إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المُـعلم أمة في واحد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: المُـعلم أمة في واحد


    المعوق الثالث : الحواجز المصطنعة
    يحيط بعض المعلمين نفسه بسياج وهمي وحاجز مصطنع ، يمنعه من التعامل والتأثير على فئة وقطاع عريض من الطلبة ، فأحياناً يتصور أن تأثيره وجهده لا يتجاوز الطلبة المشاركين معه في الجمعية المدرسية ، أو فئة خاصة من الطلبة ( أهل الاستقامة والصلاح ) ولو كان الأمر يقف عند مجرد نظرته لهان ، لكن هذه النظرة تولد سلوكاً يشكل عائقا له عن التأثير والتوجيه ، ثم يتحول الأمر إلى شعور متبادل فيشعر الطلبة أنهم معزولون عن هذا المعلم أو ذاك ، ويتحدث المعلم في فصله أمام ثلاثين طالباً وهو يشعر أنه لايخاطب إلا الفئة الجادة ، فيحرم الغالبية من توجيهه .

    هذا جانب بسيط من جوانب الحواجز المصطنعة ، ولو توسعنا في هذا المعوق الذي نجده منتشراً عند كثير من المعلمين الأخيار، وهذه الجوانب الأخرى لها أبعادها وتأثيراتها وأسبابها غير الحقيقية ، منها :
    * التواضع الكاذب : فتجده يعتذر دائماً بأنه ضعيف لا يستطيع تحمل المسؤولية ، أو هو أقل مما يؤمل منه .
    * الكسل : وأكثر منشأه من الترف والدعة ، والتبسط إلى الدنيا ، والعب من شهواتها وملاذها، وهو بلا شك مؤد إلى العجز ولابد .
    * السآمة والملل : فكثير من المعلمين تجده يتحجج بهذه الحجة، ودائماً يردد : مللت ! ، وبعضهم يبدأ العمل ثم يقف، ويقول: أريد أن أغير نوع الدعوة، وإذا قيل له، قال : مللت . أريد عملاً دعوياً آخر ، وهذا بخلاف منهج الأنبياء والعظام الذين بذلوا جهوداً كبيرة لمدة طويلة بلا يأس ولا ملل ، وأوضح مثال على هذا نبي الله نوح _عليه الصلاة والسلام_ فكم مكث في قومه يدعوهم؟ وكم جرب من أنواع وأساليب الدعوة؟ وكم صبر وصابر؟
    * التردد : وهو من الأسباب المصطنعة والموصلة للعجز ، وذلك لأن المتردد قلما يعزم على أمر ، وإذا عزم على إبرام أمر فإنه قلما يمضيه ، فيظل يراوح مكانه ، تأتيه الفرصة تلو الفرصة وهو عاجز عن اقتناصها، بل هو مشغول عن الجديدة بالتحسر على تردده في أمر القديمة ، وهكذا يظل عمره عاجزاً عن الوصول إلى معالي الأمور .
    * الخوف : سواء الخوف من النجاح في العمل ، أو الخوف من الناس، وهذا السبب من قلت الثقة والتوكل على الله _سبحانه وتعالى_ .
    * الغموض في الهدف : فلا يعرف ماذا يريد ، ولا ما هي أهدافه ، ولا يعرف كيف يصل إلى هذا الهدف، وهذا من الأسباب المصطنعة عند بعض المعلمين والمربين .
    ولتوضيح خطر هذا المعوق أذكر لك بعض الأمور التي ستترتب عليها - إن لم تكن كلها فستكون أكثرها موجودة في من يتصف بهذه الصفات أو تنطبق عليه بعض الأسباب :
    * ترك الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
    * تشويش الأولويات : إذ يظل يدور عامة حياته في حلقة مفرغة من الأعمال المفضولة لا يخرج منها إلى الأعمال الفاضلة إلا قليلاً .
    * كثرة الطعن في زملائه العاملين .
    * ضعف العلم : لأن العلم يحتاج إلى تزكية، وتزكيته بالعمل به ومن العمل الدعوة .
    * ضياع الأوقات .
    * تغير الأهداف : ونزولها حتى تصل إلى مرحلة تكون أهدافه أهدافاً تافهة .
    * كثرة خلف الوعد : ويستغل هذا للتهرب من العمل والعاملين .
    * كبت المواهب : فالله _سبحانه وتعالى_ قد أعطى كل إنسان مواهب وقدرات ، وبتخلف هذا المعلم عن تفجير الطاقات الموجودة بداخله سيؤدي إلى كبتها .
    * ضعف الإنتاج : فعند تخلف كثير من العاملين عن مجال العمل سيترتب عليه شح في الطاقات مما يسبب في ضعف الإنتاج ، فالثغور كثيرة والحاجة ماسة والعاملون قلة، والله المستعان .

    أما علاج هذا المعوق فتكون بطرق كثيرة، منها :
    1- التوكل على الله _سبحانه وتعالى_ .
    2- القراءة المستمرة في كتب التراجم : وهي التي تعنى بسير حياة الأشخاص الأعلام المؤثرين في مجتمعاتهم تأثيراً تجاوز حدود الزمان والمكان، فالاطلاع على هذه السير يورث المرء حماساً عظيماً محاولة منه للحاق بركب أولئك الأكابر الأعاظم.
    3- الزيارة لأهل الصلاح أولي الهمم العالية : إذ المرء إن رأي قرينًا له يفوقه في عبادته أو زهده أو جهاده أو ثقافته أو دعوته فإنه يتأثر به غالباُ، وهذه طبيعة النفس الإنسانية ، لذلك كان الصحابة – رضي الله عنهم – خير جيل أخرج للناس قاطبة، وذلك لأنهم صاحبوا خير رسول أرسل للبشر _صلى الله عليه وسلم_ .
    4- العزيمة والإصرار على مجاوزة العجز وهذه الحواجز : وذلك لأن المعلم إن لم يكن عنده عزيمة وإصرار على مجاوزة عجزه فإنه يراوح مكانه ولايتقدم أبداً ، ومن كان يملك عزيمة وإصراراً على تجاوز عجزه فإنه سينجح – بإذن الله تعالى – ويجوز تلك القنطرة النفسية الصعبة .
    5- وضع هدف سام يحاول الوصول إليه دائماً : فكلما سما هدف المرء ضاعف جهده للوصول إليه ، ولذلك يلحظ على أكثر العاجزين أنهم لا هدف لهم إطلاقاً أو أن أهدافهم تافهة حقيرة لا قيمة لها، ويرى أن أكثر العظماء كانت لهم أهداف عظيمة حاولوا الوصول إليها ، فأفلحوا تارة وأخفقوا أخرى ، لكن فلاحهم – إذا أفلحوا – شيء عظيم .

    أيها المعلم الكريم ، إن السعي للوصول إلى الهدف السامي يضمن لك ثلاثة أمور- بإذن الله تعالى - :
    الأول : الدرجات العظيمات في الآخرة .
    الثاني : الثبات على المنهج الصحيح .
    الثالث :
    حسن الذكر والثناء بعد الموت ، الجالب بدوره لدعاء الصالحين ، واستغفار المستغفرين .

    تعليق


    • #17
      رد: المُـعلم أمة في واحد

      جميل جزاكِ الله خيرًا
      عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

      تعليق


      • #18
        رد: المُـعلم أمة في واحد


        المعوق الرابع : النظرة المتشائمة
        لا جدال أن واقع الشباب اليوم لا يسر مسلماً ، وأن شقة الانحراف قد اتسعت لتشمل رقعة واسعة من خارطة حياة الشباب المعاصرة .
        ولكن أيعني ذلك أن الخير قد أفل نجمه ؟ وأن الشر قد استبد بالناس ؟ أليست هناك صفحات أخرى من حياة أولئك المعرضين غيره هذه الصفحات الكالحات ؟ ألم يقل النبي _صلى الله عليه وسلم_ : " إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم" ؟
        كثير من الشباب يعود للجادة ، ويستقيم أمره فيسير في قوافل التائبين .
        إن علينا ألا ننظر لجانب واحد ، ولكن لننظر لجميع الجوانب الفاسد منها والصالح حتى نستطيع أن نقيم الوضع ونقيم أنفسنا .

        تعليق


        • #19
          رد: المُـعلم أمة في واحد


          المعوق الخامس : التركيز على النقد
          فكثير من المعلمين يغرق الطلاب بجانب الفساد الموجود لديهم ، ويركز على قضية الأخطاء والمنكرات التي يفعلونها ، ويغفل الجانب الآخر مما يولد لديهم شعور الإحباط وعدم القدر على الخلاص، وكل ذلك بالتركيز المباشر على النقد من المعلم للطلاب .
          وكان الأجدر بدلاً أن أقول : أنتم تتهاونون في المعاصي ، وتقعون في المنكرات الصغيرة والكبيرة ، ولا تخافون الله ، لو حدثتهم بدل ذلك عن شؤم المعصية ونتائجها الوخيمة دون أن أشير إليهم من قريب ولا بعيد ، أفلا يفهم العاقل أن هذا ينطبق عليه؟

          وبدلاً من أن أحدثهم عن التهاون في النظر الحرام وتهافتهم عليه ، لو حدثتهم عن فوائد غض البصر ، وعن النتائج الوخيمة التي تترتب على إطلاقه أفلا يدرك المراد؟
          هناك فرق بين أن أقول للطلاب: هذا الفعل خطأ وأنكر عليهم أفعالهم ، حتى لو كان الإنكار مباشراً وحتى لو كان بالاسم الصريح لو استدعى الأمر ، وبين أن يكون العادة التي ينكر بها المعلم على الطلاب هي التركيز بالنقد .

          تعليق


          • #20
            رد: المُـعلم أمة في واحد


            المعوق السادس : التربية الأسرية الخاطئة للطالب

            وقد لا يقف الأمر عند ذلك، بل قد تجد من الآباء والأمهات من تعارض وتخطئ قول المعلم حتى ولو كان صحيحاً صواباً ، والسبب أن هذا يخالف ما عليه الأسرة من طريق الحياة .
            وقد يكون الجو الأسري جواً غير مساعد على التكيف مع ما يطرحه المعلم من وسائل إصلاحية تربوية، فتجد المعلم مثلاً يتكلم عن حكم الدخان، وإذا ذهب الابن للمنزل وجد أباه مدخناً أوأخاه الكبير أو قد يجد أمه – والعياذ بالله – ممن يتعاطى هذا السم ، أو يتكلم عن حكم الغناء، فتجد البيت يهتز من ارتفاع أصوات المزامير الغنائية فيه، أو يتكلم عن الصلاة ويجد البيت كله أو بعضه لا يصلي مما يسبب معوقا للمعلم في تغيير واقع الطالب إلى الأصلح .

            تعليق


            • #21
              رد: المُـعلم أمة في واحد

              المعوق السابع : الصحبة السيئة
              وهذه من أشد المعوقات على المعلم ، فإذا استطاع أن يخلصه من هذا الواقع الذي يعيشه سيكون الطالب بعدها أقرب من وقت سابق ، وهل أهلك أبا طالب إلا أصدقاء السوء ؟
              وفي هذا يقول _عليه الصلاة والسلام_ : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" .
              ولإزالة هذه المعوقات أخلص أولاً النية لله ، وتوكل على الله ثانياً ، واجعل هذا المعوق الذي أعاقك هو ذات السبب الذي سيعينك على الجد والمثابرة والثبات .

              تعليق


              • #22
                رد: المُـعلم أمة في واحد

                المراجع : -
                1- صحيح جامع بيان العلم وفضله للحافظ ابن عبدالبر
                2- المدرس ومهارات التوجيه للشيخ محمد بن عبدالله الدويش
                3- المعلم الأول _صلى الله عليه وسلم_ للمؤلف فؤاد الشلهوب
                4- مع المعلمين للشيخ محمد بن ابراهيم الحمد
                5- المستند التربوي الجديد للنهوض بالسلوك الحميد للأستاذ صالح بن عبدالرحمن القاضي .
                6- تنمية المهارات الشخصية والدعوية للمؤلف زاهر أبو داود
                7- كيف تكون معلماً ناجحاً ؟ للأستاذ احمد بن عبدالرحمن الشميمري
                8- عجز الثقات للدكتور : محمد موسى الشريف .

                تعليق


                • #23
                  رد: المُـعلم أمة في واحد


                  تعليق


                  • #24
                    رد: المُـعلم أمة في واحد

                    المشاركة الأصلية بواسطة منآيا أوصلك يارب مشاهدة المشاركة
                    جميل جزاكِ الله خيرًا

                    وخيرا جزاك أختى

                    تعليق

                    يعمل...
                    X