إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(25) السيره من خيبر حتى الوفاه (محاضرة 5) د. أحمد سيف الإسلام / دورة بصائر العلمية 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (25) السيره من خيبر حتى الوفاه (محاضرة 5) د. أحمد سيف الإسلام / دورة بصائر العلمية 1





    السيرة من خيبر حتى الوفاة ( محاضرة 5) د . احمد سيف // دورة بصائر


    غزوة خيبر وكسر آخر شوكة لليهود

    قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "ما من قومٍ اجتمعوا يذكرون اللهَ عزَّ وجلَّ لا يريدون بذلك إلا وجهَه؛ إلا ناداهم مُنادٍ من السماءِ: أن قوموا مَغفورًا لكم، قد بُدِّلت سيئاتُكم حسناتٍ" صححه الالباني




    وفي هذه الحلقة من سيرة النبي-صلى الله عليه وسلم- الحلقة الخامسة..

    وقفنا عند خيبر

    وكان ذلك في سنة 7 من الهجرة

    أي بعد 20 سنة من دعوة النبي-صلى الله عليه وسلم

    وكان عُمْر النبي-صلى الله عليه وسلم- تقريبًا60 سنة




    وبينما النبي صلى الله عليه وسلم في مدينته

    سمع أن اليهود مازالوا يغدرون وينقضون




    مازالوا يقلبون قبائل العرب ويريدون بالإسلام وأهله شرًا

    فتفضلوا معنا لتعرفوا ماذا حدث



    رابط تحميل الدرس 25 بجميع الصيغ
    الجودة العالية :HD
    الصوت : mp3
    يوتيوب : youtube
    مادة مفرغة: PDF


    http://way2allah.com/khotab-item-113996.htm


    التفريغ
    http://way2allah.com/khotab-pdf-113996.htm


    اليوتيوب

    https://www.youtube.com/watch?v=IjNcVaFWK0k


    فهرس مادة (( السيرة - د/ أحمد سيف الإسلام )) - دورة بصائر العلمية


    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر من خلال هذا الرابط
    http://way2allah.com/category-559.htm



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 24-06-2019, 11:20 PM.

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

  • #2
    رد: الدرس الخامس والعشرين - السيره من خيبر حتى الوفاه للدكتور احمد سيف الاسلام



    الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السماوات وما في الأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله ملء ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء، الحمد لله ملء كل شيء، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
    غزوة خيبر وكسر آخر شوكة لليهود
    قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "ما من قومٍ اجتمعوا يذكرون اللهَ عزَّ وجلَّ لا يريدون بذلك إلا وجهَه؛ إلا ناداهم مُنادٍ من السماءِ: أن قوموا مَغفورًا لكم، قد بُدِّلت سيئاتُكم حسناتٍ"صححه الالباني،وفي هذه الحلقة من سيرة النبي-صلى الله عليه وسلم- الحلقة الخامسة.. وقفنا عند خيبر وكان ذلك في سنة 7 من الهجرة أي بعد 20 سنة من دعوة النبي-صلى الله عليه وسلم- وكان عُمْر النبي-صلى الله عليه وسلم- تقريبًا60 سنة، وبينما النبي صلى الله عليه وسلم في مدينته سمع أن اليهود مازالوا يغدرون وينقضون، مازالوا يقلبون قبائل العرب ويريدون بالإسلام وأهله شرًا..
    فقرر النبي-صلى الله عليه وسلم- أن يغزوهم في خيبر وخيبر كانت آخر معركة بين النبي-صلى الله عليه وسلم- واليهود، وكانت آخر شوكة لليهود كسرها النبي-صلى الله عليه وسلم- بفضل الله بعدما أجلاهم بعد نقض العهود، أجلى بنو قينقاع وبنو نضيروبنو قريظة ثم أخيرًا لما اجتمعت بقاياهم في خيبر سار النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى خيبر وكانت خيبر عبارة عن حصون وكانت غنية جدًا اقتصاديًا وانطلق النبي-صلى الله عليه وسلم-يفتح هذه الحصون وكان ذلك في السنة السابعة من هجرة النبي-صلى الله عليه وسلم- فانطلق النبي-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه..
    وأعطى النبي-صلى الله عليه وسلم- رايته إلى رجل يحب الله ورسوله ويُحبه الله ورسوله هو: "علي بن أبي طالب"وفُتحت حصون خيبر حصن وراء حصن، ثم صلح النبي-صلى الله عليه وسلم- بعضهم وأجلى النبي-صلى الله عليه وسلم- البعض الآخر، وسار النبي-صلى الله عليه وسلم- من نساء خيبر..
    ثم عاد النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى مدينته وانكسرت شوكة اليهودوانطلق النبي-صلى الله عليه وسلم- يُعلِّم
    الناس دين الله ويُرسل الرسل والوفود في كل مكان وجاءت الأخبار أن هناك من الوفود من أسلم.
    بعث المقوقص ملك مصر إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- بمارية القبطية وأختها فأسلما قبل أن يأتيا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-
    عام الأفراح والبشائر وتوسع رقعة الإسلام
    ويُرى أنه حدث حادث عظيم في هذه السنة.. عاد المهاجرون الأوائل من الحبشة، يااااه أتذكرون هؤلاء الذين كانوا هاجروا إلى الحبشة منذ سنين طويلة؟ -تقريبًا من ثلاث عشرة سنة- من13سنة!
    هؤلاء كانوا في الحبشة ثم عادوا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- في هذا العام.. وكان منهم جعفر بن أبي طالب، ذلك الرجل الذي يحبه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا أعلم بم أفرح، أفرح بفتح خيبر أم أفرح بقدوم جعفر؟".
    جاء مع هؤلاء من الحبشة قوم من اليمن أرادوا أن يسيروا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فيطووا البحر، فألقاهم البحر إلى الحبشة، فوجدوا هؤلاء مهاجرين إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فجاء وفد الأشعرين: أبو موسى الأشعريّ ومعه رجال من اليمن، وجاءها أهل الحبشة المهاجرين الأوائل إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-
    في هذه السنة أسلم رجل له تاريخ عظيم في العلم.. أسلم أبو هريرة، أسلم أبو هريرة في فتح خيبر، في عام خيبر، وأسلم أيضًا عمر بن العاص وخالد بن الوليد، وأتوا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- مسلمين.
    سرية الأمراء والاستعداد للثأر مرةً أخرى
    أختصرُ كثيرًا في هذه السلسلة، لا أملك السرد حتى نمر على السيرة في موجز سريع.
    أرسل النبي-صلى الله عليه وسلم- رسولًا إلى ملك غسان على الحدود بين الجزيرة وأرض الفرس فقُتل رسول النبي -صلى الله عليه وسلم- وكما قلنا أن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يكن يقبل الغدر مطلقًا، فنادى النبي-صلى الله عليه وسلم-: "الصلاة جامعة، الصلاة جامعة، الصلاة جامعة"..
    وبالفعل اجتمع المسلمون، وكان هذا النداء نداء اجتماع المسلمين، اجتمع المسلمون من كل المدينة وعلموا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مُبْرِم أمرًا..
    أخذ النبي-صلى الله عليه وسلم- سرية للدفاع عن هذا الرجل الذي قُتل، وضع عليها زيد بن حارثة الذي رباه النبي-صلى الله عليه وسلم- أميرًا.. قال: "فإن قُتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قُتل فعبد الله بن رواحة" تُسمى سرية الأمراء أو سرية مؤتة..
    انطلق القادة الثلاثة -زيد بن حارثة ثم يليه جعفر بن أبي طالب ثم يليه عبد الله بن رواحة- وخرج معهم في هذا الجيش شاب جديد مسلم جديد اسمه "خالد بن الوليد"، وانطلقوا يقاتلون على حدود مملكة غسان ثلاثة آلاف مقاتل خرجوا في هذه السرية.. لكن ياترى كم كان جيش الأعداء؟ جيش الكفار كان يومئذٍ مائتي ألف مقاتل 3000 قُدّام 200 ألف! يا ترى ممكن تُقاتِل في معركة زي كده؟
    قُتل زيد بن حارثة وكادت الراية أن تسقط فأخذها جعفر بن أبي طالب وأمسكها بيمينه، فقُطعت بيمينه فأمسكها بشماله فقُطعت شماله، فأمسكها بعظمه فطعُن وكادت الراية أن تسقط فانطلق عبد الله بن رواحة الأنصاري فأخذ الراية وظل يقاتل حتى قُتل وكادت راية النبي-صلى الله عليه وسلم- أن تسقط حتى أمسكها ذلك الجندي الجديد "خالد بن الوليد"..
    وانطلق خالد يُمسك راية النبي-صلى الله عليه وسلم- وتولى إمارة السرية بغير إمْرَة، فلم يوله النبي-صلى الله عليه وسلم- غير أنه لم يترك راية النبي-صلى الله عليه وسلم- تسقط فقاتل حتى أمسى، ولما نزل الليل عقد خطة جديدة فغيَّر الميمنة مكان الميسرة والميسرة مكان الميمنة، وجعل مكان مَن بالأمام في الخلف وجعل مكان مَن في الخلف في الأمام، ثم وضع خطة الانسحاب؛ لأنه أدرك أن هذه المعركة محسومة لغير المسلمين.
    ثم استطاع خالد بن الوليد أن ينجو بالبقية الباقية من جيش زيد بن حارثة من هذه السرية-سرية مؤتة- حتى عاد إلى مدينة النبي-صلى الله عليه وسلم- فلما قابلها.. النساء والأطفال حزنوا وغضبوا قال: "أنتم الفوار" أي كيف تفرون في أرض المعركة؟ فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "بل هم الكرار" أي إنهم متحيزون يعُدُّون العُدَّة للأخذ بالثأر مرةً أخرى.
    نقض قريش للعهد واستعداد المسلمين لفتح مكة
    وهكذا الحل وهكذا الأيام قال تعالى: "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"آل عمران:140، انطلق النبي-صلى الله عليه وسلم- مرة أخرى يُعلِّم الناس، وجاءت الوفود من كل مكان لتُسْلِم ولتسمع كلام الله ولتتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم، غير أنه حدث حادث آخر-حياة مليئة بالأحداث-:
    نقدت مكة العهد، وقبل أن نتكلم في نقض العهد.. انطلق النبي-صلى الله عليه وسلم- مُعتمرًا..أتذكرون في الحديبية رفضوا أن يعتمر النبي-صلى الله عليه وسلم- وقالوا له عُد في العام القادم وعاد النبي-صلى الله عليه وسلم- في العام القادم وقضى عمرته وتُسمى عمرة القضاء ثم عاد النبي-صلى الله عليه وسلم-..
    ثم جاءته الأخبار أن مكة نقضت العهد، وأن بني بكر حلفاء قريش عَدَو على خزاعة حلفاء النبي-صلى الله عليه وسلم- وكانت المعاهدة معاهدة سلام، نقضوا العهد وقتلوا خزاعة في الحرم وقريش كان عليها أن تنتصر لخزاعة لأنه بينهم وبينهم معاهدة، غير أنهم لم يفعلوا ذلك بل ساعدوا بكر على قتل خزاعة وهم يعلمون أن خزاعة حلفاء
    النبي-صلى الله عليه وسلم-، خزاعة لم يكونوا مسلمين، لكن نحن قومٌ نحترم العهود، كانوا حلفاء النبي صلى الله
    عليه وسلم.
    وقرر النبي-صلى الله عليه وسلم- أن يفتح مكة وأن يعلنها صراحةً أنه لا إله إلا الله وأنه رسول الله، وجَهَّز النبي صلى الله عليه وسلم جيشًا لفتح مكة لأنهم نقضوا العهد ولأنهم غدروا وخانوا، ولأنه-صلى الله عليه وسلم- لم يكن يقبل الخيانة ولم يقبل الغدر..
    أحد أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- وهو رسول النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى ملك مصر المقوقظ اسمه حاطب بن أبي بلتعة، حاطب بن أبي بلتعة كتب جوابًا إلى مكة أن النبي-صلى الله عليه وسلم- خرج في جيشه لفتح مكة ونزل جبريل -عليه السلام- إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- يخبره بفعل حاطب، فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ليأتيا بهذا الجواب، وكان قد بعثه مع امرأة زعينة يعني امرأة مسافرة..
    وذهب علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وقبضوا على هذه المرأة وأتوا بالجواب، حاطب بن أبي بلتعة رجلٌ من المهاجرين، حاطب بن أبي بلتعة رجلٌ قاتَل في وقت لم يقاتل فيه أحد، قاتَل في بدر، حاطب بن أبي بلتعة رجلٌ من الدعاة إلى الله، بعثه النبي-صلى الله عليه وسلم- رسولًا إلى مصر غير أنه أخطأ هذا الخطأ وبعث جوابًا يُخبر المشركين بسر حربي.
    فوقف عُمر رافعًا سيفه وقال: "يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق" فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "على رِسلك يا عمر" ثم أتى بحاطب وقال: "يا حاطب! ما حَمَلك على فعل ذلك؟" قال: "والله يا رسول الله ليس ردة عن دين الله ولا إرادة لنصر الكافرين على المؤمنين، وإنما ما من أحد من أصحابك إلا وله يد على الكافرين وأردت أن تكون لي يد عليهم.." يعني أردت إني أكون صاحب فضل على هؤلاء "..وإني أعلم أن الله سينصرك"عارف إن الله هينصرك هينصرك وإن الدين هينتصر هينتصر، لكني أحببت أن أكون صاحب فضل..
    دخوله -صلى الله عليه وسلم- مكة منتصرًا وعفوه عمَّن آذوه
    لَمّا دخل في فتح مكة فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "إن هذا فقد صدق فلا تقولوا له إلا خيرًا، لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
    وانطلق النبي-صلى الله عليه وسلم- معه عشرة آلاف مقاتل، وهذا لم يكن ليحدث من قبل في معركة، عشرة آلاف مقاتل، إنَّ النبي-صلى الله عليه وسلم- وقف وحده أمام مكة، وظلت الدعوة تنتشر يومًا بعد يوم حتى خرج النبي-صلى الله عليه وسلم- في عشرة آلاف مقاتل في سابقة لم تحدث من قبل، قبائل كثيرة خرجت مع النبي-صلى الله عليه وسلم- وحاصروا مكة، ثم دخل النبي-صلى الله عليه وسلم- مكة فاتحًا منتصرًا..
    ولما دخل النبي-صلى الله عليه وسلم- مكة طأطأ رأسه على فرسه ثم ذهب ليصلي في بيت الله الحرام ثم عفا عن
    هؤلاء أهل مكة إلا مجموعة، هؤلاء المجموعة كانوا من أشد الناس عداوةً للإسلام وأهله منهم عكرمة بن أبي جهل أهدر النبي-صلى الله عليه وسلم- دمه وقال:"من رآه فليقتله"، ثم انطلق أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- يعبدوا الله في مكة..
    تقول هند: "فما رأينا الله يُعبد في مثل هذه الليلة" أي أن أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- لما تمكنوا من بيت الله الحرام انطلقوا راكعين ساجدين قارئين للقرآن داعين.. هؤلاء أهل عبادة هؤلاء أهل الله.
    وعفا النبي-صلى الله عليه وسلم- عن صناديد مكة وقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" وقال: "من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن".
    حصار الطائف وتعلُّم أن النصر من عند الله تعالى
    وأسلم مع النبي-صلى الله عليه وسلم- يومئذٍ ألفي رجل غير أنه سمع أن الناس في الطائف اجتمعوا لقتاله فخرج النبي-صلى الله عليه وسلم- إليهم في اثني عشر ألف مقاتل في غزوة حُنين وكان هذا بعد شهر تقريبًا من فتح مكة، في هذه السنة في شوال من هذه السنة حاصر النبي-صلى الله عليه وسلم- الطائف وقاتل النبي-صلى الله عليه وسلم- في اثني عشر ألف رجل حتى أن أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- نظر بعضهم إلى بعض وقالوا: "لن نُهزم من قلة" لن يُهزم اثني عشر ألف من قلة! فأراد الله -سبحانه وتعالى- أن يعلمهم أن النصر من عند الله"وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا" التوبة :25..
    نعم لم تُغنِ عنهم شيئًا وكادوا أن ينهزموا وانطلق النبي-صلى الله عليه وسلم- مُقاتلًا في هذه الغزوة "أنا النبي لا كَذِبْ أنا ابن عبد المطلب، أنا النبي لا كَذِبْ أنا ابن عبد المطلب" ثم ينادي على المهاجرين، ثم ينادي على أصحاب بَيْعة الرضوان، هؤلاء الذين كانوا مع النبي-صلى الله عليه وسلم- والذين هاجروا مع النبي-صلى الله عليه وسلم- الذين تربَّوا في دار الأرقم، نادى عليهم النبي-صلى الله عليه وسلم- في وقت الأزمة "إلي عباد الله إلي عباد الله"..
    وعاد الناس حول النبي-صلى الله عليه وسلم- ونصر الله النبي-صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين وغَنِم النبي-صلى الله عليه وسلم- في حُنين غنائم..
    غير أنه-صلى الله عليه وسلم- لم يوزعها على أصحابه ولم يوزعها على الأنصار وكان هذا محل فتنة جديدة..
    فتنة توزيع الغنائم
    النبي-صلى الله عليه وسلم- أعطى هذه الغنائم لِمُسلمي الفتح، لهؤلاء المسلمين الجدد وفرَّق المال على المؤلفة قلوبهم؛ ليتألف في المال قلوبهم، أقوام الأنصار دخل فيهم الشك، قالوا: "آويناه ونصرناه في الوقت الذي كانت
    فيه مكة تعاديه، أما الآن وبعد فتح مكة يا ترى هل سيتركنا؟ هل سيعود ليعيش في مكة؟"..
    ثم لَمَّا وزَّع النبي-صلى الله عليه وسلم- المال في أهل مكة وجدوا عليه وقالوا: يعطيهم ومازالت سيوفنا تقتر من دمائهم! نحن كنا نقاتلهم، عشر سنين ونحن نقاتلهم ثم الآن لما نفتح أو لما يفتح الله علينا مكة وتأتي بغنائم يُعطي الغنائم لأهل مكة ويتركنا! نحن الذين آويناه ونصرناه..
    ويصل الأمر إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فيقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: "اجمعوا لِيَ الأنصار، ولا يجلس أحد إلا الأنصار"، واجتمع النبي-صلى الله عليه وسلم- في اجتماع مغلق إلا بعض أقاربهم كانوا ليس منهم..
    "فَخَطبَهم فقال: يا معشرَ الأنصارِ، ألم أجِدْكم ضُلاَّلاً فهداكم اللهُ بي، وكنتم متفرِّقين فألَّفَكم اللهُ بي، وكنتم عالةً فأغناكم اللهُ بي،كلما قال شيئًا قالوا: اللهُ ورسولُه أَمَنُّ، قال: ما يمنَعُكم أن تجيبوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم . قال: كلما قال شيئًا قالوا اللهُ ورسولُه أَمَنُّ، قال:لو شئِتُم قلتم: جئتَنا كذا وكذا، أترضَوْن أن يذهبَ الناسُ بالشاةِ والبعيرِ، وتذهبون بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى رحالِكم، لولا الهجرةُ لكنتُ امْرءًا من الأنصارِ، ولو سلكَ الناسُ واديًا وشِعْبًا لسلكتُ واديَ الأنصارِ وشِعَبِها, الأنصارُ شِعارٌ والناسُ دِثارٌ، إنكم سَتلْقوْن بعدي أَثَرَةً ، فاصبروا حتى تَلْقوْني على الحوضِ."صحيح البخاري
    ثم قال لهم النبي-صلى الله عليه وسلم-: "ما تجدون عَلَيَّ؟ لو شئتم أن تقولوا جئتنا طريدًا فآويناك وجئتنا ضعيفًا فنصرناك وجئتنا عائلاً فأغنيناك، لكن ألم تكونوا ضلالًا فهداكم الله بي؟ ألم تكونوا عالةً فأغناكم الله بي؟"
    فقالوا: "لله منة ولرسوله منة " فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "اللهم اغفر للأنصار، اللهم ارحم الأنصار، الناس دثاروالأنصار شعار.." أي إن قُرْبكم مني كقرب الشعر من اللحم، وقُرب الناس مني كقرب الثياب الدثار من اللحم أي إنكم أقرب لي من ثيابي ". .أنا من الأنصار، لو سلك الناس ودايًا وسلك الأنصار شِعبًا لسلكت شِعب الأنصار، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون أنتم برسول الله؟.."
    أي قال لهم الناس اختاروا الدنيا وأنتم اخترتم الآخرة، الناس اختاروا الدنيا وأنتم اخترتم الدين، "..أنا معكم وأنا منكم، دمي دمكم وحياتي حياتكم ومماتي مماتكم.." ثم قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "..اللهم اغفر للأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار، استوصوا بالأنصار خيرًا، علامة الإيمان حب الأنصار".
    قائدنا -صلى الله عليه وسلم- أعظم مثال للقائد الناجح
    لم يرفض النبي-صلى الله عليه وسلم- وهو قائد وهو رئيس الدولة أن يَعْتِبَ عليه بعض أتباعه، بل إن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يتجاهلهم ويقول أنا الأقوى، إنما جلس النبي-صلى الله عليه وسلم- يُضَمِّد جراحهم، وجلس النبي-صلى الله عليه وسلم- يُفهمهم ويوعيهم أنه اختار لهم الأفضل، أنهم بايعوه على الجنة، ولم يقبل النبي-صلى الله عليبه وسلم- أن ينقض العهد فإنهم ليس لهم إلا الجنة..
    كذلك لَمَّا خرج النبي-صلى الله عليه وسلم- في يوم أُحد بعد ثماني سنين وقبل موت النبي-صلى الله عليه وسلم- بأيام خرج إلى أصحابه فقال: "إنكم ستلقون بعدي أثرةً؛ فاصبروا حتى تلقوني على الحوض"صحيح البخاري ومسلم أي إن الناس سيؤثرونكم فينسون أنفسهم عليكم وسيخرِجون منكم أشياء أنتم تسحقونها فاصبروا حتى تلقوني على الحوض.
    فريضة الحج.. وحجة الوداع
    وعاد النبي-صلى الله عليه وسلم- من حُنين وفي هذا العام فُرض الحج، وحَجَّ عتاب بن أُسيد مع المسلمين، وكانوا
    المشركين مازالوا يحجون إلى بيت الله الحرام، صحيح أن النبي-صلى الله عليه وسلم- بعد فتح مكة هدم الأصنام في الكعبة غير أن المسلمين والمشركين كانوا يحجون في هذا العام.
    ثم في العام المقبل وفي السنة التاسعة بعد هجرة النبي-صلى الله عليه وسلم- بعث النبي-صلى الله عليه وسلم- أبي بكر الصديق أميرًا على الحج ثم بعث علي بن أبي طالب ليلحق الصديق بجواب وبرسالة واضحة المعالم:
    "لا يَحُجُّ بعدَ العامِ مُشرِكٌ ولا يَطوفُ بالبَيتِ عُرْيانٌ" صحيح البخاري.
    ثم في السنة التي بعدها حج النبي-صلى الله عليه وسلم- وكانت هذه هي الحجة الوحيدة التي حجها النبي -صلى الله عليه وسلم- .
    غزوة تبوك.. ومؤامرة قتله -صلى الله عليه وسلم-
    عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد فتح حُنين إلى المدينة مع الأنصار، وانطلق النبي-صلى الله عليه وسلم- يستقبل الوفود، وفود المشركين من كل مكان الذين جاؤوا ليُسْلِموا، وسمع النبي-صلى الله عليه وسلم- أن الفُرس وغسان أعَدُّوا جيشًا لقتاله، فخرج النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى غزوة تبوك وكانت هذه هي آخر غزوة غزاها النبي -صلى الله عليه وسلم-، تخلَّف عنها "كعب بن مالك، وهلال بن أُمية، ومرارة بن الربيع" الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت لما تخلَّفوا عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ..
    خرج النبي-صلى الله عليه وسلم- بجيشه إلى تبوك في مكان بعيد، وقال المنافقون: "لا تنفروا في الحر" الدنيا حر لسه هنروح ونقاتل! وأراد المنافقون أن يقتلوا الرسول في هذه الغزوة ورآهم حذيفة بن اليمان وعَلِمَهم كذلك، كان صاحب سر النبي-صلى الله عليه وسلم- حذيفة بن اليمان لأنه رأى المنافقون وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "قل لهم يا حذيفة أن يعودوا" لأنهم اجتمعوا أثناء الطريق ليقذفوا بحجارة على رأس النبي-صلى الله عليه وسلم- وعَلِم النبي-صلى الله عليه وسلم- أنهم سيفعلون ذلك، فقال لحذيفة: "قل لهؤلاء أن يرجعوا"..
    فانطلق حذيفة يضرب بيده الإبل والخيل لهؤلاء، وعلم هؤلاء أو ظن هؤلاء أنهم كُشفوا ولم يكن حذيفة يعلم أنهم جاؤوا لقتل النبي-صلى الله عليه وسلم- إنما كان ينفذ الأمر، غير أنه كان سريعًا في تنفيذ الأمر..
    وألقى الله في قلوبهم الرعب فانطلقوا واندسوا في جيوش المسلمين مرةً أخرى، فقال له النبي-صلى الله عليه وسلم- "عرفتَهم؟" قال: "عرفتُهم" فكان حذيفة يعرف أسماء المنافقين الذين اجتمعوا لقتل النبي-صلى الله عليه وسلم-.
    بعد جهاد طويل ينتقل -صلى الله عليه وسلم- للرفيق الأعلى
    وعاد النبي-صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، واستقبل النبي-صلى الله عليه وسلم- الوفود من كل مكان، ودعى النبي-صلى الله عليه وسلم- ليُأَمِّن الناس ويُعَلِّم الناس، ثم أمر النبي-صلى الله عليه وسلم- أصحابه أن
    يُغلقوا الأبواب التي كانت في المسجد إلا باب الصدِّيق..
    ثم صعد النبي-صلى الله عليه وسلم- المنبر فأوصى الناس خيرًا ثم أوصاهم بالصدِّيق وقال: "ما لِأَحدٍ عندَنَا يَدٌ إلَّا وقَدْ كافأناهُ، ما خلَا أبا بكرٍ، فإِنَّ لَهُ عِندنَا يَدًا يُكافِئُهُاللهُبِهايَومَالقيامَةِ ومَا نفَعَنِي مَالُ أحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعِني مالُ أبي بِكْرٍ"صححه الألباني

    "إن أمَنَّ الناس عليه بماله أبو بكر الصديق، وما من أحد له يد علينا إلا كافأته إلا الصديق، فإن له يد يكافئه الله بها يوم القيامة".

    ثم مرض النبي-صلى الله عليه وسلم- وكان هذا إيذانًا بانتهاء الرسالة بانتهاء مهمة النبي-صلى الله عليه وسلم- في هذه الرسالة ليُحمِّل النبي-صلى الله عليه وسلم- أمانة هذه الرسالة لأصحابه من بعده، ومرض النبي-صلى الله عليه وسلم- ثم استأذن النبي-صلى الله عليه وسلم- في أن يُمرَّض في بيت عائشة، وظل النبي-صلى الله عليه وسلم- يُمرض في بيت أم المؤمنين عائشة حتى قُبض-صلى الله عليه وسلم- بعدما بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة بعد ما تركنا على الْمَحَجَّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وبعدما علَّمنا كتاب الله، وبعدما بيَّن لنا الحق من الباطل، فما من خير إلا ودلنا عليه وما من شر إلا وحذرنا منه، وما من فتنة إلا وأخبرنا بها..
    وعلمنا كيف النجاة، وعلمنا أن العصمة في كتاب الله وأوصانا النبي-صلى الله عليه وسلم-: "إني قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به فلن تَضِلُّوا أبدًا، كتابَ اللهِ، وسُنَّةَ نبيِّه" صححه الألباني.
    عرفنا القليل ولازال هناك الكثير لنتعلمه عن النبي –صلى الله عليه وسلم-
    على عُجالة مررنا على سيرة النبي-صلى الله عليه وسلم- لم نستطع أن نتطرق لأبحاث كثيرة:
    بحث المنافقين الذين كان لهم دورٌ عظيمٌ في تأييد الكافرين، وفي هدم البيت الداخلي للمسلمين، وفي إلقاء روح الفُرقة، وزيادة روح النزاع بين المسلمين على مرات طويلة.
    لم نستطع أن نلقي الضوء على هؤلاء المنافقين في حادثة الإفك، ولا بناءهم لمسجد ضِرار، لم نستطع أن نلقي الضوء على كثير من أبحاث سيرة النبي-صلى الله عليه وسلم- غير أننا أردنا أن نَمُرَّ مَرًّا سريعًا على أحداث سيرة النبي صلى الله عيه وسلم..
    ولعلنا إن شاء الله نسرد لكل حدث من هذه الأحداث سلسلة من الحلقات نتعلم فيها هَدْي النبي-صلى الله عليه وسلم-، كيف تعامل النبي-صلى الله عليه وسلم- مع ربه، كيف تعامل النبي-صلى الله عليه وسلم- مع أهله، كيف تعامل النبي-صلى الله عليه وسلم- مع رحِمه، كيف تعامل النبي-صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه، كيف تعامل النبي-صلى الله عليه وسلم- مع أعدائه، كيف دعا النبي-صلى الله عليه وسلم-..
    كيف تحوَّلت دعوة النبي-صلى الله عليه وسلم- من فرد إلى مجموعة أفراد إلى دولة إلى خلافة وحضارة، كيف تحولت هذه الأرض،كيف تحولت مفاهيم الناس وأخلاق الناس، كيف تغيرت أخلاق الناس، كيف نزل القرآن آيةً وراء آية يُعلِّم ويُوجِّه ويُصحِّح.
    هذا لعلنا نطرقه في دورة أخرى.
    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم وجزاكم الله خيرًا.
    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 05-09-2015, 06:37 PM.

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

    تعليق


    • #3
      رد: الدرس الخامس والعشرين - السيره من خيبر حتى الوفاه للدكتور احمد سيف الاسلام

      جزاكم الله خيرا
      مشروع حفظ للجنة بطريقة الحصون الخمسة
      ما أشقاك أيها المسكين عندما تجعل هذا الجهد والتعب والنصب لغير
      ملك الملوك .. ما أشقاك !

      دخولي متقطع بسبب الدراسة

      تعليق

      يعمل...
      X