إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)



    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183)البقرة
    {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(185) (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }( 186)سورة البقرة

    من تأمل آيات الصيام وجد فيها
    ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)و(لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)و(لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
    فمن صامه اتقى ربه،ومن اتقاه دعاه ليرشد،وتلك لعمرالله نعم توجب الشكر.
    / سعود الشريم



    قال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ ﴾، ولم يقلْ: فُرِض،
    والاختيار دليلُ الحِكمة، والحِكمة هي في اختيار لفظ [كُتِب]؛ أنَّ الصيام عبادةٌ شاقة، فهي امتناعٌ عن أمور محبوبة وضروريَّة للبدن، والنَّفْس في فِطرتها تنفر مِن المنع إلى الإباحة، فكان المقام أن تُذكَر الفرضية بلفظ "كتب"؛ لأنَّ الكتابة في معنَى التكليف أوْثَق وأقوى مِن لفظ "فرض"، ألاَ ترَى أنَّ مديرًا ما لو كَلَّف موظفًا عندَه بأمر ما شفهيًّا، فإنَّ ذلك سيكون أقل حتميةً مِن أن يكتُب له التكليف رسميًّا؟ والكتابة في اللُّغة بمعنى الجمْع والتثبيت؛ قال ابن فارس: "الكاف والتاء والباء: أصلٌ صحيح واحد يدلُّ على جمْع شيءٍ إلى شيءٍ"؛ [مقاييس اللغة].


    ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾:
    ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصيام ... لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
    إنْ لم يَزِدْ صيامك في تُقاك ، فإنما هو إنهاك لِقواك . إبراهيم العقيل


    التقوى هي غاية الصيام العظمى ومناطه الأسمى فشهر رمضان فرصة كبرى لتصفية النفس،وتخليتها من كل شائبة تكدر الصفو وتعوق مسيرة التقوى
    الحِكمة العُليا من فرْض الصيام تحقيقُ مقام إيماني عالٍ. إنَّه التقوى.

    وانظر إلى هذا المعنَى العظيم: لما حرَمناالله تعالى في الصِّيام من الزاد المادي أعْطانا زادًا خيرًا منه: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197].
    ويَكفي أن لا إله إلا الله هي "كلمة التقْوى".
    إنَّ التقيَّ لن يَظلم ولن يَكذب، ولن يَنظر لحرام، ولن يسبَّ ولن يؤذي، حتى ولو كان كلُّ ذلك في صغير هيِّن.
    فالتقوى زاد المؤمنين في حياتِهم الآخرة كما أنَّ الطعام زادُ حياتهم الدنيا، والتقوى التي يحقِّقها الصيام هي ميزانُ معادن الناس عندَ الله تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

    وتقوى القلوب متحققة فى الصيام من عدة وجوه ،
    فالصوم تعظيم لشعائر الله (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج :32. كما أنه يخلومن الرياء ، وهذا ما أكدت عليه عدة أحاديث قدسية
    (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به))



    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)) رواه مسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد))رواه البخاري. وفي رواية: ((من دخل شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً)) رواه النسائي.


    حين ذكر السعدي ما يحققه الصومُ من صور التقوى قال:ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى.

    إن النفوس بلا تقوى تصبح خواء, لا ترتدع عن معصية ولا تنشط لطاعة, وزاد التقوى خير زاد يدفع المرء ليقبل على الطاعة بنشاط وليراقب الله في كل أموره, وذلك ينال إذا أخذ الناس شهادة التقوى من مدرسة الصيام


    يتبع


  • #2
    رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)




    رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة

    الله عز وجل ما اصْطَفى هذا الشَّهْر إلا لِيَنْسَحِب على كُلِّ الشُّهور، ولكي يشيعَ الخير ليس فيه فَحَسْب، بل في كُلِّ الشُّهور، فَكُل إنسان مُوَطِّن نفْسَهُ بِرَمَضان أن يلْتَزِم، ويرجِعُ بعد رمضان إلى ما كان عليه، وكُلُّ إنسانٍ ينْطلِق من هذه الفِكْرة فهو لم يعْرف شيئًا مِن حِكْمة الصِّيام، إنَّ كُلّ طاعة أدَّيْتها بِرَمَضان ينبغي أن تُداوِمَ عليها بعد ر
    مضان كل طاعة أديتها في رمضان لابد أن تستمر عليها بعده مضان؛ غضّ البصر طوال العام، وضبْط اللِّسان طوال العام، ولا يسْتقيم إيمان عبْدٍ حتَّى يسْتقيم قلبهُ، لا يسْتقيم قلبهُ حتَّى يسْتقيم لسانُه، وصلاة الفجْر في وقتها طوال العام، وكذا صلاة العشاء، وباقي الصَّلوات، وتَرْك الكذب والغيبة والنَّميمة طوال العام، فالإنسان بِقَدْر ما يُطَبِّق أوامر الله عز وجل يرْقى، لذلك مَن لم يَدَع قَول الزور ؛ كلام كذب وفيه نفاق، ودجل، وتملُّق، وسُكوت عن الحق أو جَهْر بالباطل، والعَمَل به، تعمل عملاً غير صحيح ولا يُقِرُّكَ الشَّرع عنه قال رسول الله صلّ علية وسلم:
    فليس لله حاجَةً في أن يَدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ.




    نجد أن هناك بعض الاخطاء المتفشية في واقع الصائمين يجب تسليط الضوء عليها والتي كان اولها قلة البصيرة لشرع الله سبحانه وضعف الارتباط بسنة نبيه صلّ الله عليه وسلم
    على كل صائم يرجو قبول صيامه أن يبادر إلى عرض حاله في هذا الشهر العظيم على ميزان الشرع ومعيار سنة نبي الله محمد صلّ الله عليه وسلم، فإن قلة فهم بعض المسلمين لجوانب هذه الشريعة العظيمة السمحاء جعل لهذه الاخطاء روجًا في واقع المسلمين

    بعض المسلمين الذين شهدوا لله بالوحدانية يدخل عليهم رمضان وكأنه شهر الصوم عن الطعام والشراب فقط تاركين صلاتهم فنجد أن بعضهم يصوم ولا يصلي أو يهمل الصلاة ويتكاسل فيها والبعض يصوم ويغتاب اويؤذى الناس بافعاله او بلسانة

    العبادات الشَّعائِرَّية لا تؤت ثمارها ما لم تُؤَدَّ العبادات التَّعامُلِيَّة
    الإسلام انْكَمَشَ وانْكَمشَ وانْكمَشَ إلى أن أصْبَحَ مجموعة عبادات تُؤدَّى أداءً شَكْلِيًّا، ولذلك مليار ومئتا مسلم ليس لهم وزْنٌ في العالم إطْلاقًا، والآية الكريمة واضِحَة، قال تعالى:
    ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾
    ونحن لا اسْتِخلاف ولا تَمكين لا تطْمين لأنَّ الله تعالى قال:
    ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ﴾
    [سورة مريم: 59]
    فلو كان لإنسان بستان لا سور له، وأتى بِبَاب لِهذا البستان ***!!
    هذا الباب لا معنى له، وهكذا المسلمون أصبحَ هناك تناقض في حياتهم،

    راتب النابلسى



    يتبع


    تعليق


    • #3
      رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)



      قال صلّى الله عليه وسلم : ( الصوم جنة يستجن بها العبد من النار)
      [ رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني (3867) في صحيح الجامع ]
      أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلّى الله عليه وسلم -: أنه قال:
      "مَن صام يومًا في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا".
      فإذا كان هذا بصيام يوم واحد نفلًا فما ظنّك بصيام شهر رمضان وهو الفريضة؟!.
      فمن أراد أن يعتق رقبته من النار فعليه بالصيام «إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة» [(صحيح الترغيب برقم [1002]).].قال عليه الصلاة والسلام: «إن لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار وذلك في كل ليلة» [(صحيح الجامع برقم [3933]).].



      20 سبباً للعتق من النار


      فكم لله من عتقاء كانوا في رق الذنوب والإسراف ، فأصبحوا بعد ذل المعصية بعز الطاعة من الملوك والأشراف . فلك الحمد
      كم له من عتقاء صاروا من ملوك الآخرة بعدما كان في قبضة السعير . فلك الحمد .
      قال تعالى : ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران : 185] فهذه بعض أسباب العتق ، وقد بقي منك العمل ، فلا تفتر فإنَّها أعظم جائزة وأفضل غنيمة .

      فمن هذه الأسباب :
      (1) الإخلاص .
      قال صلى الله عليه وسلم :
      ( لن يوافي عبد يوم القيامة يقول : لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله إلا حرَّم الله عليه النار ) [ رواه البخاري ]
      (2) إصلاح الصلاة بإدراك تكبيرة الإحرام .
      قال صلى الله عليه وسلم : ( من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار و براءة من النفاق [ [رواه الترمذي وحسنه الألباني (6365) في صحيح الجامع ]
      (3) المحافظة على صلاتي الفجر والعصر .
      قال صلى الله عليه وسلم : ( لن يلج النار أحد صلَّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها - يعني الفجر والعصر)-
      [ رواه مسلم ]
      قال صلى الله عليه وسلم : ] ركعتا الفجر خير من الدنيا و ما فيها [ [ رواه مسلم ]
      وقال صلى الله عليه وسلم : (رحم الله امرءًا صلَّى قبل العصر أربعا )
      [رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني (3493) في صحيح الجامع ]
      (4) المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده
      قال صلّى الله عليه وسلم : ( من يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرَّمه الله على النار ) [ رواه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه الألباني (584) في صحيح الترغيب ]
      (5) البكاء من خشية الله تعالى
      قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، و لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في منخري مسلم أبدا ) [ رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني (7778) في صحيح الجامع ]

      ليس شيءٌ أحبَّ إلى اللهِ من قطرتَيْن وأثرَيْن : قطرةُ دموعٍ من خشيةِ اللهِ ، وقطرةُ دمٍ تُهراقُ في سبيلِ اللهِ ، وأمَّا الأثران فأثرٌ في سبيلِ اللهِ ، وأثرٌ في فريضةٍ من فرائضِ اللهِ عزَّ وجلَّ
      الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
      الصفحة أو الرقم: 4/192 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
      (6) مشي الخطوات في سبيل الله
      عن يزيد بن أبي مريم رضي الله عنه قال : لحقني عباية بن رفاعة بن رافع رضي الله عنه وأنا أمشي إلى الجمعة فقال أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله سمعت أبا عبس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      ( من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار )
      [ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وصححه الألباني (687)في صحيح الترغيب]
      (7) سماحة الأخلاق .
      قال صلى الله عليه وسلم : (من كان هينا لينا قريبًا حرمه الله على النار)
      [ رواه الحاكم وصححه الألباني (1745) في صحيح الترغيب ]
      (8) إحسان تربية البنات أو الأخوات
      قال صلّى الله عليه وسلم :
      ( ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كنَّ له سترا من النار) [ رواه البيهقي وصححه الألباني (5372) في صحيح الجامع ]
      وقال صلّ الله عليه وسلم : ( من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن ، وأطعمهن ، وسقاهن ، وكساهن من جدّته كنَّ له حجابا من النار يوم القيامة )
      [ رواه الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الألباني (6488) في صحيح الجامع ]
      (9) الجلوس للذكر من بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس ، أو من بعد صلاة العصر حتى المغرب ، تشتغل فيها بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل .
      قال صلى الله عليه وسلم : ( لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ، دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا ، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أنْ تغربَ الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة ) [ رواه أبو داود وحسنه الألباني (5036) في صحيح الجامع ، (2916) في الصحيحة ]
      (10) اللهج بهذا الذكر العظيم بعد صلاة الفجر
      قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال دبر صلاة الفجر وهو ثاني رجله قبل أن يتكلم : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير . عشر مرات كتب الله له بكل واحدة قالها منهن حسنة ، ومحي عنه سيئة ، ورفع بها درجة ، وكان له بكل واحدة قالها عتق رقبة ، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه ، وحُرس من الشيطان ، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله) [ رواه النسائي في الكبرى وحسنه الألباني (472) في صحيح الترغيب]
      وفي رواية : (وكن له بعدل عتق رقبتين من ولد إسماعيل ) [ السلسلة الصحيحة (113) ]
      (11) التكبير مائة قبل طلوع الشمس.
      قال صلى الله عليه وسلم : (من قال : " سبحان الله " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة ، ومن قال : " الحمد لله " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرس يحمل عليها ، ومن قال : " الله أكبر " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من عتق مائة رقبة ، ومن قال : " لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجيء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله إلا من قال قوله أو زاد )[ رواه النسائي في الكبرى وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (658) ]
      (12) الوصية بهذه الذكر في أذكار الصباح والمساء .
      قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال : اللهم ! إني أشهدك ، وأشهد ملائكتك وحملة عرشك ، وأشهد من في السماوات ومن في الأرض : أنَّك أنت الله لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، وأشهد أنَّ محمدا عبدك ورسولك . من قالها مرة ؛ اعتق الله ثلثه من النار ،ومن قالها مرتين ؛ أعتق الله ثلثيه من النار ، ومن قالها ثلاثا ؛ أعتق الله كله من النَّار ) [ رواه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني في الصحيحة (267) ]
      (13) التسبيح والتحميد مائة
      عن أم هانىء رضي الله عنها قالت : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت : يا رسول الله . قد كبرت سني ، وضعفت - أو كما قالت - فمرني بعمل أعمله ، وأنا جالسة .
      قال : سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل
      واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله .
      وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة .
      وهللي الله مائة تهليلة تملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت .
      رواه أحمد والبيهقي ، وحسنه الألباني (1553) في صحيح الترغيب (1316)
      (14) الإكثار من هذا الذكر في اليوم والليلة .
      قال صلى الله عليه وسلم : (من قال : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له، له الملك ، و له الحمد ، و هو على كل شيء قدير. عشرا كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل ) [ متفق عليه
      (15) الطواف بالبيت سبعة أشواط وصلاة ركعتين بعدها
      قال صلى الله عليه وسلم : (من طاف بالبيت سبعا و صلى ركعتين كان كعتق رقبة )
      [ رواه ابن ماجه وصححه الألباني (6379) في صحيح الجامع ]
      (16) إطعام الطعام للمساكين .
      فقد جعل الله إطعام الطعام محل العتق في كفارة الظها(ر ومَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [ المجادلة : 4]
      وجعل إطعام المساكين أو كسوتهم محل عتق الرقاب في كفارة الأيمان .
      قال تعالى : ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة المائدة :89]
      (17) الذب عن عرض أخيك المسلم .
      قال صلى الله عليه وسلم :
      (من ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار )
      [ رواه الإمام أحمد والطبراني وصححه الألباني (6240) في صحيح الجامع ]
      فإياك ومجالس الغيبة ، والنيل من أعراض المسلمين ،
      (18) ارم بسهم في سبيل الله .
      قال صلى الله عليه وسلم : ( أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله فبلغ مخطئا أو مصيبا فله من الأجر كرقبة )
      [ رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني (2739) في صحيح الجامع ]
      (19) الإلحاح وكثرة الدعاء بذلك .
      قال صلى الله عليه وسلم : ( ما سأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ، و لا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا إلا قالت النار : اللهم أجره منِّي)
      [ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني (5630) في صحيح الجامع ]
      (20) إصلاح الصيام.
      قال صلى الله عليه وسلم : ( الصوم جنة يستجن بها العبد من النار)
      [ رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني (3867) في صحيح الجامع ]
      وقد جعل الله الصيام بدل عتق الرقبة في دية القتل الخطأ وكفارة الظهار
      قال الله تعالى : ( فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا )

      المصدر
      هاني حلمي
      صيد الفوائد


      يتبع

      التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 19-06-2016, 12:16 AM.

      تعليق


      • #4
        رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)




        إن العبادة بجميع مظاهرها وشتى أحوالها وكامل أفعالها وأقوالها مظهر صادق للافتقار،
        بل هي المظهر الأسمى والأسلوب الأرقى،
        انظر إلى الصلاة إلى ألفاظها، إلى أدعيتها، خشوع وخضوع، وبكاء ودموع، تذلل وانطراح، انظر إلى الركوع الذي هو انحناء لعظمة الغني، وتمهيد لافتقار أكبر، وانطراح أعظم، وهو السجود، وهل يُعلن الفقر إلا في السجود حيث يهوي الرأس على الثرى؟!
        ويُمرغ الجبين في الأرض، ويغرس الأنف في التراب، افتقاراً لرحمة الوهاب؟!.

        انظر إلى الصوم، حيث يُمنع الأكل، ويُحظر الشراب، ويُجوّع البطن ويُحيي الليل، ويُشد المئزر، ويُوقَظ الأهل، وتُصَفّ الأقدام، وتسكب العبرات، وتُرفع الدعوات معلنة فقرها إلى جود المنان وعطاء الرحمن.

        انظر إلى الزكاة، حيث يبذل الغني ماله، وينفق دراهمه، ويرسم الغني لوحة للفقر إلى الله، وصورة للفاقة إلى مولاه.

        انظر إلى الحج فهو من أروع مناظر الافتقار، وأصدق مظاهر الحاجة، يتخلى الغني عن ثياب الغنى، ويخلع المرء عمامته، ويتجرد من ملابسه، ويقبل في رداء وإزار، كأنه لا يملك شيئاً،


        الإفتقار الى الله هو لب العبودية وهو حقيقتها و هو أصلها

        علامات الافتقار إلى الله تعالى

        العلامة الأولى: غاية الذل لله – تعالى - مع غاية الحب:
        "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ" [الأحزاب: 36]، وقوله _تعالى_ : "وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإلَيْكَ الْمَصِيرُ" [البقرة: 285]، وقوله _تعالى_ : "إنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ" [النور: 51 52].
        قال الحسن _رضي الله عنه_ : "ما ضربتُ ببصري، ولا نطقتُ بلساني، ولا بطشتُ بيدي، ولا نهضتُ على قدمي، حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية؟ فإن كانت طاعة تقدمتُ، وإن كانت معصية تأخرتُ".
        وأمّا مَنْ طاشت به سبل الهوى، ولم يعرف الله _عز وجل_ حق المعرفة؛ فتراه يستنكف الاستسلام لربه - عز وجل-، ويستكبر فلا يخضع له، قال الله _تعالى_ : "لَن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إلَيْهِ جَمِيعًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا" [النساء: 172 173].
        ويقول الله _تعالى_ في وصف المؤمنين: "إنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ" [السجدة: 15].

        قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كلما ازداد القلب حبّاً لله ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية ازداد له حباً وحرية عما سواه، والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة، وهي العلة الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل، وهي العلة الفاعلية، فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يُسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه، ومن حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه".
        وقال ابن القيم: "إنَّ مقام العبودية هو بتكميل مقام الذل والانقياد، وأكمل الخلق عبودية أكملهم ذلاً للّه وانقياداً وطاعة، ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل، فهو ذليل لقهره، ذليل لربوبيته فيه وتصرفه، وذليل لإحسانه إليه وإنعامه عليه"

        ومن مقتضيات التذلل لله - عز وجل - نزع جلباب الكبرياء والتعالي والتعاظم، والانكسار بين يدي جبار السماوات والأرض، والخضوع لأمره ونهيه، فعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة _رضي الله عنهما_ قالا: قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلم-: "العزّ إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته"(أخرجه: مسلم في كتاب البر والصلة،).
        وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس، يعلوهم كل شيء من الصَّغار، حتى يدخلوا سجناً في جهنم يُقال له: بُوْلَس، فتعلوهم نار الأنيار، يُسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار"( أخرجه: أحمد والترمزى).
        والمتأمل في جميع العبادات الظاهرة والباطنة يظهر له بجلاء أن مقصود العبادة أن يُطامن العبد من كبريائه، ويتذلل لمولاه، ويظهر الفاقة والمسكنة لربه _عز وجل_ ، انظر في أحكام الصلاة أو الصوم أو مناسك الحج... ونحوها، تجد ذلك جلياً لا غموض فيه، ولهذا فإن الكبر والخيلاء والتعالي من قوادح الإيمان بالله والافتقار إليه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبرياء"( أخرجه: مسلم ).

        العلامة الثانية: التعلّق بالله - تعالى - وبمحبوباته:
        ولهذا ترى العبد الذي تعلق قلبه بربه وإن اشتغل في بيعه وشرائه، أو مع أهله وولده، أو في شأنه الدنيوي كله مقيماً على طاعته، مقدماً محبوباته على محبوبات نفسه وأهوائها، لا تلهيه زخارف الدنيا عن مرضاة ربه،
        ويصف الإمام ابن القيم الافتقار إلى الله _تعالى_ بقوله: "يتخلى بفقره أن يتألَّه غير مولاه الحق، وأن يُضيع أنفاسه في غير مرضاته، وأن يُفرِّق همومه في غير محابه، وأن يُؤْثر عليه في حال من الأحوال، فيوجب له هذا الخلق وهذه المعاملة صفاء العبودية، وعمارة السر بينه وبين الله، وخلوص الود، فيصبح ويمسي ولا همّ له غير ربه، فقد قطع همُّه بربه عنه جميع الهموم، وعطلت إرادته جميع الإرادات، ونسخت محبته له من قلبه كل محبة لسواه".
        وأعظم الناس ضلالاً وخساراً مَنْ تعلّق قلبه بغير الله – تعالى - ويزداد ضلاله وخساره بزيادة تعلُّقه بغير مولاه الحق، ولهذا كان ركون العبد إلى الدنيا أو إلى شيء من زخرفها آية من آيات العبودية لها، قال الله _تعالى_ : "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ" [الجاثية: 23]. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أُعطي منها رضي، وإن لم يُعط سخط، تعس وانتكس وإذا ِشيكَ فلا انتقش"( أخرجه: البخاري).
        قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل مَنْ علَّق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزقوه، أو أن يهدوه؛ خضع قلبه لهم، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك، وإن كان في الظاهر أميراً متصرفاً بهم، فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر، فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له؛ يبقى قلبه أسيراً لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد، وهو في الظاهر سيدها؛ لأنه زوجها، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها، تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه، فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فإن من استُعبد بدنه واستُرق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك مطمئناً، وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقاً مستعبداً متيماً لغير الله؛ فهذا هو الذل والأسر المحض، والعبودية لما استعبد القلب"، ثم قال: "ومن أعظم هذا البلاء إعراض القلب عن الله، فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له؛ لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك، ولا ألذ ولا أطيب".

        العلامة الثالثة: مداومة الذكر والاستغفار:
        فقلب العبد المؤمن عاكف على ذكر مولاه، والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى في كل حال من أحواله،وقد أمر الله - عز وجل - نبيه بمداومة الذكر والاستغفار، فقال - سبحانه-: "فَاصْبِرْ إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ" [غافر: 55].
        ولهذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يا أيها الناس! توبوا إلى اللَّه؛ فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة"(أخرجه: مسلم).
        إنَّ مداومة الذكر والاستغفار آية من آيات الافتقار إلى الله – تعالى-، فالعبد يجتهد في إظهار فاقته وحاجته وعجزه، ويمتلئ قلبه مسكنة وإخباتاً، ويرفع يديه تذللاً وإنابة؛ فهو ذاكر لله _تعالى_ في كل شأنه، في حضره وسفره، ودخوله وخروجه، وأكله وشربه، ويقظته ونومه، بل حتى عند إتيانه أهله، فهو دائم الافتقار إلى عون الله _تعالى_ وفضله، لا يغفل ساعة ولا أدنى من ذلك عن الاستعانة به والالتجاء إليه.
        ومقتضى ذلك أنه لا يركن إلى نفسه، ولا يطمئن إلى حوله وقوته، ولا يثق بماله وجاهه وصحته، ولهذا كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض أصحابه: "اللهم لا تكلهم إليَّ فأضعف، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم"( أخرجه: أحمد،).

        إنَّ حمد الله _تعالى_ وشكره، والثناء عليه بما هو أهله، مع الاعتراف بالذنب والعجز؛ يعمّر القلب بالنور، ويوجب له الطمأنينة والسعادة، وما أجمل كلام الإمام ابن القيم عندما قال: "إن في القلب خلة وفاقة لا يسدَّها شيء ألبتة إلا ذكر الله _عز وجل_، فإذا صار الذكر شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة، واللسان تبع له؛ فهذا هو الذكر الذي يسدّ الخلة ويغني الفاقة، فيكون صاحبه غنياً بلا مال، عزيزاً بلا عشيرة، مهيباً بلا سلطان، فإذا كان غافلاً عن ذكر الله - عز وجل - فهو بضد ذلك، فقير مع كثرة جدته، ذليل مع سلطانه، حقير مع كثرة عشيرته"( أخرجه: أحمد،).



        تعليق


        • #5
          رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)




          الإفطار رخصة وليس فضيلة

          الإفطار رخصة يلجأ إليها المسلم في وقت العجز عن الصيام، وليس فضيلة يحرص عليها بدون عذر قاهر، من مرض مضنٍ، أو سفر مرهق.
          ومما يجدر بالانتباه أن النبي كان يخرج بأصحابه في رمضان، فمن وجد قوة على الصيام صام، ومن وجد في نفسه ضعفا أفطر، فالمسافة نفس المسافة، ولكن موقفهم كان يختلف حسب قوّتهم وضعفهم، فقد روى الإمام مسلم، قال:
          حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى – – قال: غزونا مع رسول الله -- لستة عشر مضت من رمضان، فمنا من صام، ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. (صحيح مسلم، باب جواز الصوم والفطر)
          لم يعب بعضهم على بعض، لأنه لم يكن هناك تقصير من المفطر، ولا تطاول من الصائم، وإنما فعل كل امرء ما قدر عليه. ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
          وهكذا الحكم في المرض، فمجرد اسم المرض ليس عذرا للإفطار، وإنما يفطر المريض إذا نهكه المرض، حتى عجز عن الصيام، وأما إذا كان قويا، قادرا على الصيام، والصيام لا يضرّه، ولا يوقعه في حرج، فلا يحل له أن يفطر



          (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهٌ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)
          وتأويلها: وعلى الذين يكلفونه، فلا يقدرون على صيامه لعجزهم عنه، كالشيخ والشيخة والحامل والمرضع، فدية طعام مسكين، ولا قضاء عليهم لعجزهم عنه. وعلى القراءة المشهورة فيها تأويلان:
          أحدهما: أنها وردت في أول الإسلام، خيّر الله تعالى بها المطيقين للصيام من الناس كلهم بين أن يصوموا ولا يكفروا، وبين أن يفطروا ويكفروا كل يوم بإطعام مسكين، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، وقيل بل نسخ بقوله: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيرٌ لَّكُم)، وهذا قول ابن عمر، وعكرمة، والشعبي، والزهري، وعلقمة، والضحاك.
          والثاني: أن حكمها ثابت، وأن معنى قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ) أي كانوا يطيقونه في حال شبابهم، وإذا كبروا عجزوا عن الصوم لكبرهم أن يفطروا، وهذا سعيد بن المسيب، والسدي.(الماوردي، النكت والعيون: 1/238-239)


          أسلوب الآية
          أسلوب الآية في قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) يوحي بمعنى التأكيد والتنشيط، لا بمعنى الترخيص، والتيسير، أى: الآية ما جاءت لترخص للناس في الإفطار، وإنما جاءت لتأكيد الصيام، والسياق كله تأكيد للصيام.

          تأكيدات يتلو بعضها بعضا
          فقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) تأكيد للصيام، فإنه إذا قيل عن شيء (كتب عليكم)، فإنه يقصد به الإيجاب مع التأكيد.
          ثم قوله تعالى: (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) تأكيد آخر للصيام.
          ثم قوله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) تأكيد ثالث للصيام.
          ثم قوله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) تأكيد رابع للصيام.
          ثم قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) تأكيد خامس للصيام.
          فالتأكيد الأول، والثاني، والثالث واضح، لا يحتاج إلى بيان.
          وأما التأكيد الرابع، وهو (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ)، فهو يعني ألا تستثقلوا هذا الصيام، ولا تستكثروه، فهي أيام تعدّ على الأصابع، وفوائده كثيرة جمّة، لا تعدّ ولا تقدّر، والسياق واضح في أن المراد بتلك الأيام المعدودات، هي أيام رمضان، الذي جاء ذكره صريحا في الآية التاليةثم جاء قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ومعناه في هذا السياق، وبهذا الأسلوب أن أيّ مؤمن لا يُعفى عن هذا الصيام، حتى ولو كان مريضا، أو على سفر، فإن عجز عن الصيام عجزا، ولم يستطعه في موعده، بسبب مرضه، أو سفره، فلا بد أن يقضي هذا الصيام بعدد ما فاته، في أيام أخر.
          فالآية فيها تأكيد، وتركيز على أداء الصيام، دون الترخيص في الإفطار




          المصدر ملتقى اهل التفسير

          تعليق


          • #6
            رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)




            إن قلت أي أفضل ؟
            أن يكثر الإنسان التلاوة أم يقللها مع التدبر و التفكر ؟
            قلت لك : اسمع ما قاله النووي .
            قال النووي رحمه الله : و الاختيار أن ذلك يختلف بالأشخاص فمن كان من أهل الهم و تدقيق الفكر استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر و استخراج المعاني و كذا من كان له شغل بالعلم و غيره من مهمات الدين و مصالح المسلمين العامة يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه ، و من لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ، و لا يقرؤه هذرمة .
            [ نقله عه ابن حجر في الفتح 9/97 ]
            و أما حديث ابن عمرو قال قال رسول الله صلّ اللهم عليه وسلم لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث * [أبو داود 1394و الترمذي 2949وقال حديث حسن صحيح ]فقد أجاب عنه الأئمة رضي الله عنهم .
            قال ابن رجب : إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداوة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان ، خصوصا في الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان و المكان ، و هو قول أحمد و إسحاق و غيرهما من الأئمة و عليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره [ لطائف المعارف 360 ]
            وقال ابن حجر تعليقا على هذا الحديث :وثبت عن كثير من السلف أنهم قرؤوا القرآن في دون ذلك … وكأن النهي عن الزيادة ليس على التحريم ، كما أن الأمر في جميع ذلك ليس للوجوب و عرف ذلك من قرائن الحال التي أرشد إليها السياق … وقال النووي : أكثر العلماء أنه لا تقدير في ذلك و إنما هو بحسب النشاط و القوة فعلى هذا يختلف باختلاف الأحوال و الأشخاص . و الله أعلم . [ الفتح 9/97 ]

            في رمضان يجتمع الصوم و القرآن ، وهذه صورة أخرى من صور ارتباط رمضان بالقرآن ، فتدرك المؤمن الصادق شفاعتان ، يشفع له القرآن لقيامه ، و يشفع له الصيام لصيامه ، قال صلّ الله عليه وسلم : (( الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، و يقول القرآن : رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان )) [ أحمد ]

            " واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه جهاد بالنهار على الصيام و جهاد بالليل على القيام فمن جمع بين هذين الجهادين و وفيى بحقوقهما و صبر عليهما وقي أجره بغير حساب "
            [ لطائف المعارف 360 ]

            و من صور اختصاص شهر رمضان بالقرآن الكريم صلاة التراويح ، فهذه الصلاة أكثر ما فيها قراءة القرآن ، وكأنها شرعت ليسمع الناس كتاب الله مجودا مرتلا ، و لذلك استحب للإمام أن يختم فيها ختمة كاملة .


            مسارات ثلاثة

            وإذا كان هذا شأن القرآن في رمضان فما أجدر العبد المؤمن أن يقبل عليه ، و يديم النظر فيه ، و إني أقترح على الأخ المؤمن الصادق أن يجعل له مع القرآن في هذا الشهر ثلاثة مسارات :
            المسار الأول : مسار الإكثار من التلاوة و تكرار الختمات ، فيجعل الإنسان لنفسه جدولا ينضبط به ، بحيث يتمكن من ختم القرآن مرات عديدة ينال خيراتها و ينعم ببركاتها .
            المسار الثاني : مسار التأمل و التدبر ، فيستفتح الإنسان في هذا الشهر الكريم ختمة طويلة المدى يأخذ منها في اليوم صفحة أو نحوها مع مراجعة تفسيرها وتأمل معانيها ، و التبصر في دلالاتها و استخراج أوامرها و نواهيها ثم العزم على تطبيق ذلك و محاسبة النفس عليه ، و لا مانع أن تطول مدة هذه الختمة إلى سنة أو نحوها شريطة أن ينتظم القارئ فيها و يكثر التأمل و يأخذ نفسه بالعمل ، و لعل في هذا بعض من معنى قول الصحابي الجليل ابن مسعود : كنا نتعلم العشر آيات فلا نجاوزهن حتى نعلم ما فيهن من العلم و العمل .
            المسار الثالث : مسار الحفظ و المراجعة ، فيجعل لنفسه مقدارا يوميا من الحفظ و مثله من المراجعة ، و إن كان قد حفظ و نسي فهي فرصة عظمى لتثبيت الحفظ و استرجاع ما ذهب ، و لست بحاجة إلى التذكير بجلالة منزلة الحافظ لكتاب الله و رفيع مكانته ، و حسبه أنه قد استدرج النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى له .

            فهل للنفس إقبال ؟
            و هل للقلب اشتياق ؟
            و هل نملأ شهر القرآن بتلاوة القرآن ؟



            صيد الفوائد

            تعليق


            • #7
              رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)




              رمضان شهر التنافس في الخيرات والتزود من الطاعات، وفيه تعظم الأجور وترفع الدرجات، والصدقة من أهم العبادات التي ينبغي على المسلم أن يكون له منها نصيب في هذا الشهر، وهي في رمضان أفضل منها في غيره،
              في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما:((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان))ففضيلة التأسي به - عليه الصلاة والسلام - تدعو إلى بسط اليد بالمعروف في هذا الشهر أكثر من بسطها فيما عداه من الشهور؛ حتى يجد الفقراء من إحسان الأسخياء راحة بال، فيقبلوا على الصيام والقيام بنشاط.
              فإكثار النبي صلّ الله عليه وسلم من الصدقة في هذا الشهر دليل واضح على أنها فيه أفضل منها في غيره.



              ومن حديث ابن عباس في لقي جبريل للنبي صلّ الله عليه وسلم، وفي هذا الحديث: ((وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن))، والدراسة: القراءة، وما زال أولو الألباب من الناس يجعلون لشهر رمضان نصيباً من تلاوة القرآن أكثر من نصيب كل شهر.


              و من اعظم النفقات فى رمضان افطار صائم
              ثواب تفطير الصائم كبير كما قال النبي صل الله عليه وسلم : ( مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا ) رواه الترمذي (708) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1078)


              وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)
              1- آية تجعلك تنفق بلا تردد{ وما أنفقتم من شيء((فهو يخلفه)) وهو خير الرازقين }/محمد الربيعة
              2- ضمان من الله الكريم ﷻ ..﴿ وما أنفقتم من شيء فهو يُخلفه ﴾/ نايف الفيصل
              3- ﴿وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين﴾مع نزول راتبك لِيكن لإخوانك حظٌّ من مالك واللهُ قد وعدك بالخلف ./ إبراهيم العقيل
              4- ( وما أنفقتم من شيء فهـو يخلفه .. } '' من شيء '' ليس مال فقط !!/ نايف الفيصل
              5- في كتاب الله أكثر من 8 آيات تؤكد أن كل نفقة يعوضها الله أضعافا مضاعفة.. ﴿ وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ﴾ فاطمئن../ نايف الفيصل
              6- (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) عجبا لمن يقرأ هذا الوعد الحق فيسوّف ويبخل، وإذا سمع وعد الخلق بتجارة قد تخسر أسرع ولم يتردد" / ناصر العمر

              المصدر حصاد التدبر واسلام ويب


              تعليق


              • #8
                رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)




                "كم رمضان عاهدتك فيه أن لا أعود للمعاصي ثم عدت، وكم من رمضان وقفت بين يديك وبكيت ثم عدت،
                ربِّ اجعل رمضان هذا كميلاد جديد لي تمحو به ما مضى."

                كيف نعالج تعلق القلب بالذنب ؟

                1- نسيان الذنب:
                ففي بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب لينكسر القلب
                بين يدي الله إذا رأى العبد من نفسه عجبا أو كبرا..
                فإذا تذكر ذنبه ذل لله..
                ولكن ينتبه ..
                أنه إذا رأى من نفسه أنها إذا تذكر سابق ذنبه تهيج
                خواطره للعودة للمعصية فلينسى ذنبه..
                فلكل نفس ما يصلحها..
                وقد يكون فيما يصلح غيره
                ما يفسدها هو..
                وكلّ أعلم بنفسه وأحوالها وإن غلبه الشيطان فأنساه..
                نعم نقول ينسى ذنبه إذا رأى من نفسه توقا إلى المعصيه..
                وفي هذا يقول بعض السلف :
                " إنّك حال المعصية
                كنت في حالة جفاء مع الله سبحانه وتعالى..
                اما بعد التوبة
                فقد أصبحت في حالة صفاء مع الله عز وجل..
                وإنّ ذكر الجفاء في وقت الصفاء جفاء".
                لذا.. انس ذنبك.. ولا تفكر فيه..
                حتى لا تهيج في قلبك لواعج المعصية..
                أو تتذكر حلاوة مواقعة الذنب.

                2- هجر أماكن المعصية:
                أن تهجر مكان المعصية تماما.. لا تعود إليه..
                فمن كانت لها علاقة وتاب الله عليه..
                تجده اذا سلكت طريق يربطه بالمعصية
                تلاحظ انها تتذكرها وتستعيد في مخيلته أيام المعاصية..
                لذا إذا أردت المحافظة على التوبه تهجرالمكان..
                لا تعود إليه مرة أخرى.. لا تمربه..
                وإذا مررت به تذكر نعمة الله عليها
                وتقول الحمد لله الذي عافاني..
                فغيرها ما تزال يسير في طريق اللهو..
                لاتستطيع الفكاكا منه.. وابكي على معاصيك..
                وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: - قال رسولُ اللهِ صلَّّ اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِ الحِجرِ :
                لا تدخُلوا على هؤلاءِ المُعذَّبينَ إلا أن تكونوا باكينَ ،
                فإن لم تكونوا باكينَ فلا تدخُلوا عليهم ، لا يُصيبُكم ما أصابَهم .
                الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري



                3- تغيير الرفقة:
                تغير رفقة السوء
                برفقة صالحة كذلك الالتصاق بالصالحين..
                ومن يذكرك رؤيتهم بـ الله تعالى..
                ويعينك صحبتهم على طاعة الله.

                4- استشعار لذة الطاعة:
                اللهم أذقنا برد عفوك.. ولذة عبادتك..
                وحلاوة الايمان بك..
                استشعار لذة العبادة.. لماذا؟..
                لأنك إذا استشعرت لذة العبادة
                فإنك تستعيض بها عن لذة المعصية..
                إن للمعصية ولا شك للغفلة لذة ولسقيم القلب متعة..
                ولكن إذا استشعر لذة العبادة..
                إذا سجدت تتمتّع وتستشعر لذة القرب من الله وعرف حب الله..
                وعلم لطف الله تعالى بعباده.. علم كرمه وجوده..

                فإذا استشعرت كل هذا فاض قلبك بالإيمان وزاد..
                وكلما خطرلك خاطر المعصية هرعت الى الصلاة..
                كيف لا والرسول يقول ارحنا بها يابلال
                وإذا استشعرت لذة تلاوة القرآن..
                لذة مخاطبة الله له.. مخاطبة ملك الملوك له..
                رب الأرباب.. القاهر المهيمن..
                حين تستشعر لذة العبادة تحتقر لذة المعصية وتستقذرها..

                5- الانشغال الدائم:
                إن الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
                اعمل فإنك إن لم تشغل قلبك بالحق شغلك بالباطل..
                ابدأ بحفظ ما تيسر من القرآن.. احفظ السنّة..
                تعلم الفقه.. تعلم العقيدة..
                اقرأ سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم..
                انظر في سير السلف الأوائل..
                ابدأ العمل في الدعوة.. تحرّك لنصرة دين الله..
                ساعد الفقراء.. إرع المساكين.. علّم الأطفال..
                انشغل فهذا الانشغال يقطع تعلق قلبك بالذنب.

                6- صدق الندم واستقباح الذنب:
                أن تصدق في الندم على ما فات..
                فيعافيك الله مما هو آت.. أصدق الله يصدقك..
                أصدق في الندم.. واستقباح الذنب..
                بأن تعتقد قذارة المعصية.. فلا تعود اليها..
                ويعينك الله على الثبات بعيدا عنها.

                7- تأمل أحوال الصالحين:
                حين تتأمل أحوال الصالحين وتتأمل ـ مثلا ـ
                حال معاذ بن جبل عندما أصابه الطاعون فقال لغلامه:
                أنظر هل أصبحنا..؟.. قال: لا.. بعد.. فقال:
                أعوذ بـ الله من ليلة صباحها الى النار..؟؟
                انظر من القائل..؟؟
                إنه معاذ بن جبل..!! إنه يخشى النار..!!
                فماذا نقول نحن..؟؟
                واعجبا لخوف عمر مع عمله وعدله..
                ولأمنك مع معصيتك وظلمك..

                8- قصر الأمل ودوام ذكر الموت:
                إنّ الذي يذكر الموت بصفة دائمة يخشى أن يفاجأه الموت..
                فيلقى الله على معصيته...
                فيلقيه الله في النار ولا يبالي..
                قال الحسن:" أخشى ان يكون قد اطلع على بعض ذنوبي
                فقال: اذهب فلا غفرت لك".
                قال الحسن:" اخشى والله أن يلقيني في النار ولا يبالي".
                أول ما يجب عليك فعله هو أن تخلص قلبك من الذنب
                كما قال إبن الجوزي:
                " دّرب نفسك أنّك إذا اشتبك ثوبك في مسمار.. رجعت الى الخلف لتخلصه..
                وهذا مسمار الذنب قد علق في قلبك أفلا تنزعه..
                انزعه ولا تدعه في قلبك يغدو عليك الشيطان ويروح..
                اقلع عن الذنب من قلبك..
                اللهم طهّر قلوبنا بالايمان..

                9- عود نفسك على فعل الحسنات
                والإكثار منها:
                عوّد نفسك على الإكثار من الحسنات
                إنّ الحسنات يذهبن السيئات..
                والماء الطاهر إذا ورد على الماء النجس يطهره
                قال صلى الله عليه وسلم:
                " وأتبع الحسنة السيئة تمحها"
                أخرجه الترمذي

                تعليق


                • #9
                  رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)



                  شهر رمضان فرصة لتجديد الإيمان , وإحياء القلوب به ,
                  وتجديد الاخلاص واصلاح السرائر
                  «فَطَهِّر للهِ سَرِيرَتَكَ فَإِنَّهَا عِندَهُ عَلَانِيَةٌ،
                  وَأَصلِح لَهُ غَيبَكَ فَإِنَّهُ عِندَهُ شَهَادَةٌ،
                  وَزَكِّ لَهُ بَاطِنَكَ فَإِنَّهُ عِندَهُ ظَاهِرٌ».


                  اجعَل نُصبَ عَينَيكَ الحَدِيثَ التَّالِيَ:
                  عَنْ ثَوْبَانَ - رضي الله عنه -: عَنِ النَّبِيِّ - صلّ الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: ((لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ، بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللهُ - عز وجل - هَبَاءً مَنْثُورًا)). قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُم لَنَا، جَلِّهِم لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُم وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: ((أَمَا إِنَّهُم إِخْوَانُكُم وَمِنْ جِلْدَتِكُم، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُم أَقْوَامٌ، إِذَا خَلَوا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا)) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.
                  فَهَؤُلَاءِ قَامُوا بِأَعمَالٍ ظَاهِرَةٍ، وَاعتَنَوا بِالمَظَاهِرِ وَجَعَلُوهَا زَاهِيَةً، وَأَهمَلُوا سَرَائِرَهُم، وَبَوَاطِنَهُم، وَجَعَلُوهَا خَاوِيَةً، فَلَم يُرَاقِبُوا اللهَ فِي خَلَوَاتِهِم.


                  قَالَ ابنُ القَيِّمِ - رحمه الله -: «كُلُّ مَحَبَّةٍ لِغَيرِهِ َفِهَي عَذَابٌ عَلَى صَاحِبِهَا وَحَسرَةٌ عَلَيهِ، إِلَّا مَحَبَّتَهُ وَمَحَبَّةَ مَا يَدعُو إِلَى مَحَبَّتِهِ، وَيُعِينُ عَلَى طَاعَتِهِ وَمَرضَاتِهِ، فَهَذِهِ هِيَ الَّتِي تَبقَى فِي القَلبِ يَومَ تُبلَى السَّرَائِرُ»


                  (يوم تبلى السرائر) [الطارق: 9]؛
                  أَي: تُختَبَرُ سَرَائِرُ الصُّدُورِ، وَيَظهَرُ مَا كَانَ فِي القُلُوبِ مِن خَيرٍ وَشَرٍّ عَلَى صَفَحَاتِ الوُجُوهِ، كَمَا قَالَ - تعالى -: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) [آل عمران: 106]؛
                  فَفِي الدُّنيَا، يَنكَتِمُ كَثِيرٌ مِنَ الأَشيَاءِ، وَلَا يَظهَرُ عِيَانًا لِلنَّاسِ،
                  وَأَمَّا يَومَ القِيَامَةِ، فَيَظهَرُ بِرُّ الأَبرَارِ، وَفُجُورُ الفُجَّارِ، وَتَصِيرُ الأُمُورُ عَلَانِيَةً.


                  قَالَ ابنُ القَيِّمِ - رحمه الله -: «وَفِي التَّعبِيرِ عَنِ الأَعمَالِ بِالسِّرِّ لَطِيفَةٌ، وَهُوَ أَنَّ الأَعمَالَ نَتَائِجُ السَّرَائِرِ البَاطِنَةِ، فَمَن كَانَت سَرِيرَتُهُ صَالِحَةً كَانَ عَمَلُهُ صَالِحًا، فَتَبدُو سَرِيرَتُهُ عَلَى وَجهِهِ: نُورًا وَإِشرَاقًا وَحَيَاءً، وَمَن كَانَت سَرِيرَتُهُ فَاسِدَةً، كَانَ عَمَلُهُ تَابِعًا لِسَرِيرَتِهِ، لَا اعتِبَارَ بِصُورَتِهِ، فَتَبدُو سَرِيرَتُهُ عَلَى وَجهِهِ سَوَادًا وَظُلمَةً وَشَينًا. وَإِن كَانَ الَّذِي يَبدُو عَلَيهِ فِي الدُّنيَا، إِنَّمَا هُوَ عَمَلُهُ لَا سَرِيرَتُهُ، فَيَومَ القِيَامَةِ تَبدُو عَلَيهِ سَرِيرَتُهُ، وَيَكُونُ الحُكمُ وَالظُّهُورُ لَهَا».
                  وَقَالَ أَيضًا فِي تَفسِيرِ قَولِهِ - تعالى -: (يوم تبلى السرائر) [الطارق: 9]: «أَي: تُختَبَرُ...، وَالسَّرَائِرُ جَمعُ سَرِيرَةٍ، وَهِيَ سَرَائِرُ اللهِ الَّتِي بَينَهُ وَبَينَ عَبدِهِ فِي ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ للهِ، فَالإِيمَانُ مِنَ السَّرَائِرِ، وَشَرَائِعُهُ مِنَ السَّرَائِرِ، فَتُختَبَرُ ذَلِكَ اليَومَ، حَتَّى يَظهَرَ خَيرُهَا مِن شَرِّهَا، وَمُؤَدِّيهَا مِن مُضَيِّعِهَا... ؛ وَالمَعنَى: تُختَبَرُ السَّرَائِرُ بِإِظهَارِهَا، وَإِظهَارِ مُقتَضَيَاتِهَا مِنَ الثَّوَابِ وَالعِقَابِ، وَالحَمدِ وَالذَّمِّ».

                  وَقَالَ - رحمه الله -: «الْمُعَوَّلُ عَلَى السَّرَائِرِ وَالْمَقَاصِدِ وَالنِّيَّاتِ وَالْهِمَمِ، فَهِيَ الْإِكْسِيرُ الَّذِي يَقْلِبُ نُحَاسَ الْأَعْمَالِ ذَهَبًا، أَوْ يَرُدُّهَا خَبَثًا... ؛ وَمَنْ لَهُ لُبٌّ وَعَقْلٌ، يَعْلَمُ قَدْرَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَشِدَّةَ حَاجَتِهِ إِلَيْهَا، وَانْتِفَاعَهُ بِهَا».

                  وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ - رحمه الله -:
                  «قُطبُ الطَّاعَاتِ لِلمَرءِ فِي الدُّنيَا: هُوَ إِصلَاحُ السَّرَائِرِ، وَتَركُ إِفسَادِ الضَّمَائِرِ.

                  وَالوَاجِبُ عَلَى العَاقِلِ: الِاهتِمَامُ بِإِصلَاحِ سَرِيرَتِهِ، وَالقِيَامُ بِحِرَاسَةِ قَلبِهِ عِندَ إِقبَالِهِ وَإِدبَارِهِ، وَحَرَكَتِهِ وَسُكُونِهِ؛ لِأَنَّ تَكَدُّرَ الأَوقَاتِ، وَتَنَغُّصَ اللَّذَّاتِ، لَا يَكُونُ إِلَّا عِندَ فَسَادِهِ.


                  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
                  ((إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)) رواه مسلم.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)

                    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلّ الله عليه وسلم يقول:
                    ((كلُّ عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فطره، وفرحةٌ عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك))رواه مسلم

                    {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: 261].
                    وقال عز وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[الأنعام: 160].
                    عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنه عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيما يرْويه عن ربه تبارك وتعالى قال: ((إنَّ اللهَ كتَب الحسنات والسَّيئات ثم بيَّن: فمن هَمَّ بحسنة فلمْ يعْملها كتبها اللهُ عنْده حسنة كاملةً، وإنْ همَّ بها فعملها كَتَبَها اللهُ عنْده عشْر حسنات إلى سبعِ مئة ضعْفٍ إلى أضْعافٍ كثيرةٍ، وإن هَمَّ بسيِّئةٍ فلمْ يعْملْها كتبها اللهُ عنْده حسنةً كاملةً، وإن هَمَّ بها فعملها كتبها اللهُ سيئّةً واحدة)) رواه البخاري

                    . وهذا من كمال عدله، ورحمته بعباده، وجزيل إنعامه. هذه المضاعفة للإعمال الصالحة إلى عدد معين، ولكن هناك عمل صالح لم يعين الله له أجراً، وإنما أضافه إليه، وجعل جزاء عامله أنه يعطيه من غير عد ولا حساب:
                    ((إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي)) وهو سبحانه كريم جواد، فلا شك أنه سيعطي الصائمين أجرهم بغير حساب، كما أعطى الصابرين قال عز وجل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: 10]. وهنا سر عجيب في كون الصابر أجره بغير حساب، وكذا الصائم أجره على الله من غير تحديد، وهو أن الصوم نوع من الصبر، فهو صبر على ترك الأكل والشرب والجماع، فاتفق أن يكون الصيام من الصبر الذي تجد فيه كثير من النفوس مشقة في ترك مألوفاتها، فلهذا كان جزاؤه من جنس جزاء الصبر.. بل إنه سبحانه قد خص الصائمين بباب من أبواب الجنة لا يدخل منه غيرهم؛ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد))رواه البخاري.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)




                      رمضان وصلة الرحم

                      قد خص النبي صلّ الله عليه وسلم الصدقة على الأرحام بقوله: ((إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ ، وَإِنَّهَا عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ : صَدَقَةٌ ، وَصِلَةٌ ))، وأولى الأرحام بالصلة الوالدان، ثم من يليهم من الأهل والقرابة.
                      وقد أعد الله تعالى الأجر الكبير والثواب الجزيل لمن يصل رحمه ، فإن من أعظم ما يجازي به الله تعالى واصل الرحم في الدنيا أن يوسع له في الرزق ويبارك له في العمر، قال عليه الصلاة والسلام :
                      (( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ )).

                      أما قطيعة الرحم فهي كبيرة من كبائر الذنوب، وقد رتب الله العقوبة والطرد من رحمته لمن قطع رحمه، قال الله تعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ))
                      وليس أعظم من أن قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ )) ،
                      أما في الآخرة فقد قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: (( لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ )).
                      وقد يتعذر البعض بأنه يصل رحمه وقرابته ولا يجد منهم مثيل صلة،
                      بل يجد من الجفوة والصدود ما يصرفه عن صلتهم، فيقطع الصلة برحمه، يقول نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم عن ذلك( لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ ، وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا )).

                      ولا أفضل من شهر الرحمة من أن يتقرب المسلم فيه لربه بصلة رحمه، ابتغاء لمرضاته وعظيم ثوابه ، وإزالة لما قد يقع في النفوس من شحناء ، فالمبادرة بالزيارة والصلة وإن كانت شاقة على النفس ولكنها عظيمة القدر عند الله.
                      فحري بنا أن نتفقد أرحامنا في هذا الشهر المبارك بالزيارة والصلة والسؤال والصدقة وإصلاح ذات البين، ولا يتعذر أحد بانشغاله، فلا أقل من أن يصل أحدنا رحمه بمكالمة تزيل ما علق في النفس، وتدحر الشيطان، وتفتح أبواب الخير، فرمضان فرصة عظيمة لفتح صفحة جديدة مع أرحامنا.


                      صيد الفوائد

                      تعليق


                      • #12
                        رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)




                        الصيام صيام الجوارح ووسيلة لتحسين الأخلاق

                        شرع الإسلام الصوم فلم ينظر إليه على أنه حرمان مؤقت من بعض الأطعمة والأشربة بل اعتبره خطوة إلى حرمان النفس دائما من شهواتها المحظورة ونزواتها المنكورة. وإقرارا لهذا المعنى قال الرسول صلّ الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه " وقال:عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب فإن سابه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم))
                        وفي رواية أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
                        ((إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم )) .
                        إذا لم يكن في السمع مني تصاون * وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صمت
                        فحظِّي إذاً من صومي الجوع والظما * فإن قلت: إني صمت يومي فما صمت


                        ولهذا فإنَّ هؤلاء الذين فرَّطوا بصيامهم يعتبرون محرومين في شهر الصوم ، مفلسين في شهر الجود والإحسان ، وقد قال رسول الله صلّ الله عليه وسلَّم مرَّة لأصحابه :" أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار"

                        لقد دعانا الله تعالى إلى الطيب والحسن من القول فقال :
                        {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }.
                        وقال : { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } سورة البقرة : 83.
                        وقال : {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ
                        إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} سورة الإسراء : 53.
                        فالكلم الحسن الطيب هو الذي يصعد إلى الله تعالى قال عز من قائل :
                        {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }. سورة فاطر : 10.

                        فلنجعل رمضان فرصة لنعتاد على طيب الكلم ونتذكر دائما الاية الكريمة
                        (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)

                        إن الإكثار من الكلام الذي لا حاجة إليه يوجب قساوة القلب،
                        ( لا تكثِروا الكلامَ بغيرِ ذكرِ اللَّهِ فإنَّ كثرةَ الكلامِ بغيرِ ذكرِ اللَّهِ قسوةٌ للقلبِ
                        وإنَّ أبعدَ النَّاسِ منَ اللَّهِ القلبُ القاسي)
                        الراوي : رملة بنت صخر بن حرب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح
                        الصفحة أو الرقم: 2/424 | خلاصة حكم المحدث : [حسن ]

                        تعليق


                        • #13
                          رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)




                          من صام في نهار رمضان، ولم يصم لسانه من غيبة الآخرين وهتك أعراضهم، ولم تصم يده من إيذاء الآخرين والنيل منهم، ولم يصم قلبه من الأحقاد والغلِّ على إخوانه المسلمين، فإنَّ صيامه ناقص، وفيه تفريط كبير لحدود الله.


                          عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال لأصحابه: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم! قال: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته).
                          عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال :قال رسول الله ( صلّ لله عليه وسلم ) :
                          " لما عَرَجَ بي ربي – عز وجل – مررتُ بقومٍ لهم أظفار من نحاس يخمشون وجههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟
                          قال : ( هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم "

                          االفقهاء يؤكدون أن استماع الغيبة إثم كقولها، إذا استمعت إلى من يستغيب شخصاً ما، وسكت على ذلك، ولم تدافع عن أخيك المؤمن، كنت شريكاً في هذه الغيبة
                          أخرج الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت قال رسول الله صل الله عليه وسلم { من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار } وإسناده حسن . [ ص: 106 ] ورواه الترمذي عن أبي الدرداء بلفظ { من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة } وقال حسن

                          فلنتق الله في انفسنا

                          تعليق


                          • #14
                            رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)



                            بما أن هناك علاقة وطيدة ورباط متين بين القرآن وشهر الصيام تلك العلاقة التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه مع أول يوم من أيام هذا الشهر الكريم..
                            فالقرآن وسيله لتقوية اليقين بالله
                            قال تعالى: قد بينا الآيات لقوم يوقنون
                            اليقين يزيد بكثرة التأمل في كتاب الله وتدبر معانيه، وتدبر الآيات الكونية، وتدبر معاني صفات الله تعالى، ومما يزيده كذلك كثرة سؤال الله تعالى الإيمان واليقين والهدى، ففي الحديث: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. ومما يزيده كذلك العمل بما تعلم العبد من الدين، وتعبده لله تعالى، وذكره إياه في كل حال، ومما يزيده كذلك كثرة النظر في نصوص الوحي التي يكثر فيها الترغيب والترهيب والوعد والوعيد،

                            قال بعض السلف : الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كل" , وقال ابن القيم : " اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، وبه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمر العاملون، وهو مع المحبة ركنان للإيمان، وعليهما ينبني وبهما قوامه، وهما يُمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية، وعنهما تصدر، وبضعفهما يكون ضعف الأعمال، وبقوتهما تقوى الأعمال، وجميع منازل السائرين إنما تُفتتح بالمحبة واليقين، وهما يثمران كل عمل صالح، وعلم نافع، وهدى مستقيم'[ مدارج السالكين 2/397] .


                            ولليقين مراتب منها : العلم , وحسن التوكل , والرضا والتسليم , وعدم تعلق القلب بغير الله , وأن يكون أوثق بما في يد الله تعالى عما هو في يده


                            اهل اليقين هم الذين يوقنون بالقضاء والقدر :
                            قال تعالى : " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) سورة يس .

                            يعلم المسلم أن الأمور كلها تصدر عن مشيئة الله وقدرته، وأنها تنتهي كلها إلى علمه، فلا بد من الإيمان بقضاء الله وقدره، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وتحقيق التوكل مترتب على تحقيق الإيمان بالقدر؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3].


                            وقال: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]،

                            قال ابن القيم رحمه الله: (لو كشف الله الغطاء لعبده.. وأظهر له كيف يدبر الله له أموره.. وكيف أن الله أكثر حرصاً على مصلحة العبد من العبد نفسه.. وأنه أرحم به من أمه.. لذاب قلب العبد محبة لله ولتقطع قلبه شكراً لله).


                            ((اللَّهم زدنا إيماناً ويقيناً وفهماً))

                            تعليق


                            • #15
                              رد: رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)




                              في رمضان يسعى المسلم إلى التقرب إلى ربه، ومن أعظم تلك الأعمال كثرة السجود،
                              عن رَبِيعَة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ : " كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ ، فَقَالَ لِي : سَلْ ، فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ : أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، قُلْتُ : هُوَ ذَاكَ ، قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ) رواه مسلم في " صحيحه " (489) .
                              يقول الإمام النووي رحمه الله :
                              " فيه الحث على كثرة السجود والترغيب به ، والمراد به السجود في الصلاة " .
                              انتهى من " شرح مسلم " (4/206) .
                              وقوله عليه الصلاة والسلام : ( بكثرة السجود ) يُفهم في إطار القاعدة التي تحكم كثيرا من الأحاديث النبوية الواردة في ترتيب الأجور على الأعمال ، أن من زاد ، زاد الله في حسناته ، ومن نقص نال من الأجر بقدر ما عمل ، فمن يستكثر فالله عز وجل يعطيه أكثر وأكثر ، كما قال أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذًا نُكْثِرُ . قَالَ عليه الصلاة والسلام : اللَّهُ أَكْثَرُ ) رواه الترمذي رقم (3573) وقال : حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وصححه الألباني في " صحيح الأدب المفرد " برقم (550) .


                              عن معدان بن أبي طلحة قال : " لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ - أَوْ قَالَ قُلْتُ : بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ - فَسَكَتَ ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ : سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً ) رواه مسلم في " صحيحه " (488).




                              الدعاء في السجود مستحب
                              بدلالة قوله وفعله صل الله عليه وسلم، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صل الله عليه وسلم قال:
                              أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء. رواه مسلم.
                              وعند مسلم ـ أيضا ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم كان يقول في سجوده:
                              اللهم اغفر ذنبي كله، دقه وجله، أوله وآخره، وعلانيته وسره.
                              ولا بأس أن يدعو العبد ربه بما شاء من حوائجه فإن الطلب من الله والتذلل له مقتضى الألوهية والتعبد لله عز وجل ، وإجابة الداعي من مقتضى ربوبية الله سبحانه لجميع خلقه ، ومتى استشعر العبد ذلك عظم في قلبه نور التوحيد والإيمان وفزع إلى ربه في كل ما يهمه من أمور دينه ودنياه ومن كانت هذه حاله فليبشر وليؤمل خيرا .
                              فالسجود موضع من المواضع التي يرجى فيها الإجابة


                              المصدر
                              مموقع الاسلام سؤال وجواب وموقع المسلم


                              تعليق

                              يعمل...
                              X