إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)




    الحمد لله نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ،

    و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
    و أشهد أن محمداً عبدُ اللهِ و رسوله صلى الله عليه و سلم و على آله و أصحابه و أتباعه إلى يوم الدين أما بعد ....


    فإن من أعظم ما يُقوي الإيمان ويَجلبه معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب و السنة و الحرص على فهم معانيها و تعبد الله بها ، و يعد العلماء معرفة الأسماء الحسنى أصل الإيمان و الإيمان يرجع إليها لأن معرفتها تتضمن
    أنواع التوحيد الثلاثة :

    توحيد الربوبية ، و توحيد الألوهية ، و توحيد الأسماء والصفات .

    و مراتب معرفة الأسماء الحسنى ثلاثة :
    إحصاء ألفاظها وعددها ، و فهم معانيها ومدلولها ، و دعاء الله بها (دعاء الثناء و العبادة و دعاء المسألة) .

    فينبغي للمؤمن أن يبذل جهده في معرفة الله بأسمائه و صفاته ، و معرفة ما تدعو إليه من علوم الإيمان و أعماله ، فكلما إزداد العبد معرفة بأسماء الله و صفاته إزداد معرفة بالله و قوي إيمانه و يقينه .

    إنّ من عرف الله بأسمائه وصفاته أحبَّه وأنُس به، وتقرب إليه بما يرضيه..


    وامتلأ قلبه افتقاراً إليه، واضطراراً إليه، فهو ملاذ كل مكروب، وكل حزين ..


    قال الإمام ابن القيم رحمه الله :

    "من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.



    كيف يحزن من علم أنّ الله (رحيم) ، أرحم من الأم بولدها؟!


    كيف يحزن من علم أنّ الله (حكيم) فيما يقضيه ويقدره؟!


    كيف يحزن من علم أنّ الله (عليم) بأحوال عباده؟!


    كيف يحزن من علم أنّ الله( قدير) ، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟!


    كيف يحزن من علم أنّ الله (غني) خزائن السموات والأرض بيده؟!


    كيف يحزن من علم أنّ الله ( جبّار) ، يجبر القلوب المنكسرة؟!


    كيف يحزن من علم أنّ الله (مجيب) دعاء من دعاه، يستحي أن يرد يدي عبده صفراً؟!


    • قال الإمام ابن القيم رحمه الله :


    إنّ من عرف الله أحبّه ولا بدّ، ومن أحبّه انكشف عن قلبه الهموم والأحزان، وعُمّر قلبه بالسرور والأفراح،


    وأقبلت عليه وفود التهاني من كل جانب، فإنه لا حزن مع الله أبداً


    ولهذا قال سبحانه حكاية عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال لصاحبه (لا تَحزَن إنَّ اللهَ مَعَنَا)


    فدلّ على أنّه لا حزن مع (الله) ، وأنّ من كان (الله) معه فما له وللحزن؟


    وإنما الحزن لمن فاته (الله)


    فمن حصّل (الله) له فعلى أي شيء يحزن؟!


    ومن فاته (الله) فعلى أي شيء يفرح؟!”




    وسيكون هنا طرح باذن الله لأسماء الله الحسنى لنحاول أن نعيش سويا مع أسمائه الحسنى


    فتابعونا

    قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
    اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد



  • #2
    رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)




    اسم الله (الشافي) جل جلاله :



    "الشافي" والشفاء يشمل شفاء الأبدان، وشفاء الصدور من الشبه والشهوات،

    قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: 80].


    روى البخاري ومسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -

    كان إذا عاد مريضًا يقول: "أذهب الباس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا"





    قال الحليمي رحمه الله :


    قد يجوز أن يقال في الدعاء يا شافي يا كافي


    لأن الله عز وجل يشفي الصدور من الشبه والشكوك
    ومن الحسد والغلول
    والأبدان من الأمراض والآفات
    لا يقدر على ذلك غيره


    ولا يدعى بهذا الاسم سواه ومعنى الشفاء رفع ما يؤذي أو يؤلم عن البدن ..

    تابعونا

    قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
    اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)

      متابعة إن شاء الله...جزاكم الله خيرًا

      وعجلت إليك ربِّ لترضى

      تعليق


      • #4
        رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)


        جزاكم الله خيراً ونفع بكم
        متابعه بإذن الله ..


        هونيها تهون .. واجعلي الهم هم الآخرة
        _ يا جَبار إجبرني

        تعليق


        • #5
          رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)


          اسم الله ((المعطي)) جل جلاله



          لم يرد اسم المعطي في القرآن الكريم ، بل ورد في السنة
          فمن حديث معاوية بن أبي سفيان قال :


          قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


          « من يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ»


          والمعنى اللغوي لهذا الاسم فقد ورد معناه في لسان العرب: العطو: التناول
          والعطاء: نَوْل للرجل السمح
          والعطاء والعطية: اسم لما يُعطى
          والجمع عطايا وأعطية
          ورجل معطاء: كثير العطاء
          والمعاطاة: المناولة وتعاطى الشيء: تناوله.


          والمعنى لاسم "المعطي" في حق الله تعالى:


          أن الله سبحانه هو المعطي على الحقيقة..


          لا مانع لما أعطى ولا مُعطي لما منع..


          وعطاؤه سبحانه واسع ليس له حدود ولا قيود..


          يعطي عباده في الدنيا كافرهم ومؤمنهم


          أما في الآخرة فإن عطاءه وفضله لا يكون إلا للمؤمنين به فحسب


          قال الله تعالى: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا *

          انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا)



          وعطاؤه سبحانه واسع يشمل كل العطايا والهبات..
          (وأعظمها عطية الإيمان والهداية)


          وإن مما يتضمنه اسم الجلالة "المُعطي" أن الله سبحانه وتعالى لا يتبرم بعطائه..


          بل إنه سبحانه يحب أن يجود على عباده ويحسن إليهم..


          كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله:


          محبته للجود والإعطاء والإحسان، والبر والإنعام والإفضال..


          فوق ما يخطر ببال الخلق، أو يدور في أوهامهم، إذ هذا شأن الجواد من الخلق..


          ولو أن أهل سماواته وأرضه..
          وأول خلقه وآخرهم..
          وإنسهم وجنهم..
          ورطبهم ويابسهم...


          قاموا في صعيد واحد فسألوه فأعطى كل واحد ما سأله:


          ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة..


          وهو الجواد لذاته
          كما أنه الحي لذاته
          العليم لذاته
          السميع البصير لذاته.


          فجوده العالي من لوازم ذاته


          والعفو أحب إليه من الانتقام
          والرحمة أحب إليه من العقوبة
          والفضل أحب إليه من العدل
          والعطاء أحب إليه من المنع.




          قال الإمام ابن القيم رحمه الله :


          هو مانع معط فهذا فضله


          والمنع عين العدل للمنان


          يعطي برحمته ويمنع من يشاء

          بحكمه والله ذو السلطان


          تابعونا

          قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
          اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)



            اسم الله (السِّتِّير) جلال جلاله



            قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل حليم، حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر))


            وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حيي يستحي من عبده إذا مدَّ يديه إليه أن يردهما صفراً))



            قال العلامة السعدي رحمه الله:


            وهذا من رحمته، وكرمه، وكماله، وحلمه أن العبد يجاهره بالمعاصي مع فقره الشديد إليه


            حتى أنه لا يمكنه أن يعصي إلا أن يتقوى عليها بنعم ربه..



            والرب مع كمال غناه عن الخلق كلهم من كرمه يستحيي من هتكه وفضيحته وإحلال العقوبة به..


            فيستره بما يقيِّض له من أسباب الستر، ويعفو عنه ويغفر له


            فهو يتحبب إلى عباده بالنعم وهم يتبغّضون إليه بالمعاصي


            خيره إليهم بعدد اللحظات وشرهم إليه صاعد


            ولا يزال الملك الكريم يصعد إليه منهم بالمعاصي وكل قبيح


            ويستحيي تعالى ممن شاب في الإسلام أن يعذبه وممن يمد يديه إليه أن يردهما صفراً،



            ويدعو عباده إلى دعائه ويعدهم بالإجابة


            وهو الحيي الستِّير يحب أهل الحياء والستر


            ومن ستر مسلماً ستر الله عليه في الدنيا والآخرة


            ولهذا يكره من عبده إذا فعل معصية أن يذيعها


            بل يتوب إليه فيما بينه وبينه ولا يظهرها للناس


            وإن من أمقت الناس إليه من بات عاصياً والله يستره، فيصبح يكشف ستر الله عليه


            وقال تعالى:

            {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}


            وهذا كله من معنى اسمه (الحليم) الذي:


            وسع حلمه أهل الكفر والفسوق والعصيان


            ومنع عقوبته أن تحل بأهل الظلم عاجلاً، فهو يمهلهم ليتوبوا، ولا يهملهم إذا أصروا واستمروا في طغيانهم ولم ينيبوا..



            قال العلامة ابن القيم رحمه الله :


            وهو الحَيِيُّ فليسَ يفضحُ عبدَه


            عند التَّجاهُرِ منهُ بالعصيانِ


            لكنَّه يُلْقِي عليه سِتْرَه


            فَهو السِّتِيرُ وصاحِبُ الغُفرَانِ



            تابعونا

            قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
            اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


            تعليق


            • #7
              رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)


              اسما ( الرحمن ، الرحيم ) جل جلاله:


              قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163].

              (الرحمن الرحيم) اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة..

              ورحمن أشد مبالغة من رحيم ..

              فالرحمن يدل على الرحمة العامة كما قال تعالى:

              {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]

              والرحيم يدل على الرحمة الخاصة بالمؤمنين

              كما قال تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب:47]

              ذكره ابن جرير بسنده عن العزرمي بمعناه وفي الدعاء المأثور ((رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما))

              والظاهر المفهوم من نصوص الكتاب والسنة أن اسمه (الرحمن )

              يدل على الصفة الذاتية من حيث اتصافه تعالى بالرحمة

              واسمه (الرحيم) يدل على الصفة الفعلية من حيث إيصاله الرحمة إلى المرحوم..

              فلهذا قال تعالى:{ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب:43]

              {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة:117]

              ولم يأت قط إنه بهم رحمن..

              ووصف نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأنه رؤوف رحيم

              فقال تعالى: {حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}

              ولم يصف أحدا من خلقه أنه رحمن فتأمل ذلك, والله أعلم


              تابعونا



              قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
              اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)



                اسم الله ( الرب ) جل جلاله


                اسم الله الرب تشعر فيه -حين تفهم مدلوله ومعناه-

                بنوع من الطمأنينة والسكينة..
                إذ أن هذا الاسم في ثنايا معناه :

                أنه هو سبحانه وتعالى هو الرازق والخالق ومدبر الأمر..

                فتشعر معه بالطمأنينة والسكينة..

                وتشعر أنه لا ينبغي لك أن تخاف من شيء..

                وتشعر بنوعٍ من الأمان في ثنايا مدلول هذا الاسم الشريف.


                ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى :

                ورد في قول الله: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس:58]، وكذلك: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَ*بٌّ غَفُورٌ*} [سبأ من الآية:15].


                ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

                «ألا وإني نُهيتُ أن أقرأَ القرآنَ راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوعُ فعظموا فيه الربَّ» (صحيح مسلم)


                معنى اسم الرب :

                الرب على ثلاثة أقسام:

                يكون الرب بمعنى المالك

                ويكون الرب بمعنى السيد المطاع

                ويكون الرب بمعنى المصلح


                ففي معنى اسم الله الرب تجد:

                صفة الخلق
                وصفة الرزق
                وصفة التدبير

                وتجد كذلك صفة القيومية الله: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد من الآية:33].

                حقيقة (الربوبية) في القرآن الكريم:

                حقيقة معنى الربوبية في القرآن تقوم على ركنين اثنين:

                الركن الأول :

                إفراد الله بالخلق

                والركن الثاني:

                إفراده بالأمر والتدبير.

                كما قال الله تعالى عن موسى وهو يُبيِّن حقيقة الربوبية لفرعون: {قَالَ فَمَن رَّ*بُّكُمَا يَا مُوسَىٰ}

                معنى (العبد الرّباني):

                الله سبحانه وتعالى يقول: {كُونُوا رَ*بَّانِيِّينَ}

                قال الجوهري: "الرباني هو المتأله العارف بالله تعالى".

                المتأله أي العبد:
                الذليل.
                الخاضع.
                المحب.

                لأن الألوهية معناها العبادة، والعبادة على ثلاث معانٍ:

                حب تام
                وذل تام

                على سبيل الإجلال والتعظيم.

                عارف بالله؛ لأنه لن يصل لهؤلاء الثلاثة إلا على سبيل المعرفة.

                فمن عرف الله أحبه

                ومن عرف الله ذل بين يديه

                ومن عرف الله وأعطاه قدره عظمه وأجله وهابه.

                إذًا للعبد الرّباني أربع صفات :
                ذليل
                خاضع
                محبٌ
                عارفٌ بالله تعالى


                تابعونا

                قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
                اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


                تعليق


                • #9
                  رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)

                  اسم الحيٌّ جل جلاله


                  الحيٌّ: ضد الميت




                  ورد في القرآن في خمس آيات :


                  { اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ }


                  { الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }


                  { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا }
                  { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا }


                  { هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }


                  الحي : إثبات الحياة صفةًً لله ..


                  :وهي حياة كاملة ليست مسبوقة بعدم


                  ولا يلحقها زوال وفناء


                  ولا يعتريها نقص وعيب جلَّ ربنا وتقدس عن ذلك.


                  حياة تستلزم كمال صفاته سبحانه من علمه ، وسمعه ، وبصره ، وقدرته ، وإرادته ، ورحمته ..

                  وفعله مايشاء إلى غير ذلك من صفات كماله ..



                  ومن هذا شأنه وهذه صفاته هو الذي يستحق أن :


                  يطاع ويُعبد


                  ويُركع له ويُسجد


                  ويُذكر ويُحمد


                  { هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }


                  فسبحان من أحيا الأرض بالنبات
                  وأحيا الأجساد بالأرواح
                  وأحيا القلوب بالإيمان .


                  أعلم وفقك الله أن الحي القيوم من أعظم أسماء الله وعليهما مدار جميع الأسماء الحسنى وجميع صفاته راجعة إليهما .


                  فالحيّ : الجامع لصفات الذات ، فالصفات الذاتية كالسمع والبصر واليد والعلم راجعة للحى


                  تابعونا

                  قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
                  اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)


                    نتابع اسم الله (الحى )


                    المعنى اللغوي لهذا الاسم العظيم:


                    الحي في اللغة صفة مشبهة للموصوف بالحياة..
                    فعله حَيَّ يَحَيُّ حياة...


                    قال الله تعالى: (وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ )[الأنفال:42]..


                    والحَيُّ من كل شيء نقيضُ الميت...
                    والجمع أَحْياء..
                    والحَي يطلق أيضا على كل متكلم ناطق..
                    والحيُّ من النبات ما كان أخضرا طريا يهتز..
                    والحَيُّ هو الواحد من أَحْياءِ العَرب...
                    يقع على بَنِي أَبٍ كثروا أم قلوا وعلى شَعْبٍ يجمَعُ القبائل..
                    والحي أيضا البطن من بطون العرب




                    المعنى في حق الله تعالى:




                    الله عز وجل هو الحي الباقي الذي لا يجوز عليه الموت ولا الفناء.. عز وجل وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا...


                    ولا تعرف العرب عن الحيّ والحياة غير هذا


                    وقال الطبري في تفسيره: «و(الحي): الذي لا يموت ولا يبيد كما يموت كل من اتخذ من دونه ربًا...
                    ويبيد كل من ادَّعى من دونه إلهًا...


                    واحتج على خلقه بأن:


                    من كان يبيد فيزول


                    ويموت فيفنى


                    فلا يكون إلهًا يستوجب أن يعبد دون الإله الذي لا يبيد ولا يموت..


                    ولأن الإله هو الدائم الذي لا يموت، ولا يبيد، ولا يفنى، وذلك الله الذي لا إله إلا هو...


                    كما أن حياته سبحانه تستلزم أن لا تأخذه سنة ولا نوم فالنوم أخو الموت.
                    والنوم نقص في كمال الحياة قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام )


                    وهذا الوصف ليس لسواه..


                    فأي طاغوت عبد من دون الله إن كان حيا فحياته تغالبها الغفلة والسنات..


                    وإن قاومها وأراد البقاء عددا من الساعات ،،


                    فإن النوم يراوده ويأتيه، فضلا عن كون الموت يوافيه، فلا ينفرد بكمال الحياة ودوامها باللزوم إلا الحي القيوم


                    تابعونا


                    قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
                    اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


                    تعليق


                    • #11
                      رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)


                      اسم القيوم جل جلاله



                      معنى الاسم في حق الله :


                      القائم الدائم الذي لا يزول ، القائم بنفسه ، الذي لا يحتاج في قيامه ودوامه إلى أحد .


                      وهو سبحانه القيوم الذي قام بنفسه واستغنى عن جميع مخلوقاته ، الذي افتقرت إليه جميع المخلوقات ..


                      فلا قيام لها إلا بإقامة الحي القيوم لها .


                      وهو سبحانه القائم على كل نفس بما كسبت رقابةً وخلقاً ورزقاً وعلماً وتدبيرا .


                      قال العلامة السعدي رحمه الله :
                      الحي القيوم كامل الحياة
                      والقائم بنفسه
                      القيوم لأهل السموات والأرض
                      القائم بتدبيرهم وأرزاقهم وجميع أحوالهم


                      فالحي : الجامع لصفات الذات

                      والقيوم : الجامع لصفات الأفعال .


                      ورد في القرآن في ثلاث آيات :


                      { اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ }


                      { الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }


                      { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا }






                      إثبات القيٌّوميُّة صفة لله دل على أمرين :


                      الأول : كمال غنى الرب سبحانه


                      فهو القائم بنفسه


                      الغني عن خلقه كما قال سبحانه : ( يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد}


                      وغناه غنى ذاتي لايحتاج إليهم في شيء ، غني عنهم من كل وجه .


                      الثاني : كمال قدرته وتدبيره لهذا المخلوقات ،


                      فهو المقيم لها بقدرته سبحانه


                      وجميع المخلوقات فقيرة إليه ، لاغنى لها عنه طرفة عين .


                      فسبحان القائم بنفسه وخلقه وبقسمة أرزاقهم وتصريف أحوالهم وحشرهم وحسابهم .




                      من آثار الإيمان بهذا الاسم :


                      وصف الله تعالى نفسه بأنه قيوم بنفسه لا يحتاج في قيامه ودوامه إلى أحد يُطْعِم ولا يُطْعَم..


                      وكيف يحتاج إلى غيره أو أحد من خلقه


                      وهم أنفسهم لا قيام لهم إلا بإقامة الحي القيوم .
                      فقيامه لذاته سبحانه .


                      وصفه تعالى بأنه :


                      المدبر لأمر الخلائق في السماء والأرض


                      المصرف لشؤونها


                      لأنها ليست قائمة بنفسها بل محتاجة للحي القيوم الذي يرزقها ويحييها ويقيمها .


                      ومن عرف هذه الصفة:


                      توكل عليه
                      وانقطع قلبه عن الخلق


                      وذلك أنهم محتاجون ومفتقرون مثله إلى خالقهم في :


                      قيامهم وقعودهم


                      وحياتهم ومماتهم


                      وفي دينهم ودنياهم فكيف يرجوهم بعد ذلك ؟!


                      ومن كمال قيوميته أنه لا ينام ، إذ هو مختص بعدم السِّنة والنوم دون خلقه فإنهم ينامون .
                      ‏تابع آثار الإيمان باسم الله ( القيوم ) جل جلاله ..


                      محبته سبحانه وحمده وإجلاله وتعظيمه.


                      ‏ومن اﻵثار :


                      التبرؤ من الحول والقوة


                      والافتقار التام لله


                      وإنزال جميع الحوائج بالله


                      وإخلاص الاستعانة والاستغاثة والاعتصام له سبحانه.


                      ومن آثار الإيمان باسم الله ( القيوم ):
                      قطع التعلق بالمخلوق الضعيف المربوب لله تعالى المفتقر إلى ربه - عز وجل - الفقر الذاتي التام.


                      ‏ومن آثار الإيمان باسم القيوم:


                      الخوف منه سبحانه
                      ومراقبته


                      لأنه القائم على كل نفس


                      المتولي أمرها.


                      الحافظ لأعمالها الذي لايخفى عليه شيء من أمرها.


                      تابعونا

                      قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
                      اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


                      تعليق


                      • #12
                        رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)

                        اللهم ارحم أبى وأمى وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة
                        اللهم اعتق رقابنا من النار
                        يا وهاب هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء

                        تعليق


                        • #13
                          رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)

                          المشاركة الأصلية بواسطة م/ جيهان مشاهدة المشاركة
                          جزانا واياكى يارب

                          قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
                          اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


                          تعليق


                          • #14
                            رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)

                            اسم الله (الجميل) جل جلاله


                            المعنى اللغوي :


                            الجمال : الحُسْنُ ٠


                            الجمال : مصدر الجميل , والفعل : جَمُلَ .


                            ( ولكم فيها جمال ) أي : بهاء وحسن


                            وروده في الحديث الشريف :


                            وهو اسم ثابت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر..


                            قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس )


                            المعنى في حق الله تعالى :


                            قال الإمام النووي رحمه الله ( إن الله جميل يحب الجمال ) اختلفوا فيه :


                            أن كل أمره سبحانه حسن جميل ، وله الأسماء الحسنى وصفات الجمال والكمال .


                            مُجْمِل ، ككريم : مكرم


                            قال الخطابي : ذي النور والبهجة ، أي مالكهما ٠


                            جميل الأفعال بكم باللطف والنظر إليكم ، يُكلفكم اليسير من العمل ويُعين عليه ، ويُثيب عليه الجزيل ويشكر عليه .


                            مدلولات الاسم :


                            يدل على ثبوت الجمال لله سبحانه في أسمائه وصفاته وفي ذاته وأفعاله


                            قال الإمام ابن القيم رحمه الله : وجماله سبحانه على أربع مراتب :


                            جمال الذات
                            وجمال الصفات
                            وجمال الأفعال
                            وجمال الأسماء

                            فأسماؤه كلها حسنى


                            وصفاته كلها صفات كمال


                            وأفعاله كلها حكمه ومصلحه وعدل ورحمة


                            وأما جمال الذات وماهو عليه فأمر لا يدركه سواه ، ولا يعلمه غيره


                            وليس عند المخلوقين منه إلا تعريفات تعرَّف بها من أكرمه من عباده

                            فإن الجمال مصون عن الأغيار محجوب بسترالرداء والإزار



                            كما قال رسوله عليه الصلاة والسلام فيما يحكي عنه : ( الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ....)


                            هو سبحانه الجميل الحق الذي لا منتهى لجماله ..


                            الجميل الذي لا أجمل منه


                            الجميل الذي يملك خزائن الجمال


                            الجميل الذي خلق الجمال في كل جميل ..


                            الجميل الذي وهب الجمال الظاهر والباطن لمن شاء من خلقه .


                            وهو سبحانه الجميل الذي كل جمال في العالم فمن آثار صنعه


                            الجميل المحسن إلى عباده بكل جميل


                            واهب الجمال والحُسن والزينة لكل مخلوق : ( ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم * الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين )


                            جَمَّل الأرض بكل جميل من المياه ، والنبات ، والأزهار ، والثمار ، والجبال ، والشجر ، والشجر ، والدواب

                            {إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً }



                            وجَمَّل السماء الدنيا بالنجوم والمصابيح ، والشكس والقمر {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين }


                            وجَمَّل القلوب بالتوحيد والإيمان ، وجَمَّل الأجساد بالطاعات والأخلاق..٦


                            وهو سبحانه الجميل الذي يستحق أن :


                            يعبد لذاته


                            ويُحب لذاته


                            ويُحمد لذاته


                            فكيف إذا انضاف إلى ذلك :


                            حسن أسمائه


                            وعلو صفاته


                            وجمال أفعاله


                            وإحسانه وإنعامه


                            وعفوه وبره


                            ورحمته وحلمه


                            ( الله لا إله إلا هو له الأسماء لحسنى )


                            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


                            تابعونا


                            قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
                            اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


                            تعليق


                            • #15
                              رد: سلسلة متجددة لمعايشة أسماء الله الحسنى قال الإمام ابن القيم("من عرف الله اتسع عليه كل ضيق”.)

                              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
                              جزاكم الله خيرًا.
                              التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 11-01-2017, 03:38 PM. سبب آخر: ممنوع وضع الورود لان القسم مختلط, التحدث لابد ان يكون بصيغة الجمع, بوركتم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X