إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة : تأملات ووقفات قرآنية .. متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    تأملات قرآنية 16





    {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}
    قال الحسن البصري "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا : نُحْسِنَ الظنَّ بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظنَّ لأحسنوا العمل" [تفسير الألوسي (4:239)]


    الدنيا دار تكليف والآخرة دار تشريف، الدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء، الدنيا دار ابتلاء، والآخرة دار تكريم، فلما يتوهم الإنسانُ أنه في الدنيا يتمنى، ويكفيه التمني فقد وقع في خطأً كبير، الدنيا تحتاج إلى سعي.
    ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19)﴾
    وكذلك:﴿لِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾

    {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا}
    لا يطلب أحدٌ شيئًا من طريق حرام إلا عاقبه الله بنقيض قصده. طلبوا الزيادة والربح فعوقبوا بالمحق والخسارة!


    الطاغية لا يصنع نفسه، إنما يصنعه الناس، قال الله عز وجل عن فرعون
    (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )


    النفس المعاندة للحق تأتي بالحجج وإن لم تكن تُعقل، فرعون جاء بالسحرة ولما غلبهم موسى قال
    ( إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ)


    {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي} [طه: 39]
    ليس فيك ما يُوجب المحبة،
    وليس لديك أسبابها،
    خاصة وقد كان موسى عليه السلام أسمر اللون،
    أجعد الشعر، أقنى الأنف، أكتف،وكأن هذه الخِلْقة جاءت تمهيدًا لهذه المحبة،وإثباتًا لإرادة الله التي طوَّعَتْ فرعون لمحبة موسى،
    كما قال تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ المرء وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24].
    وهكذا،
    حوَّل الله قلب فرعون،
    وأدخل فيه محبة موسى ليُمرِّر هذه المسألة على هذا المغفل الكبير، فجعله يأخذ عدوه ويُربِّيه في بيته،
    ولم يكن في موسى الوسامة والجمال الذي يجذب إليه القلوب.

    ‫#‏الشعراوى‬



    {يَومَ لا يَنفَع مَالٌ وَلا بَنونَ، إِلَّا مَن أَتَى الله بِقَلبٍ سَلِيمٍ}
    يقول ابن القيم في الفوائد " لَيسَ الاعتِبَار بِأَعمَالِ البِرِّ بِالجَوَارِحِ، إِنَّمَا الاعتِبَار بِبِرِّ القلوبِ وَتَقوَاهَا، وَتَطهِيرِهَا عَنِ الآثَامِ "وقال ابن رجب الحنبلي"لَا يَصلح لِقربِ اللّهِ إِلَّا طَاهِرٌ. فَإِن أرَدتَ قربَه وَمنَاجَاتَه اليَومَ فَطَّهِر ظَاهِرَكَ وبَاطِنَكَ لِتَصلحَ لِذَلِكَ، وَإِن أَرَدتَ قربَه وَمناجَاتَه غَدًا فَطَهِّر قَلبَكَ مِن سِوَاه لِتَصلحَ لِمجَاوَرَتِهِ

    تعليق


    • #32
      تأملات قرآنية 17




      كلما استبطأتُ النصر، ردد قول ربي: ( وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين )
      بعضنا،،،من طول البلاء،،قد ييأس،،،!
      ولكن البعض كلما طال ابتلاءه،،زاد يقينه،!!
      هكذا،،،هي فتنة،،وعلينا تجاهها الصبر والثبات،،
      أن نعلق قلوبنا فيها برب الارض والسماء،،!
      أن نوقن بقلوبنا،،،أن الله ناصر من ينصره،،!







      (وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ..)

      فلا تلتفت لسفساف الامور وفتات الدنيا
      فكل فتات يصنع جبل يحول بينك وبين ماتريد
      وكل التفات يعرقل خطاك نحو هدفك
      واحذر من كثرة الالتفات فإن الملتفت لا يصل
      واعلم ان الدنيا زينة وتكاثر وتفاخر
      وانت فيها مسافر
      فخفف من اثقالك
      وتزود حتى تخفف عنك وعثاء السفر
      وزادك فيها ان تمضي لما امرك
      ولا تلتفت لما نهاك عنه ..
      حتى لا تضعف وتضيع في مفترق الطرق .


      "إذ هما في الغار" غار آوى النبي .. فخلد الله ذكره في أعظم كتاب ..فبماذا تظن الكريم سيجازيك لو آويت حبه قلبك ؟
      إذا أحبك الله منحك "الحكمة ،"ومن أُوتِى الحكمه فقد أوتى خيراً كثيرا"
      *إذا أتاك الله الحكمة أعطاك "السكينة"
      وهى حالة من الرضا ، من السعادة، من التفاؤل، من القوة
      إن الله يعطى الصحة والذكاء والمال والجمال للكثيرين من خلقه ولكنه يعطى السكينة بقَدَرٍ لأصفيائه المؤمنين...
      السكينه أحد أكبر أسباب سعادة الإنسان ...
      ,,,,,هى ثمرة من ثمار محبه الله...




      (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ )
      قد يتأخر العذاب الدنيوي، ويظن المغرور أنه على خير؛ خاصة إذا رأى نعم الله متوالية عليه، ومننه مترادفة إليه، ولا يعلم أن ما بينه وبين عذاب الله إلا كلمح البصر، كما وقع لقوم لوط عليه السلام حينما كذبوه وخالفوا أمره، فدعا ربه عليهم؛فجعلهم آية للعالمين، وموعظة للمتقين، ونكالا وسلفا لمن شاركهم في أعمالهم من المجرمين)وقد يؤجل العذاب إلى الدار الآخرة؛ زيادة في النكال: {وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}





      {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[24].
      يقول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله: (إن كثيرا من الناس اليوم يعدون المصائب التي يصابون بها - سواء كانت المصائب مالية اقتصادية، أو أمنية سياسية - يعزون هذه المصائب إلى أسباب مادية بحتة، إلى أسباب سياسية أو أسباب مالية أو أسباب حدودية. ولا شك أن هذا من قصور أفهامهم، وضعف إيمانهم، وغفلتهم عن تدبر كتاب لله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إن وراء هذه الأسباب أسبابا شرعية، أسبابا لهذه المصائب أقوى وأعظم تأثيرا من الأسباب المادية، لكن قد تكون الأسباب المادية وسيلة لما تقتضيه الأسباب الشرعية من المصائب والعقوبات.
      وهذه العقوبات التي ذكرنا طرفا منها أن بين الذنب وبين العقوبة تناسبا عظيما، فإذا منع العباد زكاة أموالهم؛ منعوا القطر من السماء، وإذا تركوا التحاكم إلى كتاب الله؛ جعل الله بأسهم بينهم، وإذا طلب كثرة المال من طريق الربا، محق الله أمواله،

      تعليق


      • #33
        تأملات قرآنية 18








        { فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)}.القصص
        { تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّل }
        إذا أحسنت لأي شخص فابتعد عنه ، لا تحرج ضعفه ، ولا تلزمه شكرك ، واصرف عنه وجهك لئلا ترى حياءه عاريًا أمام عينيك .افعل المعروف وتول بكل ما أوتيت حتى ذلك القلب الذي ينبض بداخلك ﻻ تجعله يتمنى الشكر والجزاء يكفيك أن يجازيك الكريم .
        أن تجعل بين عملك الصالح وبين أعين الناس حجاباً ... فتعيش خفياً وتموت نقياً !
        أن تجاهد نفسك وتجاهد في الله ولله في الخفاء كحرصك علي معصية الله في الخفاء بعيداً عن أعين من خلقهم الله ،أو أشد حرصاً... فيمحو خفائك الطيب الصالح ما اقترفته من ذنوب ... فتعيش خفياً وتموت نقياً!
        أن تفر إلي ربك مذعوراً أن ربي أبرئني منِّي ومن همزات الشياطين، حذراً من إطِّلاع الناس علي إخلاصك ... فتعيش خفياً وتموت نقياً!
        فالصادقون لا يبحثون عن الأضواء ولا ينتظرون الثناء








        قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً !
        كثيرٌ منا يفعل الصالحات كل يوم لكن هل سألت نفسك هل تم القبول؟!
        هل إرتفع العمل إلي الله ؟!
        جميعنا نعرف أن الاستغفار هو محرقة الذنوب، لكن هل يعلم الناس محرقة الحسنات ؟!
        محارق الحسنات كثيرة، لكن الرياء في عصرنا هذا قد استحوذ علي نصيب الأسد من تلك المحارق ... في ظل مواقع التواصل الاجتماعي وفي ظل فتنة معايرة الشخصيات بالظواهر وما ظهر من فعل الخير، وغض الطرف عن البواطن !
        يجب أن يعلم كل منا أن الشيطان قد يتركك تفعل الخير بل وتداوم عليه أيضاً ، فما دامت نيتك وأنت تفعل الخير الرياء وطلب عرضاً من الدنيا فلن يرتقي عملك إلي الله في عليائه وانت تحسب أنّك تحسن صنعاً... وهو ما يريده الشيطان




        ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
        كما أن الحجارة لا تلينها النار
        فبعض القلوب لا تلينها المواعظ !!

        ﴿ وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِي الْمِحْرَاب أَنَّ اللَّه يُبَشِّرك بِيَحْيَى
        الصلاة سبب من أسباب
        الفرَج و جلب الولد..

        ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
        خلافك مع غيرك
        لا يخرجك عن العدل فيه !

        أعظم عقوبة أن يحال بينك وبين فهم القرآن..
        ﴿ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ
        اللهم اغفر ذنوبًا حالت بيننا وبين فهم القرآن.



        قد يولع الإنسان برأي وهو موغل في الضلال وتعلقه به ليس دليلا على صحته فلن يكون أشد حبا من بني إسرائيل لعجلهم "وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ"
        .فإرادة الحياة الدنيا والرغبة في الإكثار من زخرفها ، توقع صاحبها في أخطاء فظيعة
        في النظرة والحكم والقياس والتقدير !
        كما أنها سر هزيمة هؤلاء أمام المترفين الفاجرين ، واتباعهم لهم كالعبيد .. ولهاثهم وراء فُتات موائدهم !




        لا تأتي المعصية من أول وهلة ولكنها خطوات وما أن تَزَل قدم العبد في خطوة إلا تلتها الأخرى ووقع في باقى الخطوات. ما لم يتدارك نفسه ويسارع بالتوبة والإنابة إلى الله.
        وكما قال الله سبحانه وتعالى ( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَات الشَّيْطَان).

        قد ذكر ابن قيم الجوزية ست مراحل للشيطان:
        الاولى: انه يحاول بالانسان ان يكفر والعياذ بالله أو يشرك فان عجز عنه
        انتقل به الى المرحلة الثانية: وهي ان يبتدع، اي يجعل له بدعة يتعبد الله بها، فاذا كان هذا الانسان من اهل السنة
        انتقل به الى المرحلة الثالثة: وهي مرحلة الكبائر، كالزنا وشرب الخمر والسرقة وغير ذلك فاذا كان الانسان قد عصمه الله من مثل هذه الامور، فان الشيطان لا ييئس منه
        انما ينتقل به الى المرحلة الرابعة: وهي الصغائر من الذنوب، فإذا عجز
        انتقل به الى المرحلة الخامسة: وهي ان يشغله بالمباحات، ومقصد الخبيث من هذا ان يضيع عليه وقته, فلا ينشغل بالامور الجادة، ومثل هذا الذي ينشغل بالمباحات ويضيع وقته كمثل تاجر يشتري البضاعة ثم يبيعها برأس مالها، لا يكسب من ورائها ولا يخسر، فالانشغال بالمباحات خطوة من خطوات الشيطان, فاذا عجز عنه في هذه المرحلة
        انتقل به الى المرحلة السادسة: وهي ان يشغله بالعمل بالمفضول عما هو افضل منه, هذه مراحل الشيطان، التي يستخدمها مع بني الانسان، وصدق الله "ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين ".

        تعليق


        • #34
          رد: سلسلة : تأملات قرآنية

          جزاكم الله خيراً ونفع بكم

          تعليق


          • #35
            تأملات قرآنية 19 (تأملات قرآنية في قصة قارون)

            تأملات قرآنية في قصة قارون




            ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ. ﴾
            أنصار الطغاة في الرخاء كثيرون، لأنهم أصحاب مصالح مشتركة،
            لكن إن يتعلق الأمر بأمر مصيري فلا أحد يعرف أحد ، ألا ترون معي
            أن قارون رغم قوته وثروته لم يتقدم أحد لنصرته ولو بكلمة واحدة عند وقوع العذاب.
            نهاية قارون درس لكل
            دكتاتوري، طاغي، متجبر ، على رقاب العباد إلى يوم القيامة.




            (.. إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ )
            (لا تفرح) ذلك الميزان النفسي .. وليس المقصود هنا النهي عن الفرح كليةً !
            وإنما الميل في ميزان الفرح بحيث تضطرب عندها تصورات العبد ومقاييسه ، فيختل سلوكه !
            كما في قوله تعالى : "وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ "
            هنا .. أصبح الفرح مذموماً .. لأنه أدى به إلى الفخر .. ونسيان نعمة الله ! ونسيان أصل الابتلاء !
            أما الفرح المحمود (المباح) : فهو الانشراح والرضى ، بحيث يفرح المؤمن بما أنعم الله عليه من النعم ، وما منحه من الخيرات واللذات


            قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ.﴾
            يمثل قارون اليوم مؤسسات وشركات الاحتكار ومنظمات التجارة والاقتصاد
            التي تبتز أموال الفقراء والضعفاء من عباد الله بحجج واهية، أو مساعدتهم بشروط قاسية.






            "فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ"
            تلك الشخصية (القارونية) لم تكتف بنسيان (المُنعم) ونسب النعمة إلى نفسها ..
            بل هي في أشد الحرص على كسر قلوب الآخرين ، وعلى غرس شعور المرارة والحرمان في نفوسهم ..
            فيختالون عليهم وينتفشون ويتيهون ، ويخرجون عليهم بكامل زينتهم ليستعبدوا قلوب "الذين يريدون الحياة الدنيا"!!
            ليقوم قارون إخفاء عجزه أمام الجماهير وأمام الدعاة، قام بخطة لإلهاء الجماهير
            وهو الخروج بزينته بماله وذهبه وحليه ليسحر أعين وقلوب الحاضرين
            من الذين يبهرهم المال ويسلبهم عقولهم .



            ﴿قَالََ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ.﴾
            صنف في كل زمان ومكان، وهم أكثر الناس يتمنون أن يكون عندهم ما عند الغني من المال والكنوز
            قد يكون هذا اختبار من الله تعالى ليمتحن به المؤمنين، ويمحصهم بمال قارون وزينته.
            قال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَ
            عَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ.﴾
            صنف آخر وعى الحق والحقيقة، علم حقيقة الدنيا والآخرة، وهم
            عارفين بالنفوس المريضة العالقة بحب الدنيا.
            صنف يعلم أن الآخرة خير وأبقى من كنوز الدنيا وليس كنوز قارون فقط.
            صنف علموا أن القناعة خير علاج لمواجهة زينة قارون وماله.


            ﴿أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً.﴾
            حين يتمحض الشر ويسفر الفساد ويقف الخير عاجزًا والصلاح حسيرًا، ويخشى من الفتنة بالبأس، والفتنة بالمال، عندئذ تتدخَّل يد القدرة سافرة متحدِّية، بلا ستار من الخلق، ولا سبب من قوى الأرض؛ لتضع حدًّا للشر والفساد



            (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ۖ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ۖ وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) ..
            ﺭﺏ ﺍﻣﺮئٍ ﺣﺘﻔﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻤﻨﺎﻩ .
            ﻛﻢ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺗﻤﻨﻴﺘﻬﺎ ﻭﺩﻋﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻧﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻚ ﺍﻳﺎﻫﺎ ﻭﺗﻤﻨﻴﺖ ﻟﻮ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﺻﺒﺤﺖ شيئا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻭﺗﺄﻛﺪﺕ ﺍﻧﻚ ﻟﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻚ ﻭأنك ﻟﺎﺗﻌﺮﻑ ما هو سبب صلاحك وفسادك. . ﻭتيقنت ﺍﻧﻪ... وﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﺎﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﺩﻋﺎءه ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ.
            ﻭﻛﻢ ﺍﺑﺘﻠﺎﺀ ﺣﻞ ﺑﻚ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻧﻚ ﻟﺎ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ بوضوح ﺍﻟﺎ ﺍﺫﺍ ﺗﺠﻠﺖ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻪ ﻓﺘﺮﻯ أن تدبير الله خير لك في العاجل والآجل..
            ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺪﺑﺮ ﺍﻟﺎﻣﺮ ﻳﺪﺑﺮ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺑﺤﻜﻤﻪ ﻭﻋﺪﻝ ﻭﺭﺣﻤﺔ..
            ﻓﻠﺎ ﺗﺤﺴﺪ..
            ﻭﻟﺎ ﺗﻜﺮه. .
            ﻭﻟﺎ ﺗﺤﺰﻥ . .
            ﻭابحث عن ﺭﺍﺣﺘﻚ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﺣﺎﺟﺘﻚ . .
            ﺛﻢ استغنِ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺘﺎﻋﻬﺎ .! . .


            الكلم الطيب

            تعليق


            • #36
              رد: سلسلة : تأملات قرآنية

              جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم

              تعليق


              • #37
                تأملات قرآنية 20





                (يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ)
                ولم يقل: مع الغارقين
                لأن مصيبة الدين أعظم المصائب..
                اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.


                (خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾
                قد يؤخر الله عنك ما تحب لأمر هو يعلمه...فلا تعجل أيها الإنسان .


                ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ ۚ.. ﴾
                لن يصل إلى الله إلا ما كان في قلبك !

                ﴿ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ﴾
                "اخسأ" لا نطيق أن نسمعها من أصغر الناس..
                فكيف بسماعها من رب الناس ﷻ !
                نعوذ بالله من الشقاء





                ﴿قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ
                تستطيع الرد..لكن الصمت أبلغ أحيانًا .

                ﴿ لَوْ أَنْفَقْت مَا فِي الْأَرْض جَمِيعًا مَا أَلَّفْت بَيْن قُلُوبهمْ.. ﴾ الحب لا يُشترى ..

                إذا ابتليت بذنب وتريد التطهر منه.فاستعن بالصدقة..ولو بشق تمرة ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ﴾

                ﴿ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ..... ﴾ أرأيت وجهًا كأنه الليل ؟؟نعوذ بالله من ظلمة المعصية..

                (قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ..)كن صارمًا مع الشهوات واتخذ أحسم المواقف في الخلوات..

                ﴿ فلن أُكلِّمَ اليوم إنسيّا ﴾
                الصمت في بعض المواطن حكمة
                .
                لكل مبتلى' :﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ﴾







                قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً (7)
                ﴿ وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ﴾
                فقط قل : يا رب ..
                وانتظر ﴿ إِنَّا نُبَشِّرُكَ ﴾


                { فَلَا تَعْجَل عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدّ لَهُمْ عَدًّا }
                للظالم يوم..فقط ترقبه ولا تعجل !
                فَإِنَّمَا نُؤَخِّر إِهْلَاكهمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا و كشف حقيقة المنافقين المساندين للطغاة البغاة،
                " أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أويأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون . أو يأخذهم في تقلبهم فماهم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤف رحيم " .



                { فَلَمَّا اِعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاق وَيَعْقُوب وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا }
                -من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه..
                -إذا اشتدت المحن يكون في الاعتزال منح..
                لما اعتزل الخليل أباه وقومه في اللّه، أبدله اللّه من هو خير منهم، ووهب له إسحاق ويعقوب

                ﴿ وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴾ [مريم: 50] هذا إنعامٌ آخَر مُقابل الهجرة في سبيل الله؛ حيث يجعل الله - تعالى - لهم لسان الصِّدق في الآخِرة، فسائر أهل الإيمان بالله يُثنون على إبراهيم وذريّته بأطيب الثناء وأحسنِه، وهو لسان الصِّدق العَليِّ الرفيع الذي حَظي به إبراهيم وولدَيه إكرامًا مِن الله - تعالى - وإنعامًا عليهم جزاء صدق إبراهيم وصبرِه، وبالتالي هجرته للأصنام وعابديها

                تعليق


                • #38
                  بارك الله فيكم ونفع بكم
                  التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 08-09-2015, 07:27 AM.
                  محمود خليل الحصري حفص ورش قالون مجود معلم مرتل هنا
                  أقرأ القرآن أون لاين
                  هنا
                  لحفظ القرآن هذا أفضل برنامج محفظ للقرآن أون لاين هنا
                  و نرجوا الدخول هنا


                  تعليق


                  • #39
                    رد: تأملات قرآنية 20

                    شكراً جزيلاً
                    جزاكم الله خيراً
                    التعديل الأخير تم بواسطة محبة العلم والدعوة; الساعة 08-09-2015, 03:46 AM.

                    تعليق


                    • #40
                      تأملات قرآنية 21



                      "اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"..الزمر رقم (23)
                      (وجلت.. فخشعت.. فاطمأنّت)
                      إن السير إلى الله سير القلوب لا سير الأبدان.
                      ولقلوب السائرين إلى الله ثلاثة أحوال..
                      جمعها العزيز الحكيم في أول الآيات نزولا في هذا الشأن في سورة الزمر رقم (23)
                      فالله ذكر أن اقشعرّت جلود (لوجل) أصاب قلوبا نتيجة لوقوف رجال مؤمنون ونساء مؤمنات على مثاني ومتشابه الآيات.. ثم ارتقت قلوبهم إلى منزلة اللين وهو (الخشوع).. وترتّب على هذا الخشوع (طمأنينة) وسكون العبد إلى أن الله لن يضيّعه ولن يخذله.. وبذلك يكونوا -أي أصحاب الرسالة- قد تبوأوا أعلى المنازل، وهي منزلة الطمأنينة..
                      وقد ورد هذا الوصف المجمل مفصلا في القرآن.. فسبحان من نزّل الآيات تتابعا على قلب رسوله كي يعيها قلبه ويزكّي بها نفوس المؤمنين!
                      وبتمام تحقق هذه الأحوال الثلاثة، يتحقق الإيمان وتتم نعمة الهداية.. وهي أجلّ النعم قاطبةً "وَمَن يُؤْمِن بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"..
                      تلكم هي آنية الله في أرضه؛ قلوب عباده الصالحين التي وجلت.. فخشعت.. فاطمئنت..
                      "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"
                      فتأمّل!





                      "فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ".
                      هذا والله التسليم للشريعة ...ألقته دون أن تسأل عن الحكمة مع شدة غرابة الأمر


                      ﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ
                      حرّم الله على موسى المراضع..
                      ليعطيه ما هو خير ‏
                      ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ ﴾
                      قد يكون منع الله لك عطاء..


                      "درس في الاعتراف بالخطأ"
                      فرعون لموسى:
                      ﴿ وَفَعَلْت فَعْلَتك الَّتِي فَعَلْت
                      اعترف موسى بالخطأ فقال:
                      ﴿ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ


                      ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ
                      استنبط المفسرون من جمع "المرسلين"
                      أن الذي يكذب رسولا واحدا يكذب المرسلين
                      لأن رسالات الأنبياء واحدة.






                      "وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم وَيْلكُمْ ثَوَاب اللَّه خَيْر لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا"..
                      الذين أوتوا العلم هم الذين آتاهم الله من فضله وأفاض عليهم من نوره..
                      هم الذين آتاهم الله كنزا يفوق كنز فرعون قيمةً..
                      ذلك الكنز الرباني هو العلم -أي العلم الديني بمعرفة الله والدار الآخرة وموجبات السعادة والشقاء
                      فالله آتى هؤلاء علما.. كي ينظروا إلى قارون وأمواله على حقيقتها..
                      فقارون يفتقر لذلك العلم.. وبذلك نأى بنفسه عن رحمة ربه بخسران الآخرة.. وذلك هو الخسران المبين..
                      فالصبر على الابتلاءات -بما في ذلك من محن وشهوات-.. هو سبيل الفوز بذلك الثواب الذي أشار إليه الله -سبحانه- في الآية..
                      فاللهم يا مُعلِّم آدم علِّمنا واجعلنا من الصابرين..





                      قال تعالى : فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35)
                      انظر كيف دخل إلى جنته أثناء حديثه مع صاحبه ليؤثر على بصره قبل عقله.
                      لكن ذلك الرجل المؤمن لم يغتر بهذه الجنات لأنه يوقن أن الأمور بيد الله وقد تتبدل في لحظات،
                      لذلك قال له (فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) انظر إلى هاتين الكلمتين: (يُؤْتِيَنِ) و (َيُرْسِلَ) ،
                      إنها تُلخّص لنا التغيير الذي نتمناه ببساطة وأنه بيد الله سبحانه وتعالى، وانظر إلى النتيجة في كلمة (فَتُصْبِحَ) وأن النهاية قد تكون في الصباح القريب ولكنّ الطغاة لا يعلمون.
                      وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً (43) .





                      تعليق


                      • #41
                        رد: سلسلة : تأملات قرآنية

                        ​جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم

                        تعليق


                        • #42
                          تَـــأملآت قُرآنيّـــة 22




                          ﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾
                          العاقل من ذهب إلى ربه اليوم طوعًا..
                          قبل أن يذهب إليه غدًا مرغما .
                          وانت ذاهب إلى ربك تذكر هذا الحديث القدسي : ((....ومن أتاني يمشي أتيته هرولة))
                          لَلَّهُ أشَدُّ فرَحًا بِتوبةِ عبدِهِ حِينَ يَتوبُ إليه ؛ من أحدِكمْ كان على راحلَتِه ، بأرضِ فلاةٍ ، فانْفلَتَتْ مِنهُ ، وعليْها طعامُهُ وشَرابُهُ ، فأيِسَ مِنْها ، فأتَى شجرَةً ، فاضْطجعَ في ظِلِّها ، قدْ أيِسَ من راحلَتِه ، فبيْنما هوَ كذلِكَ ، إذْ هوَ بِها قائمةٌ عِندَهُ ، فأخَذَ بِخطامِها ، ثمَّ قال – من شِدَّةِ الفرَحِ - : اللهُمَّ أنتَ عبدِي ، وأنا ربُّكَ ! أخْطَأَ من شِدَّةِ الفرَحِ
                          الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
                          الصفحة أو الرقم: 5030 | خلاصة حكم المحدث : صحيح





                          ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى" ﴾
                          من هو ؟
                          سيذهب اسمك.. ويخلد سعيك وعملك..



                          ﴿ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ وبقدر تدبرك لهذا القرآن يؤتيك الله الحكمة..



                          ﴿ تَتَجَــافى جُنُوبُهـُم ..﴾ تتجافى اليوم...لِـتَنعَمَ غدًا !



                          ﴿ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ ﴾
                          لا تقدم على رضوان الله رضى أحد من البشر كائنًا من كان !





                          لِـمَ القلق وربُّك ﴿ يُدبِّر الأمر ﴾
                          هذهِ الأية كفيلةٌ بأن تُضفي على نبضِك هدوءً وخشوعًا مهما ضاقت بكَ الدُنيا.
                          ذكر بها قلبك كلما خشيت أمرا أو اعتراك هم أو أصابتك كربة ..فإن أيقنت بها اطمأنت روحك
                          "وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا "



                          ﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾
                          كلما آثرت رضوان الله على الدنيا فزت برضوان الله وأتتك الدنيا وهي راغمة.


                          انواع الاحسان .....
                          *احسان في عبادة الله
                          مرتبة المراقبة لله في كل حياتك
                          "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك."
                          أخرجه مسلم
                          النوع الثاني
                          * احسان الى عباد الله
                          واعظم الاحسان الى الخلق ان تدلهم على خالقهم وتدلهم على جنته وتسعى لانقاذهم من النار
                          *فلا تحقرن من المعروف شيئا*
                          من التزم الإحسان أحبه الله تعالى ووعده بالجنة والنظر إلى وجهه الكريم؛ حيث قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾[15] وقال أيضا: ﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ]. وتعني هنا "الحسنى" الجنة. أما "الزِّيادة" فتعني النّظر إلى وجهِ الله الكريم في الآخرة

                          تعليق


                          • #43
                            رد: تَـــأملآت قُرآنيّـــة 22

                            بارك الله فيكم ونفع بكم أختنا
                            محمود خليل الحصري حفص ورش قالون مجود معلم مرتل هنا
                            أقرأ القرآن أون لاين
                            هنا
                            لحفظ القرآن هذا أفضل برنامج محفظ للقرآن أون لاين هنا
                            و نرجوا الدخول هنا


                            تعليق


                            • #44
                              رد: تَـــأملآت قُرآنيّـــة 22

                              شكراً لكِ
                              التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 09-10-2015, 08:58 PM. سبب آخر: يمنع وضع الورد كون القسم مختلط بارك الله فيكم

                              تعليق


                              • #45
                                تأملات قرآنية 23




                                ﴿وَيُنَجِّي اللَّه الَّذِينَ اِتَّقَوْا ﴾ من اتقاه.. وَقَاه .


                                ﴿غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ﴾
                                يقرن الله بين هذين الوصفين كثيرا في عدة مواضع ليبقى العبد بين الخوف والرجاء.



                                ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾
                                من أحسن الظن بالله هداه
                                ومن أساء الظن بـه أرداه..


                                إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ﴾ هؤلاء كثير..
                                ﴿ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ وهؤلاء قليل..
                                اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة.




                                ﴿وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً" تَرْضَاهُ " ﴾
                                ربّ عمل تظنُّه صالحا..لكنه لا يرضي الله..
                                اللهم أصلح نياتنا.



                                ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ﴾
                                مهما قست عليك الظروف..
                                فالله "اللطيف" سينسيك بلطفه مرارة الألم !





                                ﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾
                                ولم يقل : بل اعبد الله
                                فالتقديم= يفيد الحصر
                                لا تعبد إلا الله !
                                ﴿ إياكَ نعبُد ﴾

                                قال ابن القيِّم رحمه الله: (الشكر مبنيٌّ على خمس قواعد: خضوع الشاكر للمشكور، وحبُّه له، واعترافه بنعمه، وثناؤه عليه بها، وألا يستعملَها فيما يكره).
                                قال السعدي رحمه الله: (أخلص له العبادةَ وحدَه لا شريك له، وكن من الشاكرين على توفيق الله تعالى فكما أنه يُشكر على النِّعَم الدنيوية كصحَّة الجسم وعافيته وحصول الرزق وغير ذلك، كذلك يُشكر ويُثنى عليه بالنِّعَم الدينية كالتوفيق للإخلاص والتقوى، بل نِعَمُ الدين هي النِّعَمُ على الحقيقة، وفي تدبُّر أنها من الله تعالى والشكر لله عليها سلامةٌ من آفة العُجْب التي تَعرض لكثير من العاملين بسبب





                                قال تعالى: ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 3]
                                لما كان مقامُ الشكر من أجلِّ مقامات العبوديَّة لله عز وجل، كانت غايةُ إبليس الكبرى في إغوائه بني آدم أن يُخرجَهم من دائرة الشكر، قال تعالى مبيِّناً كيد الشيطان ومكرَه ودأبه في الإغواء وغايته؛ ليتَّخذه الناس عدوّاً ويحذروه: ﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 17].
                                قال الغزاليُّ رحمه الله: (اعلم أن الشكرَ ينتظم من علم وحال وعمل، فالعلمُ معرفة النعمة من المنعم، والحالُ هو الفرح الحاصلُ بإنعامه، والعملُ هو القيامُ بما هو مقصود المنعم ومحبوبه).




                                إن الله جعل مدارج السير إليه ديناً ودعوة منصوبة علي "عقبات الإبتلاء في النفس" لتصفيتها !
                                فلا يتم الوصول إليه تعالي إلا بالنجاح في التخلص من تلك العقبات من آفات ... ومن ثمّ الإخلاص الكامل لله !
                                ولنا في قصة بني إسرائيل من بعد نبي الله موسى عليه السلام العبرة والمثال الجلي .... حين طلبوا من نبيهم بضرورة تنصيب مَلِك منهم للقتال
                                معه!
                                { ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله}
                                فامتحنهم الله بتلك العقبات الإبتلائية
                                1_ بتعيين ملك فقير عليهم { وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ }
                                2_ثم ابتُلوا بقتال العدو
                                3_ثم بالسير إليه في أرضه وعدم إنتظار هجومه
                                4_ثم بعدم الشرب مم ماء نهر الأردن في الطريق رغم ضنك السفر في الصحراء { إِنَّ الله مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ }
                                5_ ثم بلقاء عدو غير عادي في عُدَّته وعدده
                                6_ ثم بما وقع في قلوبهم من الخوف والتردد أول الأمر { قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ}
                                هكذا كانت الإبتلاءات تنزل علي بني إسرائيل تَتَري!
                                فمن خالف أمر الله في كل ذلك أو في أي مرحلة من مراحل الطريق سقط قبل الوصل !
                                لكن من صبر واصطبر وَصَل وكان من الناجين !
                                فكانت النتيجة بعد نجاح عدد قليل من بني إسرائيل أن { هَزَمُوهُم بِإِذْنِ الله وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ }... هُزم الجيش العرمرم من جيش بلا عداد ولا عُدّة بإذن الله !
                                من قال إن الطريق إلي الجنة ورؤية وجه الله تعالى محفوف بالورد ؟!
                                بل هو طريق شائك ومُوحش !

                                (من كتاب مجالس القرآن للشيخ فريد الأنصاري رحمه الله)

                                تعليق

                                يعمل...
                                X