إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

| الأصل الثامن _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • | الأصل الثامن _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |





    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
    سيدنا محمد وعلى آله وصَحْبه ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:

    الْإِيمَانُ بِعَذَابِ اَلْقَبْرِ
    "وَالْإِيمَانُ بِعَذَابِ اَلْقَبْرِ، وَأَنَّ هَذِهِ اَلْأُمَّةَ تُفتَنُ فِي قُبُورِهَا، وَتُسْأَلُ عَنِ اَلْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ، وَمَنْ رَبُّهُ؟ وَمَنْ نَبِيُّهُ، وَيَأْتِيه مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، كَيْفَ شَاءَ اَللَّهُ -سبحانه وتعالى- وَكَيْفَ أَرَادَ، وَالْإِيمَانُ بِهِ وَالتَّصْدِيق".

    الْإِيمَانُ بِشَفَاعَةِ اَلنَّبِيِّ
    وَالْإِيمَانُ بِشَفَاعَةِ اَلنَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- ، وَبِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ اَلنَّارِ بَعْدَ مَا اِحْتَرَقُوا وَصَارُوا فَحْمًا، فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى نَهْرٍ عَلَى بَابِ اَلْجَنَّةِ كَمَا جَاءَ فِي اَلْأَثَرِ، كَيْفَ شَاءَ اَللَّهُ، وَكَمَا شَاءَ، إِنَّمَا هُوَ اَلْإِيمَانُ بِهِ، وَالتَّصْدِيقُ بِهِ.

    وللتعرف على
    الأدلة على أصل الإيمان بعذاب القبر من القرآن والسنة
    أسباب عذاب القبر وأنواعه
    المنجيات من عذاب القبر
    الأدلة على أصل الإيمان بشفاعة النبي
    أنواع الشفاعات يوم القيامة والأعمال التي تؤهلك لشفاعة النبي


    ندعوكم للتعرف على درس بعنوان
    الأصل الثامن: الْإِيمَانُ بِعَذَابِ اَلْقَبْرِ- الْإِيمَانُ بِشَفَاعَةِ اَلنَّبِيِّ
    -دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |
    للشيخ / أحمد جلال





    تفضلوا معنا في تحميل الدرس الثامن بجميع الصيغ:
    رابط الدرس على الموقع وبه جميع الجودات:
    http://way2allah.com/khotab-item-129622.htm
    رابط صوت mp3 :
    http://way2allah.com/khotab-mirror-129622-203427.htm
    رابط الجودة HD:

    http://way2allah.com/khotab-mirror-129622-203426.htm

    رابط يوتيوب:
    http://www.youtube.com/watch?v=CusiS-C1OsU

    رابط ساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/osool8

    رابط تفريغ بصيغة PDF:
    http://way2allah.com/media/pdf/129/129622.pdf

    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة أصول لابد منها من خلال هذا الرابط

    http://way2allah.com/khotab-series-8262.htm


    لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2
    رد: | الأصل الثامن _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |


    حياكم الله وبياكم
    الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم: تفريغ:

    الأصل الثامن: الْإِيمَانُ بِعَذَابِ اَلْقَبْرِ- الْإِيمَانُ بِشَفَاعَةِ اَلنَّبِيِّ
    -دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |
    للشيخ / أحمد جلال


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين،
    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصَحْبه ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
    أما بعد: أهلًا وسهلًا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته أن يجمعني وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقا، وبعد:
    من أصول الاعتقاد: الإيمان بعذاب وفتنة القبر
    أحبابي الكرام، مع أصل جديد من الأصول الماتعة من أصول الاعتقاد التي ذكرها وأصَّلها الإمام أحمد -رحمه الله- في رسالته الرائعة الماتعة "أصول السنة"، وهذا الأصل متعلق بالقبر.
    فقال -رحمه الله- رحمةً واسعة: "وَالْإِيمَانُ بِعَذَابِ اَلْقَبْرِ، وَأَنَّ هَذِهِ اَلْأُمَّةَ تُفتَنُ فِي قُبُورِهَا، وَتُسْأَلُ عَنِ اَلْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ، وَمَنْ رَبُّهُ؟ وَمَنْ نَبِيُّهُ، وَيَأْتِيه مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، كَيْفَ شَاءَ اَللَّهُ -سبحانه وتعالى- وَكَيْفَ أَرَادَ، وَالْإِيمَانُ بِهِ وَالتَّصْدِيق".
    هذا الأصل الذي يذكره الإمام أحمد -رحمه الله- هو قضية من أهم وأخطر القضايا العقدية التي كانت في القديم وفي الحديث، فالمدرسة اللي دايمًا بسَمِّيها مدرسة اللاعقلانية مش المدرسة العقلية تنكر كثير من الأمور المتعلقة بالغيب، ومن أعظم الأمور التي أنكرتها هو هذا الأصل الذي يتعلق بعذاب القبر أو نعيم القبر، فهم ينكرون هذا، أنكره المعتزلة في القديم وأنكره أيضا العلمانيون في زماننا هذا، وأظن كلكم شُفتوا على شاشات التلفاز من وقت لآخر مَن يخرج فينكر ما يتعلق بأمور القبر.

    الإمام أحمد له نظائر لهذا الكلام كثيرة، قيل لأحمد: وعذاب القبر ومنكر ونكير؟، قال أبو عبد الله أيْ الإمام أحمد: "نؤمن بهذا كله، مَن أنكر واحدةً من هذا فهو جَهْمِىٌّ"، وقال أحمد: "عذاب القبر حق، ما ينكره إلا ضالٌّ مُضِلّ"، وقال أحمد: "عذاب القبر حَقّ، يُسأل العبد عن دينه وعن ربه، ويرى مقعده من الجنة والنار، ومنكر ونكير حق، وهما فَتَّانا القبور".
    نسأل الله -عز وجل- الثبات. هذا الأمر إخواننا وأخواتنا من الأمور المهمة جدًّا اللي ينبغي إن إحنا نُؤَصِّل له من الكتاب والسنة، ودايمًا لاحظوا إن إذا كان الأصل عليه لَغَط كثير من العلمانيين أو من هؤلاء الذين يطعنون في السنة فلابد إن إحنا نُحْكِم هذا الأصل من الكتاب والسنة.


    الأدلة من القرآن على هذا الأصل
    الآيات والأدلة التي تثبت عذاب القبر في القرآن والسنة كثيرة جدًّا، منها: أولًا: قَوْل الله -سبحانه وتعالى- وهذا من أظهر الأدلة على ما يتعلق بعذاب القبر ونعيم القبر، ما ذكره الله -عز وجل- في سورة الأنعام، قال -تعالى-: "وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ" "اليوم"، الملائكة تقول لهذا الذي ظلم نفسه في الدنيا: "الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ" الأنعام:93. هذه الآية بَوَّب البخاري -رحمه الله- عليها بابًا فقال باب ما جاء في عذاب القبر، وصَدَّر هذا الباب بهذه الآية؛ لأن هذه الآية من أوضح الآيات على ما يتعلق بالقبر من عذابٍ أو نعيم، لأن الملائكة تقول لهؤلاء: "الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ"، أيْ يوم أن تخرج أرواحكم من أجسادكم وتوضعون في قبوركم. وهذا دليل واضح طبعًا على ما يتعلق بالقبر. كذلك أيضا قال الله -سبحانه وتعالى- "سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ"التوبة:101. سنعذبهم مرتين، قال الحسن البصري: "سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ" "عذاب الدنيا وعذاب القبر"، "ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ"قال: "عذاب النار".
    وقال الطبري -رحمه الله- شيخ المفسرين في تفسيره:
    "سنعذب هؤلاء المنافقين مرتين، أحدهما في الدنيا والأخرى في القبر". قال ابن عباس: "سنعذبهم مرتين العذاب الثاني في القبر".قال مجاهد: "مرة في الدنيا ومرة بعذاب القبر".ومِثْل هذا القَوْل قال الحسن، وابن جريج وقال الطبري -رحمه الله-، والأغلب أن إحدى المرتين إنما يكون في القبر وهذا هو قَوْل أغلب المفسرين.
    كذلك أيضًا
    من الآيات التي يستدل بها أهل العلم على ما يتعلق بعذاب القبر، قال ربنا -تبارك وتعالى-: "وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ" غافر:46،45، يبقى إذن هذا العرض على النار والعذاب في النار إنما هو في هذه المرحلة من مراحل الدنيا.
    قال -تعالى-: "النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" إذن هذه الآية واضحة جدًّا جدًّا في هذا الشأن. قال القرطبي -رحمه الله-: "والجمهور على أن هذا العرض إنما يكون في البرزخ وهو حجة في تثبيت عذاب القبر".
    من الأدلة الواضحة جدًّا فيما يتعلق بعذاب القبر قَوْل الله -سبحانه وتعالى-: "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ"إبراهيم:27.
    قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم- نَزَلَتْ في عذاب القبر، هذا التثبيت إنما يكون في القبر كما ثبَت عنه -صلَّى الله عليه وسلم-. كذلك أيضًا من الأدلة الواضحة على إثبات عذاب القبر أو نعيم القبر قَوْل الله -عز وجل- في شأن قوم نوح: "مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا"نوح:25، إيه الدليل هنا على عذاب القبر؟ الإمام الرازي -رحمه الله- وهو يفسر هذه الآية قال:تمسك أصحابنا في إثبات عذاب القبر بقوله "أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا"،
    وذلك من وجهين:
    -أماالوجه الأول: أن الفاء في قوله "فَأُدْخِلُوا" تدل على أنه حصلت لهم، الإدخال ده حصل لهم عُقَيْب الإغراق مباشرةً؛ لإن الفاء تدل على الترتيب والسرعة، "أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا" غرقوا بسرعة بسرعة دخلوا نار الإغراق مباشرةً لأن الفاء قي اللغة تدل على الترتيب والتعقيب السريع. -وأما الوجه الثاني:"فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا"،قال: هذا على سبيل الإخبار عن الماضي "فَأُدْخِلُوا نَارًا"،أدخلوا نارًا دي فعل ماضٍ، ربنا لم يقل "مما خطيئاتهم أغرقوا فسيدخلون نارًا"، وإنما قال "فَأُدْخِلُوا" وهذا على سبيل الإخبار بالماضي، وهو إنما يَصْدُق على أن ذلك قد وقع لا أنه سيقع يوم القيامة،
    قال الكشيمي -رحمه الله-: "وهذا يدل على عذاب القبر". قال الله -سبحانه وتعالى- من الأدلة أيضًا الدالة على عذاب القبر فَسَّرها النبي عذاب القبر، قال الله -عز وجل-: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ"طه:124، روى الحاكم في مستدركه وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "أتَدرونَ ما المعيشةُ الضنكُ؟.. قال: عَذابُ الكافرِ في قبرِه" حسنه الألباني، النبي وضحها كده، المعيشة الضنك عذاب القبر.


    الأدلة على هذا الأصل من السنة
    وأما سنة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فالأحاديث فيها كثيرة متواترة كما قال بذلك ابن القيم، لما قال: "أحاديث القبر ومساءلة منكر ونكير كثيرة متواترة عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم-".وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: "وقد تواترت الأخبار عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في ذلكوقال السيوطي في باب فتنة القبر وسؤال الملكين: "وقد تواترت الأحاديث بهذا". الأحاديثعن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- كثيرة جدًّا، منها قَوْل النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: "لَولا أن لا تَدَافَنوا لدعوتُ اللَّهَ أن يُسمِعَكم عذابَ القبرِ" صححه الألباني، لولا إن أنا خايف إنكم ما تدفنوش أهاليكم لدعوت الله أن يُسْمِعَكم من عذاب القبر. كذلك أيضًا قال النبي صلَّى الله عليه وسلم لما مَرَّ على قبرين فقال: "إنَّهما ليعذَّبانِ وما يعذَّبانِ في كبيرٍ.."صحيح البخاري. كذلك أيضًا ثبت أن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- كما قال ابن عباس، "كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يعلِّمنا هذا الدُّعاءَ كما يعلِّمنا السُّورةَ منَ القرآنِ.." النبي كان بيعلمنا هذا الدعاء زي ما بيعلمنا السورة من القرآن، "اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من عذابِ جَهنَّمَ وأعوذُ بِكَ من عذابِ القبرِ وأعوذُ بِكَ من فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ وأعوذُ بِكَ من فِتنةِ المحيا والمماتِ" صححه الألباني. كان عمر يقول:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذُ من الجُبْنِ، والبُخلِ، وسُوءِ العُمْرِ، وفتنةِ الصدرِ، وعذاب القبرِ"صححه الألباني. كان النبى -صلَّى الله عليه وسلم- كما قال ابن عمر إن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "إنْ أحدَكمْ إذا ماتَ عُرِضَ عليهِ مقعدُهُ بالغداةِ والعشي. إنْ كان مِنْ أهلِ الجنةِ، فمنْ أهلِ الجنةِ. وإنْ كان مِنْ أهلِ النارِ، فمنْ أهلِ النارِ. فيُقالُ: هذا مقعدُكَ حتى يبعثَكَ اللهُ يومَ القيامةِ"صحيح البخاري. كذلك أيضًا في البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن يهوديةً دخلَتْ عليها، فذكرَتْ عذابَ القبرِ، فقالت: أَعَاذَكِ اللهُ من عذابِ القبرِ. قالت فسألَتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عذابِ القبرِ، فقال: "نعم، عذابُ القبرِ حقٌ. قالت عائشةُ -رضي الله عنها-: فما رأيتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بعدُ صلَّى صلاةً إلا تَعَوَّذَ من عذابِ القبرِ"صحيح البخاري. بل كان النبي يُؤَكِّد على ذلك في خُطَبِه فكان -صلى الله عليه وسلم- كما تقول أسماء "قام رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خطيبًا، فذكر فتنةَ القبرِ التي يفتتنُ فيها المرءُ، فلما ذكر ذلك ضجَّ المسلمون ضجةً"صحيح البخاري، النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قعد يذكرهم بما في القبر من ابتلاءات وفتن فضَجَّ المسلمون بذلك أيْ بكوا بكاءً شديدًا.


    لماذا التأكيد على هذا الأصل؟

    لماذا أكَّد النبي -صلَّى الله عليه وسلم- على قضية عذاب القبر ونعيم القبر؟
    - لتثبيت العقائد في النفوس هذا من باب تثبيت العقائد في نفوس الناس.
    - لهجر المعاصي وفعل الطاعات
    معرفة الإنسان بوجود عقوبة على ذنب فعله أو مثوبة على فضل فعله ده بيدفع الإنسان إلى هجر المعاصي وإلى فعل الطاعة. النبي -صلَّى الله عليه وسلم- ذَكَر مثلًا: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" صحيح البخاري، النبي لما يقول لنا إن اللي بيمشي بين الناس بالنميمة للإيقاع بينهم والذي كان لا يتطهر من النجاسات ده يوم القيامة بيُعَذَّب في القبر، ده بيُعذب في قبره، ده يَدْفَع العبد لإيه؟ إنه يُحْسِن التَّطَهُّر وأنه لا يمشي بين الناس بالنميمة. النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لما قال: "أُمِرَ بعبدٍ من عبادِ اللهِ يُضْرَبُ في قبرِهِ مئةَ جلدةٍ، فلَم يزلْ يسألُ ويدعو حتَّى صارتْ جَلدةً واحدةً، فامتلأَ قبرُهُ عليهِ نارًا، فلمَّا ارتفعَ وأفاقَ قال: على ما جلدتُمُوني؟ قال: إنَّكَ صليتَ صلاةً بغيرِ طهورٍ، ومررتَ على مظلومٍ فلَم تنصرْهُ" حسنه لغيره الألباني. إنت في يوم من الأيام فيه مظلوم مَرّ عليك وأنت لم تنصره، علشان كده إنت بتُعَذَّب الآن، طب أنا لما أسمع إن فيه واحد بيُعذب علشان ما نَصَرْش مظلوم أنا ممكن في يوم من الأيام أظلم إنسان؟ لا، لا يمكن، فالنبي -صلَّى الله عليه وسلم- أكّد على هذه الجزئية حتى يبتعد الناس عن مِثْل هذه الذنوب والمعاصي.
    - لتُرَقّق القلوب وتُدْمِع العيون
    إن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- جعل هذه المسألة من المسائل التي بها يَرِقُّ قلب العبد وتَدْمَع عينه، قال -صلَّى الله عليه وسلم-: "كنتُ نَهَيتُكُمْ عنْ زيارَةِ القبورِ ألَا فَزُورُوهَا فإِنَّها تُرِقُّ القلْبَ، وتُدْمِعُ العينَ، وتُذَكِّرُ الآخِرَةَ"صححه الألباني، تَذَكُّر الإنسان لهذا العذاب الدنيوي فيسأل نفسه فيقول فما بالي بالعذاب الأخروي؟ لأ أنا أكُفّ عن المعصية أحسن، أنا أجتهد في طاعة ربنا أكثر وأكثر.


    أسباب عذاب القبر
    السؤال بنطرحه بنطرح هذا السؤال وهو سؤال موطن امتحان، ما هي الأسباب التي تؤدي إلى عذاب القبر؟الأسباب كثيرة جدًّا جدًّا جدًّا، منها مثلًا:
    -
    الغيبة والنميمة
    النميمة، الغيبة، كما ثبت في هذا الحديث اللي ذكرته آنِفًا.
    - إيذاء الناس باللسان
    كذلك أيضًا إيذاء الناس باللسان، مَرَّ النبي على قبرٍ "فجعلَ لَونُهُ يتغَيرُ، حتَّى رعدَ كُمُّ قميصِهِ، فقُلنا: ما لكَ يا رسولَ اللهِ؟ فقال: أما تسمعونَ ما أسمعُ؟ فقُلنا: وما ذاكَ يا نبيَّ اللهِ؟ قال: هذانِ رجلانِ يُعذبان في قبورِهِما عذابًا شديدًا في ذنبٍ هَينٍ، قُلنا فيمَ ذلكَ؟ قال: كان أحدُهُما لا يستَنْزِهُ مِن البَولِ، وكان الآخرُ يؤذي النَّاسَ بلسانِهِ، ويمشي بينَهُم بالنَّميمةِ" صححه الألباني.
    - عدم التَّطَهُّر من البول
    كذلك أيضًا فيما يتعلق بهذا الأمر من الذنوب التي تجعل الإنسان يُعَذَّب في قبره -والعياذ بالله- عدم التطهر من البول، كان النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يقول: "تنزهوا من البَولِ، فإنَّ عامَّةَ عذابِ القَبرِ منه"صححه الألباني.
    - الكذب
    وكان النبي -صلَّى الله عليه وسلم- أيضًا يُوَضِّح أن هناك مثلًا الكذاب، الذي يكذب الكذبة فتنتشر بين الناس، كان -صلَّى الله عليه وسلم- يقول رأيت فيما يرى النائم -أيْ في شأن عذاب القبر- "أن رجلًا مستلقٍ لقفاه، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بكَلُّوبٍ من حديدٍ.."، معاه الشيء اللي هو شبيه بالسنارة كده، عارفين سنارة صيد السمك؟ الشيء الحديدي اللي بيبقى فيها تحت اللي بيصطاد بيه السمك، "..وإذا هو يأتي أحد شقيّ وجهِه فيشرشرُ شِدقُه إلى قفاهُ، ومنخرُه إلى قفاهُ، وعينُه إلى قفاهُ..ثم يتحولُ إلى الجانبِ الآخرِ فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأولِ.." فقال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: ما هذا؟ قال: "فإنه الرجلُ يغدو من بيته، فيكذب الكذبةَ تبلغ الآفاقَ" صحيح البخاري.
    - هَجْر القرآن والنَّوْم عن الصلاة المكتوبة
    كذلك أيضًا من الناس الذين يُعَذَّبون في قبورهم الذين هجروا القرآن وينامون عن الصلاة المكتوبة،
    هاجِر للقرآن وينامون عن الصلاة المكتوبة، قال -صلَّى الله عليه وسلم-: "وإنا أتينا على رجلٍ مضطجعٍ، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بصخرةٍ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغُ رأسَه.." الرأس دي تتكسر، "..فيتدَهْدَهُ الحجرُ ها هنا، فيتبع الحجرَ فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصحَّ رأسُه كما كان.." "كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم.."النساء:56،"ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به مرةَ الأولى.." قال: قلتُ لهما: سبحان الله، ما هذان؟ قال: قالا لي: هذا هو الرجل الذي أتاه الله القرآن فهو ينام عنه بالليل ولا يعمل به بالنهار،وفي رواية: هذا هو الرجل الذي ينام عن الصلاة المكتوبة. "إنه الرجلُ يأخذ القرآنَ فيرفضه وينام عن الصلاةِ المكتوبةِ" صحيح البخاري. إذن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بيؤكد لنا هنا على بعض الذنوب اللي بتوَصَّل العبد لهذا العذاب.
    - الإعراض عن ذِكْر الله
    كذلك أيضًا إعراض العبد عن ذكر الله،"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا"طه:124، وكما قلت لكم إن النبي فسرها بعذاب القبر.
    - تَعَلُّم العلم وعدم العمل به
    كذلك أيضًا الناس اللي بتتعلم العلم ولا تعمل به دي من الناس اللي بتُعذب في قبورها، لقوله -صلَّى الله عليه وسلم-: "رأيت ليلةَ أُسرِيَ بي رجالًا تُقرَضُ شِفاهُهم بمقاريضَ من النارٍ، فقلتُ: مَن هؤلاءِ يا جبريلُ؟ فقال: الخطباءُ من أُمَّتِك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون"صححه الألباني.
    - السرقة من أموال المسلمين
    كذلك أيضًا من الأمور التي يُعَذَّب بها الإنسان السرقة، الغلول، أن يسرق الإنسان من الأموال العامة للمسلمين، ولقد ثبت أن عبدًا للنبي -صلَّى الله عليه وسلم- بينما هو يعد له رَحْلَه إذ جاءه سهم فقتله قال الناس هنيئًا له الجنة قال النبي -صلى الله عليه وسلم- بل رأيته يتقلب في النار الآن في بردة غلها. ".. مرُّوا على رجلٍ، فقالوا: فلانٌ شهيدٌ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كلَّا. إني رأيتُه في النارِ. في بُردَةٍ غلَّها. أو عَباءةٍ." صحيح مسلم.


    أنواع عذاب القبر
    طيب إيه أنواع عذاب القبر؟ عذاب القبر يتنوع من إنسانٍ لآخر، كما رأيتم الآن منهم مَن تُقْرَض شفاههم بمقاريض من نار، منهم من يُشَقّق في وجهه، منهم مَن يُضرب على رأسه بحجر، منهم مَن يضرب بمطرقة من حديد، كما -صلَّى الله عليه وسلم- قال، "يُقَيّضُ له أعْمَى أصمّ أبْكمُ في يدِه مِرْزَبَّةٌ... فيضرِبُه ضربةً أُخرى فيَصِيِحُ صيحةً يسمعُه كلُّ شيءٍ إلا الثَّقلَيْنِ"صححه الألباني.
    هل عذاب القبر دائم أم مؤقت؟
    طيب هل عذاب القبر دائم ولا منقطع؟ عذاب القبر فيه منه نوع دائم، وهذا في شأن الكفار والمنافقين عافاني الله وإياكم، "النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا" كل يوم بيُعرض عليه هذا الإنسان فهو يُفعل به ذلك إلى يوم القيامة، وهناك نوع آخر من العذاب بيكون لمدة ثم ينقطع، وهذا للمؤمنين العُصاة يعذبهم الله -عز وجل- على قَدْر ذنوبهم ثم بعد ذلك يعفو الله -سبحانه وتعالى- عنهم.


    منجيات عذاب القبر
    السؤال بقى اللي بيطرح نفسه علينا: ما هي الأعمال التي تُنجي العبد من عذاب القبر؟شوفوا النبي إزّاي حَذَّرنا من أعمال فيها مظالم للعباد ومظالم للخَلْق، حذرنا قال لنا لأ ابعدوا عن دي علشان دي سبب لعذاب القبر، وحذرنا بردو من أعمال فيها تقصير فيما بين العبد وبين ربه، كالنوم عن الصلاة، وتضييع القرآن، قال لنا ابعدوا عن ده عشان ده سبب لعذاب القبر. النبي بردو وَضَّح لينا أعمال أخرى نعملها من الطاعات والحسنات والصالحات بها ينجينا الله -عز وجل- من عذاب القبر:
    - التوحيد
    من ذلك طبعًا وعلى رأس هذه الأعمال: التوحيد، حفظ العبد لتوحيده ودينه وعبادته، كما قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: "يقالُ له:مَنْ ربُّكَ؟ فيقولُ: ربي الله،ونبيِّي محمدٌ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، فذلكَ قولُهُ -عزَّ وجلَّ-: "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ" إبراهيم:27" صحيح مسلم. القول الثابت ها هنا هو التوحيد وعبادة الله -سبحانه وتعالى-.
    - العبادات
    العبادات، إكثار العبد من الصلاة والصيام والزكاة وأعمال البر مع الخلق، قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-:"إنَّ الميِّتَ إذا وُضِع في قبرِه.. فإنْ كان مؤمنًا كانتِ الصلاةُ عندَ رأسِه وكان الصيامُ عن يمينه وكانتِ الزكاةُ عن شِمالِه وكان فعلُ الخيراتِ مِن الصدقةِ والصلاة والمعروفِ والإحسانِ إلى الناسِ عندَ رِجْلَيْهِ فيؤتى -أيْ بالعذاب- مِن قِبَلِ رأسِه فتقولُ الصلاةُ: ما قِبَلي مدخلٌ.." الراجل ده كان محافظ على الصلاة، "ثم يؤتى عن يمينِه فيقولُ الصِّيامُ: ما قِبَلي مدخلٌ ثم يؤتى عن يسارِه فتقولُ الزكاةُ: ما قِبَلي مدخلٌ" حسنه الألباني. هذا حال هذا الإنسان، محفوظ من عذاب القبر بسبب طاعته وعبادته لربه -تبارك وتعالى-.
    -
    الرباط والشهادة في سبيل الله
    كذلك أيضًا الرباط في سبيل الله، والشهادة في سبيل الله، قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: "الذيماتَ مُرابِطًا في سبيلِ اللهِ.. يأمن فتنة القبر"صححه الألباني. وقال النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في شأن الشهيد: "للشَّهيدِ عند اللهِ سِتُّ خصالٍ، يُغفرَ له في أوَّلِ دفعةٍ من دمِه ... ويأمنُ من الفزعِ الأكبرِ.."صححه الألباني.
    - حفظ وقراءة وتدبر سورة الملك
    كذلك أيضًا حفظ وقراءة وتدبر والعمل بما جاء في سورة الملك سورة تبارك، قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم- إنَّ سورةً منَ القرآنِ ثلاثونَ آيةً "هي المنجية من عذاب القبر"صححه ابن القيم. وكان ابن مسعود -رضي الله عنه- يحث الناس على قراءتها كل ليلة قبل النوم.

    هل الثعبان الأقرع موجود في القبر؟
    عايز أختم بسؤال، هل في القبر حاجة اسمها الثعبان الأقرع؟ بصوا يا إخوانَّا ليس في القبر حاجة اسمها ثعبان أقرع، لم يَرِد دليل واضح صريح صحيح عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- إن فيه حاجة اسمها في القبر ثعبان أقرع، الثعبان الأقرع ما ثبت فيه إلا حديث واحد فقط وهو عقوبة مانع الزكاة، وهذا يكون في أرض المحشر يوم القيامة، إذن لا يوجد شيء أصلًا اسمه ثعبان قبر في داخل القبر، وإنما هذا خاص بمن منع الزكاة ويكون هذا في أرض المحشر.


    من الأصول: الإيمان بشفاعة النبي وبفضل الله على عباده
    ثم بعد ذلك أَصَّل الشيخ لأصل جديد فقال: "والإيمان بشفاعة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وبقومٍ يخرجون من النار بعدما احترقوا وصاروا فَحْمًا، فيؤمر بهم إلى نهر على باب الجنة -كما جاء في الأثر- كيف شاء الله وكما شاء إنما هو الإيمان والتصديق". هنا الشيخ بيتكلم على أصل جديد من الأصول المتعلقة بأهل السنة والجماعة والذين آمنوا بها كما ورد في القرآن وكما جاء في سنة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وهو أصل الشفاعة، وهو مزيد من التَّفَضُّل من الله -سبحانه وتعالى- على عباده المؤمنين في الآخرة. هذا الأصل كالعادة أنكره المعتزلة وأنكره كثير من الفرق الضالة، أنكرته الخوارج أيضًا لا يؤمنون بها قالوا إن اللي بيعمل المعصية ده في جهنم مباشرةً فلا تَفَضُّل من الله -عز وجل- على عباده ولا شفاعة لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يوم القيامة، دعونا تمامًا من هؤلاء وما يقولون. تعالوا لنؤصل لهذا الأصل من كتاب الله -سبحانه وتعالى-.


    الأدلة من القرآن على هذا الأصل
    كتاب الله -سبحانه وتعالى- لما تكلم عن الشفاعة.. وهنا أَصْل أحب أؤكد عليه أوي، إياك ثم إياك إنك إذا أردت أن تتعلم أصل من أصول الاعتقاد أن تذهب إلى آية واحدة لتؤمن بها وحدها، بل لابد أن تجمع الآيات التي وردت في الأصل الواحد ثم من بعد ذلك تخرج بالعقيدة المجملة، ما ضَلَّ مَن ضَلَّ في أي مسألة من مسائل الاعتقاد إلا لأنه أخذ جانب من الأدلة وتَرَك جانبًا آخر. فالله -سبحانه وتعالى- يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" البقرة:254، فهذه الآية تقول أن هناك شفاعة؟ لا شفاعة يوم القيامة، اللي هيؤمن بالآية دي لوحدها يقول إن هذه الشفاعة منفية! إذن لا شفاعة يوم القيامة كما قال المعتزلة، وما ضَلَّ هؤلاء إلا بسبب أنهم أخذوا جانب من النصوص ولم يأخذوا الجانب الآخر،إنما أهل السنة منهج الإنصاف منهج التَّوَسُّط جمعوا الأدلة كلها في كتاب الله -عز وجل- التي تدل على الشفاعة وأخذوها مجملةً. قال الله -سبحانه وتعالى-: "لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا"مريم:87،
    يبقى إذن الشفاعة المنفية هي الشفاعة التي نفاها الله -سبحانه وتعالى- عن صنف من الناس وهم الكافرون، هؤلاء لا تنفعهم شفاعة كما قال -تعالى-: "فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ"المدثر:48، أما الشفاعة التي ذكرها الله -عز وجل- وأثبتها في كتابه هي شفاعة لا تكون إلا بعد أن يأذن الله -سبحانه وتعالى- ويرضى كما قال ربنا -تبارك وتعالى-: "يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ" طه:109، يبقى إذن هناك أقوام سيأذن لهم الرحمن بالشفاعة يوم القيامة، "وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا".

    كذلك أيضًا قال -تعالى-: "وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ"سبأ:23، قال ربنا-تبارك و تعالى-: "وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ"الأنبياء:28، وقال -تعالى-: "وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" الزخرف:86، وقال -تعالى-: "فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ"الشعراء:101،100. مجموع هذه الآيات يدلنا على أصل مهم: أن هناك أقوام لاتنفعهم شفاعة الشافعين، أن أقوام سيشفعون فيهم ولكن لا تنفعهم هذه الشفاعة وهم الكافرون الظالمون، كذلك أيضًا هناك أقوام ممنوعون من الشفاعة بسبب ما عملوا في الدنيا،

    وأما الشفاعة المثبتة فهي لا تكون إلا بشرطين:
    1. أن يأذن الله -سبحانه وتعالى- للشافع أن يشفع.
    2. رضا الله -سبحانه وتعالى- عن المشفوع فيه لتتم الشفاعة فيه.


    تضحية وإيثار منقطع النظير
    مسألة الشفاعة من الأمور العقدية اللي تخلينا نرتبط بالنبي -صلَّى الله عليه وسلم- جدًّا ونحب النبي -صلَّى الله عليه وسلم- جدًّا. قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لما جاءه عبد الرحمن ابن عقيل وكان النبي قد نام على حصير فأثَّر في جنبه فقال يا رسول الله ألا تسأل ربك مُلك كمُلك سليمان؟ فضحك النبي -صلَّى الله عليه وسلم-
    وقال: "لعلَّ لصاحبِكم عند اللَّهِ أفضلَ من مُلْكِ سليمانَ، إنَّ اللَّهَ لم يبعَثْ نبيًّا إلَّا أعطاهُ دعوةً فمنْهُم من اتَّخذَها دُنيا فأُعطِيَها، ومنهُم من دعا بِها على قومِهِ إذ عصوْهُ فأُهلِكوا بِها، وإنَّ اللَّهَ أعطاني دعوةً فخبَّيتُها عندَ ربِّي شفاعةً لأمَّتي يومَ القيامَةِ" صححه الألباني. أما النبي -صلَّى الله عليه وسلم -كان أولاده عنده سبع أولاد، ستة منهم ماتوا في حياته كان سهل إنه يستخدم هذه الدعوة، إن ربنا يُبقي هؤلاء الأولاد ولكن ادَّخرها النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لنا شفاعةً يوم القيامة، النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، ضُرب وأُهين وعُذِّب -صلى الله عليه وسلم- كان سهل إنه يدعو الله -عز وجل- إنه يُهلك هؤلاء الذين يُعذبوه، ولكن ادَّخر دعوته شفاعةً لأمته يوم القيامة.
    كان -صلَّى الله عليه وسلم- يقول: "لِكُلِّ نبيٍّ دعوةٌ مستجابةٌ يدعو بِها، وأريدُ أن أختبئَ دعوَتي شفاعةً لأمَّتي في الآخِرَةِ" صحيح البخاري. وروى ابن ماجة وأحمد والحاكم عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "أتاني آتٍ مِن ربِّي فخيَّرَني بينَ أن يدخُلَ نِصفُ أمَّتي الجنَّةَ وبينَ الشَّفاعة فاختَرتُ الشَّفاعةَ"صححه الألباني، إنّ نُصّ الأمة تخش الجنة طب، والنص التاني؟ لا لا الشفاعة، وكأن شفاعة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- ستَعُمّ الأمة كلها.
    كذلك أيضًا قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: "ألا أُخبرُكُم بما خَيَّرَني ربِّي آنفًا؟ قلنا: بلَى يا رسولَ الله! قال: خيَّرَني بينَ أن يدخلَ ثُلُثَي أُمَّتي الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ.." تلتين الأمة يخشوا الجنة من غير حساب ولا عذاب، "..وبينَ الشَّفاعةِ، قلنا: يا رسولَ اللهِ، ما الذي اختَرتَ؟ قال: اخترتُ الشَّفاعةَ"صححه لغيره الألباني، طب يا رسول الله تلتين الأمة يخشوا الجنة! النبي شايل هَمّ التلت الأخير، ماهو ده هيُعذب في النار، فالنبي يقول لأ أنا عايز شفاعتي تكون لكل الأمة، شوفتوا النبي -صلَّى الله عليه وسلم- أد إيه كان حريص على أمته -صلَّى الله عليه وسلم-.


    أنواع الشفاعات يوم القيامة
    إيه أنواع الشفاعات؟ الشفاعات يوم القيامة كثيرة ومتعددة، منها:
    - الشفاعة العظمى.. شفاعة النبي لأمته
    أولًا، الشفاعة العظمى، وهي للنبي -صلَّى الله عليه وسلم- وهي تكون لكل الخلق يوم أن تدنو الشمس من الرؤوس، ويكاد الناس أن يهلكوا في هذا اليوم، فيقول الناس لبعضهم ألا ترون ما نحن فيه؟ ألا ترون ما حَلَّ بنا؟ انظروا مَن يشفع لنا عند ربنا، فيتوجهون إلى آدم فيَذْكُر ذنبه وخطيئته ويقول نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري، ويذهبون إلى نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى.. حتى يذهبون إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فعندها يقول: أنا لها، أنا لها، أنا لها، أنا لها.. يقول: ".. فأَنْطَلِقُ، فآتِي تَحتَ العرشِ، فأقَعُ ساجِدًا لِربِّي، ثُم يَفتَحُ اللهُ عليَّ، ويُلْهِمُنِي من مَحامِدِه وحُسنِ الثَّناءِ عليه شَيئًا لم يَفتَحْهُ لأحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقال:يامُحمد، ارْفَعْ رأسَكَ، سَلْ تُعطَ،واشْفعْ تُشَفَّعْ، فأَرْفَعُ رأسِي، فأقول:يارَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي.." صححه الألباني، فيشفع النبي -صلَّى الله عليه وسلم- عند ربه للناس، مسلمهم وكافرهم، طائعهم وعاصيهم، ليفصل الله -سبحانه وتعالى- بين الناس ليُخرجهم من هذه الأهوال في أرض المحشر إلى الحساب، ودي بنسميها الشفاعة الكُبرى أو الشفاعة العظمى.
    - شفاعة النبي لأهل الكبائر من أمته
    النوع الثاني من أنواع الشفاعة الخاصة بالنبي -صلَّى الله عليه وسلم- هي أن يشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- لأهل الكبائر من أمته، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن شفاعتي يوم القيامة لأَهلِ الكبائرِ من أمَّتي" صححه الألباني، مَن وقع في كبيرة يشفع النبي -صلَّى الله عليه وسلم- له يوم القيامة بين يَدَيْ الله -سبحانه وتعالى-، عُذِّب وحُوصِر وضُرِب وأُهِين وانتُهك عِرضه بالضرب والإهانة والوقيعة في هذا العِرض، ومع ذلك صبر واحتسب علشان تكون شفاعته لمن كان من أهل الكبائر في الدنيا، تكون هذه الشفاعة في الآخرة.
    - شفاعة النبي لأهل الطاعة والإيمان
    كذلك أيضًا من شفاعاته -صلَّى الله عليه وسلم- شفاعته -صلَّى الله عليه وسلم- لأهل الطاعة والإيمان بأن يدخلوا الجنة بغير حسابٍ ولا سابقة عذاب. قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: "أُعطِيتُ سبعين ألفًا من أُمَّتي يدخلون الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ.. فاستزدتُ ربي عزَّ وجلَّ، فزادني مع كلِّ واحدٍ سبعين ألفًا"صححه الألباني. وفي رواية: فاستزدت ربي فأعطاني مع كل ألف سبعين ألف.
    -
    شفاعة النبي لمن استُوجِبوا دخول النار من العُصاة
    كذلك أيضًا من شفاعته -صلَّى الله عليه وسلم- شفاعته لأقوام استوجبوا دخول النار لمعاصٍ وقعوا فيها في الدنيا فيشفع النبي فيهم ليخرجوا من النار إلى الجنة، قال أنس: "يخرُجُ قومٌ من النَّارِ بعد ما مسَّهم منها سفْعٌ، فيدخلون الجنَّةَ، فيُسمِّيهم أهلُ الجنَّةِ: الجهنَّميِّين"صحيح البخاري. وقال -صلَّى الله عليه وسلم- إن الله يُخرج ناس من النار يوم القيامة فيُدخلهم الجنة، أيْ بشفاعته -صلَّى الله عليه وسلم-.
    -
    شفاعة النبي لعمه أبي طالب
    ومن شفاعات النبي -صلِّى الله عليه وسلم- شفاعته لعمه أبي طالب الذي كان يحميه ويحوطه ويدفع عنه. يقول العباس: "يا رسولَ اللهِ، هل نفَعتَ أبا طالبٍ بشيءٍ، فإنه كان يَحوطُك ويَغضَبُ لك؟ قال: نعمْ، هو في ضَحضاحٍ من نارٍ، لولا أنا لكان في الدَّركِ الأسفَلِ من النارِ"صحيح البخاري.
    -
    شفاعة النبي لاستفتاح أبواب الجنة
    كذلك أيضًا من شفاعته -صلَّى الله عليه وسلم- شفاعته لاستفتاح أبواب الجنة للناس، قال -صلَّى الله عليه وسلم-: "أنا أولُ الناسِ يَشفعُ في الجنةِ. وأنا أكثرُ الأنبياءِ تَبَعًا"صحيح مسلم، أول واحد يستفتح باب الجنة للمؤمنين هو النبي -صلَّى الله عليه وسلم-. طب معنى كده إنّ الشفاعة بمعناها ده خاصة بالنبي -صلَّى الله عليه وسلم- بس؟ لأ، فيه شفاعات أخرى منها:
    - شفاعة المؤمنين بعضهم لبعض
    شفاعة المؤمنين بعضهم لبعض، وده يا إخوانا والله عهد والله لا يُقال على سبيل التواضع، بل هذه هي الحقيقة بالله عليكم لو رأيتموني في النار يوم القيامة اشفعوا لي عند ربكم اشفعوا لي عند ربكم. في حديث أبي سعيد الخدري الطويل إن فيه ناس من أهل الجنة دخلت الجنة، وناس دخلت النار، فيقول أهل الجنة: "يا ربَّنا إخوانُنا كانوا يُصلُّونَ معنا ويصومونَ معنا ويعمَلونَ معنا، فيقولُ الله تعالى: اذهَبوا فمَنْ وجَدْتُم في قلبِه مِثقالَ دينارٍ مِن إيمانٍ فأخرجوه.."صحيح البخاري. في يوم من الأيام كانوا بيصلوا معانا في المسجد، بيصوموا معانا بيعملوا أعمال خير معانا، رجليهم زَلَّت في معاصي وقعوا في النار، يوم القيامة المؤمنون يارب يارب احنا لا يطيب لنا العَيْش في الجنة وإخواننا اللي كانوا معانا في النار، فيشفع المؤمنون.
    - شفاعة الملائكة
    كذلك أيضًا هناك شفاعة للملائكة، كما قال -صلَّى الله عليه وسلم-: "فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون"صحيح البخاري.
    -
    شفاعة الشهداء
    كذلك أيضًا من الشفعاء الشهداء "يَشْفَعُ الشهيدُ في سبعينَ من أهلِ بيتِه"صححه الألباني.
    - أبناء المؤمنين الذين ماتوا في الصِّغَر
    كذلك أيضًا من الشفعاء يوم القيامة أبناء المؤمنين الذين ماتوا في الصغر، فإنهم يشفعون في آبائهم يوم القيامة، كما قال -صلَّى الله عليه وسلم-: "ما من الناس من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا الحِنثَ إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم" صححه الألباني. ففيه عندنا مؤمنون بيشفعوا لبعض، فيه عندنا ملائكة بتشفع للمؤمنين، فيه عندنا أطفال المؤمنين اللي ماتوا صغارًا يشفعون لآبائهم وأمهاتهم.
    - شفاعة العمل الصالح
    كذلك أيضًا من الشفعاء يوم القيامة عملك الصالح، ربط النبي العقيدة النظرية بالعقيدة العملية، قال -صلَّى الله عليه وسلم-: "الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ"صححه الألباني، العمل أيضًا يأتي شفيع للعبد يوم القيامة.


    أعمال تُؤَهِّلُك لنَيْل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم
    طيب شيخنا عايزين نعرف دلوقتي ما هي الأعمال التي تؤهل الإنسان لأن ينال شفاعة النبي يوم القيامة؟ فيه عندنا أعمال نركز عليها شوية دي تؤهلنا للشفاعة يوم القيامة، وده موطن سؤال بإذن الله في الامتحان، ما هي الأعمال التي تؤهل الإنسان لكي ينال شفاعة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يوم القيامة؟
    - التوحيد
    أول عمل التوحيد، لِقَوْل النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لما سأله أبو هريرة "قلتُ: يا رسولَ اللهِ، من أسعَدُ الناسِ بشفاعتِك يومَ القيامةِ؟ فقال: أسعدُ الناسِ بشفاعتي يومَ القيامةِ مَن قال: لا إلهَ إلا اللهُ، خالصًا من قِبَلِ نفسِه" صحيح البخاري.
    - سُكْنى المدينة والموت فيها
    سكنى المدينة والموت فيها لمن استطاع، أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرزقنا شهادةً في سبيله وموتًا في بلد حبيبه -صلَّى الله عليه وسلم- فإن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "المدينَةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمونَ... ولا يثبتُ أحدٌ على لأوائِها وجَهْدِها إلَّا كنتُ له شفيعًا، أوْ شهيدًا، يومَ القيامَةِ" صحيح مسلم، كما قال -صلَّى الله عليه وسلم-. وقال: "من استطاع منكم أن لا يموتَ إلا بالمدينة فلْيَمُتْ بها، فإنه من يمُتْ بها يُشْفَعُ له أو يُشْهَدُ له"صححه الألباني.
    -
    ترديد الأذكار بعد الأذان
    كذلك أيضًا ترديد الأذكار بعد الأذان، قال -صلَّى الله عليه وسلم-: "من قال حين يسمعُ النداءَ: اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامةِ، والصلاةِ القائمةِ، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلَّت له شفاعتي يومَ القيامةِ"صحيح البخاري.
    - تكثير سواد المسلمين
    كذلك أيضًا تكثير سواد المسلمين عند وجود الجنائز يكون بذلك أيضا سبب لنيل العبد للشفاعة العامة هي شفاعة المؤمنين لهذا الإنسان.

    الخاتمة

    وبهذا إخواني وأخواتي نكون قد انتهينا أيضًا من هذا الأصل الذي ذكره الإمام أحمد -رحمه الله- حين قال: "والإيمان بشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبقوم يخرجون من النار بعدما احترقوا وصاروا فَحْمًا فيُؤمر بهم إلى نهر على باب الجنة -كما جاء في الأثر- كيف شاء الله وكما شاء، إنما هو الإيمان به والتصديق به". جزاكم الله خيرًا، هذا وصلَّى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصَحْبه وسلم.

    تم بحمد الله

    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:

    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
    في أمان الله




    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: | الأصل الثامن _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

      و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،

      جزاكم الله خيرا و نفع بكم

      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق


      • #4
        رد: | الأصل الثامن _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

        و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،

        درس قيم، جزاكم الله خيرا و نفع بكم

        اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

        الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
        بقية المقال هنا

        تعليق


        • #5
          رد: | الأصل الثامن _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

          جزاكم الله خيرًا

          تعليق

          يعمل...
          X