يصل بإذن الله –عز وجل-.
    1. عن عائشة أن رجلًا قال: " يا رسولَ اللهِ ! إنَّ أمي افتُلِتَتْ نفسُها.." ماتت فجاءة، ".. ولم تُوصِ . وأظنها لو تكلمتْ تصدقتْ . أفلها أجرٌ ، إن تصدقتُ عنها ؟ قال "نعم" صحيح مسلم.

    2. "أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سمعَ رجلاً يقولُ: لبَّيْكَ عن شبرمة. قالَ: من شبرمةَ؟ قالَ: أخٌ لي أو قريبٌ لي. قالَ: حججتَ عن نفسِكَ؟ قالَ: لا. قالَ: حجَّ عن نفسِكَ ثمَّ حجَّ عن شبرمةَ."صححه الألباني، فهو هنا حد بيحج عن حد.
    النبي –صلى الله عليه وسلم- جاءته امرأة وقالت: "يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها دين، أأقضي عنها؟ قال: اقضي عنها" ، الحديث:" جاءت امرأةٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فقالت : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ أمي ماتت وعليها صومُ نذرٍ . أفأصومُ عنها ؟ قال " أرأيتِ لو كان على أمكِ دَيْنٌ فقضيتِه ، أكان يُؤدِّي ذلك عنها ؟ " قالت : نعم . قال " فصومي عن أمكِ"صحيح مسلم.
    هذه الأحاديث وغيرها،
    3. حديث سعد بن عبادة: "أنَّ أُمَّهُ ماتت ، فقال : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ أمي ماتت ، أفأتصدقُ عنها ؟ قال : نعم . قال : فأيُّ الصدقةِ أفضلُ . قال : سقْيُ الماءِ" حسنه الألباني فحفر لها بئرًا.
    4. احنا عندنا " إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ.." نعمل له صدقة جارية "...وعلمٍ ينتفعُ به ، وولدٍ صالحٍ يدعو له."صححه ابن تيمية.
    5. النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"من ماتَ وعليه صومٌ ، صامَ عنه وليّهُ "صححه البغويّ.

    أما المعتزلة فأي باب من أبواب الخير للميت يعني بيقفلوه.
    واحنا نقولهم ما قاله الإمام أبو الحسن: "ونرى الصدقة على موتى المسلمين، والدعاء لهم، ونؤمن بأن ذلك ينفعهم"
    والإمام الطحاوي يقول: "ودعاء الأحياء وصدقاتهم منفعة للأموات".
    شوفتوا دراسة العقيدة جميلة ازاي؟ شوفتوا الإمام أحمد بيفتح لينا الأبواب ازاي؟ هو ده المنهج اللي عاش عليه هؤلاء العلماء جزاهم الله -تبارك وتعالى- عنّا خيرًا.
    أحبابي الكرام هذه كانت مجموعة من الأصول التي تكلم عنها الإمام أحمد –رحمه الله-.


    الخاتمة
    وبهذا بفضل الله ومنّه وكرمه وتوفيقه نكون قد انتهينا من رسالة أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- أسأل الله –سبحانه وتعالى- أن ينفعنا بها وأن ينفعنا بعلمه، وأسأل الله –سبحانه وتعالى- أن هذه العقيدة تتحول إلى سلوك في حياتنا جميعًا، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يعيننا جميعًا أن نكون ممن يثبتون العقائد في نفوس الناس.
    هذا وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    أ
    تم بحمد الله

    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروسفيمنتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:

    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36



    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
    في أمان الله
    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 15-02-2017, 07:17 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      رد: | الأصل الثاني عشر _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

      جزاكم الله خير الجزاء


      تعليق


      • #4
        رد: | الأصل الثاني عشر _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

        جزاكم الله خيرًا

        تعليق

        يعمل...
        X