إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(24) السيرة من أحد إلى خيبر ( محاضرة 4) د . أحمد سيف/ دورة بصائر العلمية 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (24) السيرة من أحد إلى خيبر ( محاضرة 4) د . أحمد سيف/ دورة بصائر العلمية 1






    وقفنا مع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عند غزوة أُحد
    النبي صلى الله عليه وسلم بُعِث عند الأربعين ومكث ثلاث سنين في دعوة سرية يدعو الناس إلى الله
    عرض النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الله على الجميع غير أن هذا التوسع ذاق من أهل مكة شدة وغلظة وتعذيب وإيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم انتقلت الدعوة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مرحلة ثالثة وهي شدة الإيذاء هاجر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرحلة إلى الحبشة
    فارين بدينهم استطاع من استطاع منهم أن يهاجر وثبت من ثبت فيهم مع النبي صلى الله عليه وسلم.


    تابعونا




    الدرس الثالث والعشرون
    السيرة من أحد إلى خيبر ( محاضرة 4)
    د . أحمد سيف // دورة بصائر



    تفضلوا معنا في رابط تحميل الدرس 24 بجميع الصيغ
    الجودة العالية :HD
    الصوت : mp3
    يوتيوب : youtube
    مادة مفرغة: PDF


    http://way2allah.com/khotab-item-113995.htm



    رابط التفريغ


    http://way2allah.com/khotab-pdf-113995.htm

    اليوتيوب


    https://www.youtube.com/watch?v=2A7hPJ3zE6k




    فهرس مادة (( السيرة - د/ أحمد سيف الإسلام )) - دورة بصائر العلمية


    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة بصائر من خلال هذا الرابط
    http://way2allah.com/category-559.htm




    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 24-06-2019, 11:18 PM.
    ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  • #2
    رد: الدرس الرابع والعشرون - السيرة من أحد إلى خيبر ( محاضرة 4) د . أحمد سيف // دورة بصائر



    التفريغ

    الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السماوات وما في الأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله على ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل شيء، الحمد لله ملء كل شيء، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

    مرحبًا بكم في الدرس الرابع من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الغرفة غرفة الهداية الدعوية في شبكة الطريق إلى الله.
    وقفنا مع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عند غزوة أُحد وسريعًا قبل أن نبدأ هذه الحلقة بشرح غزوة أُحد مراجعة على ما فات.

    ملخص ما سبق:
    النبي صلى الله عليه وسلم بُعِث عند الأربعين ومكث ثلاث سنين في دعوة سرية يدعو الناس إلى الله، يدعو أصحابه يُربيهم ويعلمهم يجتمع بهم في دار الأرقم بن أبي الأرقم يُلقنهم كتاب الله سبحانه وتعالى ويعلمهم معاني القرآن العظيم ثم أذن الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يصدع وأن يجهر بالدعوة في بطن مكة فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس في مكة يدعو الناس في الأسواق وفي البيوت يدعو الناس في أماكن تجمعهم في نواديهم انطلق النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الله في كل مكان في الأسواق وفي البيوت وفي الشوارع.
    عرض النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الله على الجميع غير أن هذا التوسع ذاق من أهل مكة شدة وغلظة وتعذيب وإيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم انتقلت الدعوة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مرحلة ثالثة وهي شدة الإيذاء هاجر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرحلة إلى الحبشة فارين بدينهم استطاع من استطاع منهم أن يهاجر وثبت من ثبت فيهم مع النبي صلى الله عليه وسلم.

    أمر النبي صلى الله عليه وسلم ثمانين من أصحابه بالهجرة إلى هذه الأرض التي لا يُظلم فيها أحد "أرض الحبشة" ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم في شعب أبي طالب ذلك الحصار الذي فرضته قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين ثم عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه بعيدًا عن أهل مكة في الطائف ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم مرًة أخرى في سنة تسعة ودخل إلى مكة في جوار المُطعم بن عليّ في هذه السنة ماتت خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ومات عمه أبو طالب.
    ثم أذن الله للنبي صلى الله عليه وسلم بهذه الرحلة العظيمة المباركة رحلة "الإسراء والمعراج" هذه الرحلة التي رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء وعاش فيها النبي صلى الله عليه وسلم يتقلب في ملكوت الله سبحانه وتعالى ويرى ما لا صبر له عليه..

    رأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة ورأى النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء ورأى من الأنبياء هؤلاء الأنبياء الذين لهم قصص معروفة لديه في كتاب الله سبحانه وتعالى قصة يوسف عليه السلام فرأى النبي صلى الله عليه وسلم يوسف عليه السلام ورأى موسى عليه السلام ورأى هارون عليه السلام ورأى إبراهيم عليه السلام وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في بيت المقدس في هذه الرحلة المباركة وكأنها إشارة من الله وأمرٌ من الله بأن الرسالة انتقلت من الأنبياء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلافة الله سبحانه وتعالى في الأرض وأمر الله سبحانه وتعالى تحمله النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أخذ الراية من الأنبياء وصلى بهم جميعًا في بيت المقدس وكان هذا إيذانًا أن المقدسات والحُرمات مسؤلية النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمته من بعده.

    ثم اشتد الإيذاء على النبي صلى الله عليه وسلم حتى قررت قريش أن تقتل النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت على ذلك هدية كبيرة وجائزة عظيمة لمن يقتل أو من يأتي برأس النبي صلى الله عليه وسلم حيًا أو ميتًا.
    أذن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أمر الله سبحانه وتعالى له بأن يهاجر أصحابه إلى هذه المدينة الجديدة التي بايع فيها مجموعة من الناس ثم بعث إليهم مُصعب بن عُمير وعبد الله بن أم مكتوم ليعلمهم كتاب الله وليربيهم وليمهد الطريق لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم بايع النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الشباب مرًة ثم جاءوا المرة الثانية بسبعين رجلًا وامرأة ثم بايعهم النبي صلى الله عليه وسلم على إقامة الدولة وهاجر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه المدينة الجديدة "مدينة يثرب" ثم تحولت هذه المدينة إلى أرض للإسلام بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.

    هاجر النبي صلى الله عليه وسلم في مشهد جميل بإذن من الله سبحانه وتعالى وترك الوطن وترك المال وترك كل شيء هاجر النبي صلى الله عليه وسلم تاركًا وراءه كل شيء مُضحيًا بكل شيء مضحيًا بالأرض التي تربى فيها مُضحيًا لله سبحانه وتعالى هاجر النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأرض الجديدة وابتدأت الدعوة مرًة أخرى غير أنها في مرحلة جديدة، مرحلة أقام فيها النبي صلى الله عليه وسلم دولة، مرحلة أقام فيها النبي صلى الله عليه وسلم دين الله سبحانه وتعالى ولأول مرة يصلي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة ولأول مرة يتمكن المؤمنون من الصلاة ومن إعلاء كلمة الله لأول مرة تكون كلمة الله هي العليا في هذه الأرض الجديدة مع
    أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتعلو أحكام الإسلام.
    أقام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الدولة وكان أول شيء فعله فيها أنه صلى الله عليه وسلم بنى مسجدًا ثم آخى بين المهاجرين والأنصار ثم عقد النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود ومع سكان هذه المدينة وهذه الأرض الجديدة معاهدة للدفاع المشترك عن هذه الأرض.
    ثم انطلق النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله ويعلم الناس ويربيهم قائمًا بمهام الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقائمًا بمهام النبوة والرسالة في تبليغ كلام الله وتعليم الناس دين الله سبحانه وتعالى.
    غير أن قريش لم تترك النبي صلى الله عليه وسلم في حاله فانطلقت قريش تُقاتل النبي صلى الله عليه وسلم وكانت معركة بدر.

    معركة أُحُد:
    مرت الأيام بعد معركة النبي صلى الله عليه وسلم في بدر، ثم جاءت معركة أُحد وكان ذلك في السنة الثالثة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم يعني كانت تقريبًا بعد 16 سنة من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم أنذاك تقريبًا 56 سنة كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم أنذاك تقريبًا 56 سنة ولم يبق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلا بضع سنين.

    انطلقت قريش في ثلاثة ألاف مقاتل إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وأعدوا العدة والعتاد لقتال النبي صلى الله عليه وسلم وعقد النبي صلى الله عليه وسلم المشورة ياترى هل نقاتلهم في أرض المدينة أم نخرج إليهم على حدود المدينة؟
    شباب المسلمين قالوا بل نخرج إلى حدود المدينة، كهول المسلمين قالوا بل نقاتل في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم لأننا أدرى بالشعاب والطرق منهم غير أن الغالبية كانت للخروج على الحدود فنزل النبي صلى الله عليه وسلم على أمر الشورى ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يُخالف الشورى، في هذا الوقت في الشورى انطلق الكهول يلومون على الشباب كيف تخالفون أمر الكهول وكيف تخالفون أمر النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأيتم أنه يعجبه أن يقاتل داخل المدينة؟!

    في هذا الوقت دخل النبي صلى الله عليه وسلم ليلبس لأمة الحرب أي ثياب الحرب فلما عاد النبي صلى الله عليه وسلم وجد الشباب يقولون رجعنا يا رسول الله إلى قولك فلنقاتل داخل المدينة فقال لا ما كان لنبي لبس لَأمة الحرب لبس لَأمة الحرب أن يرجع حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا، وهكذا القائد إنه يتحمل قراراته نزل النبي صلى الله عليه وسلم على الشورى.
    ثم أعد النبي صلى الله عليه وسلم جيشه وخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم ألف مقاتل غير أن المنافقين تركوا الجيش في منتصف الطريق وهكذا دائمًا المنافقون لا يستمرون على طاعة تركوا الجيش في وقتًا كانوا أحوج ما
    يكونون فيه كانوا أحوج ما يكون إليهم تركوهم وعادوا إلى المدينة فأصبح جيش النبي صلى الله عليه وسلم سبعمائة مكان ألف، 300 واحد رجعوا رجعوا في وسط المعركة.

    فتنة عظيمة
    صف النبي صلى الله عليه وسلم جيشه بين جبلين بين جبل الرُماة وجبل أُحد وأمر النبي صلى الله عليه وسلم سبعين رجًلا أن يقفوا على جبل الرماة وجعل عليهم عبد الله بن جبير وبدأت المعركة وانتصر المسلمون وأسقطوا تسع رايات من رايات قريش وبدأت الغنائم تظهر وانطلقت نساء قريش يعتصمن بالجبل وظهرت الخلاخل وظهر الذهب، هنا حدث بلاءٌ شديد وفتنةٌ عظيمة، هؤلاء الذين كانوا على الجبل جبل الرُماة لما رأوا الغنائم ولما رأوا المعركة كادت أن تنقضي انطلقوا إلى هذه الغنائم يأخذونه وقف عبد الله بن جبير ينادي يقول "أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم ألا نترك المكان، أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نثبت في أماكننا" من يثبت على دينه في وقت الأزمة.

    لا تترك ثغرك مهما كان
    هؤلاء لم يكن لهم أي دورٌ في المعركة غير الحماية فهم لم يقاتلوا حقيقًة إنما كانوا من وراء الجيش وكانوا صمام أمان، هناك كثير من الناس لهم دور في الدين صمام أمان وأمان لكن إذا تركوا هذا الدور وإذا تركوا هذا الثغر تسقط الراية.
    وهذا ما حدث بالفعل انطلق هؤلاء وتركوا الجبل وكان أنذاك قائد الميمنة خالد بن الوليد قائد ميمنة جيش الكفار ولم يكن أسلم بعد، فانطلق خالد بن الوليد والتف حول جيش النبي صلى الله عليه وسلم وصعد فوق الجبل ثم نادى بأعلى صوته "اعلُ هبل" فعلى المشركون بعدما كادوا أن ينهزموا وأصبح جيش النبي صلى الله عليه وسلم بين طائفتين من المشركين بين جيش يقاتل من فوق الجبل وبين جيش قادم من أمامه فتفرق الناس وحدث هرج ومرج صعد البعض فوق الجبل وانطلق البعض فارًا إلى المدينة وبقي النبي صلى الله عليه وسلم معه مجموعة قليلة من أصحابه.

    مات سبعون من أصحاب الرسول في هذه الغزوة
    قُتل في هذه المحنة وهذا البلاء سبعون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
    قُتل فيهم فاتح المدينة "مصعب بن عمير" حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم، قُتل فيهم "حمزة بن عبد المطلب" أسد الله الذي دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم عمه وأخوه في الرضاعة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حبًا شديدًا ثم أخذوا كبد حمزة قطعوه إربًا وأخذته هند بنت عُتبة ووضعته بين أسنانها انتقامًا بأن حمزة
    كان قد قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة أخوها.
    قُتل في هذه المعركة "عبد الله بن جحش" ذلك الرجل الذي استعمله النبي صلى الله عليه وسلمم عدة مرات ذلك
    الرجل الذي لما قيل له تمنّى وكان ذلك قبل المعركة بأيام قال أتمنى أن يأتي رجل صنديدًا يقتل في المسلمين كثير لا يستطيعه أحد فأقوم فأقتله، ثم يأتي آخر يفعل ذلك فأقوم فأقتله، ثم يأتي ثالث فيفقأ عيني ويفقأ بطني ويجدع أنفي ويقطع أذني فأقابل ربي بدمي فيقول عبدي ما فعل فيك هذا؟ فأقول فيك يارب، قُتل عبد الله بن جحش.

    قُتل في هذه المعركة "أنس بن النضر" ذلك الرجل الذي كان في التجارة ولم يشهد بدر فلما عاد إلى المدينة وجد النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج فانطلق خارجًا وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى الناس فيها هرج ومرج والناس تعود والناس تفر انطلق إلى جبل أُحد وقال"واهًا لريح الجنة إني لأرى ريح الجنة دون أحد".
    قُتل في هذه المعركة حنظلة ذلك الرجل الذي تزوج قبل المعركة بيوم فلما سمع حيّ على الجهاد حيّ على الجهاد يا خيل الله اركبي، انطلق مجاهدًا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومات حنظلة في هذه المعركة وغسلته الملائكة في أول ليلة من ليالي فرحه في ليلة عرسه، مات حنظلة وهو جُنُب وغسلته الملائكة لم يستطع أن يغتسل ليلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم لما سمع النداء كثير منا يتأخر عن الصلاة وكثير منا يتأخر عن نصرة دين الله حنظلة لم يتأخر.

    هزيمة المسلمين في أرض الشهداء
    هذه المعركة العظيمة معركة أُحد "أرض الشهداء" هُزم فيها المسلمون بعدما كادوا أن ينتصروا ووقع النبي صلى الله عليه وسلم حفر له ابن قمئة حُفرة ثم دفعه فيها فسقط النبي صلى الله عليه وسلم ثم ضربه ضربًا شديدًا فدخلت خوذة النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وسال دمه وسال وجهه دمًا وكُسرت أسنانه وجاء طلحة بن عبيد الله ليدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم فحمل النبي صلى الله عليه وسلم وصعد به الجبل حتى كاد ظهره أن يكون مثل القنفد من كثرة السهام التي تلّقاها في ظهره وفي يديه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اليوم يوم طلحة من أراد أن يرى شهيدًا يمشي على الأرض فلينظر إلى طلحة، انطلق أبو بكر مسرعًا ليدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    معركة أُحُد، معركة الأبطال، معركة التضحيات معركة كشفت لنا كثيرًا من الأحداث وعرّفتنا أن مخالفة أمر واحد من أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ربما يودي إلى الهلاك ربما يتحول الانتصار إلى هزيمة إذا خالفنا أمرًا واحد من أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، إذا تركنا ثغورنا التي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقف عليها.

    كلٌ يقف على ثغر.. فلا يترك أحد ثغره
    كثير من الناس ربما يستهين أو يحتقر ثغره الذي يقف عليه في دين الله هذا ينظف المسجد وهذا يؤذن وهذا يدعو إلى الله، هذا يكتب كتاب وهذا ينشر الكتاب، هذا يصوّر، هذا يسوق، هذا يُنفق، هذا يتعلم، هذا يُعلم
    الصبيان القرآن، كلٌ يقف على ثغر فلا يترك أحد ثغره، فربما نؤتى من قِبل هذه الثغور التي نتركها لأجل غيرها.

    غزوة حمراء الأسد
    ثم بعد هزيمة أُحد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس أن يستمروا في القتال فكانت غزوة حمراء الأسد وشرط فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن يقاتل فيها من كان حول النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل قول الله عز وجل " الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " آل عمران 173:172.
    انطلق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقاتلون وهكذا المؤمنون لا يستكينون ولا يضعفون ولا يهنون إنهم هم الأعلى إن المؤمنون دائمًا يعملون يستمرون على عكس المنافقين ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وتوالت الأحداث.

    ظنت قريش بهزيمة أُحد أنهم الآن يقدروا على استئصال شأفة الإسلام، الآن يقدرون القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم واهمون "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" الصف:8 الله سبحانه وتعالى ينصر دينه ويعز أولياءه.

    اليهود ونقضهم المعاهدة
    نقضت اليهود وكان أول ما نقض من اليهود المعاهدة مع النبي صلى الله عليه وسلم بنو قينقاع فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن المدينة ثم نقضت بنو النُضير العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ولما نقضوا العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حاربهم النبي صلى الله عليه وسلم وأجلاهم أيضًا عن المدينة واجتمعت اليهود في خيبر ولم يبقى في يهود المدينة إلا بنو قريظة.
    خرجت بنو قينقاع إلى الشام في سنة 2 ثم خرجت بنو نضير إلى خيبر في سنة أربعة وكان ذلك بعد أُحد بعدة أشهر ولم يبقى في المدينة إلا يهود بنو قريظة.

    اليهود ومساعدتهم للمشركين
    في هذا الوقت قررت اليهود أن تساعد المشركين استئصال في شأفة الإسلام وبالفعل فعلوا ذلك فانطلقوا يقلبون قبائل العرب لقتال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك حول المدينة، ثم انطلقوا يقلبون قريش للهجوم على النبي صلى الله عليه وسلم.
    وبالفعل تجمعت القبائل في كل مكان، في هذه السنة في سنة أربعة كثُرت السرايا، فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم عدة سرايا لقتال القبائل حول مدينة النبي صلى الله عليه وسلم غير أن الأمر كان أصعب من ذلك.

    غزوة الأحزاب
    اجتمعت الأحزاب من كل مكان اجتمعت احزاب الكفر من كل مكان واجتمعت قبائل العرب من كل مكان
    واجتمعت اليهود مع قريش في عشرة ألاف مقاتل ليحاصروا مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فكانت غزوة الأحزاب، غزوة الأحزاب غزوةٌ صعبة بل أصعب ما يكون.

    وعقد النبي صلى الله عليه وسلم المشورة مرةً أخرى مرة أخرى يا ترى ماذا سنفعل في هذه الأحزاب؟ عشرة ألاف مقاتل خرجوا ليحاصروا مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وليستأصلوا شأفة الإسلام وكان ذلك في سنة خمسة هجريًا.


    حفر الخندق
    النبي صلى الله عليه وسلم سمع من أصحابه، فقال سلمان ذلك الرجل الذي جاء من بلاد فارس "إيران في هذا الزمان" سلمان الذي جاء من بلاد فارس وكان أبوه مجوسيًا والذي بحث عن الإيمان في كل مكان حتى سمع بأن أرض يثرب هذه الأرض مُهاجر نبي يعني مكان هجرة نبي فانطلق يبحث عنها غير أنه بيع في الأسر غدرًا إلى أحد اليهود فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم علمه من أخبار النصارى من قبل وعرف أنه هو النبي نبي هذا الزمان فأسلم معه ثم تحرر سلمان بمساعدة النبي صلى الله عليه وسلم.

    قال يا رسول الله كنا إذا حُصرنا تخندقنا، يعني كنا في بلاد فارس إذا حاصرتنا الأعداء حفرنا خندق حتى لا يصل إلينا الأعداء، أعجبت النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفكرة والنبي صلى الله عليه وسلم كان صاحب عقل مفتوح فكان صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه ويأخذ برأيهم وبالفعل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفر خندق حول المدينة وحفر النبي صلى الله عليه وسلم الخندق مع أصحابه فكان هو يحمل التراب.
    وتجمعت أحزاب الكفر عشرة ألاف مقاتل حول مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، حفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خندق في عدة أيام ثم وقفوا بالنبل والسيوف الرماح يحمون هذا الخندق على طرفه حتى لا تدركهم قريش من الطرف الأخر وظلوا على ذلك أيام.

    اليهود داخل مدينة النبي صلى الله عليه وسلم هم اليهود كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم معاهدة غير أنهم نقضوا هذه المعاهدة، نقضوها فعلاً كانت نساء المسلمين في أحد الديار تجمعوا لأن الرجال يقاتلون على أطراف المدينة أمام الخندق اليهود كانوا في المدينة وجاء الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن اليهود نقضوا العهد وأنهم انطلقوا يهجمون على نساء وأطفال المسلمين موقف صعب.

    الحالة الاقتصادية للمسلمين في الغزوة
    أما الحالة الاقتصادية فيقول جابر "مر علينا ثلاثة أيام لم يجد أحدنا ذواقا" لم يكن معنا أي طعام، زوجة جابر أعدت طعامًا للنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فدعا النبي صلى الله عليه وسلم في معجزة رأها الجميع الجيش كله جيش الأحزاب مع النبي صلى الله عليه وسلم كانوا سبعمائة رجل، سبعمائة رجل أمام عشرة ألاف مقاتل فقرٌ شديد وبردٌ شديد.
    يومًا وأثناء ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحرسون الخندق قال النبي صلى الله عليه وسلم "من يمر في الخندق إلى الفريق الآخر ويأتيني بخبر القوم ويكون في الجنة" والصحابة كانوا إذا سمعوا كلمة الجنة تأهبوا فلم يرُد أحد فقال من يأتيني بخبر القوم ويكون معي في الجنة يااااه أعلى درجات الجنة أيضًا، لم يرد أحد حتى قال قُم يا حذيفة، يقول حذيفة وكان الجو باردًا شديد البرودة، جوع وبرد وخوف، قال فلما سماني النبي صلى الله عليه وسلم لم أجد من ذلك بُد وانطلق حذيفة إلى الجانب الآخر ليأتي بخبر القوم.

    جنود الله في كل مكان:
    الجندي الأول: "نُعيم بن مسعود"

    نقضت اليهود العهد غير أن الله سبحانه وتعالى له جنود في كل مكان أسلم رجل في هذا الوقت اسمه "نُعيم بن مسعود" رجل صاحب حنكة وخبرة عسكرية فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله دُلني على شيء فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يقول الحال ما ترى "خذل عنا ما استطعت" أي حاجة تعرف تعملها اعملها زي ما إنت شايف كده اعمل أي حاجة.
    فذهب نعيم بن مسعود إلى اليهود وقال "إن قريش أرادت الغدر وإنهم سيتركونكم لمحمد وإنه سيقطع رقابكم فخذوا من قريش عهدًا واطلبوا منهم أمانًا خذوا منهم عدة رجال واطلبوا منهم أن يكون معكم في حراستكم رجال من قريش"، ثم ذهب إلى قريش وقال لهم "إن اليهود قوم غدر وإنهم سينصرون محمدًا عليكم فخذوا منهم العهد والأمان وإنهم سيطلبون منكم رجال للحراسة حتى يسلموهم إلى محمد حتى ينجوا بمحمد"، وبالفعل نجحت هذه المكيدة وقالت قريش لما بعثت اليهود إليهم أن نريد رجال منكم يكونوا في الحراسة غدرت يهود.

    الجندي الثاني: الصبا
    غير أن الله سبحانه وتعالى أراد ليعلمنا جميعًا وليعلم النبي صلى الله عليه وسلم من قبلنا وليعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه على كل شيء قدير، أرسل سبحانه وتعالى جندي من جنوده اسمه "الصبا" ريحٌ شرقية أرسلها الله سبحانه وتعالى على قريش فاقتلعت الخيام لم تتحمل قريش ولا قبائل العرب هذه الرياح الشديدة فانطلقت قريش عائدة إلى مكة وانطلقت قبائل العرب تفر من هذا الجو الشديد وهذه الريح الشديدة التي كادت أن تهلكهم أو أهلكتهم ونصر الله سبحانه وتعالى جنده وحده وهزم الله سبحانه وتعالى الأحزاب وحده ليعلم العالم أن الله سبحانه وتعالى على كل شئ قدير وأن الله سبحانه وتعالى قادرٌ على نصر جنده وأن الله سبحانه وتعالى قادر
    على إعزاز أوليائه.


    غزوة بني قريظة
    هُزمت الأحزاب وعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكانت غزوة بني قريظة هذه الغزوة التي غزاها النبي صلى الله عليه وسلم في يهود بني قريظة، لما عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته من الأحزاب وجد جبريل يلبس لأمة الحرب وقال لم تنتهي الحرب بعد، قال إلى أين ؟ قال إلى بني قريظة فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يُصلين أحدٌ العصر إلا في بني قريظة" صحيح البخاري

    الحَكَم "سعد بن معاذ"
    فانطلق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مسرعين في تجاه بني قريظة منهم من أدرك العصر ومنهم من لم يدركه غير أن اليهود اعتصموا بحصونهم وقالوا "بيننا وبينك حكم" وكانوا حلفاء لسعد بن معاذ قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا لن نرضى إلا بحكمًا منا أو حكمًا حليفًا لنا قال من هو؟ قالوا سعد بن معاذ.
    رضي النبي صلى الله عليه وسلم أن يحكم سعد بن معاذ عليهم وهو من هو صلى الله عليه وسلم وحكم سعد بن معاذ على بني قريظة في صورة جميلة من أشد صور الولاء لله ومن أشد صور نصرة دين الله فلم يلاطفهم سعد بن معاذ ولم يداهنهم سعد بن معاذ ولم يجاملهم سعد بن معاذ، إنما حكم سعد بن معاذ بالعدل، فقال أما هؤلاء الخونة الذين خرجوا يقاتلوننا من ظهرنا مع قريش على أن يقتلونا في ظهورنا بعدما نقضوا العهد معنا وبعد ما كان بيننا وبينهم معاهدة أما هؤلاء الخونة فإنهم يُقتلون يُقتل هؤلاء الذين خرجوا لقتالنا وأما النساء فتُسبى.
    وأجلى النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء وسبى النساء وقتل المُقاتلة ولم يبق من قبائل اليهود موجود في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعض أفراد اليهود وخرج الباقي إلى خيبر.

    عُمرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
    عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مهمته يُبلغ دين الله ويعلم الناس دين الله، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أصحابه أنهم منطلقون إلى عمرة كان ذلك في العام الذي يليه بعد عدة أشهر من الأحزاب وبني قريظة.
    وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم مُحرمًا ملبيًا مع أصحابه إلى بيت الله الحرام "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد النعمة لك والملك لا شريك لك" وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أنه رأى رؤيا أنه يطوف بالبيت وخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ملبين.

    غير أنهم لما نزلوا عند الحديبية وهي مكان قبل مكة بعث النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة يستأذنهم ويخبرهم أنه ما جاء محاربًا ولا مقاتلًا وأنه لن يدخل بالسلاح إنما جاء ملبيًا معتمرا وكانت مكة تُعظم البيت وكانوا لا يقاتلون في الحرم، صحيح أنهم كانوا أحيانًا يستحلون غير أنهم دائمًا كانوا يعظمون هذا الشهر
    ويعظمون الأشهر الحرم ويعظمون مكة فكانوا لا يردون أحد عن بيت الله.
    فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان مفاوضًا تأخر عثمان وشاعت إشاعة أن مكة قتلت عثمان.
    بيعة الرضوان
    وهنا بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أتدرون على ما بايعهم؟ بايعهم على الموت لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفرط في الرجال المسلمين ولم يكن صلى الله عليه وسلم يقبل الغدر مطلقًا لم يقبل الغدر، بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة ارتضاها الله سُميت "بيعة الرضوان" تحت الشجرة، هذه البيعة بايعها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للنبي صلى الله عليه وسلم على الموت لأنهم لم يقبلوا أن يُقتل عثمان بن عفان.
    غير أنها كانت إشاعة ولم تلبث أيام حتى عاد عثمان بن عفان إلى صف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المعتمرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لعلك طُفت بالبيت" فقال "لا والله يا رسول الله لو مكثت هناك سنة ما كنت لأطوف بالبيت حتى تأذن فيه" انظروا إلى هذا الوفاء بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

    حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناس
    ثم خرج رجال من قريش رجل وراء الآخر جليل بن ورقاء، عروة بن مسعود الثقفي وأخيرًا سهيل بن عمرو خرجوا يتفاوضوا أما أحدهم فكان رجل صاحب هدي أي أنه كان رجل يعظم شعائر الله، كان صاحب عبادة فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال "سوقوا الهدي" أي أروه أننا جئنا لطاعة الله.
    وأما الآخر عروة كان رجل حرب فلما رأه النبي صلى الله عليه وسلم قال صفوا الجيش، أي قفوا كأنكم جئتم لتقاتلوا وكان هذا من حكمة النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف مداخل الناس وأن يعرف كيف يتعامل مع كل أحد كلٌ على قدره، ثم لما جاء سُهيل بن عمرو قال "سهل أمركم".

    صلح الحديبية
    وعقد النبي صلى الله عليه وسلم معاهدة بينه وبين قريش كانت هذه المعاهدة تُسمى"صلح الحديبية"
    هذه المعاهدة كان فيها تعظيم أمر الله، معاهدة على السلام بين النبي صلى الله عليه وسلم ومن دخل في حِلفه من قبائل العرب وبين قريش ومن دخل في حلفهم من قبائل العرب معاهدة على أن تتحرر الدعوة فيستطيع النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو ما شاء كيف شاء، وبالفعل وافقت قريش على هذه المعاهدة التي فيها تنتشر دعوة الله وتنتشر دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كان شرطًا خُطة يُعظمون فيها حرمات الله يُعظم فيها الدين.

    من الشروط الجائرة في صلح الحديبية:
    صحيح أنه كانت هناك بنود جائرة في هذه المعاهدة، أنه إذا أسلم رجل من قريش فإن المسلمين عليهم أن يردوه إلى قريش، إذا هاجر الرجل من قريش فإن المسلمين عليهم أن يردوه إلى قريش، وأنه إذا هاجر رجل من المسلمين فإن قريش لا ترده.
    وغضب عمر من هذا البند وقال "يا رسول الله قاتلنا في بدر وفي أُحد وفي الأحزاب وخرجنا في سرايا كثيرة فلم نُعطى الدنية في ديننا؟ فقال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري.
    فذهب عمر غاضبًا إلى أبي بكر وقال يا أبي بكر أليس هو رسول الله؟ قال نعم قال ألسنا على الحق وأليسوا على الباطل؟ قال نعم قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال نعم، قال يا أبى بكر فلم نُعطى الدنية في ديننا؟ ليه نقبل هذه الشروط؟ لأنها شروط يُعظم فيها أمر الله لأنها شروط تنتشر فيها دعوة الله لإنها شروط إذلال فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل بهذه الشروط إلا لأن دين الله سينتشر، لم يقبل هذه الشروط خوفًا ولا خضوعًا ولا خنوعًا إنما قبلها حكمًة، وكان صلى الله عليه وسلم يأتيه الوحي من السماء ومن منا يأتيه الوحي من السماء؟ فقال أبو بكر يا عمر هو رسول الله وليس يعصيه وهو ناصره فالزم غرسه.

    عاد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يطُف بالبيت ولم يعتمر فإنه كانت من الشروط أيضًا المُجحفة أنه يعود إلى عمرته في العام القادم والصحابة أتوا مُحرمين صعب جدًا عليهم بعدما أتوا طوال أيام يلبون "لبيك اللهم لبيك" أن يقال لهم ارجعوا وهم أصبحوا أهل قوة وأهل حرب كان الأمر شديد جدًا عليهم.
    حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم شاور زوجته فيما يفعل قالت له "قم أنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم واحلق شعرك وانحر هديك" فقام النبي صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك فقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأتسون ويقتدون به صلى الله عليه وسلم وبالفعل قاموا يحلقوا شعورهم ويقصروها وينحروا هذا الهدي ثم عادوا إلى المدينة.

    ثمار صلح الحديبية:
    غير أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضع لحظة واحدة فبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعود إلى المدينة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مملكة الفرس، وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مملكة الروم، وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مصر إلى مقوقظ مصر، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مملكة غسان، وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام، وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى البحرين.

    فلم يترك النبي صلى الله عليه وسلم حولاً في جزيرة العرب أحدًا في جزيرة العرب من الملوك أو رؤساء القبائل أو حول جزيرة العرب إلا وأرسل إليهم رسولًا ليدعوهم إلى الله.

    ذلك أنه لم تكن قبل الهدنة مع قريش وقبل الحديبية لم يكن هذا متوفر لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعيش في فترة عدم استقرار في فترة الصحابة خائفون لم يكن هناك سلام.
    غير أنه لما عقد المعاهدة معاهدة السلام بينه وبين قريش الكفار في الحديبية انطلق النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس في كل مكان وبالفعل بدأت الدعوة تؤتي ثمارها وجاءت الوفود من كل مكان، وبينما النبي صلى الله عليه وسلم يعود إلى المدينة علم النبي صلى الله عليه وسلم أن اليهود مرًة أخرى يُقلبون قبائل العرب مرًة أخرى يعملون على إضعاف المسلمين مرًة أخرى ينقضون العهود والمواثيق، فقرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يغزوهم في خيبر.
    هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.




    تم بحمد الله

    التعديل الأخير تم بواسطة أم صُهيب; الساعة 03-09-2015, 03:53 PM.
    ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    تعليق


    • #3
      رد: الدرس الرابع والعشرون - السيرة من أحد إلى خيبر ( محاضرة 4) د . أحمد سيف // دورة بصائر

      جزاكم الله خيرًا

      تعليق


      • #4
        رد: الدرس الرابع والعشرون - السيرة من أحد إلى خيبر ( محاضرة 4) د . أحمد سيف // دورة بصائر

        جزاكم الله خيرا
        مشروع حفظ للجنة بطريقة الحصون الخمسة
        ما أشقاك أيها المسكين عندما تجعل هذا الجهد والتعب والنصب لغير
        ملك الملوك .. ما أشقاك !

        دخولي متقطع بسبب الدراسة

        تعليق

        يعمل...
        X