إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    إنَّ الإيمانَ بقيمةِ الشيء أي شيءهو الذي يولِّدُ الانبهارَ به، والاستسلامَ له، وفتحَ منافذِ الاستماعِ والتلقي منه، والعكسُ صحيحٌ فعدمُ الإيمانِ بالشيء يدفعُ لإغلاقِ منافذِ الاستماعِ له، وعدمِ الاكتراثِ به.



    من هنا نقولُ بأنَّ نقطةَ البدايةِ الصحيحةِ للانتفاعِ بالقرآن هي العملُ على زيادةِ الإيمانِ به في القلوبِ كما يقول الإمامُ البخاري: "لا يجدُ طعمَه إلا من آمن به".



    فكلما ازدادَ الإيمانُ: ازدادَ التلهّفُ للإقبالِ عليه، والاستسلامِ له، والانجذابِ نحوه، والانشغالِ به.



    فكيف لنا أن نُترجمَ هذا الكلامَ النظريَ إلى واقعٍ عمليٍ، ليحدثَ الوصالُ بين القلبِ والقرآن؟!



    هناك ثلاثةُ محاورَ ينبغي أن نسيرَ فيها مجتمعةً حتى يتحقّقَ لنا بمشيئة اللهالهدفُ الذي نصبو إليه.



    هذه المحاورُ هي:



    أولاً: تقويةُ الرغبةِ والدافعِ للانتفاعِ الحقيقي بالقرآن .



    ثانيًا: صدقُ اللجوءِ إلى الله والإلحاحِ عليه لتيسيرِ انتفاعنِا بالقرآن.



    ثالثًا: الإقبالُ على القرآنِ، والإكثارُ من تلاوتِه، واتخاذُ الأسبابِ والوسائلِ المعينةِ على تدبُّرِه والتأثُّرِ به.



    المحور الأول: تقويةُ الرغبةِ والدافعِ للانتفاعِ الحقيقي بالقرآن.



    الخطوةُ الأولى في طريقِ العودةِ إلى القرآنِ، وتوجيهِ القلبِ نحو أنوارِه -كما أسلفنا- هي زيادةُ الثقةِ فيه، والتعرفُ على قيمتِه الحقيقيةِ، وكيف أنّه قادرٌ -بإذن الله- على إحياءِ قلوبِنا وتغييرِ ما بأنفسنا، والتعرف كذلك على العقباتِ التي تواجهُنا في طريقِ العودةِ إليه وكيفية اجتيازها، مع تصحيحِ المفاهيمِ الخاطئةِ التي رسختْ في الأذهانِ عن كيفيةِ التعاملِ معه.. وكلما ازدادت الثقةُ في القرآنِ قويت الرغبةُ، واشتدت الحاجةُ، وتولّد الدافعُ القويُ للإقبالِ الصحيحِ عليه.



    وإليك أخي القارئكلماتٌ لأبي الحسن الندوي -رحمه الله- تؤكّدُ هذا المعنى يقولُ فيها:



    "إنّ من الشروطِ الأوليةِ الأساسيةِ للاستفادةِ من القرآنِ الكريمِ والانتفاعِ به، هو وجودُ الرغبةِ إليه، وطلبُ الاستفادةِ منه، فمن لم تتحقّق عنده الرغبةُ والطلبُ ماذا يكونُ تأثيرُ القرآن فيه؟



    إنّ من سنةِ الله تعالى ونواميسِه أنه لا يعطي إلا بالرغبةِ والسؤالِ، وللرغبةِ والسؤالِ عنده قيمةٌ كبيرةٌ، فالقلقُ على الوضعِ الراهنِ وعدمِ الاقتناعِ به، والجهد للإصلاحِ والتغييرِ، والبحث عن الطريقِ هو أول خطوةٍ عنده في سبيلِ السعادة"[المدخل إلى الدراسات القرآنية الندوي ص93].



    لذلك فإنَّ الخطوةَ الأولى والأساسيةَ في طريقِ العودةِ إلى القرآنِ هي ترسيخُ وتعميقُ الشعورِ بالرغبةِ الأكيدةِ والاحتياجِ الحقيقي إليه.



    المحور الثاني: الإلحاح على الله عز وجل.



    لابد أن نوقنَ بأنَّ الذي سيفتحُ لنا قلوبَنا ليحدثَ الوصالُ بينها وبين القرآنِ هو الله وحده لا شريك له.



    يقول ابن رجب: "عونُ الله للعبدِ على قدرِ قوةِ عزيمتِه وضعفِها، فمن صمّمَ على إرادةِ الخيرِ أعانه الله وثبّته".



    فالخيرُ كله منوطٌ بالعزيمةِ الصادقةِ على الرشدِ، وهي الحملةُ الأولى التي تهزمُ جيوشَ الباطل، وتوجبُ الغلبةَ لجنودِ الحقِّ، قال أبو حازم: "إذا عزمَ العبدُ على تركِ الآثامِ، أتته الفتوحُ".



    ترجمة الرغبة:



    فإن كانت الخطوةُ الأولى للانتفاعِ الحقيقي بالقرآنِ هي اشتدادُ الرغبةِ، فإنَّ الخطوةَ التي تليها.. بل تصحبُها.. هي ترجمةُ هذه الرغبةِ بالدعاءِ والتضرّعِ إلى اللهِ -عز وجل- بأنْ يفتحَ قلوبَنا لنورِ القرآنِ، ويُعرَضها لحُسنِ التأثُّرِ به.



    علينا أن ندعوه -سبحانه- دعاءَ المضّطرِ الذي يخرجُ دعاؤه من أعماقِ أعماقِ قلبه، كالذي تتقاذفُه الأمواجُ في البحرِ، فأخذ يصارعُ الغرقَ، وليس لديه شيء يتعلّقُ به إلا أمّله في الله بأن يستجيبَ تضرّعَه، وينقذَه من الموتِ.



    واعلم أخيأن مفتاحَ الإجابةِ هو التضرعُ والحرقةُ واستشعارُ الاحتياجِ الماس لله -عز وجل-.



    يقول ابن رجب: "وعلى قدرِ الحرقةِ والفاقةِ تكون إجابةُ الدعاء"[الذل والانكسار لابن رجب].



    ولنعلم جميعًا بأننا لو وصلنا لحالةِ الاضّطرارِ والحرقةِ عند الدعاءِ مرات ومرات ، فإنَّ البابَيقينًاسيُفتح، والشيطانَ سيخنسُ، وشمسَ القرآنِ ستشرقُ في قلوبِنا بنورِ ربها.



    ومن أهمِّ أوقاتِ الإلحاحِ على اللهِ ودعائِه دعاء المضطرِ هو ذلك الوقتُ الذي يسبقُ قراءةَ القرآنِ، فالإلحاحُ الحارُ في هذا الوقتِ من شأنِه أن يهيئ القلبَ لاستقبالِ القرآنِ استقبالاً صحيحًا.



    أخي: أتظنُّ أنك إن مرَّغت وجهَك في الترابِ، فاختلط به دمعُك، واشتد نحيبُك وتضرُّعُك إلى الله في طلبِك للوصالِ بين قلبِك والقرآن... أتظن أنَّ ربَّك يعرض عنك، ولا يستجيبُ لطلبِك؟!



    المحور الثالث: وسائل عملية معينة على الانتفاع بالقرآن:



    أولاً:الإلحاحُ على الله -عز وجل-بأن يفتحَ قلوبَنا لأنوارِ كتابِه، وأن يكرمَنا ويعينَنا على التدبُّرِ والتأثُّرِ، ولقد تقدّم الحديثُ عن أهميةِ الإلحاحِ على الله في المحور الثاني، ونعيد ذكرَه هنا باعتبارِ أنَّ القيامَ به أمرٌ ضروريٌ قبل الشروعِ في تلاوةِ القرآنِ وذلك لأهميتِه وفائدتِه العظيمةِ في استثارةِ مشاعرِ الرغبةِ في الانتفاعِ بالقرآنِ، وتهيئةِ القلبِ لاستقباله.



    ثانيًا: الإكثارُ من تلاوةِ القرآنِ، وإطالةُ فترةِ المكثِ معه، وعدمُ قطعِ القراءةِ بأي أمرٍ من الأمور -ما أمكن ذلك- حتى لا نخرجَ من جوِّ القرآن، وسلطانِ الاستعاذةِ، خاصة في البدايةِ، ويُفضّل أن يكونَ اللقاءُ بالقرآنِ في مكانٍ هادئ -قدر المستطاع- وبعيدًا عن الضوضاءِ ليساعدَ المرءَ على التركيزِ وعدمِ شرودِ الذهنِ، ولا ننسى الوضوءَ والسواكَ قبل القراءةِ فهي أيضًا من المعينات.



    ثالثًا: القراءةُ من المصحفِ وبصوتٍ مسموعٍ وبترتيل: فالترتيلُ له وظيفةٌ كبيرةٌ في الطَّرْق على المشاعرِ ومن ثمَّ استثارتُها وتجاوبُها مع الفهمِ الذي سيولِّده التدبُّرُ، لينشأَ بذلك الإيمانُ حينما يتعانقُ الفهمُ مع التأثُّرِ.



    وهنا تبرزُ أهميةُ تعلّمِ أحكامِ التلاوةِ حتى تتحقّقَ الفائدةُ من الترتيلِ.



    فلابد وأن يجتهدَ كلٌّ منا في تعلُّمِ أحكامِ التلاوةِ والنطقِ الصحيحِ للآيات في أسرعِ وقتٍ حتى يتسنى له الانتفاعُ بالقرآن.



    رابعًا: القراءةُ الهادئةُ الحزينةُ: علينا ونحن نرتِّلُ القرآنَ، أن نُعطي الحروفَ والغُنَّاتِ والمدودَ حقّها حتى يتيسّرَ لنا معايشةُ الآياتِ وتدبُّرُها والتأثُّرُ بها، وعلينا كذلك أن نقرأَ القرآنَ بصوتٍ حزينٍ لاستجلابِ التأثُّرِ.



    خامسًا: الفهمُ الإجمالي للآياتِ من خلالِ إعمالِ العقلِ في تفهُّمِ الخطابِ، وهذا يستلزمُ منا التركيزَ التامَ مع القراءةِ.



    وليس معنى إعمال العقل في تفهّمِ الخطابِ أن نقفَ عند كلِّ كلمةٍ ونتكلّف في معرفةِ معناها وما وراءها، بل يكفي المعنى الإجماليُ الذي تدلّ عليه الآيةُ حتى يتسنى لنا الاسترسالُ في القراءةِ ومن ثمَّ التصاعدُ التدريجي لحركةِ المشاعرِ فتصل إلى التأثُّرِ والانفعالِ في أسرعِ وقتٍ.



    سادسًا: الاجتهادُ في التعاملِ مع القرآنِ كأنه أُنزل عليك، وكأنك المخاطبُ به، والاجتهادُ كذلك في التفاعلِ مع هذا الخطابِ من خلالِ الردِّ على الأسئلةِ التي تتضمنها الآياتُ، والتأمينُ عند مواضعِ الدعاء.. وهكذا.



    سابعًا: تكرارُ وترديدُ الآيةِ أو الآياتِ التي حدث معها تجاوبٌ وتأثُرٌ قلبي حتى يتسنى للقلبِ الاستزادةُ من النورِ الذي يدخل، والإيمانِ الذي ينشأُ في هذه اللحظاتِ، ويستمر ترديدُ وتكرارُ تلك الآيةِ أو الآيات حتى يتوقّفَ التأثُّرُ والانفعالُ، فكما قيل: "الآيةُ مثلُ التمرةِ كلما مضغتَها، استخرجتَ حلاوتَها".



    فإن داومَنا على هذه الوسائل أخي القارئ وثابرنا عليها وسرنا بها جنباً إلى جنبٍ مع المحورين السابقين (تقوية الرغبة، والإلحاح على الله)، فلنبشر جميعًا بقربِ شروقِ شمسِ القرآنِ على قلوبِنا لتبدأَ معها حياةٌ جديدةٌ تكسوها السكينةُ والطمأنينةُ، وروحٌ جديدةٌ وثّابةٌ توّاقةٌ لفعل الخيرِ، وأهمّ من هذا كلّه التجلببُ بجلبابِ العبودية، والرضا بالله رباً، والاكتفاء به، والاستغناء عن الناس.



    ..كل هذا، أخي الحبيب، وغيره من الثمارِ العظيمةِ ينتظرنا جميعًا إن نحن أحسَنَّا الإقبالَ على القرآنِ وداومنا على ذلك.



    فكلما أعطينا للقرآنِ حقّه أعطانا من خيرِه وكنوزِه التي لا نهاية لها، فلو كان البحرُ مدادًا والأشجارُ أقلامًا، تكتبُ ما يحمله كلامُ الله من معانٍ هاديةٍ، لنفد البحرُ قبل أن تنفدَ أسرارُ ومعاني هذا الكلام.



    واعلم -أخي- بأننا إذا أحسنَّا الإقبالَ على القرآنِ، وأكثرنا من تلاوتِه بالليلِ والنهارِ، فسنجد بعون الله لذةَ المناجاةِ، وسنأنسُ بكلامِ الله أكثرَ من أُنسنا بأي شيءٍ آخر، وستأتينا الفتوحاتُ من حيث لا نحتسب
    إياك أن تدل الناس علي الله ... ثم تفقد أنت الطريق
    أسألكم الدعاء بالشفاء أخوااااتي

  • #2
    رد: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أحسنتم بارك الله فيكم ... موضوع أكثر من رائع
    اللهم اجعل القرءان ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وهمومنا

    تعليق


    • #3
      رد: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

      أحسنتم بارك الله فيكم
      اللهم اجعل القرءان ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وهمومنا
      مقطع يدمي القلب ويبكي العين
      [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]اللهم انتقم من كل قاتل خائن ظالم مفسد في الأرض .. اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

      تعليق


      • #4
        رد: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

        جزاكم الله خيرا
        إياك أن تدل الناس علي الله ... ثم تفقد أنت الطريق
        أسألكم الدعاء بالشفاء أخوااااتي

        تعليق


        • #5
          رد: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

          جزاكم الله خيراً ورفع قدركم

          ننتظر جديدك اختنا الكريمة
          اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

          تعليق


          • #6
            رد: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

            جزاك الله خيرا اختي
            بإذن الله
            إياك أن تدل الناس علي الله ... ثم تفقد أنت الطريق
            أسألكم الدعاء بالشفاء أخوااااتي

            تعليق


            • #7
              رد: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيراً ورفع قدركم
              وجعلنا وايَّاكم من أهل القرآن العاملين به
              [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
              [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

              تعليق


              • #8
                رد: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

                وجزاكم الله خيرا
                إياك أن تدل الناس علي الله ... ثم تفقد أنت الطريق
                أسألكم الدعاء بالشفاء أخوااااتي

                تعليق


                • #9
                  رد: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

                  جزاكم الرحمن خيرا
                  موضوع راااااااااائع ويستحق التقيم




                  تعليق


                  • #10
                    رد: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

                    جزاكم الله خيرا

                    اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

                    تعليق


                    • #11
                      رد: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

                      جزاكم الله خيرا و بارك فيكم

                      تعليق


                      • #12
                        الوصال بين القلب والقرآن كيف يحدث؟





                        كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!


                        إنَّ الإيمانَ بقيمةِ الشيء– أي شيء – هو الذي يولِّدُ الانبهارَ به، والاستسلامَ له، وفتحَ منافذِ الاستماعِ والتلقي منه، والعكسُ صحيحٌ ؛ فعدمُ الإيمانِ بالشيء يدفعُ لإغلاقِ منافذِ الاستماعِ له، وعدمِ الاكتراثِ به.

                        من هنا نقولُ بأنَّ نقطةَ البدايةِ الصحيحةِ للانتفاعِ بالقرآن هي العملُ على زيادةِ الإيمانِ به في القلوبِ كما يقول الإمامُ البخاري: "
                        لا يجدُ طعمَه إلا من آمن به".
                        فكلما ازدادَ الإيمانُ: ازدادَ التلهّفُ للإقبالِ عليه، والاستسلامِ له،والانجذابِ نحوه، والانشغالِ به.

                        فكيف لنا أن نُترجمَ هذا الكلامَ النظريَ إلى واقعٍ عمليٍ، ليحدثَ الوصالُ بين القلبِ والقرآن؟!
                        هناك ثلاثةُ محاورَ ينبغي أن نسيرَ فيها مجتمعةً حتى يتحقّقَ لنا– بمشيئة الله – الهدفُ الذي نصبو إليه.

                        هذه المحاورُ هي:

                        أولاً: تقويةُ الرغبةِ والدافعِ للانتفاعِ الحقيقي بالقرآن .
                        ثانيًا: صدقُ اللجوءِ إلى الله والإلحاحِ عليه لتيسيرِ انتفاعنِا بالقرآن.
                        ثالثًا: الإقبالُ على القرآنِ، والإكثارُ من تلاوتِه، واتخاذُ الأسبابِ والوسائلِ المعينةِ على تدبُّرِه ،والتأثُّرِ به.




                        المحور الأول:تقويةُ الرغبةِ والدافعِ للانتفاعِ الحقيقي بالقرآن.

                        الخطوةُ الأولى في طريقِ العودةِ إلى القرآنِ،وتوجيهِ القلبِ نحو أنوارِه -كما أسلفنا- هي زيادةُ الثقةِ فيه، والتعرفُ على قيمتِه الحقيقيةِ، وكيف أنّه قادرٌ -بإذن الله تعالى- على إحياءِ قلوبِنا وتغييرِ ما بأنفسنا،والتعرف كذلك على العقباتِ التي تواجهُنا في طريقِ العودةِ إليه وكيفية اجتيازها،مع تصحيحِ المفاهيمِ الخاطئةِ التي رسختْ في الأذهانِ عن كيفيةِ التعاملِ معه.. وكلما ازدادت الثقةُ في القرآنِ قويت الرغبةُ، واشتدت الحاجةُ، وتولّد الدافعُ القويُ للإقبالِ الصحيحِ عليه.

                        وإليك أخي القارئ كلماتٌ لأبي الحسن الندوي -رحمه الله- تؤكّدُ هذا المعنى يقولُ فيها:
                        "إنّ من الشروطِ الأوليةِ الأساسيةِ للاستفادةِ من القرآنِ الكريمِ والانتفاعِ به، هو وجودُ الرغبةِ إليه،وطلبُ الاستفادةِ منه، فمن لم تتحقّق عنده الرغبةُ والطلبُ ماذا يكونُ تأثيرُ القرآن فيه؟
                        إنّ من سنةِ الله تعالى أنه لا يعطي إلا بالرغبةِ والسؤالِ،وللرغبةِ والسؤالِ عنده قيمةٌ كبيرةٌ، فالقلقُ على الوضعِ الراهنِ وعدمِ الاقتناعِ به، والجهد للإصلاحِ والتغييرِ، والبحث عن الطريقِ هو أول خطوةٍ عنده في سبيلِ السعادة"

                        لذلك فإنَّ الخطوةَ الأولى والأساسيةَ في طريقِ العودةِ إلى القرآنِ هي ترسيخُ وتعميقُ الشعورِ بالرغبةِ الأكيدةِ والاحتياجِ الحقيقي إليه.




                        المحور الثاني: الإلحاح على الله عز وجل.

                        لابد أن نوقنَ بأنَّ الذي سيفتحُ لنا قلوبَنا ليحدثَ الوصالُ بينها وبين القرآنِ هو الله وحده لا شريك له.
                        يقول ابن رجب: "عونُ الله للعبدِ على قدرِ قوةِ عزيمتِه وضعفِها، فمن صمّمَ على إرادةِ الخيرِأعانه الله وثبّته".
                        فالخيرُكله منوطٌ بالعزيمةِ الصادقةِ على الرشدِ، وهي الحملةُ الأولى التي تهزمُ جيوشَ الباطل، وتوجبُ الغلبةَ لجنودِ الحقِّ،قال أبوحازم: "إذا عزمَ العبدُ على تركِ الآثامِ، أتته الفتوحُ".

                        ترجمة الرغبة:
                        فإن كانت الخطوةُ الأولى للانتفاعِ الحقيقي بالقرآنِ هي اشتدادُ الرغبةِ، فإنَّ الخطوةَ التي تليها.. بل تصحبُها.. هي ترجمةُ هذه الرغبةِبالدعاءِ والتضرّعِ إلى اللهِ -عز وجل- بأنْ يفتحَ قلوبَنا لنورِ القرآنِ،ويُعرَضها لحُسنِ التأثُّرِ به.
                        علينا أن ندعوه -سبحانه- دعاءَ المضّطرِ الذي يخرجُ دعاؤه من أعماقِ أعماقِ قلبه، كالذي تتقاذفُه الأمواجُ في البحرِ، فأخذ يصارعُ الغرقَ، وليس لديه شيءيتعلّقُ به إلا أمله في الله بأن يستجيبَ تضرّعَه، وينقذَه من الموتِ.
                        واعلم –أخي– أن مفتاحَ الإجابةِ هو التضرعُ والحرقةُ واستشعارُ الاحتياجِ الماس لله -عزوجل-.
                        يقول ابن رجب: "وعلى قدرِ الحرقةِ والفاقةِ تكون إجابةُ الدعاء" [الذل والانكسار لابن رجب].
                        ولنعلم جميعًا بأننا لو وصلنا لحالةِ الاضّطرارِ والحرقةِ عند الدعاءِ مرات ومرات ، فإنَّ البابَ –يقينًا– سيُفتح، والشيطانَ سيخنسُ، وشمسَ القرآنِ ستشرقُ في قلوبِنا بنورِربها.
                        ومن أهمِّ أوقاتِ الإلحاحِ على اللهِ ودعائِه دعاء المضطرِ هو ذلك الوقتُ الذي يسبقُ قراءةَالقرآنِ، فالإلحاحُ الحارُ في هذا الوقتِ من شأنِه أن يهيئ القلبَ لاستقبالِ القرآنِ استقبالاً صحيحًا.
                        أخي:أتظنُّ أنك إن مرَّغت وجهَك في الترابِ، فاختلط به دمعُك، واشتد نحيبُك وتضرُّعُك إلى الله في طلبِك للوصالِ بين قلبِك والقرآن... أتظن أنَّ ربَّك يعرض عنك، ولايستجيبُ لطلبِك؟!




                        المحور الثالث:وسائل عملية معينة على الانتفاع بالقرآن:

                        أولاً:الإلحاحُ على الله -عز وجل-بأن يفتحَ قلوبَنا لأنوارِ كتابِه،وأن يكرمَنا ويعينَنا على التدبُّرِوالتأثُّرِ، ولقد تقدّم الحديثُ عن أهميةِ الإلحاحِ على الله في المحور الثاني،ونعيد ذكرَه هنا باعتبارِ أنَّ القيامَ به أمرٌ ضروريٌ قبل الشروعِ في تلاوةِالقرآنِ وذلك لأهميتِه وفائدتِه العظيمةِ في استثارةِ مشاعرِ الرغبةِ في الانتفاعِ بالقرآنِ، وتهيئةِ القلبِ لاستقباله.

                        ثانيًا: الإكثارُ من تلاوةِ القرآنِ، وإطالةُ فترةِ المكثِ معه،وعدمُ قطعِ القراءةِ بأي أمرٍ من الأمور -ما أمكن ذلك- حتى لا نخرجَ من جوِّ القرآن،وسلطانِ الاستعاذةِ، خاصة في البدايةِ، ويُفضّل أن يكونَ اللقاءُ بالقرآنِ في مكانٍ هادئ -قدر المستطاع- وبعيدًا عن الضوضاءِ ليساعدَ المرءَ على التركيزِ وعدمِ شرودِ الذهنِ، ولا ننسى الوضوءَ والسواكَ قبل القراءةِ فهي أيضًا من المعينات.

                        ثالثًا: القراءةُ من المصحفِ وبصوتٍ مسموعٍ وبترتيل:فالترتيلُ له وظيفةٌ كبيرةٌ في الطَّرْق على المشاعرِ ومن ثمَّ استثارتُها وتجاوبُها مع الفهمِ الذي سيولِّده التدبُّرُ، لينشأَ بذلك الإيمانُ حينما يتعانقُ الفهمُ مع التأثُّرِ.
                        وهنا تبرزُ أهميةُ تعلّمِ أحكامِ التلاوةِ حتى تتحقّقَ الفائدةُ من الترتيلِ.
                        فلابد وأن يجتهدَ كلٌّ منا في تعلُّمِ أحكامِ التلاوةِ والنطقِ الصحيحِ للآيات في أسرعِ وقتٍ حتى يتسنى له الانتفاعُ بالقرآن.

                        رابعًا: القراءةُ الهادئةُالحزينةُ: علينا ونحن نرتِّلُ القرآنَ، أن نُعطي الحروفَ والغُنَّاتِ والمدودَ حقّها حتى يتيسّرَ لنا معايشةُ الآياتِ وتدبُّرُها والتأثُّرُبها، وعلينا كذلك أن نقرأَ القرآنَ بصوتٍ حزينٍ لاستجلابِ التأثُّرِ.

                        خامسًا: الفهمُ الإجمالي للآياتِ من خلالِ إعمالِ العقلِ في تفهُّمِ الخطابِ، وهذا يستلزمُ من االتركيزَ التامَ مع القراءةِ.
                        وليس معنى إعمال العقل في تفهّمِ الخطابِ أن نقفَ عند كلِّ كلمةٍ ونتكلّف في معرفةِ معناها وما وراءها، بل يكفي المعنى الإجماليُ الذي تدلّ عليه الآيةُ حتى يتسنى لنا الاسترسالُ في القراءةِ ومن ثمَّ التصاعدُ التدريجي لحركةِ المشاعرِ فتصل إلى التأثُّرِ والانفعالِ في أسرعِ وقتٍ.

                        سادسًا: الاجتهادُ في التعاملِ مع القرآنِ كأنه أُنزل عليك،وكأنك المخاطبُ به، والاجتهادُ كذلك في التفاعلِ مع هذا الخطابِ من خلالِ الردِّ على الأسئلةِ التي تتضمنها الآياتُ، والتأمينُ عند مواضعِ الدعاء.. وهكذا.

                        سابعًا: تكرارُ وترديدُ الآيةِ أوالآياتِ التي حدث معها تجاوبٌ وتأثُرٌ قلبي حتى يتسنى للقلبِ الاستزادةُ من النورِ الذي يدخل، والإيمانِ الذي ينشأُ في هذه اللحظاتِ، ويستمر ترديدُ وتكرارُ تلك الآيةِ أو الآيات حتى يتوقّفَ التأثُّرُ والانفعالُ، فكما قيل: "الآيةُ مثلُ التمرةِ كلما مضغتَها، استخرجتَ حلاوتَها".




                        فإن داومَنا على هذه الوسائل وثابرنا عليها وسرنا بها جنباً إلى جنبٍ مع المحورين السابقين (تقوية الرغبة،والإلحاح على الله)، فلنبشر جميعًا بقربِ شروقِ شمسِ القرآنِ على قلوبِنا لتبدأَ معها حياةٌ جديدةٌ تكسوها السكينةُ والطمأنينةُ، وروحٌ جديدةٌ وثّابةٌ توّاقةٌ لفعل الخيرِ، وأهمّ من هذا كلّه التجلببُ بجلبابِ العبودية،والرضا بالله رباً، والاكتفاء به، والاستغناء عن الناس.
                        كل هذا،وغيره من الثمارِ العظيمةِ ينتظرنا جميعًا إن نحن أحسَنَّا الإقبالَ على القرآنِ وداومنا على ذلك.
                        فكلما أعطينا للقرآنِ حقّه أعطانا من خيرِه وكنوزِه التي لا نهاية لها.

                        ولو أننا أحسنَّا الإقبالَ على القرآنِ، وأكثرنا من تلاوتِه بالليلِ والنهارِ، فسنجد–بعون الله– لذةَ المناجاةِ، وسنأنسُ بكلامِ الله أكثرَ من أُنسنا بأي شيءٍ آخر، وستأتينا الفتوحاتُ من حيث لا نحتسب.
                        نسأل الله أن يرزقنا حسن تلاوته وتدبره وأن يجعلنا من أهله وخاصته العاملين به.

                        منقول للافادة



                        تعليق


                        • #13
                          رد: كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

                          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          جزاكم الله خيرًا أختنا وجعله في ميزان حسناتكم
                          موضوع رائع وقيم


                          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                          وتولني فيمن توليت"

                          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                          تعليق

                          يعمل...
                          X