إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يا من تشتكى الهم والحزن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يا من تشتكى الهم والحزن

    يا من تشتكي الهم والحزن......


    قال أحد الصالحين :
    عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يذهل عنه أن يقول: { مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينٙ } والله تعالى يقول بعدها: { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ } .(الأنبياء:84)


    - وعجبت لمن بلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول: { لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } والله تعالى يقول بعدها: { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ } (الأنبياء 88)




    - وعجبت لمن خاف شيئاً، كيف يذهل عنه أن يقول: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } والله تعالى يقول بعدها: {فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ } (آل عمران:174).




    - وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف يذهل عنه أن يقول: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } والله تعالى يقول بعدها: { فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ } (غافر:45).




    - وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف يذهل عنه أن يقول : {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ } (الكهف:39)

    :::: الشكوى إلى الله ::::




    قال الأحنف بن قيس: شكوت إلى عمي وجعا في بطني فنهرني ثم قال: يا ابن أخي لا تشك إلى أحد ما نزل بك فإنما الناس رجلان : صديق تسوؤه و عدو تسره. يا ابن أخي: لا تشكو إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله لنفسه ولكن اشك إلى من ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عليك. يا ابن أخي إحدى عيني هاتين ما أبصرت بهما سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة و ما أطلعت ذلك امرأتي ولا أحدا من أهلي.::::




    رأى إبراهيم بن أدهم رجلا مهموما فقال له: أيها الرجل إني أسألك عن ثلاث تجيبني قال الرجل: نعم.



    * فقال له إبراهيم بن أدهم: أيجري في هذا الكون شئ لا يريده الله؟ قال : كلا


    * قال إبراهيم : أفينقص من رزقك شئ قدره الله لك؟ قال: لا


    * قال إبراهيم: أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله في الحياة؟ قال: كلا


    فقال له إبراهيم بن أدهم: فعلام الهم إذن؟؟


    أيّــــها الحـاملُ هـمــاً .. إن الـهم لا يدوم . مثـــلما تــفــنى السعـــادة .. هكذا تفنى الهموم
    عــــاند الدنـــيا و ابتـــســـــم .. فإن بــــعـــــد الليل فــجــر يرتـســم .. فلا تــقـل حـظـي قـليـــل .. إنما قــل هــذا ما قـــــدره لــي ربي و مــا قــسم
    التعديل الأخير تم بواسطة بالقرءان نحيا; الساعة 01-03-2017, 09:55 PM.

  • #2
    رد: يا من تشتكى الهم والحزن

    بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صمت نجا"


    تعليق


    • #3
      رد: يا من تشتكى الهم والحزن

      اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن والجبن والكسل ومن غلبة الدين وقهر الرجال
      طرح طيب
      بارك الله فيك أخيتي وأثابك



      فلنقل جميعا يارب كبير عندي هم صغير

      هنا موقع:
      ........................

      تعليق


      • #4
        رد: يا من تشتكى الهم والحزن


        جزاكم الله خيرًا كثيرا
        اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن




        "‏لو تأمَّلتَ حالَ مَن سَبق في حَذرِهم من فضول كل أمر: فضولِ النظر، فضول الكلام،... تجلَّت لك أهميَّةُ اصطفاء الواردات، لأنّها حتما إن نُقِّحت فَصفت حَسُنت لك الصادرات.
        وما تفاوت الأقوامُ في إصدارهم=
        إلا بمبدوء النظر في الإيراد."
        ___
        "ومُغَالِبُ العقباتِ حتمًا غالبٌ
        إلَّا إذا اطَّرحَ الثَباتَ وأقصرا".
        Caption

        تعليق


        • #5
          رد: يا من تشتكى الهم والحزن

          جزاكم الله خيرًا

          تعليق


          • #6
            رد: يا من تشتكى الهم والحزن

            رائع .. والخيرةوالرحمة فيما اختاره الله اهذا صحيح؟!
            المشاعر اهي أيضاً مقدرة علينا ؟!
            الناس بغض عنهم وعن التصرفات السيئة او اللطيفة لنا هل هي من القدر
            اذا كانت كل امورنا مقدرة فكيف الله خلقنا للأختبار والأمتحان
            الم يقل في كتابه الكريم ..''وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون'' لااعرف ان اصلكم السؤال بوجه صحيح ولكن سأحاول
            هو خلقنا ليختبر صبرنا والصبر هو حبس النفس على طاعة الله
            واداء الصلوات المفروضة في وقتها .. الأمر غامض ولكن هو هناك خيط بين الحرية والأقدار والأختبار ؟؟ هذا يكفي
            وهناك ابن آدم الذي وسوس له الشيطان واخرجه من الجنة
            هل الشيطان له قدر ؟ لم استطع الأكمال هناك اسألة مثيرة في ذهني ويتملكها الغموض
            وشكراً على الطرح الهادي والطيب خفف همي ♡

            تعليق


            • #7
              رد: يا من تشتكى الهم والحزن

              جزاكم الله خيرا
              يقول ابن القيم رحمه الله :
              » لاتحسب أن نفسك هي التي ساقتك إلى فعل الخيرات ، بل إعلم أنك عبد أحبك الله فألهمك فعل الخيرات ، فلا تفرط في هذه المحبة فينساك » ..


              تعليق


              • #8
                رد: يا من تشتكى الهم والحزن

                المشاركة الأصلية بواسطة أنسآنة غير مشاهدة المشاركة
                رائع .. والخيرةوالرحمة فيما اختاره الله اهذا صحيح؟!
                المشاعر اهي أيضاً مقدرة علينا ؟!
                الناس بغض عنهم وعن التصرفات السيئة او اللطيفة لنا هل هي من القدر
                اذا كانت كل امورنا مقدرة فكيف الله خلقنا للأختبار والأمتحان
                الم يقل في كتابه الكريم ..''وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون'' لااعرف ان اصلكم السؤال بوجه صحيح ولكن سأحاول
                هو خلقنا ليختبر صبرنا والصبر هو حبس النفس على طاعة الله
                واداء الصلوات المفروضة في وقتها .. الأمر غامض ولكن هو هناك خيط بين الحرية والأقدار والأختبار ؟؟ هذا يكفي
                وهناك ابن آدم الذي وسوس له الشيطان واخرجه من الجنة
                هل الشيطان له قدر ؟ لم استطع الأكمال هناك اسألة مثيرة في ذهني ويتملكها الغموض
                وشكراً على الطرح الهادي والطيب خفف همي ♡
                هلا بكم أختنا أنرتم المنتدى بوجودكم
                أجيب لكم على أسئلتكم
                الإيمان بالقدر من أصول الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها، ففي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب في سؤال جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبالقدر خيره وشره قال - أي جبريل عليه السلام-: صدقت.

                فعلى المسلم أن يوقن بأن ما يحصل له قد قدره الله عز وجل، وأنه لا يستطيع أحد من الخلق أن يحول بينه وبين خير قدره الله له، كما لا يستطيعون دفع مكروه قدره الله عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي.
                لإنسان مخير ومسير ، فهو ميسر لما خلق له ، أما كونه مخيراً فلأن الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً و إدراكاً وإرادةً فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع وما يلائمه وما لا يلائمه ، فيختار لنفسه المناسب ويدع غيره ، وبذلك تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي ، واستحق العبد الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية. قال تعالى:( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) الإنسان: 2،3 وقال سبحانه :(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)
                وأما كونه مسيراً فلأنه لا يخرج بشيء من أعماله كلها عن قدرة الله تعالى ومشيئته، قال عز من قائل: (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) وقد قال صلى الله عليه وسلم : "إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب مقادير الخلق إلى يوم القيامة" رواه الترمذي وصححه، وأبو داوود. والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة جداً.
                ولذلك فالإنسان ميسر لما خلق له ، فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن مسألة القدر وما يعمل الناس فيه : أهو أمر قد قضي وفرغ منه أم أمر مستأنف؟ فقال: " بل أمر قد قضي وفرغ منه فقالوا : ففيم العمل؟ فقال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له … " الحديث رواه مسلم

                ولا شك أن الشيطان هو الداعي إلى كل شر من أفعال العباد فهو الداعي إلى الكفر وهو الداعي إلى المعاصي، والذنوب والمعاصي سبب لما يصيب العبد من المصائب فإذا أصاب الإنسان مصيبة فعليه أن يصبر، وأن يستغفر وأن يحاسب نفسه، ويتفكر من أين دخل عليه الشر والبلاء حتى يتقيه ويحذر من مداخل الشر، ومن أعظم ما ينفع من ذلك التجاء العبد إلى ربه بأن يعصمه من شر الشيطان وأن يعيذه من الكفر والفسوق والعصيان، فيدعو ربه بأن يوفقه لأسباب السعادة وأن يجنبه أسباب الشقاوة

                يقول العلماء أن مراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربعة
                مراتب الإيمان بالقدر:

                أ ـ مرتبة العلم : وهي الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وأن الله قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم ، وعلم ما هم عاملون بعلمه القديم وأدلة هذا كثيرة منها قوله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) الحشر/22 ، وقوله تعالى : ( وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ) الطلاق/12 .
                ب ـ مرتبة الكتابة : وهي الإيمان بأن الله كتب مقادير جميع الخلائق في اللوح المحفوظ . ودليل هذا قوله تعالى : ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحج/70 .
                وقوله صلى الله عليه وسلم : " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة " رواه مسلم ( 2653 ) .
                ج ـ مرتبة الإرادة والمشيئة : وهي الإيمان بأن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة الله سبحانه وتعالى ؛ فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فلا يخرج عن إرادته شيء .
                والدليل قوله تعالى : ( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّه ُ) الكهف/23 ،24 وقوله تعالى : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير/29 .
                د ـ مرتبة الخلق : وهي الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء ، ومن ذلك أفعال العباد ، فلا يقع في هذا الكون شيء إلا وهو خالقه ، لقوله تعالى: ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) الزمر/62 . وقوله تعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون ) الصافات/96 .
                وقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يصنع كل صانع وصنعته " أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد( 25 ) وابن أبي عاصم في السنة ( 257و 358 ) وصححه الألباني في الصحيحة ( 1637) .
                قال الشيح ابن سعدي ـ رحمه الله ـ : " إن الله كما أنه الذي خلقهم ـ أي الناس ـ ، فإنه خلق ما به يفعلون من قدرتهم وإرادتهم ؛ ثم هم فعلوا الأفعال المتنوعة : من طاعة ومعصية ، بقدرتهم وإرادتهم اللتين خلقها الله ) ( الدرة البهية شرح القصيدة التائية ص 18 )

                ومن لوازم صحة الإيمان بالقدر أن تؤمن :
                - بأن للعبد مشيئة واختياراً بها تتحقق أفعاله كما قال تعالى : ( لمن شاء منكم أن يستقيم ) التكوير/28 وقال : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) البقرة/286
                - وأن مشيئة العبد وقدرته غير خارجة عن قدرة الله ومشيئته فهو الذي منح العبد ذلك وجعله قادراً على التمييز والاختيار كما قال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) التكوير/29


                إن الله تعالى خالق العباد وخالق أفعالهم والمقدر لحركاتهم وأعمالهم كما قال الله تعالى: وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {الصَّفات:96}.

                وقد ذكر الشيخ حافظ الحكمي في معارج القبول في مرتبة الخلق أنه يراد بها الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء فهو خالق كل عامل وعمله وكل متحرك وحركته وكل ساكن وسكونه، وما من ذرة في السموات ولا في الأرض إلا والله سبحانه وتعالى خالقها وخالق حركتها وسكونها سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه.
                وذكر أيضا أن للعباد قدرة على أعمالهم ولهم مشيئة، والله تعالى خالقهم وخالق قدرتهم ومشيئتهم وأقوالهم وأعمالهم، وهو تعالى الذي منحهم إياها وأقدرهم عليها وجعلها قائمة بهم مضافة إليهم حقيقة وبحسبها كلفوا عليها يثابون ويعاقبون ولم يكلفهم الله تعالى إلا وسعهم ولم يحملهم إلا طاقتهم.
                وبناء عليه، فإن الله تعالى خالق كل من العبد وإرادته للمذاكرة وقيامه بها

                - وأن القدر سر الله في خلقه فما بينه لنا علمناه وآمنا به وما غاب عنا سلمنا به وآمنا ، وألا ننازع الله في أفعاله وأحكامه بعقولنا القاصرة وأفهامنا الضعيفة بل نؤمن بعدل الله التام وحكمته البالغة وأنه لا يسأل عما يفعل سبحانه وبحمده .

                التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 14-03-2017, 12:35 AM.
                يا الله
                علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                تعليق


                • #9
                  رد: يا من تشتكى الهم والحزن

                  جزاكم الله خيرا و نفع الله بكم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: يا من تشتكى الهم والحزن

                    المشاركة الأصلية بواسطة كريمه بركات مشاهدة المشاركة


                    هلا بكم أختنا أنرتم المنتدى بوجودكم
                    أجيب لكم على أسئلتكم
                    الإيمان بالقدر من أصول الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها، ففي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب في سؤال جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبالقدر خيره وشره قال - أي جبريل عليه السلام-: صدقت.

                    فعلى المسلم أن يوقن بأن ما يحصل له قد قدره الله عز وجل، وأنه لا يستطيع أحد من الخلق أن يحول بينه وبين خير قدره الله له، كما لا يستطيعون دفع مكروه قدره الله عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي.
                    لإنسان مخير ومسير ، فهو ميسر لما خلق له ، أما كونه مخيراً فلأن الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً و إدراكاً وإرادةً فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع وما يلائمه وما لا يلائمه ، فيختار لنفسه المناسب ويدع غيره ، وبذلك تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي ، واستحق العبد الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية. قال تعالى:( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) الإنسان: 2،3 وقال سبحانه :(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)
                    وأما كونه مسيراً فلأنه لا يخرج بشيء من أعماله كلها عن قدرة الله تعالى ومشيئته، قال عز من قائل: (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) وقد قال صلى الله عليه وسلم : "إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب مقادير الخلق إلى يوم القيامة" رواه الترمذي وصححه، وأبو داوود. والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة جداً.
                    ولذلك فالإنسان ميسر لما خلق له ، فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن مسألة القدر وما يعمل الناس فيه : أهو أمر قد قضي وفرغ منه أم أمر مستأنف؟ فقال: " بل أمر قد قضي وفرغ منه فقالوا : ففيم العمل؟ فقال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له … " الحديث رواه مسلم

                    ولا شك أن الشيطان هو الداعي إلى كل شر من أفعال العباد فهو الداعي إلى الكفر وهو الداعي إلى المعاصي، والذنوب والمعاصي سبب لما يصيب العبد من المصائب فإذا أصاب الإنسان مصيبة فعليه أن يصبر، وأن يستغفر وأن يحاسب نفسه، ويتفكر من أين دخل عليه الشر والبلاء حتى يتقيه ويحذر من مداخل الشر، ومن أعظم ما ينفع من ذلك التجاء العبد إلى ربه بأن يعصمه من شر الشيطان وأن يعيذه من الكفر والفسوق والعصيان، فيدعو ربه بأن يوفقه لأسباب السعادة وأن يجنبه أسباب الشقاوة

                    يقول العلماء أن مراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربعة
                    مراتب الإيمان بالقدر:

                    أ ـ مرتبة العلم : وهي الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وأن الله قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم ، وعلم ما هم عاملون بعلمه القديم وأدلة هذا كثيرة منها قوله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) الحشر/22 ، وقوله تعالى : ( وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ) الطلاق/12 .
                    ب ـ مرتبة الكتابة : وهي الإيمان بأن الله كتب مقادير جميع الخلائق في اللوح المحفوظ . ودليل هذا قوله تعالى : ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحج/70 .
                    وقوله صلى الله عليه وسلم : " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة " رواه مسلم ( 2653 ) .
                    ج ـ مرتبة الإرادة والمشيئة : وهي الإيمان بأن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة الله سبحانه وتعالى ؛ فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فلا يخرج عن إرادته شيء .
                    والدليل قوله تعالى : ( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّه ُ) الكهف/23 ،24 وقوله تعالى : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير/29 .
                    د ـ مرتبة الخلق : وهي الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء ، ومن ذلك أفعال العباد ، فلا يقع في هذا الكون شيء إلا وهو خالقه ، لقوله تعالى: ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) الزمر/62 . وقوله تعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون ) الصافات/96 .
                    وقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يصنع كل صانع وصنعته " أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد( 25 ) وابن أبي عاصم في السنة ( 257و 358 ) وصححه الألباني في الصحيحة ( 1637) .
                    قال الشيح ابن سعدي ـ رحمه الله ـ : " إن الله كما أنه الذي خلقهم ـ أي الناس ـ ، فإنه خلق ما به يفعلون من قدرتهم وإرادتهم ؛ ثم هم فعلوا الأفعال المتنوعة : من طاعة ومعصية ، بقدرتهم وإرادتهم اللتين خلقها الله ) ( الدرة البهية شرح القصيدة التائية ص 18 )

                    ومن لوازم صحة الإيمان بالقدر أن تؤمن :
                    - بأن للعبد مشيئة واختياراً بها تتحقق أفعاله كما قال تعالى : ( لمن شاء منكم أن يستقيم ) التكوير/28 وقال : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) البقرة/286
                    - وأن مشيئة العبد وقدرته غير خارجة عن قدرة الله ومشيئته فهو الذي منح العبد ذلك وجعله قادراً على التمييز والاختيار كما قال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) التكوير/29


                    إن الله تعالى خالق العباد وخالق أفعالهم والمقدر لحركاتهم وأعمالهم كما قال الله تعالى: وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {الصَّفات:96}.

                    وقد ذكر الشيخ حافظ الحكمي في معارج القبول في مرتبة الخلق أنه يراد بها الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء فهو خالق كل عامل وعمله وكل متحرك وحركته وكل ساكن وسكونه، وما من ذرة في السموات ولا في الأرض إلا والله سبحانه وتعالى خالقها وخالق حركتها وسكونها سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه.
                    وذكر أيضا أن للعباد قدرة على أعمالهم ولهم مشيئة، والله تعالى خالقهم وخالق قدرتهم ومشيئتهم وأقوالهم وأعمالهم، وهو تعالى الذي منحهم إياها وأقدرهم عليها وجعلها قائمة بهم مضافة إليهم حقيقة وبحسبها كلفوا عليها يثابون ويعاقبون ولم يكلفهم الله تعالى إلا وسعهم ولم يحملهم إلا طاقتهم.
                    وبناء عليه، فإن الله تعالى خالق كل من العبد وإرادته للمذاكرة وقيامه بها

                    - وأن القدر سر الله في خلقه فما بينه لنا علمناه وآمنا به وما غاب عنا سلمنا به وآمنا ، وألا ننازع الله في أفعاله وأحكامه بعقولنا القاصرة وأفهامنا الضعيفة بل نؤمن بعدل الله التام وحكمته البالغة وأنه لا يسأل عما يفعل سبحانه وبحمده .

                    جزاكي الله خيراً واسعدكي سعادة الدارين

                    تعليق

                    يعمل...
                    X