إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرضا بالقدر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرضا بالقدر

    السلام عليكم

    كيف احقق الرضا بالقدر في نفسي خاصه لو هذا القدر لا يمكن تغيره الا بأذن الله حاسس بداخلي نزيف في قلبي وايضا بحصره من عدم مقدرتي علي ارضاء ربي والرضا بقدره

    ادعولي جزاكم الله خيرا

  • #2
    رد: الرضا بالقدر




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


    كل شيء بقضاء وقدر ولحكمة يعلمها سبحانه فلا تتسخط على الله عز وجل بما قدر عليك، وارضي فإن الخير فيما اختاره سبحانه وتعالى.

    فليس هناك شيء يحدث في هذا الكون إلا بقدر الله عز وجل، قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49} وقال سبحانه: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {القصص:68}، وقال عز وجل: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {الأنبياء:23} .

    فالخلق خلقه يتصرف فيه كيف يشاء، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، يبتلي بالصحة والمرض، ويبتلي بالغنى والفقر، ويبتلي بالأولاد وبالعقم، ويبتلي بالزواج والعنوسة، قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}.

    والحكمة من ذلك هي كما قال: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا {الملك:2}، فارضي بما قسم لك، فإن من رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط، ولا تحزني فالله سبحانه يقول: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، ويقول سبحانه: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19} .

    واعلم أن الله سبحانه فيه عوض عما فات، وإن فاتك شيء في الدنيا فلن بفوتك في الأخرى إن صبرت واحتسبت.
    إن كتابة الله عز وجل للمقادير ليست حجة صحيحة في ترك العبد فعل الأسباب، فقد أخرج الشيخان عن علي -رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض، فقال: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار، ومقعده من الجنة» قالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا، وندع العمل؟ قال: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة»، ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى} [الليل: 6] الآية .بل المؤمن مأمور بالحرص على كل ما ينفعه في دينه ودنياه، وأن يتجافى عن العجز والخور؛ فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» أخرجه مسلم.فعليك بالاستعانة بالله عز وجل في تحصيل العلم النافع، والعمل الصالح مع إخلاص النية لله وحده فيه، ولتنفض عنك غبار العجز والتكاسل،
    ولا يعني هذا ترك الأخذ بالأسباب بل الأخذ بها مأمور ولا يتنافى مع الرضا بالقضاء،
    وننصحك بقراءة كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني.



    وثق أن أقدار الله عز وجل يجريها على عباده بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا،وثق بأن الله قد يصرف عنك شيئا ترغبين فيه ويدخر لك خيرا منه، قال ابن القيم: والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليّا. اهـ

    فاعلم أنه لا يجوز لمسلم أن يتسخط أقدار الله تعالى، أو أن يعترض على حكمه، بل الواجب على المسلم أن يرضى بقضاء الله تعالى، ويصبر لحكمه جل شأنه، ويعلم أنه تعالى حكيم يضع الأشياء في مواضعها ويوقعها في مواقعها، وأنه تعالى لا يقضي قضاء إلا كانت له فيه الحكمة البالغة التي تعجز عقول البشر القاصرة عن إدراكها، والمؤمن الحق مهما أصابه من مصاب، فإنه يصبر ويعلم أنه عبد لله تعالى، لا خروج له عن تدبيره وتصريفه، ويعلم أن في صبره الخير الكثير، بل ربما كان هذا البلاء منحة من الله تعالى له لما يترتب عليه من حسن الأثر وعظيم الثواب، كما قال صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وقال الله عز وجل: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ. قال علقمة: هو العبد تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.
    والله أعلم .
    فتب إلى الله تعالى من الذنوب وأكثر من الأعمال الصالحة ومجالسة الأخيار، وأكثر من التأمل في نعيم الله تعالى، ومن النظر في كتب الرقائق وكتب الترغيب والترهيب، فبذلك إن شاء الله تكون من المحبين لله الشاكرين لأنعمه،فاعلم أن كثرة المصائب والبلايا والمنغصات ليست دليلاً على غضب الله عليك، بل قد تكون علامة رضا وإرادة الخير بك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يصب منه. رواه البخاري وأحمد.
    فإن الله تعالى إذا أحب عبداً ابتلاه حتى يلقاه نقياً من ذنوبه، فيدخله جنته ودار كرامته حيث لا نصب ولا وصب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة. رواه الترمذي وأحمد بإسناد حسن.
    وليس التوفيق في أمور الدنيا دليلاً على رضا الله تعالى عن عبده؛ لأن الله تعالى: يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه. رواه الإمام أحمد في مسنده.
    فالمعيار في محبة الله ورضاه هو التوفيق لطاعته والعمل بمرضاته، فاحرصعلى طاعة الله تعالى، وكلما حلت بكِ نازلة فتذكر نعمة الله عليكِ، فلا شك أن ما أعطاكِ أكثر مما أخذ منكِ، وإن المصيبة كل المصيبة أن تصابي في دينك فتيأسي من روح الله: إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف:87].
    فثق بربكِ واشكره على نعمته عليكِ، واصبر على المصائب التي تعينكِ، عسى أن تكون خيراً لك عند الله.
    فإن المؤمن في هذه الدنيا يبتلى بالخير والشر، كما قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَة) [الأنبياء:35].
    والواجب عليه هو الصبر على البلاء، وأن يعلم أنه مقدر من الله عز وجل، فإن الإيمان بالقدر يبعث في النفس الطمأنينة والصبر والرضا، قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن:11].
    فحذار حذار أيها الأخ الكريم من اتهام الله تعالى في أقضيته، بل عليك أن تتوب إلى الله تعالى مما سلف منك، وأن تعلم أن المصائب قد تصيب العبد بسبب ذنوبه كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {30}



    نسأل الله عز وجل أن يعوضك في الدنيا وييسر أمرك ويجزل لك الأجر في الآخرة، وتيقن أن المقدر سيكون لا محالة،
    والله أعلم .




    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X