إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أدابًُ عليكَ التحليِ بِهاَ .. // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أدابًُ عليكَ التحليِ بِهاَ .. // مفهرس





    قال الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله تعالى:

    إنَّ طالب العلم لابدَّ وأن يتصوَّر أنَّ علمه بقدْر أدبه، وأنَّه بقدر ما يكونُ عنده من الأَدب للعلم وفي العلم يكون عندَه منَ العلم، وهذا أمر مهم وإنَّما تذهب بركة العلم بسوء أدب حامله أو يصرف العلم عن طالبه بسبب عدم أدبه، فإذا كان اعتناء طالب العلم بالأدب وبمعرفته وبأَهمِّيته فإنَّه يُحصِّل خيرًا كثيرًا في ذلك، ولا شك أنَّ كلَّ عاقل يأخذ من ذوي الخبرة ما يجعله يسلك في سبيلهم، ولا شك أنَّ أهل الخبرة في هذا المقام هم السَّلف؛ ومن رأى اعتناءهم بالأدب في العلم وحثِّهم عليه وتأديب طلَّابهم عليه وحملهم عليه رأى أنهم لم ينالوا تلك الدَّرجات في العلم إلَّا بالأدب فيه؛ فإذا أردنا أن نسير على طريقهم وأن نسلك دربهم المطروق فإنَّنا لابد وأن نأخذ طرفًا من نصائحهم، ولهذا كانوا يعتنون بتأديب أبنائهم وتأديب أنفسهم قبل ذلك أكثر من أي شيء.

    ذكر الرَّاغب الأصفهاني أنَّ المنصور بعث إلى من في الحبس من بني أُمية يقول لهم: (ما أشدّ ما مرَّ بكم في هذا الحبس؟ فقالوا: ما فقدنا من تربية أولادنا)، ولهذا كان السَّلف -رحمهم الله- يتخذون لأَبنائهم مؤدِّبا ويسمُّونه بالمؤدب، واِشتهر بعض أهل العلم بأنَّه مؤدِّب الأولاد، أو بعضهم اشتهر كابن أبي الدنيا بأنَّه مؤدِّب أولاد الخلفاء، وربما بعضهم يُلقَّب بهذا اللَّقب يُقال فيه المؤدِّب.

    ابن القيِّم -رحمه الله تعالى– يقول: (الأدب ثلاثة أنواع: أدب مع الله سبحانه وتعالى، وأدب مع رسُول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وشرعه، وأدب مع خلقه).
    وكان ابن المبارك - رحمه الله تعالى – يقول: ( من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السُّنن، ومن تهاون بالسُّنن عُوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة) ذكره الحافظ ابن القيم - رحمه الله تعالى – في " مدارج السالكين ".
    وكذلك يقول رُويم بن أحمد البغدادي لابنه: ( يا بني اِجعل عملك ملحًا وأدبك دقيقًا ) أراد أنَّه لابُدَّ من الاستكثار من الأدب لأنَّه ثمرة العلم وحقيقة العلم وروح العلم، ولهذا قال البُوشنجي: ( من أراد العلم والفقه بغير أدب فقد اِقتحم أن يكذب على الله وعلى رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم ).
    وكان النَّخعي - رحمه الله – يقول: ( كانوا إذا أتوا رجلًا ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته وصلاته وإلى حاله ثمَّ يأخذون عنه )، ولهذا ذكروا في ترجمة الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - أنَّه يجتمع في مجلسه خمسة آلاف أو يزيدون، بعضهم يكتب الحديث قيل خمسمائة، والباقون يتعلَّمون منه حسن الأدب والسَّمت؛ ولهذا جاء في ترجمة أحد طلاب أحمد أنَّه حضره عشر سنين قال: ( ما كتبتُ سوداء على بيضاء إلا أنِّي انظر إلى أدب أحمد ).
    قال ابن عباس رضي الله عنه: ( اطلب الأدب فإنَّه زيادة في العقل، ودليل على المروءة، ومؤنس في الوحدة، وصاحب في الغربة، ومال عند القِلَّة ).
    كان الإمام مالك - رحمه الله تعالى – يقول: ( كانت أُمِّي تُعمِّمني وتقول: اذهب فخذ من أدب ربيعة قبل علمه ).
    وابن المبارك يقول: ( طلبت العلم فأصبت منه شيئًا وطلبت الأدب فإذا أهله قد بادوا) -أي قد ذهبوا-؛ وكان ابن المبارك أيضًا – رحمه الله - يقول: ( نحن إلى قليل من الأدب أحوج منَّا إلى كثير من العلم ).

    ولما سُئل الحسن البصري – رحمه الله - عن أنفع الأدب فقال: ( التَّفقُّه في الدِّين، والزُّهد في الدُّنيا، والمعرفة بما لله عليك )، ولهذا قال الخطيب البغدادي - رحمه الله -: ( والوجب أن يكون طلبة الحديث أكمل النَّاس أدبًا، وأشدَّ الخلق تواضعًا، وأعظمهم نزاهةً وتدينًا، وأقلهم طيشًا وغضبًا، لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وآدابه، وسيرة السَّلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه وطرائق المحدِّثين ومآثر الماضين فيأخذ بأجملها وأحسنها ويصدف عن أرذلها وأدونِها ) -في كتابه " الجامع لآداب الراوي والسَّامع "-.
    وسفيان بن عُيينة - رحمه الله – يقول: ( إنَّ رسول الله هو الميزان الأكبر فعليه تُعرض الأشياء على خُلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق وما خالفها فهو الباطل ).
    كان الإمام مالك – رحمه الله - يقول: ( إنَّ حقا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية وأن يكُون متَّبعًا لأثر من مضى قبله ).

    هكذا جاءت آثار كثيرة عن السلف - رحمهم الله - في ضرورة الاعتناء بالأدب والتَّخلق بأخلاق العلم وحمل النَّفس على الأَدب في العلم، ولهذا صنَّفوا الكُتب الكثيرة، " الآداب الشَّرعية " لابن مفلح، " غذاء الألباب " للسفاريني، منظومة ابن عبد القوي، منظومة الشيخ حافظ حكمي الميمية، وهذه المنظومة التي نحن بصددها، وقلَّ أن تجد عالمًا من العلماء إلَّا وصنَّف كتابًا مستقلًّا أو نظم نظمًا يتعلق بآداب طالب العلم، ولازال العلماء يصنفون في ذلك المصنفات الكثيرة؛ لماذا هذا كلّه؟ لأنَّ المعرفة بهذا فيها حثٌّ على العلم والحرص عليه وعدم الاستغناء بشيء عنه، ولهذا من روائع منظومة الشيخ العلامة حافظ حكمي - رحمه الله - أنَّه قال:
    يا طالِبَ العِلمِ لا تَبْغِي به بَدَلا = فقَدْ ظَفِرْتَ ورَبِّ اللَّوْحِ والْقَلَمِ
    وعَظِّم العِلمَ واعْرِفْ قَدْرَ حُرْمَتِهِ = فِي القَوْلِ والفِعْلِ والآدابَ والقِيَمِ




    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 29-01-2018, 06:40 PM.

    هونيها تهون .. واجعلي الهم هم الآخرة
    _ يا جَبار إجبرني


  • #2
    رد: أدابًُ عليكَ التحليِ بِهاَ ..

    جزاك الله خيرا اختاه
    ينقل لقسم واحة طلاب العلوم الشرعية

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

    تعليق


    • #3
      رد: أدابًُ عليكَ التحليِ بِهاَ ..

      جزاكم الله خيرًا

      تعليق


      • #4
        رد: أدابًُ عليكَ التحليِ بِهاَ ..

        جزاك الله خيرا

        تعليق

        يعمل...
        X