إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مادة السيرة والتراجم :: الدرس الرابع (مناهج التأليف في السيرة والتاريخ) :: دورة بصائر العلمية 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مادة السيرة والتراجم :: الدرس الرابع (مناهج التأليف في السيرة والتاريخ) :: دورة بصائر العلمية 2







    لماذا ندرس مصادر ومناهج السيرة؟؟
    فينبغي على دارس السيرة النبوية أن يكون عنده عناية ومعرفة بمصادر التي كتبت السيرة النبوية و مناهج المؤلفين الذين ألفوا
    - ليفهم طبيعة التأليف.
    - وكيف يستفيد من الكتب المؤلفة في السيرة النبوية.
    فيستطيع الإنسان أن يعرف ما هي الكتب التي يستفيد منها في سيرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من خلال معرفة المناهج يستطيع الإنسان أن يتعرف على ما يأخذ وما يترك، كيف يستفيد من هذا الكتاب وما يأخذه منه وما يترك، وكيف يستفيد من هذا الكتاب وما يأخذ وما يترك هكذا.

    أهمية دراسة سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم-
    فكما تحدثنا قبل ذلك أن دراسة سيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم-: هو البيان للمنهج العملي التطبيقي للإسلام وهو ينبغي علينا أن نوليه اهتمامًا كبيرًا لنستطيع أن نقتدي بهدي النبي –صلى الله عليه وسلم- في المواقف المختلفة ونتأسَّى بهِ
    1. وهذا له أثر كبير في تنمية فكر الإنسان.
    2. وفي توجيه فكر الإنسان.
    3. وكذلك في فهم سنن الله الكونية.
    4. وكذلك في فهم النواحي التربوية والإقتصادية والعسكرية والسياسية التي فعلها النبي –صلى الله عليه وسلم-.
    5. وكيف نقتدي بهِ نفهم الضوابط العامة لدين الله، المقاصد العامة لشريعة الله -عز وجل-.
    نستطيعُ أن نقف مع كل ذلك من خلال دراسة متأنية لسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- بطريقة منضبطة منهجية.



    ولمعرفة المزيد
    ندعوكم للتعرف على درس بعنوان

    مادة السيرة والتراجم :: الدرس الرابع (مناهج التأليف في السيرة والتاريخ) :: دورة بصائر العلمية 2
    للشيخ / عادل شوشة



    تفضلوا معنا في تحميل الدرس الرابع بجميع الصيغ

    مناهج التأليف في السيرة والتاريخ- الشيخ عادل شوشه








    الجودة العالية HD
    http://way2allah.com/khotab-mirror-127400-198933.htm


    الجودة المتوسطة
    http://way2allah.com/khotab-download-127400.htm



    الصوت
    http://way2allah.com/khotab-mirror-127400-198934.htm



    الساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/manaheg-taleef



    يوتيوب

    https://www.youtube.com/watch?v=p7zjY2XmOT0





    رابط تفريغ بصيغة pdf
    http://way2allah.com/khotab-pdf-127400.htm




    :..: موضوع خاص باستقبال أسئلة مادة السيرة والتراجم
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=312315




    فهرس مادة السيرة والتراجم -الشيخ -الدكتور محمد جودة و الشيخ عادل شوشه// دورة بصائر العلمية 2




    مثبــت: جدول الدورة العلمية بصائر 2

    مثبــت: موضوع مخصص لتلقي الاستفسارات والشكاوى الخاصة بالدورة العلمية بصائر 2

    مثبــت: مقاطع الدورة العلمية بصائر 2 | من إنتاج فريق الصوتيات
    مثبــت: مقاطع الدورة العلمية بصائر 2 | من إنتاج فريق المونتاج


    دعوة للجميع | آرائكم تهمُّــنا |دورة بصائر 2



    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر العلمية 2 من خلال هذا الرابط
    http://way2allah.com/category-578.htm



    لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله





    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 26-10-2016, 07:18 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

  • #2
    رد: مادة السيرة والتراجم :: الدرس الرابع (مناهج التأليف في السيرة والتاريخ) :: دورة بصائر العلمية 2



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حياكم الله وبياكم
    الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله

    أن يقدم لكم:
    تفريغ: مادة السيرة والتراجم:: الدرس الرابع
    (مناهج التأليف في السيرة والتاريخ):: دورة بصائر العلمية 2
    لفضيلة الشيخ /
    عادل شوشه


    سائلين الله -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسنات كل من شارك فيه
    وأن يبارك في فريق عمل التفريغ


    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا- ثم أما بعد:
    فأهلًا ومرحبا بكم -أحبتي في الله- مع دورة بصائر على موقع "الطريقِ إلى الله"
    وما زال الحديث متصلًا -أحبتي في الله -حول التأصيل لدراسة السيرة النبوية ولقاؤنا -بإذن الله عز وجل-
    في هذه الحلقة يدورُ حول
    مصادر ا لسيرة النبوية ومناهج التأليف فيها.



    لماذا ندرس مصادر ومناهج السيرة؟؟
    فينبغي على دارس السيرة النبوية أن يكون عنده عناية ومعرفة بمصادر التي كتبت السيرة النبوية ومناهج المؤلفين الذين ألفوا
    -
    ليفهم طبيعة التأليف.
    - وكيف يستفيد من الكتب المؤلفة في السيرة النبوية.
    فيستطيع الإنسان أن يعرف ما هي الكتب التي يستفيد منها في سيرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من خلال معرفة المناهج يستطيع الإنسان أن يتعرف على ما يأخذ وما يترك، كيف يستفيد من هذا الكتاب وما يأخذه منه وما يترك، وكيف يستفيد من هذا الكتاب وما يأخذ وما يترك هكذا.

    الإلمام بجميع الجوانب أمر هام
    مثلًا بعض المؤلفين كتبوا بطريقة سردية بحتة فالإنسان يأخذ منها هذا السرد، ويعرف ما يأخذ وما يترك من هذا السرد ثم بعد ذلك يقرأ في كتب أخرى عَنَوْا بمسألة التحليل والاستفادة من النصوص أو الطريقة الموضوعية للنصوص فإذا بهِ يضع النصوص في إطار موضوعي بفهم العلماء، ويفتح مجال للفهم في أن يستطيع الإنسان أن يستنبط الدروسَ والعبر من سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم-



    .
    أهمية دراسة سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم-
    فكما تحدثنا قبل ذلك أن دراسة سيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم-:
    هو البيان للمنهج العملي التطبيقي للإسلام
    وهو ينبغي علينا أن نوليه اهتمامًا كبيرًا لنستطيع أن نقتدي بهدي النبي –صلى الله عليه وسلم- في المواقف المختلفة ونتأسَّى بهِ
    1. وهذا له أثر كبير في تنمية فكر الإنسان
    .
    2.
    وفي توجيه فكر الإنسان
    .
    3.
    وكذلك في فهم سنن الله الكونية
    .4.
    وكذلك في فهم النواحي التربوية والاقتصادية والعسكرية والسياسية التي فعلها النبي –صلى الله عليه وسلم-
    .
    5.
    وكيف نقتدي بهِ، نفهم الضوابط العامة لدين الله، المقاصد العامة لشريعة الله -عز وجل-.
    نستطيعُ أن نقف مع كل ذلك من خلال دراسة متأنية لسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- بطريقة منضبطة منهجية.


    السيرة ليست مجرد قصص وسرد للأحداث
    لإن بعض الناس واخد دراسة السيرة على أنها شوية قصص تتقرأ قبل النوم وشوية حواديت ونحكي القصة وشيء تسجيلي وفقط، وسرد للأحداث دون الاستفادة من ذلك وبعض الناس يستنبط أحداثًا من نصوص لا تثبت ولا يعرف ما هي النصوص التي يصح أن يستنبط منها الفوائد والعبر والنصوص التي لا ينبغي لكونها ضعيفة، هذا أمر غاية في الأهمية



    مصادر كتابة السيرة
    1- القرآن الكريم
    إذًا أولًا نتحدث عن مصادر السيرة النبوية التي كتبت سيرة رسول الله–صلى الله عليه وسلم- المصدر الأول -كما أشرنا قبل ذلك أحبتي في الله- هو القرآن الكريم الذي اشتمل على الكثير من أحداث الرسول –صلى الله عليه وسلم- أو أحداث السيرة: سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- في العهد المكي وفي العهد المدني والأمثلة على هذا أكثر من أن تُحصى منها
    على سبيل المثال:
    - حديثُ القرآن عن بعض الغزوات وما جرى فيها:
    كغزوة الخندق
    وغيرها من الغزوات.

    2- كتب السنة والأحاديث النبوية الشريفة
    كذلك –أيضًا- من المصادر لدراسة سيرة رسول الله–صلى الله عليه وسلم- كتب السنة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثت عن أقواله –صلى الله عليه وسلم- وأفعاله، وتقريراته، وصفاته الخَلْقية، والخُلُقية
    3- أقوال الرسول
    لما نقول حديث الرسول–صلى الله عليه وسلم- تحدث عن أقوال الرسول يعني الكلام اللي اتكلم بيه النبي
    4- أفعال الرسول
    الأعمال التي فعلها الرسول ونتأسَّى بها كما وضحنا هذا في اللقاء السابق في مسألة أن الإنسان يعرف الأفعال التي فعلها الرسول –صلى الله عليه وسلم- للبيان ونفرق بينها وبين الأفعال التي فعلها على سبيل الخصوصية أو على سبيل العادة
    5- السنَّة التقريرية طب لما نقول تقريرات الرسول يعني إيه؟؟
    أشياء فُعلت أمام النبي والنبي أقرَّها، يعني سكت عليها؛ فإذا فُعل فعل أمام النبي وسكت بنسميه سنة تقريرية
    .
    تقريرية:
    النبي أقر هذاالفعل
    ، لأنه لو غَلَط؛ لا يقرُّه الرسول –صلى الله عليه وسلم- ومن هنا يتبين أن في حاجة اسمها سنة تقريرية
    6-كذلك الأحاديث التي تباينت عن صفات الرسول في أخلاقه وكذلك في خلقته
    –صلى الله عليه وسلم- هذا مصدر من مصادر السيرة النبوية.
    7- ما حَوتْهُ كتب الحديث
    كتب الحديث التي عنت بأحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم–فيها أبواب الجهاد وفيها أبواب للسير وأبواب للمغازي التي تسرد أحاديث المصطفى –فيما يتعلق بالغزو وبالجهاد وبالدعوة إلى الله والأذى الذي لحق النبي صلى الله عليه وسلم- ومن معه وهكذا؛ فهذا أيضًا مصدر من مصادر معرفة السيرة كتب الأحاديث النبوية
    .
    8- كتب الشمائل
    من المصادر كتب الشمائل؛ الشمائل أي الكتب التي تضمنت أخلاق الرسول –صلى الله عليه وسلم- وهدي النبي –صلى الله عليه وسلم- وصفاته، وعاداته،وفضائله.
    وأشهر كتب الشمائل:
    كتاب الشمائل المحمدية
    للإمام الترمذي -عليه رحمة اللهِ تعالى- وثمَّ تحقيق ماتع لهذا الكتاب لمختصر الشمائل لهذا الكتاب -للعلامة الشيخ الألباني عليه رحمة الله- يستفيد منه طالب العلم استفادة عظيمة.
    9- كتب السِيَر والتاريخ
    ثم كتب السير والتاريخ حيثُ صنف بعض المؤلفين والمؤرخين كتبًا مستقلة جمعت أحداث السيرة.


    تذكرة بما سبق من بعض مصادر كتابة السيرة
    يبقى أنا عايز آخد السيرة
    - الأول عندنا القرآن الكريم.
    - عندنا ما ورد في كتب الحديث الشريف.
    -
    ما ورد في الحديث عن شمائل النبي –صلى الله عليه وسلم- وأخلاقه وصفاته كتصنيفات مستقلة .
    -
    كذلك معرفة كتب التي عنت بجمع أحداث سيرة الرسول، وغزوات النبي، وبعوث النبي، سرايا النبي وما جرى معه –صلى الله عليه وسلم- من أحداث خلال مراحل دعوته وحياته –صلى الله عليه وسلم-. ومن أوائل عشان نعرف التصنيف اللي صنف في السيرة مستقل



    من أوائل من اهتم بكتابة السيرة النبوية من الرواة:-
    عرُوة بن الزبير.
    -
    وأبان بن عثمان.
    - وراوي اسمه وهب بن منبه.
    -
    والإمام الزهري -عليه رحمة الله-.
    -
    وعاصم بن عمر بن قتادة.
    -
    وموسى بن عقبة.
    -
    ومحمد بن إسحاق.

    محمد بن إسحاق
    محمد بن إسحاق من عنده؛ من أوسع من كتب في سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- حيث كتب في السيرة التي رواها الرسول بشيء من التوسع، يعني كان قبله مثلًا عروة أو ما شابه يكتب شيء عن الغزوات، وكان المعظم يؤلف في الغزوات في سرايا النبي –صلى الله عليه وسلم-، غزوات الرسول –صلى الله عليه وسلم- لما جاء عصر محمد بن إسحاق فإذا بهِ ابتدأ يكتب محمد بن إسحاق كتاب في السيرة النبوية كتاب واسع.
    ابن هشام

    جه إمام اسمه الإمام بن هشام إذا بهِ هذب سيرة ابن إسحاق؛ لإن سيرة ابن إسحاق معمولة بطريقة فيها نوع من التوسع الكبير فأتى وهذبها وأصبحت تٌعرف بسيرة ابن هشام.
    وكذلك كتب من المصنفين اللي صنفوا السيرة واحد اسمه الواقدي

    الواقدي كتب كتابًا في السيرة معروف بمغازي الواقدي ثم جاء المؤرخون المسلمون واحنا هنتحدث عن الواقدي ودرجته في علم الحديث. احنا دلوقتى تعريف عام بالكتب في السيرة.


    المؤرخون المسلمون وكتابة الموسوعات
    جاء المؤرخون المسلمون بعد ذلك الذين دونوا الموسوعات التاريخية الإسلامية المشهورة يبقى دول صنفوا تدوينات في سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم-. جه بعد ذلك من بسط بسطًا كبيرًا كالإمام الطبري -عليه رحمة الله والإمام ابن الأثير،والإمام الذهبي اعتنوا بتسجيل السيرة مفسَّرة، مفسرة باعتبارها بداية التاريخ الإسلامي.
    وأول من وصلنا كتابه في هذا المجال هو التفصيل الكبير كتاريخ للمسلمين، وتفصيل كبيركتاب الإمام الطبري اسمه "تاريخ الرسل والملوك" اسم الكتاب تاريخ الرسل والملوك.
    الإمام الذهبي
    وأدق من كتب بهذه الطريقة؛ الطريقة تفصيلية؛ على اعتبارها تاريخ الإسلام الإمام الذهبي وهو عالم من علماء الحديث ومؤرخ وعالم كبير صنَّف كتابًا اسمه "تاريخ الإسلام" الكتاب ده 52 مجلد أخرجه في اثنين وخمسين مجلدًا -عليه رحمة الله- فهذا من الذين عنوا بالتفصيل في كتابة تاريخ الإسلام والسيرة بشيء من التفصيل.
    العلامة ابن كثير والنقلة النوعية في كتابة السيرة
    لكن العلامة ابن كثير وهو عا
    لم مفسر وعالم حديث، وهو تلميذ لشيخ الإسلام ابن تيمية -عليه رحمة الله- حقق نقلة نوعية في كتب السيرة أوفي التأليف في السيرة النبوية بكتابه أو موسوعته التاريخية المسماة "
    البداية والنهاية" حيث حرص على أن يكون كتابه موسوعة غير مسبوقة في السيرة، ليس فقط من حيث التوسع في جمع معظم الروايات الواردة بشأن السيرة من شتى كتب الحديث والسيرة، يعني أخذ كل ما يتعلق بالسيرة من كتب الحديث وكتب السيرة وما كتبه المتقدمون إلى غير ذلك ولكن أيضًا من حيث التوسع في تحقيق الروايات ونقدها وتبيين صحتها من ضعفها وإن كان لم يستوعب؛ لكنه بدأ ينقد هذه الروايات، وإن كان لم يفعل ذلك في كلالروايات؛ لأسباب تتعلق بمنهج عصره ليس هذا مقام مجال شرحها.يعني الإمام ابن كثير بدأ في فكرة نقد الروايات
    وإنه مش مجرد سرد لأ؛ الرواية دي يجب نشوف هل هي ثابتة ولا مش ثابتة وتقبل ولا متقبلش بمعايير أهل السيَر، ودراسة الإخباريين، وفي أمور يُتساهل في سردها وعرضها حتى لو فيها بعض ضعف، وأمور لا يصح التساهل فيها؛ فبدأ يفعل ذلك حط منهج أو لبنة لهذا وإن كان لم يستوعب في كتابه "البداية والنهاية" لكن ادَّى فكرة كيف تَدْرُس السيرة، كيف تقرأ، كيف نستطيع أن ننتقد متون السيرة النبوية.

    جميع هذه الكتب ترسم لنا حياة الرسول –صلى الله عليه وسلم-
    ولا شك أن أي كتاب من هذه الكتب التي أُلفت في بيان سيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- ما كان ليُغني عن بقية الكتب؛ فالكل له منهجه الذي يُستفاد منه؛ فجميع هذه المراجع والمصادر لدراسة السيرة جاءت لترسم لنا صورة حية واقعية لما كان يتمتع به النبي –صلى الله عليه وسلم- من صفات جليلة وخصال حميدة؛ لتكون لنا نبراسًا ونورًا نقتدي به .


    لماذا ندرس السيرة ؟
    لكن من المهم جدًا أن ندرس السيرة:
    1.
    لاستنباط الأحكام
    .
    2.
    واستلهام الدروس والعبر، ومحاولة تطبيقها وربطها بالواقع
    .
    3.
    وليس الغرض هو مجرد الوقوف على الوقائع التاريخية أو أن تُسرد سرد قصصي وفقط.
    لذلك ينبغي علينا أن نعرف
    ك
    يف نستفيد من كتب السيرة التي تحدثنا عنها

    -أحبتي في الله-
    وهذا نستطيع أن نقف عليه من خلال الحديث عن مناهج تأليف السيرة النبوية لهذه المصادر التي أشرنا إلى بعضها والى أهميتها وإلى تناولها لجوان بمختلفة من سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم-
    هذه الكتب وهذه المصادر أصحابها لهم مناهج؛ فينبغي أن نتعرف على منهج المؤلف لنعرف كيف نستفيد هذا التأليف وكيف وما الذي نأخذ، وما الذي ندع، وما إلى غيرِ ذلك.


    الإسنادُ من الدين
    فأولًا: عندنا من المناهج في التأليف في السيرة منهج المحدثين
    من هم الحدثون؟
    ولما نقول المحدثين يبقى إذن هم: من التزم بقواعد علم التحديثفي كتابة السيرة النبوية
    يعني إيه قواعد التحديث؟؟ المحدثين بيعتمدوا عندهم قاعدة في هذا اسمها
    الإسنادُمن الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
    اللي عاوز أي حاجة يقولها يقولها
    .
    سبب اللجوء للإسناد
    كان الصحابة ببساطة شديدة كلهم عدول وكان الأمور مبناها على الصدق والعدل؛ لما وقعت الفتنة بعد ذلك بين معاوية -رضي الله عنه- وبين علي -رضي الله عنه- وحدثت الفتن وظهر أصحاب المناهج المنحرفة من الشيعة الروافض كقسم من أقسام الشيعة، والخوارج بدأوا بعد ذلك يكذبوا في سرد الأحداث أو في الروايات، علشان خاطر يأتي بما يُعضِّد منهجه فإذا به يقع في أخطاء فمن هنا لما وقعت الفتنة قالوا: سمُّو لنا رجالكم، قلنا بقى انت جايب الكلام ده منين؛ ما هو واحد مبطل عاوز ينصر عقيدته، مش لاقي من النصوص الشرعية الثابتة ماينصر الباطل اللي هو عليه أو الفهم المعوج اللي هو فيه يعمل إيه؟؟ يخترع حديث يقول خلاص قال النبي كذا. قالك بقى لأ، انتَ سمعته منين؟؟
    الله عز وجل تكفل بحفظ هذا الدين
    وهذا العلم -أحبتي في الله- من العلوم التي حفظت على الأمة دينهم -بفضل الله سبحانه وتعالى- لأن الله -سبحانه وتعالى- تكفل بحفظ هذا الدين فوفق هذه الأمة لعلم الحديث، هذا العلم الذي فيه اعتنى بكل ما صدر عن النبي –صلى الله عليه وسلم-.
    ومن تكلم في الأحاديث.
    كل راوي تكلم في أحاديث النبي–صلى الله عليه وسلم- أوروى حديث عند المسلمين سيرته وحياته وأخلاقه، ومين مشايخه، ومين تلامذته، وكان درجته في الصدق، إيه بل أبعد من كده؛ لما بيتكلم بيغلط ولا مبيغلطش، طب لما بيغلط أخطائه كتير ولا أخطائه قليلة؟ يعني فيه واحد يأخد حديث ينقله يزود كلمة وواحد تاني مجموعة بيسمعوا حديث واحد يشذ يسمع حاجة غلط أو يضيف حاجة من عنده وهمًا فيغلط، إلى غير ذلك. فجاء علماء الحديث حددوا كل راوي عشان نعرف نستفيد منه ازاى؛ وناخد رواية ولا ما نخدش فوضعوا لك قواعد اسمها قواعد علوم الحديث وأنتم –طبعًا-تدرسون في هذه الدورة شيئًا من قواعد الحديث ومصطلح الحديث مع الدكتور محمد -بارك الله فيه-.
    فالشاهد من هناقواعد الحديث حفظت على الأمة دينها -بفضل الله سبحانه وتعالى- فمن هنا منهج المحدثين هو منهج أولاً لما تروى حاجة أرويها بإسناد؛ الإسناد من الدين.

    قاعدة: من أسند فقد أحالك
    وعندهم قاعدة تانية اسمها من أسند فقد أحالك، علشان نعرف برضه نستفيد من الكتب ازاي؛ من أسند فقد أحالك يعني إيه؟؟ يعني مادام أنا جبتلك الإسناد أنا بأحيلك على الإسناد،بأقولك خذ الكلام دوت لما يكون الإسناد ده صحيح.

    الإسناد اللي هو إيه اللي هو سلسلة الرجال الموصلة للمتن
    يقولك اللي هو حدثني مالك عن نافع عن بن عمر مالك نافع بن عمر عن رسول الله. إذًا دول اسمهمالإسناد الرواة اللي رووا الأحاديث بعضهم عن بعض النبي ادّى للصحابة، الصحابة ادُّوا للتابعين التابعين ادُّوا لأتباع التابعين إلى أن دُونت في أمهات الكتب –بفضل الله- في صحيح البخاري ومسلم، أبو داوود الترمذي، النسائي، ابن ماجه، وغيرهم منأئمة الحديث. الشاهد إن ده اسمه الإسناد إن أنا الطريقة اللي الحديث ده أو الموقف ده اتنقل من النبي للصحابة للتابعين لأتباع التابعين لغاية الكتاب اللي دون فيه هذا النص -بفضل الله سبحانه وتعالى- هذا الإسناد بقى يقولك من أسند فقد أحالك يعني إيه؟؟ كان زمان الناس عندها علم كبير بمسألة الإسناد فكان بيكتفي مش زي دلوقتي.
    دلوقتي مثلًا يقولك إيه في حديث كذا كذا والحديث صحيح أو موضوع أو ضعيف أو ضعيف جدًا أو شاذ بدِّيك حكمه المشتغلين بالحديث يدُّوا حكمه للناس، لكن زمان كان يكتفي بإنه يقولك الإسناد وهو من خلال الإسناد يفهم الكلام اللي وراه ده صح، يعني يقبله كله ولا ميقبلوش ولا يقبل بعضه ولا ميقبلش


    .
    لماذا رويت الأحاديث الضعيفة وغيرها؟؟
    طب واحد يجى يسألني ويقولى طب لو هو الإسناد فيه راوي كذاب –مثلًا- أو راوي ضعيف هو ليه بيرويه؟؟ ما كان ميرويهوش من الأصل لا ده هنا مهم جدًا.
    عشان حاجتين:1. لو الراوي كذاب بيبتدي يروي الأحاديث اللي هو رواها علشان يحذر منها، يبقى انت تبقى فاهم إنالنصوص دي علشان بعد كده الناس بتيجي تختصر فيقولك النصوص دي من شأها من الراوي دههو يعني مثلًا في كتب السيرة بالذات اللي كتبوا في السيرة، في راوي اسمه ابي مخنف، ابي مخنف ده راجل شيعي رافضي كذاب بيحاول يدخل مبادئ ما يُعضد منهج الرافضي في أثناء الروايات ويكذب ويدخلها كده.طيب هنا لما يجي مثلًا إمام زيالإمام الطبري يروي أحاديث أبي مخنف هذا هو بيرويها ليه؟؟ علشان تبتدي تجمعها وتسردها وتعرف إن دي بتاعت أبي مخنف علشان أما تيجي الأسانيد تتحذف بعد كده ميقولكش ده كان في السيرة يقولك آه ده كانمروي في السيرة بس خلِّي بالك إن الراوي أبي مخنف، بيبقى ده تسجيل وتمحيص لرواياته علشان تتْعِرِف رواياته فنحذر منه آدي أول
    شيء

    .
    2. الشيء التاني
    لو الراوي ضعيف بس الضعيف ده ممكن واحد تاني يروي نفس المروي ويكون ضعيف فيعضده، يرتقي من الضعف للحسن فهو بيروي الإسناد الضعيف جايز يكون فيه عالم تاني عنده إسناد تاني فيبقى حفظ الإسناد على الأمة؛ لقينا إسناد يرقيه يبقى الحمد لله، مالقناش إسناد يرقيه يبقى هنسيبه ضعيف زي ما هو يبقى هورويه؛ تأدية لأمانة العلم، حفظًا للعلم، بيان للعلم ده أصل من الأصول. لإن بعض الناس بيسأل


    هي ليه الكتب ديه فيها الأحاديث ديه أوالأسانيد ديه؟
    لا ديه مهم إنها تكون موجودة:
    - علشان أعرف الصحيح من الغلط.- تدوين أحاديث الكذابين؛ لكي نحذر منها.- تدوين العلم نفسه بأسانيده علشان أعرف إيه اللي آخده وإيه اللي أتركه، بل وممكن حادثة تكون مروية بإسناد ضعيف نلاقي لها إسناد ضعيف في كتاب آخر يرقيها؛ فواجب على العالم إن هو يفعل ده علشان هو يبرأ عهدته عمل حاجه اسمها ايه؟ اسمها من أسند فقد أحالك، يعني كان حريص إن لما يجي يحكي قصة أو موقف أو يرد نصًا أو ما شابه يرويه بالإسناد، ديه اسمها طريقة المحدثين
    .
    يبقى طريقة المحدثين
    هي عبارة عن إنهو الآن
    هيلتزم في أحداث السيرة إن هو يذكر الأسانيد سواء كانت الأسانيد صحيحة أو كانت الأسانيد ضعيفة أو مرسلة أو موضوعة أو ما شابه،هو بيرويها ويحيلك إلى الإسناد
    فانت تعرف من خلال الإسناد إيه اللي تاخده وإيه اللي ماتخدوش فهذه هي طريقة المحدثين.


    من استخدم طريقة المحدثين؟
    ومن المحدثين الذين فعلوا ذلك
    -الإمام البخاري -عليه رحمة الله-ضمن صحيحه عمل قسم اسمه قسم المغازي فالمغازي والفضائل وما إلى غير هذا، هذا نوع من السيرة.
    - وكذلك الإمام مسلم -عليه رحمة الله تعالى- فعل ذلك في صحيحه؛ فالبخاري ومسلم رووا بس اختلفوا عن غيرهم إنهم االتزما الصحة.


    أنواع المحدِّثين
    1- آه يبقى فيه محدثين لما رووا التزم الإسناد وبس.2
    -
    وفيه محدثين لما رووا إنه يحيلك على الإسناد وانتمن خلال الإسناد تعرف ايه اللي تاخده وايه اللي ماتخدهوش.
    3-فيه بعض محدثين لما رووا قالك لا أنا هلتزم الصحة في الروايات؛ فابتدى الأحاديث اللي أسانديها ضعيفة يسيبها واللي أسانيدها ثابتة يذكرها زي البخاري ومسلم -عليهما رحمة الله تعالى-يبقى إذن الإسناد له شأن عظيم هذا باختصار شديد جدًا هو منهج المحدثين في عرض السيرة النبوية.-بفضل الله سبحانه وتعالى- اعتنى أصحاب مدرسة الحديث بالسيرة بالتأليف المستقل أو بتخصيص بعض الأبواب في المسانيد والسنن مثل:
    -
    الشمائل.
    -
    والدلائل.
    -
    والمغازي.
    كما تحدثنا عنها قبل ذلك
    ولقد لقيت السيرة النبوية في كتب الحديث عناية كبيرة من النقد والتحقيق لأنها نُقلت بالأسانيد ومادام فيه أسانيد حنقدر نعرف إن هي صحيح ةولا ثابتة ولا لأ، نستطيع ناخدها ولا نستطيع ان احنا مانخذهاش ولكن ينبغي ملاحظة منهج المحدثين عند التعامل مع الرواية التاريخية الرواية التاريخية غير الرواية المروية في الحلال والحرام فالمحدثين بهذا يتساهلون في رواية الأخبار التاريخية كما حدث ذلك عند خليفة بن خياط وعند الطبري وعند محمد ابن اسحاق؛ فأحيانًا ينقل ويحيل للإسناد؛ وبهذه الحالة يحيل للإسناد وانت من خلال الإسناد تعرف تعرف ان هنا في نصوص.
    طب ليه بردوا ذكر الأحاديث والأسانيد الضعيفة بردوا زي ابن اسحاق كده حتى المقاطيع والمراسيل رواها؟ لإن انت لو جيت اعتمدت على الأسانيد الصحيحة بس؛ مش حتعرف تجيب الأحداث التاريخية متصلة؛ لكن من خلال كله جاب الأحداث متصلة؛ وانت تفهم تستنبط الدروس والفوائد والعبر من خلال الأحاديث الثابتة الصحيحة الأسانيد الصحيح؛ طيب ما يتعلق بمجرد إخبار وحكاية ووصف الأماكن ووصف الأشخاص؛ اهو ده يبقى من باب السرد التاريخي فقط لا حرج فيه؛ هكذا تكون مراعاة عند النظر في هذا الباب يبقى المحدثين تساهلوافي رواية الأخبار من باب تكملة الوقائع وفهمها فهمًا عامًا، لكن الاستنباط بيكونمن الأحاديث الثابتة الصحيحة.
    يبقى ديه اسمها منهجية طريقة المحدثين الاعتماد علىالأسناد ونقد الأسانيد والمتون وكذلك من خلال الإسناد يتبين ما يؤخذ وما يترك وإنوجد تساهل في الأخبار التاريخية عند بعضهم.
    يبقى ده المنهج الأول في مناهج طريقة التأليف

    .
    المنهج الثاني في مناهج التأليف: منهج المؤرخين
    عندنا المنهج الثاني في مناهج التأليف منهج المؤرخين.المؤرخين سلك المؤلفون في التاريخ منهجين متقاربين في ترتيب كتبهم اللي هو على سبيل التأريخ بس مش بطريقة المحدثين اللي هو بيسموه الإخباري، الإخباري ده يعني ايه؟
    منهج الإخباري

    لو عايزين نبسط مسألة الاخباري حنفرض مثلا شبيه لمسألة الصحفي نازل في مكان حصل حادثة أو المكان فيه شئ مشهور ينزل يسمع من الناس ايه اللي حصل؟ يقوله كذا كذا؛ فلان قال كذا كذا؛وقيل كذا كذا؛ وفلان قال كذا وكذا؛ وقيل كذا كذا؛ بغض النظر مين اللي قال هو بيحكي اللي اتقال عن الحادثة المشهورة ديه. فمن خلال اللي اتقال في الحادثة المشهورة ديه بيجمع كل اللي اتقال فيها. من خلال جمع كل اللي اتقال فيها بيستطيع إن هو يتبين الأقرب من اللي اتقال بغض النظر عن قائله.
    يعني مثلًا معظم الناس قالوا حاجه واحد تاني قال حاجه مختلفة خالص ده بيعتبره إن ده هو اللي مخالف ماياخدهوش، مع إنه محددش الأشخاص اللي قالوا الحاجه ديه، ده اسمه طريقة الإخباري.
    لذلك في الحاجات الإخبارية المحضة اللي مش مستنبط منها أشياء في العقائد أو في التربية أو المنهج أو كده ممكن إن احنا ناخذ ما أجمع عليه أهل التواريخ، أما ما وصفوه أهل التاريخ بالشذوذ أو ما شابه مايخدوش ثقة أولًا فيالمؤرخ نفسه إنه ثقة عدل أمين وإن هو جمع ذلك وإن هو وافقه فلان ووافقه فلان ووافقه فلان في حكاية الأشياء، لكن هآجي استنبط حكم شرعي لازم يكون إسناد صحيح ثابت، لكن علشان نفهم ازاي نستفيد من مناهج المؤلفين وناخذ الاستفادة القصوى. لإن بعض الناس بيحاكم كل النصوص سواء كانت تاريخية أو وصفية على طريقة المحدثين فيهدركمًا كبيرا من السير، ويهمل إن المحدثين نفسهم تساهلوا في هذه الجزئية، وبعض الناس بيهمل الجزئية ديه كلها وكل اللي اتقال في كتب السير يحكيه مادام حكاه المؤلفين،فأيضًا يحكي أشياء غير ثابتة ويتسنبط منها فوائد ونصوص فهذا لا ينبغي، فلازم نفهم المنهجية وازاي نستفيد من كل منهج بهذا الإسلوب

    .
    طريقة التنظيم الموضوعي
    إذن منهجية المؤرخين الأن سلكوا المؤرخين اللي ماعتمدوش على الأسانيد أنما حكاية كل ما قيل أومعظم ما قيل طريقة اخبارية متقاربة طائفة اتخذت حاجة اسمها التنظيم الموضوعي مع مراعاة الترتيب الزمني في سوق الموضوعات سواء كان ذلك في تواريخ الأمم السابقة أو التاريخ الإسلامي بعد البعثة النبوية يبقي هكذا ادي طائفة حرص على التنظيم الموضوعي.
    يقولك مثلًا حادثة الفيل ادي موضوع ويقولك الأحداث التي وردت تحته هكذا، مثلًا قصة حفر بئر زمزم،هكذا قصة عبد المطلب مع أبرهة ويحكي تحتها، ديه اسمها طريقة موضوعية لهكذا ، بيجيب المواضيع وبيراعي المواضيع بالترتيب الزمني؛ اللي حدث الأول بيجيبه الأول؛ واللي حدث الثاني بس بيديلها تبويب موضوعي. طب فيه طائفة اتبعت التنظيم الموضوعي في تاريخ ما قبل البعثة النبوية لعدم وجود تاريخ زمني يبقى الحاجه اللي قبل بعثةالنبي صلى الله عليه وسلم يعملوها بطريقة موضوعية مواضيع ويحكي اللي حصل تحتالموضوع ده.
    طريقة التاريخ الحولي
    لكن لما يأتوا للتاريخ الإسلامي رتبوا الأحداث حسب السنوات الهجرية وهو المعروف بالتاريخ الحولي حيث يسرد حوادث كل سنة، حوادث السنة الأولى من الهجرة؛ ايه اللي حصل فيها بقى يجيب كل اللي حصل في السنة الأولى منالهجرة، حوادث السنة التانية من الهجرة ويحكي كل اللي حدث في السنة الثانية من الهجرة، وهكذا، مرتبة ترتيبًا زمنيًا.يبقى فيه طريقة باختصار بيألف من المؤرخين طريقة الإخباريين غير المحدثين بطريقة موضوعية، وفيه اللي بيألف بطريقة سردية لحسب السنوات والتسلسل الزمني للأحداث
    .
    من اتبع منهج الترتيب الموضوعي والترتيب الحولي؟

    من الذين اتبعوا منهج الترتيب الموضوعي عالم اسمه أبو حنيفة الدنواري هذا هو الذي ألف بطريقة ترتيب موضوعي، اللي مشى بطريقة ترتيب حولي يعني بالسنين الحادثة الأولى التانية، الإمام خليفة بن الخياط والإمام محمد ابن جرير الطبري وهو من أعظم من ألفوا في السيرة في التواريخ في كتابه
    تاريخ الأمم والملوك
    الشاهد هذا بالنسبة لطريقة المؤرخين.

    الطريقة الثالثة في مناهج التأليف: منهجية من جمع بين صفتي المؤرخ والمحدث
    طب عندنا طريقة ثالثة في مناهج التأليف والتدوين لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو منهجية من جمع بين صفتي المؤرخ والمحدث؛ جمع بينا لطريقيتين. يبقى عندنا واحددون لنا السيرة بطريقة المحدثين أسانيد، وواحد تاني طريقة إخباريين -بالطريقتين اللي احنا ذكرناهم ترتيب حولي أو ترتيب موضوعي- وعندنا منهجية في من جمع بين صفتيالمؤرخ والمحدث.فبعض المؤلفين جمع بين ذلك مثل محمد بن اسحاق، وخليفة بنخياط، ويعقوب بن سفيان الفاسوي، ومحمد بن جرير الطبري، أفادوا من منهج المحدثين بالتزام سرد الأسانيد -ده منهج المحدثين- ومحاولة إكمال صورة الحادث عن طريق جمع الأسانيد أو سرد الروايات التي تشكل وحدة موضوعية في مكان واحد.يبقى سلكوا موضع بدأ يجيب الأسانيد ويجمع الروايات والفجوات الزمنية اللي مش واردة في الأسانيد ياخدها من الإخباريين ويضعها ويعزوه اللإخباري اللي هو رواها، بحيث إنه يخلي الصورة متكاملة في السرد التاريخي.يبقى المنهج اللي سلكه ابن اسحاق حاول أن يجمع فيه بين المحدثين أو منهج المحدثين يعني القائم على الأسانيد لغرض التوثيق العلمي؛ وبين منهج الإخباريين المتحررين من الالتزام بالأسانيد أصلًا والتي كانت سمة العلم المعروفةفي ذلك العصر، كانوا يرووا الأخبار يرووا بدون إسناد؛ يعني الإخباري. ولعله كان يهدف يعني ليه عمل كده؟ يهدف إلى إخراج السيرة النبوية في صورة مترابطة الأجزاء متسلسلة الأحداث ليسهل على الناس حفظها.وقد لقيت سيرته قبولًا عامًا عند عامة المسلمين خاصة بعدالتهذيب والاختصار الذي أجراه الإمام ابن هشام فأصبحت سهلة الحفظ والتلقين للطلبة والمبتدئين وللعوام.وجاء بعد ذلك بعد ابن إسحاق الواقدي وابن سعد، أما الواقدي فقد تقدم خطوة على ابن اسحاق أنه ابتعد شويتين عن طريقة المحدثين، يعني أحيانًاي جيب أسانيد؛ وأحيانا ما يذكرش وما يذكرش أكتر اعتمادًا على طريقة الإخباريين وفعلذلك فهذا ما حدث منهم. فالواقدي إذن صاغ المغازي في نسق واحد مترابط في الأسلوب وصاغ ألفاظ الرواة، لكنه تساهل نوعًا ما في نقل الأسانيد الواردة في هذا الباب. وبفضل الله سبحانه وتعالى بهذه الطرق التي يعني اعتمدها العلماء أخذوا أو حافظوا على كل ما روي في تاريخ الإسلام وأصبح لنا بفضل الله سبحانه وتعالى منهج متكامل أمامنا نعرف ماذا نأخذ وماذا ندع من خلال الأسانيد التي انتهج أهل الحديث، وكذلك كيف نستفيد منكتب الإخباريين في مسألة عرض الأشياء الوصفية دون ما يستنبط في النواحي الفقهية أوالعقدية أو التربوية أو ما شابه فهذا بالنسبة لهذه الطريقة. إذن الواقدي كما ذكرنا وما شابهه زي ابن اسحاق جمعوا بين الطريقتين ونهج مؤلف هذه الكتب التي جمعت بين طريقة المحدثين وطريقة الإخباريين إذابهم نهج مألفوا هذه الكتب مناهج المحدثين في الرواية من ذكر الأسانيد والنظر في الرواة، وإن لم يلتزموا ما التزمه المحدثون من مسألة التعديل والتجريح ومسألة الروايات، فذكروا روايات مرسلة وروايات معضلة وما إلى غير ذلك أي ضعيفة فيها سقط في الأسانيد هكذا فليه؟ لإن غرض أهل السير يختلف عن غرض المحدثين. ليه أهل السير اللي بهذه الطريقة تساهلوا نوعًا ما؟ غرض المحدث هو ذكر الأحاديث التي هي مناط معرفة الحلال والحرام ومن ثم كان لابد من التشدد في الرواية، وغرض المؤلف في السير والتواريخ ذكر أخبار أو أخبار ليست مناط الحلال والحرام غالبًا، لكن فيها بردوا متعلق لذلك قلنا ما روي بطريقة الإخباريين م اينفعش نستبط منه أحكام في الحلال والحرام أوفي العقائد لكن كأشياء وصفية أو تاريخية فقط فلذلك حكاية أخبار فقط فتساهلوا فيذلك. ووجدت ذكر أخبار ليست مناطا للحلال فمن ثم تساهلوا، فوجدت في كتبهم الروايات المرسلة والضعيفة وما إلى غير ذلك.
    إذن يمكن الإفادة بصورة واسعة من كتب الحديث في دراسة عصر السيرة النبوية والخلافة الراشدة.
    والأصل عايزين نقول إن الأصل المرجح للروايات هو طرق المحدثين؛ هذا هو الأصل المرجح لمعرفة المقبول من المردود. لإن عندنا قواعد ازاي نقبل بها الرواية من عدمها، ده بالنسبة لهذا ايه المقبول وايه المردود، المقبول دهاللي نستنبط منه الأحكام هذا هو سواء عقدية او فقهية أو ما شابه طيب المردود اذاكان مجرد شئ إخباري أو وصفي أو ما شابه ما في مانع من حكايته أو بيان تسلسل الحادث،لكن استنبط يبقى ينبغي أن استنبط من الأحاديث المقبولة على قواعد المحدثين المعلومة. لإن بعض الناس يتساهل في هذا الباب ويستبنط أمورًا عقدية وأمورًا تربوية وأمورًا فقهية من أشياء رواها الإخباريين أو رويت بطريقة موجودة في كتب السير بطريقة الإخباريين بدون إسناد أو بأسانيد واهية أو ضعيفة هذا لا يستنبط منه حكم. إذالإسناد من الدين لكن شئ وصفي هو الذي محل تساهل والله تعالى أعلى واعلم هذاباختصار شديد أهم ما يتعلق بهذا المنهج.

    الخلاصة
    يبقى اذًا عندنا منهج الأول منهج المحدثين: منهج مبارك طيب وهو الأصل في قبول الروايات من عدمها.منهج الإخباريين: عرفنا امتي نستفيد منه وامتى مانستفدش وما ينفعش نأخذمنه استفادة في الأحكام والعقائد إنما في رواية الأخبار. منهج بعد ذلك المنهج الذي جمع بين طريقة المحدثين وبين طريقة الإخباريين: إنه بيكمل الخلل الوارد بيجيب الأسانيد ويكمل الخلل،
    ده نستفيد منه ازاي؟ الكتب ديه؟
    نستفيد إنه مروية بالإسناد نعرف إنه مقبول ولا مشمقبول، ما روي من غير إسناد بنعرف إن ده بس لسرد إخباري؛ لكن ما بستنبطش منه حكم فقهي أو عقدي أو ما شابه. هذا منهج بردوا من مناهج التأليف. علشان اعرف اللي ألف ده منهجه ايه واعرف استفيد منه ازاي.

    المنهج الموضوعي

    كذلك عندنا منهج من المناهج المنهج الموضوعي؛ المنهج الموضوعي ده في السيرة هو عبارة عن إيه؟ هو أخذ موضوع واحد من مواضيع السيرة والكتابه عنه، كمن يكتب في الدلائل؛ دلائل النبوة؛يجمع كل النصوص التي فيها دلالة على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الشمائل المحمدية؛ كل ما يتعلق بالأمور الحياتية وشمائل الرسول وخصال النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقية يجمعها في باب واحد، ياخد موضوع واحد ويأتي بكل ما ورد في السيرة نحوه أو في نصوص السنة في الكتابي والسنة نحوه. كذلك مثلًا من يأخذ باب العظات والعبر أو دراسة غزوة من الغزوات الى آخر هذا يبقى ده اسمها الطريقة الموضوعية؛ بيأخذ موضوع ويتناوله من كلما ورد فيه في كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل وكتب السير. وأما أن يسند الكاتب بطريقة موضوعية ما كتبه أو لا يسنده.


    من المؤلفات في الدلائل:
    ومن المؤلفات في الدلائل كتاب دلائل النبوة للإمام أبي نعيم ودلائل النبوة لأبي زرعة الرازي ودلائل النبوة للإمام البيهقي ومن المؤلفات في الشمائل كتاب الإمام الترمذي عليه رحمه الله وهو مروي بطريقة المحدثين.
    ومن المؤلفات على طريقة المنهج الموضوعي أيضًا:
    · كتاب الرسول –صلَّى الله عليه وسلَّم- -في العصر الحديث يعني- "الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- واليهود وجهًا لوجه"للدكتور/ سعد المَرصِفِيّ.
    · وكتاب "سيرة النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم-"لشِبلِيّ نُعمان.
    وغير ذلك منالكتب والمؤلَّفات، هذا باختصار منهج أيضًا وهو كثير في العصر الحديث، كتابة السيرةبطريقة موضوعية.
    وهذا باخــتصار أهم المناهج التي كَتَبَت وألَّفَت في السيرة النبوية قديمًا وحديثًا.



    بَقِيَ لنا أن نتعرّف -أحبتي في الله- على بعض المناهج المُنحَرِفَة في كتابة السيرة، ده إحنا بنتكلم على مناهج الأصل وإزاي نستفيد منها وهكذا، من المهم إن الإنسان يعرف المناهج المُنحرفة في الكتابة لكي يحذر الإنسان منها أو يعلم كيف يتعامل مع هذه الكتب، التي كتبت بمنهجيَّة مُنحرفة في السيرة.
    كـــــــمنهجية الـمُــسـتَـشرِقـِين، والتغريب، ومنهجية المدرسة الإصلاحية، والرافـــِـــضة،والـمُتصوِّفة، وغير ذلك . . .

    فمنهج المستشرقين –كإشارة سريعة في هذا الباب في كتابة السيرة:
    الكلام على منهج المستشرقين يقتضي تتبُّع كتابات الـمُستشرقين وتحليلها،والتدليل على ذلك بالمقولات؛ لكي نعرف منهجهم . .
    · هل كان منهجًا سديدًا موضوعيًا يسير حول مباحث النقد العلمي والطريقة الموضوعية والكتابة الموضوعية في العِلم؟
    · أم أنها كانت طريقة مُنحرفة مبنية على عقيدة فاسدة وكُره لنبي الإسلام؟ –من بعضهم- وليس من كلهم فالإنصاف مطلوب.

    فمن هنا ينبغي أن نُراعي هذا ونعرف الطريقة التي ساروا عليها، فهُنا أحب أن أسجّل بعض الملحوظات المنهجيَّة عن دراسة المُستشرقين، وبعد ذلك نحاول أن نُشير إلى أصول مناهجهم؛ لنعرف طريقتهم في مِثل هذا.
    طيب.. المستشرقون يكتبون عن الإسلام ونَبِــيِّـهِ لا يُمثّلونا تجاهًا واحدًا ..هكذا، فهناك اختلافات بينهم في طريقة الفِكر، في طريقة حبهم للإسلام من كُرههم للإسلام، حبهم لنبي الإسلام من كُرههم، مُحايِد أو غيرمُحايِد . . . وما إلى غير ذلك.

    ومن العسير على الـمُستشرق أن يُدرك أثر الفكرة الدينية وحركتها في التاريخ وتأثيرهاعلى النفس البشرية كإدراك المُسلم، يختلف لإنه مهواش مسلم والدوافع الإيمانية عندهمختلفة، فالمُؤرِّخ غير المسلم يتعامل بمنهج مادي صارم مع الحدث التاريخي أو حدثالسيرة الوارِد الذي يتكلّم عنه، فيغفل دوافع النفس وكوامنها في الحَدَث؛ لأنهيتعامل مع حدث غريب عنه مُعجزة ،مُعجِزة ده بالنسبىة له شيء خارق للعادَة، هو مُعتمِد العقل،طب إحنا عندنا نؤمن بأن النبيّ مُؤيَّد من قِبَل الله–سُبحانَه وتَعالَى-، وإن في خوارق للعادات يُجريها اللهُ –عَزَّ وجَلَّ- على أيدي الرُّسُل تــــأييدًا لهُم وإظـــهارًا لكرامتهم، ده بالنسبة للمُستشرِق اللاديني العقلاني العلماني إلى غير ذلك شئ مستغرب، فممكن يرُدّ هذا مُطلّقًا ولا يتعامل معه بالأساس..وهكذا، يبقى بيتعامل مع حدث غريب لا يتفاعل معه، لا يأخذه بإنه شيء حقيقي، ممكنيجيبه على إنه وَهم أو ما شابَه، أو يرُدّه أو لا يذكُره من الأساس، ففي الغالب يغفلوا جوانب الإعجاز، وبيتحدثوا عن الجوانب البشرية فقط،وده شيء بيخلّي السيرة تخلو من منطِق الإيمان ومنطق التعلُّق بالله –سبحانه وتعالى- بأن معجزاته خـارقة. . . وما إلى غير ذلك.
    وكـنموذج لهذا الباب، عندنا بعضالمستشرقين في هذا الباب لا تخلو دراستهم من حضورٍ طاغٍ لنموذج يُقاس عليه بقيةالنموذج الغربي المُهيمِن في ظِل العلاقة العدائية بين الإسلام والغَرب، فمِن ذلـــــــــك:
    · عـــــدم وجــــــــــــود الموضوعيــَّـــة في دراســـة الســــــــــــيرة النبويـــــــــة.
    وهذا.. من الصعب تحققها في دراسات المستشرقين لما تتَّسِم به العلاقة بين الإسلام والغرب من مؤثّرات ذات عُمق فيالحروب الصليبية وغيرها والعدائية، ولا شك أن هذا جعل مؤلِّفوهُم في هذا الباب لا يلتزموا الموضوعيَّة.
    هذا بالنسبة لهذه الجُزئيَّة.

    يتبع بإذن الله في المشاركة القادمة



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 30-10-2016, 12:04 AM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

    تعليق


    • #3
      رد: مادة السيرة والتراجم :: الدرس الرابع (مناهج التأليف في السيرة والتاريخ) :: دورة بصائر العلمية 2


      تابع التفريغ


      · كذلك البحث في الإسلام يختلف كثيرًا عن أي بحث آخـَــر.
      لأنَّ الباحــــث غير المسلم سيصطدم بقضية "الوَحــــي"و"المعجـــزات" وغير ذلك، فهو إن كان ممن ينتمونَ إلى الاتجاه الديني اليهودي أو المسيحي فهو مهتم ابتداءً بأن يروي ما لا يُخالِف عقيدته، فهو مُتَّهَم بالتحيُّز لموقفه العَقَدي الرافض الاعتراف بنبوَّة النبيّ مثلما حدث مع"كُموير" و"روكونام"و"ميشيه بوديه" الذين أكَّدوا على صِلة الإسلام –هو بيحكي- بالنصرانية واليهودية،وأنه استلهم تعاليم منهما، على الرغم من أن النبي مِن كُل من سَطَّرَ في التاريخ يعلم أن النبي لم يطَّلِع على كُتُبهم ولم يكُن يقرأ ولا يتلو هذه الكُتُب .الشـــــــــــــاهد: لكن هؤلاء لما ألَّفوا في ذلك لموقفهم العدائي ولعقيدتهم.. حاولوا أن يجعلوا الإسلام في حكايتهم السيرة والتاريخ كأنه مُستَلهَم من مواعظ عــندهم في كُتُبهم .. . وما إلى غير ذلك، ويبتعد عن تبيين المواضع التي أفسَدَ فيها النبيُّ –صلَّى الله عليه وسلَّمَ- عقائدهم الفاسدة أو بيَّن تحريفــــــــــــهم لديانتهم، فهذا مما حدث.
      فالشاهد: هذا منهج من مناهج المُستشرِقين . . فعلينا أن نعرف كــيف نقرأ؟ ولــِـمَـن نقرأ؟ ونعلم أن –بعضهم- يحاول أن يدرس السيرة بطريقة عَقَديَّة مُعيَّنة فيُحرِّف فيها من حيث يدري أو لا يدري. فذلك الـمُستشرِق إللي عنده عقيدة مُعيّنة.

      الـمُستشرق الذي لا يؤمن بقضية نبوَّة مُحمَّـــد .
      .سيسعى منذ البداية
      إلى تأويل أوتفسير ظاهرة الـوَحــي وما ينتُج عنها بما يخضع للمقاييس المادية التي يتبنَّاهاهو، فسيُحلِّلها تحليلًا ماديًا بدلًا من أن يُبيِّن أنها وحيٌ من الله ومُعجِزة من الله –سُبحانَه وتَعالَى-، فلقد حالَت الأوهام والأباطيل زمنًا طويلًا دون دَرسمصادر الإسلام في أوروبا دراسة عِلمية، ثُمّ جدَّ في البحث العِلمي بعض العُلماءفي القرن التاسع عَشَر ومنهم: كوسان، ومويير، وغيرهم من عُلماء الـمُستشرقين فيذلك الوقت، إذا بهم أخذوا

      يدرسون دراسات الإسلام ومنهج الإسلام بطريقة تتلخَّص فيما يلي، طريقتهم هكذا:
      ·
      بحثما قرَّرَهُ العرب حول مؤسس الإسلام بحثًا نقديًا، وعزل الوسائل التاريخيَّة الموصوف بها من الأساطير المتأخِّرَة.
      · بحث طبيعة النبيّ –صلَّى الله عليه وسَلَّمَ- بوصفه إنسانًا، ونبيًا ومُشرِّعًا، دونالوقوع تحت أَسر مَذهبه.
      · أخيرًا.. ترتيب القرآن الذي يُمثِّل مزيجًا مُختلف الألوان من الأناشيد والصَّلَوات – بـــــزَعــــمهم- والعقائد والمواعظ والقوانين والمنظومات ترتيبًا زمنيًا،
      فهذا ما فعله بعضُهم في مسألة الكتابة وفي السيرة، ويُحاوِل تقويم كُتُب السِّيَر بمِثل هذا الوَضع، فيقول بعضهم:

      "كل الكتب عن حياة مُــحَــمَّد ذلك الوقت لا تزال تستند باستمرار –بدرجة تقل أو تكثُر- على كتاب "جان جانييه" الذي ظهر قبل ذلك القَرن، ولكن جان جانييه لم يَضَع لنفسه مَهمة وصف مـُــحَــمَّــد –صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كما كان؛ بل كان يكتفي بترجمةالمصادر العربية ويضعها ببساطة بجوار بعض المصادر الأخرى ويحكي، ويبتعد عن طريقةالوحي عن طريقة تفسير المعجزات ويدرسها بطريقة بشرية مَحضَة، ومِن هنا سار على هذا النَّهجِ جَمٌّ غفير من المستشرقين بعضهم لهمآرب في التشكيك في دين الله –عَزَّ وجَلَّ-، وبعضهم أخذ يعتمد على فكرته المادِّيَّة ويبتعد عن غير ذلك".فهذايعني بالنسبة كنوع من التفصيل تعمَّدت أن أذكر بعضه، وإن كان التفصيل في هذا أعلىمن ذلك؛ لنَعلَم طريقة المستشرقين في الكتابة في دين الله –عَزَّ وجَلَّ-، وكيف أنهم وقعوا في أخطاء بهذه الطريقة، وأنَّهم حاولواأن يبتعدوا عن الوحي وما شابه في هذا الباب.



      مما يتعلَّق بهذه الجُزئية ســـريعًا:

      · أنَّ طريقة المستشرقين سـاهَمت كثيرًا في تكوين الوَعي الغَــــربي وفق الصورة التي رسمتها عن الــشــَّــرق، ورسمتها عن نبي الإسلام، وعن حكاية سيرة الإسلام.
      وهذا الذي أثَّر في الوعي الغَربي ومن تأثَّرَ به ودَرَسَ على طريقتهم في هذا الباب،فأخذوا يجردوها ويجعلوها طريقة بشرية كـاملة، طريقة عبقرية بعيدة عن الوحي والصِّلة بالله –سُبحانَه وتَعالَى- والـمُعجزات وما إلى غير ذلك؛ بل بعضهم بَـثَّ فيه بعض السموم التي تُشَكِّك في دين الإسلام، مِثل:إللي يجعل إن السيرة النبوية والتشريعات الإسلامية إللي وردت في حياةالنَّبيّ كأنها مُستَلهَمَة، ويلوي عُنُق النصوص كأنها مُستلهَمَة من الكتب السابقة الواردة عند اليهود وعند النصارى!
      ولقد كان لها أثر كبير في التعويق الغربي وتحصينه ضد الإسلام؛ علشان لو اطلعوا على الإســــلام بصـــــورته الصـــــافية كان هيدخل عدد أكبر –بفضل الله-، وكل من اطَّلَع منهم على الإسلام بطريقته الصافية يـــــُــــسلِم –بفضل الله-؛ لكن هذه الطريقة التي قام بها المستشرقين كان لها أثر في مسألة تحصينه ضد الإسلام،وجعلوا يُعطون أوصاف.. لإن كان في عَدَاء طبعًا بينهم وبين الخِلافة الإسلامية وماإلى غير ذلك، في خلال كتبهم يصفون الإسلام بأشياء مُنَفِّرَة فيقول: دين الأتراك، أو العقيدة التركية أو يقولون عن النبي:نبي الأتراك!! -كما هي عبارات ميشيل بوديه وغيره من المستشرقين-.الشـــاهد: أن هذه الطريقة ينبغي علينا أن نفهَم فِكر من تكلَّم بها، والطريقة التي تحدَّث بها لنحـذر من ذلك،
      ويجب على شـــــــــباب الأمـــــــــــة وعلى الـمُتعلِّمين من الأُمَّة وعلى أهل الإسلام أن يُبـيِّــنوا ما فيها من الــعَــوَر،ويــُـبَـيِّـنوا الإسلامَ و السيرة بطريقتها الصافية؛ كي تعرفها أوروبا على الطريقة الصحيحة ومُثقَّفوها ويكون ذلك سببًا فـي هـــــــــدايتهم.
      تأثَّر بذلك وبطُرُق المستشرقين بعض المسلمين في منهج "المدرسة الإصلاحية":
      منهج المدرسة الإصلاحية العقلية التي ادَّعَت التنوير،وسارت على طريقة الـمُستشرقين ووقعت في بعض أخطائها، طبعًا هؤلاء لم يكونوا يحملوا العداء للإسلام كبعض المستشرقين الذين كتبوا ذلك من دافِع عدائي أو عَقَدي مُعيَّن، لكن هؤلاء لم يكُن عندهم هذا العَدَاء؛ لكنهم تأثـروا بفكرة "تقديم العقل على كل شيء والاعتماد على المادة على كل شيء"؛فإذا بهم ألَّفوا بهذه الطريقة فأخطأوا ووقعوا في أخطاء من هذا الباب.
      يبقى كان من نتائج احتكاك العرب بالغرب وأبحاث المستشرقين؛ أن حدث جدل واسع أثار الكثير من الإشكاليَّات في حقل العلوم الإسلامية، منها:قضايا الوحي، والـمُعجزات، وغـير ذلك، الذي وقع فيها بعضمن يسير على الاعتماد على العقل أكثر من غيره، "الطريقة الإصلاحية" أو أصـحاب المدرسة الإصلاحية لمَّا تأثروا بالغرب وبطريقة التفكير الغربية في الاعتماد على العقل والأمور المادية وتقديمها على كل شيء؛ حدث لهم مشاكل في مسألة الحديث عن الوحي والمعجزات وغير ذلك.
      وكان أن بَرَزَ الشيخ"محمد عبده" –رحمه الله- وحاول أن ينهض بالتعليم الأزهري والعلومعلى أُسُس حديثة مُتأثرًا بالنهضة الغربية، وهو لم يكتُب في السيرة لكنه تعرَّض في تفسيره وغيره لقضية الوحي والمعجزات -وهما طبعًا من ركائز السيرة النبوية وأساس النُّبوَّة- وكان أن تأثر به عدد من علماء عصره مثل: رشيد رضا، وأحمد أمين، ومصطفى المراغي، ومحمد حسين هيكل، ومحمد فريد وجدي، ومحمد شلتوت، ومحمد الخُضَرِي، ومحمد الغزالي . . . وغيرهم.قصدت إن أنا أبيّن الأسماء.. هؤلاء تأثروا بالطريقة العقلية الغربية؛ فنشأ عنهم ما سُمِّيَبــــ"المدرســــة الإصـــــــلاحية".

      ويُعرِّف الشيخ محمد عبده الوحـــي بأنه: "عِـرفان يجده الشخصُ في نفسه" هكذا!، واستقر تعريفه عند العلماء أنه: "إعلامُ الله –تَعَالَى- أحدَ خلقِهِ بشيء"، فلما أقول "إعلام يجده الشخص من نفسه" قــَــصَـر الوحي على مسألة الإلهام أوما شابه.الشاهد الآن: إن هو جعل المعرفة الذاتية فقط هي عبارة عن الوحي؛ في حين يرى العلماء أن معرفة الوحي خارجة عن ذات النبيّ –صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ إنَّما هي بوحي من الله –سبحانه وتعالى-،فالشاهد هذا من طُرُق المدرسة الإصلاحية في هذا الباب التي اعتمدت البديهيَّات العقلية واعتبرتها شيء ثابت لا يتخلَّف، ومن هنا جعلوها أصل في التحاكُم إلى النصوص الشرعية.
      وده إلى جعل شيخ زي الشيخ مثلًا الخُضري أن يميل إلىالرأي القائل: "إن الإسراء والمعراج كان بالروح فقط وليس بالجسد"! على اعتبار أن ذلك شيء يتنافَى مع الأمور المادّيَّة و"تقديم العقل على النقل"، والعقل يبين استحالة السفر بالجسد في هذا الوقت فجعله شيء روحاني فقط، فهذا أيضًا من الأخطاء التي وقعوا فيها.فالشاهد: تأثر أيضًا بالمستشرقين "هيكل" ووافقهم في بعض آرائهم ومن ذلك:
      أنه يركّز في كتابه"حياة محمد" على الجانب الإنساني البشري فقط من حياة النبيّ –صلَّى الله عليه وسلَّم-، واسم الكتاب مستعار طبعًا من "حياة محمد" ويليام مويَر، وهوالذي ألَّف بدوره أيضًا كتابًا اسمه "حياة محمد" واعتبرها أشياء بشرية مَحضَة ولم يتحدَّث عن جوانب الوحي . . . فهذا من الأمور التي وقع فيها هؤلاء.



      إذن . . خــــُــــلاصَة القــول –أحبتي في الله-:
      أنَّ السيرة النبوية تطبيق عملي للإسلام، ينبغي أن نفهمها بفَهم علماء الإسلام، بفَهم منهج الإسلام،بفَهم أنَّ الوحي منالله –سُبحانه وتعالَى-، بأنَّها مــُـجَــسِّـدَة لحياة النبيّ –صلَّى الله عليه وسلَّم-، ليست عبارة عن أشياء بشريّة مَحضَة؛ لكي نعرف الأخطاء التي وقع فيها المستشرقين ووقع فيها من تأثر بطريقة المستشرقين في التفسير.
      لهذا أنا قصدت أن أوسِّع فيه وأن أبيّنه وأذكر الأسماء؛لكي نعرف إذا قرأنا لأحد من هؤلاء نعلم أنهم متأثرون بتقديم الطريقة العقلية المنهجية، وأنهم يقدمونها على كل شيء، وهذا منهجهم تقديم العقل على النقل؛ فوقعوامن ذلك في أخطاء، وهذا ظنًا منهم أنه قد يوجد تعارُض بين العقل والنقل.ولايوجد تعارُض أصلًا بين العقل والنقل؛ فالإسلام أعلَى قيمة العقل، لكن العقل لهحدود ينبغي علينا أن نُراعيها .

      فدراسة السيرة بهذه الطريقة فيها من الأخطاء ما فيها؛لأنها اعتبرتها جوانب بشرية مادية فقط، والسيرة فيها جوانب بشرية مادية وفيها جوانب روحية.. جوانب من الوحي.. جوانب من المعجزات، الرسول –صلَّى الله عليه وسلَّم- لا ينطِقُ عن الهَـوَى "إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ"النجم:4،
      فعلينا أحبتي في الله أن نسير وفق هذه الطريقة، وأن نعلم أن
      طريقة الـسلف أكـمَل في دارسة السـيرة، وأن نسير على مناهج أهل الحق من أهل السنة والجماعة الذين اعتمدوا على المصادر التي ذكرناها، واستَقَوا منها بطريقة المُحدِّثين؛ الذين اعتبروا الصحيح من الضعيف ليستنبطوا منه الأحكام الشرعية، وما كان غير ذلك عبارة عن إخبار،وأَعطَوا الرسول حقه –صلَّى الله عليه وسلَّم- دون إفراطٍ أو تفريط.

      فهــــــــذه أهم المنـــــــــاهج في التـــــــــــأليف والكــــــــتابة في الســـــــــــيرة.


      دعاء الخاتمة

      أسأل اللهَ –سبحانه وتعالَى- أن يجعلنا ممن يستمعون القولَ فيتَّبعون أحسنه، وأن يرزقنا الهُدَىوالرشادَ والتوفيقَ والسداد.
      سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشــــهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوبُ إليك.
      تم بحمد الله



      شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا
      https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

      تم بحمد الله

      وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
      هنـــا
      ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
      فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
      رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
      في أمان الله
      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 30-10-2016, 12:07 AM.

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: مادة السيرة والتراجم :: الدرس الرابع (مناهج التأليف في السيرة والتاريخ) :: دورة بصائر العلمية 2

        ربي يكرمك ويسعدك ويجعل عملك في ميزان حسناتك
        عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

        تعليق


        • #5
          رد: مادة السيرة والتراجم :: الدرس الرابع (مناهج التأليف في السيرة والتاريخ) :: دورة بصائر العلمية 2

          جزاكم الله خيرًا

          تعليق


          • #6
            رد: مادة السيرة والتراجم :: الدرس الرابع (مناهج التأليف في السيرة والتاريخ) :: دورة بصائر العلمية 2

            وجزاك الله بالمثل وزيادة شكرا لك اخيتي
            عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

            تعليق

            يعمل...
            X