إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مادة العقيدة :: الدرس الأول (شرح حديث جبريل 1 ) :: دورة بصائر العلمية 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مادة العقيدة :: الدرس الأول (شرح حديث جبريل 1 ) :: دورة بصائر العلمية 2



    علم العقيدة الإسلامية:
    هو العلم الأساسي الذي يجدرُ العناية به تعليمًا وتعلمًا، وعملاً بموجبه؛ لتكون الأعمال صحيحةً مقبولة عند الله -تعالى- نافعة للعامِلين، خصوصًا ونحن في زمن كثرتْ فيه التيَّارات المنحرفة؛ ومنها: تيار الإلحاد، والصوفية، وتيار القبورية الوثنية، وتيار البدع المخالفة للهَدْي النبوي، وكلها تيَّارات خطيرة ما لم يكن المسلِم مسلَّحًا بسلاح العقيدة الصحيحة، المرتكزة على الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، فإنه حريٌّ أن تَجرِفَه تلك التيارات المضِلَّة.

    وهذا ما يستدعي العنايةَ التامَّة بتعليم العقيدة الصحيحة لأبناء المسلمين من مصادرها الأصلية



    و معنى العقيدة:
    لغة: مأخوذة من العقد، وهو شد الشيء، يقال: اعتقدتُ كذا، إذا عقدت عليه القلب والضمير.

    أما العقيدة اصطلاحًا؛ فهي: عقد القلب على مجموعةٍ من القضايا عقدًا جازمًا بصحتها، فإن طابَقَ الواقعَ، فهو اعتقاد صحيح، وإن خالف الواقع فهو اعتقاد باطل.



    ولهذا ندعوكم اخواننا واخواتنا للانضمام لنا في حلقاتٍ خمسٍ نتحدث فيها بعون الله – عز وجل- ونستمد منه المدد ونستعين به سبحانه وتعالى في كل أمورنا ونبرأ من حولنا وقوتنا ونلجأ إلى قوته وحوله – عز وجل- لبيان أركان الإيمان الستة وما يتعلق بها من مباحثٍ بعبارة واضحةٍ بسيطةٍ
    وستشمل رحلتنا عدة محطات منها

    الإيمان وأهمية تعلمه

    الدلالات التي يستدل بها على وجود الله

    عقوبة الشرك في الدنيا والآخرة

    أداب الدعاء


    وهذا ما سيشرحه لنا فضيلة الشيخ عبد المنعم مطاوع في درس بعنوان

    مادة العقيدة :: الدرس الأول (شرح حديث جبريل 1 ) :: دورة بصائر العلمية 2







    لتحميل الدرس بجميع الصيغ تفضلوا معنا
    الدرس الأول: عقيدة

    شرح حديث جبريل (1)

    الجودة العالية HD
    http://way2allah.com/khotab-mirror-127187-198512.htm

    الجودة المتوسطة
    http://way2allah.com/khotab-download-127187.htm

    الصوت
    http://way2allah.com/khotab-mirror-127187-198513.htm

    الساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/1-2a

    اليوتيوب
    https://www.youtube.com/watch?v=Scd4Vq0xw1A

    رابط pdf
    http://way2allah.com/khotab-pdf-127187.htm



    موضوع خاص باستقبال أسئلة مادة العقيدة:

    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=311619


    فهرس مادة العقيدة
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=311618




    مثبــت:
    جدول الدورة العلمية بصائر 2

    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=311026

    مثبــت: موضوع مخصص لتلقي الاستفسارات والشكاوى الخاصة بالدورة العلمية بصائر 2

    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=310989


    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر العلمية 2 من خلال هذا الرابط
    http://way2allah.com/category-578.htm



    لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله



    التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 09-10-2016, 08:33 PM.

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

  • #2
    رد: مادة العقيدة :: الدرس الأول (شرح حديث جبريل 1 ) دورة بصائر العلمية 2


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حياكم الله وبياكم
    الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم:
    تفريغ:
    مادة العقيدة :: الدرس الأول (شرح حديث جبريل 1) :: دورة بصائر العلمية 2
    لفضيلة الشيخ/ عبد المنعم مطاوع

    سائلين الله -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسنات كل من شارك فيه
    وأن يبارك في فريق عمل التفريغ



    الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للهدى ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله إلهًا أحدا فردًا صمدًا لم يتخذ صاحبةً ولا ولدا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيهُ من خلقه وخليله، ما أعظمه عبدًا وسيدا وأكرمه أصلًا ومحتدا وأبهره صدرًا وموردا، وأطهره مضجعًا ومولدا –صلى الله تعالى عليه- وعلى آله وصحبه غيوث الندى وليوث العدى صلاةً وسلامًا دائمين من اليوم إلى أن يُبعث الناس غدا، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة أعاذنا الله وإياكم منها. أما بعد:


    حلقاتٍ خمس لبيان أركان الإيمان وما يتعلق بها من مباحث
    فهذه بدايةُ حلقاتٍ خمسٍ نتحدث فيها بعون الله – عز وجل- ونستمد منه المدد ونستعين به سبحانه وتعالى في كل أمورنا ونبرأ من حولنا وقوتنا ونلجأ إلى قوته وحوله – عز وجل- لبيان أركان الإيمان الستة وما يتعلق بها من مباحثٍ بعبارة واضحةٍ بسيطةٍ حتى تناسبَ المستهدف منه من المشاهدين والمستمعين بإذن الله – تبارك وتعالى-.
    فنقول بادءً ذي بدءٍ "من أعجب الأشياء أن تعرف ربك ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيهُ ثم تتأخر عنه، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس به، وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه، وأنك أحوج شيءٍ إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب" هذا كلام الإمام ابن القيم –رحمة الله عليه- في كتاب "الفوائد"


    قضية الإيمان وأهمية تعلمه وقضية الإيمان هي قضية الحياة
    هي التي خلق الله –عز وجل- من أجلها الخلق، وأوجد الأرض والسماء، ونصب الموازين، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، ومن أجلها قام سوق الجنة والنار، وانقسمت الخليقة من أجلها إلى مؤمنين وكفار، وهي أول واجبٍ على العباد، ومن أجلها أمر الله –عز وجل- بالجهاد.

    فقضية الإيمان ليست بالقضيةِ الثانوية؛ لأن مصير الخلق يتحدد على أساسها وعلى ميزانها، فإذا كان الإنسان يقدم من أموره الدنيوية الأهم على ما هو أقلٌ في الأهمية فما ينبغي أبدًا إذا تبصر فيما يصير إليه أن يتأخر في تعلم الإيمان؛ لأنه أهم المهمات وأوجب الواجبات وهو فرض عينٍ على كل مكلفٍ ومكلفة لا يقوم به أحدٌ عن أحد.

    حرص النبي –صلى الله عليه وسلم- على تعليم الناس الإيمان
    ونبينا –صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- كان يحرض الناس على تعلم الإيمان حتى قال –عليه الصلاة والسلام- لوفد عبد القيس " أتعلمون ما الإيمانُ باللَّهِ قالوا اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ قالَ أن تشهدوا أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ"صحيح مسلم، وعقل الناس عن النبي –صلى الله عليه وسلم-حتى قال بعض الصحابة: "تعلَّمنا الإيمانَ ثم تعلَّمنا القرآنَ فازددنا إيمانًا" صححه الألباني.

    وهي التي كان يراسل النبي –صلى الله عليه وسلم- الملوك في زمانهِ من أجل دعوتهم إلى الإيمان وإلى الدخول في الإسلام –صلى الله عليه وسلم- وهي التي أوذي بسببها كما هو الحال في إخوانه من الأنبياء وأتباعهم وأتباع أتباعهم الذين آمنوا ورضوا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبأنبيائهم ونحن بنبينا –صلى الله عليه وسلم- رسلًا مبلغين عن الله –سبحانه وتعالى-.

    لذلك فهذه القضية تحتاج من العبد بذل الجهد في تحصيلها على مستوى أدلتها، ثم أن يظل طوال عمره يعمل بمقتضى ما حصله من العلم، وأن يسعى دائمًا وأبدًا إلى تحسين إيمانه وزيادته، وأن يسعى دائمًا وأبدًا في إذا ما أُشكل عليه أمرٌ من هذه المسائل أن يذهب إلى عالمٍ يسأله لما يترتب عليه من الخطورة العظيمة.



    الركن الأول الأعظم وهو الإيمان بالله

    واليوم موعدنا مع الركن الأعظم الأول وهو الإيمان بالله –سبحانه وتعالى-
    والإيمان بالله –عز وجل- يتضمن أربعة أمور:-
    الأمر الأول: هو الإيمان بوجوده -سبحانه وتعالى-. فلابد لكي تكون مؤمنًا بالله –عز وجل- أن تؤمن بوجوده –تبارك وتعالى- وقد دلَّ على هذا الأمر أي وجود الله –سبحانه وتعالى- كل ما يمكن أن يُستدل به فدلالة العقل تدل على وجود الرب -سبحانه وتعالى- ودلالة الحس تدل على ذلك ودلالة الفطرة تدل على ذلك ودلالة الشرع دلت على ذلك وإجماع الأمم السابقة واللاحقة أدت هذا المعنى وشهدت به.


    الدلالات التي يستدل بها على وجود الله:
    1- دلالة العقل
    فمن المعلوم أن العقل يقطع بأنه لا يمكن أن يُوجد مخلوق من غير خالق ولا مصنوع من غير صانع، فإذا وجد العبد في نفسه حُسن هذه الصنعة وفيما حوله من خلق الله – عز وجل-؛ سماء مرتفعة بلا عمد، مزينة، مهيأة وأرض ممهدة قد شُدت بالجبال الرواسي وأنهار عذبة الماء وبحار ملحة الماء وقد يجتمعان فلا يبغي أحدهما على الآخر وعالم النبات وعالم الحيوان. كل ذلك فيه حُسن الصنعة ودقتها وحكمتها؛ ليؤدي الرسالة التي من أجلها خلقه الله –سبحانه وتعالى- فيستحيل في العقل أن يقبل أن توجد هذه الصنعة وبهذا الإتقان وبهذا الحسنِ من غير أن يكون وراءها خالق عظيم –سبحانه وتعالى-.
    ولذلك قال ربنا –عز وجل-: "أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ" الطور:35، ولذلك فدلالة العقل تقطع بوجود الرب – سبحانه وتعالى- وأنه لا يمكن أبدًا أن يُقبل في العقل الصحيح على أن هذا الخلق قد وجد من غير الخالق، ولا هذه الصنائع قد وُجدت من غير صانع، ولذلك قال قُس بن ساعدة الإيادي وهو يدل على هذه الدلالة: "إن البعرة لتدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فِجاج أفلا تدل عل الصانع الخبير؟!"

    2- دلالةُ الحس
    وكذلك أيضًا دلالة الحس، فدعاءُ الداعين ممن ذكرهم الله –سبحانه وتعالى- في كتابه "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" الأنبياء:38، ودعاء امرأة عمران أن يُعيذ الله –سبحانه وتعالى- مريم وذريتها من الشيطان الرجيم، "وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" مريم:36،
    ودعاء زكريا –عليه السلام-بأن يرزقه الله –عز وجل- الولد ودعاء نوح وإبراهيم وسائر أنبياء الله –سبحانه وتعالى- هذه دلالة حسية قوية على أن الله –سبحانه وتعالى- موجود فانظر إلى نوح – عليه السلام-حينما استحكمت عليه إباء قومه عن الإيمان ماذا فعل؟؟ "فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ" القمر:10، فكانت الإجابة الحسية المرئية لكل من رآها "فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ*وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ" القمر 11: 13.

    3- دلالة الفطرة
    وكذلك دلالةُ الفطرة وهي من أقوى الأدلة على إثبات وجود الله –سبحانه وتعالى- وأنه موجودٌ –عز وجل- أنه رُكز في فطرة ابن آدم أن يؤمن بربه -سبحانه وتعالى- إذا وُجد في هذه الحياة وقد قال الله –سبحانه وتعالى-: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛشَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَاغَافِلِينَ" الأعراف:172.

    قد جاءت الأحاديث والآثار تدل على أن الله –سبحانه وتعالى- حينما خلق آدم مسح على ظهره فاستخرج كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم أشهدهم على أنفسهم أن يؤمنوا به –عز وجل- ولا يشركوا به شيئًا إذا وُجدوا في هذه الحياة فشهدوا جميعًا على ذلك، لكن لما وُجِدوا في هذه الحياة فمنهم من آمن ومنهم من كفر.

    ويدل على هذا الأصل
    قوله –عليه الصلاة والسلام- "كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه ، أو يُنَصِّرانِه ، أو يُمَجِّسانِه" -صحيح- ولم يقل أو يسلمانه لأنه ما وُلد إلا مسلمًا أو مهيئًا للإسلام والتوحيد، ولكن الأسباب الخارجية العارضة من البيئة وأهل الاعتقاد الفاسد من الأبوين وغيرهما والذين يعلمون الخلق في بيئةٍ معينة أو في مكان معين أو في زمانٍ معين هم الذين يحرفون هذه الفطر عن أن تشهد لله – عز وجل- بالوجود والوحدانية –سبحانه وتعالى-.

    4- دلالة الشرع وما جاء به الرسل
    وكذلك أيضًا الشرع، ما جاء به الرسل من الشرائع المتضمنه لمصالح الخلق، ليس في الدنيا وحدها وإنما في الدنيا والآخرة فهي أعظم الدلالة وبذلك ختم الله –عز وجل- رسالاته إلى أهل الأرض بالقرآن العظيم الذي مُلءَ بدعوةِ الناس إلى الإيمان ونبذ الشرك لله –سبحانه وتعالى-.

    5- دلالة أسماء الله الحسنى وصفاته العليا
    وكذلك أيضًا الأدلة على وجوده - سبحانه وتعالى- وجوده ربًا وإلهًا له أسماءً حسنى وصفات عليا وأنه -سبحانه وتعالى- يعني بيَّن شرك المشركين وأبطل ما يحتجون به، وأنه مجرد شبهات في عقولهم لا تستقيم عند البحث والنظر، وأن هذا الكتاب العظيم كتاب هداية للعالم "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا" الفرقان:1.

    6- دلالة إجماع الأمم
    كذلك إجماع الأمم والعبرة بمن شذ من طوائف شذاذ الناس ،كأهل الشيوعية في الحديث الذين يقولون لا إله والحياة مادة، وقد كذبوا في ذلك إذ مازال داعي الفطرة يدعوهم حتى كانوا يمرون كهيئة السجود أو الركوع على رؤسائهم وزعمائهم الذين دفنت أجسامهم في الميدان الأحمر بموسكو سابقًا، فهؤلاء شذاذ.

    وعندنا الدهريون والطبائعيون والصدفيون الذي يقولون العالم صدفة أو الطبيعة أو لا يؤمنون "مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ" الجاثية:24، كل هذه الأفكار بادت، وإن كان طائفةٌ من الناس يحيونها الآن وتقام لها دعايات عظيمة تدعو الناس إلى الإلحاد بالله -سبحانه وتعالى- وإنكارَ وجوده، وهم ينكرون أنفسهم قبل أن ينكروا وجود الرب - تبارك وتعالى-.



    موقف الإمام أبي حنيفة مع إحدى الطوائف المنكرة
    ومما يُؤثر عن الإمام أبي حنيفة أنه جاءه طائفة من السمنيون وهم طائفة ينكرون الصانع -تبارك وتعالى- ليناظروه في هذه المسألة فقال –رحمة الله عليه- وقد تأخر عن موعده فلاموه عن التأخر فقال: "جئت لأخبركم بأمر عجب وهو الذي أخرني، قالوا ما هو قال: "رأيت سفينة قد جاءت في نهر دجلة حتى رست بالمرفأ، ثم أنزلت بضائعها وحمَّلت أخرى وانطلقت تمخر النهر حتى تصل إلى الخليج، وليس بها قائد يقودها وليس بها عمال ينزلون ما عليها" فما كان منهم إلا أن قالوا أنت تصدق هذا يا أبا حنيفة؟

    قال: "ولم لا أصدقه؟" إذًا لا عقل لك. فقال: "تقولون هذا في، قالوا نعم، قال: "فما تقولون أنتم في عقولكم حينما ترون هذا العالم الفسيح بحُسن هذه الصنعة، كيف تصدقون أنه لا صانع له -سبحانه وتعالى- وأنه قد وُجد صدفة أو من غير صانعٍ؟!" فلا شك أن الإيمان بوجود الله –سبحانه وتعالى- ركن عظيم من أركان الإيمان بالله –تبارك وتعالى-

    7- دلالة هداية الله لخلقه
    وإذا نظر العبد في هداية ما أودعه الله –سبحانه وتعالى- في خلقه يرى عجبًا، العلماء الذين يتحدثون عن الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة، ويذكرون آيات مذهلة من النظريات المكتشفة حديثًا، شيء يبهر الألباب، وهكذا ما ذكره الأقدمون في هداية الله -سبحانه وتعالى- لبعض خلقه.

    ولنضرب أمثلة يسيرة في هذا المعنى:
    -الفأر عند خلطه الماء بالزيت
    فيقول العلماء المتخصصون في الحيوان بأن الفأر إذا وجد زيتًا فإنه من أحب الشراب والطعام إليه، وخصوصًا بقى إذا كان زيت زيتون وما إليه، فيذهب الفأر فيظل يشرب من الإناء ما استطاع فإذا وُجدت بقية في قاع الإناء وخاف الفأر أن ينزل إليها حتى لا يستطيع الخروج فإنه يأتي بحيلة في منتهى العجب، إنه يذهبُ إلى أقرب مصدرٍ فيه ماء ثم يملأ فمه ويأتي فيضع في الإناء ويعود مرة من بعد مرة، ومن المعلوم من قانون الكثافة أن الزيت أخف في الكثافة من الماء فيطفو الزيت على سطح الماء فيشرب الفأر الزيت الباقي حتى لا يدع منه شيء! من الذي هداه إلى هذا؟ إنه الله –سبحانه وتعالى- الذي خلقه والذي أودع فيه هذه الهداية.



    - مطاردة الأسد لأنثى الغزلان دون الذكر
    انظر إلى الأسد حينما يطارد قطيعًا من الغزلان، إنه لا يتبع الذكر ويتبع الأنثى مع أنه معروف أن عدو الذكر أعظم من عدو الأنثى ويسبقها بمراحل أثناء المطاردة فلم يفضل الأسد أن يسعى وراء الذكر وأن يترك الأنثى؟؟

    قال العلماء: "بأن الذكر إذا خاف أثناء المطاردة من أن يلحقه الأسد ويظفر ويفترسه فإنه يحصره البول ويزداد حصر البول مع شدة المطاردة واقتراب الأسد منه حتى يعجز عن العدو بعد ذلك بسبب حصر البول" طب والأنثى ما بيحصلهاش كده؟؟ لا يحدث لها هذا؛ لأن مخرجها واسع فإنها تستطيع أن تتبول أثناء المطاردة ولا يلحق بها الأسد! فمن الذي هداه لهذا الأمر؟؟ إنه الله –عز وجل- الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى سبحانه وتعالى.



    -حيلة الثعلب إذا اجتمعت عليه البراغيث
    ومن حيل الثعلب وهو معروف بكثرة مكره وسعة حيلته أنه إذا اجتمعت عليه البراغيث وآذته أشد الإيذاء إنه يبحث عن قطعةٍ من الصوف أو القطن أو غير ذلك ثم يضعها في فمه، ثم يأتي إلى ماءٍ ليس بالعميق فينزل فيه شيئًا، فالبراغيث أول ما تشوف الماء تبدأ تطلع على رجلين الثعلب وتصعد إلى بدنه.

    كل ما هو يحس إن خلاص البراغيث صعدت إلى أعلى ينزل شوية فيقوم يطلع برده البراغيث وهكذا حتى تجتمع في ظهره، فيبدأ ينزل من أول ذيله إلى فقار ظهره حتى تجتمع البراغيث كلها على رأسه فيبدأ ينزل رأسه في الماء فكل البراغيث تقفز ولا يترك إلا قطعة الصوف هذه فكل البراغيث تقفز مسرعةً خوفًا من الماء حتى تقف على الصوفة، فإذا وجد الثعلب ذلك ألقاها في الماء ثم خرج وقد احتال لينظف نفسه ويتخلص من هذا الأذى. فمن الذي هداه إلى ذلك؟ إنه الله –سبحانه وتعالى-.

    يبقى هذا هو الركن الأول من أركان الإيمان بالله –سبحانه وتعالى-



    الركن الثاني من أركان الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو الإيمان بربوبيته سبحانه وتعالى
    ومعنى الإيمان بربوبيته عز وجل هو الاعتقاد الجازم بإن الله تعالى وحده هو الرب الخالق المالك الآمر
    ومعنى الرب هو
    السيد المالك المتصرف سبحانه وتعالى الذي ربَ جميع العالمين بنعمه قال تعالى "قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى* قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"طه:49:50

    فمدار الربوبية على ثلاثة أمور :-

    أولًا : الخلق
    فالله عز وجل خالق كل شئ وما سواه مخلوق قال تعالى "اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ" الزمر:62 وقال سبحانه "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا"الفرقان:2 وكل خلق أضيف إلى غيره فهو خلقٌ نسبى، بمعنى التشكيل والتأليف والتقدير لا الإنشاء من العدم فقوله تعالى "فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"المؤمنون:14 وأحسن لأنها من أفعل التفضيل فتشي بأن هناك خالق مع الله ليس هذا مقصود أنه أوجده من عدم، وإنما هو مكلفٌ من قبل الله سبحانه وتعالى كما يأمر الملك أن ينفخ الروح في الجنين في بطن أمه وما إلى ذلك.



    والمعنى الثاني من معاني الربوبية
    الملك
    فالله المالك سبحانه وتعالى وما سواه مملوك

    قال الله تعالى "أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ"البقرة:107 وقال الله تعالى "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"آل عمران:26
    وقال الله تعالى "ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ"فاطر:13

    -وكل مُلكٍ أُضيف إلى غير الله سبحانه وتعالى فهو
    أيضًا كالخلق ملكٌ جزئيٌ نسبى مؤقت، كما قال مؤمن آل فرعون "يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ"غافر:29 وقال الله تعالى "إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ"مريم:40



    الأمر الثالث من معاني الربوبية
    الأمر
    فلله الأمرُ كله لله وما سواه مأمور قال الله تعالى "قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ"آل عمران:154 وقال تعالى "أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"الأعراف:54
    وقال الله سبحانه وتعالى لنبيه "لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ"آل عمران:128

    فكيف بمن دون النبي –صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-؟؟ - وكل أمرٍ أسند لغيره سبحانه وتعالى فهو
    داخل مشيئته سبحانه وتعالى وهذا أمرٌ جزئيٌنسبيٌ أيضًا.

    - وأمره سبحانه وتعالى يشمل
    الأمر الكوني والشرعي.
    - فأما الكوني
    فنافذ لا محالة وهو مرادفٌ للمشيئة فإذا شاء الله عز وجل شيئًا فلا راد لمشيئته سبحانه وتعالى.
    - وأما الشرعي فهو
    محل الاختبار والابتلاء والثواب والعقاب لبنى آدم ومن كُلِّفَ كالجنِ.


    النسبة بين الخلق والأمر في القرآن
    ويعنى الله سبحانه وتعالى يذكر كثيرًا في القرآن يعنى النسبة بين الملك والخلق والأمر، فالناس أو معظم الناس سلموا بأنهم مخلوقون من قبله سبحانه وتعالى وأنه لا خالق سواه عز وجل، لكنهم نازعوا في أمره سيما الأمر الشرعي فليس كل الناس مؤمن ولا مطيع لله سبحانه وتعالى، فالإيمان بربوبيته سبحانه وتعالى هو الركن الثاني من الإيمان بالله عز وجل بعد الركن الأول الذي ذكرناه وهو الإيمان بوجوده عز وجل



    الركن الثالث من أركان الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو الإيمان بألوهيته عز وجل.
    ومعنى الإيمان بالألوهية لما بنقول توحيد الألوهية أو توحيد العبادة كلاهما بمعنى واحد هو الاعتقاد الجازم بأن الله وحده هو الإله الحق المستحق للعبادة دونما سواه تبارك وتعالى. والمعبود هو الذي تألهه القلوب محبةً وتعظيمًا.

    - وحقيقة العبادة كمال الحب مع كمال التذلل والخضوع والتعظيم
    وذلك لا يكون إلا لله عز وجل وحده. وقد جاءت بهذا الإيمان أعظم شهادة من أعظم شاهدٍ في أعظم مشهودٍبه قال الله تعالى
    "شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"آل عمران:
    18
    وقال سبحانه وتعالى "وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ"البقرة:163 ووصف الله سبحانه وتعالى في آية الكرسي وفي أواخر سورة البقرة وفى أوائل سورة آل عمران وفي أواخر سورة الحشر وغير ذلك ليبين سبحانه وتعالى أنه واحد أحد سبحانه وتعالى" لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ" الإخلاص:3:4 سبحانه وتعالى ومقتضى إيمان العبد بتوحيد الألوهية لله سبحانه وتعالى ألا يصرف شيئًا من العبادة إلا لله سبحانه وتعالى.
    - كالعبادات القلبية كالمحبة والرجاء والخوف والخشية والتوكل واليقين وغيرها من هذه المعاني القلبية، وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى. فإذا صرف العبد شيئًا من هذه المحبوبات على سبيل التعبد لغير الله فقد أشرك بغير الله سبحانه وتعالى. وإذا صلح قلب العبد صلحت أعضاؤه كما في حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-
    - هناك عبادات قولية كالدعاء "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا"الجن:18
    - وهناك عبادات بدنية كالصلاة وتشتمل أيضًا على الدعاء القولى، والنحر قال الله سبحانه وتعالى "قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"الأنعام:162:163 وأيضًا قال الله سبحانه وتعالى "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ"الكوثر:2

    - وهناك عبادات مالية

    كالنفقات التعبدية من زكاوات وصدقات ووصايا وأوقاف وهبات وغير ذلك. قال الله سبحانه وتعالى "وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"التوبة:99 وقال الله سبحانه وتعالى في وصف عباده "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا"الإنسان:8:9


    - والإيمان بألوهية الله عز وجل لازم الإيمان بربوبيته ومقتضاه
    فمن أقر بإن الله هو الخالق المالك المدبر لزمه أن يقر بألوهيته سبحانه ويفرده بالعبادة وقد أقام الله الحجة على المشركين بهذا الإقرار في مواقع متعددة من كتابه كمثل قوله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"البقرة:21 ثم ذكر عقبها "الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"البقرة:22 وقال الله سبحانه وتعالى "قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ* فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ"يونس:31:32وأيضًا يقول الله سبحانه وتعالى "وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا"الفرقان:3



    خطورة الشرك بالله
    - ولهذا كان الشرك بالله سبحانه وتعالى في عبادته عز وجل من أظلم الظلم
    قال الله سبحانه وتعالى:"وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ"لقمان:13
    لأنه تنقص لرب العالمين وصرف لخالص حقه سبحانه وتعالى إلى غيره "ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ"الأنعام:1 أي يساوون بغير الله سبحانه وتعالى في عبادته، وأنه كذلك من أكبر الكبائر قال النبي –صلى الله عليه وسلم-"ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا، قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين قال وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئا فجلس ألا وشهادة الزور ألا و قول الزور فما زال يكررها –عليه الصلاة والسلام- حتى قلنا ليته سكت"-صحيح البخاري-

    - وكذلك الشرك من أعظم الذنوب سُئل النبي –صلى الله عليه وسلم- "أي الذنب عند الله أعظم قال أن تجعل لله ندًا وهو خلقك"-صحيح-
    - وكذلك انتكاسٌ في الفطرة وتردٍ في الضلالة
    قال تعالى "وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ "الحج:31

    عقوبة الشرك في الدنيا والآخرة
    وقد رتب الله سبحانه وتعالى على الشرك -لعظم بشاعته- أحكامًا دنيوية وأخروية؛
    منها عدم الغفران قال الله تعالى " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا "النساء:48 وقال الله سبحانه وتعالى على لسان المسيح " إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ "المائدة:72

    وأن الذي يشرك بالله سبحانه وتعالى شركًا يحبط عمله جميعًا
    تلك سنة الله عز وجل في الماضين واللاحقين. قال الله سبحانه وتعالى" وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"الزمر:65
    وكذلك أيضًا الشرك الأكبر يهدر عصمة دم الإنسان
    قال الله سبحانه وتعالى " فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"التوبة:5 وقال عليه الصلاة والسلام "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها"-متفق عليه-

    من صور الضالين عن ألوهيته سبحانه وتعالى
    وقد ضل في هذا الباب في القديم والحديث أناس كثر منهم :
    عباد الأوثان
    على اختلاف معبوداتهم.
    وكذلك القبوريون الذين يدعون أصحاب القبور فيطلبون منهم جلب النفع أو دفع الضرر أو يتوسلون بهم كما كان يتوسل عباد الأوثان بأوثانهم.
    وكذلك السحرة والمشعوذون والكهان الذين يعبدون الجن لقاء ما يخبرونهم به أو يحضرونه لهم أو يصنعونه لهم.

    الأمر النبوي بسد الطرق الوصلة للشرك
    ولعظيم خطر الشرك في العبادة حذر النبي –صلى الله عليه وسلم-من الأسباب الموصلة إليه وسد الطرق جميعًا التي ينفذ إليه منها فقد حذر النبي –صلى الله عليه وسلم- من: -الغلو في الصالحين وضرب المثل بنفسه –عليه الصلاة والسلام- قال "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم"

    من صور الغلو في الصالحين
    ومن الغلو في الصالحين: التوسل الممنوع بالدعاء عند قبورهم، أو النذر لهم بعد مماتهم أو غير ذلك، الذبح لهم أو هذه الأشياء التي يفعلها أهل الجهالة عند قبور الأولياء والصالحين.
    - ونهى النبي –صلى الله عليه وسلم- عن الدفن في المساجد لأن
    هذا وسيلة إلى الشرك وأن يأتي الجهال فيدعون صاحب القبر مع الله أو من دون الله سبحانه وتعالى.
    - وحرم النبي –صلى الله عليه وسلم- أن تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، ومسجد النبي –صلى الله عليه وسلم- في المدينة، والمسجد الأقصى.
    -وحذر النبي –صلى الله عليه وسلم- من مشابهة المشركين وأهل الكتاب في اعتقاداتهم وعباداتهم.
    - وكذلك حذر النبي –صلى الله عليه وسلم- من التصوير لا سيما النحت والأشياء المجسمة.
    -وكذلك حذر النبي –صلى الله عليه وسلم- من الألفاظ الشركية التي توهم التسوية بين الله وبين خلقه.



    الركن الرابع من أركان الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو الإيمان بأسمائه وصفاته
    وهو الاعتقاد الجازم بان الله تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلى وأن تثبت لله سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه في كتابه أو أثبته له نبيه –صلى الله عليه وسلم- فليس أعرف بالله من الله وليس أحد أعلم بالله من رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- قال الله تعالى "وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ "الأعراف:180 وقال الله سبحانه وتعالى "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌوَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ "الشورى:11

    - وأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى توقيفية بمعنى أنه
    ما أتى به النص لا يستقل العقل وحده بإثباتها.
    - ولا يوصف الله سبحانه وتعالى إلا
    بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لا يتجاوز القرآن والحديث كما قال الإمام احمد رحمة الله عليه "وأسماء الله قد بلغت من الحسن غايتها وهى أعلام على ذاته وأوصاف له سبحانه وتعالى، وصفاته كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه" قال الله تعالى" وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"الروم:27

    - ويجب دعاؤه بها سبحانه وتعالى دعاء المسألة ودعاء العبادة لأن الدعاء نفسه عبادة "الدعاء هو العبادة" كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم- ومن لم يسأل الله عز وجل يغضب عليه.

    من أداب الدعاء فتدعو ربك سبحانه وتعالى لدعاء المسألة اختار من الأسماء الحسنى ما يناسب مسألتك كأن تقول يا غنى أغننى يا غفور اغفر لي يا تواب تب عليا وهكذا، فهذا دعاء المسألة وأن تدعوه دعاء عبادة بأن تثنى على ربك سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى عز وجل وصفات الله سبحانه وتعالى.

    صفات الله عز وجل تنقسم إلى:
    - صفات ذاتية وهي ملازمة لذاته المقدسة لا تنفك عنه سبحانه وتعالى، كالحياة والسمع والبصر والعلم والقدرة وما إليه.
    - وصفات فعلية وهي المتعلقة بمشيئته وحكمته سبحانه يفعلها إذا شاء ولا يفعلها إذا شاء كالاستواء والنزول والمحبة والبغض والفرح والعجب والضحك والمجئ وما إلى ذلك، فهذه صفات مرتبطة بمشيئته سبحانه وتعالى

    من الصفات الثابتة لله سبحانه وتعالى من الكتاب والسنة والإجماع :
    ومن صفات الله تعالى الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع صفة العلة والعلو على 3 أنواع :
    1-علو القدر قدر الله تعالى " وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ"النحل:60
    2- وعلو القهر
    قال الله سبحانه وتعالى " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ "الأنعام:18
    3- وعلو الذات قال الله تعالى " أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء "الملك:16 وفي الحديث المتفق عليه "النبي –صلى الله عليه وسلم- لما سأل الجارية وقال لها أين الله؟؟ قالت في السماء قال من أنا ؟؟ قالت أنت رسول الله قال لسيدها معاوية بن الحكم اعتقها فإنها مؤمنة"

    - وكذلك من الصفات الثابتة صفة الاستواء وهي إن الله سبحانه وتعالى بعد خلقه السماوات والأرض استوي على عرشه بمعنى علا واستقر عليه استواءً حقيقي يليق بجلاله سبحانه وتعالى لا يماثل في شئ استواء المخلوقين فهو صفة فعلية لله سبحانه وتعالى. وصفة الكلام قال الله تعالى " قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا"الكهف:109
    ممن ضلوا في هذا الباب فأيضًا هناك طوائف كثيرة ضلت في هذا الباب أهل التمثيل وأهل التعطيل وغيرهم ممن لم يسلموا للشرع وممن وضعوا قواعد ثم حملوا آيات الله عليها وأحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- فلم يصلوا إلى الهدى في هذا الباب.

    - منهج أهل السنة والجماعة في ذلك لكن أهل السنة والجماعة التزموا الكتاب والسنة ووقفوا حيث وقف النص وكذلك اتبعوا واقتفوا آثار الصحابة في فهمهم لهذه النصوص الكريمة.
    - وباب الأسماء والصفات من الأبواب التي ترفع إيمان العبد وتقربه إلى الله سبحانه وتعال،ى وتعرفه بربه تبارك وتعالى، فمن الذي يلجأ إليه عند وجود الضر إنه الله سبحانه وتعالى إن لم يكن له أنسٌ بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه الحسنى وبصفاته العلى فإنه لن يُلهَم إلى من يلجأ عند الضر إذا نزل به، ولذلك فقد رأينا يونس –عليه السلام- لما التقمه الحوت وهو مليم" فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ "الصافات:143:144 فكان له ذكر بالله سبحانه وتعالى وكان له أنس بالمولى عز وجل


    اجعل لنفسك وردًا من ذكر الله
    فلذلك ينبغي علينا أن نولى هذا الباب أهمية عظيمة لأن تكون لنا أوراد من ذكره سبحانه وتعالى والتفكر في مخلوفاته عز وجل ودعائه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وكلما تعرف العبد على أسماء الله سبحانه وتعالى واجتهد في حفظها إن لله تسعًا وتسعين اسمًا 100 إلا واحد من أحصاها دخل الجنة فكلما تعرف عليها حفظًا وتلاوةً وعملًا واعتقادًا وإيمانًا ودعاءً كلما اقترب من الله سبحانه وتعالى فزاد رصيد الإيمان في قلبه، واقترب من ربه سبحانه وتعالى، وكان له أُنسٌ بالمولى عز وجل. ولذلك كانوا يقولون "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة"

    شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه وعلاقته بأسماء الله
    وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه يخرج حينما تضيق عليه المعاني وتكثر وتتزاحم على قلبه، فكان يقول "واخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك السر خاليًا" وكان رحمة الله عليه لا يقنع مما يحصله من العلم من كلام الناس فيذهب إلى المساجد المهجورة خارج دمشق ويمرغ وجهه في التراب ويتوسل إلى ربه سبحانه وتعالى فكان يقول " يا معلم إبراهيم علمني، يا معلم إبراهيم علمني " وهذا أثر من آثار الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى إذا كنت في كربٍ فما الذي يكشف كربك كيف تدعو ربك سبحانه وتعالى؟

    أعظم آية في القرآن الكريم
    أعظم آية في القران الكريم "كما سأل النبي –صلى الله عليه وسلم أبى بن كعب أي آية من كتاب الله أعظم قلت الله ورسوله أعلم فردد النبي –صلى الله عليه وسلم- فلما فهم أبى أن النبي –صلى الله عليه وسلم- يريد أن يستخرج ما عنده من العلم قال الله لا اله إلا هو الحي القيوم أي آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله تبارك وتعالى كله فضرب النبي –صلى الله عليه وسلم- صدره مادحًا له قال لِيَهْنِكَ العلم أبا المنذر" وهذه كنية أبى بن كعب –رضي الله عنه- وأرضاه، هُدى بعلمه إن آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله سبحانه وتعالى لِما احتوت عليه من وصف الرب الجليل تبارك وتعالى. فعلينا أن نتريض في رياض الأسماء الحسنى وصفاته العلى سبحانه وتعالى طالبين الهدى منه عز وجل راغبين راهبين إليه سبحانه وتعالى متوكلين عليه عز وجل في كل أمرنا.

    وهذه مختصر سريع في هذا الباب الأعظم والركن الجليل والأهم في الإيمان أو في أركان الإيمان وهو الإيمان بالله تبارك وتعالى فعلينا أن ندندن حول هذه المعاني وأن نحيى الإيمان في قلوبنا وان شاء الله تبارك وتعالى نستكمل فيما يأتي من حلقات حول بقية أركان الإيمان من الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
    نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منى ومنكم صالح الأعمال وأن يوفقني وإياكم وإخواننا جميعًا إلى العلم النافع والعمل الصالح وأن يعيننا وإياكم على العمل بمقتضى ما علمناه سبحانه وتعالى. اللهم ارزقنا علمًا نافعًا وأعنا على العمل به يا رب العالمين وصلى اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

    تم بحمد الله
    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 09-10-2016, 02:34 PM.

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

    تعليق


    • #3
      رد: مادة العقيدة :: الدرس الأول (شرح حديث جبريل 1 ) :: دورة بصائر العلمية 2

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: مادة العقيدة :: الدرس الأول (شرح حديث جبريل 1 ) :: دورة بصائر العلمية 2

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

        اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

        تعليق


        • #5
          رد: مادة العقيدة :: الدرس الأول (شرح حديث جبريل 1 ) :: دورة بصائر العلمية 2

          جزاكم الله خيرًا ... وأحسن الله إليكم

          تعليق


          • #6
            رد: مادة العقيدة :: الدرس الأول (شرح حديث جبريل 1 ) :: دورة بصائر العلمية 2

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاك الله خيرا اخيتي وبارك الله في مجهودك
            عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

            تعليق


            • #7
              رد: مادة العقيدة :: الدرس الأول (شرح حديث جبريل 1 ) دورة بصائر العلمية 2

              جزاكم الله خيرًا
              وأحسن الله إليكم


              اللهم اشفي كل مريض وارحم كل ميت واهدي كل عاصي وألف بين قلوب المؤمنين

              تعليق

              يعمل...
              X