إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأخنس بن شريق! .. هل اختلف في إسلامه؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأخنس بن شريق! .. هل اختلف في إسلامه؟



    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد..


    أولًا: ترجمة الأخنس بن شريق
    هو بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى ابن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، أبو ثعلبة، حليف بني زهرة.
    اسمه أبيّ، وإنما لقب الأخنس، لأنه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير، فقيل خنس الأخنس ببني زهرة، فسُمِّي بذلك.

    ثم أسلم الأخنس فكان من المُؤلفة، وشهد حُنينا، ومات في أول خلافة عمر.
    ذكره أبو موسى عن ابن شاهين قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن يزيد عن رجاله. وكذا ذكره ابن فتحون عن الطبري.

    وذكر الذّهليّ في «الزّهريات» بسند صحيح، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن أبا سفيان وأبا جهل والأخنس،
    اجتمعوا ليلا يسمعون القرآن سرّا.. (
    وسيأتي فيما بعد ذكر هذا الأثر)

    فذكر القصة، وفيها أن الأخنس أتى أبا سفيان فقال: ما تقول؟ قال: أعرف وأنكر. [قال أبو سفيان: فما تقول أنت؟ قال: أراه الحق].

    وذكر ابن عطية عن السدي أن الأخنس جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأظهر الإسلام، وقال: اللَّه يعلم إني لصادق، ثم هرب بعد ذلك،
    فمرَّ بقوم من المسلمين فحرق لهم زرعا، وقتل حُمُرًا فنزلت:
    {
    وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ}.. إلى قوله: {لَبِئْسَ الْمِهادُ}. البقرة: 204- 206.
    وقال ابن عطية: ما ثبُت قطَ أن الأخنس أسلم.
    قلتُ: قد أثبتّه في الصحابة من تقدم ذكره، ولا مانع أن يسلم ثم يرتدّ ثم يرجع إلى الإسلام. واللَّه أعلم.
    [1]

    وجَزَم بصُحبَته الذهبي، فقال في ترجمة عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي نَجِيْحٍ يَسَارٍ أَبُو يَسَارٍ الثَّقَفِيُّ:
    الإِمَامُ, الثِّقَةُ, المُفَسِّرُ, أَبُو يَسَارٍ الثَّقَفِيُّ, المَكِّيُّ. وَاسْمُ أَبِيْهِ: يَسَارٌ, مَوْلَى الأَخْنَسِ بنِ شُرَيْقٍ الصَّحَابِيِّ.
    [2]





    قال ابن هشام، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ حُدِّثَ:
    أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَأَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَالْأَخْنَسَ بْنَ شَرِيقِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ، حَلِيفَ بَنِي زُهْرَةَ،
    خَرَجُوا لَيْلَةً لِيَسْتَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ فِي بَيْتِهِ، فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَجْلِسًا يَسْتَمِعُ فِيهِ،
    وَكُلٌّ لَا يَعْلَمُ بِمَكَانِ صَاحِبِهِ، فَبَاتُوا يَسْتَمِعُونَ لَهُ، حَتَّى إذَا طَلَعَ الْفَجْرُ تَفَرَّقُوا. فَجَمَعَهُمْ الطَّرِيقُ، فَتَلَاوَمُوا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ:
    لَا تَعُودُوا، فَلَوْ رَآكُمْ بَعْضُ سُفَهَائِكُمْ لَأَوْقَعْتُمْ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا، ثُمَّ انْصَرَفُوا. حَتَّى إذَا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ، عَادَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إلَى مَجْلِسِهِ،
    فَبَاتُوا يَسْتَمِعُونَ لَهُ، حَتَّى إذَا طَلَعَ الْفَجْرُ تَفَرَّقُوا، فَجَمَعَهُمْ الطَّرِيقُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ مِثْلَ مَا قَالُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ انْصَرَفُوا.
    حَتَّى إذَا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ أَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَجْلِسَهُ، فَبَاتُوا يَسْتَمِعُونَ لَهُ، حَتَّى إذَا طَلَعَ الْفَجْرُ تَفَرَّقُوا، فَجَمَعَهُمْ الطَّرِيقُ،
    فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: لَ
    ا نَبْرَحُ حَتَّى نَتَعَاهَدَ أَلَا نَعُودَ: فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا.


    فَلَمَّا أَصْبَحَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ
    أَخَذَ عَصَاهُ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى أَتَى أَبَا سُفْيَانَ فِي بَيْتِهِ،
    فَقَالَ: أَخْبِرْنِي يَا أَبَا حَنْظَلَةَ عَنْ رَأْيِكَ فِيمَا سَمِعْتَ مِنْ مُحَمَّدٍ؟
    فَقَالَ: يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ وَاَللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ أَشْيَاءَ أَعْرِفُهَا وَأَعْرِفُ مَا يُرَادُ بِهَا، وَسَمِعْتُ أَشْيَاءَ مَا عَرَفْتُ مَعْنَاهَا، وَلَا مَا يُرَادُ بِهَا،
    قَالَ الْأَخْنَسُ: وَأَنَا وَالَّذِي حَلَفْتَ بِهِ كَذَلِكَ.

    ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ
    حَتَّى أَتَى أَبَا جَهْلٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَيْتَهُ، فَقَالَ:
    يَا أَبَا الْحَكَمِ، مَا رَأْيُكَ فِيمَا سَمِعْتَ مِنْ مُحَمَّدٍ؟

    فَقَالَ: مَاذَا سَمِعْتُ، تَنَازَعْنَا نَحْنُ وَبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ الشَّرَفَ، أَطْعَمُوا فَأَطْعَمْنَا، وَحَمَلُوا فَحَمَلْنَا، وَأَعْطَوْا فَأَعْطَيْنَا،
    حَتَّى إذَا تَجَاذَبْنَا عَلَى الرَّكْبِ، وَكُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ، قَالُوا: مِنَّا نَبِيٌّ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ مِنْ السَّمَاءِ، فَمَتَى نُدْرِكُ مِثْلَ هَذِهِ، وَاَللَّهِ لَا نُؤْمِنُ بِهِ أَبَدًا وَلَا نُصَدِّقُهُ
    .

    قَالَ: فَقَامَ عَنْهُ الْأَخْنَسُ وَتَرَكَهُ. أ.هـ [3]

    وَرَوَى ابْنُ جَرِيرٍ ، مِنْ طَرِيقِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، فِي قَوْلِهِ :
    {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} الأنعام: 33
    لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَالَ الْأَخْنَسُ بْنُ شُرَيْقٍ لِبَنِي زُهْرَةَ : يَا بَنِي زُهْرَةَ ، إِنَّ مُحَمَّدًا ابْنُ أُخْتِكُمْ ، فَأَنْتُمْ أَحَقُّ مَنْ كَفَّ عَنْهُ .
    فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ نَبِيًّا لَمْ تُقَاتِلُوهُ الْيَوْمَ ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا كُنْتُمْ أَحَقَّ مَنْ كَفَّ عَنِ ابْنِ أُخْتِهِ قِفُوا هَاهُنَا حَتَّى أَلْقَى أَبَا الْحَكَمِ ، فَإِنْ غُلِبَ مُحَمَّدٌ رَجَعْتُمْ سَالِمِينَ ،
    وَإِنْ غَلَبَ مُحَمَّدٌ فَإِنَّ قَوْمَكُمْ لَمْ يَصْنَعُوا بِكُمْ شَيْئًا .
    فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ الْأَخْنَسُ : وَكَانَ اسْمَهُ "
    أُبَيٌّ " فَالْتَقَى الْأَخْنَسُ وَأَبُو جَهْلٍ ، فَخَلَا الْأَخْنَسُ بِأَبِي جَهْلٍ فَقَالَ :
    يَا أَبَا الْحَكَمِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ مُحَمَّدٍ : أُصَادِقٌ هُوَ أَمْ كَاذِبٌ؟ فَإِنَّهُ لَيْسَ هَاهُنَا مِنْ قُرَيْشٍ غَيْرِي وَغَيْرُكَ يَسْمَعُ كَلَامَنَا .

    فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ :
    وَيْحَكَ! وَاللَّهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لِصَادِقٌ ، وَمَا كَذَبَ مُحَمَّدٌ قَطُّ ، وَلَكِنْ إِذَا ذَهَبَتْ بَنُو قُصَيٍّ بِاللِّوَاءِ وَالسِّقَايَةِ وَالْحِجَابِ وَالنُّبُوَّةِ ، فَمَاذَا يَكُونُ لِسَائِرِ قُرَيْشٍ؟

    فَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
    فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ )

    فَآيَاتُ اللَّهِ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    [4]


    مما سبق، وبتتبع مواقف الأخنس بن شريق في محاولته فهم الآيات التي سمعها من رسول الله صلى الله،
    وسؤاله عن صدق النبي صلى الله عليه وسلم؛ يتضح لنا أنه أسلم. والله أعلم؛

    استنادًا لقول بعض العلماء، فيما سبق ذكره: [ ولا مانع أن يَسلَم ثم يرتدّ ثم يرجع إلى الإسلام. واللَّه أعلم.]





    ______________________
    المراجع:
    _________

    [1]
    الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلاني
    [2]
    سير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي

    [3] السيرة النبوية، لابن هشام
    [4] تفسير القرآن العظيم، لابن كثير
    إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
    والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
    يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

    الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

  • #2
    رد: الأخنس بن شريق! .. هل اختلف في إسلامه؟

    جزاكم الله خيرا
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ


    تعليق


    • #3
      رد: الأخنس بن شريق! .. هل اختلف في إسلامه؟

      المشاركة الأصلية بواسطة أول شهيده فى الاسلام مشاهدة المشاركة
      جزاكم الله خيرا
      بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير
      إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
      والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
      يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

      الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

      تعليق


      • #4
        رد: الأخنس بن شريق! .. هل اختلف في إسلامه؟

        جزاكم الله خيرا ونفع بكم
        سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
        غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



        تعليق


        • #5
          رد: الأخنس بن شريق! .. هل اختلف في إسلامه؟

          المشاركة الأصلية بواسطة لؤلؤة باسلامى 2 مشاهدة المشاركة
          جزاكم الله خيرا ونفع بكم
          بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير
          إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
          والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
          يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

          الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

          تعليق


          • #6
            رد: الأخنس بن شريق! .. هل اختلف في إسلامه؟

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم


            تعليق


            • #7
              رد: الأخنس بن شريق! .. هل اختلف في إسلامه؟

              المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركة
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

              وجزاكم الله خير الجزاء ورفع قدركم
              إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
              والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
              يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

              الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

              تعليق

              يعمل...
              X