إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (3) سورة النور


    سورة النور هي سورة العفّة كما قال غير واحد من الأئمة،
    فمن أراد أن يأوي إلى حصون العفة من جنود الشهوات، فليأوي إليها،
    وأنصح هنا بقراءة الرسالة القيمة التي كتبها أخي الشيخ المتدبر/ عصام بن صالح العويد بعنوان (أسوار العفاف) فقد جلّى شيئاً من أسرار هذه السورة العظيمة.



    وهذا أحد حصون العفة في هذه السورة، وحماية المجتمع من العبث بالأعراض:
    وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا [النور: 4، 5].





    مع عظيم البليّة، وشدة الفرية في قضية الإفك، إلا أن الله تعالى – العليم الحكيم الرحيم – قال:
    لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [النور: 11]
    فأي مصيبة في الدنيا عند مصيبة العرض النبوي تهون،
    ومع هذا يقول الله: بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [النور: 11]
    وصدق ربي، فكم من الخيرات التي تحققت من هذه الفتنة!َ




    .منهج قرآني في تلقي الأخبار، وخاصة تلك التي تتعلق بأعراض الصالحين:
    لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ [النور: 12]
    فكما تحب أن يظن الناس بك خيراً لو أشيعت عنك إشاعة كاذبة، فكذلك كن حينما تسمع عن غيرك مثل هذا.



    .من أعظم العلاجات القرآنية لداء الشائعات:
    إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ
    [النور: 15]
    فنسب الله القول فيه للأفواه، إشعاراً بأنه غير متيقن،
    ثم قال سبحانه : يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [النور: 17]
    فالإيمان الصادق يعصم صاحبه من الولوغ في الأعراض بغير حق.

    ويلٌ لأهل الفضائيات الماجنة من وعيد قاله رب السماوات والأرض:
    إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النور: 19].



    الشيطان لا يعرض المعصية الكبيرة على العبد مباشرة:
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ بل يزينها بخطوات أولى، حتى يصل إلى غايته: وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور: 21].



    أيها العفيف! أيتها العفيفة!
    لا تظنوا أن سلامتكم من مستنقع الشهوات الآسن بحولكم وقوتكم،
    بل هذا كلّه محض فضل الله عليكم:
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ [النور: 21].




    إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ [النور: 23 - 25]
    إذا كان هذا الوعيد العظيم فيمن رمى امرأة من عامة المؤمنات،
    فكيف بمن يرمي واحدةً من أمهات المؤمنين.


    وهذه الاية: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ [النور: 26]
    من أعظم البراهين على عظم مكانة أمهات المؤمنين،
    إذ لا أطيب من رسول الله ،
    فلا يختار الله له إلا الطيبات من النساء، فالويل لمن طعن في واحدة منهن، فضلاً عن عائشة الصديقة المبرأة بنصٍ خاص!




    آيات الاستئذان التي تبدأ بـيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [النور: 27]
    كلها دليل على عظيم حرص الشريعة على صيانة الأعراض عن أي شيءٍ يخدشها، أو يفتح نافذةً على عليها،
    فتعساً لمن فتحوا باب الاختلاط على مصراعيه دون تفصيل!



    .لو لم يكن في غض البصر عن النساء من قبل الرجال إلا هذه الفائدة لكفى:
    قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور: 30] واربط هذه الآية بما سبق في قوله تعالى:
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاء
    ُ لتدرك عظيم موقع تزكية النفس من الشرع، وموضعه عند الله!
    وانظر كم نخسر إذا نحن أطلقنا الأبصار في الحرام.




    .وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور: 31]
    إن شرعاً ينهى المرأة عن الضرب برجلها حتى لا يعلم أحد ما تخفي من زينتها، بعيدٌ جداً أن يبيح لها كشف الوجه مطلقاً .. وأين المقارنة بين القدم والوجه في الفتنة؟!




    في ختام آية غض البصر بهذا النداء العام:
    وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور: 31]
    إشارة إلى أنه لا يكاد أحدٌ يسلم من مسألة النظر، ولكن هذا لا يسوّغ الاستمرار في المعصية، بل الواجب التوبة من ذلك.



    قال بعض السلف حينما قرأ هذه الآية:
    وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [النور: 32]
    افعلوا ما أمركم الله به، ينجز لكم ما وعدكم به.




    هذا المثل: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور: 35]
    من أعظم أمثلة القرآن، وهو خليق بالتدبر والتأمل لأمور، منها:
    ـ لصلته الوثيقة ببيان أثر القرآن على القلب.
    ـ لكونه ورد بعد آيات غض البصر، وهي تشير – كما قال بعض الأئمة – إلى أن من غضّ بصره، أورثه الله نوراً في قلبه، يعقل به عن الله معاني كلامه، وكلام رسوله ، ويبصر به الشبهات.



    والله إن الإنسان لينبغي يقرأ هذه الآية:
    نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ [النور: 35]
    والتي تليها بآيات: وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ [النور: 40]
    ينبغي له له أن ينكس رأسه، وأن يسأل الله بتضرع وإخبات، أن يهديه لنوره، وأن لا يطمس هذا النور بظلمة المعاصي والبدع والشبهات،
    فو الله إن المسألة محض توفيق!
    وإلا فكم في الدنيا من هم أذكى منّا، وأقوى منّا فهماً، ولكن ما وفقوا لهذا النور!
    وآخرون يمكن تصنيفهم بأنهم بسطاء أو أغبياء، فمنّ الله عليهم بهذا النور،
    فيا ربي .. يا نور السماوات والأرض، اجعل لنا من نورك أوفر الحظ والنصيب.





    وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور: 60]
    الإذن للقواعد بوضع الثياب غير متبرجات بزينة، يوضح لك أن الشابات لا يجوز لهن وضع ثياب الزينة التي تنادي عليهن!
    لا أدري حقيقة كيف تقرأ أخواتنا - اللاتي يلبسن العباءات المزركشة – هذه الآية؟
    ، ودلّت الآية على أن الإذن بوضع ثيابهن يجيز النظر إليهن، ما لم يكن ذلك بشهوة.





    .كم فزع الأئمة إلى هذه الآية في ردّ البدع، والتحذير من مجاوزة السنة، أو تقديم آراء الرجال على النصوص
    : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63].



    تعليق


    • #92
      رد: وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل متجدد

      بارك الله فيكم وجزاكم كل خير وجعل طرحكم هذا في موازين حسناتكم
      التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 06-10-2015, 10:48 PM.

      تعليق


      • #93
        وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (4) سورة الحجر




        {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } [الحجر: 3]
        طول الأمل، أعظم العوائق دون اتباع الحق، واللحاق بركب المؤمنين،


        أعظم أنواع الفتنة أن يشربها العبد، حتى تتخلله كما يتخلل الدم الجسد:
        {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} [الحجر: 12].




        كيف يقلق الإنسان على الرزق والله يقول:
        {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} [الحجر: 20]،
        ولكن موازين الرزق لا يقدرها الناس،
        بل هي عند ربي في كتاب:
        { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 20، 21]
        فهو الذي يعطي ويمنع، ويقبض ويبسط.




        كم نجح الشيطان في مهمته هذه:
        {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} [الحجر: 39]
        فزيّن الباطل، والكفر، والبدعة، والمعصية،
        فانج يا عبدالله، واحذر أن يغرّك،
        وأعظم سبيل للنجاة تحقيق العبودية، والإخلاص لله تعالى،
        تدبر هذه: {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 39، 40]،
        ثم قال بعدها: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } [الحجر: 42]






        لا تكتمل الإخوة، ولا تقع لذة المودة إذا كانت النفوس تتلجلج فيها جرثومة الغل:
        {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47].



        المنهج الصحيح في الدعوة والوعظ، وهو التوازن بين الترغيب والترهيب:
        {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ } [الحجر: 49، 50]
        نعم، قد يقتضي بعض المقامات ترجيح أحدهما،
        وأما ترجيح أحدهما مطلقاً فغلط بيّن، ومخالف لطريقة القرآن.





        من أمثال القرآن: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ } [الحجر: 56].

        لما انتكست فطرة قوم لوط، وانقلبت تماماً،
        كانت العقوبة مناسبة لجرمهم، فقلبت قراهم، وأتبعوا بالحجارة التي هي عقوبة الزناة:
        {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ } [الحجر: 74].

        لا ينتفع بأمثال هذه القصص إلا أصحاب الفراسة، والنظر:
        {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } [الحجر: 75].






        من أوتي القرآن،
        فقد أوتي ما هو خيراً من الدنيا وزينتها،
        ولذا فلا يمكن أن يمتلئ قلبٌ بهذا القرآن، وتعلو قيمة الدنيا في قلبه على هذا الكتاب العظيم، ولا يفتن بها:
        {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ}
        [الحجر: 87، 88].





        من أعظم أدوية القلق:
        { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 97 - 99]
        فافزع إلى التسبيح، والصلاة، وسترى الأثر.




        تعليق


        • #94
          تأملات قرآنية 46



          الدين قُيود، بل حُدود وضمانات لِسَلامَتِك، وهذه الأخيرة سبيل إلى الحُرِيَّة والرُّقَي، وتَرْكُ الدِّين كُلِّه هي حُرِيَّة البهائِم، وحُرِيَّة التَفَلُّت وتنْتهي إلى القَيْد ؛ إما قَيْدٍ نفْسي كالكآبة، وإما قيْدٍ حقيقيٍّ كَالسِّجْن، فإذا تَفَلَّتَ الإنسان من منْهج الله سَيَنْتهي بِمَرَضٍ نفْسي أو مهْجَعٍ من مهاجِع السِّجْن، أم إذا تَقَيَّد بِأمْر الله رَفَعَهُ الله عز وجل، فالنَّفْسُ رهينَةُ عَمَلِها ومَحْبوسَةٌ بِعَمَلِها، وبالحياة العَمَلِيَّة نفْس الشيء ؛ المُواطن المُنضَبط بالقوانين طليق، ومعه تأشيرة خُروج دائِماً، ويُسافر إلى أيِّ بلَدٍ أراده ولا أحد يمْنَعُهُ من ذلك، أما المُتَلَبِّسْ بِجَريمة قابِعٌ بالسِّجْن، وحُجِزَتْ نَفْسِيَّتُه قال تعالى:
          ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ(38)إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ(39)﴾
          [المدثر: الآية 38-39]
          راتب النابلسى

          {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ}
          أعطى كل واحد حريته كيفما كان، سواء كان فرداً أو جماعة، ولذلك وضع قيوداً ضرورية، تضمن حرية الجميع ، وتتمثل الضوابط التي وضعها الإسلام في الآتي :
          أ- ألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العام وتقويض أركانه.
          ب- ألا تفوت حقوقاً أعظم منها،وذلك بالنظر إلى قيمتها في ذاتها ورتبتها ونتائجها.
          ج - ألا تؤدي حريته إلى الإضرار بحرية الآخرين.
          وبهذه القيود والضوابط ندرك أن الإسلام لم يقر الحرية لفرد على حساب الجماعة ،كما لم يثبتها للجماعة على حساب الفرد ،ولكنه وازن بينهما ،فأعطى كلاً منهما حقه.





          ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)﴾[الأنعام: الآية 158]
          الإيمان قيمتُه في الوقْت المُناسب، وأنت حيٌّ تُرْزق وأنت صحيح قَوِيٌّ غَنيّ، أما على فِراش الموت كُلُّهم يؤمن حتى فرعون، من الذي أنكر وُجود الله، الذين قالوا: لا إله هذا نفسُه تؤمن وسيقول كما قال تعالى:
          ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)﴾[يونس: الآية90]
          الإنسان قبل فوات الأوان يجب أنْ يعرف الواحد الدّيان.
          (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ )
          سارع الى التوبه ان قيامتك ستكون كلمح البصر
          راتب النابلسى




          هؤلاء الذين في النار سبب دُخولهم فيها هذه الأشياء الأربع، ونحن في الدنيا أعْطانا مَشْهد من مشاهد يوم القيامة قال تعالى:
          ﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ(43)وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ(44)وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ(45)وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ(46)حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾[المدثر: الآية 43- 46]
          الحقائق التي جاء بها الأنبياء يعرفها الناس جميعاً يومَ القِيامة، وهذه المعْرِفَة لا قيمة لها إطْلاقاً ولا تُقَدِّم ولا تُؤَخِّر تماماً كالذي يدخل للامتحان والورقة بيْضاء يأخذ صِفْر، ثمَّ إذا رجع إلى البيتْ يفْتح الكتاب فإذا به يفْهم السؤال، فَفَهْمُ السؤال بعد أداء الامتحان لا قيمة له إطْلاقاً، فلو قدَّم للوزير أنَّني عُدْتُ إلى المنزل وفَهِمْتُ الجواب على السؤال، كي يُدْرج اسمي مع الناجِحين ! لذلك قال تعالى:
          ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)﴾
          راتب النابلسى




          مُصَمِّم أزْياء بِفِرَنْسا، يُحَدِّد للمُسلِمات في العالم الإسْلامي ثِيابَهُم، إذا أراد أنْ يُقَصِّر فله ذلك،
          يقولون لك: هكذا المُوضا، فأنت مع التيار العام والانْحِراف، ومع صَرْعات الأزْياء، والمُسْتَجَدات السَّخيفة ، هكذا الناس، وهي حُجَّةُ الناس جميعاً ؛ هكذا الناس ! هل الكُلُّ على الغلط ؟! نعم كُلُّهم على الخطأ والغلط قال تعالى:

          ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116﴾
          [الأنعام: الآية 116]
          راتب النابلسى

          الى كل اب وزوج

          يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم:6}.
          وقد ذكر ابن كثير في تفسيره أن عليا رضي الله عنه فسرها فقال: أدبوهم وعلموهم
          وجعل على الرجل مسؤولية اتجاه أهله سيسأل عنها يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم ( .. والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته … )الحديث متفق عليه.

          فأمر الزوج زوجته بالحجاب هو واجب شرعا، ويجب عليها طاعته في ذلك، ولا يجوز التقصير في أمرها بالحجاب؛ لأن ذلك تفريط في المسؤولية المنوطة بهذا الزوج،
          وعلى الزوج أن يأمر زوجته بلبس الحجاب بالحكمة والموعظة الحسنة، ويسلك في ذلك سبيل الإقناع والتذكير بالله تعالى، فإنه أنفع وأجدى.
          اسلام ويب





          ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) (5)

          الحياة كالوردة حين تشم عبيرها تنطلق إلى الخيال وحين يدميك شوكها ترجع إلى الحقيقة فلا تجعل عبير الدنيا ينسيك الطاعة ولا تجعل وخز الأشواك يقنطك من رحمة الله .


          الهداية ليست بقناعة النفس بها، وإنما برضا الله عنها، فكم من ضالٍ يحسب أنه على حق .
          (وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ )

          النفس التي تحرص على إرضاء الناس أكثر من إرضاء الله فيها شُعب نفاق
          {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ}.

          الشيخ عبد العزيز الطريفي

          تعليق


          • #95
            وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (5) سورة القصص





            فواتح سورة القصص، هي سلوة لكل أمة مستضعفة، إن تمسكت بشرع الله، أن تكون العاقبة لها،
            وأن أي أمة مستضعفة، فلا يدوم ضعفها وإن طال، فالأيام دول، والدهر قٌلّب:
            وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ [القصص: 5]
            والعجيب أن هذه الآية تحمل من الفأل شيئاً كثيراً،
            فهي لا تبشر بارتفاع حالة المسكنة والضعف،
            بل تبشر بالإمامة ووراثة الأرض، لكن ليست لكل أحد.


            .المتوقع في شأن أم موسى التي قيل لها:
            فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ [القصص: 7]
            أنه إذا خفت عليه فابحثي عن مكان آمن في البيت، أو قبوٍ ونحو ذلك،
            لكن أن يقال لها ألقيه في اليم؟
            فهذا غاية ما يكون من القدرة، والربط العظيم على قلب الأم، وأي شيء أكبر من قلب أمٍّ تخاف على رضيعها؟!
            ولا تكتفي هذه الآية بهذا،بل تحمل في طياتها بشائر وتطمينات،
            أما التطمينات: وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي [القصص: 7]،
            وأما البشائر: إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِين [القصص: 7].

            وأهل العلم يقولون إن هذه الآية من الآيات العجيبة في البلاغة
            حيث جمعت بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين، مع قصرها وقلة كلماتها



            فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا [القصص: 8]
            لو كان فرعون إلهاً لما ضمّ حتفه في قصره، ورعاه، وتولى شأنه،
            ولكن ليعلم أن فرعون قصوره وجهله، وليكون هذا الموقف عبرة لأمثاله من الطغاة.
            واللام في قوله: (ليكون) هي لام العاقبة.



            .وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ [القصص: 12]
            هذه من آيات الله الباهرة!
            إذ الأصل أن من كان في مثل حال موسى أنه إن رفض ثدياً قبل ثدياً آخر،
            لكن أن يمنع الله عنه مراضع – وهو من صيغ منتهى الجموع – ليتحقق وعد الله لأمه:
            فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
            [القصص: 13].



            .بعض الشباب المراهق والمتهور حينما يقوم بفعل شنيع – وأشنعه القتل بغير حق – يرى ذلك قوةً وفتوّة،
            لكن موسى – وهو القوي في بنيته- لم يكن كذلك،
            بل راى أنه اسخدم قوته في غير موضعها حينما قتل القبطي حمية للإسرائيلي:
            قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم [القصص: 15، 16]..

            يستدل بهذه الآية قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ [القصص: 17]
            من يرى الامتناع من المشاركة في القنوات الفضائية التي غلب عليها وعلى منهجها الخبث والشر،
            وهو استدلال قويّ، والمسألة اجتهادية، لا يصح التعنيف فيها.



            .لله در المباردين!
            لا ينتظرون من يندبهم للنائبات، بل من طبيعتهم التحرك إذا وجد ما يقتضي ذلك،
            تأمل وصف الله لهذا الرجل بالسعي – وهو سرعة المشي – ليحذر موسى من الكيد الذي يحاك ضده:
            وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ [القصص: 20].



            فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين [القصص: 21]
            فيها أن الخوف الطبعي لا يلام عليه العبد، ولا يخرم توحيده،
            وفيها – أيضاً -: أن من تمام التوكل فعل الأسباب،
            فموسى لم ينتظر حتى يقتل معتمداً على توكله فحسب، وهو بمقدوره أن يفعل الأسباب،
            بل هرب من بطش الظالمين، فنجاه الله.



            وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ [القصص: 22]
            وفيها من الإرشاد أن الإنسان إذا احتار في شيء مادي أو معنوي من مطالبه أن يتوجه إلى ربه بمثل هذا السؤال: عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ.


            وهذه صورة أخرى من صور المبادرة الإيجابية، يفعلها هذه المرة موسى :
            وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ [القصص: 23]
            فهو لم ينتظر حتى تأتيانه وتطلبان منه المساعدة،
            وقضى حاجتهما في غاية الفتوة والمروءة والكرم.ـ

            وفي هذه الآية ما يدل على أنه مستقر في فطر بنات حواء أن الخروج للمرأة من المنزل إنما يكون لحاجة،
            وليس لذات الخروج:
            وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
            ومفهوم الآية: لو كان لنا أخٌ، أو كان أبونا يستطيع الخروج لما خرجنا!
            فوا أسفا من تنكب بعض بنات المسلمين لهذا الهدي القرآني، وخروجهن لأدنى سبب،
            وإن كان يمكن لغيرهن القيام به.



            فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير [القصص: 24]
            هكذا أعلن موسى طمعه وافتقاره إلى فضل ربّه،
            بعد أن منّ الله عليه بقضاء حاجة أناس ضعفاء،
            وكأنه يدعو بلسان حاله، يا رب هؤلاء نسوة ضعيفات قضيت حاجتهن، وأنا عبدك الضعيف، ولا غنى لي عن رحمتك وفضلك! فانظر ماذا جرى بعد حالة الافتقار هذه؟!
            زواجٌ، ورزقٌ، ثم النبوة التي لم يشاركه في بدايتها أحدٌ من الأنبياء،
            حيت ابتدأت نبوته ورسالته بكلام الله مباشرةً له، بخلاف بقية الرسل،
            فإن بداية نبوتهم تكون بوحيٍ يأتي بواسطة جبريل،
            ثم بعد ذلك قد يحصل كلام مباشر بين الرسول وبين الله – كما وقع لنبينا في قصة المعراج - وقد لا يحصل.



            .فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء [القصص: 25]
            هكذا شأن المرأة العاقلة العفيفة،
            لا تمشي مشيةً تجعل الأعين تميل إليها، أو الأصابع تشير إليها.
            وكم من فتاة كانت مشيتها المتكسرةً دليلاً للذئاب التي تفتك وتنهش عرضها.



            المهر من شعائر النكاح في الأمم قبلنا:
            قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ [القصص: 27]
            وفيه: أنه يصح أن يكون المهرة منفعةً من المنافع يبذلها الزوج،
            كما فعل موسى، حيث كان مهره رعي الغنم مدة ثمان أو عشر سنين.



            هذه الآية: وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُون
            ِ [القصص: 34]
            رسالة إلى أهل الحق:
            أن صدق المنهج الذي تحملونه لا يكفي في إقناع الناس بما عندكم،
            بل لا بد من سلوك أقوى الوسائل الإعلامية الممكنة لتبليغ الحق والخير للناس،
            وبأعلى جودة ممكنة،
            فموسى أفضل من هارون وأعلم،
            ولكنه بيّن أن أخاه هارون أفصح منه لساناً وبياناً،
            فهل يعي هذا الدرس مُلاّك القنوات الفضائية، والمواقع على الشبكة العالمية، أو غيرها من وسائل الإعلام؟.






            .الغلبة – وإن طال الزمن – لأتباع الأنبياء،
            بشرط التمسك بالوحي:
            بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُون [القصص: 35].






            وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى [القصص: 43]
            استدل ابن تيمية بهذه الآية على أنه بعد نزول التوراة لم يهلك الله أمةً بعذاب الاستئصال.




            .قاعدة قرآنية محكمة: فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ [القصص: 50]
            فليست ثمة إلا الوحي أو الهوى.




            .كلما قرأت قصة شخص اهتدى من أهل الكتاب بسبب هذا القرآن، قفزت هذه الآية في ذهني:
            وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ
            [القصص: 51، 52].



            .قاعدة قرآنية: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ [القصص: 68].
            .حَمِدَ ربنا نفسه حمداً يستوعب الزمان كلّه فقال:
            لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ [القصص: 70]،
            وحمداً يستوعب المكان كلّه:
            الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [سبأ: 1]
            فالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه سبحانه وبحمده.


            قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ [القصص: 71، 72]
            ختمت الآية الأولى بـأفلا تسمعون بالتنبيه إلى حاسة السمع،
            لأن الصوت في الليل يسري أكثر من البصر،
            والعكس في النهار حيث قال: أفلا تبصرون فحاسة البصر أقوى وأكثر امتداداً.




            لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص: 76]
            هذا ليس نهياً عن أصل الفرح بنعمة المال، بل هو نهي عن الفرح الذي يؤدي إلى كفر النعمة.







            لكأنما هذه الآية: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ [القصص: 77]
            عِقدٌ انتظم ثلاث درر،
            والمتوقع أن يقال: ولا تنس نصيبك من الآخرة،
            فإن الدنيا غالباً ما لا يُحتاج إلى التنبيه على العناية بها،
            لكن لما كانت الآخرة في قلب المؤمن هي الأصل؛
            نبه على أنه لا ينبغي أن ينسيك هذا حظك ونصيبك من الدنيا،
            ولا أن تنسى فضل الله عليك،
            فكما أحسن إليك فأحسن إلى نفسك ببذل هذا المال في أوجه الخير والبر والصلة.

            .ما أجهل قارون! كيف يقول: قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي [القصص: 78] ؟ وهو يعلم أن الذي علّمه هو الله! والذي وهبه نعمة التفكير هو الله! والذي وهبه القدرة على الكلام والسمع والبصر الذي يدير به أمواله هو الله! لكنه كفران النعم، والطغيان! ينسي العبد المسكين أصله القديم ومآله اللاحق، وينسيه مآلات الأمم قبله، ولهذا قال بعدها: أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا [القصص: 78


            ما أجمل هذا التعبير: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِه [القصص: 79]!
            وكأن الزينة شيء أحاط به، حتى لا يكاد يُرى منه إلا الزينة فحسب!
            وهذا الحال هو الذي فتن مَنْ فتن حين رآه،
            فقال: يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [القصص: 79].



            .الدنيا مهما بلغت زخارفها من الروعة والأبّهة، فهي لا تفتن أهل العلم بالله وبالدار الآخرة،
            تأمل كيف أجاب أهل العلم هؤلاء المفتونين:
            وقال الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ [القصص: 80] فالعلم والصبر من أقوى وأنجع الأدوية لمعالجة فتنة الدنيا،


            ولهذا لما قال تعالى:
            فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ جاء الخبر عن هؤلاء الذين قلّ علمهم بحقيقة ما كان عليه قارون، فقالوا: وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُون [القصص: 81، 82].



            لو كانت الدنيا تساوي عند الله شيئاً لجعل أحق الناس بها أوليائه من الرسل والأنبياء والصالحين،
            ولكنها ليست بشيء،
            بل الآخرة هي الدار التي يسعى لها الموفقون – جعلنا الله منهم -:
            تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين [القصص: 83].



            إذا رايت نفسك مقبلاً على القرآن تالياً، متدبراً، فاعلم أنه فُتح لك باب من أعظم أبواب الرحمة، فالزمه:
            وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ [القصص: 86].



            قال ابن القيم – رحمه الله -: "الناسُ ثلاثةٌ: رجلٌ قلبُه ميتٌ، فذلك الذي لا قلبَ له، فهذا ليست الآية ذكرى في حقه.
            الثاني: رجلٌ له قلب حيٌّ مستعدٌّ، لكنه غير مستمعٍ للآيات المتلُوةِ، التي يخبر بها الله عن الآيات المشهودة، إما لعدم وُرُودها، أو لوصولها إليه وقلبه مشغول عنها بغيرها، فهو غائب القلب ليس حاضرًا، فهذا أيضًا لا تحصُلُ له الذكرى، مع استعداده ووجود قلبه.
            والثالث: رجلٌ حيُّ القلب مستعدٌّ، تُليت عليه الآيات، فأصغى بسمعه، وألقى السمع، وأحضر قلبه، ولم يشغلْه بغير فهم ما يسمعُهُ، فهو شاهدُ القلب، مُلقي السَّمع، فهذا القِسمُ هو الذي ينتفع بالآيات المتلوَّة والمشهودة.
            فالأول: بمنزلة الأعمى الذي لا يُبصر.
            والثاني: بمنزلة البصير الطَّامح ببصره إلى غير جهة المنظور إليه، فكلاهما لا يراه.
            والثالث: بمنزلة البصير الذي قد حدَّق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصره، وقابله على توسُّطٍ من البُعد والقربِ، فهذا هو الذي يراه.
            فسبحان من جعل كلامه شفاءً لما في الصدور.





            المصدر تدبر القران



            تعليق


            • #96
              تأملات قرآنية 47



              (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ )..
              (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ)..
              ( فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ )..
              (لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى )
              (وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى )..

              الجنة تحتاج إلى سعي .
              د. عبدالرحمن الشهري





              {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ }
              أعجبُ لمن تركَ سؤالَ ربِّه بحجة كثرة ذنوبه! فهذا الشيطان أجابه الله..
              قال السمعاني رحمه الله تعالى: فإن قيل: وهل يجوز أن يجيب الله دعوة الكافر؛ حيث أجاب دعوة اللعين؟ قيل: يجوز على طريق الاستدراج والمكر والإملاء لا على سبيل الكرامة.[ تفسير السمعاني: 2/169].
              فجمهور المفسرين يرون أن الله تعالى قد استجاب دعوة إبليس بالإنظار لحكمة ابتلاء الخلق به، وهذا يدل على جواز إجابة الله تعالى دعوة الكافر، واستدلوا لذلك بأدلة كثيرة، منها:
              1- قول الله تعالى: [أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ] {النمل:62}. ولم يفرق في الآية بين مؤمن وكافر، فمن دعا الله تعالى وهو مضطر استجاب له
              2- قول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمُعَاذ رضي الله عنه:«اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ» [رواه البخاري: 1496، ومسلم: 19].
              فهذا عام يشمل كل مظلوم ولو كان كافرا





              إن ثقلت عليك الصدقة فتذكّر قول الله تعالى: {وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللهِ الَّذِي آتَاكُم}، فهو
              مال الله سبحانه أودعه عندك، فلا تبخل بما ليس لك! (د. نوال العيد)
              ( أيُّكم مالُ وارثِه أحبُّ إليه من مالِه . قالوا : يا رسولَ اللهِ ، ما منَّا أحدٌ إلَّا مالُه أحبُّ إليه ، قال : فإنَّ مالَه ما قدَّم ، ومالُ وارثِه ما أخَّر)
              الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
              قال تعالى : " وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " [سبأ: 39].







              كل مؤمن مسلم ولكن ليس كل مسلم مؤمن
              وقوله تعالى ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)
              فدل على أن الإسلام يكون بالقول ولكن الإيمان يكون في القلب
              ( وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا ) هنا اسلمنا اي انقدنا يعني استسلمنا ظاهرا من دون ان تصدق
              { وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } أن حقيقة الإيمان هو التصديق بالقلب وأن الإقرار باللسان وإظهار شرائعه بالأبدان لا يكون إيماناً دون التصديق بالقلب والإخلاص







              (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ )
              من اقوال سفيان الثوري رحمه الله: إذا هممت بأمر من أمور الآخرة فشمر إليها وأسرع من قبل أن يحول بينها وبينك الشيطان.



              {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللهُ}
              أعضاؤك لن تحابيك يوم القيامة، فأحسن استعمالها!
              حجاج بن فهد العجمي

              قَالَ تَعالَى في شأنِ ذلك : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } . النور : 24 .
              وَ قَالَ تعالَى : { اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } . يس : 65 .
              فمن الآن ،، تستطيع أن تجعلَ جوارحكَ لا تنطقُ إلا بخيرٍ .. وَ لا يشهدُ لسانُك إلا بِكُلِّ خَيْر ..
              أسألُ اللهَ تعالَى أن يغفرَ لنا ذنوبَنَا ، و يجعلَ سرائِرَنَا خيرٌ من ظَاهِرِنَا ، و أنْ يحفظَ علينَا ألسِنَتَنَا وَ جَوَارِحَنَا





              احذر من التسويف؛ فإنها بضاعة المفلسين، ورأس مال المبطلين .
              الذين قال الله عز وجل فيهم : " الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ "
              [محمد: 25] ، قال الحسن في تفسيرها : زيّن لهم الخطايا ومدّ لهم في
              الأمل .
              وقال عز وجل فيهم : " بَلْ يُرِيدُ الإنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ " [القيامة: 5]
              قال ابن عباس في تفسيرها: يقدم الذنب ويؤخر التوبة.
              قال عكرمة في تفسيرها: إذا قيل لهم توبوا قالوا : سوف ..
              [ اللهم اجعلنا ممن يسارعون في التوبة و الرجوع إليك ] ..


              المصدر: منتديات مزامير آل داوُد



              تعليق


              • #97
                رد: تأملات قرآنية 47

                بارك الله فيكم ونفع بكم
                محمود خليل الحصري حفص ورش قالون مجود معلم مرتل هنا
                أقرأ القرآن أون لاين
                هنا
                لحفظ القرآن هذا أفضل برنامج محفظ للقرآن أون لاين هنا
                و نرجوا الدخول هنا


                تعليق


                • #98
                  رد: وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل متجدد

                  المشاركة الأصلية بواسطة امانى يسرى مشاهدة المشاركة
                  عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  رجاء السماح لي يومياً بوضع الموضوع الجديد تحت قسم القرآن حياتي على أن يتم نقلها بعد أن تحظى بالمشاهدة من القراء بعد طرحها بيوم لأن إضافة الوقفات هنا مباشراً لن يلاحظ الجميع وجود موضوع جديد
                  شكرا على مجهودكم وتعاونكم معنا جعله الله فى ميزان حسناتكم
                  عذرًا منكم أختنا الفاضلة، فإن سمحت لكم بذلك فيجب أن اسمح لجميع الأعضاء بذلك
                  فينعدم النظام في القسم، فبرجاء اضافة الوقفات هنا لتكملة الفهرس
                  وكذلك الحال لموضوع التأملات القرآنية، وجزاكم الله خيرًا
                  وبارك فيكم وجعل عملكم في ميزان حسناتكم




                  تعليق


                  • #99
                    وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (6) مع قصة امرأة عمران

                    نزلت هذه القصص وتحدثت تلك السورة عن هذه الآيات العِظام وجرى الحديث عن تلك الشجرة المباركة المصطفاة "آل عمران" والذين منهم مريم ومنهم عيسى لتوصل رسالة واحدة وهي أن هذه الشجرة نبتت على التوحيد وعاشت على التوحيد وماتت على التوحيد ولم تتلطخ بأوضار الشرك يوماً.


                    يقول الله عز وجل
                    (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33))
                    الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار ويصطفي ما يشاء سبحانه وهذا الاصطفاء أثر من آثار كمال علمه وحكمته. وما السر في التنصيص على هذه الأصول الأربعة؟ فآدم أبو البشر ونوح أبوهم الثاني وأما ابراهيم فهو سيد الحنفاء عليه الصلاة والسلام والذي يدّعي اليهود والنصارى أنهم أولى به من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما آل عمران فمنهم خرجت تلك الشجرة المباركة فضّلهم الله سبحانه وتعالى واصطفاهم ثم قال سبحانه وتعالى (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ) يتناسلون ويدرأ الله هذه الذرية فتنتشر.

                    هنا يقرر القرآن قاعدة عظيمة في السنن الكونية والسنن الإلهية والشرعية ألا وهي أن الذكر ليس كالأنثى وبطبيعة الحال الأنثى ليست كالذكر أيضاً وبهذا نعلم سفه الذي ينادون بالمساواة بين المرأة والرجل في كل شيء فإنهم يصادمون الشرائع ويصادمون فطرة الله التي فطر الناس عليها ويصادمون هذا المعنى الشرعي الواضح الفطري الذي لا يخالف ولا يجادل فيه إلا معاند. من قال إن الذكر كالأنثى؟ أيستوي الرجل الذي أعطاه الله عز وجل ميزة في القوة وفضله درجة على المرأة وأوجب الله عليه من الواجبات من النفقة والجهاد وتحمل الدّيات، أيستوي هذا مع المرأة التي أنيطت بوظائف لا يمكن أن يقوم بها الرجل أصلاً كالحمل والإرضاع والولادة ورعاية شؤون الأسرة والأطفال وغير ذلك من الوظائف. إن الذي يجب أن يُطالب به هو إقامة العدل بين الرجل والمرأة لا إقامة المساواة فالمساواة مصادفة فطرية


                    (وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)
                    فلم تقف الهمة عند الدعاء للولد فحسب بل دعت لولدها ولولد ولدها ولولد ولد ولد ولدها ولمن شاء الله تعالى ممن يتناسل من ذريتها. وهكذا يتسع فضل الله عز وجل ويستحضر الإنسان كرم الله عز وجل فإن كرمه لا حدّ له وإجابته إذا أكرم الله تعالى بها العبد فإنه لا منتهى لها ولهذا نقرأ في سورة الكهف (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا (82) الكهف) قال عدد كبير من السلف كان ذلك جدّه السابع.
                    (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ)
                    الله أكبر! ما أجمل العبارة أن يتقبل الله عز وجل دعاء هذه المرأة وأن يتقبل الله تعالى هذا المولود فيتقبله الله عز وجل لتكون امرأة ميسرة لكل خير، هذا معنى القبول الحسن بأن ييسر الله تعالى أمرها حتى صارت من خيرة نساء الدنيا وطار ذكرها في العالمين.
                    وهنا يتوقف الإنسان عند إضافة القبول إلى لفظ الربوبية دون أن يقول الله تعالى فتقبلها الله وفي ذلك من الأسرار -والله أعلم بمراده- أمران:
                    1. الأمر الأول الإشارة إلى ربوبية الله عز وجل الخاصة بهذه المرأة التي تقتضي حفظاً وتأييداً ونصراً وعناية وكلآءة
                    2. والأمر الثاني أن الربوبية من آثارها الرزق والتدبير وهذه من أركان ربوبية الله عز وجل والشأن هنا أن يأتي القبول من الله فإذا وصف القبول بأنه حسن فلا تسل عن الكرامات بعد ذلك



                    قال الله عز وجل (وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا)
                    ما النبات الحسن؟ أهو حسن القوام؟ أهو الجمال؟ أهو بهاء المظهر أم اعتدال الخلقة؟ أم هو حسن الخلق وجمال المنطق وغير ذلك مما يبتغى من الأمور المعنوية؟ الواقع أن فضل الله تعالى يشمل ذلك كله فإن جمال البدن إذا لم يُكس بجمال الخلق لا قيمة له وإن كان جمال الخلق إذا وجد فإنه أكمل وإن حصل نقص في جمال الخلقة لكن الله تعالى جمع لمريم عليها السلام ذلك كله فأنبتها عز وجل نباتاً حسناً فهي حسنة النبات حسّاً حسنة النبات معنى.


                    (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا)
                    ثم أكمل الله النعمة علىهذه المرأة الصالحة التي فيما يظهر من واقع القصة أنها لم تكن قادرة على إدارة شؤون البنت أو على كفالتها فكفّلها الله سبحانه وتعالى زكريا وفي قراءة (وكفِلها زكريا) أي تولى عنايتها ورعايتها وضمها إليه فإن زكريا هو زوج أخت مريم عليهما الرحمة والرضوان لأن عيسى ابن مريم ويحيى ابن زكريا هما ابنا خالة كما هو معروف وثابت في الصحاح وكل ذلك أثر من آثار إجابة الله تعالى لدعاء تلك المرأة الصالحة وحسن رعايته لها فإن وجود البيئة الصالحة للمرء أو لليتيم أو الصغير هو بلا ريب من أعظم الأسباب المعينة على صلاحه فانتقوا واختاروا يا عباد الله لأولادكم وبناتكم الأعوان الصالحين والصدقاء الطيبين فإن البيئة مؤثرة ولا شك

                    احرصوا على أن تكون بيئة بيوتكم على ما يوافق شرع الله تعالى فإن البيئة الحسنة لها أثرها ولو بعد حين فإن تربية الإنسان في نشأته على سماع الكلام الطيب ورؤية الأمور الطيبة ستطبع في
                    قلبه نقشاً لا يزيله مرور الزمن بإذن الله تعالى لكن المصيبة حينما ينشأ الطفل وتنشأ الطفلة على مشاهد في قنوات فضائية فاضحة فاسخة متفسخة في أخلاقها، متفسخة في قيمها يخرج الطفل الصغير وعينه اعتادت رؤية المتبرجات أمام الرجال، اعتادت أذنه أن تسمع الموسيقى بلا ترددـ اعتادت أذنه واعتادت عينه أن تشاهد وتستمع إلى الأفلام التي تغرس القيم الرديئة في القلب هذا انتحار مبكر وذبح متقدم لأخلاق هؤلاء الأطفال ثم يشكو بعض الآباء بعد ذلك: الأولاد تغيروا، الظروف تغيرت، نعم الظروف لم تكن كسابقها لكنها أيضاً الوسائل المعينة على التحصين والتربية إن كانت في الماضي القريب قليلة فهي اليوم أكثر من ذي قبل والله تعالى لا يجمع على عباده المشقة من كل وجه فإذا كثر الشر رحم الله العباد بكثرة وسائل الخير والإنسان خصيم نفسه فليعد للسؤال جواباً وللجواب صواباً والله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (6) التحريم) امنعوا واحفظوا.

                    اللهم إنا نسألك يا حيّ يا قيوم أن تصلح نياتنا وذرياتنا، اللهم كما أصلحت امرأة عمران ومريم وابنها اللهم فأصلح قلوبنا وأصلح أزواجنا وأصلح ذرياتنا برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اجعل بيوتنا بيوتاً تتنزل عليها السكينة والرحمة ويتلى فيها كتابك وسنة رسولك يا رب العالمين.





                    تعليق


                    • تأملات قرآنية 48




                      ابن الجوزي في كتاب (التذكرة في الوعظ):
                      كونوا كما أمركم الله يكن لكم كما وعدكم، أجيبوا الله إذا دعاكم يجبكم إذا دعوتموه، أعطوا الله ما طلبه من طاعته يعطكم من رحمته ما طلبتموه

                      (فإن نعم الله لا تحصى ولا تعد، ولكن، كثير من الناس مع الإعطاء، ينسى ويعرض.. فيزداد مع العطاء منعه.. ومع الإحسان إعراضه، ومع الخير شره..)
                      ﴿كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)﴾ (العلق)



                      إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28]
                      فكلما كان المؤمن أعلم بالله وأفقه في دينه كان خوفه من الله أكثر وخشيته أكمل منغيرهاوكلما نقص العلم نقصت الخشية لله، ولكن جميع المؤمنين والمؤمنات كلهم يخشون الله سبحانه وتعالى على حسب علمهم ودرجاتهم في الإيمان...

                      وقد قال الحسن البصري: المؤمن يزرع ويخشى الفساد،
                      والمنافق يقلع ويرجو الحصاد ( د. عمر عبد الكافي ) .





                      إنَّ الحيوانات هي المخلوقات الوحيدة التي يحكمها أقواها
                      فــــــلماذا يسير بعض البشر في أمتنا على نهجها ؟!

                      (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾. [ سورة الفرقان: 44 ].






                      ﻗـآﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻠﻒ : لــو ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻗﻔًﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻭﻗـآﻝ :
                      ( أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى)
                      ﻟﻘﻠﺖ انہ ﻳﻘﺮﺃ الآيہ
                      ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : [ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﻴﺼﻌﺐ عليہ معرفہ نيتہ ﻓﻲ عملہ ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﻧﻴـآﺕ ﺍﻟﺨﻠﻖ !⠀
                      ﺎﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﺘــآﺝ ﻗﻠﺒﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ
                      احسن الظن و لا تحكم على الظاهر




                      أكثر الناس عفوًا وصفحًا أشدهم تقوى لله،
                      وأقلهم عفوًا أقساهم قلبًا وأضعفهم إيمانًا ..

                      { وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [البقرة: ٢٣٧]
                      [عبدالعزيز الطريفي]





                      زكريا عليه السلام ، رغم أسباب اليأس الثلاثة
                      وهن العظم .. واشتعل الرأس شيباً .. وكانت امرأتي عاقراً
                      رغم هذه الأبواب الموصدة لم ينته الأمل فقال :

                      "ولم أكن بدعائك ربّ شقياً"
                      فأتاه الفرج !




                      (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)
                      العلاقة بالأم (خاصة) تحدد مساحة السعادة والشقاء في حياتنا.








                      ﴿ ومنهم من يقول رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
                      أظهر الأقوال في تفسير الحسنة في الدنيا أنها العبادة والعافية .. وفي الآخرة الجنة والمغفرة . .
                      قال الشيخ عماد الدين ابن كثير : الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجة حسنة وولد بار ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هنئ وثناء جميل إلى غير ذلك مما شملته عباراتهم فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا .. وأما الحسنة في الآخرة فأعلاها دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة ..
                      وأما الوقاية من عذاب النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم وترك الشبهات .

                      قال بعض المفسرين في قوله تعالى
                      ﴿ ومنهم من يقول رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
                      (سورة البقرة: 201)
                      قال: المرأة الصالحة حسنة الدنيا، التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا غبت عنها حفظتك، وإذا أمرتها أطاعتك.
                      عن محمد بن كعب القرظي : الزوجة الصالحة من الحسنات .. ونحوه عن يزيد بن أبي مالك
                      وأخرج ابن المنذر من طريق سفيان الثوري قال : الحسنة في الدنيا الرزق الطيب والعلم .. وفي الآخرة الجنة ..
                      (( الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة ))
                      [ حديث صحيح، أخرجه مسلم ]
                      وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
                      (( أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، وزوجةً لا تبغيه خوناً في نفسها ولا ماله ))
                      [ حديث رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح ]


                      راتب النابلسى

                      تعليق


                      • وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (7) مع الجزء الرابع من القرآن الكريم




                        .مجيء هذه الآية وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران : 105] بعد قوله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران : 104] فيها إشارة إلى أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب اختلاف الأمة، وحلول العقوبات، وعذاب الله بالأمة.

                        .وصف الله تعالى الوجوه يوم القيامة هنا بوصفين، فقال: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ [آل عمران : 106]، وفي سورة طه: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا [طه : 102] فكيف الجميع ؟ هذا موضع تدبر.


                        .قد يجعل الله لبعض أعدائه أسباباً دنيوية يتقوون بها في حرب أولياء الله، قال تعالى عن اليهود: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ [آل عمران : 112] وحبل الناس: هو العهد.



                        .من أدب القرآن: الإنصاف في تقييم الأمم والمجتمعات، فإن الله تعالى لما ذكر بعض عقوباته على أهل الكتاب، قال: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ [آل عمران: 113].


                        .البطانة أثرها خطير على القيادات العليا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا [آل عمران: 118] فاللهم اصلح بطانة من وليته أمر المسلمين.


                        لن تستجلب رحمة الله بأعظم من طاعة الله ورسوله: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران: 132].

                        كيف يقنط من سمع ربه يعده بجنة عرضها السموات والأرض؟ وهو ممن قيل فيه: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [آل عمران: 135] فالخطأ ليس عيباً، بل العيب والعار هو الاستمرار على الذنب.


                        لا يوجد مستريح من المؤمنين والكفار: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ [آل عمران: 140] ولكن الفرق كم قال سبحانه في الآية الأخرى: وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ [النساء: 104].


                        دين الله لا يرتبط برجل، ولو كان شخص محمد : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ [آل عمران: 144].
                        لا يغني حذر من قدر: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا [آل عمران: 145].



                        تأسرني كثيراً ـ والله ـ هذه الدعوات من هؤلاء المجاهدين العظام، الذين بذلوا ما بذلوا ومع هذا يقولون: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [آل عمران: 147] حقاً: من كان بالله أعرف كان منه أخوف.

                        قاعدة قرآنية: ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [آل عمران: 149].


                        الشرك بالله أحد أسباب ضعف القلوب: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا [آل عمران: 151].





                        الإخلاص التام عزيز، : مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ [آل عمران: 152].


                        من حكم الابتلاء: لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ [آل عمران: 153].

                        الموت في سبيل الله، خير مما يجمع الخلق كلهم من حطام هذه الدنيا الفاني: وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [آل عمران: 157] لكن لا يفقه هذا المعنى إلا من نور الله بصائرهم، جعلنا الله منهم.



                        لا تتصور أن الناس سيقبلون عليك وأخلاقك عسره، فقد قيل لمن هو خير مني ومنك: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران: 159].


                        قاعدة قرآنية: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ [آل عمران: 160].


                        تساؤل مثير للتأمل: أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ [آل عمران: 162].

                        الخذلان أمام العدو له أسباب كثيرة تلتقي عند هذا المعنى: قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران: 165].


                        الموت في سبيل الله هو الحياة الحقيقة: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران: 169].


                        سبحان الله! كيف طاف بي طائف أمم الكفر التي تستضعف المسلمين اليوم، وأنا أقرأ هذه الآية: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [آل عمران: 178].



                        قد تحار عقولنا في بعض حَكَمِ الله وأقداره، ولكن تأتي هذه الآية لتكشف شيئاً من الأسرار: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ [آل عمران: 179] فعقولنا لا تحتمل جميع ما وراء سجف الغيب.


                        البخلاء مساكين، خسروا نعيما معدلا في الدنيا بذوق لذة الكرم، وباءوا بالخسران هناك: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ [آل عمران: 180].


                        ما أكفرك ابن آدم حين تقول: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران: 181] والسؤال: من الذي أغناك أيها الجاحد؟

                        معيار الفوز الحقيقي: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران: 185].

                        خاف بعض السلف من هذه الآية: الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا [آل عمران: 188] فهل خفتها مثلهم؟ نعوذ بالله من الرياء والسمعة.

                        أحباب الله حقاً لا ينفكون أبدا عن ذكره على كل أحوالهم: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران: 191] فكم نذكره نحن في اليوم والليلة؟ وكم هي مساحة الغفلة في أوقاتنا؟





                        ما ذا يضيرك ألا يعلم الناس بحسنة عملتها في الخفاء، وأنت تقرأ هذه الآية: لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى [آل عمران: 195]؟

                        سلوة للمؤمنين والمستضعفين: لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ [آل عمران: 196، 197].
                        الفلاح ثمنه ليس سهلاً: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران: 200].


                        سورة النساء أكثرت من الحديث عن المستضعفين، وحقوقهم، والتحذير من العبث بها، وفي أول هذه السورة تنويه بشأن المرأة واليتيم.
                        إذا كان إيتاء الصغار نوعاً من السفه في التصرف المالي، وذلك خشية أن يعبث به، فغن العابث بالمال وإن كان كبيراً في السن سفيهٌ في شرع الله، تأمل: وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا [النساء: 5].

                        نموذج من التربية الاقتصادية في القرآن: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ [النساء: 6].


                        لا أدري كيف يجرؤ أحدٌ على أكل مال يتيم بعد قراءة هذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء: 10].


                        قاعدة قرآنية: آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا [النساء: 11].
                        لا يقدم أحدٌ على المعصية عامداً ذاكراً مختاراً إلا لجهله: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ [النساء: 17] ولذا قال السلف: كل من عصى الله فهو جاهل.


                        قاعدة قرآنية: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء: 19].



                        موسوعة التفسير الموضوعى

                        تعليق


                        • تأملات قرآنية 49


                          النعمة ترحل بكفرها حتى عن أطهر بقعة، فمحمد أعظم النعم، لما كفر به أهل مكة نقله الله إلى المدينة، النعم لا تُحابي البقاع، وإنما تتبع شاكريها
                          عبد العزيز الطريفى


                          حال الناس أمام نعم الله سبحانه، فالشاكر قد استبقى نعمة الله عليه، والكافر قد استعجل الزوال.
                          (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )[النحل:112].


                          يقال للمنافقين يوم القيامة ((وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ))[الحديد:14]
                          لهذا لا يكون لهم نور عند المرور على الصراط . احذر أن تعرض نفسك للفتن فيكون حالك كحالهم









                          (( وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ))[الحاقة:48]
                          القرآن ليس فقط لتنبيه الغافلين ، ولا للرقية على المرضى .. بل هو أيضاً للمتقين الصادقين يزيدهم تقى وصدقاً .


                          (( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ))[الإنسان:12]
                          يخطئ من يجعل الصبر فقط على المرض وفقد القريب . أعظم منه : الصبر على الطاعات . عن المعاصي . على الفتن ..


                          قد يُهلك الله الإنسان بشيء ظاهره نجاته، ويُنجي الله آخر بشيء ظاهره هلاكه، أهلك الله عاداً بسحاب وهم يرجونه وأنجى موسى من البحر وهو يخافه
                          عبد العزيز الطريفى.




                          (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم)
                          هناك وعند الجسر على جهنم تكون الظلمة الشديدة . ولكن نور إيمانك هو مصباحك. زد من نورك .
                          ذكر السعي للنور لماذا لم يقل يسعون؟
                          لأنه لو قال يسعون احتمال هذا يفضي إلى الجهد والتعب إذا هم سعوا لأن السعي يفضي إلى التعب والجهد فقال الله يسعى نورهم إذن نفهم من هذا أنه يُسعى بهم هم يُركب بهم فيسرع نورهم معهم
                          أنهم يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم بحسب أعمالهم ، كما قال عبد الله بن مسعود في قوله : ( يسعى نورهم بين أيديهم ) قال : على قدر أعمالهم يمرون على الصراط ، منهم من نوره مثل الجبل ، ومنهم من نوره مثل النخلة ، ومنهم من نوره مثل الرجل القائم ، وأدناهم نورا من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ مرة ورواه بن أبي حاتم ، وابن جرير .






                          {واللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا}
                          فنادق النجوم الخمسة لن تعوضك سكينة ربانية جعلها الله بين حيطان بيتك.بيت صغير صالح افضل من قصر كبير فاسد


                          والسكن والطمأنينة في البيوت نعمةلا يقدرها حق قدرها إلا المشردونالذين لا بيوت لهم ولا سكن ولا طمأنينة ..والتذكير بالسكن يمس المشاعر الغافلةعن قيمة هذه النعمةيقول ابن كثير، رحمه الله: يذكر الله تعالى عباده بتمام نعمته عليهم بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن، يأوون إليها، ويستترون بها، وينتفعون بها من سائر الوجوه.





                          (مَا یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَیْھِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ)
                          تقوم بعض الشركات التي تقدم الخدمات لعملائھا بفرض الرقابة على موظفیھا من
                          خلال تسجیل مكالمات العملاء لھم وتتم محاسبتھم على أخطائھم أو تشجیعھم على
                          خدمتھم من خلال المكالمات المسجلة ، فلذلك نجد رقیا في التعامل من قبل ھؤلاء
                          الموظفین لأجل رقابة من شخص مخلوق مثلھم لا یملك لھم نفعا ولا ضرا ..
                          ألا نأخذ من ھذا عبرة ؟
                          وحدیثنا وكتابتنا وأفعالنا كلھا مسجلة عند الملائكة الكرام الكاتبین ، وھي عند ربي
                          سبحانھ في كتاب لا یضل ربي ولا ینسى .


                          قال تعالى ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ))
                          ((إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)) الكهف:7
                          قال ابن كثيرٍ رحمه الله تعالى في تفسيره: "ولم يقل: أكثر عملاً بل أحسن عملاً، ولا يكون العمَلُ حسنًا حتى يكون خالصًا لله عز وجلّ على شريعةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمتى فقَد العمل واحدًا من هذين الشّرطين حبط وبطل
                          قال أحد السلف : ( المخلص : الذي يستر طاعاته كما يستر عيوبه )
                          ذكر ابن القيم عده تعاريف له منها (تصفيه الفعل عن ملاحظة المخلوقين )
                          ـ(نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق)

                          (الصادق هو الذي لايبالي ولو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه ولا يحب اطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله ولايكره اطلاع الناس على السيء من عمله فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من أخلاق الصديقين.) انظر المدارج 2/289-3/186
                          قال الإمام ابن تيميه (ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد ألا إياه،ولا يستعين إلا به،ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له)

                          تعليق


                          • وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (8) الجزء الخامس من القرآن الكريم


                            1. إذا قرأت هذه الآية: وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا [النساء : 27] استفدت منها أن طريق التوبة مستقيم، وأن تركه ميل، وأن أعظم من يشدك إلى الميل العظيم هم أهل الشهوات ! الذين قال الله فيهم في آية أخرى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [مريم : 59].
                            2. بشرى للتائبين من الكبائر، وهي نموذج من نماذج الفضل الإلهي العظيم: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء : 31] فلم يقف الفضل الإلهي على التكفير، بل حتى شفعه بالإدخال إلى جنات النعيم.
                            3. إذا رأيت نعمة على أحد، أو تفضيلا دينيا أو دنيوياً، فإياك أن يتسلل الحسد إلى قلبك، بل قل كما أمرك ربك: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء : 32].
                            4. الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء : 34] إلى من انتكست فطرهم، فألغوا القوامة، هذه آية نزلت وتلتها عائشة وأم سلمة وحفصة وبقية النساء الجليلات، فما اعترضن بحرف، بل سكتن وأذعنّ، لأن الحكم علل بعلتين لا يمكن ان تنتقض شرعاً: التفضيل القدري + وجوب الإنفاق على المرأة؛ مقابل الاستمتاع.
                            5. النية الصالحة تؤثر في الأعمال الاجتماعية، بل في كل شيء: إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا [النساء : 35]، وهي قاعدة من قواعد القرآن المحكمة: فما من طرفين صادقين في طلب الإصلاح إلا وفقا له.
                            6. قاعدة من قواعد النفس: وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا [النساء : 38].
                            7. آية تسكب الطمأنينة في القلب: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا )[النساء : 40]، ووالله لا يهلك على الله إلا هالك.
                            8. إذا مررتُ بهذه الآية فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء : 41] لاحت لي الدموع النبوية التي سكبها محمد شفقة على أمته، وتذكراً لذلك العبء الكبير، فصلوات ربي وسلامه على من قال فيه ربي: عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة : 128].
                            9. أهل الباطل لا يكتفون بضلالهم حتى يكثروا سوادهم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) [النساء : 44].
                            10. من يطيق هذا العذاب؟ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ [النساء : 56].
                            11. قاعدة في التعامل عند الاختلاف في المسائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء : 59].
                            12. المنافقون يعرضون مشاريعهم الإفسادية، ويقسمون على أنهم لا يريدون إلا الإصلاح والخير: إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا [النساء : 62].
                            13. أركان الإيمان الثلاثة في باب التحاكم والتحكيم: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء : 65].
                            14. القرن بين القتل والإخراج من الديار، دليل على إرغام الإنسان على مفارقة بلده نوع من العذاب النفسي: وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ ... الآية [النساء : 66].

                            15. هذه خمس ثمرات للاستجابة لله ورسوله، الواحدة منها تساوي الدنيا وما عليها: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [النساء : 66 - 69] فتأملها ـ أيها المؤمن ـ: 1/ لكان خيراً لهم 2/ وأشد تثبيتاً 3/الأجر العظيم 4/ الهداية للصراط المستقيم 5/ الحشر في زمرة ذلك الركب الميمون: مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.
                            16. الشيطان مهما أجلب بخيله ورجله فهو ضعيف الكيد إن واجه إيماناً قوياً: فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا [النساء : 76].
                            17. بعض الناس عنده تعلق بالعمل الغائب، مع ضعف إمكاناته الحالية: إيمانياً وعلمياً وعملياً، فتجده يتطلع إلى ما غاب عنه، بينما تراه مقصراً في العمل الحاضر، وهنا يعالج هذا الخلل النفسي: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ... [النساء : 77] وقد تحدثت عن هذا المعنى في مقالٍ قديم، عنوانه: (عقدة العمل الغائب).
                            18. من قواعد تربية النفس: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء : 79].
                            19. إذا لم توفق لتدبر القرآن، فابحث عن سبب ذلك، فإن إحكام القرآن وإتقانه من أعظم الحوافز للتدبر: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [النساء : 82].


                            20. في المسائل النازلة، ليس كل العلماء يحسنون النظر فيها، بل الذين يفقهون أبعادها، ولكل حالة ونازلةٍ أهلها، فما بال بعض طلاب العلم يحشر أنفه في كلِّ قضية وكأنه ابن تيمية بسعة علومه؟ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء : 83].
                            21. من الآيات التي تقطع شجرة العجب من القلب: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً [النساء : 83] الله أكبر .. إذا تأملت أن المخاطب بهذا الصحابة ، خفتَ أكثر، فإذا وفقت لطاعة أو علم أو عمل، فتذكر أنه ما منك شيء ولا لك شيء، بل الكل فضل الله ورحمته.
                            22. من قواعد التعاملات الاجتماعية: مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا [النساء : 85].
                            23. من المسليات للدعاة: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ [النساء : 88].
                            24. التأمل في الوعيد والكفارة التي صاحبت عقوبة قتل المؤمن، يرتعد لها القلب، وهي بينة الدلالة في عظم شأن المؤمن عند الله تعالى، فيا تعاسة من ولغوا في الدماء بعير حق!
                            25. منهج قرآني في الحديث عن الأفاضل بما لا يوحي بالتنقص للطرف المفضول، فإن الله تعالى لم ذكر فضل المجاهدين على القاعدين قال: وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء : 95].
                            26. آيات القصر في السفر، وفي حال الحرب، هي من الإشارات الواضحة على عظيم عناية الشرع بهذه الصلاة، وكونها جماعةً ، فيا حسرةً على المفرطين!.
                            27. ليس هناك مستريح، لكن الفرق في العاقبة: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ [النساء : 104].
                            28. هل يستشعر المستخفي بالمعاصي هذه الآية: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ [النساء : 108].





                            29. رسالة لكل محامي قد يدافع عن باطل: هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا [النساء : 109].
                            30. الباب مفتوح، فلم القنوط: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء : 110].
                            31. إياك أن تغتر بعلمك ولا إيمانك وأنت تقرأ هذه المنة الإلهية على النبي : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ [النساء: 113].
                            32. إن لم يكن نصيب من هذه الثلاث: مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء: 114] ففتش عن موقعك في خارطة نفع المجتمع.
                            33. مخالفة الإجماع القطعي للمسلمين كفر، وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [النساء: 115].





                            34. إذا نظرت في المجتمع، عرفتَ كيف تمكن الشيطان من كثير من الناس وأنت تقرأ هذه الآية: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء: 119].
                            35. قاعدة قرآنية من قواعد العلاقات الاجتماعية والسياسية: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء: 128].
                            36. لا تقلقي أيتها المرأة ولا تخافي على رزقك بسبب الطلاق، وأنت كذلك أيها الرجل، فإن الرزّاق في السماء: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا [النساء: 130].
                            37. إلى المغترين بانتفاش الباطل من المنافقين، اقرأوا هذه الآية: الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا [النساء : 139].
                            38. البشارة تكون في الشر، كما تكون في الخير: بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [النساء : 138].




                            39. إلى الجالسين في مجالس السخرية بأهل الإيمان، تأملوا في هذه الآية: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ [النساء : 140].
                            40. أهل النار صنفان فقط من حيث الجملة: إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا [النساء : 140].
                            41. قوله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [النساء : 145] لا يدل على أن الدرك الأسفل مختص بالمنافقين، بل يدل على أن المنافقين نفاقاً أكبر في الدرك في الأسفل، ويوضح هذا الحديث الذي رواه الشيخان في صحيحهما من حديث العباس بن عبدالمطلب ، أنه قال: يا رسول الله! هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال: "نعم هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"، فهذا يدل على أن من الكفار من يكون في الدرك الأسفل من النار، ولعلهم الذين قال الله فيهم: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ [النحل : 88].


                            ملتقى اهل التفسير

                            تعليق


                            • تأملات قرآنية 50


                              كلما كان العبد مخلصاً لله تعالى صُرف عنه السوء والفحشاء بقدر إخلاصه :

                              (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )


                              (أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)
                              هل يستوي إنسانٌ قضى ليله غافلاً هائمًا نائمًا بين السهرات والقيل والقال والفضائيات والأفلام والمسرحيات ومضيعة الأوقات، بين إنسان قائمٍ في ليله يدعو ربه سبحانه وتعالى ويبكي من خشية الله جلَّ وعلا ويخضع لله سبحانه وتعالى، لا يستوون عند الله،


                              "هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة"
                              تنتهي قيمة الأسرة .. وأهمية العائلة..والآصرة القومية والوطنية..عندما تصل التعديات إلى ذات الله .




                              *"فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا"
                              لا أظلم من عالم يوقع على فتوى كاذبة : خوفا من موت .. أو رغبة في حياة .


                              على الفيفى



                              (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ )
                              ربما تتوتر علاقاتك بآخرين تحبهم غيرة لله، لا تكترث، من عاديتهم له سيخلق مودتك في قلوبهم.
                              (عبدالله بن بلقاسم)
                              عن عائشة رضي الله عنها; أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم قال:
                              ( من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمسك رضا الناس بسخط الله; سخط الله عليه وأسخط عليه الناس( رواه ابن حبــان في " صحيحه"(1).




                              "فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"
                              أكثر الأوقات صعوبة على من ذاق القرب هي مرارة البعد.. فيظل منتظرا مترقبا لحظة الرجوع كما صورها القرآن.. "فتلقى"..
                              فالتلقي يدل على أنه كان منتظرا.. متلهفا.. مترقبا لأي وسيلة أو طريقه تعيده إلى لحظات القرب مرة أخرى.
                              "رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"

                              إنة القرأن






                              { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2}
                              أول صفات ذكرها القرآن للإنسان في أول آيات أنزلت في سورة اقرأ هي:
                              - الإنسان عاجز ضعيف (خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ)
                              - والإنسان جاهل ( عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
                              وبالرغم من ذلك ذكر القرآن أن الإنسان يطغى بدلا من أن يخضع
                              العجيب أن أكثر سبب لطغيان الإنسان المعاصر هو القراءة والعلم الذي يجعله يستغني عن الله
                              وهو أول آية ذكرت:اقرأ.
                              والعجيب أيضا أن أول صفة لله عز وجل في القرآن هي : الذي خلق.
                              والتي مهما قرأ الإنسان وتعلم لن يستطيع أن يفعلها أبدا ولو أن يخلق ذبابة

                              ‫‏إنه_القرآن‬

                              "ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا"
                              من عظمة صفة الشكر عند الله أن الله اكتفى بها لوصف نبيه نوح : ألا تستحق منا مزيد تأمل


                              "من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"
                              غير بوصلة اهتماماتك : المساجد أرقى الأماكن .. ذكر الله أفضل الأعمال .. الله أجل مقصود .




                              (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا )
                              كل تساؤل قبل تنفيذك لأمر الله .. يجعلك أشبه بالشيطان



                              على الفيفى.

                              تعليق


                              • وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (9) الجزء السادس من القرآن الكريم

                                . الظلم، والصد عن الدين، سبب للعقوبات الشرعية والقدرية: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النساء : 153]، وأيضاً: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا} [النساء : 160].
                                ...
                                2. الرسوخ في العلم من أعظم أسباب معرفة الحق، والانقياد له، وكذا إقامة العبادات على وجهها: { لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النساء : 162].
                                3. مع كمال عدل الله، وامتناع الظلم في حقه سبحانه، إلا أنه – ولكمال عدل – يقيم الحجج التي تنقطع بها المعاذير، وهذا ينبغي أن يكون منهجاً لأهل الإيمان: { رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } [النساء : 165].
                                4. عقوبة من بلغه العلم، وقامت عليه الحجة، ليس من كان كذلك: {وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } [النساء : 173].
                                5. المتأمل في شأن الأموال العامة في القرآن، أو التي لا ينفك عنها، أن الله تولى قسمتها بنفسه، ووضوح هذا في الفرائض بيّن جلي، وتأمل هذه العناية في مثل قوله: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء : 176] ، وكذلك نجده في قسمة الغنائم كما سيأتي في سورة الأنفال.
                                6. سورة المائدة ذكر بعض العلماء أنها اختصت بـ(18) حكماً لا توجد في غيرها، فحاول يا طالب العلم أن تجمعها.





                                7. سورة المائدة تحدثت عن جملة من العقود والعهود العامة والخاصة، وبذلك بدأت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة : 1]، وفي خاتمتها: حديث عن الوصية ، وهي من العقود الخاصة.
                                8. قاعدة قرآنية: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة : 2].
                                9. في هذه الاية {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} [المائدة : 4] دلالة على أثر العلم على حل الكلاب التي يصاد بها – وهذا أحد البراهين الدالة على شرف العلم - وأن ذلك كلّه من فضل الله : {مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ}.
                                10. قاعدة قرآنية: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ } [المائدة : 6].
                                11.قاعدة قرآنية: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة : 8].
                                12. بهذا تستجلب الأمة معية الله ونصره، بهذه الشروط الخمسة، وإلا فالعكس محقق: {وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [المائدة : 12].
                                13. نقض العهود سبب لقسوة القلب، تأمل: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً } [المائدة : 13] فإذا وجدت في قلبك قسوة، فراجع عهودك مع الله!
                                14. ما السر في قوله: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [المائدة : 14]؟ ولم يقل: ومن النصارى من أخذنا ميثاقهم ... الخ. هذا موضع تدبر.
                                15. هذه ثلاث ثمرات لاتباع القرآن، فمن لم يجدها فليراجع قلبه، وطريقة تعامله مع القرآن: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [المائدة : 15 ، 16].
                                16. هذه الآية من أدلة التوحيد، وبراهينه العظيمة{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } [المائدة : 17].
                                17. وفي الآية السابقة { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ...} دليل على حل ذبيحة النصراني ، وجواز نكاح النصرانية اللذان يعتقدان في عيسى عقيدة التثليث؛ لأن الله تعالى ذكر حل ذبائحهم ونسائهم في نفس السورة التي ذكر فيها كفرهم.
                                18. في هذه الآية {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ} [المائدة : 18] لطيفتان:
                                الأولى: أن الحبيب لا يعذب حبيبه، كما قال بعض أهل العلم.
                                الثانية: أن الذنوب سبب للعذاب.





                                19. وفي قول الرجلين من قوم موسى: {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ ... الآية} [المائدة : 23] دليل على شرف المبادرة في عمل الخير، وفيها ـ أيضاً ـ : إغلاق باب اليأس والعجز، بل ليكن شعارك في أبواب الخير – وإن وجدت بعض العقبات -: {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [المائدة : 23].
                                20. قد يأتي على الداعية لحظات لا يجد فيها من يكون على المنهج الحق، فلا ينبغي أن يحجبه ذلك عن المسير في طريقه، تأمل قول موسى عليه الصلاة والسلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي} [المائدة : 25].
                                21. قاعدة في باب الأعمال: { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } [المائدة : 27].
                                22. الحسد لا حدّ لشؤمه، فانظر ماذا صنع بصاحبه حين سنّ القتل في بني آدم؟ : {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [المائدة : 30] فخسر في الدنيا والآخرة.
                                23. في ختام آية الحرابة بهذين الاسمين: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة : 34] دليل على سقوط الحد عمن تاب قبل القبض عليه، اللهم إلا فيما يخص حقوق الآدميين.
                                24. لا إله إلا الله أغلى وأعظم من الأرض كلها وما عليها أضعافاً مضاعفة: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ} [المائدة : 36].
                                25. سلوة في طريق الدعوة: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} [المائدة : 41].
                                26. القلبَ القلبَ يا عبدالله، والله إن الإنسان إذا قرأ هذا التعقيب في هذه الآية ليخاف: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} [المائدة : 41] فتعاهد هذه المضغة، لعلنا نكون ممن يقدم على الله بقلب سليم.
                                27. اختلافنا مع أعدائنا، لا تبيح الظلم بحال: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [المائدة : 42].
                                28. قاعدة في باب الجنايات: { وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة : 45].
                                29. ترك تحكيم الشريعة: كفر، وظلم، وفسق، وهو درجات تختلف باختلاف أحوالها، وهي مفصّلة في كتب العقائد والأحكام.
                                30. من الذي يثق بقلبه ثقةً مطلقة وهو يقرأ في القوانين الوضعية، أو الكتب الفكرية المنحرفة قراءةً يلتمس منها هدى أو نوراً؟ والله يقول للمعصوم صلى الله عليه وسلم: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ } [المائدة : 49].
                                31. من قواعد تربية النفس على المبادرة والمسارعة: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [المائدة : 48].
                                32. العقوبات التي تراها، هي بعض جزاء الذنوب وليس كلها: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ } [المائدة : 49]، وفي آية الروم: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [الروم : 41].
                                33. إما الشريعة وإما الجاهلية في باب التحكيم: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة : 50].
                                34. قاعدة في باب الأنظمة والقوانين: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة : 50].
                                35. {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ } [المائدة : 52] هكذا هم المنافقون، فهم يبحثون دوماً عن المناطق الآمنة لدنياهم، ولو خربت أخراهم.
                                36. بشارة في مسير العبد إلى الله: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة : 56].
                                37. الاستهزاء بالشعائر الدينية تشبه باليهود والمنافقين: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا} [المائدة : 58].
                                38. إذا رأيت الإنسان يستهزئ بالدين، فهذا لنقص عقله، تأمل هذه الآية: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} [المائدة : 58].
                                39. العتب واللوم على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قبل العلماء أشد وأعظم من غيرهم، فهم أهل الميثاق الإلهي: { لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة : 63].
                                40. اللعن – وهو الطرد من رحمة الله – أعظم عقوبة يخشاها من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [المائدة : 78 ، 79].




                                ملتقى اهل التفسير

                                تعليق

                                يعمل...
                                X