إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حب الرب للعبد بعد التوبة من الذنب

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حب الرب للعبد بعد التوبة من الذنب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اقرأ بقلبك سأل أحدهم هنا بالقسم

    عن حب وود الرب للعبد بعد التوبة من الذنب

    هل يعود ود الله لنا بعد التوبة من الذنب

    ام يقل الود ويغفر الله لنا فقط

    وهذه الإجابه

    لكن اقرأ بقلبك

    اسأل الله أن يشرح صدورنا جميعا للحق امين

    عجـــائب ودُّ الله

    يقول ابن القيم "ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه، إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوك بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.

    كفى بك عزًّا أنك له عبد * * * وكفى بك فخراً أنه لك رب" [الفوائد (1:38)]

    من أنت أيها العبد الفقير حتى يتقرَّب إليك أغنى الأغنياء؟!

    .. وماذا تساوي أنت أيها الذليل حتى يتودد إليك العزيز جلَّ في علاه؟!
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ .. هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ .. هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ .. حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ" [صحيح مسلم]

    ألا تشكو من قسوة القلب؟!
    .. ألا تعاني هجر القرآن؟!

    .. ألا يسوؤك حالك مع الله تعالى؟!
    ألا يواجههك ضيق العيش؟! .
    . ألا تبتلى؟! .
    .
    إذًا، هلم ارفع شكواك وقَدِم نجواك في الثلث الأخير من الليل،
    فاتحة الأحزان وفاتحة الرضوان، وجنات النعيم والكرم الإلهي .

    .
    عجبًا لك أيها العبد!
    ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه وجعل دونها الحراس والحُجَّاب،
    وتنسى من بابهُ مفتوحٌ إلى يوم القيامة !!
    ومن عجائب ودَّهُ: أن تسبق محبته للعباد محبتهم له
    ..
    فالله هو الذي يبتديء عباده بالمحبة ..
    قال تعالى { .. فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ..} [المائدة: 54]

    اللهم اجعلنا منهم

    يقول ابن الجوزي "سبحان من سبقت محبته لأحبابه؛ فمدحهم على ما وهب لهم، واشترى منهم ما أعطاهم، وقدم المتأخر من أوصافهم لموضع إيثارهم، فباهى بهم في صومهم، وأحب خلوف أفواههم. يا لها من حالةٍ مصونةٍ! لا يقدر عليها كل طالب، ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب" [صيد الخاطر (1:28)]

    ومن عجائب ودَّهُ: أنه يتودد بنعمه لأهل المعاصي،
    ويقيم بها عليهم الحجة
    ..
    ومن لطائف ودَّهُ: أنه لا يرفعه عن المذنبين،
    وإن تكررت ذنوبهم، فإذا تابوا منها وعادوا إليه شملهم بمحبته أعظم مما كانوا عليه
    .. أليس الله يحب التوابين؟

    يقول ابن القيم "وهذا بخلاف ما يظنه من نقصت معرفته بربِّه من أنه سبحانه إذا غفر لعبده ذنبه فإنه لا يعود الودُّ الذي كان له منه قبل الجناية، واحتجوا فى ذلك بأثرٍ إسرائيليٍ مكذوب أن الله قال لداود : يا داود، أما الذنب فقد غفرناه، وأما الودُّ فلا يعود.
    وهذا كذبٌ قطعاً،

    فإن الودُّ يعود بعد التوبة النصوح أعظمُ مما كان،
    فإنه سبحانه يحب التوابين، ولو لم يعد الودُّ لما حصلت له محبته،
    وأيضًا فإنه يفرح بتوبة التائب، ومحال أن يفرح بها أعظم فرح وأكمله وهو لا يحبه.
    وتأمل سر اقتران هذين الاسمين فى قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِيءُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْودُود} [البروج: 13,14] ..

    تجد فيه من الرد والإنكار على من قال: لا يعود الودُّ والمحبة منه لعبده أبدًا، ما هو من كنوز القرآن ولطائف فهمه، وفى ذلك ما يُهَيِّج القلب السليم ويأْخذ بمجامعه ويجعله عاكفًا على ربِّه الذي لا إله إلا هو ولا ربُّ له سواه .. عكوف المحب الصادق على محبوبه الذي لا غنى له عنه، ولا بد له منه ولا تندفع ضرورته بغيره أبدًا." [طريق الهجرتين (23:98)]

    فالله هو الذي يبدأ بالمغفرة ويُعيدها مرةً أخرى .
    .
    تذنب ثم تتوب إليه بصدق، فيغفر ويصفح ..
    ليس هذا فحسب بل تزداد محبته لك، أفضل وأعظم مما كانت لك قبل ذلك .


    .
    إذا أردت أن يكون لك حظ عظيم من اسم الله تعالى "الودود"،

    فتودد إليه بالأعمال الصالحة .. وإن وصلت إلى تلك المنزلة،
    ستنال محبة الله عزَّ وجلَّ وملائكته وسيُبسَط لك القبول في الأرض ..
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ. ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ" [صحيح البخاري]

    ولوْ لمْ يَكُنْ في مَحَبَّةِ اللَّهِ إلاَّ أنَّهَا تُنْجِي مُحِبَّهُ منْ عذابِهِ لكانَ يَنْبَغِي للعبدِ أنْ لا يَتَعَوَّضَ عنها بشيءٍ أبداً، فَأَبْشِرْ فَإِنَّ الْلَّهَ تَعَالَىْ لَا يُعَذِّبُ حَبِيْبَهُ،،



    اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلي أنفسنا طرفة عين
    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 21-07-2014, 05:13 AM.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك






  • #2
    رد: حب الرب للعبد بعد التوبة من الذنب

    جزاكم الله خيرا وجعلكم من أهل الفردوس الأعلى موضوع كنت محتجاه
    ادعولي ربنا يعفو عن ذنبي ويسترني ويثبتني ولا يردني إلى الذنب مرة أخرى

    تعليق


    • #3
      رد: حب الرب للعبد بعد التوبة من الذنب

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أستحلفكم بالله هل هذه الصفحة كتبتموها ردا علي سؤالي الذي أرسلته في هذه الصفحة https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=271589
      أنا فرحت جدا والله من كلام الامام ابن القيم عن عودة محبة الله لعبده بعد التوبة لان في الحديث القدسي ولو عدت الينا قبلناك كانت بتخليني ابكي كتير واحزن ان محبة ربنا ليا مترجعش زي الاول تاني
      بس ياجماعة في شيء تاني يمزق قلبي من الحزن عارفين ايه
      ان انا ربنا شافني وانا بعصيه واطلع علي قلبي ساعة الذنب انه كان فيه شي غلب محبة ربنا وعشان كده وقعت في الذنب واللي في قلبي لربنا ممنعنيش من الذنب وكان في غيري من العباد في الوقت ده بيحرقوا جزء من اجسادهم بالنار ولا يقعوش في الذنب ده وربنا اطلع علي قلوبهم الجميلة الطيبة اللي كان حب ربنا فيها اكبر من كل شي واكبر من كل داعي من دواعي النفس واكبر من كل غلبة شهوة
      مش بردوا اكيد ربنا بيحب عباده اللي موقعوش في الذنب وجاهدوا انفسهم في الله وكان محبة ربنا في قلبهم اعظم من كل ذنب واكبر من كل شيء
      ولا ممكن التائب اذا اجتهد في رضا ربنا يمحو عنه ما كان كان لم يكن ويصل عند ربه في مقام عبده الذي لم يتجرأ علي معصيته واستحي من ربه ومنعته المحبة من مخالفة أمره وانا اعلم ان كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون ولكني اعلم ان سيئات المقربين حسنات الصالحين
      ياجماعة معلش تعبتكم بس القلب فيه كسرة كده من ربنا اني ازاي يارب اعمل معاك كده واحساس ان في شييء بيني وبين ربنا اتغير انا لله وانا اليه راجعون والاحساس دا ميتوصفش ألمه اد ايه واني مش بنجح في اختبارات وتمحيص ربنا ليه وفين صدق المحبة لله اللي خلي سيدنا حذيفة يصنع ما صنع لما اسر وخلي سيدنا خالد يحتسي السم رضي الله عنهم
      ينفع اللي اتكسر يتصلح ولا دايما في حاجات لما تتكسر مبينفعش تتصلح وبقعد نلزقها وخلاص لكن مش ممكن ترجع كما كانت من قبل
      انا موقنة ان الله علي كل شيء قدير وان الله بيده كل شيء وقادر علي كل شيء بس انا عايزة اتعلم عن الهي وأفهم عن ربنا اللي بحبه أكتر من كل شيء حتي لو أذنبت
      ممكن حد زي بعد كل ده ينفع يوصل زي الناس المقربين دول
      ولا اللي زينا يقعد علي جنب احسن ومينفعش يفكر في الموضوع ده
      ونفسي أعرف كتير عن الامام الفضيل ابن عياض بحس بالامل كتير في قصته
      جراح القلب بقت كتيرة يارب اشفي قلبي واختم عليه بحبك فلا يدخله الا ماتحب ولا يفعل الا ما يرضيك واختم علي سمعي وبصري وجواري برضاك فلا تمضي الا فيما أمرت والمسلمين أجمعين ادعوا لي بالله عليكم
      يا رب رحمتك يارب

      تعليق


      • #4
        رد: حب الرب للعبد بعد التوبة من الذنب

        السلام عليكم
        لماذا لم اري رسالتي لقد أرسلتها في الايام الأخيرة في رمضان
        هل فيها شيء سيء
        وفيها استفسارات وددت لو وجدت ردود عليها كما وجدت اجابة علي سؤالي الأول

        تعليق


        • #5
          رد: حب الرب للعبد بعد التوبة من الذنب

          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
          فنهنئك بتوفيق الله لك للتوبة، ونسأله سبحانه أن يتم عليك حفظ القرآن، وأن يجعلك هادياً مهدياً، والقاعدة أن من تاب تاب الله عليه،






          فإنّ التوبة تطهره وتزيل عنه خبث المعصية، فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
          واعلم أنه ينبغي على المؤمن أن يتسع قلبه رحمة ورأفة للعصاة، ويرجو لهم الهداية، ولا ينافي ذلك إنكاره للمنكر وبغضه للمعصية، فإنه لا يكره العاصي لذاته، وإنما يكرهه لما تلبس به من المعصية، قال ابن القيم في مشاهد الناس في المعاصي: "...أن يقيم معاذير الخلائق وتتسع رحمته لهم، مع إقامة أمر الله فيهم، فيقيم أمر الله فيهم رحمة لهم، لا قسوة وفظاظة عليهم" (طريق الهجرتين 1 / 154).


          فللوصول إلى درجة السابقين المقربين لا بد للعبد من الاستقامة على دين الله بترك ما حرمه ونهى عنه، وفعل ما أوجبه وأمر به، قال صلى الله عليه وسلم: اتق المحارم تكن أعبد الناس. رواه الترمذي، وقال الله تعالى -كما في الحديث القدسي: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.... رواه البخاري.
          وكذلك كثرة الاستغفار والتوبة النصوح،







          واعلم أن من أعظم أسباب الاستقامة والثبات على دين الله اتخاذ رفقة صالحة من الشباب المؤمنين المتوضئين، ففتش عنهم، وانخرط في سلكهم واعبد الله معهم واشترك معهم في طلب العلم النافع، فإن إخوان الصدق يتفقدون حالك، فيذكروك إذا غفلت ويعينوك على الخير إن ذكرت، وإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
          هذا وللعروج في درجات المعالي لنيل درجة السابقين المقربين ينبغي أن تقوي صلتك بالله، فتكثر من دعائه، وتؤدي النوافل بعد الفرائض، وتجعل لك ورداً من كتابه سبحانه تقرؤه بتدبر وتأمل، وتذكره كثيراً في كل أحوالك، وتحافظ على الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وعند النوم وبعد الصلوات ونحو ذلك، وهي مجموعة مع غيرها من الأذكار في كتاب (حصن المسلم) للقحطاني، و


          هذا وإن للاستقامة على أمر الله أسباباً، منها: مجاهدة النفس وكفها علن المعاصي ومحاسبتها على تفريطها، ومراقبة الله تعالى واستشعار قربه ونظره
          فإن رجاء الثواب من الله تعالى والرغبة في جنته.... والخوف من غضبه وعقابه... لا يتنافى مع الإخلاص قطعا.... بل هو دأب الصالحين، وعبادة المقربين من الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم إلى يوم الدين.
          تواترت على ذلك نصوص الكتاب والسنة.... فقد قال تعالى حكاية عن أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام في بعض أدعيته الكثيرة:وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ [الشعراء:85)]. وقال تعالى:إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً [الأنبياء: 90].
          والآيات في هذا المعنى لا تعد ولا تحصى كثرة، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما عن أنس رضي الله عنه قال: لما نزل قول الله تعالى:لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92].
          قام أبو طلحة رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه و سلم، وكان أكثر الأنصار مالاً وكان أحب ماله إليه بيرحاء(حديقة) وكانت مقابلة للمسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل إليها ويشرب من ماء فيها طيب، فقال أبو طلحة : يا رسول الله، إن الله تعالى أنزل عليك هذه الآية:لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بخ" ذلك مال رابح، ذلك مال رابح... وإني أرى أن تجعلها في الأقربين.

          ومحل الشاهد منه أن أبا طلحة قال: إني لأرجو برها وذخرها عند الله تعالى، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك، ولم يقل له لا تقل ذلك فإن هذا ينقص من أجرك أو يتنافى مع الإخلاص.
          والرسول صلى الله عليه وسلم سكوته إقرار، وأدعية الرسول صلى الله عليه وسلم مليئة بذكر الخوف والرجاء، وهكذا السلف الصالح كلهم .... وعلى هذا درج المؤلفون من أهل السنة فلا تكاد تجد كتاباً إلا وفيه باب الخوف، وباب الرجاء بل هنالك كتب مختصة في الترغيب والترهيب.
          وبهذا نعلم أن هذا هو منهج الإسلام الصحيح، قال العلامة عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- بعد أن بحث في هذا الموضوع بحثاً وافيا عند تفسير قول الله تعالى في وصف عباد الرحمن في سورة الفرقان:وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً [الفرقان:65].
          قال -رحمه الله-: لقد بان بما ذكرنا أن العبادة مقرونة بالخوف والرجاء هي المنهج الصحيح.... ولقد بحثنا في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نظفر بآية أو حديث فيه التصريح بمشروعية العبادة مجردة منهما فضلاً أنها أكمل منهما.......
          ثم قال: والعبادة الخالية من الخوف والرجاء منافية لصدق مشاهدة الجمال والجلال، مخالفة لعبادة الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين، ولم يرد فيها نص صريح من كتاب وسنة.... وما دامت كذلك فليس لنا أن نعدها مشروعة فضلا عن أن نعدها كاملة وأحرى أن تكون أكمل لأن مشروعية الشيء لا تثبت إلا بدليل صحيح صريح.

          ونرجو من السائل الكريم أن يطلع على بحث هذا العلامة في الموضع المذكور، ولكن من أين جاءت هذه الفكرة ؟ أو من أين نبنت هذه النابتة التي أصبحت ترد على ألسنة بعض الشباب الذين لهم دين واستقامة ؟
          الحقيقة أن هذه النابتة جاءت من الفكر الصوفي -والدخيل منه بالذات- : فقد كان علماء السلف يأخذون دين الله كله بمراتبه الثلاثة (الإسلام والإيمان والإحسان) ثم صار أهل الفقه أخص بمعرفة الإسلام وأحكامه الظاهرة، وأهل العقائد والتوحيد والكلام أخص بالإيمان وما حوله من بحوث ..... وجاء الصوفية ليقولوا: نحن أخص بمنزلة الإحسان، ولكنهم أدخلوا أشياء جديدة ومحدثات ... منها ما يسمى بالحب الإلهي ظهر ذلك في أواخر القرن الثاني الهجري على لسان رابعة العدوية .... وبعدها وذي النون المصري وسليمان الداراني وغيرهم.
          وقالوا صراحة: بأنهم لا يطيعون الله تعالى ويؤدون الواجبات خوفاً من عذاب الله ولا رغبة في جنته .. وإنما حبا لله وطلباً لقربه.
          أفاد ذلك الشيخ القرضاوي وغيره.
          وبهذا تعلم -أخي السائل- أن المنهج الصحيح هو عبادة الله تعالى مقرونة بالخوف من عقابه والرجاء لثوابه، وأن ما سواه دخيل على الفكر الإسلامي لا يجوز للمسلم أن يلتفت إليه.
          وأن ذلك لا يتنافى مع الإخلاص الذي هو أساس العبادة.



          وننصحك

          - البعد عن المعاصي والسيئات كبيرها وصغيرها.
          2- المواظبة على عمل اليوم والليلة من صلاة وذكر وعبادة.
          3- استغلال الأوقات الفاضلة، ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري : فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة.
          4- صحبة الصالحين.
          5- معرفة سنن الله في الكون وأن الله يبتلي عباده المؤمنين ليظهر إيمانهم وصبرهم وصدقهم ويرفع درجتهم.
          6- معرفة مداخل الشيطان وأنه واقف لعباد الله في الطريق يريد أن يصدهم عن طريق الله المستقيم.
          7- إعطاء النفس مقداراً من الراحة بالمباح حتى لا تمل وتفتر وتنقطع.
          8- مداومة النظر في كتب السيرة والتاريخ والتراجم لمعرفة كيف كان الرعيل الأول من السلف، والسعي إلى الإقتداء بهم.
          9- تذكر الموت وما بعده من سؤال الملكين في القبر ومن ظلمته، والميزان والصراط والجنة والنار، فمن تذكر ذلك جعله في شغل بالآخرة عن الدنيا.
          10- التزود من العلم النافع.
          11- محاسبة النفس بصورة مستمرة.
          والله أعلم.




          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في
          :

          جباال من الحسنات في انتظارك





          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x
          إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
          x
          أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
          x
          x
          يعمل...
          X