إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القرآن غيرني....(متجددة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: القرآن غيرني....(متجددة)
    قد أخذتُ من كتاب الله حكمةً في التعامل مع البشر أراحتني كثيرًا كثيرًا كثيرًا جدًا في حياتي , وهي:
    أني لا أتفاجأُ بإساءة من أحسنتُ إليه ولو كان أقرب الناس , ولو كنت أفنيتُ عمري في الإحسان إليه ثم انقلب علي بالإساءة فأنا مرتاحٌ من هذه الناحية , لعلمي أن الله قال في كتابه الكريم

    (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) العاديات 6
    وما دام المرء كنودًا لربه الذي أوجده من العدم وخلقه وسواه وعدله وأتاه من النعم ما لا يبلغه العد ولا يدركه الحساب , فمن باب أولى أن يكون كنوداً لأمثاله من المخلوقين الذين لا تبلغ جميع منَنِهم لديه معشار آلاف معشار ما لله عليه من نعمة.


    علمنى القرآن العفو والإحسان وعدم الانتقام ممن أساء لى
    يوسف عليه السلام ، قد كان رده على إخوته بعد ما فعلوه :
    {
    قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }( يوسف:92).
    فالمعاملة تكون مع الله عفوا أو إحسانا
    قال تعالى:
    ( ۖ... وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) النحل من 126 إلى 128




    علمني القرآن أن من تأصل فيه الإحسان للناس وحب الخير دام معروفه وإحسانه
    حتى لو أساؤا الناس إليه وعاملوه بما هو ضده
    تأمل قول الله سبحانه وتعالي
    ((
    حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ )) الكهف 77
    لاحظ أول الأية ..... فأبوا أن يضيفوهما
    وآخرها ..............فأقامه


    علّمني القرآنُ أن أشفق على النّاس وإن كانوا يسيئون إليّ.
    ذكر اللهُ لنا مقولةَ قوم شعيب عليه الصلاةُ والسّلام:

    (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) هود 91
    (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) هود 92
    لمْ يشتغِلْ في الدّفاع عن نفسهِ؛ وإنّما وجّهَهُم إلى اللهِ سبحانه وتعالى،
    والشفقةُ والرّحمة ظاهرةٌ على كلامهِ ونصحهِ

    منقولة
    التعديل الأخير تم بواسطة م/ جيهان; الساعة 05-09-2017, 10:31 PM. سبب آخر: تشكيل الآيات وترقيمها وتمييزها بلون مختلف

    تعليق


    • #17
      رد: القرآن غيرني....(متجددة)


      تعلمت من كتاب ربي من قوله تعالى في سورة يوسف " قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم .. "
      كرر اخي فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ..."
      فأين من قطع رحمه وهجر امه واخذفي نفسه من جاره أو صديقه ولم يسرها في نفسه ولم يبدها لهم
      الله اكبر أي خلق وسمو نفس هذه!!!!!


      قال تعالى
      (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا )
      إذا أردت أن ترغم أنف الشيطان وتطفئ نزغه بينك وبين إخوانك فعليك بالكلام الأحسن و الفعل الأحسن ماستطعت إلى ذلك سبيلا، فإن هذه وصية رب العالمين لنا وهو أعلم بخلقه من أنفسهم ، فكم من إخوة تفرقوا وكم من أصدقاء تشتتوا ، بل وكم من زوجة فارقت زوجها بسبب سوء الكلام ورداءة التصرف ، وكم من رجل ارتفع عند قوم بل عند أقوام بسبب إنتقائه الأقوال والأفعال الأحسن وليست الحسنة بل الأحسن !! بل الأحسن !! بل الأحسن !!


      هم إنسان الأكبر هو عبادة الله وصدق التوكل عليه وتفويض الأمر اليه!
      ولا يجزع -خصوصا على رزق أولاده من بعده (وهذه ناحية يهتم لها الإنسان) حيث إن كان الإنسان صالحا فالله تبارك وتعالى يتولى أولاده من بعده فقال تعالى:
      (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا )الكهف 83
      فتدبروا ذلك.



      علمني القرآن ..
      أن الدنيا زائلة، ومتاعها ناقص، فما عدت أكترث بهموها، ولا تنغص حياتي أحزانها، فكلما أصبت بمصيبة، تذكرت أن الموعد الجنة، دار الخلود فلا عناء، ودار السعادة فلا شقاء.


      علمني القرآن إتباع المنهج دون الأشخاص ،
      (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم)
      ولم يقل اتبع إبراهيم، وقال:
      ( فبهداهم اقتده) ولم يقل فبهم اقتده، وقال :
      ( واتبع سبيل من أناب إلي)
      ولم يقل واتبع من أناب إلي .


      كما علمني القرآن مبدأ التغافل عن الأخطاء
      (فعرف بعضه وأعرض عن بعض)


      منقوله

      تعليق


      • #18
        رد: القرآن غيرني....(متجددة)

        آية غيّرتني –
        (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ (165) البقرة)

        رقية العلوانى


        يقول الله عز وجل في كتابه الكريم
        (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ (165) البقرة)
        كم تسوقفني هذه الآية العظيمة (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) تستوقفني حين أتأمل في نفسي وأتأمل فيما حولي وأتساءل أن يا نفس من ذا الذي يستحق الحب أكثر منه سبحانه وتعالى؟!
        من ذا الذي يستحق أن أُشغل بطاعته والعمل لديه أكثر منه سبحانه وتعالى؟!
        من ذا الذي يستحق أن يشغل أكبر حيّز في حياتي وتفكيري وخواطري، في ليلي وفي نهاري في قيامي وقعودي من ذا الذي يستحق أكثر منه سبحانه وتعالى؟!
        أتساءل في بعض الأحيان وأوجه شديد اللوم لنفسي، النفس البشرية التي تضعف وتعجز وفي بعض الأحيان يصيبها الفتور ويصيبها الملل ويصيبها الانشغال بأمور الحياة اليومية فتنشغل عن هذه الحقيقة

        (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ).

        والحب هنا هو ليس فقط الشعور النفسي بأني أكيد أحب الله عز وجل أكثر من أيّ أحد، الحب كما يأتي تفسيره في سورة آل عمران

        (قُلْ إِن كُنتم تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي (31))
        الحب الذي يولّد الاستجابة الطبيعية لدى الإنسان المؤمن، الحب الذي يولّد ذلك المبدأ سمعنا وأطعنا، الحب الذي يولّد المبادرة لكل ما يحبه الله ويرضاه، الحب الذي يولّد لدى الإنسان قوة دافعة دافقة للمسارعة والمسابقة في عمل الخير، الحب الذي يولّد نوعًا من أنواع السباق مع الزمن فيجعل الإنسان المؤمن وكأنه في سباق مستمر ودائم ومسارعة ومبادرة لعمل الخير.الحب الذي يجعل الإنسان يخرج من هوى نفسه إلى ما يحبه الله ويرضاه، الحب الذي يهوّن على الإنسان صعوبة بعض العبادات، صعوبة القيام في الليل في أجواء باردة لأجل أن يصلي ركعيتين لله في جوف الليل، الحب الذي يجعل الإنسان يقوم فرحًا من منامه الدافئ لأجل أن يقف بين يدي خالقه سبحانه وتعالى ويصلي له، الحب الذي يجعل الإنسان يتذكر الخالق سبحانه وتعالى آناء الليل وأطراف النهار.
        هذا الحب الذي نعنيه.

        لكن يا ترى كيف تتولد معاني ذلك الحب؟ كيف أحب الله عز وجل؟
        واحدة من أعظم وسائل استجلاب محبة الله سبحانه وتعالى والشعور بالحب له ابتداء التعرّف عليه سبحانه وتعالى، التعرف على آياته المبثوثة في الكون، ولذا كان التناسب واضحًا في هذه الآية في سورة البقرة والتي قبلها
        (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون)
        نظر في آيات الله المبثوثة فيما حولي يقودني إليه سبحانه، يقودني إلى محبته، استشعار عظمة الله عز وجل ورحمته في كل شيء، فيّ أنا
        (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات)
        العلاقة حين تصبح بين العبد وربه علاقة محبة يتولد عنها الخضوع والانقياد لأمر الله عز وجل، تهوّن عليّ التكاليف، تهّون علي استشعار ما يستشعر به البعض من ثقل بعض التكاليف وإن كانت هي في الحقيقة ميسرة سهلة هينة ولكنها ميسرة على من يسرها الله عليه.



        (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)
        حياتي تتغير حين أصبح أشد حبًا لله، كل ما أنا فيه يتغير، تقبلي للأمور، تقبلي للقضاء والقدر للأمور التي تجري في الحياة وأحيانًا تجري بما لا أحب، أحيانا يكون في ظاهرها شيء من المحنة تقبّلي لها يتغير لأنها جاءت بأمر وبمشيئة من الذي أحب من الذي هو أشد ما أكون له حبًا سبحانه وتعالى.
        اللهم إنا نسألك حبك وحبّ من يحبك وحبّ كل عمل يقربنا إلى حبك

        تعليق


        • #19
          رد: القرآن غيرني....(متجددة)

          بوركتم قصص مبكية حقا

          مواقف تجعلنا حقا نتدبر بخشوع وسكينة
          ونعلم ان كل آية كفيلة أن تصنع جيلاً فريداً
          http://rasoulallah.net/ar/
          http://www.tvquran.com/ar/
          http://www.mp3quran.net/
          http://islam-call.com/
          http://www.islamweb.net/mainpage/index.php

          تعليق


          • #20
            رد: القرآن غيرني....(متجددة)


            آية غيّرتني - (قُلْتُمْ أَنَّى هذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ (165) آل عمران)
            د.رقية العلوانى

            اليوم استوقفني جزء من آية في سورة آل عمران، الآيات التي تحدثت عن غزوة أحد وكلنا يعلم أن غزوة أحد وما حدث فيها كان من المواقف الصعبة جدا على المسلمين وتلك المواقف أراد القرآن من خلالها ومن خلال التعامل مع تلك الأحداث أن نتعلم منها درسًا بل دروسًا في حياتنا وتعاملاتنا.



            يقول الله عز وجل
            (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) آل عمران).
            استوقفني الجزء (قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ) عشرات الأحداث والصعوبات والمصائب والنتائج السلبية تحدث في واقعنا اليوم كأفراد ومجتمعات ودول ونتساءل "أنى هذا" ولاننا في كثير من الأحيان لا نقف على ما وقفت عنده الآية (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ) صحيح كل ما في هذا الكون لا يخرج عن إذن الله سبحانه وتعالى وإرادته ومشيئته ولكن هذا لا يلغي الإرادة الإنسانية ولا الكسب الإنساني ولا العمل وإلا لم يكن هناك معنى لمحاسبة الإنسان ومسؤولية الإنسان عن أفعاله، ما يحدث في واقعنا كمجتمعات ودول وأفراد في غالب الأحيان إنما هو من عند أنفسكم فيما يتعلق بالمسؤولية الفردية.


            استوقفني هذا الجزء من الآية لأننا في كثير من الأحيان حين تحدث إخفاقات في حياتنا لا نعزوها إلى أنفسنا ولا نعزو هذه الإخفاقات إلى مسؤوليتنا الفردية ولا نقف مع ذواتنا وقفة مراجعة ومحاسبة أنا ماذا فعلت فخرجت وتوصلت إلى هذه النتيجة السلبية؟ أو هذه النتيجة غير المرضية؟! ما الذي قادني إلى الإخفاق؟ ما الذي ينبغي أن أتعلمه وما الذي ينبغي أن أتجنبه في حياتي لكي لا تتكرر التجربة، لكي لا تتكرر الإخفاقات التي تحدث، لكي لا تعاود المصائب الكرة بعد الكرة في حياتنا ومجتمعاتنا.


            مقولة "التاريخ يعيد نفسه" هذه مقولة ينبغي أن نتوقف عن سردها بتلك العفوية الساذجة التي ما أصابتنا إلا في المزيد من المصائب. التاريخ لا ينبغي أن يعيد نفسه حين يتعلم الإنسان من ذلك التاريخ ومن أحداثه، التاريخ لن يعيد نفسه حين يقف المؤمن مع آيات الكتاب ويتعلم منها الدروس ويأخذ العبر ويتعلم أن لا يعيد التجربة الفاشلة مرة بعد مرة وإلا صار التاريخ، كل التاريخ مهزلة في حياة الأمم والشعوب!


            الشعوب والأفراد الذين لا يتعلمون من تاريخهم ولا من ماضيهم هم شعوب فعلًا يستحق الواحد منهم أن يعيد التاريخ عليه نفسه مرات ومرات ففي الإعادة إفادة كما يقال، وكثرة التكرار يمكن أن تعلّم الإنسان الذي لا يتعلم – لا أريد أن استخدم الكلمة في الأمثال السائدة- هذه الإخفاقات ينبغي أن نتوقف عندها.

            بعض الطلبة على سبيل المثال تسقط منهم الكلمات ليس سهوًا وإنما بطريقة عفوية لما يتعلمونه من واقعهم ومجتمعاتهم وأسرهم، حين يفشل في امتحان ما أو يحصل على درجة قليلة أو على أداء غير جيد، أول كلمة يقولها: أمي وأبي قالوا لي وعمي وخالي: أصابوك بعين! أيّ عين تلك التي نتحدث عنها؟! وهل كل العيون فقط تصيب عالمنا العربي والإسلامي تحديدًا؟ تصيبنا كأفراد ومجتمعات وشعوب ودول؟! ما بال تلك العين لا تصيب إلا نحن؟! أيّ عين تلك التي أصبحنا نرد إليها الإخفاقات والفشل واليأس الذي بات يسيطر علينا من الداخل ويهزمنا من الداخل لا من الخارج.

            (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ)
            هو من عند نفسي التي ينبغي أن تتعلم الدرس وتقف وتسأل وتحاسب وتكتب بالورقة والقلم لماذا حدث ما حدث؟ ليس لأجل أن أجترّ الماضي وأبكي عليه وأندب حظي! فالمسألة ليست فيها حظ، الحظ في القرآن هو العمل، الحظ لا يمكن أن يكون عملية صدفة وربط للأحداث بدون شواهد.


            ليس العيب أن نفشل ليس العيب أن نخوض تجربة وتجربتين وأكثر ولا يحالفنا النجاح ولكن العيب كل العيب أن لا نتعلم من كل تلك التجارب الفاشلة التي نمر منها. العيب كل العيب أن لا نخرج من التجربة الفاشلة أصلب عودًا وأصفى ذهنًا وأسرع إدراكًا وأكثر فهمًا وعمقًا ما أصابنا وما يصيبنا وأكثر توقعًا وإدراكًا وحذرا في الأيام المستقبلية في الخطوات التي نخطوها، في القرارات التي ينبغي أن نتخذها في حياتنا، علينا أن نتعلم من أخطائنا كما يعلمنا القرآن في كل تلك المواقف التي يعرضها لنا.

            تعليق


            • #21
              رد: القرآن غيرني....(متجددة)

              آية غيرتني

              (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
              أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (إبراهيم) )
              د. رقية العلواني
              موقع إسلاميات


              الكلمات مجموعة حروف ولكن الكلمة ليس في تلك الحروف فحسب، الكلمة ممكن أن تتحول إلى معركة في ثواني معدودة ويمكن أن تتحول إلى أجمل قصيدة ويمكن أن تتحول إلى ابتسامة يزرعها الإنسان على شفاه الآخرين ويمكن أن تتحول إلى مزرعة خير وشجرة بناء وإعمار،

              المطلوب في كل حياتنا وفي كل المواقف التي نمر بها، نحن نتعامل مع الآخرين، أكثر ما نتعامل بالكلمات، بتلك الحروف، ولكن يا تُرى كم من تلك الكلمات التي نتعامل فيها مع الآخرين نراعي أن ننتقي منها أجمل الكلمات وأحسن التعابير والألفاظ؟
              تأملوا في قول الله عز وجل
              (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (الإسراء) )
              وتأملوا في تلك الوصية الخالدة
              (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (83) البقرة)
              . أحسن، حسنى، لماذا كل هذا الانتقاء في الكلمات؟
              الكلمة تغيّر الكثير من الأشياء، الكلمة التي أصبح البعض منا في حياتنا اليومية لا يأبه لها ربما يلقي بها وهو لا يدري أين ستحل في قلب ذلك الإنسان الذي قد خاطبه بها؟ لا يعرف في بعض الأحيان إن كانت ستنزل عليه كالصاعقة أو تنزل عليه كالغيث. ربما لا ينتبه كثيرون منا في هذا الزمن يتفوهون بكلمات وألفاظ في بعض الأحيان قاسية مؤلمة جارحة ولكنهم لا يهتمون ولا يبالون أين ستقع وكيف ستقع في نفس متلقيها على الإطلاق.

              القرآن يعلمني أن أنتبه لتلك الكلمات فالكلمات ما هي إلا نوع من الإيحاء الذاتي يستقر في عقل الإنسان المخاطَب ويترجم فعلًا في سلوكه وعلى هذا الأساس تجد أن التكرار في الكلمات الطيبة في عباداتنا أمر مطلوب


              نحن نقول في اليوم والليلة عشرات المرات: الحمد لله رب العاليمن، نحن نذكر الله سبحانه وتعالى ونستغفره ونسبحه في الليل والنهار، ربي عز وجل يمتدج الذاكرين له والذاكرات، والذكر ما هو إلا تكرار لتلك الكلمات الطيبة، فلماذا هذا التركيز على الكلام الطيب في كتاب الله عز وجل؟ الكلمة الطيبة تغرس في وجدان الإنسان أعظم المُثُل، أعظم الأفكار، أعظم القيم التي هي تصنع فيما بعد الإرادة والفعل الحقيقي والعمل الصالح. الكلمة التي يريد القرآن أن نتداولها فيما بيننا، الكلمة التي تدخل السرور على النفوس، الكلمة التي تجمع القلوب، الكلمة التي تؤلف بين القلوب المتباعدة، الكلمة التي تُصلح بين الناس، الكلمة التي تدخل الأثر الطيب في نفوس الآخرين، الكلمة الطيبة صدقة

              ولذلك ربي عز وجل يقول
              (إِلَيْهِ يَصْعَدُالْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (10) فاطر)
              والنبي صلّ الله عليه وسلم يقول:
              "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت"

              الفرق شاسع بين شخص يقول لأحد الناس كلمة فيتصالح مع غيره وبين آخر يقول كلمة من النميمة ومن المشي بالكلام السيء بين الناس فيوقع البغضاء والشحناء والفرقة فيما بينهم،
              الفارق كبير!

              (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (34) فصلت)

              تأمل في معظم الخلافات والنزاعات الأسرية أو الزوجية أو في محيط العمل أو الاجتماعية والله الكلمة الطيبة تحدث فيها أثرًا لا يمكن أن يتخيله الإنسان لها مفعول عجيب كل ما نحتاج إليه أن نمتلك حس المبادرة بالكلام الطيب الحسن وأن نلزم أنفسنا بمراقبة ما نتفوه به من كلمات وأن نجعل وصية ربنا عز وجل محورًا لحياتنا
              (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ).

              تعليق


              • #22
                رد: القرآن غيرني....(متجددة)


                آية غيّرتني -
                (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي
                إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) يوسف) -
                الاعتذار

                رقية العلوانى

                صدور الخطأ من الإنسان أمر طبيعي، ما منا ومن أحد إلا وقد أخطأ ذات يوم، ليست الإشكالية الكبرى في أن نخطئ ولكن السؤال: يا ترى كيف نتعامل مع الخطأ حين يصدر منا؟
                هل نمتلك شجاعة مراجعة النفس واتهام النفس بالتقصير وتحمل المسؤولية؟
                أم أننا نتهرب من ذلك كله ونبرر لأنفسنا من خلال محاولة رمي وإلقاء اللوم على الآخرين؟!
                الإشكالية في الخطأ والتي يختلف فيها الناس هي: كيفية التعامل مع الأخطاء. والخطأ كما نعلم جميعاً قد يكون من قبل الإنسان لذاته وقد يكون خطأ مع الله عز وجل يُستدرك بالتوبة ويُصحح بالتراجع عن الذنوب والعزم على عدم العودة إليها، وقد يكون الخطأ مع الآخرين وهذا ما نريد أن نتوقف عنده اليوم.

                قد يحدث خلل في العلاقة بين الإنسان وغيره سواء من كان يجاوره في منزل أو في العمل أو حتى في الأسرة الواحدة، فيا ترى كيف نتعامل مع تلك الأخطاء؟
                هل نبرئ أنفسنا ونصدر الأحكام السريعة على الآخرين بتحميلهم مسؤولة ما حدث؟
                وهل هذا التصرف بتحميل الآخرين مسؤولية الخطأ الذي يقع بيني وبينهم

                هل هذا النوع من التعامل بالفعل يمكن أن يؤدي إلى إصلاح العلاقات؟
                هل هو ما نحتاج إليه في علاقاتنا مع الآخرين؟
                هل الأصلح أن أراجع النفس وأحاول أن أبحث عن أسباب التقصير وأبادر بالتصحيح؟
                أم الأولى أن أتهرب من ذلك كله وأبرئ نفسي وأتهم الآخرين!؟.


                القرآن كما تعودنا دائماً يراجع في الإنسان ويأخذ بيده ليراجع أعماق نفسه ويبحث عن القضية من كل الجوانب ويجعل الإنسان يتساءل مع نفسه ليصل إلى النتيجة.
                تأملوا في قوله عز وجل
                (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) يوسف).
                هذه الآية العظيمة التي جاءت على لسان زوجة العزيز كما ورد عند غالبية المفسرين تصور حالة إنسانية طبيعية، حالة إنسان أخطأ ولكنه بدأ يتعامل مع ذلك الخطأ بعيداً عن الشعور بالإعتزاز الأعمى بالذات والتعصب للنفس وللشخصية.

                ثقافة الإعتذار، ثقافة التعامل مع الأخطاء لا يمكن أن تأتي من تلقاء نفسها، لا تأتي إلا عن طريق الإستشعار ومراجعة النفس ومحاسبة النفس بأني بالفعل صدر مني خطأ، ثم بعد أن أراجع وأكاشف نفسي بالخطأ عليّ أن أمتلك قدراً من الشجاعة بحيث أتحمل فيه المسؤولية عن خطأي.


                لماذا أصبحت ثقافة الإعتذار اليوم في زماننا مفقودة إلى حد ما؟!
                لماذا أصبحنا نربط بين الإعتذار وضعف الشخصية؟!
                الإنسان الذي يحترم فعلًأ ذاته ونفسه شجاع، إنسان يدرك أن الخطأ وارد تماماً ولكن ليس الإشكالية في ورود الخطأ ولا في صدوره كما قلنا، الإشكالية في قدرته على التعامل مع ذلك الخطأ، الإشكالية في تربيته وتنشئته على تحمل المسؤولية، على الإعتراف والتراجع، نجد في بعض الأحيان على مستويات مختلفة الكثير منا يتهرب من المسؤولية من خلال الجدال العقيم ومحاولة إقناع الطرف الآخر أنك أنت الذي أخطأت وليس أنا!

                في كثير من المؤسسات بما فيها المؤسسة الأسرية مؤسسة البيت والمنزل لا نجد فيها الكثير من إشعار الطفل والأبناء في محيط الأسرة أن الإعتذار سلوك حضاري يحتاج إلى شجاعة ويحتاج إلى احترام وتقدير للإنسان أولاً مع نفسه وثانياً مع الآخرين.

                الإنسان الذي يتراجع عن خطئه ويحاول أن يصحح ذلك الخطأ، هو يحاول أن يرفع عن نفسه الظلم الذي يمكن أن يقع فيه مع الآخرين.

                وكلنا يعلم عشرات الأحاديث التي قال بها النبي صلّ الله عليه وسلم كلها تؤكد أن الإنسان الذي يأتي يوم القيامة وقد حمل معه مظالم الآخرين وقع في ظلم الآخرين ولو بكلمة ولو بظنّ سيء، هذا الإنسان يتحمل تلك الأوزار والأعباء يوم القيامة، فلم لا نتخلص من كل ذلك حين نراجع أنفسنا وحين نراجع تصرفاتنا وطريقة تفاعلنا مع الآخرين؟
                حين نعترف حين يقتضي الأمر أن نعترف؟


                حين ندرك تماماً أن ثقافة الإعتذار سلوك حضاري تماماً، سلوك لا يقدم عليه إلا الشجعان، لا يقدم عليه إلا الإنسان الذي يحترم نفسه، لا يقدم عليه إلا الإنسان الواثق تماماً من قدراته المدرك أن ثقافة وجود الخطأ وصدور الخطأ وارد ولا يعني أبداً أنه هو إنسان فيه ضعف أو فيه خلل، فصدور الخطأ ليس بالشيء الملازم لشخصية الإنسان ولكن أمر طارئ كالغبار تماماً، يستطيع الإنسان أن ينفض عن نفسه الغبار كما يستطيع أن ينفض عن نفسه تراب الخطأ بالإعتذار والتراجع وتحمل المسؤولية.

                تعليق


                • #23
                  رد: القرآن غيرني....(متجددة)

                  آية غيّرتني

                  (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ )
                  د. رقية العلواني






                  يشهد عصرنا الحالي تطوراً مهولاً في عالم الإتصالات تجاوز الحدود التي ربما كان يتخيلها البشر في العصور السابقة أو ربما يحلمون بها، تجاوزها بكثير! وأصبح العالم كما يقال ليس مجرد قرية صغيرة ولكن ربما غرفة في قرية صغيرة. تقاربت المسافات المكانية وكذا الزمانية، ولكن السؤال الذي يبقى فعلاً يتبادر إلى أذهاننا: هل ساهَمَتْ كل تلك الوسائل، وسائل الإتصال في ردم الفجوة التي أصبحت بيننا كبشر؟ هل قاربت بين قلوبنا؟ هل ساهمت في صلة أرحامنا؟ هل عُدنا نحب بعضنا البعض كما كنا في السابق على سبيل المثال؟ وهل العِلّة فعلاً هي في وسائل الإتصال الحديثة أم أن هناك أسباب أخرى ما عدنا نلتفت إليها؟!



                  (وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)
                  حقوق ذوي القربى التي قال عنها النبي صلّ الله عليه وعلى آله وسلم:
                  "الرحم معلّقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله".
                  فأين نحن في عصر الإتصالات من صلة الرحم؟! وكيف قاربت تلك الوسائل الحديثة أو ربما باعدت في وسائل التواصل بيننا وبين أرحامنا؟ كيف هي الزيارات؟ كيف هي الإستضافات؟ كيف حال تفقّد الأرحام والسؤال عنهم والسلام عليهم؟ وزيارة المريض منهم ومساعدة المحتاج منهم والقيام والرعاية بشؤونهم؟ كيف هي مشاركة الأرحام لبعضهم البعض في زماننا، في أفراحهم وأحزانهم؟ كيف هو البذل؟ كيف هو العطاء؟ كيف هو التغافل والتغاضي عن الهفوات والزلات؟ كيف هي قوة التحمل والإحتمال لما قد يبدر من أحدهم أو يصدر من هفوة أو زلة لسان؟ كيف ذلك كله؟! وأين نحن في هذا الزمن الذي فعلاً وصل فيه الإنسان إلى مبالغ ومكان رفيع جداً في عالم الإتصالات، كيف كل ذلك؟!



                  هل ساعدت فعلاً هذه الوسائل الحديثة المطوّرة لأن تقارب بين القلوب وتردم ما يمكن أن يكون بها من فجوة ومن تباعد؟
                  أين الواقع الذي نعيش فيه من صلة الأرحام؟
                  المتأمل في كثير من الأحيان في واقعنا يجد أننا قد قللنا من جانب الزيارات على سبيل المثال واستبدلنا ذلك بشيء آخر ربما رسائل نصية، ربما حتى حتى إشارات أو رموز بين الحين والآخر، ربما وصل بنا الحال إلى أن نقطع الصلة على مدار العام بأسره لنعود فنجدّدها فقط في العياد والمناسبات.


                  كيف اعتقد البعض منا أن التقرّب من الأقارب وصلة الأرحام فيه الكثير من الإزعاج والمشاكل التي لا تنتهي؟! وأن الأفضل أن يبقى كل واحد في بيته، وفي حاله، يتزاورون ما بين الأعياد فحسب، كيف؟! كيف جاءت إلى أذهاننا هذه الأفكار؟! والنبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه رجل فقال:
                  يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليّ وأحلم عنهم ويجهلون عليّ. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
                  الملّ هو الرماد الذي يحرق.


                  حتى حين يقطع صلة الرحم، حتى حين يقابل الإحسان بالإساءة ليس ثمة مبرر لقطيعة الرحم. ليست ثمة ما يبرر أن يقطع الإنسان الرحم!
                  الغلظة والجفاء والقطيعة والصدود تحرم الإنسان من البركة، من الفضل، وتعرض الإنسان لسخط الله وغضبه. فالرحم ليست كأي صلة، الرحم تختلف عن صلة الأصدقاء على سبيل المثال والأصحاب والجيران، هذه العلاقات الإنسانية صحيح لكل منها منزلة في كتاب الله وفي الدين ولكن المنزلة الأعظم بعد برّ الوالدين صلة الأرحام وتفقّد أحوالهم ومساعدة المحتاج منهم، توقير الكبير منهم، رحمة الصغير والضعيف، سلامة الصدر نحوهم فلا يُحمَل الحقد الدفين على أحد منهم أبداً، عدم السماح لأحد من الناس أن يدخل بين الأرحام بالنميمة ونقل الكلام السيء، إصلاح ذات البين في ما بينهم.



                  إذا علم الإنسان منا أن هناك مشكلة بين أحد الأقارب أو الأرحام عليه أن يكون مرسال خير، عليه أن يكون بالفعل إنسان يصلح بين الآخرين وخاصة بين هؤلاء الأرحام. هذه الأمور التي ما عادت تأخذ في حساباتنا الكثير، ما عدنا نجد لها في جدول أعمالنا الوقت الكافي! هذه الأمور أمور أساسية في حياتنا، أمور لا بد أن نجد لها الوقت، لا بد أن نخصص لها الجهد، لا بد أن نفرغ لها أنفسنا.

                  صلة الأرحام من الأشياء الأساس التي تجلب الأمن والسعادة والطمأنينة والرخاء في بيوتنا وفي مجتمعاتنا. أما الإفساد والخلل الواقع في بعض البيوت والأسر فهذا آن له الأوان أن يُصحَّح، آن الأوان أن نُصلح في ما بيننا وأن نتغافل ونتجاوز ونتعالى على كل تلك الوساوس وألا نجعل للشيطان على قلوبنا من سبيل فنقطع ونقطِّع أرحامنا

                  تعليق


                  • #24
                    رد: القرآن غيرني....(متجددة)

                    جزاكِ الله خيرا
                    اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

                    الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
                    بقية المقال هنا

                    تعليق


                    • #25
                      رد: القرآن غيرني....(متجددة)

                      https://www.youtube.com/watch?v=HZYEjGG8N8U
                      http://rasoulallah.net/ar/
                      http://www.tvquran.com/ar/
                      http://www.mp3quran.net/
                      http://islam-call.com/
                      http://www.islamweb.net/mainpage/index.php

                      تعليق


                      • #26
                        رد: القرآن غيرني....(متجددة)



                        آية غيّرتني -
                        (قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ (165) آل عمران)
                        د. رقية العلواني


                        استوقفني جزء من آية في سورة آل عمران، الآيات التي تحدثت عن غزوة أحد وكلنا يعلم أن غزوة أحد وما حدث فيها كان من المواقف الصعبة جدا على المسلمين وتلك المواقف أراد القرآن من خلالها ومن خلال التعامل مع تلك الأحداث أن نتعلم منها درسًا بل دروسًا في حياتنا وتعاملاتنا. يقول الله عز وجل
                        (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) آل عمران).
                        استوقفني الجزء
                        (قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ)
                        عشرات الأحداث والصعوبات والمصائب والنتائج السلبية تحدث في واقعنا اليوم كأفراد ومجتمعات ودول ونتساءل "أنى هذا" ولننا في كثير من الأحيان لا نقف على ما وقفت عنده الآية
                        (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ)
                        صحيح كل ما في هذا الكون لا يخرج عن إذن الله سبحانه وتعالى وإرادته ومشيئته ولكن هذا لا يلغي الإرادة الإنسانية ولا الكسب الإنساني ولا العمل وإلا لم يكن هناك معنى لمحاسبة الإنسان ومسؤولية الإنسان عن أفعاله، ما يحدث في واقعنا كمجتمعات ودول وأفراد في غالب الأحيان إنما هو من عند أنفسكم فيما يتعلق بالمسؤولية الفردية.

                        استوقفني هذا الجزء من الآية لأننا في كثير من الأحيان حين تحدث إخفاقات في حياتنا لا نعزوها إلى أنفسنا ولا نعزو هذه الإخفاقات إلى مسؤوليتنا الفردية ولا نقف مع ذواتنا وقفة مراجعة ومحاسبة أنا ماذا فعلت فخرجت وتوصلت إلى هذه النتيجة السلبية؟ أو هذه النتيجة غير المرضية؟! ما الذي قادني إلى الإخفاق؟ ما الذي ينبغي أن أتعلمه وما الذي ينبغي أن أتجنبه في حياتي لكي لا تتكرر التجربة، لكي لا تتكرر الإخفاقات التي تحدث، لكي لا تعاود المصائب الكرة بعد الكرة في حياتنا ومجتمعاتنا.

                        مقولة
                        "التاريخ يعيد نفسه"
                        هذه مقولة ينبغي أن نتوقف عن سردها بتلك العفوية الساذجة التي ما أصابتنا إلا في المزيد من المصائب. التاريخ لا ينبغي أن يعيد نفسه حين يتعلم الإنسان من ذلك التاريخ ومن أحداثه، الناريخ لن يعيد نفسه حين يقف المؤمن مع آيات الكتاب ويتعلم منها الدروس ويأخذ العبر ويتعلم أن لا يعيد التجربة الفاشلة مرة بعد مرة وإلا صار التاريخ، كل التاريخ مهزلة في حياة الأمم والشعوب! الشعوب والأفراد الذين لا يتعلمون من تاريخهم ولا من ماضيهم هم شعوب فعلًا يستحق الواحد منهم أن يعيد التاريخ عليه نفسه مرات ومرات ففي الإعادة إفادة كما يقال، وكثرة التكرار يمكن أن تعلّم الإنسان الذي لا يتعلم – لا أريد أن استخدم الكلمة في الأمثال السائدة- هذه الإخفاقات ينبغي أن نتوقف عندها.


                        بعض الطلبة على سبيل المثال تسقط منهم الكلمات ليس سهوًا وإنما بطريقة عفوية لما يتعلمونه من واقعهم ومجتمعاتهم وأسرهم، حين يفشل في امتحان ما أو يحصل على درجة قليلة أو على أداء غير جيد، أول كلمة يقولها: أمي وأبي قالوا لي وعمي وخالي: أصابوك بعين! أيّ عين تلك التي نتحدث عنها؟! وهل كل العيون فقط تصيب عالمنا العربي والإسلامي تحديدًا؟ تصيبنا كأفراد ومجتمعات وشعوب ودول؟! ما بال تلك العين لا تصيب إلا نحن؟! أيّ عين تلك التي أصبحنا نرد إليها الإخفاقات والفشل واليأس الذي بات يسيطر علينا من الداخل ويهزمنا من الداخل لا من الخارج.

                        (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ)
                        هو من عند نفسي التي ينبغي أن تتعلم الدرس وتقف وتسأل وتحاسب وتكتب بالورقة والقلم لماذا حدث ما حدث؟ ليس لأجل أن أجترّ الماضي وأبكي عليه وأندب حظي! فالمسألة ليست فيها حظ، الحظ في القرآن هو العمل، الحظ لا يمكن أن يكون عملية صدفة وربط للأحداث بدون شواهد.، هذا لا يمكن أن يكون

                        ليس العيب أن نفشل ليس العيب أن نخوض تجربة وتجربتين وأكثر ولا يحالفنا النجاح ولكن العيب كل العيب أن لا نتعلم من كل تلك التجارب الفاشلة التي نمر منها. العيب كل العيب أن لا نخرج من التجربة الفاشلة أصلب عودًا وأصفى ذهنًا وأسرع إدراكًا وأكثر فهمًا وعمقًا ما أصابنا وما يصيبنا وأكثر توقعًا وإدراكًا وحذرا في الأيام المستقبلية في الخطوات التي نخطوها، في القرارات التي ينبغي أن نتخذها في حياتنا، علينا أن نتعلم من أخطائنا كما يعلمنا القرآن في كل تلك المواقف التي يعرضها لنا.

                        تعليق


                        • #27
                          رد: القرآن غيرني....(متجددة)

                          اللهم ارحم أبى وأمى وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة
                          اللهم اعتق رقابنا من النار
                          يا وهاب هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء

                          تعليق


                          • #28
                            رد: القرآن غيرني....(متجددة)


                            آية غيّرتني
                            -
                            (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2) الملك
                            د. رقية العلواني


                            (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2) الملك)
                            لو تأملنا في حقيقة الدنيا، لو تأملنا في الحكمة وراء هذا الخلق العظيم الذي خلقه الله سبحانه لوجدنا الإجابة على ذلك في العديد من آيات الكتاب العظيم، واحدة من تلك الإجابات ما جاء في قوله عز وجل في أول سورة الملك(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ).

                            ودعونا نتوقف عند قوله عز وجل
                            (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)
                            يا ترى كيف نحسن العمل؟
                            وهل إحسان العمل يقتضي الزيادة فيه؟هل إحسان العمل يُكتفى فيه الزيادة في الطاعة أو في الفعل أو في النوافل أو ما شابه؟ أم أن ثمة أمر آخر يتعلق بإحسان العمل؟

                            لو بحثنا عن ذلك لوجدنا أن الأمر الذي يتوقف عليه حسن العمل عند الله عز وجل إنما هو الإخلاص بمعنى تخليص العمل من كل ما يشوبه وتقديم العمل بين يدي الله عز وجل خالصاً لوجهه. وعرّف العلماء الإخلاص بتعريفات متعددة ولكن مجمل هذه التعريفات تدور حول أن الإخلاص أن لا تطلب على عملك شاهدًا إلا الله ولا تنتظر مجازيًا سواه، صدق النية والتوجه لله سبحانه وتعالى، إرادة وجه الله عز وجل في كل شيء، عدم التصنّع للناس أو انتظار المحمدة منهم أو طلب أموال أو تعظيم أو ثناء أو محبة وإنما إرادة وجه الله عز وجل فيما نقوم به من عمل. المسألة لا تدور حول حجم العمل، فهب أنك تصدقت بمال المسألة لا تدور حول كمية المال الذي تصدقت به ولا الذي أنفقت إنما مدار القبول عند الله عز وجل أن آتي بالعمل خالصًا لوجهه. وتأملوا قوله عز وجل
                            (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (الأنعام))

                            لله رب العالمين لا شريك له، عملي الذي أقوم به لله وحده لا أنتظر منه جزاء من البشر وإنما هو خالصًا لله وحده. ويستوقفني ذلك الموقف من النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه رجل يسأله: أرأيت رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر، ما له؟
                            يريد الأمرين مع بعض، يريد الأجر ويريد الذكر، يريد الثناء من الناس، يريد أن يقال عنه لشجاع جريء لا يخاف الموت، فماذا له؟فإذا بالنبي صلّ الله عليه وسلم يقول: لا شيء له، أعادها ثلاث مرات ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا شيء له، ثم قال: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتُغي به وجهه. ولذلك كان العديد من الصالحين يتحرّجون حتى من أن يعرف بهم أقاربهم بما يقومون به من عبادات وصدقات ومساعدة للمحتاجين وتفريج كروبهم وهمومهم. ولنا نحن اليوم ونحن نرى في حياتنا الكثير من المظاهر التي اختفت فيها هذه العملة، الإخلاص سر بين العبد وربه لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا أحد يطّلع عليه، سرٌ بين الإنسان وربه. لا أستطيع أن أصف إنسانًا وأقول: هذا فلان مخلص في عمله. ولكن ماذا خسرنا اليوم حين لم يعد موضوع الإخلاص في نفس الأهمية التي كان عليها في عهد النبوة على سبيل المثال؟

                            هناك ضعف في الهمة، هناك خمول في تحصيل الأعمال والإقبال عليها، هناك شعور في بعض الأحيان بشيء من العجز والإحباط وضيق في الصدر، الإنسان قد يعمل العمل في ظاهر العمل أنه عمل صالح ولكن الإشكالية أنه لا يجد لذلك العمل ثمرة في حياته من راحة، من طمأنينة، من سعة في الصدر، وهنا عليه أن يراجع نفسه في قضية الإخلاص هنا عليه تمامًا أن ينتبه هل بالفعل هناك إخلاص في هذا العمل الذي اقوم به أم أن العمل قد داخله شيء آخر؟

                            ولكن لنا أن نتساءل: ماذا لو قلّ الإخلاص في نفسي وفي قلبي في العمل الذي اقوم به حتى وإن كان العمل صالحًا، نحن نتكلم عن الأعمال الصالحة ماذا حين يقل فيها الإخلاص كيف نعالجه؟أعظم معالجة لهذه القضية أن نتوقف طويلًا عند حقيقة الدنيا ونتعرف عليه وندرك كم هي ضيئلة ونتعرف على الناس وعلى أن هؤلاء البشر الذين قد نعمل لهم ألف حساب لأجل ثناء أو محمدة أو ما شابه إنما هم بشر مثلنا لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا لا يملكون لأنفسهم موتًأ ولا حياة ولا نشورًا لا يملكون جزاء لأنفسهم فكيف يمكن أن يجازونا بما نفعل؟!.

                            إذا وقفنا عند هذه الحقائق طويلًا وشعرنا بأهميتها وأدركنا أن الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده كل شيء، هو الذي يجازي بالإحسان إحسانًا هو صاحب الفضل والإنعام هو الذي يمكن أن يقبل من عباده الدرهم والدينار ويضاعفه أضعافًأ كثيرة، هو الذي يقبل الصدقة من عباده، هو الذي يقبل التوبة، هو الذي يقبل إدخال الفرح والسرور على المساكين والمحتاجين، هو الذي لا ينظر إلى حجم العمل الذي نقوم به ولا إلى عدد الدنانير التي نتصدق بها ولكن ينظر إلى تلك القلوب التي باشرت هذه الأعمال الصغير منها والكبير. فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى صورة العمل وإنما ينظر إلى القلب وموقع العمل فيه والتوجه فيه نحو الله سبحانه. هذه المعاني حين تبدأ في التعزيز في قلبي وفي نفسي وحياتي يتغير معنى تقديم العمل، لا يعد الإنسان بالفعل يرى الناس حال مزاولته لعمل من الأعمال لا يرى لعمله أحد مستحق للتوجه به ونحوه إلا الله سبحانه وتعالى، وهنا يتحقق معنى الإخلاص ويجد الإنسان ثمرة لذلك الإخلاص: حلاوة في العمل، طمأنينة في النفس، سعة في الرزق، غقبال على الطاعات وعمل فتور وتكاسل عنها، توفيق في الخير والعمل الصالح، فتح أبواب الرزق والرزق لا ينحصر في مال ولا في ولد ولا في صحة، من أعظم أنواع الرزق أن يرزقك الله طاعة ربما أنت لم تسعَ إليها، أن يفتح لك باب خير ربما أنت ما وقفت ولا قمت بالسعي لأجله أو لفتحه ولكنه فتح أمامك، كل هذه الدلائل والعلامات علامات على قبول العمل من الله سبحانه وتعالى، ثمرات لذلك الإخلاص الذي نحتاج اليوم أن نعتني به أشد الاعتناء

                            تعليق


                            • #29
                              رد: القرآن غيرني....(متجددة)

                              آية غيّرتني -

                              (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ( الأحزاب))

                              د.رقية العلوانى






                              كلنا اليوم ينشد الأمان، كلنا يبحث عن الاستقرار، أفراد، مجتمعات، دول، الكل يطلب الأمن والأمان. ولكن يا ترى من أين يأتي الأمن والاستقرار والأمان؟!
                              كيف يحقق الإنسان في حياته كفرد والمجتمعات والدول ذلك الأمان؟!
                              وهل أجاب القرآن بالفعل عن هذا التساؤل الذي يحيّر الإنسان في المجتمع المعاصر أكثر من أي وقت مضى؟


                              بالتأكيد الأمان من أعظم النعم يُنعم الله سبحانه وتعالى بها على البشر ومن هنا امتنّ على قريش فقال
                              (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (قريش))
                              فلا يمكن أن يتحقق رخاء ولا استقرار بوجود الخوف، بوجود القلق، لا يمكن أن يهنأ للإنسان بال وهو خائف مترقب، فكيف يا ترى أجاب القرآن عن كل هذه التساؤلات؟


                              القرآن يجيب ويعالج مسألة الأمن من جذورها، القرآن حين يتعاطى مع المسائل المختلفة في حياة الأفراد والمجتمعات يعالج من الجذور، يعالج من الأساس، يعالج بعمق ولذا نجد أن القرآن حين تعرض لمسألة الأمن والاستقرار ربط هذه المسألة بمفاتحها فمفتاح الأمن والأمان:
                              الإيمان والأمانة.


                              والربط بين الإيمان والأمانة في القرآن واضح، بل إن النبي صلّ الله عليه وآله وسلم يقول: لا إيمان لمن لا أمانة له.
                              ولكن يا ترى ما معنى الأمانة؟
                              البعض منا يعتقد أن الأمانة مجرد أن يودع أحد الأشخاص مبلغًا من المال، دراهم دنانير معدودة وعلى الطرف الآخر أن يعيدها إليه حال سؤاله لها.
                              الحقيقة أن الأمانة أوسع من ذلك بكثير جدًا.


                              الأمانة تدخل في كل جزئيات حياتنا، الأمانة تدخل في الكلمات التي نقول، بل الأمانة تدخل في الكلمات التي نسمع، الأمانة تدخل حتى في الأشياء التي وهبني الله عز وجل إياها، السمع، البصر، الفؤاد، العقل، الوقت، المال، الصحة، كل شيء، كل جزئية، ليس ثمة مجال من مجالات الحياة إلا وتدخل فيه الأمانة بل إن العلاقة الكبرى التي تربط بيني وبين خالقي عز وجل هي أمانة سأُسأل عنها وتأملوا في قوله عز وجل
                              (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).
                              الأمانة التزام، الأمانة أعباء، الأمانة مسؤولية، ولذلك بعض العلماء عرّف الأمانة بأنها كل التكاليف، كل ما افترضه الله عز وجل عليّ.


                              وأنا أقول أن الأمانة هي كل شيء في حياتنا لا يمكن إلا أن تدخل فيه الأمانة.
                              نحن نريد أن نركز على موضوع العلاقة بين الأمانة والأمن وإلا فإن مجالات الأمانة واسعة جدًا سنتطرق إلى الكثير منها في حياتنا ومواقفنا التي نعيش.
                              ولكن العلاقة بين الأمن والأمانة:
                              الأمن هو ثمرة، هو نتيجة، الأمن هو مكتسب يكتسبه الفرد والمجتمع
                              ولكن يا ترى متى؟
                              حين يقوم الفرد بإيصال الأمانات إلى أهلها، حين يصبح الأفراد مجموعة من الأمناء، حين يشيع وينتشر خُلُق الأمانة في كل جزئيات الحياة، هنا يشعر الإنسان فعلًا بالأمان الحقيقي وليس الأمان المصطنع لأن العجيب في القرآن أن القرآن لا يحدثني فقط عن الأمان بشكله الظاهري وعدم الخوف، القرآن يحدثني عن الأمان الداخلي في داخل الفرد ويحدثني عن الأمان خارج الإنسان وخارج الفرد في المجتمع.


                              الأمان الداخلي الذي يجعل الإنسان يعيش بعيدًا عن الخوف، بعيدًا عن القلق، يشعر بأنه متصالح مع نفسه متصالح مع من حوله، هذا النوع من الأمان القرآن يتحدث عنه وكِلا الأمانين: الأمان الداخلي وما يمكن أن نطلق عليه الأمان الخارجي ثمرة ومكتسب لأمانة الفرد، لحرصه على أداء ما افترضه الله عز وجل عليه، لحرصه على التعامل بالشكل الذي فرضه وأوجبه ربي سبحانه، بحرصه على أداء الحقوق، بحرصه على أداء التزاماته، العبادة أمانة كما ذكرنا قبل قليل الأمانة الكبرى الأساس في حياتي أن الله قد عينني خليفة على هذه الأرض
                              (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (30) البقرة).


                              هذه الخلافة هي أمانة سأُسأل عنها علي أن أؤديها إلى من أمرني بأدائها والحرص عليها. أعمالي، وظائفي، التزاماتي، تعاملي، سلوكي، أخلاقياتي، أمانة. كل هذه الجوانب في حياتي متى ما ترقيت في إيصالها بشكلها الذي ينبغي أن تكون كلما شعرت بالأمان الحقيقي في حياتي، كلما ابتعدت وتخلصت من الخوف. الخوف من أين يأتي؟ يأتي من تزعزع الإنسان وثقة الإنسان بما حوله ومن حوله.


                              القرآن يحقق الأمانة بين الأفراد حين يُشعر الإنسان أنه في مأمن على عرضه ونفسه وماله وحياته ولا يمكن أن يتحقق ذلك الأمان إلا بالتزام الآخرين بما ينبغي أن يكون لهذا الشخص عليهم من حقوق وبما يؤدونه من واجبات. ولذا كما سنتعرض في حلقات ولقاءات قادمة بإذن الله عن الأمانة في الكلام، الأمانة في السماع،
                              الأمانة في استعمال الحواس
                              (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا(الإسراء))
                              لماذا يا رب؟
                              لماذا يا رب تجعل جهاز المراقبة عند الإنسان بهذه الدقة؟


                              للحافظ على الأمانات، أعراض الناس وحقوق الناس أمانات سنُسأل عنها والمجتمع الذي ينشد الأمان لا يمكن أن يحققه إلا من خلال سلسلة من السلوكيات والتصرفات الواعية من بين أفراده، تلك التصرفات التي تنعكس على أدائهم في وزارات وفي مؤسسات وفي أعمال مختلفة وفي كل الوظائف الصغيرة كما الكبيرة

                              تعليق


                              • #30
                                آية غيرتني -
                                (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ(آل عمران)
                                د. رقية العلواني

                                بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يوصف الزمان الذي نعيش فيه بأنه عصر السرعة، سرعة في كل شيء، ولكن السرعة التي يحدثنا عنها القرآن سرعة مختلفة ومن زاوية مختلفة. القرآن يحدثنا عن السرعة ويعني بها المبادرة إلى الطاعات والسبق إليها والاستعجال في أدائها وعدم الإبطاء أو التأخير فيها أبدًا. وتأملوا معي هذه الآيات العظيمة يقول الله عز وجل
                                (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ )
                                ويقول
                                (
                                وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
                                ( آل عمران))
                                ويقول في صفة المؤمنين
                                (
                                أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) المؤمنون 61
                                ويقول
                                (
                                وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ) البقرة 148
                                ما هو ذاك السباق الذي يتحدث عنه القرآن؟ وهل الإنسان يعيش في الدنيا في سباق؟ السباق الذي يحدثنا القرآن عنه سباق الإنسان مع الزمن الذي ينقضي أحيانًا كثيرة دون أن نشعر بمروره، الشهر والشهران والأشهر والسنة والأعوام تمر هكذا تباعًا فإذا لم يتيقظ الإنسان لمرور الزمن ويستشعر بسرعة انقضاء الأيام ويبادر بالأعمال والطاعات والصالحات ويتزود منها فهو حتمًا من الخاسرين في ذاك السباق. الدنيا بأسرها سباق ولكن الناس يختلفون في فهم ذلك السباق، منهم من يراه سباقًا لجمع الأموال ومنهم من يراه سباقاً في تحصيل اللذات العاجلة من لذات الدنيا ولو كان بتفويت ملذات الآخرة الباقية، منهم من يسابق نفسه وحياته في سبيل إدراك شهرة أو حيازة منصب أو ما شابه وهكذا يختلفون في السباق!


                                ولكن منهم من أيقظ الله سبحانه وتعالى بصيرته فأدرك معنى السباق الحقيقي، السباق إلى الآخرة، ذلك السباق الذي يحدثنا القرآن عنه ويحدثنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين يقول:
                                لا تنافس بينكم إلا في اثنتين رجل أعطاه الله عز وجل القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ويتّبع ما فيه، فيقول رجل آخر ينظر إلى هذا الرجل الأول: لو أن الله تعالى أعطاني مثل ما أعطى فلانًا فأقوم به كما يقوم به، ورجل أعطاه الله مالًا فهو ينفق ويتصدق فيقول رجل لو أن الله أعطاني مثل ما أعطى فلانًا فأتصدق به. إذن هذا هو السباق ليس الذي نعرفه ذاك السباق المحموم الذي يصوّر الدنيا وكأنها سباقًا لتحصيل الملذات الحسية فحسب، إنه سباق من نوع آخر سباق يتنافس فيه المتنافسون في عمل الخير والمبادرة به، سباق يرى فيه العاملون أن كل لحظة من لحظات العمر التي تمر لا بد أن يسجلوا فيها طاعة سجدة لله سبحانه وتعالى كلمة ذكر أو تسبيحة أو استغفار أو عمل صالح أو باب خير يفتح لهم أو آية في كتاب الله يقرأونها يتدبرون فيها يبادرونها يبادرون بتطبيقها في حياتهم، يبادرون في تعليم الخير للآخرين. هب أنك سمعت كلامًا طيبًأ فأعجبك، أين التنافس في نقل هذه المعلومة؟
                                أين التنافس في تعليم الخير والبر والمعروف والإحسان للناس؟
                                أين التنافس في أعمال البر


                                (
                                وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) المطففين 26
                                أين التنافس؟ وأين ذلك التنافس في أعمال الخير والمبادرة بها من ذلك التنافس المشؤوم المحموم الذي يولد الصراع والنزاع والشقاق والفرقة بين الناس على الدنيا؟ الدنيا تفرّق، أما التنافس على الآخرة فهو الذي يجمع. انظر إلى حال المتنافسين على سبيل المثال في حفظ آيات الكتاب العظيم، انظر لهم كيف يتساءلون فيما بينهم: أين وصلت في السورة الفلانية؟ أين وصلت في تلك الآية؟

                                أنا فعلت كذا، ليس من باب التباهي ولا من باب التفاخر ولكن من باب التنافس المحمود. انظر إلى تلك المواقع الطيبة تلك المواقع العطرة في الأعمال الصالحة، انظر إلى ذلك الدال على الخير فالدالّ على الخير كفاعله، انظر إلى ذلك الذي ينشر الخير ويعلمه للآخرين كم من الأجر والثواب يسابق فيه، انظر إلى هذا النوع من السباق وتأمل في حال المتسابقين، من هو الرابح فيهم؟ هل الرابح هو ذلك الحريص على الملذات العاجلة؟ القرآن لا يريد منا أن نعيش للآخرة وننسى الدنيا، أبدًا، القرآن يعطيني نظرة متوازنة القرآن يعلمني أن أعيش للدنيا كأني أعيش أبدا وأن أعيش للآخرة كأني أموت غدا. القرآن يعلمني التوازن في حياتي القرآن كما رأينا في تلك الآيات وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم رجل آتاه الله مالًا، فتح الله عليه فضل المال ولكن أين ينفق هذا المال؟ أين وجوه الخير؟ أين الطاعات؟ أين المبادرة؟ أين الدخول في سباق مع الآخرين في أعمال البر والخير والإعمار والزراعة والغرس وكفالة الأيتام ورعاية الفقراء وبناء المدارس وتشييد المستشفيات وأعمال الخير وحفر الآبار وترميم البيوت وغير ذلك من أعمال الخير التي هي معروضة أمام أعيننا اليوم. بادروا بالأعمال بادروا بها واستبقوها لأنك لا تدري ما الذي يعرض لك بعد قليل، لا تدري ما الذي يلهيك بعد قليل، لا تدري ما الذي يصرفك ويشغلك بعد قليل العاقب الفطن الكيس هو الذي يستغل اللحظة التي يعيشها الآن يعيشها بكل ما فيها من معاني البر والخير، أينما سمع عن عمل خير أو لم يسمع في بعض الأحيان المتسابق في الخير يبحث عن فرص العمل الخيري، يبحث عن فرص العمل الصالح بكل أشكاله وأنواعه. العمل الصالح لا ينحصر فقط في إعطاء مسكين لمال، أبدًا، العمل الصالح يأتي بكل ما هو نافع للبشرية، بكل ما هو فيه خير ويدفع كل ما فيه ضرر على الآخرين، العمل الصالح يمكن أن يكون إماطة الأذى عن الطريق العمل الصالح يمكن أن يكون كلمة خير أقوم بإيصالها للآخرين، كلمة بر، العمل الصالح يمكن أن يكون في أشياء بسيطة متواضعة لا ننتبه إليها، كأس من الماء أقوم بإيصاله لمن يحتاج إليه، تيسير طريق، فتح طريق مرور، إعطاء فسحة طريق أمام الآخرين، شخص ربما يقف ويريد أن يعرف طريقه وهو لا يعرف بالضبط أين يذهب هنا أو هناك وتأتي أنت وتدله ترشده إلى ذلك الطريق الصح، هذا من أعمال الخير والبر. إرشاد الناس، إرشاد الضالّ إلى الطريق الصح، هذا من أعمال البر، أعمال البر غير متناهية على الإطلاق، أعمارنا تتنتهي ولكن أعمال البر والخير لا تنتهي. العاقل هو الذي يستبق تلك الأعمال يبادر بأخذ الفرص، يقتنص الفرص كلما جاءته فرصة، بل لا ينتظر إلى أن تأتيه الفرصة يبادر ويذهب لأخذ تلك الفرصة ويسارع للقيام لها، سمع المؤذن فإذا به يبادر بالصلاة قبل أن يشعر بفتور أو كسل أو ما شابه، يبادر بهذه الأعمال الطيبة قبل الآخرين ويدل الآخرين عليها فيشاركهم في الأجر والثواب والعطاء، يساعد ويرفع ويدفع ويعطي ويأخذ ولكنه يجد نفسه وذاته في العطاء أكثر من الأخذ لا يبتغي من الناس ثوابًا ولا مدحًا ولا ثناءً ولكن كل ما يتمناه ويريده أن يحصل على رضى الرحمن وأن يكون من السابقين وأن يكون من المقربين
                                (
                                وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ). الواقعة 10 و11
                                التعديل الأخير تم بواسطة م/ جيهان; الساعة 05-09-2017, 10:48 PM.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X