إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات





    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم،
    أما بعد..


    فأحييكم جميعًا أبنائي وبناتي الكرام الأفاضل

    حياكم الله وبياكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم، ويسَّر لنا ولكم أبوابًا وطُرقًا للعلم النافع..
    ننتفع به أولًا، ثم ننفع به كثيرًا من الناس؛ ندعوهم إلى الله تعالى ونحن على بصيرة وهداية ونور.

    فالعلم نور كما تعلمون، وهِبةٌ من الله تعالى، يهبه لمن يشاء ممن أخلصوا في الطلب والسعي،

    وأسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في النوايا وفي القول وفي العمل، إنه ولي ذلك ومولاه.


    قال عبد اللهّ بن مسعود رضي الله عنه:
    «إِنَّ الرَّجُلَ لَا يُولَدُ عَالِمًا ، وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ » [1]

    ونظم هذا المعنى الإمام الشافعي -رحمه الله- فقال:

    تَعَلَّمْ فَلَيْسَ المَرْءُ يُولَدُ عالِمـاً
    ... ولَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كمَنْ هو جاهِلُ
    وإنَّ كَبِيَر القومِ لا عِلـْمَ عِنْدَهُ
    ... صَغِيرٌ إذا الْتَفَّتْ عليه المَحافِـلُ
    وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِماً ... كَبيـرٌ إذَا رُدَّتْ إليـهِ المحَافـِلُ











    والحديث عن العلم والتعلم أبوابه واسعة؛ لكن دعونا نتحدث عن أحد مراحله،
    وهي الامتحانات الفاصلة في نهاية كل مرحلة تعليمية


    ولا شك أنَّ الكل منا يطمع ويتمنى التوفيق والنجاح في الامتحانات أو الاختبارات

    إذن فالحديث موجه وشامل لكل مراحل التعليم، فيما يتعلق بالاستعداد للامتحانات
    والحديث أيضًا سيكون عن الاستعداد الجيد والأفضل بإذن الله.

    والاستعداد الجيد للامتحانات له نقاط محدَّده يجب التركيز عليها؛ فقد قالوا قديما في الأمثال:

    من طلب العلا سهر الليالي.
    لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
    عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.
    في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.
    من جدّ وجد ، ومن زرع حصد ، ومن سار على الدرب وصل.







    وبداية.. فهيا بنا نضع أيدينا على بعض أهم هذه النقاط، استعدادًا للامتحانات:


    أولًا: الإخلاص لله تعالى

    ثانيًا: الاستعانة بالله والتوكل عليه

    ثالثًا: عُلُوّ الهمَّة

    رابعًا: التفاؤل بقوة في تحقيق النجاح بأمر الله


    خامسًا: الاجتهاد في المذاكرة والتحصيل

    سادسًا: المحافظة على الطاعات والبُعْدُ عن الذنوب

    سابعًا: عدم الغش في الامتحانات

    ثامنًا: عند يوم الامتحان عليكم بالآتي:

    ١- الاستيقــاظ مبكرًا.
    ٢- أخذ حمــام لتنشيط الجسم.
    ٣- صلاة الفجــر في جماعة، ولا تنسى الذكر بعد الصلاة، ثم أذكار الصباح.
    ٤- تناول طعــام الإفطار ، لأنه في غاية الأهمية.
    ٥- استعراض الخطوط العامة والعناوين المهمة والموضوعات التي ستمتحن فيهــا والتركيز على النقـاط الصعبة في أثناء هذا الاستعراض السريع.
    ٦- الخروج قبل موعد الامتحان بوقت كــاف تحسبًا لمــا يطرأ ويقع أثناء الطريق إلى مكان الامتحان، المدرسة ــ المعهد ــ الكلية ــ الجامعة.
    ٧- لا تنسى دعاء الخروج من المنزل فهو يبارك عمل ذلك اليوم.
    ٨- عدم الانشغال بشيء سوى الامتحان.
    ٩- الجــلــوس فـي مكــــان الامتحان مع التوكل على الله ثم الثقة في النفس.








    ونقف عند النقطة الأولى تـأمُّـــلًا، وهي الإخلاص لله، الذي عليه مدار كل شيء في حياة الإنسان
    فهو مفتاح السعادة وبلوغ أعلى الغايات في الدنيا و الآخرة.


    والإخلاص يستلزم منَّا تجديد النية والعهد مع الله؛ فلن تستقيم أحوالنا إلا بالنية الخالصة لله تعالى في أعمالنا كلها

    ولعل أقرب ما يُذكِّرنا بذلك هو خوض الامتحانات أو الاختبارات، بل أعتقد أنه من اللازم علينا ربط الأحداث معًا عند كل امتحان نُقبِل عليه!!


    أعني بذلك -على سبيل المثال- التفكُّر جيدًا في معنى هذا المثل:

    ... عِنْدَ الامْتِحَانِ يُكْرَمُ المَرْءُ أَويُهانُ ... [2]

    فمنذ صغري وأنا أسمع هذا المثل كثيرًا، وبالتحديد في المرحلة الابتدائية، وبالأخص عند كل امتحان كنت أذهب إليه؛
    كانت المعلمة حينها تُردد على مسامعنا هذا المثل، وهي تقرأ علينا الأسئلة أولًا للتوضيح، ثم تكرره قبل أن يبدأ كل منا في الإجابة.

    و اِمتِحان: ( اسم ) ، و الجمع: امتحانات ، و الامْتِحَانُ أي: الاختبارُ ، أو الابتلاءُ

    ففي الدنيا و
    عند الامتحان؛ يُختبَرُ الْمُمْتَحَن لِلتَّأكُّدِ مِنْ مَعَارِفِهِ وَمَعْلُومَاتِهِ وَلِمَعْرِفَةِ مُسْتَوَاهُ في مَجالٍ مُعَيَّنٍ.

    وفي الدنيا و
    عند الامتحان أيضًا؛ يُبْتَلَى الْعَبْدُ مِنْ ربِّه لاخْتِبَارِ صِدْقِهِ وقُوَّة إيمَانِهِ.

    إذن هما نوعان من الامتحانات في الدنيا
    - أحدهما تستعد وتتأهب له تمامًا، وتذهب إليه برغبتك

    - والآخر يأتيك فجأة؛ فيبتليك به المولى تبارك وتعالى دون تأهب منك أو استعداد



    هذه المقابلة بين الاثنين تدفعنا للتأمل والتفكر والتدبر
    فكما يستعد كل منا للامتحانات -بمختلف المراحل-؛ يجب الاستعداد أيضًا لأمــــران هــامَّـــــــان؛

    - استقبال الابتلاءات في الدنيا بنفسٍ راضيةٍ شاكرةٍ لربها،
    - والاستعداد ليوم العرض على مالك الملك ذو الجلال والإكرام، حينما يَسْأَلُ كُلَّ واحدٍ منَّا؛ سُؤالَ المُحاسَبَة
    وعرض أعمالنا ووضعها على الميزان، ثم المآل؛ إمَّـــــا للجنـَّــــــــةِ أو النـَّــــــــــار!!


    وهنا أطرح سؤالًا:

    عند الاستعداد للامتحانات في أي مرحلة دراسية، ثم خوضها، وانتظار النتيجة بترقب؛
    هل نتفكر في أحوالنا عند السؤال يوم القيامة؟!

    من هنا تكون البداية الصحيحة والاستعداد الجيد والأمثل لخوض الامتحانات بأنواعها في الدنيا؛ بالجمــع بيـــــن:
    الاستعداد للامتحانات الدراسية، تدرجًا لأعلى مستوياتها، أو امتحانات الحصول على عمل ما،

    و الاستعداد للامتحانات التي يبتلينا الله بها، ثم الاستعداد للحساب في الآخرة.


    تأملوا معي قول الله تعالى:
    { أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى } الحجرات: 3

    قال الإمام السعدي رحمه الله:
    ثُمَّ مَدَحَ مَنْ غَضَّ صَوْتَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِأَنَّ اللَّهَ امْتَحَنَ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى، أَيِ: ابْتَلَاهَا وَاخْتَبَرَهَا، فَظَهَرَتْ نَتِيجَةُ ذَلِكَ،
    بِأَنْ صَلَحَتْ قُلُوبُهُمْ لِلتَّقْوَى، ثُمَّ وَعَدَهُمُ الْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِهِمُ، الْمُتَضَمِّنَةَ لِزَوَالِ الشَّرِّ وَالْمَكْرُوهِ، وَالْأَجْرِ الْعَظِيمِ، الَّذِي لَا يَعْلَمُ وَصْفَهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى،
    وَفِي الْأَجْرِ الْعَظِيمِ وُجُودُ الْمَحْبُوبِ، وَفِي هَذَا، دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ يَمْتَحِنُ الْقُلُوبَ، بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْمِحَنِ،
    فَمَنْ لَازَمَ أَمْرَ اللَّهِ، وَاتَّبَعَ رِضَاهُ، وَسَارَعَ إِلَى ذَلِكَ، وَقَدَّمَهُ عَلَى هَوَاهُ،
    تَمَحَّضَ وَتَمَحَّصَ لِلتَّقْوَى، وَصَارَ قَلْبُهُ صَالِحًا لَهَا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ، عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَصْلُحُ لِلتَّقْوَى.
    أ.هـ



    وتأملوا قوله تعالى:
    { وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } آل عمران: 154

    قال الإمام السعدي رحمه الله:
    أَيْ: يَخْتَبِرَ مَا فِيهَا مِنْ نِفَاقٍ وَإِيمَانٍ وَضَعْفِ إِيمَانٍ، وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ، وَمَا تَأَثَّرَ عَنْهَا مِنَ الصِّفَاتِ غَيْرِ الْحَمِيدَةِ.
    وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ أَيْ: بِمَا فِيهَا وَمَا أَكَنَّتْهُ، فَاقْتَضَى عِلْمُهُ وَحِكْمَتُهُ أَنْ قَدَّرَ مِنَ الْأَسْبَابِ، مَا بِهِ تَظْهَرُ مُخَبَّآتُ الصُّدُورِ وَسَرَائِرُ الْأُمُورِ.
    أ.هـ


    وتأملوا قوله تعالى:
    {
    فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴿٧﴾ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴿٨﴾ وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴿٩﴾
    وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴿١٠﴾ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴿١١﴾ وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا ﴿١٢﴾ } الإنشقاق




    وتأملوا معي أيضًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " إنَّ اللهَ تعالى يَبتلِي العبدَ فيما أعطاهُ ، فإنْ رضِيَ بِما قسَمَ اللهَ لهُ بُورِكَ لهُ فيه ووسَّعَهُ ، وإنْ لمْ يرْضَ لمْ يُبارَكْ لهُ ، ولمْ يَزِدْ على ما كُتِبَ لهُ " [3]

    الراوي: رجل من بني سليم المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1837
    خلاصة حكم المحدث: صحيح







    أبنائي وبناتي الأفاضل الكرام
    فليحرص الجميع على التأهب الدائم والاستعداد الأمثل لكل امتحان


    دقِّقوا وأمعنوا في النظر والبحث حولكم، ستجدون المتفوقين وأوائل الخريجين أغلبهم من الملتزمين المتدينين المحافظين على دينهم
    هؤلاء فطنوا وتنبهوا -بتوفيق الله لهم- لحقيقة الدنيا واستعدوا للآخرة، فأنعم الله عليهم بالتفوق على من حولهم، ولهم البشرى بإذن الله في الآخرة.


    ومازلنا نقف عند أهم النقاط استعدادًا للامتحانات، ألا وهي الإخلاص لله تعالى بإخلاص النية له سبحانه

    فاسأل نفسك دائما عند تحصيلك لأي أنواع العلوم، لماذا أدْرُسُ هذا العلم؟
    لتكون إجابتك دائمًا حاضرة مع نيتك المُتجدِّدة:
    تزودًا من الدنيا للآخرة

    لأنَّ العلوم بأنواعها ترفع قدر صاحبها، ولأن العلم والفهم الصحيح يجعل لصاحبه قوة تحتاجها الأمة الإسلامية،
    كما قال سيدنا ومعلمنا محمد صلى الله عليه وسلم:
    "
    المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ ، وفي كلٍّ خيرٌ ،
    احرِص على ما ينفعُكَ ، واستِعِن باللَّهِ ولا تعجِزْ ، وإن أصابَكَ شيءٌ ، فلا تقُل : لو أنِّي فعلتُ كان كذا وَكَذا ،
    ولَكِن قل : قدَّرَ اللَّهُ ، وما شاءَ فعلَ ، فإنَّ لو تَفتحُ عملَ الشَّيطانِ
    " [4]
    الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2664
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ المؤمنَ القويَّ، أي: القادرَ عَلى تَكثيرِ الطَّاعةِ
    خَيرٌ وأَحبُّ إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ منَ المُؤمنِ الضَّعيفِ، أيِ: العاجزِ عنهُ، وَفي كُلٍّ خيرٌ، أي: أَصلُ الخَيرِ مَوجودٌ في كُلٍّ مِنهُما.

    فـ
    القُوَّةُ المحمودةُ تَحتمِل وُجوهًا عديدةً؛
    منها
    القُوَّة في الطَّاعةِ لشِدَّة البَدنِ وصلابتِه، فيكون أكثرَ عملًا، وأطولَ قيامًا، وأكثر صيامًا وجهادًا وحجًّا.
    ومِنها
    القوَّة في عَزيمة النَّفسِ؛ فيكون أقدمَ على العَدوِّ فى الجِهاد وأشدَّ عزيمةً فى تغييرِ المنكَر والصَّبر على إيذاءِ العدوِّ،
    واحتمالِ المكروهِ والمشاقِّ في ذات الله.
    ومنها
    القوَّةُ بالمالِ والغِنَى؛ فيكون أكثرَ نفقةً في الخير وأقلَّ ميلًا إلى طلب الدُّنيا، والحِرص على جمْعِ شيءٍ فيها.
    ومنها
    القُوَّة في العِلْم؛ فيزداد مَعْرِفَة باللهِ وخشية منه سُبْحَانه، وينْفع النَّاس والمُجتمع...
    وغير ذلك مِن وجوهِ القُوَّة.








    والآن!! أبنائي وبناتي الأفاضل الكرام..
    دعونا نعرج مرة أخرى إلى ما ذكرناه من بعض النقاط الهامة استعدادًا للامتحانات:


    أولًا: الإخلاص لله تعالى
    ثانيًا: الاستعانة بالله والتوكل عليه
    ثالثًا: عُلُوّ الهمَّة
    رابعًا: التفاؤل بقوة في تحقيق النجاح بأمر الله
    خامسًا: الاجتهاد في المذاكرة والتحصيل
    سادسًا: المحافظة على الطاعات والبُعْدُ عن الذنوب
    سابعًا: عدم الغش في الامتحانات

    وكما ذكرت لكم أن أهمَّها النقطة الأولى؛ فالإخلاص يجمع بين النية و القول و العمل

    فمن أخلص النية لله تعالى في كل أفعاله، في حركاته وفي سكناته؛
    لن يخرج قوله عن القول السديد الذي سيُثاب عليه خيرًا بأمر الله، ولن يخرج عمله إلا عن كل ما يُرضِي الله سبحانه جلَّ في علاه.

    وبحرصك على الإلتزام التام بالنقاط الستتة الأولى تتابُعًا؛ سيوفقك الله إلى الإلتزام بـ النقطة السابعة، وهي عدم الغش في الامتحانات.

    كيف لا وقد أخلصت لله تعالى، واستعنت به سبحانه، وعَلَتْ هِمَتُكَ، وتفاءلت بتحقيقك للنجاح، واجتهدت في تحصيلك للعلوم،
    ثم حافظت على الطاعات وابتعدت عن الذنوب؟!


    أَلَا تعلم أن المحافظة على كل هذه الأعمال ستُزيد من إيمانك؟، وبخاصة الأخيرة..

    فقد أجمع علماء أهل السنة والجماعة على أن الإيمان يزيد وينقص:
    كَمَا رَوَى الإمامُ الْبُخَارِيّ في صَحِيحِه (كتاب الإيمان):
    (لَقِيتُ أَكْثَرَ مِنَ أَلْفِ رَجُلٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِالْأَمْصَارِ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ يَخْتَلِفُ فِي أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ ، وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ). أ.هـ

    وكما قال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله:
    (أجمع سبعون رجلا من التابعين وأئمة المسلمين وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكر أموراً، منها:
    الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية
    ). أ.هـ [5]

    ثـُــمَّ، ألا تعلم أن تحقيقك لبلوغ هذه النقاط الستة سيوصلك إلى جانب كبير من الاطمئنان؟!

    فكيف إذن لعبد زاد إيمانه بالله -توفيقًا منه سبحانه-، وحلَّ بقلبه الاطمئنان أن يفكر أو يُقْدِم على الغش؟!!

    أعتقد أن هذا من المستحيل، ولاشك أن الغش حرام قطعًا، كما أفتى بذلك العلماء..

    قال الشيخ بن باز رحمه الله:
    (الغش في الامتحان مُحَرَّمٌ ومُنْكَرٌ كالغش في المُعاملات، وقد يكون أعظم من الغش في المعاملات؛ لأنه قد يحصل له وظائف كبيرة بأسباب الغش،
    فالغش مُحرم في الامتحانات في جميع الدروس، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (من غشنا فليس منا)،
    ولأنه خيانة، والله يقول جل وعلا:{
    يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } الأنفال: 27،
    فالواجب على الطلبة في أي مادة ألا يغشوا ويجتهدوا في الاستعداد، حتى ينجحوا نجاحاً شرعياً،...
    ) [6]

    وبما أننا نتحدث عن الاستعداد الجيد للامتحانات، ونربط بينها وبين الاستعداد ليوم السؤال في الآخرة والامتحان الأعظم والأكبر،
    فإن الحفاظ على هذه النقاط وأكثر منها سيضع أقدامنا على طريق الاستقامة والصراط القويم بإذن الله وتوفيقه،
    وسيجني صاحبه ثمار السعادة في الدارين، الدنيا والآخرة.

    لذلك، ولتقريب المعنى المُراد بإذن الله؛ بقي الحديث عن نقطتين:

    ففي النقطة السادسة بالحفاظ على دوام الإكثار من الطاعات والابتعاد عن الذنوب؛ سيُنعِمُ الله عليك بزيادة الإيمان، ويُسْعِدُ قلبك ونفسك بالاطمئنان
    ومع الاطمئنان لن تشعر إن شاء الله بأنواع القلق المصاحبة لكل امتحان، وباطمئنان النفس أيضًا ستكون من الفائزين يوم العرض على العزيز الرحمن،

    {
    يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾
    } الشعراء


    وفي النقطة الخامسة بالاجتهاد في المذاكرة والتحصيل سيعلو شأنك وتصل بأمر الله إلى أعلى المراتب في الدنيا
    وهذا تدريب عملي لكل مجتهد وحريص على الأخذ بالحسنيين، أن يربط أعماله وسعيه في الدنيا بالآخرة والحرص عليها.

    وإليكم مثال تقريبي:
    ففي مرحلة الثانوية العامة، وفي مراحل الجامعة
    يحرص كل من له هدف التفوق على تحصيل أعلى الدرجات في المواد الدراسية، باختلاف أسلوب كل طالب.

    وأفضل أسلوب أراه في الاستعداد الجيد للامتحانات هو التركيز على كل المواد الدراسية،
    بمعنى أنك في الثانوية العامة مثلًا تُـصنف المواد لنفسك وتُحدد منها مواد المجموع العالي ومواد النجاح؛
    لكن الأفضل للطالب المجتهد أن يُسوِّي بين جميع المواد ويُحدد لها أعلى مجموع، دون التفريق بين مادة وأخرى،


    كذلك لطلاب الجامعة؛ يجب عدم التفريق بين المواد وجعلها جميعًا مواد أعلى التقديرات.

    فلو ركز الطالب على أعلى المجاميع وأعلى التقديرات، ستنحصر النتيجة بين احتمالين:
    الأول هو الحصول على أعلى الدرجات بإذن الله،
    و الثاني هو الحصول على أعلى الدرجات لأغلب المواد وأقلها للأخرى.

    وبنفس هذا الأسلوب كتدريب عملي؛ يجب على كل مسلم أن يحدد لنفسه أهدافًا وغايات أعلى ليفوز في الآخرة برضا الرحمن وأعلى درجات الجِنان
    ولن يحدث ذلك إلا لأصحاب الهمم العالية في تحصيل أكبر قدر من الحسنات في اليوم والليلة كأنهم يُذاكِرون دروسهم استعدادًا للامتحانات.


    أرجو الله تعالى أن أكون وفِقت بفضله إلى تقريب وجهة نظري إليكم جميعًا يا أهل الخيرات كلها
    فقد أردت النصيحة لي أولا ولكم ثانيا بأن يكون هذا مبدأنا في حياتنا كلها.








    وأخيرًا فهذه نصيحتي لكل أبنائي وبناتي الفضلاء الكرام الذين يتأهبون للامتحانات:

    استعن بالله وتوكل عليه، ثم اجتهد بعلو همتك في المذاكرة والتحصيل؛
    لتملأ أوراق إجابتك يوم الامتحان بالإجابة الصحيحة على كل الأسئلة، فتحصل على أعلى الدرجات.

    واستعن بالله أيضًا واجتهد بعلو همتك في التزود من الدنيا للآخرة، بالأعمال الصالحة؛
    لتلقى كتابك بيمينك.. مملوءًا بالحسنات، وترقى في الجنة لأعلى الدرجات.










    أبنائي وبناتي الأفاضل الكرام..

    بِقَدْرِ الْكَدِّ تُكْتَسَبُ الْمَعَالِيْ ... وَمَنْ طَلَبَ الْعُلاَ سَهِرَ اللَّيَالِيْ
    تَرُوْمُ الْعِزَّ ثُمَّ تَنَامُ لَيْلاً ... يغُوْصُ الْبَحْرَ مَنْ طَلَبَ الَّلألِيْ
    عُلُوُّ الْكَعْبِ بِالْهِمَمِ الْعَوَالِيْ ... وَعِزُّ الْمَرْءِ فِيْ سَهَرِ اللَّيَالِيْ
    وَمَنْ رَامَ الْعُلاَ مِنْ غَيْرِ كَدٍّ ... أَضَاعَ الْعُمْرَ فِيْ طَلَبِ الْمُحَالِ
    تَرَكْتُ النَّوْمَ رَبِّيْ فِيْ اللَّيَالِيْ ... لأَجْلِ رِضَاكَ يَا مَوْلَى الْمَوَالِيْ
    فَوَفِّقْنِيْ إِلَى تَحْصِيْلِ عِلْمٍ ... وَبَلِّغْنِيْ إِلَى أَقْصَى الْمَعَالِيْ
    [7]










    هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل، ورزقنا وإياكم سعادة الدارين، والفوز والنجاح في الدنيا والآخرة
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



    ____________________________________________
    [1]جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر
    [2] مجمع الأمثال - رقم: 2557 / لأبو الفضل الميداني النيسابوري

    [3] صححه الإمام الألباني في: صحيح الجامع / الصفحة أو الرقم: 1869
    [4]
    رواه الإمام مسلم في صحيحه / الصفحة أو الرقم: 2664 ، شرح الحديث من موقع الدرر السنية
    [5] رواه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد (ص 228) وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/ 130) بلفظ أجمع تسعون
    [6] راجع باقي فتوى حكم الغش في الإمتحانات للشيخ بن باز: هنـــــا
    .....وللفائدة أيضًا، راجع هذه الفتاوى عن حكم الغش: هنــــــا ، و هنــــــا، و هنــــــا ، و هنــــــا
    [7] هذه الأبيات نسبها الغالبية إلى الإمام الشافعي رحمه الله، ونسبها البعض إلى المتنبي
    التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 30-11-2018, 11:54 AM.
    إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
    والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
    يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

    الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

  • #2
    رد: تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

    المشاركة الأصلية بواسطة لبنى أحمد محمد
    جزاكم الله الفروس الأعلى وطيب جهدكم

    اللهم آمين، ولكم بمثل
    بارك الله فيكم ورفع قدركم وحفظكم وجزاكم خير الجزاء
    إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
    والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
    يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

    الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

    تعليق


    • #3
      رد: تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

      جزاكم الله خيرا
      اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ



      تعليق


      • #4
        رد: تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

        المشاركة الأصلية بواسطة محمد السعدنى مشاهدة المشاركة
        جزاكم الله خيرا
        بارك الله فيك ورفع قدرك وحفظك وجزاك خير الجزاء
        إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
        والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
        يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

        الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

        تعليق


        • #5
          رد: تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          ما شاء الله
          أحسنت يا شيخ أحسن الله إليك ونفع بك
          وجزاك عنَّا خير الجزاء


          قال الحسن البصري - رحمه الله :
          استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
          [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


          تعليق


          • #6
            رد: تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

            المشاركة الأصلية بواسطة أبوالمعالـي مشاهدة المشاركة
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            ما شاء الله
            أحسنت يا شيخ أحسن الله إليك ونفع بك
            وجزاك عنَّا خير الجزاء

            اللهم آمين، ولك بمثل يا أخي الفاضل الكريم
            أحسن الله لنا ولكم في الدنيا والآخرة، وجمعني بكم بالفردوس الأعلى من الجنة
            إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
            والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
            يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

            الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

            تعليق


            • #7
              رد: تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

              المشاركة الأصلية بواسطة طالبة للعزة
              جزاكم الله خيرا
              وجزاكم الله خير الجزاء
              إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
              والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
              يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

              الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

              تعليق


              • #8
                رد: تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

                المشاركة الأصلية بواسطة سوزان
                جزاكم الله خيرا
                ونفع بكم
                اللهم آمين..
                جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
                إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                تعليق


                • #9
                  رد: تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

                  المشاركة الأصلية بواسطة رسولى أندى العالمين
                  عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  جزاكم الله خيرًا ورفع قدركم
                  موضوع طيب
                  وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وحفظكم
                  إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                  والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                  يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                  الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                  تعليق


                  • #10
                    رد: تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

                    المشاركة الأصلية بواسطة اللهم اجعلنى لك كما تريد
                    جزاكم الله خير وبارك فيكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين
                    اللهم آمين
                    وجزاكم الله خير الجزاء وحفظكم ورفع قدركم
                    إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                    والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                    يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                    الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                    تعليق


                    • #11
                      رد: تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

                      ربنا..والله يبارك فيك...وجميعنا.يارب.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: تأهب للامتحانات ، واجعلها هدفا لأعلى الغايات

                        المشاركة الأصلية بواسطة نفسي اتوب انا م الذنوب مشاهدة المشاركة
                        ربنا..والله يبارك فيك...وجميعنا.يارب.
                        اللهم آمين آمين
                        وفيك بارك الله وحفظك وجزاك خير الجزاء
                        إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                        والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                        يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                        الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                        تعليق


                        • #13
                          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          جزاك الله خير الجزاء
                          والدنا الفاضل
                          وجعل طرحك المبارك
                          في موازين حسناتك

                          تعليق

                          يعمل...
                          X