إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح حديث الحياء لا يأتي إلا بخير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح حديث الحياء لا يأتي إلا بخير


    شرح حديث الحياء لا يأتي إلا بخير


    عن عِمْرَانَ بْن حُصَيْنٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ:

    "الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ" فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: أَنَّ مِنْهُ وَقَارَا وَمِنْهُ سَكِينَةً.

    فَقَالَ عِمْرَانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللّهِ ﷺ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صُحُفِكَ؟


    وفي رواية لمسلم: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ "الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ" قَالَ أَوْ قَالَ: "الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ".

    الحديث دليل على فضل الحياء وأنه محمود على كل حال وهذا الحياء الشرعي حيث

    قال النبي ﷺ " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ " و" الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ ".

    فإن قيل: هناك من الحياء ما يمنع صاحبه من قول الحق أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

    فكيف نجمع بينه وبين كون الحياء لا يأتي إلا بخير وأنه خير كله؟


    والجواب: أن هذا الحياء ليس هو الحياء الشرعي الذي هو خير كله، بل هو خجل وخور وعجز ومهانة

    وسمي حياءً مجازاً وتشبيهاً لأنه يشترك مع الحياء الشرعي في معنى الانكسار والانقباض وتعارف عند الناس

    أنه حياءً لكنه ليس حياءً شرعياً وإنما سمي حياءً فهو حياء مذموم ليس مقصوداً في الحديث لأنه ليس شرعياً.

    تعريف الحياء وتقدم أنه على نوعين: غريزي ومكتسب، ومن مباحث الحياء أيضاً ما يلي:
    1- الحياء والاستحياء من صفات الله تعالى، وهي صفة خبرية ثابتة بالكتاب والسنة و(الحيي) من أسماء الله جل وعلا.


    ودليله من الكتاب: قوله تعالى: ﴿ إنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيي أَن يَضْربَ مَثَلًا مَّا بَعوضَةً فمَا فوْقَهَا ﴾

    [البقرة: 26]

    وقوله:
    ﴿ وَ الله لاَ يَسْتَحيي مِنَ الحَق ﴾ [الأحزاب: 53].


    ومن السنة: حديث أبي واقد في الصحيحين وفيه: "وأما الآخر فاستحيا، فاستحيا الله منه،

    وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه".


    وحديث سلمان مرفوعاً "إن ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين"

    رواه أبو داود والترمذي.

    وحياء الرب جل وعلا ليس كحياء المخلوقين الذي هو تغير وانكسار بل هو حياء يليق بجلاله يكون فيه ترك

    ما ليس يتناسب مع سعة رحمته وكمال جوده وكرمه وعظيم عفوه فلا يفضح عبده إذا عصاه وجاهر بذلك

    بل يستره استحياء من هتك ستره،


    قال ابن القيم في نونيته: (2/ 80)


    وهو الحيي فليس يفضح عبده
    عند التجاهر منه بالعصيان
    لكنه يلقي عليه ستره
    فهو الستير وصاحب الغفران

    أعظم صور الحياء من الله فمن استخف بالأوامر والنواهي الشرعية دل ذلك على عدم إجلاله لربه

    وإعظامه وعدم حيائه منه جل وعلا،


    وأدل دليل على ذهاب الحياء من الله عند بعض الناس أن تجده ضابطاً لسلوكه وأقواله وأفعاله عند من يحترمهم من البشر،


    ثم هو إذا خلا منهم ولم يطلع عليه إلا رب البشر وجدته يتصرف بلا قيود،


    وعن سعيد بن يزيد الأزدي أنه قال للنبي ﷺ "أوصني قال: أوصيك أن تستحي من الله عز وجل كما تستحي من الرجل الصالح"

    رواه أحمد [في الزهد (46)] والبيهقي [في شعب الإيمان (6/ 145)] والطبراني [في المعجم الكبير (7738)]


    قال المناوي: "(أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك)

    قال ابن جرير: هذا أبلغ موعظة وأبين دلالة بأوجز إيجاز، وأوضح بيان، إذ لا أحد من الفسقة

    إلا وهو يستحي من عمل القبيح عن أعين أهل الصلاح، وذوي الهيئات والفضل أن يراه وهو فاعله،

    والله مطلع على جميع أفعال خلقه، فالعبد إذا استحى من ربه استحياءه من رجل صالح من قومه تجنب جميع المعاصي الظاهرة والباطنة،

    فيالها من وصية ما أبلغها وموعظة ما أجمعها"

    [انظر فيض القدير (3/ 74)].

    ولقد كان الرعيل الأول أشد الناس حياءً من الله تعالى حتى تعدى حياؤهم لشيء لابد لهم منه

    ففي صحيح البخاري سئل ابن عباس عن قول الله تعالى:

    ﴿ أَلا إِنَّهُمْ يثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [هود: 5]

    فقال: " أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم"

    ويفضوا إلى السماء أي ليس هناك ما يحجبهم من سقف ونحوه.


    وكان أبو بكر الصديق يقول: "استحيوا من الله فإني أذهب إلى الغائط فأظل متقنعا بثوبي حياءً من ربي".


    وكان أبو موسى إذا اغتسل في بيت مظلم لا يقيم صلبه حياء من الله عز وجل.

    [انظر فتح الباري لأبي رجب (1/ 52)].

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 04-04-2017, 03:33 PM.

    قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
    اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد



  • #2
    رد: شرح حديث الحياء لا يأتي إلا بخير


    جزاكم الله خيرًا
    وينقل إلى قسم واحة علم الحديث فهو الأنسب له

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق

    يعمل...
    X