إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مادة الفقه وأصوله :: الدرس الرابع (تعريف عام بعلم القواعد الفقهية) :: دورة بصائر العلمية 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مادة الفقه وأصوله :: الدرس الرابع (تعريف عام بعلم القواعد الفقهية) :: دورة بصائر العلمية 2



    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا- ثم أما بعد:
    العلماء يقولون: "من لم يُتقِن الأصول حُرم الوصول"
    فإذا أراد أن يترقى في مراتب العلم على الإنسان أن يحرص على أن يتعرف على القواعد التي بها يضبط أصول العلم، ويرسخ في ذهنه ويستطيع ببركة معرفة هذه القواعد أن يحكم في الأمور النازلة أو الأمور المستجدة؛ لأن عنده من الأصول ما يجعله يتعرف على مقاصد الشريعة وعلى الأمور المتشابهة.


    إذًا فما معنى قاعدة فقهية ؟ وما هو الضابط الفقهي ؟
    وما الفائدة من ضبط القواعد الفقهية ؟
    وما هي أقسام القواعد الفقهية ؟ وما هي القواعد الكلية الكبرى ؟


    كل هذا وأكثر نتعرف عليه في هذا اللقاء المُتميز والذي بعنوان ::
    مادة الفقة وأصوله :: الدرس الرابع (تعريف عام بعلم القواعد الفقهية وأهميته) :: دورة بصائر العلمية 2.
    لفضيلة الشيخ/ عادل شوشة.



    تفضلوا معنا في تحميل الدرس الرابع بجميع الصيغ ::



    رابط الدرس على الموقع وبه جميع الجودات.

    .....
    رابط صوت mp3.


    .....
    رابط الجودة HD.


    http://way2allah.com/khotab-mirror-127090-198322.htm
    .....
    رابط يوتيوب
    https://www.youtube.com/watch?v=84LYpKcGTr8
    .....
    رابط تفريغ بصيغة pdf



    فهرس مادة الفقه وأصوله لفضيلة الشيخ عادل شوشة.
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=311246
    .....
    :..: موضوع خاص باستقبال أسئلة مادة الفقه وأصول الفقه :..:
    مثبت: جدول الدورة العلمية بصائر 2.
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=311026
    .....
    مثبت: موضوع مخصص لتلقي الاستفسارات والشكاوى الخاصة بالدورة العلمية بصائر 2.
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=310989



    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر العلمية 2 من خلال هذا الرابط::
    http://way2allah.com/category-578.htm


    .....

    لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.






    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

  • #2
    رد: مادة الفقه وأصوله :: الدرس الرابع (تعريف عام بعلم القواعد الفقهية) :: دورة بصائر العلمية 2



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياكم الله وبياكم
    الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر

    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم:
    تفريغ:

    مادة الفقة وأصوله :: الدرس الرابع (تعريف عام بعلم القواعد الفقهية وأهميته) :: دورة بصائر العلمية.
    لفضيلة الشيخ/ عادل شوشة.
    سائلين الله -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسنات كل من شارك فيه
    وأن يبارك في فريق عمل التفريغ


    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا- ثم أما بعد:

    فمرحبًا بكم -أحبتي في الله- مع دورة بصائر على موقع "الطريق إلى الله" وحديثنا اليوم يدور حول القواعد الفقهية والتعريف بهذه القواعد وبيان أهميتها.
    أحبتي في الله العلماء يقولون: "من لم يُتقِن الأصول حُرم الوصول" فالإنسان إذا أراد أن يطلب العلم على بصيرة عليه أن يتعرف على العقائد التي تضبط علاقته بالله –سبحانه- وعلاقته بالله -عزَّ وجل- كذلك عليه أن يضبط العبادات التي يتعبد بها لله -عزَّ وجل-، فإذا أراد أن يترقى في مراتب العلم على الإنسان أن يحرص على أن يتعرف على القواعد التي بها يضبط أصول العلم، ويرسخ في ذهنه ويستطيع ببركة معرفة هذه القواعد أن يحكم في الأمور النازلة أو الأمور المستجدة؛ لأن عنده من الأصول ما يجعله يتعرف على مقاصد الشريعة وعلى الأمور المتشابهة، وكذلك يتعرف على النظائر، والأمور التي قد تتحد في الصورة وتختلف في الحكم فلذلك ينبغي على الإنسان أن يسعى إلى التعرف على قواعد الأصول.

    معنى القواعد الفقهية:
    والقواعد الفقهية -أحبتي في الله- هي:
    - عبارة عن قواعد كلية يستطيع الإنسان إذا تعرف عليها أن يضبط مجموعة كبيرة من الأحكام -بفضل الله سبحانه وتعالى-.
    وبادئ ذي بدء قبل أن نتعرف على أهميتها ببساطة شديدة نود أن نتعرف على معنى كلمة قواعد فقهية.
    القواعد بالأساس هي:
    أساس كلمة قاعدة أي: الأساس، معناها: الأساس، القواعد من القاعدة وهي في اللغة الأساس يقول الله –سبحانه-
    "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ"البقرة 127، وقال سبحانه "فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ" النحل26، فهذا بمعنى الأساس وهو ما يرفع عليه البنيان.

    والقواعد عند علماء الأصول هي:
    - قضية كلية منطبقة على جزئياتها وهي أغلبية يعني هي العلم بالأحكام، مجموعة من القواعد تجمع مجموعة أحكام شرعية مع بعضها البعض -بفضل الله سبحانه وتعالى-.
    يعني عندنا
    الأصول:
    - قواعد أصولية تتعلق بأصول الفقه.
    - وقواعد فقهية وعندنا ضابط فقهي.
    وللتعرف عليها باختصار شديد.

    القاعدة الفقهية هي:
    -الأمر الكلي الذي ينطبق على جزئيات كثيرة تفهم أحكامها منها هكذا معنى القاعدة الفقهية يعني أصل فقهي ببساطة شديدة: قاعدة تجمع مجموعة أحكام في أبواب مختلفة. الإنسان إذا حفظ هذه القاعدة بيندرج تحتها مجموعة كثيرة من الأحكام في أكثر من باب فقهي؛ فهي قاعدة تتعلق بأحكام فقهية، ولكن يندرج تحتها مجموعة كبيرة من الأسس أو من الأحكام الفرعية.
    بمعنى احنا عندنا حاجه اسمها حكم فرعي.
    الحكم الفرعي هو إيه؟
    -زي ما أقول الصلاة حكمها واجبة؛ فده حكم في فروع الفقه، القيام في الفريضة ركن من أركان الصلاة؛ فده اسمه مسألة تتعلق بالحكم النهائي لمسألة في فروع الفقه ده اسمه حكم.
    طيب إذا كان عندي قاعدة بيندرج تحتها مسائل مختلفة كثيرة بنسميها إيه ؟
    - بنسميها قاعدة فقهية.
    مثل قاعدة اليقين لا يزول بالشك.

    تعريف القاعدة الفقهية::
    إذًا القاعدة الفقهية الآن هي عبارة عن قاعدة يندرج تحتها مجموعة كبيرة من الأحكام مثل قاعدة اليقين لا يزول بالشك فهذه القاعدة مستخدمة في أكثر من باب في الفقه، نستطيع نستخدمها في مسألة في باب الصلاة، في باب الطهارة، في أبواب الحج والعمرة، في أبواب الصيام، في أبواب بيوع.
    تطبيقات على قاعدة اليقين لا يزول بالشك::
    مثلًا إنسان شك في عدد الصلاة في عدد ركعات الصلاة، هو في الركعة الثانية أم الثالثة؟
    قاعدة اليقين لا يزول بالشك هذه قاعدة فقهية كبرى تنفعه في هذا الباب؛ هو مش قادر يرجح هو في الركعة الثانية أم في الركعة الثالثة؛ فيبني على اليقين لإن اليقين الركعتين فيفعل اليقين اللي هو الركعتين ويكمل على أساس إن هما ركعتين، شاكك هو في التالتة ولا في الرابعة يبني على اليقين اللي هو التلاتة اليقين هو الأقل، لأن يقينًا هو أتى بثلاث لأنه شاكك هو في التالتة أو في الرابعة، هكذا.


    طيب دي في باب إيه؟
    - باب الصلاة.
    لو جه إنسان في باب الطهارة مثلًا إنسان شك هل هو متوضئ أم غير متوضئ؟ هو كان متوضئ ثم شك بعد ذلك هل نقض وضوئه أم لم ينتقض هذا الوضوء؟
    - يبني على اليقين، اليقين هو كان إيه؟
    - كان متوضئ يبقى إذًا اليقين إنه كان على وضوء يبقى وضوئه لم ينتقض طب العكس لو هو شاكك هو توضأ ولا لأ الأصل إنه مكنش متوضئ اليقين إنه مكنش متوضئ، يبقى في هذه الحالة إنه يبنى على اليقين واليقين في مثل هذه الصورة إنه لم يفعل أو يبنى على الأقل.
    طب تعالى نخرج من أبواب الطهارة وأبواب الصلاة دي قاعدة واحدة أهي خدناها في الصلاة وخدناها في الطهارة، هذه نفس القاعدة مثلًا في أبواب الحج، في أبواب الحج أو العمرة.

    - إنسان مثلًا بيطوف بالبيت شك هل هو في الطواف يطوف سبعة أشواط كذلك في الطواف الثاني أم الثالث الشوط الثاني أو الشوط الثالث؛ يبني على الأقل وهكذا.
    فدي معنى قاعدة فقهية إنها قاعدة مستخدمة تجمع مجموعة كبيرة من الأحكام مستخدمة أو تضبط مجموعة كبيرة من الأحكام في عدد من أبواب الفقه أو في أبواب مختلفة من الفقه.

    الضابط الفقهي:
    طب لو عندي قاعدة بتضبطلى باب واحد في الفقه بس باب واحد في الفقه بنسميها ضابط فقهي.
    لو عندي قاعدة تضبط بابًا واحدً في الفقه بنسميها ضابط فقهي.
    مثلًا مثلًا لما نقول مثلًا ضابط المياه:

    ما هو ضابط المياه التي يصح للإنسان أن يتطهر بها؟

    - ضابط المياه التي يصح للإنسان أن يتطهر بها سطر ونص يضبطلى أبواب المياه كلها التي يصح للإنسان أن يتطهر بها بهذا الضابط، هو كل ما باقى على أصل خلقته التي خلقه الله عليها ولم يتغير بمغيرٍ يذوب في مسامه، أهو بهذه الجملة تضبط باب المياه أي ماء مهما كان نوعه باقي على أصل خلقته التي خلقه الله عليها ولم يتغير بمغير يذوب في مسامه أيًا كان نوع هذا الماء؛ مياه آبار، مياه بحار، مياه أنهار، أي نوع مياه أمطار فهذا ماء يصح التطهر به فده اسمه ضابط فقه.
    يبقى لو أنا
    1- عندي قاعدة بتضبط باب واحد في الفقه، بنسميها ضابط فقهي.
    2- عندي قاعدة بتضبط مجموعة أحكام في أبواب مختلفة من الفقه؛ فهذه بنسميها قاعدة فقهية.

    من فوائد ضبط القواعد الفقهية:
    والقواعد الفقهية دي مختلفة في قواعد كلية، بتندرج تحتها قواعد أخرى كثيرة، ومجموعة كبيرة جدًا من الأحكام وفي قواعد فقهية فرعية بتندرج تحتها مجموعة أقل من المجموعة التي تندرج تحت القواعد الأخرى؛ فضبط هذه القواعد في الجملة
    1- بيجعل الإنسان يعني يتحصل له مَلَكِة الفقه.
    2- وكذلك يستطيع الإنسان من خلال حفظ هذه القواعد والتعرف على هذه القواعد وضبط هذه القواعد أن يتعرف على قواعد الدين الكلية في ذلك.
    3- ومن خلالها في الجملة يستطيع الإنسان أن يتعرف على مقاصد الشريعة، ويستطيع الإنسان أن يتعرف على الأحكام الشرعية المستجدة، كيف يفصل فيها، وكيف يحكم فيها من خلال معرفته بقواعد الأصول أو القواعد الفقهية، القواعد الأصولية أو القواعد الفقهية.
    فالقواعد الفقهية عمومًا هي قواعد كما ذكرت غاية في الأهمية بتضبط أبواب الفقه يعني مثلًا أحد العلماء كما سيأتي معنا من علماء المذهب الحنفي ضبط مذهب الإمام أبى حنيفة عليه -رحمه الله- في 17 قاعدة ضبط بها المذهب بكامله يعنى ضبط كامل المذهب في 17 قاعدة، هكذا.
    فمجموعة قواعد استطاع من خلالها أن يُدخل أحكام فقهية كثيرة تحت كل إيه؟؟

    تحت كل قاعدة طب دي اسمها القاعدة الفقهية يبقى إحنا من هنا تعرفنا على مسألة الضابط الفقهي.

    يعني إيه ضابط فقهي؟
    يعني مسألة قاعدة بتضبط باب واحد في الفقه طيب عندنا مسألة تانية اللي هي قاعدة بتضبط مجموعة أبواب في الفقه أو مجموعة أحكام في أبواب مختلفة من الفقه اسمها قاعدة فقهية.

    طب عندي تالت حاجة:تعريف القاعدة الأصولية:
    حاجة اسمها قاعدة أصولية اللي هي علم أصول الفقه، وعلم أصول الفقه ده بالأساس الذي أعني به إذا استطاع الإنسان أن يتعرف على قواعد أصول الفقه، والقواعد الفقهية، وضبط كلًا من هذه الإثنين في باب الأصول.
    أهمية ضبط القاعدة الأصولية:
    إذًا ضبطهما:
    1- يستطيع الإنسان أن تكون عنده ملكة فقهية.
    2- يستطيع أن يقيس أن يتعرف على النوازل، والأمور المستجدة، ويقيسها على الأمور المعروفة، والأحكام المعروفة في الشرع.
    3- يتعرف على مقاصد الشريعة، على أصول الشريعة.
    4- نضبط أحكام الدين -بفضل الله سبحانه وتعالى-.


    فهذه الأصول لا غنى لطالب العلم عنها؛ ولذلك هي خاصة بطلبة العلم الذين يريدون أن يتعلموا أحكام الشريعة ويكون لهم شأن في دين الله -عز وجل- ويتعلمون استنباط الأحكام من النصوص لا غنى لطالب العلم عن أن يتعرف على هذه القواعد والإنسان إذا أخذها ببساطة شيئًا فشيئًا يجدها سهلة ميسورة؛ فالقواعد الأصولية هي بتبحث في الأدلة القاعدة الأصولية كما سنتحدث عنها بإذن الله -عز وجل- في أصول الفقه.

    وجه الاختلاف بين القاعدة الأصولية والقاعدة الفقهية:
    القاعدة الأصولية تختلف عن القادة الفقهية بإن:
    -القاعدة الفقهية: متعلقة بقاعدة بضبط مجموعة أحكام في أبواب مختلفة.
    أما
    القاعدة الأصولية هي: قاعدة بتتحدث عن الأدلة.
    الأدلة التي نستنبط بها الأحكام اسمها:
    - أدلة الفقه الإجمالية يعنى مثلًا لما أجي أقول الأمر بالوجوب ما لم يصرفه صارف دي قاعدة مستخدمة في الفقه من أوله إلى آخره الأمر بالوجوب، ما لم يصرفه صارف في كل أبواب الفقه.


    ماذا تعني القاعدة الأصولية للفقيه؟
    يعني القاعدة الأصولية بالنسبة للفقيه بمثابة الآلة التي يستخدمها صاحب أي صناعة لكي يتقن صنعته.
    ماذا يفعل من أراد إتقان صناعة الفقه؟
    فكذلك إذا أراد الفقيه أن يتقن صناعة الفقه: عليه أن يضبط معنى القواعد الأصولية؛ لأنها قواعد إجمالية أدلة إجمالية إذا تعرف عليها الفقيه، إذا تعرف الفقيه على الأدلة الإجمالية دي بيستخدم هذه القواعد والأدلة الإجمالية في كل أبواب الفقه إذا وجد أمر في أي باب من أبواب الفقه سواءً في الطهارة، في الصلاة، في الحج، في الجنائز، في الصيام، في البيوع، في المزارعة، في المساقاة، في أي باب من أبواب الفقه في القضاء وجد أي أمر وجد أن هذا الأمر لم يصرفه صارف آخر من الأدلة أمر في كتاب الله يعنى أو من سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولم يجد له أي صارف من الأدلة بيعتبر إن الحكم هنا الأمر هنا للوجوب فيقول حكم هذه المسألة أنها واجبة.

    الفرق بين القاعدة الفقهية، والضابط الفقهي، والقاعدة الأصولية.
    يبقى إذًا دي اسمها القاعدة الأصولية.
    يبقى القاعدة الأصولية:
    - قواعد إجمالية بتستخدم في الفقه من أوله إلى آخره لكي يستطيع الإنسان إنه يستنبط الأحكام من كتاب الله ومن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
    القاعدة الفقهية هي:
    - قاعدة بتضبط مجموعة كبيرة من الأحكام الشرعية في أبواب مختلفة، إذا حفظها الإنسان بيدخل تحتها كل الأشياء التي هي مشابهة لها الأشياء اللي شبهها يعني فتبقى داخلة تحتها فتضبط مجموعة كبيرة من الأحكام كما مثلنا مثلًا بقاعدة -ولنا معها تفصيل إن شاء الله.
    اليقين لا يزول بالشك:
    فهذه قاعدة فقهية كبرى من القواعد الكبرى، بتضبط مجموعة أحكام مختلفة سواء هذه القواعد الأحكام دية سواء كانت:

    - في أبواب العبادات أو في المعاملات أو ما إلى غير ذلك فهذا باختصار شديد التعرف على كلمة القواعد الفقهية، والفرق بين القاعدة الفقهية، والضابط الفقهي، والقاعدة الأصولية، فهذا هو الفرق بينهما.

    أهمية دراسة القواعد الفقهية.
    وأما بالنسبة لأهمية دراسة القواعد الفقهية:
    - فقد قال الإمام القرافي -عليه رحمة الله-: "وهذه القواعد التعرف على أهميتها مهمة في الفقه عظيمة النفع، وبقدر الإحاطة بها يعظم قدر الفقيه ويشرف، ويظهر رونق الفقه، ويُعرف، وتتضح المناهج، وتُكشف، ومن ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ أكثر الجزئيات"، مش محتاج يحفظ كل الفروع، لكن لو حافظ القواعد العامة هيدخل تحتها فروع كثيرة بسهولة، ويحفظها الإنسان؛ لأنها اندرجت في الكليات.
    - قال الإمام السيوطي -عليه رحمة الله-: "واعلم إن فن الأشباه والنظائر فنٌ عظيم"، فالأشباه هذه قواعد فقهية والنظائر تسمى فروق فقهية؛ فالشاهد فنٌ عظيم به يطلع الإنسان على حقائق الفقه وأسراره، ويكون ماهرًا في فهمه وفي إستحضاره -بفضل الله سبحانه وتعالى-.

    - ويستطيع الإنسان -كما يقول الإمام السيوطي- يقتدر الإنسان ليتحصل على القواعد الفقهية، على الإلحاق، والتخريج، ومعرفة أحكام المسائل التي ليست بمستورة، يعني يقدر يقيس المسائل الإلحاق والتخريج، يعني يقدر يُلحق مسائل مش منصوص عليها بمسائل أخرى منصوص عليها؛ لأنه أتقن الأصول من حيث قواعد الأصول أو من حيث القواعد الفقهية والحوادث والوقائع التي لا تنقضي على مر الزمان.
    من عظمة دين الله:
    يبقى إذا أردنا أن نعرف من عظمة دين الله -سبحانه وتعالى- بأن هذا الدين جاء من عند ولأنه باقٍ إلى قيام الساعة ولأن النبي هو أخر الأنبياء فالله -سبحانه وتعالى- أنزل معه شرعة عظيمة تتضح من خلالها الأحكام واستنبط العلماء -من خلال ثبر أو يعنى تتبع نصوص القرآن، ونصوص السنة- قواعد يستطيع أن يقيسوا بها أي أمور مستجدة إلى قيام الساعة أي مسألة حتى لو لم تكن حادثة زمان النبي –صلى الله عليه وسلم- يستطيع العلماء أن يعرفوا حكمها ببركة هذه القواعد التي استنبطت من نصوص كتاب الله وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

    كيف اجتهد العلماء لوضع هذه القواعد؟
    _يعني لنا أن نتخيل مدى الجهد الجهيد الذي بذله العلماء علشان يستخرجوا قواعد سواءً قواعد أصولية أو قواعد فقهية.
    إحنا أخذنا القواعد من عند العلماء وبنطبقها زي ما قلت قاعدة آمر الوجوب يعنى العلماء اللي احنا القاعدة البسيطة اللي قولناها من شوية مثلا اليقين لا يزول بالشك قاعدة فقهية.

    - القاعدة الأصولية التي هي الأمر بالوجوب ما لم يصرفه صارف، إحنا بنقولها وبنشوف الأحكام اللي دخلت فيها.
    طب العلماء لما ثبروا هذه القواعد عملوا إيه؟
    -ده قرأ كل الأوامر في كتاب الله -عز وجل -، وفي سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؛ فمن خلال المعرفة بلسان العرب، وبمقاصد الشريعة، ونصوص الكتاب والسنة معرفة تامة استطاع أن يعرف أن كل أمر وارد الأصل فيه المطلوب إن نعمله على سبيل الوجوب، يعني الإنسان يأثم إن لم يفعله؛ إلا إذا صرفه صارف هيحوله من الوجوب للاستحباب.
    يعني قاعدة زى دي عملت ليها ثبر كثير، لما قال اليقين لا يزول بالشك استقرأوا كل الأماكن، وكل النصوص كما سيأتي معنا التي استُفيد منها، كيف أن اليقين لا يزول بالشك، استنبطوا منها هذه القاعدة وجمعوا تحتها مجموعة من الأحكام في أبواب كثيرة مختلفة.
    فجهد جهيد ببركة يعنى علماء الأمة الذين نذروا أنفسهم لكتاب الله ولسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بالرواية، وبالمعرفة، وبالثبر، وبالتقسيم، وبالتنقيح، وبالفهم، واستنبطوا، منها الكثير في دين الله -عز وجل- لنخرج بهذه القواعد العظيمة التي من خلالها -بفضل الله عز وجل- يستطيع الإنسان أن يضبط الدين، وأحكام الدين، التي هي قانون الإسلام، الفقه ده قانون المسلمين وقانون الإسلام؛ فنستطيع أن نضبط قانون الإسلام، وأبواب الفقه بمعرفة القواعد مجموعة كبيرة من الأحكام بقواعد فقهية.


    إزاي استنبط الأحكام من النص اللي قدامى من كتاب الله ومن سنة رسول الله بقواعد أصولية؟ إزاي اضبط باب واحد في الفقه بضابط فقهي؟
    فهكذا من خلال المعرفة بهذه القواعد مجتمعة إذا جت أي مسألة مستجدة لم تحدث زمان النبي –صلى الله عليه وسلم- بننظر تدخل تحت أي قاعدة وعلى هذا الأساس بيستطيع الإنسان مسالة الإلحاق والتخريج التي اللي قال عنها الإمام السيوطي -عليه رحمة الله- ويستطيع أهل العلم والذين درسوا هذه المسائل بدقة أن يتعرفوا على حكم المسائل المستجدة، وهل هي حلال؟ هل هي حرام في دين الله -سبحانه وتعالى-؟ فيها بركة عظيمة -بفضل الله سبحانه وتعالى-.


    ينبغي لنا تعلم القواعد الفقهية لأهميتها الشديدة.
    فإذا كانت القواعد بهذه الأهمية الكبرى ينبغي أن نعلم أن طريقة الاستدلال بالقواعد الفقهية إن وجد النص على القاعدة الفقهية وصح سنده ومعناه؛ فالحجة بالنص الأساس الحجة بالنص، فأحيانًا يكون في نص، النص ده هو عبارة عن قاعدة بتندرج تحتها أحكام كثيرة جدًا في أبواب مختلفة؛ فالنص الوارد مثلًا في الكتاب والسنة بيكون هذا النص قاعدة فقهية مثل قول الرسول –صلى الله عليه وسلم- "لا ضرر ولا ضرار"مرسل، هذا النص حديث عن النبي وهو قاعدة فقهية، قاعدة فقهية تدخل في أبواب مختلفة من دين الله -عز وجل- وفي أبواب الفقه نستطيع أن نضبط بها الأحكام -بفضل الله سبحانه وتعالى- وهو أن كل شئ فيه ضرر؛ فإن الضرر يزال وأنه لا ضرر ولا ضرار فهكذا -أحبتي في الله- أهمية معرفة القواعد فإذا وجد النص النص يكون أصلي ويكون هو.
    طيب إذا لم يوجد نص؟ إن عُدم النص وصح استقراء القاعدة؟
    يعني إيه استقرائها؟
    -يعني تتبع العلماء نصوص الكتاب والسنة فوجدوا النصوص الواردة في الكتاب والسنة أفادت هذه القاعدة، بنظر صحيح في الكتاب والسنة؛ فإن كانت هذه القاعدة عليها دليل صحَّ استخدام القاعدة.
    لا بدَّ من الإتيان بدليل حتى يُقال أنها قاعدة فقهية.

    يبقى الأصل إذا كان الحكم الفرعي اللي هو حكم فقهي عشان أقولك حكم فقهي، هذا حلال وهذا حرام..لا بدَّ ان آتي بدليل، فما بالنا بالقاعدة اللي بيدخل تحتها أحكام كتيرة، فلا بدَّ ان يكون للقاعدة دليل، أو تكون مستنبطة من جملة أدلة من كتاب الله ومن سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
    يبقى مش قاعدة، يبقى ده شيء مهم لازم نضبطه؛ لإن في بعض القواعد ذُكرت في المذهبيه، هذه القواعد ليس عليها أدلة، وبعض الناس يأخذ القاعدة، ويسير عليها، ويبني عليها أحكام والأساس نفسه مهدوم!
    يعني يقولوا: ثبِّتِ العرشَ، ثم انقش؛ فالأصل عشان يكون عندي قاعدة، وأقول القاعدة دي سيندرج من تحتها أحكام كثيرة، فالأصل في هذا الباب أن تكون هذه القاعدة:
    ابتداءً أعرف دليلها إيه من كتاب الله ومن سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- صحَّت هذه القاعدة وصحَّ الاستدلال بها أم لم يصح الإستدلال بهذه القاعدة؟ فلذلك أولا يجب علينا أن نعرف أدلة القواعد؛ فإذا عرفنا أدلة القواعد استخدمناها في الأبواب المختلفة واستطاع الإنسان بذلك أن يتعرف على القواعد التي تنفعه في المسائل المختلفة.

    من هو واضع علم القواعد الفقهية؟
    وردت طائفة من القواعد الفقهية منثورة في نصوص الشرع نصًا أو معنى، ثم تلقاها الصحابة وعملوا بها.
    يبقى أحيانًا أساس القواعد بعضها منصوص عليها في أحاديث نبوية وفي آيات قرآنية، هي بذاتها قواعد استفيد منها أحكام في أبواب مختلفة، وتلقاها الصحابة بعد ذلك ..تلقُّوا هذه النصوص التي هي عبارة عن قواعد كليَّة، وعملوا بها قبل تدوين القواعد كعلم مستقل؛ لإن القواعد دي كلها؛ أساسًا عبارة عن:
    - قواعد مستنبطة من نصوص القرآن والسنَّة؛ فالوجود العملي للعلوم سابق على وجودها التدويني، يعني العلوم دي، والقواعد دي كانت موجودة في القرآن والسنة واستخدمها الصحابة والسلف قبل أن يّدَوِّنُوا علم القواعد؛ فده وجودها منذ نشأة الإسلام.
    أما في التدوين:
    -أقدم من جمع القواعد الفقهية: "أبو طاهر الدباس"، في حادثة مشهورة فقد رد مذهب أبي حنيفة إلى سبعة عشر قاعدة، ثم تبعه عالم آخر، اسمه: "أبو الحسن الطرخي" في أصوله، الذي هو أول مُصنف على الحقيقة في القواعد الفقهية، ضمنوا نحو أربعين قاعدة فهكذا.
    يبقى أبو طاهر الدباس جمع معظم أصول أبي حنيفة في سبع عشرة قاعدة، وبعد ذلك أبو الحسن الطرخي في أصوله صنف قواعد فقهية وضمنها نحو أربعين قاعدة.


    حكم تعلم القواعد الفقهية:
    -تعلم القواعد الفقهية فرض كفاية، إذا قام به من يكفي نُدب الباقون؛ وإلا أَثِمَ الجميع.
    فرض على الأمة يكون فيها علماء، ويكون فيها أهل علم يضبطوا القواعد والأصول سواء:
    - القواعد الأصولية.
    - أو القواعد الفقهية.
    ليضبطوا دين الله –عز وجل- ويحفظوا الدين على الأمة، ويقيسوا المستجدَّات، والأمور الجديدة.

    خصوصًا إذا قام به البعض من طلبة العلم، وأهل العلم..رُفع َ الإثم عن الباقين، لكن يجب أن يكون في الأمة أهل العلم الذين يضبطوا هذه القواعد ويعرفوها ويتعلموها كي يضبطوا دين الله –عز وجل- ويُحفَظ الدين على الأمة -بفضل الله سبحانه وتعالى-.

    أقسام القواعد الفقهية:
    تنقسم القواعد الفقهية باعتبار الأصالة التبعية إلى قسمين:
    -قواعد فقهية أصلية:
    يعني لا يؤول معناها إلى قاعدة أكبر منها، فيه قواعد كبرى يندرج تحتها مجموعة كثيرة من القواعد الأخرى الفرعية، هكذا.

    عندنا في قواعد:

    -كُليَّة.
    -قواعد فرعية.
    ده بالنسبة للقواعد الفقهية الكبرى.

    ثانيًا: باعتبار الوفاق والخلاف
    وعندنا كذلك باعتبار الوفاق والخلاف بتنقسم إلى:
    -قواعد متفق عليها مطلقًا.
    وفيه بعض قواعد في مذهب معين على مذهب أبي حنيفة، على مذهب الشافعي، على مذهب الإمام أحمد
    -هناك قواعد مختلف فيها.
    هل تصح أن تكون قاعدة ولا متصحش؟

    ليه بقى بنختلف في بعضها؟
    - لإن القاعدة الفقهية أغلبية، ممكن تشذ في بعض الأحيان؛ فإذا كثر الشذوذ قالك لأ، دي متنفعش قاعدة، خاصة إنها بتُخالف في هذا؛ إذًا عشان يكون في قاعدة لازم تكون أغلبية، بيدخل تحتها أحكام، الأحكام الشبيهة بيها تأخذ نفس الحكم في أبواب مختلفة، وتعطيها نفس الحكم، لكن لو محصلش ده وتلاقي حاجات شبيهة بها والحكم ما هواش ماشي معاها أو مختلف فيها، دي مش قاعدة؛ إنما ممكن تكون ضابط لباب معين أو بابين أو تلاتة؛ فهذا بالنسبة لتقسيم القواعد والله –تعالى- أعلى وأعلم.
    بعد أن تعرفنا على هذه التقدمه لبيان معرفة القواعد الفقهية، والقواعد الأصولية، والضوابط الفقهية، وأهمية هذا العلم. من المهم جدًا أن نتعرف على نماذج عملية لهذه القواعد الفقهية؛ لنعرف أهمية القواعد الفقهية، وكيف نطبق القواعد الفقهية، وأن نأخذ أمثلة بهذه القواعد الكلية الكبرى التي يندرج تحتها أحكام كثيرة في الفقه الإسلامي، والإنسان إذا ضبط هذه القواعد الكبرى -بفضل الله عز وجل- يتحصَّل على خيرٍ كثير وعلى علمٍ كبير.


    والقواعد الكلية الكبرى هي خمس قواعد مشهورة، هي كالآتي:
    1- الأمور بمقاصدها.
    2- اليقين لا يزول بالشك.
    3- المشقة تجلب التيسير.
    4- الضرر يُزال.
    5- العادةُ مُحَكَّمة.
    هذه خمس قواعد فقط إذا حفظها الإنسان، وفهم معانيها، وفهم الفروع التي تدخل تحتها يضبط كمًا كبيرًا من دين الله –عز وجل- ومن أبواب الفقه، دي أهمية القواعد هكذا.
    لذلك نتعرف –أحبتي في الله- على بعض هذه القواعد في هذا اللقاء، وإن شاء الله اللقاء القادم نتعرَف على بقيتها، تكون مثال عملي لبيان فهم التأصيل الذي ذكرناه في معنى القاعدة الفقهية، وإنها قاعدة بيندرج تحتها أحكام كثيرة من أبواب الفقه وكيفية تطبيق هذه القواعد، وكيفية إننا نعتبرها قاعدة؛ لأنها ثابتة بنصوص من الكتاب والسنة.

    الأمور بمقاصدها..
    أول شيء الأمور بمقاصدها، الأمور جمع أمر، وهو لفظ عام للأقوال والأفعال، ومنها قول الله –سبحانه وتعالى-: "وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ" هود:123، "وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ" هود:97، أي: وما هو عليه بالقول والفعل.
    الأمر هو: لفظ عام يشمل الأفعال، والأقوال، والمقاصد: جمع مقصد، ومعناه: العزم والتوجه والقصد يأتي بمعنى النية، وهو المعنى المراد هنا، القصد هنا يأتي بمعنى النية، يبقى المراد هنا أحكام الأمور بمقاصدها، باعتبار أن علم الفقه يبحث عن أحكام الأشياء وليس عن ذوات الأشياء، إنما عن الحكم المترتب على هذه الأشياء ؛ ولذلك قال بعض أهل العلم: أن الحكم الذي يترتب على أمر يكون على مقتضى ما هو المقصود من ذلك الأمر، معنى هذه قاعدة والتي هي قاعدة الأمور بمقاصدها، معناها أن الحكم الذي يترتب على أمر يكون على مقتضى المقصود من الأمر، عشان أحكم على شيء أشوف المقصود منه إيه، والمقصود منه هذا ينبني عليه الحكم.

    أهمية هذه القاعدة:
    هذه القاعدة من أهم القواعد وأعمقها جذورًا في الفقه الإسلامي، وقد أولاها الفقهاء عناية بالغة؛ فأفاضوا في شرحها والتفريع عليها؛ لأن عددًا كبيرًا من الأحكام الشرعية يدور حول هذه القاعدة؛ طب قاعدة بهذه الأهمية، وبيدور حولها أحكام كثيرة..يبقى لازم نعرف أدلتها، احنا قولنا عشان نقول قاعدة، ويتقال إن دي قاعدة فقهية، هبني عليها مسائل كثيرة يبقى دي الطريقة لفهم القواعد، جيت قولتلك دي قاعدة فقهية، ومجبتلكش عليها دليل أو معرفناش نطلع عليها دليل يدخل عليها على أنها قاعدة، يبين أنها قاعدة؛ في هذه الحالة هذه ليست بقاعدة، ولا يصح للإنسان أن يستخدمها كقاعدة.
    طيب عندنا قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الصريح المُبين أن الأمور بمقاصدها في حديث عمر بن الخطاب الشهير جدًا قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمالُ بالنياتِ.." صحيح البخاري، تبين أن الأمور بالنية، أن الأمور بمقاصدها، أن الأحكام تتعلق بالنية، قال الإمام الشافعي –عليه رحمة الله-: "حديث النية يدخل في سبعين بابًا من العلم حديث النية يدخل في سبعين بابًا من العلم، وعدَّه العلماء من أصول الإسلام وقواعده التي تردُّ إليها جميع الأحكام، وقد اتفقت كلمة جهابذة المحدِّثين والفقهاء على جلالة شأن هذا الحديث؛ ولذلك درجوا على أن يستهلوا به الكتب، وقال بعضهم: ينبغي أن يُجعل هذا الحديث رأس كل باب، وقال الإمام بن رجب –عليه رحمة الله-: "هاتان.." أي: إنما الأعمال بالنيات "هاتان كلمتان، وقاعدتان كليتان لا يخرج عنهما شيء".

    الأعمال بالنيات؛ يدخل فيها أشياء كثيرة من كتاب الله، ومن سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مثلًا حاجات تبين إن الأمور بمقاصدها، وإن الأعمال بالنيات، قال الله –تعالى-: "وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" النساء:100.
    يبقى هنا أخذ الأجر ليه؟

    لإن نيته أنه خرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله؛ فأخذ الأجر –بفضل الله سبحانه وتعالى- لأنه كان عازمًا على الفعل هكذا "وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" النساء:100.
    وكذلك قال –تعالى- في معنى الأمور بمقاصدها قال –تعالى- في سورة البقرة: "لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ"البقرة:225،في فرقبين لغو اليمين، وبين اليمين المنعقدة، لغو اليمين: الحاجة اللي خرجت على اللسان بدون قصد: "لا والله"، "بلى والله" مش قاصد أحلف بس هي خرجت على لساني وأنا مش قاصد أحلف، ده معلهوش كفارة، ملوش حكم، اسمه لغو اليمين، بنص كتاب الله –عز وجل- ليه؟

    -لإن الأمور بمقاصدها وأنا معنديش قصد للحاجه دي، إنما حاجة على لساني مباشرةً: "لا والله"، "بلى والله" خرج مخرج العادة ولا أقصد به اليمين، ولا التأكيد على اليمين؛ فهذا ليس له حكم، وليس فيه كفارة.

    طب أمال ربنا يآخذنا بإبه بقى؟
    "وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ"، يبقى الأمور بمقاصدها، ويتبين من هذا أن الأمور بمقاصدها، قال الله –سبحانه وتعالى- في سورة الأحزاب: "وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ" الأحزاب:5،
    فبين أنه رُفع الإثم عن الذي أخطأ، أو الذي فعل الشيء خطأً، لكن ما تعمَّد بقلبه هذا الذي يقع عليه الإثم، وتقع عليه المحاسبة هكذا.

    كذلك مما يدل على هذه القاعدة:
    قول الرسول –صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي موسى قال: "جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ ، ما القتالُ في سبيلِ اللهِ ؟ فإنَّ أحدَنا يقاتِلُ غضبًا.." واحد بيقاتل بالجيش غضبان غضبًا، والآخر ".. يقاتِلُ حَمِيَّةً.." لقومه، ولعادته وهكذا ".. فرفَع إليه رأسَه، قال: وما رفَع إليه رأسَه إلا أنه كان قائمًا، فقال: مَن قاتَل لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العُليا، فهو في سبيلِ اللهِ" صحيح البخاري، فبين أن الحكم يتعلق بالقصد، نفس حديث الأعمال بالنيات: "..فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولهِ فهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ،ومَن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيبُها، أو امرأةٍ ينكحُها، فهجرتُه إلى ما هاجَر اليه " صحيح البخاري، كذلك من قاتلَ حميَّة فهو ليس له من الأجر شيء، من قاتل عصبيَّة فليس له من الأجر شيء، لكنه قال: لتكون كلمة الله هي العليا فله الأجر كاملا.

    فالحكم متعلق بنية الإنسان.
    نية الإنسان في الأجور دي مسألة مهمة جدًا، يعني النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث كعب بن مالك: "بشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بالسَّناءِ والدِّينِ والرِّفعةِ، والتَّمكينِ في الأرضِ، فمَن عمِلَ منهُم عَمَلَ الآخرةِ.."، عمل الآخرة ده اللي المفروض نقدر عليه "..للدُّنْيا.." يعني عمل الآخرة بس مش عشان الآخرة للدنيا، مش عشان يرجو الله واليوم الآخر، مش في نيته: جنَّة ولا نار لكن عمل عمل الآخرة علشان يتكسَّب بدنيا، ويتحصَّل به على الدنيا "..فمَن عمِلَ منهُم عَمَلَ الآخرةِ للدُّنيا، لَم يكُن لهُ في الآخرةِ مِن نصيبٍ" صححه الألباني، مع إنه عمل أهوه واحد قام صلى، المفروض إنه صلى، كل اللي صلى خد الأجر...لا أجر، في واحد ممكن يصلي وما يأخدش أجر، ده بتُردُّ عليه هذه الصلاة كما قال –صلى الله عليه وسلم-: "..ألَا أُخبركم بما هو أخوفُ عليكم عندي من المسيحِ الدجالِ قال قلنا بلى فقال الشركُ الخفيُّ أن يقومَ الرجلُ يُصلي فيُزيِّنُ صلاتَه لما يرى من نظرِ رجلٍ" حسنه الألباني، يقوم راجل يصلي، واقف يصلي، شاف الناس بتبُصّ عليه أو واحد بيبص عليه يبتدي الخشوع ينزل عليه، يبتدي يتخشَّع في الصلاة، ده ابتغى مين؟ ابتغى غير الله في هذا؛ فرُدَّ عليه، ده كله بيان إنما الأعمال بالنيات، وأن الامور بمقاصدها.
    وبين على هذا أيَضًا ذلك المعنى عشان نعرف إن القاعدة بيكون عليها أدلة متضافرة من كتاب الله ومن سنة رسوله قاعدة داخلة في أحكام كتيرة، مختلفة، سواء في:

    طهارة، في عبادة، في صدقات، في نكاح، مثلًا حديث سعد بن أبي وقاص قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها؛ حتى ما تجعل فِي فِي امرأتك، وفي رواية حتى اللقمة تضعها في في امرأتك "ولستَ تُنفقُ نفقةً تبتغي بها وجهَ اللهِ إلا أُجرْتَ بها، حتى اللقمةَ تجعلُها في فِي امرأتِكَ" صحيح البخاري، أي: في فم زوجتك، الإنسان لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله، حتى اللقمة تبتغي الأجر من الله؛ فالأجر واقعٌ بفضل الله.

    شُرعت هذه القاعدة لتمييز العبادات عن العادات.
    إذًا الأمور بمقاصدها سواء في أبواب العبادات أهوه، في أبواب الجهاد، في أبواب النكاح، في أبواب الإنفاق أو في غير ذلك، ولقد قرَّرَ كثير من العلماء أن هذه القاعدة تمثِّلُ قاعدة النيَّةِ في جملة معانيها، وأدرجوا قواعد عديدة تتعلق بالنية تحت هذه القاعدة مثل قولهم: شُرعت النية، -النية دي اللي هي الأمور بمقاصدها- لتمييز العبادات عن العادات، واحد جنب مثلًا وداخل الحمام يغتسل، منواش بقلبه إنه يرفع الجنابة؛ إنما كان قايم حرَّان من النوم قام داخل، قال الجو حر وحاسس إن في عرق وكده قام قالك إيه: لأ أدخل أتبرَّد، فدخل يتبرَّد ويزيل الأذى من على جسده، واستحمى وغمر جسده بالماء، وخرج.
    طَهر من الجنابة؟
    مطهرش، ليه مطهرش من الجنابة؟ لإن دي عادة، ده غسل عادة.
    أمال غسل العبادة إيه هو؟ -نفس الغسل بس بينوي بقلبه رفع الحدث.
    يبقى شُرعت النية لتمييز العبادات عن العادات فيستطيع الإنسان من هذا أن يتعرَّف على هذه القاعدة العظيمة، ويعلم أنها تدخل تحت ما لا يُحصى من الأحكام الشرعية، وبناءً على هذا المفهوم الشامل لهذه القاعدة، اللي هي قاعدة الأمور بمقاصدها، فهي تدخل تحتها أبواب العباداتِ برُمَّتِها، كل أبواب العبادات داخلة تحت النية؛ لأنها المعيارٌ الأساسي في ذلك.


    كثرة الأبواب التي تدخل فيها هذه القاعدة.
    وكذلك تُعتبر هذه القاعدة في الوضوء، والغسل، والتيمُم، وفي الأغسال المسنونة، وفي الصلوات، سواء كانت:
    صلاة فرض عين، أو فرض كفاية أو سُنَّة، وكذلك في الزكاة، في الحج والعمرة، في الضحايا، والهدايا، والنذور، في الجهاد، والعتق، والتكبير، والكتابة بمعنى أن حصول الثواب في هذه الأمور يتوقف على قصد التقرُّبِ إلى الله –سبحانه وتعالى- بل أوسع من هذا، هذه القاعدة بتسري إلى المبيحات، الأشياء المباحة، إذا قصد بها العبد التقوي على عبادة الله أو التوصل إلى عبادة الله كالأكل والنوم، واكتساب المال أُجرَ وأصبحت عبادة فحولت العادة إلى عبادة، كذلك هي في أبواب النكاح إذا قصد الإنسان، واحد بيتجوز عشان زي الناس، وواحد قصد الإعفاف، أو الرغبة في الذرية ونفع الأمة والعمل بحديث الرسول: "تزوَّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مُكاثرٌ بكمُ الأممَ يومَ القيامةِ" صححه الألباني، فهكذا ومن هنا يتبين أنها قاعدة عظيمة تدخل في أبواب كثيرة من الفقه.

    إذًا إذا ضبطنا قاعدة وضبطنا الأبواب أو المسائل الفقهية التي تدخل تحتها –بفضل الله- نضبط عددا كبيرًا جدًا من الأحكام، ونستطيع أن نتعرف على أمور مُستجَدَّة، إذا كانت مسألة حادثة واحد بيسأل عليها فيها أجر ولا مفيهاش أجر؟
    ببساطة شديدة تقول: هو نيته التقرب إلى الله، ولا نيته عدم التقرب إلى الله -سبحانه وتعالى-؟
    -إذا كانت نيته التقرب إلى الله أخذ الأجر.
    -نيته مش التقرب إلى الله مأخذش أجر.
    فبهذه القاعدة يضبط الإنسان أمورًا كثيرة -بفضل الله سبحانه وتعالى- بهذا المثال العملي –أحبتي- نكون قد تعرفنا على أهمية القواعد الفقهية، وأنه ينبغي على طالب العلم أن يُوليها اهتمامًا وأن يعتني بدراستها، أكتفي في هذا اللقاء بهذا القدر، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله.
    وتفضلوا هنا:

    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع.
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.

    رابط اللقاء ساوند كلاود:

    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 07-10-2016, 06:18 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

    تعليق


    • #3
      رد: مادة الفقه وأصوله :: الدرس الرابع (تعريف عام بعلم القواعد الفقهية) :: دورة بصائر العلمية 2


      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا وتقبل منكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: مادة الفقه وأصوله :: الدرس الرابع (تعريف عام بعلم القواعد الفقهية) :: دورة بصائر العلمية 2

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاك الله خيرا اخيتي العزيزة وبارك الله فيك
        عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

        تعليق


        • #5
          رد: مادة الفقه وأصوله :: الدرس الرابع (تعريف عام بعلم القواعد الفقهية) :: دورة بصائر العلمية 2

          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا ورفع قدركم
          اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

          تعليق


          • #6
            رد: مادة الفقه وأصوله :: الدرس الرابع (تعريف عام بعلم القواعد الفقهية) :: دورة بصائر العلمية 2

            جزاكم الله خيرًا

            تعليق


            • #7
              رد: مادة الفقه وأصوله :: الدرس الرابع (تعريف عام بعلم القواعد الفقهية) :: دورة بصائر العلمية 2

              جزاكم الله خيرًا
              وبارك الله في جهودكم

              تعليق


              • #8
                رد: مادة الفقه وأصوله :: الدرس الرابع (تعريف عام بعلم القواعد الفقهية) :: دورة بصائر العلمية 2

                جزاكم الله خيرا
                ذَرَفْنَا الدَّمْعَ مِدْرَارا لِكَي تمَحُو خَطَايَانَا..وَعُدْنَا اليَوم أطْهَارا فَنُورُ الله أَحْيَانَا..هَجَرْنَا الذَّنْبَ لَنْ نَرْجِع..إِلى العِصْيَانِ رَبَّاهُ.

                تعليق

                يعمل...
                X