إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)


    كنْ كالصخرةِ الصامتةِ المهيبةِ تتكسرُ عليها حبّاتُ البردِ لتثبت وجودها وقُدرتها على البقاءِ . إنك إنْ أصغيت لكلامِ هؤلاءِ وتفاعلت به حققت أمنيتهُم الغالية في تعكيرِ حياتِك وتكديرِ عمرك ، ألا فاصفح الصَّفْح الجميل ، ألا فأعرضْ عنهمْ ولا تكُ في ضيقٍ مما يمكرون. إن نقدهمُ السخيف ترجمةٌ محترمةٌ لك ، وبقدرِ وزنِك يكُون النقدُ الآثمُ المفتعلُ .
    إنك لنْ تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاءِ ، ولنْ تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيعُ أن تدفن نقدهُم وتجنّيهم بتجافيك لهم ، وإهمالك لشأنهمْ ، واطِّراحك لأقوالهِمِ!.
    ﴿ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ ﴾
    ال عمران:119
    بل تستطيعُ أنْ تصبَّ في أفواهِهِمُ الخرْدَلَ بزيادةِ فضائلك وتربيةِ محاسنِك وتقويم اعوجاجِك . إنْ كنت تُريد أن تكون مقبولاً عند الجميع ، محبوباً لدى الكلِّ ، سليماً من العيوبِ عند العالمِ ، فقدْ طلبت مستحيلاً وأمَّلت أملاً بعيداً .


    الرُّقعاءُ السُّخفاءُ سبُّوا الخالق الرَّازق جلَّ في علاه ، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو ، فماذا أتوقعُ أنا وأنت ونحنُ أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجهُ في حياتِك حرْباً! ضرُوساُ لا هوادة فيها من النًّقدِ الآثمِ المرِّ ، ومن التحطيم المدروسِ المقصودِ ، ومن الإهانةِ المتعمّدةِ مادام أنك تُعطي وتبني وتؤثرُ وتسطعُ وتلمعُ ، ولن يسكت هؤلاءِ عنك حتى تتخذ نفقاً في الأرضِ أو سلماً في السماءِ فتفرَّ منهم ، أما وأنت بين أظهرِهِمْ فانتظرْ منهمْ ما يسوؤك ويُبكي عينك ، ويُدمي مقلتك ، ويقضُّ مضجعك.
    إن الجالس على الأرضِ لا يسقطُ ، والناسُ لا يرفسون كلباً ميتاً ، لكنهم يغضبون عليك لأنك فُقْتَهمْ صلاحاً ، أو علماً ، أو أدباً ، أو مالاً ، فأنت عندهُم مُذنبٌ لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونِعَمَ اللهِ عليك ، وتنخلع من كلِّ صفاتِ الحمدِ ، وتنسلخ من كلِّ معاني النبلِ ، وتبقى بليداً ! غبيَّا ، صفراً محطَّماً ، مكدوداً ، هذا ما يريدونهُ بالضبطِ .إذاً فاصمد لكلامِ هؤلاءِ ونقدهمْ وتشويهِهِمْ وتحقيرِهمْ

    عائض القرنى

    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 26-10-2016, 03:37 AM.

    تعليق


    • #32
      رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)




      (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا) المؤمنون:111
      لم يقل :
      بما صلوا ، صاموا ، تصدقوا !.
      بل
      «
      بِمَا صَبَرُوا»"
      فالصبر وحسن الظن بالله
      هو ما نحتاجه دائما وأبدا
      استمر في دعائك
      و تيقن الإجابة
      و لا تيأس



      قال تعالى
      ( فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) القصص:7
      وقال تعالى: (
      فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ) القصص:40
      اليم مشترك بينهما ..لكن اختلاف الحال والخاتمة.
      موسى كان في غاية الضعف ولم يستطع اليم أن يضره.
      وفرعون في قمة عزه وجبروته فغمره اليم بمائه وكان من المغرقين
      خذ قاعدة من صميم القلب:
      "من كان مع الله فلن يضره ضعفه، ومن لم يكن مع الله فلن تنفعه قوته"
      فقط استعينوا بالله وًاصبروا واكثروا من الدعاء


      "
      وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ " القصص:68
      إذا استسلم قلب العبد لحكمة ربه في اختياره
      رحل منه الجزع و الحسد و سوء الظن..!


      "
      قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ" المجادلة:1
      كانت مشكلة زوجية عارضة لكن الله سمع شكواها وبدد حزنها.
      اشتك كل شئ لربك مهما بدا لك صغير
      االله يسمعك.
      التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 01-05-2017, 04:14 AM.

      تعليق


      • #33
        رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)

        المشاركة الأصلية بواسطة امانى يسرى مشاهدة المشاركة



        (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا)
        لم يقل :
        بما صلوا ، صاموا ، تصدقوا !.
        بل
        «بما صبروا»"
        فالصبر وحسن الظن بالله
        هو ما نحتاجه دائما وأبدا
        استمر في دعائك
        و تيقن الإجابة
        و لا تيأس



        قال تعالى
        ) فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ)
        وقال تعالى: (
        فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ )
        اليم مشترك بينهما ..لكن اختلاف الحال والخاتمة.
        موسى كان في غاية الضعف ولم يستطع اليم أن يضره.
        وفرعون في قمة عزه وجبروته فغمره اليم بمائه وكان من المغرقين
        خذ قاعدة من صميم القلب:
        "من كان مع الله فلن يضره ضعفه، ومن لم يكن مع الله فلن تنفعه قوته"
        فقط استعينوا بالله وًاصبروا واكثروا من الدعاء


        "
        وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ "
        إذا استسلم قلب العبد لحكمة ربه في اختياره
        رحل منه الجزع و الحسد و سوء الظن..!


        "
        قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ"
        كانت مشكلة زوجية عارضة لكن الله سمع شكواها وبدد حزنها.
        اشتك كل شئ لربك مهما بدا لك صغير
        االله يسمعك.
        اللهم اجعلنا من الصابرين
        جزاكم الله خيراً



        ...
        فَمن لِـلأُمَةِ الغَرْقى إذا كُنَا الغَريقينا ..
        وَمن للغَايةِ الكُبرى إذا
        صَغُرَت أمَانينا..

        تعليق


        • #34
          رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)

          بارك الله فيك تشرفت بتعليقك الطيب

          تعليق


          • #35
            رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)

            خذ قاعدة من صميم القلب:
            "من كان مع الله فلن يضره ضعفه، ومن لم يكن مع الله فلن تنفعه قوته"
            فقط استعينوا بالله وًاصبروا واكثروا من الدعاء


            شدة البلاء وتراكمه وطوله لا يقطع حسن الظن بالله ولا يجلب اليأس،
            فقدَ يعقوب أحب ابنائه وتبعه الآخر ثم فقد بصره
            ثم قال
            (وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ) يوسف:87

            ذكر صاحب كتاب ( الفرج بعد الشدة ) : أنّ أحد الحكماء أُبتُلي بمصيبة, فدخل عليه إخوانه يعزّونه في مصابه, فقال : إني عملتُ دوء من ستة اخلاط.
            فقالوا : ماهي ؟
            فقال :
            الخلط الأول : الثقة بالله.
            الخلط الثاني : علمي أن كل مقدور كائن .
            الخلط الثلث : الصبر خير ما استعمله الممتحَنون.
            والرابع : الجزع لا يعين .. وإن لم أصبر أنا فأيُّ شيء أعمل ؟
            الخامس : قد يمكن ان أكون في شرّ مما أنا فيه .
            والسادس : من ساعة الى ساعة يأتي فرج .


            يقول ابن القيم رحمه الله:
            "من كمال إحسان الرب تعالى أن يذيق عبده “مرارة الكسر" قبل “حلاوة الجبر"
            ويعرّفه قدر نعمته عليه بأن يبتليه بضدها !
            كما أنه سبحانه وتعالى لما أراد أن يكمل لآدم نعيم الجنة أذاقه مرارة الخروج منها ومقاساة هذه الدار الممزوج رخاؤها بشدتها… فما كسر عبده المؤمن إلا ليجبره، وما منعه إلا ليعطيه، ولا ابتلاه إلا ليعافيه، ولا نغص عليه الدنيا إلا ليرغبه في الآخرة، ولا ابتلاه بجفاء الناس إلا ليرده إليه…

            التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 01-05-2017, 04:18 AM.

            تعليق


            • #36
              رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)

              جزاك الله خيرا

              تعليق


              • #37
                رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)

                إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلها أيضا على مكتبك تقول العبارة : (يومك يومك). إذا أكلت خبزا حارا شهيا هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء ، أو خبز غد الغائب المنتظر . إذا شربت ماء عذبا زلالا هذا اليوم ، فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غد الآسن الحار.


                القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة ، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال : ﴿ تلك أمة قد خلت ﴾ انتهى الأمر وقضي ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التاريخ.


                ترك المستقبل حتى يأتي ﴿ أتى أمر الله فلا تستعجلوه ﴾ لا تستبق الأحداث ، أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه؟! وقطف الثمرة قبل النضج ؟! إن غدا مفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ، ولا طعم ، ولا لون ، فلماذا نشغل أنفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ، ونهتم لحوادثه ، نتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ، فإذا هو سرور وحبور ؟! المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن علينا أن لا نعبر جسرا حتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام.


                كثير هم الذين يبكون ؛ لأنهم سوف يجوعون غدا، وسوف يمرضون بعد سنة، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام. إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له. اترك غدا حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك مشغول باليوم. وإن تعجب فعجب هؤلاء يقترضون الهم نقدا ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور ، فحذار من طول الأمل .


                من كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرنى

                تعليق


                • #38
                  رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)

                  جزاك الله خيرا
                  أحسنت


                  ...
                  فَمن لِـلأُمَةِ الغَرْقى إذا كُنَا الغَريقينا ..
                  وَمن للغَايةِ الكُبرى إذا
                  صَغُرَت أمَانينا..

                  تعليق


                  • #39
                    رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)

                    بارك الله فيكم وشكرا على تثبيت الموضوع

                    تعليق


                    • #40
                      رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)

                      شربة ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السموات والأرض ؛ لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل ، يحب الجميل ، غني حميد . يا من تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالآخرين، عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعما ولونا وذوقا ﴿وما لأحد عنده من نعمة تجزى{19} إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى{20} ولسوف يرضى ﴾ .


                      اطرد الفراغ بالعمل الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات لأن أذهانهم موزعة { رضوا بأن يكونوا مع الخوالف } . إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل ، فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال . يوم تجد في حياتك فراغا فتهيأ حينها للهم والغم والفزع ، لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج ، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلا من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأد خفي ، وانتحار بكبسول مسكن .

                      إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة ، وفي فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون . الراحة غفلة ، والفراغ لص محترف ، وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية . إذا قم الآن صل أو اقرأ ، أو سبح ، أو طالع ، أو اكتب ، أو رتب مكتبك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ ، وإني لك من الناصحين .

                      أنت شيء آخر لم يسبق لك في التاريخ مثيل ولن يأتي مثلك في الدنيا شبيه . أنت مختلف تماما عن زيد وعمرو فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان . انطلق على هيئتك وسجيتك ﴿ قد علم كل أناس مشربهم ﴾ ، ﴿ ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ﴾ عش كما خلقت لا تغير صوتك ، لا تبدل نبرتك ، لا تخالف مشيتك ، هذب نفسك بالوحي ، ولكن لا تلغ وجودك وتقتل استقلالك. أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ؛ لأنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا ((لا يكن أحدكم إمعة)) .


                      قضاء وقدر { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها } ، جف القلم ، رفعت الصحف ، قضي الأمر ، كتبت المقادير ، { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا } ، ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك . إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت البلية عطية ، والمحنة منحة ، وكل الوقائع جوائز وأوسمة ((ومن يرد الله به خيرا يصب منه)) فلا يصيبك قلق من مرض أو موت قريب ، أو خسارة مالية ، أو احتراق بيت ، فإن الباري قد قدر والقضاء قد حل ، والاختيار هكذا ، والخيرة لله ، والأجر حصل ، والذنب كفر .هنيئا لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الآخذ ، المعطي ، القابض ، الباسط ، ﴿ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ﴾ .


                      من كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرنى

                      تعليق


                      • #41
                        رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)

                        جزاك الله خيرا

                        تعليق


                        • #42
                          رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)


                          تعليق


                          • #43
                            رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)


                            استسلم للقدر قبل أن تطوق بجيش السخط والتذمر والعويل ، اعترف بالقضاء قبل أن يدهمك سيل الندم ، إذا فليهدأ بالك إذا فعلت الأسباب ، وبذلت الحيل ، ثم وقع ما كنت تحذر ، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع ، ولا تقل ((لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل)) .

                            { إن مع العسر يسرا } يا إنسان بعد الجوع شبع ، وبعد الظمأ ري ، وبعد السهر نوم ، وبعد المرض عافية ، سوف يصل الغائب ، ويهتدي الضال ، ويفك العاني ، وينقشع الظلام ﴿ فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده ﴾ . بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ، ومسارب الأودية ، بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ، ولمح البصر ، بشر المنكوب بلطف خفي ، وكف حانية وادعة . إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ، فاعلم أن وراءها رياضا خضراء وارفة الظلال. إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ، فاعلم أنه سوف ينقطع . مع الدمعة بسمة ، ومع الخوف أمن ، ومع الفزع سكينة . النار لا تحرق إبراهيم الخليل ، لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة ﴿ بردا وسلاما على إبراهيم ﴾ . البحر لا يغرق كليم الرحمن ، لأن الصوت القوي الصادق نطق بـ ﴿ كلا إن معي ربي سيهدين ﴾ . المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده جل في علاه معنا ؛ فنزل الأمن والفتح والسكينة .

                            إن عبيد ساعاتهم الراهنة ، وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلا النكد والضيق والتعاسة ، لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب. ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار. إذا فلا تضق ذرعا فمن المحال دوام الحال ، وأفضل العبادة انتظار الفرج ، الأيام دول ، والدهر قلب ، والليالي حبالى ، والغيب مستور ، والحكيم كل يوم هو في شأن ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ، وإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا .

                            اصنع من الليمون شرابا حلوا الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح ، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين.*** * طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره . سجن أحمد بن حنبل وجلد ، فصار إمام السنة ، وحبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علما جما ، ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلدا في الفقه ، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث ، ونفي ابن الجوزي من بغداد ، فجود القراءات السبع ، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية ، ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر ، وذهل منها الجمهور ، وصفق لها التاريخ .

                            من كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرنى


                            تعليق


                            • #44
                              رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)

                              وفيك بارك الله
                              متابعه

                              تعليق


                              • #45
                                رد: لا تحزن ولا تيأس.....(متجددة)




                                لو استجمعت يأس العالم في قلبك
                                لذهب به الإيمان بهذه الآية
                                "سيجعل الله بعد عسر يسرا"


                                "إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها"
                                كل الكائنات التي ستقابلها اليوم تدبيرها بيد ربك توكل عليه وحده ولا يقلقونك


                                "فاتخذه وكيلا"
                                التوكل الحق ليس أن تفوض وتعتمد على ربك في قضية واحدة.
                                بل أن تتخذه وكيلا تفوض إليه كل شؤونك دون استثناء.


                                "وقال موسى ياقوم إن كنتم (آمنتم بالله) فعليه -توكلوا"
                                اختبر إيمانك بالتوكل.
                                بقدر مافيك من تفويض همومك لربك يكون إيمانك.


                                "هو الرحمن الرحيم"
                                الأحداث في الأرض تتغيروالآلام تغيب وتحضروالفتن تجئ وتنكشف.
                                وفي كل الأحوال والعصور والظروف ربنا هو الرحمن الرحيم


                                ﴿ إني توكلت على الله ﴾
                                نحن نتوكل ليس لأننا عاجزون فحسب.
                                بل ولأننا لا نعرف ما الذي يصلح لنا وكيف يتحقق.
                                أسلم الأمر كله لله.


                                هل سمعت كلمة موجعة!
                                هذا نبي كريم قال له أهله وأقرب الناس له في غمرات أحزانه وحلفوا أيضا
                                "إنك لفي ضلالك القديم"
                                ومع ذلك لم يرد عليهم.


                                ﴿ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴾
                                تيقن منها ؛ليس لك سواه ،الله وحده ملجأك وحماك !


                                "ثم تولى إلى الظل ."
                                لو ذهب يبحث عن رزق في المدينة لضيعته الفتاة
                                الأسباب تعمل بإذن الله
                                فتوكل على الذي يجعلها تعمل ولا تعلق قلبك بها


                                "إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ"
                                لم يقل لدعائي بل الدعاء عامة
                                هكذا عرف الخليل ربه.


                                "وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ"
                                مهما شعرت بالحيرة والتيه والضياع لا تتوقف عن السير إلى الله
                                اذهب إليه كلما أضعت الطريق


                                (وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى)
                                اختاره في ليلة شاتية باردة وقد ضيع الطريق في الصحراء.
                                لا تخنقك الظروف حولك.
                                ربما كنت على موعد اختيار.


                                عبد الله بلقاسم

                                تعليق

                                يعمل...
                                X