إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مادة الحديث والمصطلح :: مصطلح حديث 1 ( إعادة بث دورة بصائر 1) :: دورة بصائر العلمية 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مادة الحديث والمصطلح :: مصطلح حديث 1 ( إعادة بث دورة بصائر 1) :: دورة بصائر العلمية 2





    سوف نتكلم في هذا الجزء من الدورة بإذن الله عن مقدمة موسَّعة لعلم مصلح الحديث, نتكلم فيها كصورة إجمالية، سنتكلم فيها بمزيد من البسط عن المصطلحات الأولية لعلم مصطلح الحديث،
    كذلك سوف يكون لنا وقفة مع المقدمة التاريخية لعلم مصطلح الحديث وبعض المباحث التي تتعلق بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

    السؤال المبدئي الذي لا بد أن نطرحه.. ماذا ستفيدني دراسة علم الحديث؟ ما الذي سأستفيد منه أنا؟
    بداية حتى نعلم كيف سأستفيد من هذا العلم لا بد أن نحدد ما هو هذا العلم أصلًا.



    ولمعرفة المزيد
    ندعوكم للتعرف على درس بعنوان
    مادة الحديث والمصطلح :: مصطلح حديث 1 ( إعادة بث دورة بصائر 1) :: دورة بصائر العلمية 2
    للدكتور محمد فرحات






    تفضلوا معنا في رابط تحميل الدرس بجميع الصيغ
    http://way2allah.com/khotab-item-113378.htm

    الجودة العالية :HD
    http://way2allah.com/khotab-mirror-113378-171571.htm


    الصوت : mp3

    http://way2allah.com/khotab-mirror-113378-171572.htm


    يوتيوب : youtube

    https://www.youtube.com/watch?v=zJwBpamTaIQ


    رابط تفريغ بصيغة pdf
    http://way2allah.com/khotab-pdf-113378.htm



    فهرس مادة الحديث والمصطلح// دورة بصائر العلمية 2
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=312395



    مثبــت: جدول الدورة العلمية بصائر 2


    مثبــت: موضوع مخصص لتلقي الاستفسارات والشكاوى الخاصة بالدورة العلمية بصائر 2


    مثبــت: موضوع خاص باستقبال أسئلة مادة مصطلح الحديث




    دعوة للجميع | آرائكم تهمُّــنا |دورة بصائر 2




    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر العلمية 2 من خلال هذا الرابط
    http://way2allah.com/category-578.htm



    لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله



    التعديل الأخير تم بواسطة منآيا أوصلك يارب; الساعة 28-10-2016, 01:05 AM.
    عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

  • #2
    رد: مادة الحديث والمصطلح :: مصطلح حديث 1 ( إعادة بث دورة بصائر 1) :: دورة بصائر العلمية 2


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حياكم الله وبياكم

    الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم:
    تفريغ:
    مادة الحديث والمصطلح:: مصطلح حديث 1(إعادة بث دورة بصائر 1):: دورة بصائر العلمية 2
    لفضيلة الدكتور / محمد فرحات

    سائلين الله -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسنات كل من شارك فيه
    وأن يبارك في فريق عمل التفريغ


    إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, أما بعد:
    حياكم الله إخواني الأفاضل وأخواتي الفضليات ولقاء جديد مع هذا العلم الشريف مصطلح الحديث, كان لنا لقاء سابق في دورة سابقة, لقاء أيضًا مع مقدمة بسيطة عن هذا العلم الجليل وكنا توعدنا على أن نلقي مزيدًا من الضوء على هذا العلم وأن نبسط فيه الكلام وأن نأخذه بشكل أكثر توسعًا وهذا ما سوف نحاول أن نحققه بإذن الله في لقاءاتنا القادمة.
    سوف نتكلم في هذه الدورة بإذن الله عن مقدمة موسّعة لعلم مصلح الحديث, نتكلم فيها كصورة إجمالية, سنتكلم فيها بمزيد من البسط عن المصطلحات الأولية لعلم مصطلح الحديث, كذلك سوف يكون لنا وقفة مع المقدمة التاريخية لعلم مصطلح الحديث وبعض المباحث التي تتعلق بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
    السؤال المبدئي الذي لا بد أن نطرحه.. ماذا ستفيدني دراسة علم الحديث؟ ما الذي سأستفيد منه أنا؟
    بداية حتى نعلم كيف سأستفيد من هذا العلم لا بد أن نحدد ما هو هذا العلم أصلًا..



    ما هو علم مصطلح الحديث؟
    كنا تكلمنا قبل ذلك وعرّفنا علم مصطلح الحديث بأنه علم يعرف به أحوال السند والمتن من حيث القبول والرفض,إذًا هو علم يبحث في ماذا؟
    يبحث في أحوال السند الذي وصلني به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وصلني به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, أو عن غير الرسول صلى الله عليه وسلم فأدرس هذا السند, كذلك يعرف به أحوال المتن , فيتم به دراسة المتن دراسة نقدية, فهذا هو موضوع علم مصطلح الحديث بصفة عامة, فكما هو واضح وظاهر من هذا التعريف, أن هذا العلم لا تقتصر أهميته فقط على دارس العلوم الشرعية ولكن كل متعبد لله سبحانه وتعالى له نصيب من الحظ في هذا العلم, فالأحكام أصلًا تبنى على الأدلة والأدلة مرجعها إلى القرءان والسنة وبالتالي لابد للإنسان الذي يريد أن يتعبد لله على بصيرة أن يكون على بصيرة من هذه الآثار التي ستأتيه وأن يعلم هذه السنة الأشياء التي تنسب إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم, أهي صحيحة أم غير صحيحة, إن صحت فهو على بصيرة مما يتعبد به, وإن كانت ضعيفة كيف يتعامل معها؟ هل يجوز أن يتعبد لله بها أو لا وهكذا.
    أما بالنسبة للدارس المتخصص في العلوم الشرعية فبالطبع هذه الفائدة لا تحتاج منا إلي مزيد من الكلام, لابد لكل إنسان سيدرس من العلوم الشرعية أن يعلم كيف يتعامل مع الدليل الشرعي وأن يتعلم اصطلاحات أهل العلوم الشرعية واصطلاحات أهل الحديث التي يتكلمون بها عن الحديث وكيف يكون؟ متى يكون هذا الحديث صحيح , ومتى يكون ضعيفًا؟, ودرجات الصحة, كل هذه الأشياء تخدمه في دراسته وهي من العلوم الأولية التي لا غنى لأي دارسٍ لكي يكون من الذين يتعلمون العلم الصحيح بوجه صحيح, واذا أردنا أن نبدأ البداية المنطقية فنبدأ بشيء من الملاحظة التاريخية على علم مصطلح الحديث متى نشأ؟ وكيف نشأ؟


    نشأة علم مصطلح الحديث:
    حقيقة علم مصطلح الحديث بدأ مبكرًا, بدأ منذ بداية الدعوة الإسلامية, ذلك لأن الصحابة رضوان الله عليهم تعلموا أن يتثبتوا من الأخبار التي وصلت إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف أن يكون كل إنسان على بصيرة في ما يحمل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    فظهر بناء على هذا.. موضوع العناية بالنقل, وموضوع التثبت في النقل, وموضوع التثبت في الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلقد جاء في مقدمة صحيح مسلم عن ابن سرين قال: لم يكونوا يسألونا عن الإسناد, فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم, فينظر إلى أهل السنة فيأخذ حديثهم, وينظر إلى أهل البدع فلا يأخذ عنهم أي حديث, وبناء على هذا علم الصحابة وعلَّموا الأمة أن الخبر لا يُقبل إلا بمعرفة السند.
    فكانوا في بداية أخذهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتفى بالتثبت بأن هذا الحديث أو هذا القول فعلًا قاله صلى الله عليه وسلم.

    ثم لما مرت الأعوام وحدثت بعد ذلك الفتنة المشهورة, حدثت بعض الأمور التي جعلت الصحابة يتثبتون بمزيد من الثبت في نقل الحديث وبدؤوا يسألوا مِن الذي قال هذا, سموا لنا الرجال الذين نقلتم عنهم هذا, لأن بعدما ثارت الفتنة في الأمة بدأت بعض الفِرق تعضد مذهبها باختلاق أخبار وآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يحاول أن يعضد موقفه وكل يحاول أن يثبت أنه على الحق وللأسف كان منهم أناس جهال ومنهم أناس ضلال, فافتروا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلوا منه أحاديث يتناقلونها، فهنا بدأ علم الإسناد كما سنزيد هذا الأمر بسطاً إن شاء الله تعالى.

    فهنا بدأ الخبر يأخذ منزلة جديدة لا يتناقل الخبر إلا بعد معرفة السند.. مَن الذي نقل هذا سموا لنا سلسلة الرجال الذين أخذتم عنهم هذا الأثر, وبعد ذلك ظهر لنا علم آخر ينبني على هذا ألا وهو علم الرجال, مَن هؤلاء الرجال الذين سموتم لنا؟ أنت تقول حدثني فلان عن فلان عن فلان من فلان؟ ومن فلان؟ فبقى علم جديد يدرس أخبار الرجال الذين ينقلون السند, ويقول لنا مَن هذا؟ ما مدى وثوقيته؟, ما مدى علمه؟, ما مدى صدقه؟, ما مدى ديانته؟ وهكذا, فلم يكتفوا بالنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم بل وضعوا القواعد التي ينقلون بها عن النبي صلى الله عليه وسلم وبدأ يظهر لنا مَن الناقل؟, وكيف نقل؟, ثم بعد ذلك يكون الحكم على هذا الحديث, وبدأت تظهر لنا ملامح هذا العلم وتوسع العلماء بعد ذلك حتى ظهر لنا هذا العلم علم مصطلح الحديث, بدأت تنضج هذه المصطلحات.
    ولكن في البداية كانت مصطلحات علم مصطلح الحديث وكل ما يخص سنة النبي صلى الله عليه وسلم كان يضاف في ثنايا العلوم الآخرى, فكانت هذه المصطلحات تجدها متناثرة في بعض الكتب سواءً في كتب التفسير, كتب الفقه وهكذا, فكنت ترى طرفاً من هذه القواعد مثلًا في بعض الكتب ككتاب "الأم للإمام الشافعي" مثلا , كتاب "الرسالة للإمام الشافعي" وغيرها, فنجد مثل هذه المصطلحات تتناثر في ثنايا العلوم الآخرى, ثم مع مرور الزمان لما نضجت العلوم واستقرت الاصطلاحات وبدأت تتميز العلوم ظهر لنا علم مصطلح الحديث بشكل مستقل, وبدأ العلماء يفردون لمصطلح الحديث, يفردون له مصنفات مستقلة.


    أشهر الكتب في علم مصطلح الحديث:

    وظهرت لنا أول الكتب التي تخصص لعلم المصطلح وهو كتاب "القاضي أبو محمد الحسن ابن عبد الرحمن الرامهوزي", المتوفى في عام ستون وثلاثمائة من الهجرة, وله كتاب مشهور وهو كتاب "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" يعتبر هذا الكتاب هو أول كتاب أفرد بالتصنيف لهذا العلم, أول كتاب في التصنيف لعلم مصطلح الحديث هو كتاب المحدث الفاصل.
    واذا أردنا أن نستعرض بعضًا من الكتب التي هي متخصصة في علم مصطلح الحديث, فنقول لدينا يعني ذخيرة كبيرة جدًا من كتب التي صنفت في علم المصطلح ولكن سنركز على الكتب الرئيسية التي لا غنى عنها لمن يريد أن يدرس هذا العلم, بداية هناك كتاب مشهور جدًا يسمى "الكفاية في علم الرواية" وهذا الكتاب صنفه الإمام المشهور الخطيب البغدادي وهو أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت, مشهور جدًا اسمه "الخطيب البغدادي" وهذا يعتبر من المصادر المهمة ومن أَجَّل الكتب التي صنفت في هذا العلم وإن كان هو من الكتب المتقدمة إلى حد ما.

    وهناك كتاب آخر مشهور جدًا ويعني لا يكاد أي إنسان دارس لعلم حديث وعلم المصطلح بشكل أخص إلا وله نصيب من المعرفة بهذا العلم, ألا وهو " كتاب علوم الحديث"هذا الكتاب صنفه الإمام المشهور الإمام ابن الصلاح رحمة الله عليه , ابن الصلاح هو أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن وهذا الكتاب هو الكتاب الذي يعتبر عمدة هذا العلم هو من أجود الكتب التي صنفت فيه وجمع فيه هذا الإمام ما تفرق في ثنايا الكتب السابقة, وكذلك هذب الكتب التي سبقته ككتاب "الكفاية"ويعتبر كل مَن أتى بعد هذا الإمام معول عليه, فهذا كل من صنف في علم المصطلح عيال على ابن الصلاح وكتابه أصلًا يعني مشهور بين أهل العلم "بمقدمة ابن الصلاح", فمقدمة ابن الصلاح هي كتاب علوم الحديث, وهو يعتبر من الكتب العمدة في هذا العلم ومن الكتب المؤسسة لعلم مصطلح الحديث.
    كذلك هناك كتاب مشهور أيضًا هو كتاب"التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير"هذا الكتاب صنَّفه الإمام النووي رحمة الله عليه "محي الدين يحي بن شرف النووي" وهذا الكتاب يعتبر اختصارًا لكتاب علوم الحديث, وهو أيضًا من الكتب المهمة ولكن يعني يؤاخذ عليه أن عباراته مركزة وتكاد تكون مغلقة في بعض الأحيان, يحتاج لبسط ومزيد من الشرح وهذا ما قام به الإمام الجليل, الإمام السيوطي رحمة الله عليه, الذي شرح هذا الكتاب وبسط فيه القول في كتابه " تدريب الراوي في شرح تقريب النووي"هذا من الكتب أيضًا التي لا يستغني عنها طالب هذا العلم, فالإمام السيوطي صنف هذا الكتاب يكاد يكون بشكل موسوعي وفي نفس الوقت مختصر, فجمع فيه بين السهل الممتنع, فهذب المصطلحات وهذب ورتب الكثير من المباحث فحقيقة من الكتب التي لازلنا إلى الآن نعيش في صداها وما يكاد يستغنى عنها أي درس.

    هناك كتاب آخر وهو كتاب مهم على صغره ألا وهو "نخبة الفِكر في مصطلح أهل الأثر" هذا الكتاب صنفه الحافظ ابن حجر رحمة الله عليه, وهو كتاب على اختصاره إلا أنه من أجود الكتب التي صنفت من ناحية الترتيب والتهذيب, فلقد رتب الإمام ابن حجر هذا العلم ترتيبًا لعله لم يسبق إليه ولازلنا إلى الآن نعول على هذا الترتيب في تعاطينا لهذا العلم وهذا الكتاب يعتبر بداية طيبة لكل من أراد أن يبدأ في الاطلاع على هذا العلم.
    يعني كثير من مشايخنا الأفاضل يوصون بهذا الكتاب كبداية كمنطلق لدراسة علم المصطلح هذا الكتاب على صغره لم يكتفِ به مصنفه, فالإمام الحافظ ابن حجر صنف نخبة الفكر ثم شرحه في كتاب آخر له أيضًا ألا وهو "نزهة النظر في شرح نخبة الفكر" فله كتابان الحافظ ابن حجر له كتابان "نخبة الفكر" وشرحه" نزهة النظر" فهذا الكتاب أيضا"نزهة النظر"من الكتب الأساسية يعني لو أراد الإنسان أن يكتفي بكتاب واحد يعول عليه في هذا العلم لرشحنا له هذا الكتاب من جودته ولحسن ترتيبه ولحسن عرض مادته العلمية.


    أشهر المتون في علم مصطلح الحديث:
    ثم إذا أردنا أن نعرض لبعض المتون المشهورة في هذا العلم فهناك متن مشهور صنفه أيضًا الإمام السيوطي وهو مشهور باسم "ألفية السيوطي"وهي عبارة عن قصيدة من ألف بيت وضع فيها الإمام السيوطي خلاصة هذا العلم, واسمه الذي صنفه عليه هو "نظم الدرر في علم الأثر"ومشهور بــــ "ألفية السيوطي".
    وهناك ألفية أخرى ألا وهي "ألفية الإمام العراقي" رحمة الله عليه زين الدين عبد الرحيم بن الحسين وهو أيضًا متن من ألف بيت أو ما يقارب الألف بيت واسمه الأصلي "التبصرة والتذكرة".
    وهناك منظومة مشهورة في علم الحديث تسمى "المنظومة البيقونية"وهي أيضًا من المتون المشهورة المتداولة خاصة لدى المتأخرين وكثر استخدمها وحفظها وشرحها وصنفها الشيخ عمر بن محمد البيقوني, وهي أيضًا من المتون السهلة التي يسهل حفظها ومدارستها، هذا بالنسبة للكتب التي صنفت في علم المصطلح, ونبدأ إن شاء الله في بسط بعض المصطلحات الأولية التي نحتاجها في هذا العلم, نحن نقول هذا علم مصطلح الحديث, فإذا أردنا أن نشرح أول المصطلحات نبدأ بشرح مصطلح الحديث.



    شرح المصطلحات الأولية لعلم مصطلح الحديث:

    المصطلح الأول: الحديث
    ما معنى الحديث؟ الحديث في اللغة ضد القديم, ولكن بالنسبة للمصطلح العلماء اختلفوا في تعريف الحديث على مذهبين, المذهب الأول أن الحديث: هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة, يبقى إذًا هذا المذهب اقتصر في التعريف على المرفوع فقط, يعني ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا الحديث هو ما أضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    المذهب الثاني هو مذهب جمهور أهل العلم قالوا فيه أن الحديث: هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة وكذلك ما أضيف إلى الصحابة وإلى التابعين, فإذن أضاف هنا إلى ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم, كذلك ما أضيف إلى الصحابة والتابعين.
    فصار مصطلح الحديث اكثر شمولًا, وهذا هو اتجاه جمهور علماء الحديث وهو في الواقع هو أدق في التعبير وأدق في الاستخدام, وإذا ما نظرنا إلى هذه التعريفات لوجدنا أن علم الحديث يشمل كل ما ورد إلينا عن السابقين, كل هذا يسمى عندهم بعلم ماذا؟ بعلم الحديث.

    هناك يعني على كل حال إذا أردنا أن ننظر إلى الاستخدام العملي لكلمة الحديث لوجدنا كما قال الإمام السيوطي رحمة الله عليه أن "الحديث إذا أطلق فيعنى به المعروف", لو قال لك رجل سمعت في حديث أو قرأت في حديث, أو قال لك أحد العلماء وفي الحديث كذا, ماذا تفهم من كلمة الحديث هنا؟
    أنت تفهم منها بداية أنه يتكلم عن الحديث المرفوع الذي ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا هو الأعم حقيقة والأشمل في الاستخدام أن يكون الحديث بمعناه المطلق أن هذا هو ما ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ينسب الحديث لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مقيدًا.

    فنقول مثلًا وهذا حديث موقوف على عمر رضى الله عنه, فهنا نعلم أن الحديث هنا ليس بمرفوع إنما موقوف على عمر, أما إذا أطلق وقلنا في الحديث وورد في الحديث فأنت تعلم منه بداية أن هذا يقصد به ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, هذا بالنسبة لمصطلح الحديث, ونحن نقول أيضًا هذا العلم من العلوم التي تختص بدراسة السنة.



    المصطلح الثاني: السُّنة
    ما هي السُّنة؟ كنا عرفنا قبل ذلك السنة ونكرر هنا تعريفها, فالسنة تعني في اللغة الطريقة أو السيرة, سواءً كانت الطريقة محمودة أو الطريقة مذمومة ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنة من كان قبلكم" حسنه الألباني, فهذا هو معنى السنة, طريقة إنسان، طريقة جماعة, طريقة مذهب, هذا يسمى في اللغة سنة.
    وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سنَّ في الإسلام سنة حسنة"صحيح مسلم
    أما بالنسبة للاستخدام الاصطلاحي فهنا اختلف العلماء في تعريف السنة وكما ذكرنا قبل ذلك أن مبعث هذا الاختلاف هو تخصص كل فئة فكل إنسان متخصص في فن معين في علم معين كان يعرف السنة على وفق هذا العلم.. فمثلًا عند علماء الحديث نجد أن السنة مرادفة للحديث, كلمة السنة مرادفة أصلًا للحديث, كما عرّفناه في الاصطلاح السابق, كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة وكذلك ما يضاف إلى الصحابة والتابعين.

    على الخلاف السابق أيضًا أن هناك من يقول أن السنة تختص بالمرفوع فقط دون الموقوف ولكن جمهور أهل العلم يعتبرون أن السنة تشمل كل هذا على الخلاف السابق, وإن كان أيضًا الأدق في الاستخدام عندما نتكلم عن السنة فنحن نتكلم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويختص أيضًا في السنة السنن المنسوبة إلى بعض الصحابة سن الخلفاء الراشدين, هذا هو الأدق في الاستخدام عندما ننسبه إلى السنة كإطلاق.
    إذًا السنة تعامل عند علماء الحديث كمصطلح الحديث نفسه, وفيه نفس الخلاف السابق كما ذكرنا, فجمهور علماء الحديث يستخدمون السنة بالمعنى الشامل الذي استخدموا به مصطلح الحديث, أما بالنسبة لعلماء التخصصات الآخرى فكان لهم آراء..

    مفهوم السُّنة عند علماء الفقه:

    كل إنسان, كل عالم يستخدم هذا المصطلح وفقًا لتخصصه فمثلًا لدى علماء الفقه عندما يتكلمون عن السنة, هم يتكلمون على مفهوم آخر مخالف تمامًا لمفهوم السنة عند علماء الحديث, فعلماء الفقه عندما يتكلمون عن السنة فهم يتكلمون على مصطلح تكليفي هو باختصار السنة عندهم ما يثاب فاعله ولا يذم تاركه, فهنا السنة لديهم مصطلح عملي تكليفي.

    وعند علماء الأصول:

    أما علماء الأصول فنظروا إلى وجهة نظر آخرى, فهم اعتبروا السنة لديهم هو كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل ويصلح أن يكون دليلًا شرعيًا, فهم هنا يبحثون عن الأدلة التي سيتعامل معها الفقيه, الشاهد أن لدي مصطلح سنة مصطلح واسع جدًا وإذا أردت أن تعرفه فعليك أن تعرفه وفقًا لما؟ للعلم الذي ستتعامل معه, هذا بالنسبة لمصطلح السنة, هناك أيضًا مصطلحات أخرى نسمعها كثيرًا ونقرأها كثيرًا مثل مصطلح الخبر, والأثر.



    المصطلح الثالث: الخبر
    ما معنى الخبر؟ الخبر في اللغة معناه النبأ وجمعه أخبار, أما من الناحية الاصطلاحية فعلماء الحديث اختلفوا في تعريف الخبر على ثلاثة مذاهب, المذهب الأول: قالوا أن الخبر مرادف للحديث, يعني معنى الخبر يساوي معنى الحديث, وهو جمهور المحدثين على هذا وأيضًا فيه نفس الخلاف الذي ذكرناه قبل ذلك, هل يا ترى الخبر يختص بالمرفوع أم يشمل معه الموقوف؟ يعني ما يكون مخصوصًا بالنبي صلى الله عليه وسلم أو ما يضاف إلي غيره من الصحابة أو حتى التابعين وهكذا, هذا هو المذهب الأول أن لديهم الخبر هو مرادف للحديث.
    المذهب الثاني: قالوا لا الخبر مغاير للحديث, الخبر ليس كالحديث إنما الحديث لديهم هو ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والخبر هو ما جاء عن غيره, جعلوا الحديث هو يوازي المرفوع والخبر هو الموقوف والمقطوع كما سنشرح المصطلحات بعد ذلك ومن هنا تمايزت بعض المصطلحات..
    يعني مثلًا نجد المشتغل بعلم الحديث كان يسمى لديهم المحدث, أما المشتغل بعلم الأخبار, الذي ينقل الأخبار وينقل التاريخ وهكذا فكان يسمى عندهم الإخباري, ونجد هذا دارجًا كثيرًا في استخداماتهم, هذا المذهب الثاني يقولون لا مصطلح الحديث غير مصطلح الخبر.

    المذهب الثالث: قالوا أن الخبر أعم من الحديث, فكل حديث خبر, وليس كل خبر حديث, فالحديث هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والخبر ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ما جاء عن غيره فالخبر لديهم أعم , يبقى إذا لدينا في تعريف الخبر ثلاثة مذاهب.
    المهم لدينا أن جمهور علماء الحديث يساوون بين مصطلح الخبر وبين مصطلح الحديث, لدينا أيضًا مصطلح الأثر ونحن نسمعه كثير.



    المصطلح الرابع: الأثر

    ما معنى الأثر؟ الأثر في اللغة هو بقية الشيء, أثر الشيء أي بقيته فيقال مثلًا آثار الأقدام على الأرض وهكذا.. أما بالنسبة للناحية الاصطلاحية فالعلماء اختلفوا في الأثر على مذهبين..
    المذهب الأول: أن الأثر مرادف للحديث, الأثر يساوي الحديث وهذا أيضًا قول جموع علماء الحديث, يقولون أن الأثر يساوي الحديث وهذا ما يدل عليه صنيع بعض العلماء منهم مثلًا الإمام الطحاوي رحمة الله عليه, فالإمام الطحاوي سمى كتابه "شرح معاني الأثر" وهو من الكتب المشهورة جدًا سواء في علم الحديث أو في علم الفقه "شرح معاني الأثر" في هذا الكتاب لم يقتصر في شرحه أن ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ضم إليه الآثار الواردة عن الصحابة وعن التابعين وغيرهم, فهنا نجد أن العلماء استخدموا مصطلح الأثر بما يساوي مصطلح الحديث.

    المذهب الثاني: قالوا الأثر مغاير للحديث, فالأثر هو ما أضيف إلى الصحابة والتابعين, أما الحديث فهو ما أضيف إلي النبي صلى الله عليه وسلم, يبقى خلاصة حتى لا يتشتت ذهننا, عند جمهور المحدثين الحديث يساوي السُّنة يساوي الخبر يساوي الأثر, هذه المصطلحات بمعنى واحد, الحديث والسنة والخبر والأثر, أما بالنسبة لتفاصيل الدراسة نحن قلنا أن علم المصطلح هو العلم الذي يتناول بالدراسة الإسناد والمتن, فما معنى الإسناد وما معنى المتن؟ بداية الإسناد..


    المصطلح الخامس: الإسناد

    ما هو الإسناد؟ الإسناد له معنيان المعنى الأول: هو عزو الحديث إليى قائله مسندًا, يعني أن أروي الحديث روي قول فلان ولكن بالسند فهذا يسمى إسنادًا.. أنا أسندت القول لم أأتك بالقول هكذا بغير إسناد أسندته إليك وهذا
    يسمى إسنادًا.
    والمعنى الثاني: أن الإسناد يساوي السند, الإسناد يساوي السند.. طيب ما معنى السند أصلًا؟
    السند: في اللغة هو المعتمد يعتمد على شيء استند على شيء, يعني اعتمد عليه تمام وهذا لعله أيضًا مستخدمًا في لغتنا الدارجة فنقول في لغتنا ساند على كذا فهذا الذي يستند على شيء يعني يعتمد عليه واستخدم هذا اللفظ في الناحية الاصطلاحية, لأن الحديث بالفعل يعتمد على هذا الإسناد.
    أما إذا أردنا أن نعرف السند من الناحية الاصطلاحية فله عدة تعاريف سأختصر على التعريف المشهور وإن كان ليس هو أدق التعاريف لكن سأقتصر عليه..

    يقول علماء الحديث أن الإسناد هو سلسلة الرجال الموصلة إلى المتن, كيف وصل إليَّ المتن؟ عن طريق حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا هذه تسمى سلسلة الإسناد سلسلة الرجال التي أوصلتني إليه, أريد أن أشير هنا إلى أن الإسناد من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا وجود له في أي أمة لا يوجد لدى أي أمة هذا العلم.
    ومن أقوال أهل العلم في أهمية الإسناد القول المشهور لابن المبارك "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال مَن شاء في الدين ما شاء".
    وقال الحاكم "لولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له وكثرة مواظبتهم على حفظه لدُهس منار الإسلام ولتمكن أهل إلالحاد والبدع فيه".


    المصطلح السادس: المتن
    ما معنى المتن؟, المتن في اللغة الشيء الصلب ما صَلُب من الأرض وكذلك ما ارتفع من الأرض, فالمتن في الاصطلاح عند علماء الحديث هو ينتهي إليه السَّند من الكلام حدثنا فلان عن فلان عن فلان ثم في النهاية يأتي القول أو يأتي الخبر هذا ما انتهت إليه هذه السلسلة يسمى لدي المتن فهذا هو المكون الأساسي لدي في دراسيتي سند ومتن، إسناد ومتن وهكذا.
    هناك أيضا بعض المصطلحات الآخرى التي اشتقت من الإسناد منها مثلًا المُسنَد والمُسنِد..


    المصطلح السابع: المُسنَد
    ما معنى المُسنَد؟ المسنَد في اللغة هو اسم مفعول من أَسند الشيء إليه فهو مُسنَد بمعنى عزاه إليه ونسبه إليه فما معنى المُسنَد في مصطلحات أهل العلم؟ المُسنَد له ثلاثة معانٍ عند العلماء:
    أولا يطلق المُسنَد على كل كتاب جمع فيه مرويات كل صحابي على حِدة يعني نأتي بالأحاديث فنصنف الكتاب على حسب الرواي, فنقول الحديث الذي رواه أبو بكر, فنأتي بالأحاديث التي رويت عن أبي بكر رضي الله عنه ثم الأحاديث التي رويت عن عمر رضي الله عنه وهكذا، فنحن نصف الكتاب على حسب المرويات رواية كل صحابي
    من الصحابة, هذا يسمى المُسنَد وهناك كتب سميت بالمُسنَد أشهرها مُسنَد الإمام أحمد رحمة الله عليه ويقال على
    المسنَد أيضًا.
    ثانيًا: الاستخدام الثاني للمُسنَد هو الحديث المرفوع المتصل سندًا يقال عليه مُسند فهذا الحديث كان له إسناد فهو مُسنَد.
    ثالثًا: وكذلك يقال على المُسند عند بعض العلماء يسمى السند بالمسند , يبقى إذًا هناك ثلاث استخدامات إما أن يطلق على الكتاب وإما أن يطلق على نفس الحديث أو يطلق على السند نفسه ولكن الاستخدام الأشهر كلمة المُسنَد تطلق على الكتاب كما ذكرنا الكتاب الذي جمعت فيه مرويات كل صحابي على حِدة.


    المصطلح الثامن: المُسنِد
    ما هو المُسنِد؟ فهو اسم فاعل من الإسناد, المُسنِد هو الإنسان الذي يروي الحديث بسنده يأتيك بالحديث مسندًا فهذا يسمى مُسنِد وأي ما كان هذا المُسنِد سواء على علم ودراية أو ليس على دراية بهذا الذي آتاك به يسمى عندنا مُسنِد لأنه آتاك بهذا الخبر, أو آتاك بهذا الحديث ومعه إسناده.
    لكن في المصطلحات عند المتأخرين المُسنِد يطلق في الغالب على الرجل الذي يكثر من رواية الحديث، الإنسان المكثر من الرواية حتى يعني يقال فلان مُسنِد زمانه هو اكثر من يسند في زمانه , فالشاهد لدي أن المُسنِد هو الذي يروي بالسند.


    المصطلح التاسع: المُحدِّث
    أما عن المحدث فهو لفظ يُطلق على كل من اشتغل بعلم الحديث من ناحية استخدام الحديث في الرواية أو من ناحية الدراية ويطّلع على كثير من الروايات وعلى أحوالها وأحوال السند والمتن وهكذا, لكن في الغالب يُستخدم لفظ المحدِّث على من يروي الحديث فقط الاستخدام الأخير أو المعاصر للمحدِّث هو الإنسان الذي يحدث ولا يشترط أن يكون ناقدًا في علم الحديث. يبقى في استخدام الحديث المحدِّث تساوي مَن يُحدِّث.


    المصطلح العاشر: الحافظ
    أما الحافظ ففيه قولان: إما أن الحافظ بتعني المحدِّث بنفس الاستخدام.. ولكن الاستخدام الأدق أن الحافظ درجة أعلى, الحافظ درجة أعلى في الرواية فهو الذي يحفظ, يعني حده بعض أهل العلم أنه هو الذي يحفظ مئة ألف حديث متنًا وسندًا طبعًا هذا رقم كبير جدًا مئة ألف حديث رقم كبير, لكن العلماء قالوا مئة ألف هذا بالمكرارات, يعني الذي يحفظ الحديث بأطرافه ورواياته ومكرراته وهكذا, فهذا يسمى عندهم الحافظ وهي درجة عالية بالطبع في علم الحديث ورواية الحديث.


    المصطلح الحادي عشر: الحُجة
    وهناك أيضا مصطلح آخر يستخدمه أهل العلم للراوي ألا وهو الحجة, ما هو الحجة؟ قيل فيه أنه مَن أحاط علمًا بثلاثمائة ألف حديثًا متنًا وسندًا بل وكذلك بأحوال رواته شرحًا وتعديلًا, هذا بالطبع هذا إنسان ذو منزلة عظيمة جدًا في هذا العلم.


    المصطلح الثاني عشر: الحاكم

    أما الحاكم،لفظ الحاكم قال عنه بعض أهل العلم هو من أحاط علمًا بجميع الأحاديث متنًا وسندًا حتى إنه لا يفوته منه إلا النذر اليسير, وهذا يعني حقيقة تعريف يكاد يكون مستحيل, يعني في واقع الأمر عسير جدًا أن أجد الإنسان الذي يحيط علمًا بكل المرويات وبكل الأحاديث متنًا وسندًا, حتى في استخدامات العلماء لم نجد هذا المصطلح كثيرًا والعالم المشهور جدًا الذي يطلق عليه لفظ الحاكم هو "الحاكم النيسبوري" صاحب المستدرك فهذا لم يطلق عليه الحاكم لأنه أحاط علمًا بكل الأحاديث كما هو هنا في هذا المصطلح إنما أطلقوا عليه الحاكم لأنه كان قد تولى منصب القضاء فميزوه عن غيره, فهذا مصطلح عسير التحقيق في الحقيقة.


    المصطلح الثالث عشر: أمير المؤمنين في الحديث
    وهناك أيضًا مصطلح مشهور أيضًا لدى العلماء ألا وهو أمير المؤمنين في الحديث, هو في الحقيقة لقب يُلقّب به أئمة الأحاديث الذين هم في أعلى درجات التوثيق, أعلى درجة في علم الحديث, اللي هما يُعتَبروا النقاد وأئمة الجرح والتعديل، جهابذة الرواية والدراية وهكذا..
    وهذا يعني اللقب أُطلق على كثير من أهل العلم منهم "الإمام شعبة بن الحجاج" و"سفيان الثوري", "إسحاق بن رهوي", "أحمد بن حنبل", و"البخاري", و"الدار قطني", و"ابن المتأخرين", "الإمام الحافظ بن حجر" رحمة الله عليهم أجمعين.. هذه بالنسبة لبعض المصطلحات التي أُطلقت على رواد الحديث.

    أما بالنسبة للكتب التي رويت بها الحديث, فلدينا بعض المصطلحات الخاصة بها, ذكرنا المُسنَد, هناك لفظ آخر أو مصطلح آخر أيضًا يسمى المعجم.


    المصطلح الرابع عشر: المُعجَم

    ما هو المعجم؟ المعجم أيضًا هو كتاب جُمعت فيه روايات كل صحابي على حِدة ولكن مع ترتيب أسماء هؤلاء الصحابة ترتيبًا يوافق ترتيب المعجم فيرتبون أسماء الصحابة ولا تكون متناثرة. هذا يسمى المعجم ومنها مثلًا: معاجم الطبراني, المعجم الصغير والأوسط والكبير, عندما تسمع كلمة المعجم اعلم أن هذا كتاب جمعت فيه مرويات الصحابة وكذلك هؤلاء الصحابة رُتبوا على ترتيب المعجم.


    المصطلح الخامس عشر: المستدرك

    هناك كتاب يسمى المستدرك.. ما هو المستدرك؟ المستدرك هو الحديث أو الكتاب الذي تم جمع الأحاديث التي تكون على شرط أحد المصنفين ولم يخرجها في كتابه بمعنى لدي عالم من العلماء وضع قواعد، وضع مجموعة من القواعد التي صنف بها كتابه فقال إذا جمع الحديث كذا وكذا وكذا سأضمه إلى كتابي فوضع بعض الشروط والقيود التي سيصحبها على بعض الأحاديث ثم يضمها في الكتاب..
    يأتي إمام آخر أو يأتي عالِم آخر بعده فيجد أن هناك بعض الأحاديث التي حققت هذه الشروط ولم يضمها هذا المُصنِف إلى كتابه.. تعالى مثلًا لدي كتاب البخاري, الإمام البخاري لديه بعض الشروط هذه الشروط وضعها وسحبها على بعض الأحاديث فقال هذه الأحاديث سوف أضعها بالكتاب، يأتي بعده الحاكم النيسابوري ينظر في بعض الأحاديث فيرى أن هذه الأحاديث حققت شرط البخاري ولكنه لم يضم هذه الأحاديث إلى كتابه فيقول هذه الأحاديث كان من المفترض أن تكون في كتاب البخاري فيكون قد استدرك على البخاري في صنيعه والكتاب المشهور المستدرك استدرك به على الإمام البخاري والإمام مسلم فهو المستدرك على الصحيحين.


    المصطلح السادس عشر: المُستخرَج
    ثم لدي لفظ آخر قريب من المستدرك اسمه المُستخرَج ما هو المستخرج؟ المستخرج هو كتاب يأتي فيه المصنِف بالأحاديث التي ذكرت في كتاب آخر, ويُخَرِج هذا الحديث بأسانيد لنفسه هو, مثلًا عندي الكتب أو الكتاب إذا كان كتاب البخاري, أو كتاب الإمام مسلم يأتي أحد العلماء بحديث روي في كتاب الإمام البخاري أو روي في كتاب الإمام مسلم, فيأتي بهذا الحديث يأتي بمتنه ثم يُخَرّجه هو بأسانيده هو التي لم تُذكر في كتاب الإمام الأول..
    فيأتي بحديث مثلًا وليكن "إنما الأعمال بالنيات" هو حديث في الصحيحين يترك الأسانيد التي ذكرت في الصحيحين ويأتي بهذا اللفظ ويخرجه هو بأسانيده هو، فهذا يسمى المُستخرَج, مثاله مثلًا "مستخرج أبي عوانة" و"مستخرج أبو نعيم الأصفهاني" على الصحيحين تمام , فهناك فارق بين المُستدرَك وبين المُستخرَج.

    المصطلح السابع عشر: الجامع
    نسمع أيضًا عن بعض الكتب لفظة الجامع.. الكتاب الجامع ما معنى الجامع؟ الجامعهو كتاب الأحاديث المرتب على الأبواب والذي يوجد فيه أحاديث شاملة في جميع موضوعات الدين وأبوابه, والعلماء قربوا هذه الأبواب وحصروها في ثمانية أبواب وهي: العقائد والأحكام والسيَر والآداب والتفسير والفتن وأشراط الساعة والمناقض , هذه الأبواب التي تشمل أغلب ما يحتاجه الإنسان في دينه.
    فالكتاب الذي جمع كل هذه الأبواب يقولون عنه هذا كتاب جامع, أي أنها جمعت للمسلم جُل ما يحتاجه في حياته وفي دينه بصفة عامة.
    منها مثلًا من أمثلة الكتب التي سميت بالجامع كتاب البخاري اسمه الأساسي "الجامع الصحيح المُسنَد المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه".
    كذلك كتاب الإمام مسلم "صحيح مسلم" اسمه الاساسي "الجامع المُسنَد الصحيح" وكذلك الإمام الترمذي اسمه أيضًا الجامع فاسمه كاملًا كما وجد على بعض النسخ "الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه
    وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل" فسمى كتابه بالجامع.

    المصطلح الثامن عشر: السُّنَن أو المُصنَّف
    هناك أيضا كتب مشهورة لدينا تسمى بالسنن ما هي السنن, ما معنى السنن؟ السنن وكذلك المصنفات الكتاب الذي يسمى بالسنن أو المصنف, هذه الكتب رتبت على أساس الترتيب الفقهي يعني الإمام جمع فيه الأحاديث وفقًا للترتيب الفقهي الذي يصنف فيه الفقهاء كتبهم.
    فالفقهاء يتكلمون عن العبادات ثم المعاملات والعبادات يبدؤون فيها بالطهارة ثم الصلاة وهكذا, فيأتي الذي يصنف في الكتاب السنن ويرتب أيضًا كتابه على وفق هذا الترتيب فيأتي أيضًا بكتاب الطهارة ثم كتاب الصلاة وهكذا ويضم إليها بعض الأبواب مثل كتب السنة مثلا أو كتب العلم أو الإيمان وغيرها.

    المصطلح التاسع عشر: الكتب الستة
    فظهرت الحقيقة العديد من الكتب التي سميت بالسنن منها مثلًا الكتب المشهورة بالكتب الستة نسمع كثيرًا مصطلح الكتب الستة ما معنى الكتب الستة؟ الكتب الستة هي كالآتي صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وسن النسائي وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة على خلافٍ بين أهل العلم في كتاب سنن ابن ماجة هل يا ترى هو الأولى أن يضم إلى الكتب الستة أو غيره؟ يعني هناك من يجعل من الكتب الستة كتاب الموطئ ومنهم من يجعل منه سنن الدارمي.

    ما معنى مصطلح الكتب السنة أصلا؟ هذه الكتب أهم الكتب التي صنفت في علم الحديث بصفة عامة , فاعتبروا أن هذه الكتب كانت فيها من الميزات التي تؤهلها أن تكون هي الكتب الجامعة التي تناقش كل الأمور التي يحتاجها المسلم في حياته.


    من مميزات الكتب الستة:

    فمنها يعني العلماء ذكروا مميزات هذه الكتب الستة فقالوا أنها جمعت بعض الخصائص التي لا تجتمع في غيرها منها مثلًا الانتقائية في وضع الأحاديث, يعني كل إنسان أو كل عالم وضع شروطًا انتقى بها كتبه, فمثلًا الإمام البخاري اشترط في كتابه الصحة فيقول مثلًا أنه انتخب هذا الكتاب، انتخب هذه الأحاديث من حوالي ستمائة ألف حديث, لديه هذه الذخيرة العظيمة من الأحاديث انتقى منها هذه الأحاديث ووضعها في كتابه.

    كذلك الإمام مسلم انتقى الأحاديث الصحيحة التي صحت لديه من بين ثلاثمائة ألف حديث, مثلًا الإمام أبي داود صرح أنه انتخب هذه الأحاديث التي لديه من بين خمسمائة ألف حديث, فنجد أنه اجتمعت لديهم الانتقائية في التصنيف لم يورد كل ما ورد لديه من الأحاديث إنما انتقى الأحاديث التي وضعها في كتابه.
    كذلك من مميزات هذه الكتب الستة الترتيب الجيد والتبويب على الأبواب الفقهية, فهذه الكتب تساعد الإنسان
    الدارس لعلم الفقه والمتعبد لله سبحانه وتعالى لأنه لن يتوه في كثرة هذه المرويات, إنما إذا أراد أن يدرس مسألة فقهية تختص مثلًا بالطهارة, فيكفيه أن يطالع كتاب الطهارة في هذه الكتب, ولا يحتاج إلى أن يبحث في مرويات كل صحابي مثلًا فلو تخيلت أن إنسانًا يريد أن يدرس كتاب الطهارة من مسند الإمام أحمد, مسند الإمام أحمد فيه أربعون ألف حديث فلو أردت أن تستخرج منه الأحاديث التي رويت في الطهارة سوف تبذل جهدًا عظيمًا, هذا بخلاف من كفاك كل هذا وجمع لك وصنَّف لك هذه الأحاديث التي تختص بباب الطهارة في مكان واحد, وبالتالي هذه الانتقائية تساعدك على الدراسة.

    كذلك الشمولية هذه الأحاديث كانت شاملة لكل الأبواب التي يحتاجها الإنسان في حياته ولها أثر مباشر في تعامله مع العلوم الشرعية, ثم من المميزات أيضًا هذه الكتب جلالة قدر المصنفين, فهؤلاء العلماء جهابذة ليس فقط في الرواية ولكن كذلك في علوم الدراية, وهم علماء ليسوا في مجرد المتون كذلك في نقد المتون ونقد الأسانيد وعلم الرجال وهكذا فكلهم أئمة أجلّة في هذا العلم.

    كذلك اعتماد هؤلاء العلماء على الحديث المرفوع فقط فجعلوا هذه المصنفات تختص بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهملوا إلى حد كبير ما جاء عن غيره, وبالتالي فالإنسان الذي يريد الاستدلال من السنة لم يجد أي صعوبة في أن يجد الأحاديث المسند التي يريد من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في مكان واحد.
    ثم كذلك من الأمور التي تختص بها هذه الكتب الاختصار, عامة هذه الكتب تتميز بالاختصار الجديد مقارنة بما لدى العالم من الذخيرة العظيمة من الأحاديث, فمثلًا كتاب الإمام البخاري اسمه "الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه".
    كتاب الإمام مسلم أيضًا كما ورد أو وجد على بعض النسخ اسمه "المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
    سنن الترمذي اسمه أيضًا "الجامع المختصر من السنن" وهكذا.. فإذن السمة العامة لهذه الكتب الاختصار فنجد أن هذه الكتب الستة جمعت بين الكثير من المزايا التي تميزها عن غيرها من الكتب لأجل هذا كانت لها هذه المكانة وكانت لها هذه العناية.

    المصطلح العشرون: الكتب التسعة
    ولدينا مصطلح آخر لدى العلماء يطلقون عليه مصطلح "الكتب التسعة" ما معنى الكتب التسعة هي الكتب الستة وضموا إليها ثلاثة كتب ألا وهي سنن الدرامي وموطئ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد فهذه من أهم الكتب التي يتعامل معها علم السنة وإن شاء الله في لقائنا القادم سنكمل الحديث عن السنة وبعض المباحث المتعلقة بها, أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36


    تم بحمد الله

    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-10-2016, 07:27 PM.
    عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

    تعليق


    • #3
      رد: مادة الحديث والمصطلح :: مصطلح حديث 1 ( إعادة بث دورة بصائر 1) :: دورة بصائر العلمية 2

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: مادة الحديث والمصطلح :: مصطلح حديث 1 ( إعادة بث دورة بصائر 1) :: دورة بصائر العلمية 2

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاك الله خيرا وبارك الله فيك اخيتي
        عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

        تعليق


        • #5
          رد: مادة الحديث والمصطلح :: مصطلح حديث 1 ( إعادة بث دورة بصائر 1) :: دورة بصائر العلمية 2

          جزاكم الله خيرًا

          تعليق

          يعمل...
          X