إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مادة السيرة والتراجم :: الدرس الثاني (دراسة سيرة سيدنا عمر بن الخطاب) :: دورة بصائر العلمية 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مادة السيرة والتراجم :: الدرس الثاني (دراسة سيرة سيدنا عمر بن الخطاب) :: دورة بصائر العلمية 2





    سيدنا عمر سيرته مليئة بالأحداث لا سيما إنّ هو عاش بعد سيدنا أبوبكر 13 سنة، يعني هو شَهِدَ ما شهده أبو بكر مع النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فيمكة،
    ثم في المدينة، ثم شهد خلافة أبي بكر، ثم عاش بعده 13 سنة، ولذلك سيرته أكبر بكثير، وتفاصيل أطول بكثير من سيرة سيدنا أبي بكر الصديق.

    لكن برضه هنحاول نختصر ونعرف الملامح العامة في حياة سيدنا عمر بن الخطّاب، وكيف كان حاله قبل الإسلام، وطبعًا اسمه وعائلته وغير ذلك، وكيف أسلم وما فعل بعد الإسلام، يعني خريطة عامة لحياة سيدنا عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه وأرضاه-.

    وللتعرف على هذه المحاور ندعوكم للتعرف على درس بعنوان

    مادة السيرة والتراجم :: الدرس الثاني (دراسة سيرة سيدنا عمر بن الخطاب) :: دورة بصائر العلمية 2
    للدكتور / محمد جودة






    تفضلوا معنا في تحميل الدرس الأول بجميع الصيغ
    دراسة سيرة سيدنا عمر بن الخطاب دورة بصائر الموسم الثانى - الدكتور محمد جودة



    الجودة العالية HD
    http://way2allah.com/khotab-mirror-127291-198700.htm



    جودة متوسطة
    http://way2allah.com/khotab-download-127291.htm



    الصوت
    http://way2allah.com/khotab-mirror-127291-198701.htm



    الساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/omar



    يوتيوب
    https://www.youtube.com/watch?v=Ka8wctlSpSM



    رابط تفريغ بصيغة pdf

    http://way2allah.com/khotab-pdf-127291.htm



    :..: موضوع خاص باستقبال أسئلة مادة السيرة والتراجم
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=312315



    مثبــت: جدول الدورة العلمية بصائر 2

    مثبــت: موضوع مخصص لتلقي الاستفسارات والشكاوى الخاصة بالدورة العلمية بصائر 2

    مثبــت: مقاطع الدورة العلمية بصائر 2 | من إنتاج فريق الصوتيات
    مثبــت: مقاطع الدورة العلمية بصائر 2 | من إنتاج فريق المونتاج


    دعوة للجميع | آرائكم تهمُّــنا |دورة بصائر 2



    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر العلمية 2 من خلال هذا الرابط
    http://way2allah.com/category-578.htm



    لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 24-10-2016, 02:45 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

  • #2
    رد: مادة السيرة والتراجم :: الدرس الثاني (دراسة سيرة سيدنا عمر بن الخطاب) :: دورة بصائر العلمية 2

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حياكم الله وبياكم
    الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله

    أن يقدم لكم:
    تفريغ: مادة السيرة والتراجم:: الدرس الثاني (دراسة سيرة سيدنا عمر بن الخطاب):: دورة بصائر العلمية 2

    لفضيلة الشيخ الدكتور/ محمد جودة

    سائلين الله -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسنات كل من شارك فيه
    وأن يبارك في فريق عمل التفريغ


    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمةً لخلق الله، ثم أما بعد:


    لماذا نتكلم عن الصحابة؟
    فلا زلنا في هذه الدورة المباركة نتكلم عن سيرة بعض الصحابة وخصوصًا طبعًا أفضل الصحابة على الإطلاق سيدنا أبو بكر ثم سيدنا عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنهم أجمعين-، وقلنا طبعًا احنا بنتكلم عن الصحابة؛ لإنهم هم رأس هذه الأمة وجيلها الأول، وهم من حملوا الدين لنا غضًّا طريًّا من فم الحبيب محمد -صلَّى الله عليه وسلم-.


    وأي حد يطعن في الصحابة هو في الحقيقة يطعن في الإسلام، ولذلك عايزين نُعيدهذه القدوات إلى حياتنا مرة أخرى ونعرف من هم النجوم الحقيقيون في حياتنا، ولا بدأن نقتدي بهم، ونعرف سيرتهم معرفةً حقيقية، ونعرف كمّ الحب الذي كان بينهم وكمّ الود، وكمّ ورعهم وحملهم للإسلام وتضحياتهم وفدائهم لهذا الدين.




    اتكلمنا في المرة اللي فاتت عن سيدنا أبي بكر الصديق بكلام مختصر جدًّا تقريبًا يعنى يعتبر الخريطة العامة لحياة سيدنا أبو بكر الصديق، كذلك هنعمل مع سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه وأرضاه-.


    سيدنا عمر طبعًا سيرته مليئة بالأحداث لا سيما إنّ هو عاش بعد سيدنا أبوبكر 13 سنة، يعني هو شَهِدَ ما شهده أبو بكر مع النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في مكة، ثم في المدينة، ثم شهد خلافة أبي بكر، ثم عاش بعده 13 سنة، ولذلك سيرته أكبر بكثير، وتفاصيل أطول بكثير من سيرة سيدنا أبي بكر الصديق.

    لكن برضه هنحاول نختصر ونعرف الملامح العامة في حياة سيدنا عمر بن الخطّاب،وكيف كان حاله قبل الإسلام، وطبعًا اسمه وعائلته وغير ذلك، وكيف أسلم وما فعل بعد الإسلام، يعني خريطة عامة لحياة سيدنا عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه وأرضاه-.



    من هو عمر بن الخطاب؟
    أولًا سيدنا عمر بن الخطاب اسمه عمر بن الخطاب بن نُفَيل من بني عَدِيّ،يبقى عمر بن الخطاب ده اسمه مش زي سيدنا أبي بكر لما قعدنا نقول مين هو أبو بكر ومين أبو قحافة والألقاب والكلام ده، لأ سيدنا عمر بن الخطاب اسمه واضح جدًّا هو عمر بنالخطاب بن نفيل، وهو من بني عديّ.

    وطبعًا سيدنا عمر بن الخطاب بن نفيل هو ابن عم زيد بن عمرو بن نفيل، طبعًا سيدنا زيد بن عمرو بن نفيل شخصية معروفة جدًّا جدًّا جدًّا، زيد بن عمرو بن نفيل كان من أشهر الموحدين قبل بعثة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، من أشهر الناس الذين لم يعبدوا الأصنام، ودعوا إلى توحيد الله -عزّ وجلّ-، وسعى في البحث عن الإسلام أوعن الدين الحق حتى مماته.

    زيد بن عمرو بن نفيل وهو يموت قال: "اللهم إن كنت حرمتني هذا الخير فلا تحرم منه ولدي سعيد"، فكان سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة المبشرين بالجنة وزوج أخت عمر بن الخطاب فاطمة بنت الخطاب.
    يبقى سيدنا عمر بن الخطاب ابن عمه مين؟ زيد بن عمرو بن نفيل، وابنه سعيد بن زيد اللي هو ابن ابن عمه ده تزوّج فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بنت الخطاب.
    يبقى عمر بن الخطاب أخته فاطمة زوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، دول كانوا عايشين في زمانٍ واحد، وزيد بن عمرو بن نفيل مات قبل ذلك، تمام؟ بنقول التفاصيل دي ليه؟ لإنها هتيجي معانا في الأحداث القادمة


    عمر بن الخطاب قبل إسلامه

    سيدنا عمر بن الخطاب بن نفيل من بني عديّ كان قبل الإسلام شديدًا غليظًا غلظةً كبيرة، فلما جاء الإسلام وبدأ الناس يدخلون في دين الله -عزّ وجلّ- كان يعذب العبيد حتى أنه كان هناك امرأة من بني عدي أسلمت، كانت أَمَة عند بني عديّ أسلمت،كان عمر يعذبها عذابًا شديدًا حتى يكلّ ويتعب، تخيلوا سيدنا عمر القوي الذي كان يجاهد ويحارب، اللي احنا عارفين سيرته ده كان يضربها حتى يتعب، يعني هيتعب بعد قَدّ ايه؟! ده أكيد الست دي اتبهدلت جدًّا واتعذبت جدًّا على يدي عمر بن الخطاب، فكان يعتذر لها ويقول لها: "إني لم يمنعني عنك إلا الكلل"، يعني أنا تعبت وماعدتش قادر أضربك،شوية بقى هريح وآجي أضربك تاني، ده كان مين؟! سيدنا عمر بن الخطاب، وكان من أشد الناس عداءً للإسلام والمسلمين قبل إسلامه، فظل على هذه الحال ثم أسلم.


    كيف أسلم سيدنا عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه وأرضاه-؟- كان فيه مجموعة مؤشرات أو إرهاصات لإسلام سيدنا عمر بن الخطاب


    :1. المؤشر الأول أثناء هجرة عامر بن ربيعة وزوجته للحبشة
    أولها إنّ كان أيام هجرة الحبشة كانت هناك امرأة زوجة عامر بن ربيعة، وعامر بن ربيعة هو أحد الصحابة الذين هاجروا في هجرة الحبشة، فكانت زوجته على البعير، يعني هو سيدنا عامر بيجهّز البعير اللي رايحين بيه للحبشة وزوجته قاعدة على البعير،فمر مين؟ سيدنا عمر بن الخطاب، فقال: إلى أين تذهبون؟ بيسألهم إنتم رايحين فين؟ هم كانوا عايشين أصلًا في بني عديّ، كانوا حلفاء ليهم..فسأل زوجة عامر: إلى أين تذهبون؟ فقالت له: نذهب؛ لنعبد الله ونترك هذه الأرض التي عذبتمونا فيها وضيّقتم علينا في ديننا، وقعدت تشكيله الحال اللي هي شايفاه كمسلمة في وسط قريش في مكة من التعذيب والاضطهاد والتضييق على المسلمين وغير ذلك، عمالة بقى تشكيله ما يحدث وهي عارفة إنه من أشد الناس عداءً للإسلام، فبتقوله وكأنها لاقت عدوًّا فبتلقيه بقى من الكلمات اللي هي بتشكي بقى إنتم عملتم فينا وزعلانة وتعبانة من اللي بيحصل ليها، فرد عليها ردًّا لم تكن تتخيله أو تتوقعه، هي متخيله إنّ هو هيرد عليها ويقول: سنفعل فيكم وسنعذبكم أكثر ويتوعدهم، ده كان المتوقع، فإذا به يقول لها: صحبكم الله، فتعجبت المرأة وكانت صدمة هذه الإجابة..فلما جاء سيدنا عامر اللي هو زوجها فقالت له لقد جاء عمر وقال كذا كذا،وقال صحبكم الله، فقال عامر: "أتظنين أن عمر بن الخطاب يسلم؟! لو أسلم حِمار الخطاب ما أسلم عمر بن الخطاب، فقالت: لا ولكني أظن غير ذلك"، دي كانت علامة إنّ هو بدأ قلبه فعلًا يلين ويتعاطف مع المسلمين، لكنه كان ما زال يعادي المسلمين.



    2. المؤشر الثاني: موقف إسلام أخته وزوجها
    مرت الأيام، حدثت أشياء أخرى كثيرة لكن المهم مرت الأيام، أنا طبعًا بختصر لإن مفيش وقت إنّ أنا أتكلم عن التفاصيل، مرت الأيام وأسلم سيدنا حمزة، طبعًا سيدنا حمزة لو تعرفوا قصة إسلامه برضه باختصار إنّ كان سيدنا حمزة من أشد العرب قوة، وكان يصارع الأسود، وكان يخرج للصيد؛ لإن حمزة كان قوي جدًّا، من أقوى فتيان مكة وقريش على الإطلاق، فخرج يومًا في صيد له؛ ثم عاد من الصيد، إنتم عارفين إن ّالشاب لما يروح جيم مثلًا ويكون شاب رياضي كده وكمال أجسام ويروح للجيم وراجع بقى من الجيم كده إيه عضلاته مفرودة وكده وبتاع وفي قوة كده، ده كان سيدنا حمزة وهو راجع من الصيد..فهو راجع من الصيد فلقيته امرأة وقالت له: "أترى ما فعل أبو جهل بابن أخيك، شفت أبو جهل عمل ايه في ابن أخوك محمد بن عبد الله؟" فذهب حمزة لينتصر للنبي محمد –صلَّى الله عليه وسلم-؛ لقرابته، يعني كان لسه مفيش مسألة الدين لسه ما وصلتش، فدخل فضرب أبا جهل وسبّه سبًّا منكرًا وشج رأسه، يعني ضربه على رأسه وفتحها له، وقال له: أتسب محمدًا وأنا على دينه؟ يقولون: أسلم حَميَّةً ثم حسن إسلامه،
    يعني في البداية قالها كلمة انتصارا لمحمد -صلَّى الله عليه وسلم-، ثم بعد ذلك تفكَّر، وعقل الإسلام، وأسلم، وحسن إسلامه -رضيَ الله عنه وأرضاه-.
    الشاهد إنّ القصة دي لما حصلت سيدنا عمر كان ما زال على الشرك فسمع بها،فلما سمع بما فعله حمزة بأبي جهل غضب لذلك غضبًا شديدًا، وأراد أن يخرج لقتل النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلم-، فأخذ السيف وخرج من بيته يبحث عن النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلم-.
    فإذا به وهو يخرج على هذه الحال يقابل صحابي اسمه نُعَيم بن عبد الله، يعني سيدنا عمر خارج كده بيدوّر على النبي محمد –عليه الصلاة والسلام-؛ علشان يقتله، لقى مين؟ لقى صحابي اسمه نعيم بن عبد الله، سيدنا نعيم ماشي كده لقى مين؟ لقى سيدنا عمر ماشي وماسك السيف وخارج مغضب فقال بس ده بيعادي الإسلام وخارج شايل السيف وبيدوّر على حد يقتله يبقى أكيد رايح يقتل حد من المسلمين.
    فقال له: تعالَ يا عمر، هو ما يعرفش إنه مسلم، سيدنا نعيم قالّه: إلى أين يا عمر؟ إنت رايح فين كده؟ إنت شكلك حد مزعلك أو رايح تعمل حاجة؟ فقال له: لأقتلن محمدًا، أنا رايح أدوّر على محمد -صلَّى الله عليه وسلم- لأقتله، فقال له نعيم في شكل الناصح: "أترى أنك لو قتلت محمدًا يتركك بنو عبد مناف؟" يعني إنت فاكر إنّ أهل النبي -عليه الصلاة والسلام- اللي هم بنو عبد مناف سيتركونك؟! يعني إنت لو قتلتهه تتقتل، يبقى ده جانب.
    يبقى إذًا هو بدأ يثبطه من مسألة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، وبعدين أخده بقى على جانب تاني، قال له: اذهب أولًا وارجع فقوِّم أهلك، يعني شوف بقى لو إنت بتعادي الإسلام، هو حَبّ إنه لو هيقتل حد بدل ما يقتل النبي -عليه الصلاة والسلام- يقتل حد من الصحابة، يعني حب إنه ياخد أخف الضررين
    ، فقال له اذهب فقوّم أهلك فإن سعيد بن زيد اللي هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وفاطمة بنت الخطاب -يعني أختك وزوج أختك- قد أسلما.
    فطبعًا سيدنا عمر ساعة ما سمع الكلمة دي اتنرفز جدًّا، وطبعًا نسي موضوع سيدنا النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، ونجح سيدنا نعيم إنه يبعده عن المسألة دي، وراح يدوّر على فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد، وبالفعل دخل عليهما فوجد خباب يعلمهم القرآن

    .
    هكذا همة المسلم مهما كانت الصعاب والشدائد
    طبعًا دي فيها لمحة كبيرة جدًّا، سيدنا خباب الذي كان يُعذَّب أشد العذاب في مكة، سيدنا خباب كان عند امرأة كان يعمل في صناعة السيوف، فجاءوا له وأخذوا الرمضاء، جابوا النار التي كان يصنع عليها السيوف ووضعوها على الأرض ثم وضعوه بظهره على النار، يقول: فما أطفأ النار إلا ودك ظهري، يعني الشحم أو المياه اللي بتطلع من الضهر دي هي اللي أطفأت النار، وجعلوه يصلي فجاءوا بالسيوف حتى احمرت ووضعوها على رأسه فتصاعد الدخان وأُغشي عليه، ده مين؟ سيدنا خباب.ثم يأتي النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وهو لا يستطيع أن يمشي فيجد النبي -صلَّى الله عليه وسلم- متوسد بُردة في ظل الكعبة، فيقول له: يا رسول الله ألا تدعو لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ سيدنا خباب على هذه الحال من التعذيب، كان ممكن يبقى قاعد في بيته ومش طايق يكلم حد ولا عايز يشوف حد، وأنا مضطهد ومعذب، ويقعد بقى قافل على نفسه ده أنا مستضعف ومستكين، لأ سيدنا خباب بالرغم من كل هذا الاستضعاف وهذا العذاب يذهب إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم؛ ليتعلم الدين والقرآن والإسلام، ويذهب في بيوت الصحابة؛ ليعلمه للناس، فيذهب إلى سعيد بن زيد وفاطمة بنت الخطاب يعلمهم القرآن، ودي همة المسلم مهما كانت الشدائد ومهما كانت الصعاب، ده سيدنا خباب.

    أما آن الأوان يا عمر؟
    فلما دخل عمر ووجد خباب، خباب طبعًا جرى استختبى، وكان في المواجهة مين؟سيدنا سعيد بن زيد والسيدة فاطمة بنت الخطاب، طبعًا سيدنا عمر قام ضارب مين؟ سعيد بن زيد وذهب إلى فاطمة بنت الخطاب فضربها على وجهها -دي أخته- فقطع أذنها وسقط قرطها، ودنها اتقطعت والحلق وقع والدم سال، فلما رأى عمر ذلك رقّ لها، طبعًا سيدنا عمر كان يخفي وراء هذا الغضب وهذه القوة قلبًا رقيقًا للغاية، وهذا ما سنراه الآن..فلما رأى ذلك رقّ لها وقال أعطني الصحيفة، أنا عايز أشوف إنتم بتقرأوا إيه،فقالت: لا حتى تتوضأ، فذهب عمر –رضي الله عنه- واغتسل وقرأ الصحيفة فوجد فيها "طه"، عايزين بقى نسمعها كما نزلت على قلب عمر لأول مرة، "
    طه *مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى* إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى* تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَن ُعَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" طه 5:1، كلمات فيها تعظيم لله، ولمقام الله،ولدعوة التوحيد.
    سيدنا عمر لما سمع هذه الكلمات قال: والله ما هذا بقول بشر، لما سمع الآيات دي من سورة طه وسورة طه قوية جدًّا فيها كلام عن توحيد الله، وعظمة الله، وخلق الله للكون وللسماوات وللأرض، وإنّ هذا الدين ليس فيه شقاء، وهو دين العدل والحكمة والخُلُق، كل ده تتضمنه هذه الآيات من المعاني، فلما سمعها عمر بن الخطاب قال: والله ما هذا بقول بشر، فأسلم من ساعته -رضيَ الله عنه وأرضاه- وتشهَّد الشهادتين، ثم قال دلوني على محمدٍ -صلَّى الله عليه وسلم-..فجاء عمر ويبحث عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فوجده في دار الأرقم، فلما جاء إلى دار الأرقم وطرق الباب قالوا: من؟ قال: عمر، طبعًا أول ما قالوا عمر؛ الصحابة استخبُّوا كلهم،طالما عمر جاي يبقى هيحصل دلوقتي مقتلة، فإذا بالنبي -صلَّى الله عليه وسلم-يأمرهم أن يفتحوا له، فما أن دخل عمر حتى أخد بثيابه وقال له: أما آن يا عمر؟ أما آن يا عمر؟
    قال:بل آن يا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فعزّ الإسلام وامتنع من هذه اللحظة.


    إيه اللي بذلته لنصرة دينك؟
    ولذلك يقول الحسن البصري:
    "يأتي الإسلام يوم القيامة غريبًا"
    هييجي الإسلام يوم القيامة غريب، "فينصر من نصره، ويخذل من خذله"
    ،
    هييجي واحد محدش عارفه كده وينصر واحد، يقولُّه:إنت مين؟ يقول: أنا الإسلام الذي نصرتني بدعوتك إلى الله، وبتعليمك لدين الله، وبجهاد كفي سبيل الله، فينصره الإسلام يوم القيامة كما نصر هو الإسلام في حياته، "ويخذل من خذله" ييجي لواحد وما يعملهوش حاجة، يخذله، ليه؟ انت ما عملتش برضه للإسلام حاجة في حياتك.
    ايه اللي بذلته للدين؟ايه اللي بذلته لنصرة الدين في حياتك؟
    دوّر كده واعمل كشف حساب لحياتك، شوف قَدّ ايه من وقتك وجهدك وتعبك وفكرك أنفقته في نصرة الإسلام، وقدّ ايه من وقتك وتعبك وجهدك أنفقته في نصرة نفسك وطموحاتك وشهواتك والدنيا التي تلهث ورائها
    ،حُطّ الاتنين قصاد بعض وشوف نسبة الإسلام قَدّ ايه، ونسبة الدنيا في حياتك قَدّايه.

    كنت غريبًا حتى أسلم هذا الرجل!
    الحسن بيقول على سيدنا عمر: "فيفعل ذلك الإسلام مع كل الناس حتى يجد عمر بن الخطاب فيمسك بيديه ويقول: كنت غريبا حتى أسلم هذا الرجل" يعني قبل إسلام عمر كنت غريب محدش عارفني في مكة ولا في الدنيا حتى أسلم عمر بن الخطاب.

    مؤاخاة النبي لأبي بكر وعمر في مكة
    لما أسلم عمر بن الخطاب بدأت مرحلة جديدة من حياة سيدنا عمر مع الإسلام إنّ هو بقى من أصحاب النبي -صلَّى الله عليه وسلم- المقربين، طبعًا فيه روايات إنّ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- كان يؤاخي بين المسلمين في مكة كما آخى بينهم في المدينة، يعنى احنا كلنا عارفين مسألة المؤاخاة في المدينة دي معروفة، النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لما هاجر آخى بين المهاجرين والأنصار، دي كل الناس سامعاها وعارفاها ومنتشرة ومعروفة، لكن في روايات أيضًا أن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- آخى بين الصحابة في مكة.لكن طبعًا فيه فرق بين الأخوّة دي والأخوّة دي:
    -
    فأخوّة مكة كانت أخوّة في التربية، والتعليم، والتزكية، وحفظ القرآن، والدعوة إلى الله -عزّ وجلّ-، كانت أخوّة إيمانية بشكل معين.
    -
    أما أخوّة المدينة فكانت أخوّة في النُصرة، والتضحية،والنفقة، وغير ذلك.الاتنين أخوّة بس كل واحدة كانت لها صورة مختلفة تبعًا للمرحلة اللي هم فيها.فآخى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في مكة بين عمر وأبي بكر، يعني الروايات اللي بتقول الكلام ده بتقول إنّ سيدنا عمر النبي -صلَّى الله عليه وسلم- آخاه مع مين؟ مع أبي بكر وذلك لفطنة النبي -صلى الله عليه وسلّم- وتقديره للرجال، النبي -صلَّى الله عليه وسلم- عرف مين اللي بعد أبي بكر على طول في الأمة في قوته وفي منعته وذكائه وغير ذلك، هيبقى مين؟عمر، فجعله مع أبي بكر -رضيَ الله عنهم أجمعين-.فالنبي -صلَّى الله عليه وسلم- آخى بين عمر وأبي بكر في مكة، ثم مرّت الأيام في مكة ولكن زي ماقلنا من سنة 5 منذ أن أسلم سيدنا عمر عزّ الإسلام وامتنع وبقت مرحلة كبيرة أو جديدة جدًّا في حياة المسلمين بعد إسلام عمر، وقبله بثلاثة أيام قلنا أسلم مين؟ سيدنا حمزة، سيدنا حمزة أسلم في القصة اللي قلناها قصة أبو جهل، ثم أسلم بعده
    بثلاثة أيام مين؟عمر، الاتنين أسلموا فعزّ الإسلام وامتنع، وبدأت مرحلة جديدة من مراحل الإسلام في مكة.

    هجرة عمر إلى المدينة
    ظلت هذه الأيام،والاضطهاد المعروف، والتفاصيل الكثيرة مش هنقدر نحكيها دلوقتي، الشاهد بقى جاء وقت الهجرة فلما جاء وقت الهجرة هاجر الناس كلهم خفية إلا عمر بن الخطاب جاء وهاجر أمام الناس جميعًا، فذهب إلى صحن الكعبة وقال: "إني مهاجرٌ فمن أراد أن يرَمّل امرأته، وتثكله أمه، وييَتّم أولاده فليلقني خلف هذا الوادي"، يعني اللي عايز أنه تثكله يعني هتبقى ثَكلى يعني ابنها مات، ويرمّل امرأته يعني مراته تبقى أرملة علشان زوجها مات، أو ييتم أولاده يعني ولاده هيبقوا أيتام، اللي عايز يموتمن الآخر يعني يلقني خلف هذا الوادي، فما خرج له أحد.
    وذهب سيدنا عمر وهاجر، وكان طبعًا في أثناء الهجرة معاه اتنين: عياش بن ربيعة، وهشام بن العاص، الشاهد إنّ هو لما ذهب ووصل إلى المدينة خد الطريق كله ووصل إلى المدينة فجاء لعياش بعض أقاربه من المشركين ودعوه مرةً أخرى إلى العودة ففعل عمر فِعلةً عظيمة، ايه هيبقى؟ أعطاه جواده.وطبعًا مسألة الجواد دي أيام العرب كان الجواد ده زي العربية بالظبط، فسيدنا عمر أعطاه أفضل الخيل عنده يعني كإنه أعطى له عربية مثلًا موديل السنة بتاعته وقالّه خد العربية دي بحيث إنهم لو راودوك عن الدين تعرف تهرب، وعاد عياش وفُتِنَ في دينه للأسف ولكن ظل يفكر في صحبة عمر بن الخطاب، فلما ظل أيضًا عمر يفكر في صحبتهم فلما نزل قول الله -عزّ وجلّ-: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" الزمر:53
    ،
    كان سيدنا عمر يظُن إن اللي فُتِن في دينه ده ملهوش توبة، لمَّا نزلت هذه الآيات بعثَها عمر إلى عَيَّاش وإلى هشام بن العاص، فعَلِمَ عَيَّاش ذلك إن له توبة فتابَ وهاجر مرَّةً أخرى.



    حياة عمر بن الخطاب بعد الهجرة
    الشاهد دي قصة أو لَمحة سريعة في هجرة عمر بن الخطَّاب، لما سيدنا عمر بن الخطَّاب ذهبَ إلى المدينة بدأت مرحلة جديدة في حياة سيدنا عمر، احنا اتكلمنا عنه قبل الإسلام، من الإسلام للهجرة، الهجرة، بعد الهجرة شَهِدَ سيدنا عمر كل المشاهِد والحروب مع النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكان يطلب العلم بين يدي النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، كان قاعد بقى يستنى كل كلمة صغيرة وكبيرة يقولها النبيُّ –صلَّى الله عليه وسلَّم- فيتعلّمها، لكن ده طبعًا كان يتعارض مع كَسبه هو عايز يشتغل وعايز يُنفق على بيته، فهيعمل إيه؟؟ فتواعَدَ هو ورجل جاره من الأنصار، جاب راجل جاره من الأنصار وقاله: إحنا نتفق على اتفاق، إيه هو؟ إنّ أنا أطلع أشتغل يوم وأَصحَب النبي –عليه الصلاة والسلام- يوم، وإنت تطلع تشتغل اليوم التاني وتَصحَب النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في اليوم التاني، بالتبادُل، يعني النهارده أنا بشتغل إنت تصحَب النبي –عليه الصلاة والسلام-،النهارده إنت هتطلع تشتغل وأنا هصحَب النبيّ –عليه الصلاة والسلام-، في اليوم اللي أنا فيه هشتغل تكتب وتحفظ كلّ ما قاله رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في هذا اليوم، فإذا عدتُ من عملي؛ رجعت بقى؛ علَّمتني ما قاله رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-، وأنا كذلك، أصحب النبيّ –صلَّى الله عليه وسلَّم- في اليوم اللي إنت هتشتغل فيه، ترجع من الشغل فأُعَلِّمك ما قاله رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كــــاملًا.وبالفعل سيدنا عمر جلس على هذه الحال يتعلَّم كل ما يقوله النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-من صغيرٍ أو كبير، سواء في وقت هو يصحبُهُ فيه، أو في الوقت الذي يعمل فيه فيُعلِّمُه جاره من الأنصار ما فاته من ذلك
    .

    موقف عمر عند موت النبي –صلى الله عليه وسلم-
    وظلَّ عمر يُجاهد بلسانه وببيانه وبسِنانه وبدعوته إلى الله -عزَّ وجلَّ- في حياة النبيّ –صلَّى الله عليه وسلَّم-،
    فلمَّا جاء الموقف الشديد العظيم جدًّا وهو
    وفاة الحبيب مُحمَّد –صلَّى الله عليه وسلَّم-جـُــنَّ جُنونُه، لم يستطِع عمر أن يتحمّل هذا الموقف! بل أخذ بالسيف وقال: مَن قال أن مُحمدًا قد قُتِل قطعتُ عُنُقَه! إنما ذهب لِلِقاء ربِّه كما ذهب موسى للقاء ربِّه
    ..
    فما ثَبَتَ إلّالما صعد أبو بكر وتَلَا قولَ الله –عزَّ وجلَّ-:
    "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚأَفَإِن مَّاتَ أَوْقُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ..."آل عمران:144
    ،
    يقول عمر: فعلِمتُ وقتها أنّ مُحمدًا قد مات -صلَّى الله عليه وسلَّم- وكأنّي لم أسمعها إلا يوم إذ! ده سيدنا"عُمر بن الخطَّاب، فثَبَتَ بثبات مين؟ أبـــو بكر، لذلك احنا بنقول أفضل الصَّحابة إطلاقًا مين؟ هو سيدنا
    أبو بكر الصديق
    .

    بعد ذلك بدأت مرحلة رابعة، وهي:
    حياة سيدنا عمر في خلافة أبي بكر الصديق –رضي الله عنه وأرضاه-:
    سيدنا عمر كان يريد أن يكون الخليفة هو أبو بكر؛ لأنه الأفضل، وكان أبو بكر يريد أن يكون عمر هو الخليفة، يعني قعدوا يتكلموا مع بعض ويقوله إنت الأحقّ وده يقوله إنت الأحقّ، فقال له أبو بكر -أبو بكر بيقول لعمر-، بيقوله: "أنتَ الأقوى" إنت الأَحَق، فقال عمر له: "إنَّما قُوّتي لَك، وفضلك لنا"، يعني إنت الأفضل وأنا الأقوى ماعنديش مانع دي حقيقة، بس إنت فضلك مش هيُعوَّض، لكن أنا قوتي ليك يعني أنا مـــعاك، فقوّتي منسوبة ليك، فخلاص يبقى إحنا القوة والفضل يجتمعوا إذا كنت أنتَ الخليفة.
    وده بالفِعل اللي حصل نُصِّبَ أبو بكر الخليفة وظلَّ عمر بقوَّته في مين؟ في دعم أبي بكر الصديق –رضيَ الله عنه وأرضاه-، فَدَعَّم وثَبَّت خلافة سيدنا أبو بكر الصديق، لذلك قال أبو بكر في حياته في الفترة اللي هي بتاعة الخلافة دي، يقول: "ما على ظهر الأرض رجُل أحبَّ إليَّ من عُمَر"، ليه؟ سيدنا عمر لم يلتفت لذلك.إحنا لو بنفكّر بمقاييس الدنيا يعني بعيدًا عن الصحابة، لو فيه حد كبير مثلًا في منصب مُعيَّن ومات أو ترك هذا المنصب وفيه اتنين بعده على طول أكيد الاتنين دول إيه؟ هيتنازعوا مين اللي يبقى الخليفة، أو مين اللي يبقى مكانه، أو مين اللي يبقى في الرئاسة..لكن هؤلاء لم يكونوا يطلبوا الدنيا أبدًا، إنَّما كانوا في هذه الأماكن -بخلاف هؤلاء- لله –عزَّ وجلَّ-، لنُصرَة دين الله –عزَّ وجلَّ-فقط، فكان يُقدِّم كلٌّ منهم الآخَر؛ كل واحد عايز التاني هو اللي يبقى إيه؟ هو اللي يبقى قبله، هو اللي يبقى فوقه، ولمَّا اجتمعوا قدّموا الأفضل اللي هو أبو بكر.

    وظلّ عمر يدعمه طيلة حياته، وكان الظَّهير والمُعين بالمشورة والرأي والقضاء والحرب في حياة أبو بكر كان مين؟ كان سيدنا عمر اللي كان بيدعم كل هذه الأشياء، وعاونه في حرب الرِّدَّة ومانعي الزكاة وغيرها حتى مات أبو بكر الصديق -رضيَ الله عنه وأرضاه-،فكان من بعده عــــــــمر –رضيَ الله عنه وأرضاه-.

    ثم بدأت بقى مرحلة خامسة، وهي:
    حياة سيدنا عمر بعد موت أبي بكر الصديق .. وهو خـــليفة المسلمين
    سيدنا عمر -كما في الحديث- اللي لما النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- رأى رؤيا؛ فكان أبو بكر ينزع يعني بيجيب الميه من بئر، يقول النبي –صلَّى الله عليه وسلَّم-: "..وفي نَزْعِهِ ضعْفٌ..."صحيح البخاري، يعني كان الميه اللي بيطلعها فيه ضعف في مسألة النزع بتاعته دي، فلمَّا جاء عمر يقول النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-:"..فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ الناسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ...".. يعني كان نزعه بقى قويًّا جدًّا.
    فسَّر العلماءا لرؤيا التي رآها النبيُّ –صلَّى الله عليه وسلَّم- بأنّ خلافة أبو بكر سيكون فيها مرحلة
    ابتلاء:اللي هي الرِّدَّة وحرب المرتَدّين ومنع الزكاة، فسيدنا أبو بكر الخلافة وقتها هيبقى فيه ضيق على مسألة الخلافة وقوة هذا المنصب، وسيدنا أبو بكر في الآخر انتصر على ذلك.
    لكن سيدنا عــــمر بقى عصر الفتوحات وقيام دولة الإسلام إقامةً على أقوى النُّظُم، فسيدنا عمر بن الخطاب نقل مرحلة الدولة الإسلامية نقلةً فارِقة، في حياة سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر قعد 13 سنة، بخلاف سيدنا أبو بكر قعد يعني سنتين وبضعة أشهُر 3 شهور تقريبًا، لكن سيدنا عمر 13 سنة فُتِحَت فيها البلاد،سيدنا عمر في هذه المرحلة أسَّس الدولة
    .


    إنجازات عمر في خلافته

    - أنشأ الدواوين: والدواوين دي كانت موجودة في الفُرس-اللي هي الدفاتر وتقييد السجلّات وأسماء الناس وأسماء المُجنَّدين وغير ذلك.
    -
    أنشأ العَـــسَـــس: اللي هم الشرطة اللي بتبقى في الشوارع علشان تحرس شوارع المسلمين.
    -
    أنشأ القضاء، وأنشأ الجيش
    .-
    أسَّس هذه المؤسسات
    : مؤسسات الجيش،والقضاء، والشرطة، والدواوين.
    - النظام الإداري للدولة
    وضعه عـــمر على أحدث ما يكون في عصره، واستعان بكل هذه النُّظُم الإدارية التي لا تُخالف شرع الله –عزَّ وجلَّ-.
    طبعًا إحنا عارفين إنّ النُّظُم والقوانين:فيه قوانين إدارية
    ما تختلفش هي جاية منين المهم إنها توافق الشرع.
    لكن فيه نُظُم تشريعيَّة دي اللي لازم تبقى جاية من الكتاب والسُّنة، ولا يجوز أبدًا أن نأخذ من غيرها.
    فسيدنا عمر استعان بالقوانين الإدارية التي لا تُخالف الشــــريعة،
    وبنى الأُمــَّــة الإسلامية على أقوى الأُسُس الحديثة في حياته، وكانت نقطة فارقة في حياة المسلمين، ثُمَّ فَتَحَ الفتوح.
    بدأ سيدنا عمر بقى يتوجَّه إلى فتح البُلدان، فكان فتح الشام وفتح العراق وفتح مصر وفتح بيت المقدِس
    ، وبَعَث البُعوث وبدأ يحصل تَوَسُّع كبير جدًّا جدًّا في دولة الإسلام في عهد سيدنا عمر بن الخطَّاب.



    سياسة عمر في إدارته للدولة
    سيدنا عمر بن الخطَّاب كان له سياسة عظيمة جدًّا في أثناء إدارته للدولة،وهو: أنّه كان يسُدُّ الذرائع.سيدنا عمر بن الخطاب كان بيقطع ذرائع المشاكل من بدايتها، كان أي شيء يبقى ذريعة لأمر يقطعه، ففعل ذلك في أمور كثيرة، منها مثلًا:

    أمثلة على سد عمر بن الخطاب للذرائع من بدايتها
    ·
    لما رأى بعض المسلمين يتبرَّك بشجرة أو يذهب إلى شجرة اللي هي بتاعة بيعة الرُّضوان، فلما سألهم: ماذا تفعلون بهذه الشجرة؟ يعني بتروحوا تزوروها ليه؟قالوا: علشان دي مكان بيعة الرُّضوان، فقَطَع الشجرة –في بعض الروايات-، وبعض الروايات إن هو ما عرّفهمش مكانها تاني أو غيّر معالمها بحيث محدش يعرف فين الشجرة دي.
    · لما مثلًا لقى إنّ فيه أي مشكلة ممكن تحصل، سيدنا خالد بن الوليد مثلًا،لما بدأ إنّ هو لا يدخل معركة قط إلا وينتصر، وجد المسلمين ممكن يُفتنوا بخالد فيقولوا مثلًا إنّ سبب النصر هو خالد وينسوا أن الله –عزَّ وجلَّ- هو الذي ينصرهم وأن الدين هو سبب هذه النُّصرة وهذا التأييد فعَزَل خالد.

    فإذن كان سيدنا عمر له سياسة اللي هو قبل ما المشكلة تحصل يكون إيه؟ يكون شايلها، يكون مانع أسباب هذه المشاكل، ودي كانت من أصول أو من سياسات سيدنا عمر في إدارة الدولة التي كان يُديرها، ولذلك ظلَّت دولة الإسلام في عهد سيدنا عمر بن الخطاب تتوسَّع وتنطلق وتكبُر ولا يحدث أي مشاكل على الإطلاق، بل كان المشاكل
    من بدايتها هو يَسُدُّ الذرائع لهذه
    المشاكل.



    قتل عمر بن الخطاب
    حتى فتح بعض البُلدان، وطبعًا جه بعض الأسرى وغير ذلك بدأت تحصل المشكلة التي قُتِلَ على إثرها أو اُغتيل على إثرها عمر بن الخطاب –رضيَ الله عنه وأرضاه-؛إنّ كان فيه واحد اسمه أبو لؤلؤة المجوسي وده كان حدَّاد وكان من المَهَرة، فأُسِرَ في بعض المعارك فجِيء به وكان عند رجل من المسلمين، وكان يعامله معاملةً حسنة.لكن أبو لؤلؤة كان طموحًا، كان عنده بقى أهداف وكان باني طواحين في الهواء عشان تولّد طاقة أو غير ذلك، وكان رجل ذو فِكر كبير جدًّا فكان شايف إن هو له مكانة والمفروض يُعامل مُعاملة أحسن وغير ذلك، فأرسل إلى عمر بن الخطاب وشكا له معاملة المسلم الذي هو عنده، فقال له عمر: "أطِع سيِّدَك" سيدنا عمر حَبّ إنّ هو يهدِّي الموقف وبعدين ينصح هذا الرجل، فقال له: "أطِع سيدك" قال كده لأبو لؤلؤة المجوسي، وقال لسيِّده: "أحسِن مُعاملتَه"..يبقى هو عمل إيه؟هدّى أبو لؤلؤة المجوسي وقاله: أطع سيدك، وفي نفس الوقت راح للسيد بتاعه وقاله إيه؟ "أحسِن إلى أبي لؤلؤة"، لكن أبو لؤلؤة طبعًا ماعرفش الكلام ده، هو شاف بس الموقف الأولاني إنّ هو جه قاله إيه؟ إنّ الراجل ما بيعاملنيش كويس وأنا أستحق أكثر من ذلك قاله إيه؟ "أطع سيدك" فهو حس إن هو برضه ظلمه! ده كان إحساس لكن الحقيقة ما كانتش كده، الحقيقة إنّ هو راح برضه لسيّده وأمره بالإحسان إليه، فتَوَعَّدَه أبو لؤلؤة،أراد إنّ هو يعمل فيه مشكلة أو يعمل فيه موقف مش كويس.

    الهرمزان يبحث عن أحدٍ يقتل عمر –رضي الله عنه-
    لكن بقى بدأ يحصل تآمُر فجاء الهُرمُزان، والهرمزان ده كان أحد قضاة الفرس الذين أُسروا وبدأ يعمل مؤامرة على عمر بن الخطاب؛ فجاء وظل يبحث ويجمع، بيدوَّر بقى على معلومات، مين اللي ممكن ينفذ أمر الاعتداء على عمر بن الخطاب أو يبدأ يعمل مشكلة في المدينة أو إلى غير ذلك، فقعد يدوَّر يمين وشمال لحد ما وصل لأبي لؤلؤة المجوسي، فوجده على هذا الحال من الحقد والضغينة لعمر بن الخطاب، المهم إنّ همَّ عملوا مؤامرة، كان في نهايتها أنه جاء بخنجر ذي حدين،واختبأ في المسجد بالليل، طبعًا إنتم عارفين إنّ المساجد أياميهم ما كانتش بتتقفل زي أيامينا كده، لكن المسجد كان بيبقى مفتوح 24 ساعة فيخش يصلي في أي وقت، يقيم الليل وغير ذلك.

    نجاح أبو لؤلؤة المجوسي في طعن سيدنا عمر
    فدخل في ساعةٍ من الليل واختبأ في جنبٍ من جوانب المسجد في الظلام؛ فلما دخل سيدنا عمر وأمَّ الناس في صلاة الفجر طعنه طعنات متعددة بهذا الخنجر ذو النصلين يعني من هنا حاد ومن هنا حاد وبيتمسك من النص كده؛ فدخل وضربه ضربات متعددة حتى أنه قطَّع أمعاءه –رضيَ الله عنه وأرضاه-، سيدنا عمر بن الخطاب كان في هذه الحال يقولون أنهم أعطوه اللبن فشرب اللبن فخرج من أمعائه، يعني تخيلوا أمعاءه اتفتحت وبطنه اتفتحت، فكان بيشرب اللبن فيخرج من بطنه من برَّا من شدة تأثره بهذه الطعنات.فلما حدث ذلك قال عمر لهم: لا تقتلوه؛ فإن أنا مت فاقتلوه، يعني إذا أنا مت يبقى قصاص، يعني محدش يعتدي عليه علشان هو قتل أمير المؤمنين وغير ذلك، وظل عمر بن الخطاب على هذه الحال وهو يحتضر، وإذا بعبد الله بن عمر بن الخطاب يضع رأس عمر على رجليه، يعني أبوه بيحتضر فقاعد جنبه وحاطط رأس سيدنا عمر على رجله كده، بيحتضنه في لحظاته الأخيرة؛ فقال له عمر: اتركني يا عبد الله وضع رأسي على الأرض عسى الله –عزَّ وجل-أن يغفر لي ويرحمني، وظل المسلمين يزورونه.وكان من أشد الناس حرصًا على الصلاة؛ فكان كلما أفاق قال: "أصلَّى الناس؟ أصليت؟ أصلى الناس" حتى صلى الناس المسلمون وصلّى عمر قبل خروج الوقت، ثمَّمات عمر –رضيَ الله عنه وأرضاه-.

    انتشار الفتن بعد موت عمر وما زالت إلى الآن
    وطُويت صفحةٌ عظيمة من صفحات الإسلام، وبدأت الفتن التي قال عنها حذيفة: "أن لها بابًا؛ فإذا كُسر ستأتي الفتن ولن يكون لها مانع"، وكان الباب هو عمر بن الخطاب؛ فما أن قُتل عمر حتى انتشرت الفتن في أمة الإسلام وما زالت حتى يومنا هذا، لكن لا بدَّ أن نعلم أن الله –عزَّ وجل- سينصر هذا الإسلام وسيُعيدُ مجده مرَّةً أخرى، وعسى الله -عزَّ وجل- أن يستعملنا وإياكم في ذلك.

    حتمًا ستكون الغلبة لأهل الحق في النهاية
    وإن كانت الفتن ما زالت متلاحقة على هذه الأمة، لكن الله–عزَّ وجل- قدَّر التدافع بين أهل الحق وبين أهل الباطل، وسيأتي أوقات تكون الغلبة فيها لأهل الحق وأوقات الغلبة فيها لأهل الباطل، لكن ستكون العاقبة –قطعًا- لأهل الحق، الله -عزَّ وجل- سيُمكنهم في دينهم، ويمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم كما نص على ذلك في كتابه –سبحانه وتعالى-

    .
    ما هو الاختبار الحقيقي؟
    ولكن الامتحان والاختبار الذي نُمتحن فيه جميعًا ليس هل سينتصر الإسلام في عصرنا أم في غيره من العصور، الاختبار ليس ذلك، الاختبار هو: هل أنت ستكون ممن نصر الإسلام، وسعى في نصرة دين الله –عزَّ وجل- أم لا؟ ممكن إنت تسعى ولا ينتصر الإسلام في عصرك، لكن تُؤجر على هذا السعي، وتكون جُندًا من جنود الله –عزَّ وجل فتُثاب على ذلك، وقد ينتصر الإسلام وأنت مخذول ومتخاذل لا تفعل شيء وينتصر الإسلام، وتُخذل أنت يوم القيامة –والعياذ بالله-.فالحاصل ليس متى سيأتي التمكين، أو من سيُمكن على يديه، ولكن أنتَ سعيت للتمكين؟ أنت سعيت لنصرة دين الله أم لا؟ سعي كهذا الذي ستُسأل عنه يوم القيامة.
    نسأل الله –عزَّ وجل- أن نكون على هدي النبي –صلّى الله عليه وسلّم-، وعلى هدي أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب –رضيَ الله عنهم وأرضاهم-، جزاكم الله خيرًا،وجعلنا الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    تم بحمد الله


    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36


    تم بحمد الله

    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 24-10-2016, 03:11 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

    تعليق


    • #3
      رد: مادة السيرة والتراجم :: الدرس الثاني (دراسة سيرة سيدنا عمر بن الخطاب) :: دورة بصائر العلمية 2


      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا وجعله في ميزان حسناتكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: مادة السيرة والتراجم :: الدرس الثاني (دراسة سيرة سيدنا عمر بن الخطاب) :: دورة بصائر العلمية 2

        اللهم امين
        ربي يكرمك اخيتي ويجعل عملك كذلك في ميزان حسناتك
        عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

        تعليق


        • #5
          رد: مادة السيرة والتراجم :: الدرس الثاني (دراسة سيرة سيدنا عمر بن الخطاب) :: دورة بصائر العلمية 2

          جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم

          تعليق


          • #6
            رد: مادة السيرة والتراجم :: الدرس الثاني (دراسة سيرة سيدنا عمر بن الخطاب) :: دورة بصائر العلمية 2

            اللهم امين
            وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك اخيتي
            عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

            تعليق

            يعمل...
            X