إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ محاضرة كن نافعا أينما كنت للشيخ محمد المنجد. // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ محاضرة كن نافعا أينما كنت للشيخ محمد المنجد. // مفهرس

    تفريغ محاضرة كن نافعا أينما كنت للشيخ محمد المنجد.

    و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ، و بعد:
    حلف الله فقال في كتابه : " و العصر إن الإنسان لفي خسر " الليل و النهار أقسم بهما أن العباد خاسرون إلا من اتصف بأربع صفات : " إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات " و هذا شامل لأفعال الخير كلها الظاهرة و الباطنة " عملوا الصالحات وتواصوا بالحق و تواصوا بالصبر " الإيمان و العمل الصالح ، والتواصي بالصبر على طاعة الله وعن معصية الله و على أقدار الله المؤلمة ، فبالأمرين الأوليين يكمل الإنسان نفسه وبالأمرين الآخرين يكمل غيره ، و بتكميل هذه الأربعة أمور يكون الإنسان قد سلم من الخسار وفاز بالربح العظيم ، إذن نجاة الإنسان موقوفة على سعيه في نفع الآخرين ، و نصحهم وتوصيتهم بالحق و الصبر ، وقد قال الله تعالى : " و افعلوا الخير لعلكم تفلحون" وقال عن أصفيائه : " و أوحينا إليهم فعل الخيرات " ..
    أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وعن فعل الخيرات نتحدث ، وعن النفع المتعدي نتكلم و قد اجتمعنا في هذا البلد الأمين نسأل الله أن يديم أمنه ، وأن يجعلنا إليه آيبين ، وأن يعيننا فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته ، ومرحبا بكم مرحبا بهذه الوجوه التي نسأل الله تعالى أن يحفظها يوم الدين من نار السموم ، وأن يجعلها نيرة بطاعته وأن يبيضها يوم تلقاه ، إخواني الفرصة طيبة والمشهد مجتمع لنتحدث عن : " كن نافعا أينما كنت " إنه شعار من شعار شباب الدين : كن نافعا أينما كنت ..
    وقد أمر الله تعالى بالإحسان في كتابه فقال : " إن الله يأمر بالعدل و الإحسان ""
    "" للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ""
    "" إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ""
    نحن يجب أن نحسن إلى الناس و أن ننفعهم بشتى أنواع النفع ، و النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، خير الناس أنفعهم للناس ، أنفعهم بالإحسان ،بالمال و الجاه ، لأن الخلق .. لأن الناس عباد الله فإن نفعهم نعمة يسديها الإنسان ويدفع عنه نقمة ،ويرتفع شرفا وقدرا بنفع الآخرين ، قال ابن القيم – رحمه الله - : "و قد دل العقل والنقل و الفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلى رب العالمين و البر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير ، وأن أضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر ، فما استجلبت نعم الله تعالى واستدفعت نقمه بمثل طاعته و الإحسان إلى خلقه ، كل معروف تبذله يا أخي للناس فهو صدقة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل معروف صدقة " وهذا الكلام مهم لأن كل واحد عليه في كل يقوم الصباح من النوم عليه 360صدقة مقابل 360 مفصل من مفاصله لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله : " كل سلامى من الناس عليه صدقة " هذه الصدقات الكثيرة من أين نحصلها وكيف نجمعها 360 صدقة ؟
    نفع الناس من أبواب الصدقات العظيمة التي تحصل بها يا أخي هذه ال 360 و زيادة لو أردت ، قال عليه الصلاة و السلام : " على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه ، قال أبو ذر : يا رسول الله من أين أتصدق و ليس لنا أموال؟
    قال عليه الصلاة والسلام : لأن من أبواب الصدقة التكبير وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ، و أستغفر الله و تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر ، وتعزل الشوكة عن طريق الناس ، والعظم و الحجر وتهدي الأعمى و تسمع الأصم و الأبكم حتى يفقها وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها ، و تسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف ، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ، ولك في جماع زوجتك أجر ، قال أبو ذر : كيف يكون لي أجر في شهوتي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت خيره فمات ، أكنت تحتسب به ؟ قلت : نعم ، قال : فأنت خلقته ؟ قال : بل الله خلقه ، قال : فأنت هديته ؟ قال : بل الله هداه ، قال : فأنت ترزقه ؟ قال : بل الله كان يرزقه ، قال كذلك فضعه في حلاله وجنبه حرامه فإن شاء الله أحياه و إن شاء أماته ولك أجر "
    والحديث صححه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة .
    من أعظم الصدقات أداء حقوق الأخوة ، أداء الحقوق للإخوة :" حق المسلم على المسلم رد السلام وعيادة المريض و اتباع الجنائز ، و إجابة الدعوة و تشميت العاطس "
    يا أخي كل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة ، يا عبد الله إذا رفعت متاع صاحبك على سيارته ، وحملته عليها ، منفعة الآخرين فهذه صدقة ، أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع كما قال البراء بن عازب : بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس ، و إبرار المقسم ونصر المظلوم و إفشاء السلام ، وإجابة الداعي ، لا ينبغي للمسلم يا إخوان أن يحتقر معروفا مهما كان قليلا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "
    رواه مسلم
    الوجه الطلق نفع متعدي يدخل السرور على أخيك ، هذا صدقة في ميزانك و الأجر في نفع المسلمين عظيم فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، و من فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة ، و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " زاد ابن أبي الدنيا : " ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام " وحسنه العلامة الألباني في صحيح الترغيب
    يا أخي من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس فرج و أزال وكشف ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، و الجزاء من جنس العمل ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة ، ستر بدنا ، رأيت عورة حاج نائم في المخيم مكشوفة غطيتها ستر بدنا ، رأت المرأة شيئا من جسد أختها مكشوفا غير منتبهة إليه فغطته : من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة ، سترته فلم تظهر عيبه ، سترته سترا معنويا ، سترته بثوب و قد عري ، سترا ماديا ، سترت عيبه فلم تسمح لأحد بأن يغتابه ولا أن يذمه ، من فعل ذلك ستره الله في الدنيا و الآخرة ، فلم يفضحه بإظهار عيوبه و ذنوبه ، من نفس عن مسلم كربة ، كربة نكرة أم معرفة؟ أسألكم كربة نكرة أم معرفة ؟ نكرة و النكرة هذه في سياق ايش؟
    من : ما نوعها؟ ، من شرطية و النكرة في سياق الشرط ماذا تفيد ؟ العموم
    يعني أي كربة صغيرة أو كبيرة " والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه "
    " من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته " يعني من كان ساعيا في قضاء حاجة أخيه فإن الله سيقضي حاجته ، في الحديث هذا كما يقول العلماء تنبيه على فضيلة عون الأخ على أموره ، و إشارة إلى أن المكافأة عليها بجنسها من العناية الإلهية ، في هذا الحديث فضل قضاء حوائج المسلمين ، ونفعهم بما تيسر من علم أو مال ، أو معاونة أو إشارة لمصلحة ، أو نصيحة و غير ذلك ، و رب رأي يساوي ملايين ، أحيانا واحد يعطيك رأيا لا يقدر بثمن ، وهذا من النفع هذا من النفع إذن فيه من المعاونة ، و الإشارة بالمصلحة و النصيحة وفضل الستر على المسلمين ، و فضل إنظار المعسر وفضل المشي في حاجة الإخوان ،" أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس "، و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ،" و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد (–أي مسجد ؟ - المسجد النبوي مسجد المدينة) شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته " قال : " و من مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام و يوم تزل الأقدام " حديث حسن
    الصراط الذي سنقطعه كلنا إذا متنا على الإسلام دحض مزلة ، يروغ ، تنزلق عليه الأقدام ، أدق من الشعرة و أحد من السيف ، هل تريد أن تثبت قدمك على الصراط ؟
    امش في حاجة أخيك المسلم حتى تنهيها له و تقضيها له و تثبتها له ، قال ابن عباس رضي الله عنه : " من مشى بحق أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة " راجع لي معاملة ، جب لي نتيجتي ، قدم لي معك في الوظيفة : " من مشى بحق أخيه " حصل لي دين ، كل خطوة صدقة كما جاء عن ابن عباس و الحديث رجال إسناده ثقات ، تصوروا أيها الإخوة أن السلف كانوا لا يرون لأنفسهم فضلا على صاحب الحاجة بل يرون الفضل لصاحب الحاجة الذي علقها بهم ، قال ابن عباس : " ثلاثة لا أكافئهم : رجل بدأني بالسلام ، و رجل وسع لي في المجلس ، و رجل اغبرت قدماه في المشي إلي إرادة التسليم علي، فأما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله عز وجل " من هو هذا الرابع ؟ اسمع قال : " رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر بمن ينزله ،( واحد صار عنده حاجة مضطر ) يطلب ممن أن يقضي له هذه الحاجة ، رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر بمن ينزله ثم رآني أهلا لحاجته فأنزلها بي " قال ابن القيم – رحمه الله – في وصف شيخ الإسلام ابن تيمية : " كان شيخ الإسلام يسعى سعيا شديدا لقضاء حوائج الناس "
    كان علي ابن الحسين – رحمه الله – يحمل الخبز إلى بيوت المساكين في الظلام فلما مات فقدوا ذلك ، كان ناس من أهل المدينة يعيشون ولا يدرون من أين معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كان يأتيهم بالليل ، و يكفينا يا شباب يا أيها الناس يا أيها الكبار و الصغار و النساء و الرجال و الأولاد ، أن السعي في نفع الخلق كان من صفات النبي صلى الله عليه و سلم و أخلاقه ، بماذا استدلت خديجة على أن ما حصل في غار حراء لا يمكن أن يكون شرا ، بماذا استدلت ؟ بخلق النبي عليه الصلاة و السلام ، قالت : " كلا " هذا ليس شرا " أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا ، فوالله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث ، و تحمل الكل ، و تكسب المعدوم ، وتقري الضيف "
    كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا سئل عن حاجة لم يرد السائل عن حاجته ، قال جابر : " ما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا قط فقال لا " البخاري في الأدب المفرد و مسلم في الفضائل .
    وقد شابه الصدّيق نبيه في صفاته حتى وصفه بذلك رجل من المشركين وليس من المسلمين ، واحد من المشركين شهد للصديق بأخلاق مثل أخلاق صاحبه ، لما خرج أبو بكر مهاجرا قبل الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة و هو سيد القارة حي من المشركين ، قال : أين تريد يا أبا بكر ؟ قال أبو بكر : أخرجني قومي من هذه البلد قبل ، أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي ، قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج ، لماذا؟
    قال : فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم و تحمل الكل و تقري الضيف و تعين على نوائب الحق " رواه البخاري
    ألا تستغرب ألا تعجب كيف وصف ابن الدغنة أبا بكر بالصفات التي وصفت بها خديجة النبي عليه الصلاة و السلام ؟ أيها الإخوة صلة الرحم معروفة ، الإحسان إلى الأقارب بالقول و الفعل ، الأقارب من جهة أبيك و أمك ، تحمل الكل : الكل أصله الثقل " و هو كل على مولاه " و يدخل في هذا الإنفاق على الضعيف و اليتيم و العيال ، وغير ذلك ، و هو من الكلال و هو الإعياء .. أما قولها " و تكسب المعدوم " تكسب : كسبت الرجل و أكسبته مالا لغتان ، تكسبه مالا تعطيه مالا ، تكسب المعدوم : تكسب غيرك المال المعدوم أو تعطيه إياه تبرعا ، و يجد الناس عندك ما لا يجدون عند غيرك ، من نفائس الفوائد و مكارم الأخلاق ، أو أنك تكسب المال المعدوم وتصيب ما يعجز غيرك عن تحصيله ثم تجود به في وجوه الخير و أبواب المكارم ، يسمى الرجل المعدم الفقير كالمعدوم الميت لأنه لا يتصرف في المعيشة كتصرف غيره ، تقري الضيف تكرمه ، يقال للطعام الذي يقدم للضيف قرى ، وتعين على نوائب الحق : جمع نائبة و هي الحادثة ، ما يحدث في الناس من المصائب ، :قال : "مثلك يا أبكر لا يخرج " باختياره لأنه صاحب نفع متعدي لأهل البلد و لا يخرج بغير اختياره .
    استنبط بعض العلماء من هذا – لاحظ معي إذا كنت مشتغلا بالدعوة أو نشر العلم - استنبط بعض العلماء من هذا الحديث أن من كانت فيه منفعة متعدية يعني للناس لا يمكن من الانتقال عن البلد إلى غيره بغير ضرورة راجحة ، لو جاء يطلع من البلد نقول له لا وين تطلع ؟ أنت تنفع الناس خليك بالبلد ، ابق هنا ، الناس يحتاجونك و هذا الذي استنبطوه مهم جدا في تقرير انتقال بعض الدعاة و طلبة العلم من البلدان التي صار لهم شأن فيها و تأثير ، قبل ما يطلع نقول له انتظر ، مثلك لا يخرج و لا يخرج ، و قد أمر النبي صلى الله عليه و سلم كل مسلم يستطيع أن ينفع أخاه المسلم بأي وجه من وجوه النفع أن ينفعه ، فقال : " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " رواه مسلم
    اقرأ على مريض رقية من القرآن منفعة ، انفعه تدرسه في الامتحانات منفعة ، أي منفعة مباحة .. طبع المؤمن يا إخوان و كالنحلة بنقطة و من غير نقطة ، نخلة لا يسقط ورقها صيفا وشتاء ، يفيد رطب ، يفيد بالسعف يفيد بالظل ، يفيد صيفا شتاء و كالنحلة أيضا متعدد المنافع آثاره فيها العلاج النافع للناس ، ثم إن السعي فيما ينفع الناس من أسباب دخول الجنة و النجاة من النار ، فقد روى البيهقي عن أبي ذر قال : " قلت يا رسول الله ماذا ينجي العبد من النار ، قال : الإيمان بالله ، قلت يارسول الله إن مع الإيمان عملا ، لاحظ كيف الصحابي يفهم أن الإيمان لا بد له من عمل ، قال يرضخ مما رزقه الله ، عطاء مال يعطي ، قلت يا رسول الله : أرأيت إن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ به ؟ قال : يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ، قلت: يا رسول الله أرأيت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ؟ قال : يصنع لأخرق ، وهو الجاهل الذي لا صنعة له يتكسب منها ، قلت : أرأيت إن كان أخرق؟ هو نفسه أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئا ؟ قال : يعين مظلوما ، قلت : أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مظلوما ؟ قال: ما تريد أن تترك في صاحبك من خير؟ ليمسك أذاه عن الناس . ليمسك أذاه عن الناس ، فقلت : يارسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة ؟ قال : ما من مؤمن يطلب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة . و صححه الألباني في صحيح الترغيب .
    أمسك عن الشر صدقة منك على نفسك ، طيب هذه متى تكون صدقة ؟ متى يكون الإمساك عن الشر صدقة ؟ لو أحد فجأة انتبه قال : اوه أنا صار لي ثلاثة ساعات ما سويت مشكلة لأحد ، أنا آخذ أجر لا .. لا يكون الممسك عن الشر مأجورا إلا إذا نوى الإمساك عن الشر ، أما واحد ناسي نفسه بالبيت لما قال أنا صار لي زمان ما سويت مشكلة مع أحد ، لا يكون مأجورا حتى ينوي بإمساكه عن الشر وجه الله ، يا أيها الإخوة لما سئل النبي عليه الصلاة و السلام :" أي الأعمال أفضل قال : إدخالك السرور على مؤمن ، أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة " حديث حسن.
    من أسباب خيرية هذه الأمة على ما سواها من الأمم أنها أنفع الأمم لغيرها فإن هذه الأمة تنفع غيرها بأشياء كثيرة ، على رأسها هداية الأمم الأخرى إلى الإسلام وما يترتب عن ذلك من دخولهم الجنة ، ونجاتهم من النار ، قال أبو هريرة في تفسير قول الله تعالى : " كنتم خير أمة أخرجت للناس " قال : خير الناس للناس ، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام ، معناه أننا نجاهد الكفار و نأتي به مأسرى في السلاسل ثم إذا عاشوا مع المسلمين عرفوا صحة الإسلام فدخلوا فيه طوعا فدخلوا الجنة .
    وهناك في مسألة النفع موازين و أفضليات يا عباد الله ، فمن ذلك أن أبا ذر ، و أبو ذر لاحظ المواقف المتعددة له في قضية النفع وعمل الخير ، والأسئلة حول الموضوع ، سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل ؟ قال : إيمان بالله وجهاد في سبيله ، قلت : فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أعلاها ثمنا و أنفسها عند أهلها ، قلت : فإن لم أفعل؟ قال : تعين ضائعا أو تصنع لأخرق ، قلت : فإن لم أفعل ، قال تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك ، تعين ضائعا الضائع ذو الضياع الذي عنده فقراء وعيال ، والأخرق الذي لا صنعة له وفي الحديث إشارة إلى أن إعانة الصانع أفضل من إعانة غير الصانع ، لأن غير الصانع مظنة الإعانة ، كل واحد يتصدق عليه لكن الصانع فيه ناس عنده حرفة عنده مهارة لكن ما عنده أدوات ، تشتري له أدوات ، ما عنده محل تجهز له محلا ، لشهرته بصنعته قد يغفل عن إعانته .
    أوجه النفع كثيرة جدا وكلما كان العمل أنفع للعباد كان أفضل عند الله سبحانه و تعالى ، ليه كان الجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال ؟ :" أي الناس أفضل مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله" ، لأن الجهاد يوصل به رب العالمين إلى الآخرين الدين و الدعوة و يكون سببا في فتح البلاد ، ودخول الإسلام فيها ودخول الناس في الدين أفواجا و إذلال الكفر و حماية حوزة الدين ، وحفظ حرمات المسلمين ورعاية الثغور و حراسة الحدود ، ومما يتعدى نفعه أيها الإخوة الحراسة في سبيل الله : " عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله و عين باتت تحرس في سبيل الله " لأنه لا تمسها النار حرص الصحابة على الحراسة في سبيل الله لأنه عمل متعد نفعه للمسلمين ، لأن فيه حراسة للمسلمين وكف الشر عن المسلمين ، في غزوة من الغزوات النبي صلى الله عليه وسلم نزل في شعب من الشعاب وقال من رجلان يكلآنا في ليلتنا هذه من عدونا ؟ فقال رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار نحن نكلؤك يا رسول الله ، فخرجا إلى فم الشعب ثم قال الأنصاري : أتكفيني أول الليل و أكفيك آخره؟ أم تكفيني آخره و أكفيك أوله ؟ فقال المهاجري : بل اكفني أوله و أكفيك آخره ، فنام المهاجري و قام الأنصاري يصلي فافتتح سورة من القرآن فبينما هو يقرأ إذ جاء زوج المرأة ، من هو زوج المرأة ؟ لا بد أن نرجع للوراء في السيرة : أغار المسلمون على قوم من المشركين واحد من المسلمين أصاب امرأة لرجل من المشركين و كان الرجل غائبا فلما رجع بعدما انتهت الغارة أخبر بما حصل لزوجته فهذا الرجل حلف ألا يرجع حتى يهريق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم دما ، قام الأنصاري في الليل يصلي حارس يصلي الليل : عملان حراسة و قيام ليل ، فجاء زوج المرأة فلما رأى الرجل قائما عرف أنه الذي يريده ، ربيئة القوم فينتزع له بسهم فيضعه فيه وهو قائم يقرأ في السورة التي هو فيها فلم يتحرك كراهية أن يقطعها ، ثم عاد له زوج المرأة بسهم آخر فوضعه فيه فانتزعه فوضعه وهو قائم يصلي و لم يتحرك كراهية أن يقطعها ، ثم عاد له زوج المرأة الثالثة بسهم فوضعه فيه فانتزعه فوضعه وهو يصلي ، انتزع السهم ووضعه ثم ركع فسجد ثم قال لصاحبه اقعد فقد أوتيت ، فجلس المهاجري فلما رآهما صاحب المرأة هرب وعرف أنه قد نذر به ، علم به و إذا الأنصاري يموج دما من رميات صاحب المرأة ، فقال له أخوه المهاجري : يغفر الله لك ألا كنت آذنتني أول ما رماك ؟ فقال : كنت في سورة من القرآن قد افتتحتها أصلي بها فكرهت أن أقطعها ، و أيم الله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعه ، أنا مستعد أموت و لا أقطع السورة .
    من أعظم العبادات المتعدية النفع أيها الإخوة إن لم تكن أعظمها على الإطلاق تعليم الناس العلم ، الدين ، الشريعة ، وثواب من علم الناس الخير عظيم جدا و من ذلك أن له مثل ثواب من عمل بذلك العلم ، كما قال النبي صل الله عليه وسلم : " من علم علما فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل " رواه ابن ماجة وهو حديث حسن.
    في البخاري : " خيركم من تعلم القرآن و علمه " الجامع بين تعلم القرآن و تعليمه مكمل لنفسه ومكمل لغيره ، فيه نفع ذاتي و نفع متعدي و لذلك داخل في قوله تعالى : " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا و قال إنني من المسلمين " الدعاء إلى الله يقع بأمور ومن ذلك تعليم القرآن ، ضرب النبي صلى الله عليه و سلم مثلا جميلا لهذا الذي يعلم الناس الخير : " كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فقبلت الماء و أنبتت الكلأ و العشب الكثير " و كانت المكافأة للذي يعلم الناس العلم و يعلم الناس الخير كانت المكافأة عظيمة جدا حتى أن الله تعالى جعل أهل السموات و أهل الأرض يستغفرون لمن يعلم الناس الخير ، و ألهم الله تعالى أنواع الحيوان الكبير و الصغير منها من النملة إلى الحوت ، الاستغفار للعالم فقال عليه الصلاة و السلام : " إن الله و ملائكته و أهل السماوات و الأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير " حديث حسن
    يا أخي كم نوع من السمك في البحار ؟ كم سمكة؟ كم نوع من البهائم ؟ كم نوع من الحيوانات ؟ كم نوعا من الطيور ؟ كم واحد كلها تدعو لمن يعلم الناس الخير ، ليه ؟ لأن نفعه يصل إلى الآخرين نفع متعدي ، يا جماعة فكروا في هذا الأمر و الله العظيم إن هذا الحديث كاف جدا لتحميس و دفع الناس لتعليم الآخرين الخير، علم تعلم و علم ، تعلم و علم ، لماذا كان العالم يستغفر له من في السموات و من في الأرض ؟
    يا أخي النبي عليه الصلاة و السلام قال :" وإن العالم ليستغفر له – كم واحد كم مليون كم بليون – ليستغفر له من في السموات و من في الأرض حتى الحيتان في الماء " حديث صحيح.
    لو قال قائل لماذا تستغفر الحيوانات للعالم ؟ فالجواب أولا كرامة من الله لمن حمل العلم الشرعي بين جنبيه
    2- أن نفع العالم قد تعدى حتى انتفعت به الحيوانات لأن العالم يقول للناس حد شفرتك و أرح ذبيحتك و لا تذبحها بحضرة الأخرى ، و أسقها ماء و أرفق بها و إذا قتلتم فأحسنوا القتلة و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، ويقول للناس : " في كل ذات كبد رطبة أجر " حتى لو سقيت قطا فلك أجر شكرت الحيوانات هذا التعليم النافع لها لهذا المعلم فألهمها الله الاستغفار له دائما ، أهل السموات و أهل الأرض و لذلك فإن العلم الشرعي التعلم و التعليم من أعظم العبادات ، سئل النووي : " هل يجوز للمعتكف أن يقرأ القرآن و يقرئه غيره ؟ و أن يتعلم العلم و يعلمه غيره ؟ " أجاب عن هذا فقال :" يجوز ، و لا كراهة في ذلك في حال الاعتكاف ، و ذلك أفضل من صلاة النافلة لأن الاشتغال بالعلم فرض كفاية فهو أفضل من النفل و لأنه مصحح للصلاة ، وغيرها من العبادات و لأن نفعه متعد إلى الناس ، و قد تظاهرت الأحاديث بتفضيل الاشتغال بالعلم على الاشتغال بصلاة النافلة "
    حدثني كاتب للشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله أن الشيخ كان يترك صيام النافلة في بعض الأيام ويقول لأنه يضعفني عن القيام بحوائج الناس ، لأن الشيخ يأتوه المستفتون و أصحاب الحاجات و الشفاعات و غير ذلك من الناس يأتونه ، قال : " الصيام نفعه للشخص ، الأعمال الأخرى المتعدية التي تنفع الآخرين و لذلك أجاب العلماء في مسألة رفع الصوت بالقرآن أيهما أفضل : الإخفاء أم الجهر ؟ إذا كان ما فيه رياء فإن رفع الصوت أفضل ، لأن العمل فيه أكثر و فيه نفع متعد كما قال العلماء : لأنه يوقظ قلب القارئ و يجمع همه و يطرد النوم ويزيد في النشاط و يوقظ غيره من نائم أو غافل و ينشطه ، و هذه النيات إذا اجتمعت في شخص فإنه سيكون له نفع متعد إلى الآخرين .
    أيها الإخوة إن هذا الموضوع يجيبنا على سؤال يتردد في أذهان الكثيرين من الأخيار و خصوصا أئمة المساجد في رمضان و غيره ، هل البقاء يعلم الجماعة دين الله و يصلي بهم في مسجدهم في البلد أو القرية أو القبيلة أفضل أم الذهاب إلى مكة ؟
    و الجواب : أن النفع المتعدي مقدم في الجملة على النفع القاصر فالأفضل أن يبقى مع الناس ، ويكتب له أجر المسجد الحرام بالنية كما قال النبي عليه الصلاة و السلام : " إن في المدينة رجالا ما سلكتم واديا و لا قطعتم شعبا إلا كانوا معكم " يعني شاركوكم في الأجر ، قالوا : كيف وهم في المدينة ؟ قال : حبسهم العذر .
    و هذا عذره شرعي فعلى طالب العلم الذي يكون في قرية ليس غيره يعلم فيها يحتاج الناس إليه أن يستمر في عمله ، و أن ينوي بقلبه أنه لولا وجود هذا الواجب لذهب إلى المسجد الحرام و اعتمر و اعتكف وجاور ، أما إذا وجد من ينوب عنه في هذه المهمة فله أن يذهب و خير له ألا يطيل الغياب ،
    الشيخ العثيمين رحمه الله سئل : هل يجوز للمعتكف أن يتصل بالتلفون لقضاء حوائج المسلمين ؟
    قال : نعم يجوز للمعتكف أن يتصل بالتلفون لقضاء بعض حوائج المسلمين إذا كان التلفون في المسجد الذي هو معتكف فيه لأنه لم يخرج من المسجد ،و قضاء حوائج المسلمين إذا كان هذا الرجل معنيا بها فلا يعتكف أصلا ، إذا كان هو مسؤول عن مستودع خيري مثلا يعني ، لأن قضاء الحوائج أفضل من الاعتكاف لأن نفعها متعد و النفع المتعدي أفضل من النفع القاصر إلا إذا كان النفع القاصر من مهمات الإسلام وواجباته ، يعني مثلا صلاة الفجر جماعة هي نفعها أصلا صلاة الفريضة لك أنت ، فهذا ما يمكن تضييعه بأي عمل آخر لكن النوافل المقارنة في النوافل ، النفع المتعدي أفضل و لذلك قال العلماء : إن الداعي إلى الله عمله عظيم لحديث : " لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " " من دعا إلى الهدى كان لهمن الأجر مثل من تبعه "
    إذن القضية كبيرة فيا أيها المشتغل بالدعوة في المدارس في المساجد في المكتبات ، في المخيمات في الأحياء ، يا أيتها المشتغلات في الدعوة في البيوت المدارس ، الكليات ، المسألة مسألة عظيمة لماذا؟ لأن النفع متعد وهذه وراثة الأنبياء .
    من العبادات المتعدية يا إخوان الأذان ، و لذلك كان فضله عظيما : " يغفر الله للمؤذن منتهى أذانه و يستغفر له كل رطب و يابس سمع صوته " حديث صحيح
    و في رواية أخرى صحيحة : " و له مثل أجر من صلى معه " فكيف بالإمام و الخطيب المحتسب أيضا الذي لا يأخذ أجرة "
    النصيحة للمسلمين ألم يقل النبي عليه الصلاة و السلام :" الدين النصيحة " ما هي النصيحة لهم ؟ إرشادهم لمصالحهم في آخرتهم و دنياهم ، تعليمهم ما يحتاجونه من أمر دينهم و دنياهم ، ستر عوراتهم سد خلتهم ، دفع المضرة عنهم، جلب المنفعة لهم ، توقير كبيرهم رحمة صغيرهم ، تخولهم بالموعظة ترك غشهم ، محبة الخير لهم ، الذب عن أموالهم ، و حماية أعراضهم و هكذا كل أنواع النصيحة ، نفع المسلمين ممكن يكون بالدعاء لهم ، في صلاة الجنازة نحن ندعو للأحياء و الأموات ، " اغفر لحينا و ميتنا و شاهدنا و غائبنا و ذكرنا و أنثانا و صغيرنا و كبيرنا "
    " من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين و لك بمثل "
    من ضمن النفع المتعدي نصرة المظلوم و الظالم ، كيف نصرة الظالم ؟ تحجزه و تمنعه من الظلم فإن ذلك من نصره " من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة " و لذلك أنت تقول في المجلس : اسكت لا نعلم عليه إلا خيرا إذا كان ذلك كذلك ،
    من أعظم النفع المتعدي يا إخوان الإصلاح بين المتخاصمين : " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما " قال الشيخ العلامة السعدي – رحمه الله - :
    " لا خير في كثير مما يتناجى به الناس ويتخاطبون، وإذا لم يكن فيه خير فإنه لا فائدة فيه كفضول الكلام المباح إما لا فائدة فيه كفضول الكلام المباح و إما شر و مضرة محضة كالكلام المحرم بجميع أنواعه ، ثم استثنى تعالى فقال : " إلا من أمر بصدقة " يعني من مال أو علم أو أي نفع كان " أو معروف " وه الإحسان و الطاعة وكل ما عرف بالشرع والعقل حسنه ، " أو إصلاح بين الناس " الإصلاح لا يكون إلا بين متنازعين متخاصمين، والنزاع والخصام والتغاضب يوجب من الشر والفرقة ما لا يمكن حصره ، فلذلك حث الشارع على الإصلاح بين الناس في الدماء و الأموال و الأعراض بل وفي الأديان ، وقال تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
    " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما " وقال تعالى :" والصلح خير " ولذلك فإن الله تعالى ينجح عمل المصلحين ولا يصلح عمل المفسدين .
    من مجالات الإصلاح الإصلاح بين الموصي و والورثة ، " فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه " ، الإصلاح لحقن الدماء شيء عظيم جدا ، لأن الخصومة بين المسلمين تحلق دينهم فتؤدي بهم إلى العداوة و البغضاء و الظلم والبغي والتعدي ، كان السعي بإزالتها بالإصلاح أعظم من الصلاة والصيام و الصدقة في النافلة ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين و فساد ذات البين الحالقة " رواه أبو داوود وهو حديث صحيح.
    " أفضل الصدقة إصلاح ذات البين " حديث صحيح
    يا أخي إذا أقسمت بالله العظيم أنك ما تصلح و لا تتدخل بين اثنين لشر جاءك من قبل ، وأتيحت لك فرصة التدخل بالمعروف كفر عن يمينك وتدخل لأن الله تعالى قال : " ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم "
    من النفع المتعدي حتى تكون نافعا أيضا أقيموا الشهادة لله " ولا يأبى الشهداء إذا ما دعوا " حتى للصغار ، حتى الصغار الأطفال يشهدون في المدرسة في مثل خصومة الصغار فيما بينهم .
    أعمال النفع المتعدي كثيرة ، نحن نحتاج أن نتعمق في هذه المسألة ، كيف نحن مثلا نخدم العابدين ؟ نعينهم على الطاعة نهيئ المساجد خصوصا في رمضان ، نخدم المعتكفين ، النبي صلى الله عليه و سلم اهتم يصلي على جنازة شخص كان ينظف المسجد بعد شهر لماذا؟ لأن عمله عظيم في خدمة الناس وربما فاق من خدم الصائمين في السفر فذهب بالأجر والثواب لأن نفعه و إحسانه تعدى إليهم و إلى غيرهم ، كما قال عليه الصلاة و السلام لما قام المفطرون بعثوا الركاب و امتهنوا وعالجوا ، قال: " ذهب المفطرون اليوم بالأجر " ضربوا الخيام نصبوها سقوا الإبل ، الصوام سقطوا ، الصيام في السفر نافلة ، صيام في السفر ؟ ذهب المفطرون بالأجر، لماذا ؟ نفعهم تعدى إلى غيرهم ، المسلم ينفع غيره ولو كان جالسا في الطريق ، ولو كان ماشيا في الشارع ، ولذلك النبي عليه الصلاة و السلام لما قال : " أعطوا الطريق حقه " ما ذا قال ؟ : " غض البصر و كف الأذى و رد السلام و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر " و جاء في روايات أخرى : " و تغيثوا الملهوف و تهدوا الضال " جمع ابن حجر الروايات في قوله :
    جمعت آداب من رام الجلوس على الطريق من قول خير الخلق إنسانا
    أفش السلام و أحسن في الكلام و شمت عاطسا وسلاما رد إحسانا
    في الحمل عاون و مظلوما أعن و أغث لهفان اهد سبيلا و اهد حيرانا
    بالعرف مر و انه عن نكر وكف أذر و غض طرفا و أكثر ذكر مولانا
    من النفع المتعدي بذل المال أنك تبذل المال يزيده صدقتك ، " ما نقص مال عبد من صدقة " و إذا كان في سبيل الله بسبع مائة إلى أضعاف كثيرة ، كذلك يبارك لك فيه و ينفعك في القبر و الآخرة "إن الصدقة لتطفئ على أهلها حر القبور و إنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته " حديث صحيح
    لما فقه الصحابة هذا جادوا بأنفس أموالهم بسخاوة نفس فتصدق أبو طلحة بأحسن ماله بستان بيرحاء ، أبو الدحداح انفع لما نزلت :" من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له " قال أبو الدحداح يا رسول الله : و إن الله ليريد منا القرض ؟ قال : نعم يا أبا الدحداح ، قال : أرني يدك يا رسول الله ، فناوله يده قال : فإني أقرضت ربي حائطي ، و كان له حائط فيه ست مائة نخلة ، بستان ستة مائة نخلة ، من الذي يسكن فيه ؟ زوجة أم الدحداح مع من ؟ مع عيالهما ، جاء أبو الدحداح بعدما تصدق بالبستان :يا أم الدحداح ، قالت :لبيك ، قال : اخرجي فإني بايعت ربي عز و جل " حديث صحيح
    هل قالت يا مجنون ، ايش سويت فينا و في أولادك ؟ قالت : ربح البيع و أثنت عليه خيرا لذلك النبي عليه الصلاة و السلام ما نسي هذا لأبي الدحداح لما مات أبو الدحداح و صلى على جنازته أخبر عن كثرة الأغصان المعلقة له في الجنة ، فروى مسلم عن جابر بن سمرة قال : "صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على ابن الدحداح ثم أتي بفرس عري ونحن نمشي حوله فقال : كم من عذق معلق أو مدلى في الجنة لابن الدحداح "
    كم من عذق : غصن النخلة ، العَذق النخلة بكمالها ، كم من عذق معلق في الجنة لأبي الدحداح ،
    فيه يا إخوان في قضية قسمة الأرزاق بين الخلائق و المفاوتة بينهم في ذلك وتثبيت النعم عند أناس و نزعها من آخرين ، فيه علاقة .. فيه أمور خفية لأشياء يقوم بها هؤلاء ويقصر فيها هؤلاء ، خذ هذه اللطيفة من اللطائف في أقدار الله تعالى .
    قال النبي عليه الصلاة و السلام –تأملوا في هذا الحديث - : " إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد ، يقرهم فيها ما بذلوها –يعني يديم عليهم النعمة ماداموا يبذلونها في منفعة الخلق – فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم " و في رواية للطبراني : " إن لله عند أقوام نعما يقرها عندهم ما كانوا في حوائج الناس ما لم يملوا ، فإذا ملوا نقلها إلى غيرهم" حسنهما في صحيح الترغيب.
    و النبي عليه الصلاة و السلام حتى يعلمنا مجالات أخرى أيضا في قضية نفع الناس ونفع الخلق ، قال : " من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له ، و ذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لاحق لأحد منا في فضل " رواه مسلم.
    عندك مكان زائد في السيارة توصل فيه أحد وصله ، عندك سيارة زائدة تعيرها أحد أعرها ، عندك زيادة في المال أقرضه " ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقة مرة " حديث صحيح.
    إذا كان معسرا أنظره فإن الله ربما يتجاوز عنك يوم القيامة ، ويقول لملائكته : " نحن أحق به من هذا منه "
    " من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه " رواه مسلم
    " من أراد أن تستجاب دعوته و أن تكشف كربته فليفرج عن معسر " قال الهيثمي : رواه أحمد و رجاله ثقات.
    و إذا قضيت دينا عن ميت نفعته بعد الموت ، وبردت عليه جلدته في قبره ، فكم يا ترى يكون لك من الأجر ؟
    يا أيها الجماعة و الإخوان إن هذه الأمور التي فيها نفع الخلق من أسباب النجاة من مهالك الدنيا ومن سوء الخاتمة " صنائع المعروف تقي مصارع السوء "
    كما قال عليه الصلاة و السلام ، " أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة " حديث صحيح
    ألا تذكرون قصة أصحاب الغار؟ الرجل الذي كان واقفا على والديه ليشربا يحسن إلى الغير و إلى أولاده بعدهما ، الرجل الذي قعد بين رجلي المرأة و قام عنها صنع معروفا عظيما ، أنه أبقى المال الذي أعطاها .. الذي أعطاها مالا كثيرا في وقت قحط أبقاه عندها ، لكن أعظم الثلاثة على الراجح هذا الرجل الذي استأجر أجيرا بفرَق أرز ، أجرة .. ما جاء أخذها تركها و مشى ، زرعها و حصد الزرع و اشترى به بقرا وصارت كثيرة وتوالدت ، و كم مضى على ذلك من المدة ينمي في مال غيره و ينفع أخاه لما جاء طالبه بالمال وظن أنه يهزأ به ، فأخذه فاستاقه كله فلم يترك منه شيئا و لا حتى أعطاه أي شيء ، ما قال أنت شريف و لا شيء ، فبسببه فرج عنهم التفريج النهائي.
    كم يكون لباني المساجد من الخير وهو يمكن الناس من الصلاة و الذكر و الاعتكاف ، وحلق العلم و حلقات التحفيظ
    " من بنى مسجدا لله بنى الله له بيتا في الجنة " ممكن يشترك مجموعة من الشباب أو من الناس من الأخيار رجالا نساء في عمل خيري ، كلهم يدخلون الجنة بسهم واحد يصنعه صاحبه ، يحتسب به الخير و الذي يناوله ، و الذي يرمي به.
    الشريط الإسلامي الذي يحاضر فيه ابتغاء وجه الله و الذي يسجله و ينسخه ، و الذي يشتريه و يموله ، و الذي يوزعه و يناوله ، ممكن يدخلون الجنة بشريط واحد ، ليه تستكثر على الله ذلك؟ الله أكثر و أطيب ،
    الشفاعة يا أخي اشفع لأخيك ، اشفعوا تؤجروا ن النبي عليه الصلاة و السلام أحيانا تطلب منه حاجة لا يقضيها فورا ، لماذا .. سؤال ...أنا أسألكم .. أجيبوني
    النبي عليه الصلاة و السلام يجي واحد يقول له يطلب منه طلبا لا يلبيه له مباشرة ، لأنه يريد من الصحابة الموجودين أن يشاركوا في الأجر فيشفعوا فهو لا يلبيها مباشرة حتى هذا فيقول : أعطه يا رسول الله ، هذا مستحق يا رسول الله ، هذا ما نعلم عليه كذا يا رسول الله .. حتى يتيح الفرصة لأكبر عدد مشاركة في الأجر ، و من أحسن الدعاة الذي يتيح الفرصة لأكبر عدد من الناس و المشتركين أن يشاركوا في الأجر ، اشفعوا تؤجروا شفاعة حلال ليست شفاعة واسطة ليسقط بها على حق غيره ، و يسقط بها حق غيره ، و يأخذ ما ليس من حقه ، يسقط حدا من حدود الله ، هذه حرام
    النبي عليه الصلاة و السلام شفع حتى في الأشياء الاجتماعية و لما قال : " لو راجعته فإنه أب ولدك " يقول لبريرة لكي ترجع لزوجها ، أما صلة الرحم فأنتم تعرفون ما فيها من النفع في الدنيا و الآخرة ، و إطعام الطعام من أسباب دخول الجنة ، و إماطة الأذى عن الطريق فيه منفعة للمسلمين ممكن واحد يدخل به الجنة ، ويثاب المسلم على كل نفع أسداه و لو إلى حيوان بهيم ، واحد دخل في كلب سقاه دخل الجنة مما حصل له من الأجر في أمة سابقة ، " كمن حفر ماء لم يشرب منه كبد حي من جن و لا إنس و لا طائر إلا أجره الله يوم القيامة " رواه ابن خزيمة وهو حديث صحيح.
    لماذا فضل بعض العلماء الزراعة على الصناعة و التجارة ليه ؟ لماذا فضلوا الزراعة ؟ لحديث : " لا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه إنسان و لا دابة و لا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة " إلى يوم القيامة و هكذا لأن فيه نفعا للناس ، لو غرست شجرة كل واحد وقف بسيارته تحتها فاستظل بظلها هو أو السيارة فأنت تؤجر على ذلك ، السعي على الأولاد في سبيل الله ، السعي على الأرملة و المسكين كالمجاهد في سبيل الله .
    و أخيرا نريد أن نستعرض بسرعة أيها الإخوة مشاريع فيها نفع متعدي و أشياء نتواصى بها ختاما في هذا الموضوع .. أنتم في مكة من أعظم النفع الذي تقدمونه و كذلك كل حاج يأتي من مكان آخر تزود علما و فقه قبل أن يأتي ، تعريف الحجاج بالمناسك ، تعريف الناس بأوقات العبادة ، تنبيه النساء إلى أحكام الشريعة ، تنبيه الحجاج على البدع لئلا يقعوا فيها ، أنت في حي يا أخي اعرف أحوال أهله ، افحص عن المحتاجين فيه ، اجمع المعلومات عن الذين يستحقون المساعدة ، شفاعات عند الأغنياء ، جمع الزكوات و الصدقات ،زيارة المحتاجين ، قدم دعوة مع الصدقة ، النساء و الأرامل تقوم النساء عليهن من المسلمات ، زيارة المرضى في المستشفيات لرفع المعنويات ، رعاية أسر المساجين ، وجدوا رجلا في مستشفى مؤخرة عمليته لأنه يحتاج فصيلة دم ، قام الشباب بسرعة بالجوالات اشتغلت الجوالات ما مضت مدة بسيطة جدا إلا والدم موجود في المستشفى ، وعملت العملية كم كان لها أثر على ذلك الشخص ؟
    أنت توصل نساء أهل بيتك لقضاء حوائجهن ، و الفسحة المباحة و أخذهم من مكة للطائف في مكان مباح ، كم يكون لها أثر على النفسيات و استعداد لتقبل الحق و قبول الدعوة.
    إتاحة الفرصة للناس للاستفادة من المشايخ و الدعاة بعد الحلق و إقامة المخيمات ، و تنظيم المحاضرات وتنسيق برامج الاستفتاء على الهاتف بين أهل الحي و عامة الناس ، و طلاب المدرسة و بين العلماء و طلبة العلم ، القيام على الحملات الخيرية في الحج ، الاهتمام بالعمالة و ما أكثر الملايين الموجودة في الجاليات بيننا تشفع لهذا عند كفيل ، و تقضي لهذا حاجة و تقدم لهذا مطوية بلغته ، دعوة بالمقدور و الميسور لا يسقط بالمعسور ، الميسور لا يسقط ، قرب بين الجيران ، اعمل لهم اجتماعا اجمع من أهل الحي من يمكن جمعه ، أتح العمل التطوعي للمتقاعدين " متـ ـ ـ قاعد " يموت قاعدا ؟
    اجعل له مجالا ينفع بدلا من أن يموت و هو قاعد ، هناك كتب شرعية
    واحد جاب مشروع قال : الطلاب في آخر السنة الدراسية يرمون الكتب في براميل الزبالة و في الشوارع و في الطرقات و الأرصفة و في الحارة ، وفيها آيات و أحاديث اجمعوا لنا الكتب الدينية ، و اللغة العربية أعطوها للمؤسسات الخيرية هذه ترسلها للمسلمين في الخارج فيستفيدون منها ، مشروع زيارة الأيتام أو دار الأيتام ، لوحات حائطية ، دعايات حتى هذه الشاشات التجارية الدعائية الكبيرة المضيئة يمكن استعمالها ، حتى لوحات الشارع تجمع بعض الصدقات لكتابة عبارة تؤثر في نفس مارة تستفيد : حجابك ، عفافك
    تقديم معونات للطلاب المحتاجين ، وخصوصا طلاب العلم الشرعي حتى وجبة إفطار في مقصف المدرسة لطالب مسكين لا يشتري كل يوم ، فلما رصدوا حالته لماذا لا يشتري مثل بقية الطلا ب إذا به ليس عنده ما يشتري به .. يا أخي حط صندوق شكاوى و أسئلة تأتي بإجابات جماعة المسجد إليهم من عالم ، ربما تنقذ عن طريق فتح المجال لإبداء الشكاوى عند الطلاب ، تنقذ أختا من الانحراف و أما من الفاحشة ، ربما يكون هناك من الأشياء التي تقضى من الحاجات لهؤلاء ما لا يخطر ببال ، و قد أنقذ بعضهم من الانتحار بسبب فتح مثل هذا المجال ، استيعاب أولاد الحي في حلقات التحفيظ ومراكز النساء ودور النساء ، و هذه تعطي دارها لتكون تحفيظا وتلك تعطيه مؤقتا غير الحج ، معليش نقبل فيه خير ..
    كل السنة ، إلا عشرة أيام إلا أسبوعين..
    التسميع على الهاتف حتى بين النساء ، أعمال الخير هذه ربما تكون مجالا لإشغال الضرائر عن أذى الزوج ، إن صناديق الإقراض الخيري المنضبطة بما فيها من الكفيل و المتابعة و التحصيل ، أعمال خيرية ونفع متعدي ، و ربما أقرض عشرات الآلاف لأشخاص و فرجت كربات من صندوق بسيط أول ما نشأ.
    إقراض الطلاب الجامعيين لحين استلام مكافآتهم ، مجلس الحي و التعاون مع عمدة الحي ..
    أيها الإخوة إن كثيرا من المنكرات تزول بالتعاون و إيصال الخبر و التعاون مع الجهات المسئولة لمكافحة منكر أو رفع الظلم أو منع جريمة ، و مع رجال الأمن و مكافحة المخدرات ، وربما يقضى على شرور كثيرة ولا تعلم ما ينالك من الأجر بسبب هذا الإبلاغ و التعاون .
    صاحب مغسلة يضع مع الملابس مطوية ، كلما أعطاهم غسيلا ، كوي .. غسيل مكوي معلق مصفف ، هؤلاء أكثرهم الشباب الذي يأتون بهذه الملابس يقرؤون فلو فقدوها مرة قالوا فين اللي كنتم تحطوها في الثياب ليش ما حطيتو؟ يمكن نسيتو !
    إذا تعود الناس أن يأخذوا أشياء من الخير افتقدوها بعد ذلك ، أنت ماشي في الطريق يا أخي ما فيه شباب على الأرصفة ممكن تنزل على الطريق و تدعوهم بالكلمة الطيبة ، لو عصوك و آذوك و سخروا منك فقد قمت بالعمل الذي كان يقوم به الأنبياء فيواجهون بهذا فيصبرون فتؤجر، و إذا انتفعوا أجرت أيضا ..
    نزل من سيارته لما وجد شباب على طرب و بلوت رقص في الشارع ، فقال : يا شباب أنا و الله أمر بكم كل يوم و أنا طالع من عملي صعب علي وضعكم هذا اليوم ، أنا من شهور أراكم ... الموضوع أن الله خلقنا لكذا كذا .. والجنة كذا و النار و الآخرة و كلمتين طيبة .. فسبه واحد منهم سبا مقذعا ، لماذا ؟ قال له فيما معناه اسمح لي أنك حيوان ، ليه ؟ قال : أنت الآن شايفنا من شهور و عندك كل هذا العلم وما وقفت إلا الآن وينك من زمان؟
    ثم أقلع و إذا تاب رئيس الشلة أخذ وراءه الشلة .. أيها الإخوة إننا نحتاج فعلا إلى إيصال الخير للناس بكل طريقة مطويات ، كتيبات أشرطة و هذه الأشياء فيها منافع لا تحصى ، دلهم على الزواج ، وفق بين رأسين بالحلال كما يقول العامة ، اشترك في الهيئات الخيرية فيها إيصال النفع للآخرين ، وجه العمل ليكون على الكتاب والسنة ، لو لاعبت الأطفال لو عقدت لهم مسابقة .. مسابقة لأهل الحي وجوائز يسرون بها كثيرا ، ولو سافرت وانقطعت أسبوعا أو شهرا يقولون أين المسابقة؟ أين المسابقة؟
    هناك ناس سافروا في عمل الخير ، من خلفهم في أهليهم بخير فله أجر عظيم ، رعاية أسر المساجين ، المسجون يمكن أسرته تضيع إذا لم نقم أنا وأنت وهو بشيء في هذا الموضوع ..هناك ناس في البادية يحتاجون إلى إيصال الخير لهم، ويكون ناس من أبنائهم يكلمونهم بلهجتهم يكون التأثير فيهم كبير .
    إننا نحتاج إلي إيصال النفع بسائر وشتى الأساليب : بالقنوات والمواقع والمقالات ، زود الجرائد والمجلات بمقالات هادفة ، اعمل دورات لو كنت متخصصا في بعض الأشياء : كمبيوتر.. إسعافات أولية .. خطابة ..إدارة ستجد أنك أوصلت خيرا
    لو اجتمع مجموعة من الشباب و قالوا : هذا مسجد ، ثلاجة خربانة نصلح الثلاجة بمال بسيط جمعوه ، وساعدهم الفني قال: مادام ثلاجة مسجد نصف الأجرة ،
    " لاتحقرن من المعروف شيئا " واحد يضع حلاوة في جيبه كلما راح للمسجد يعطي للأولاد في الطريق ،
    كان الشيخ ابن السعدي - رحمه الله - يفعل ذلك ، فإذا خرج من البيت تهافت إليه الأولاد لأن معه حلوة في جيبه يعطيهم إياها ، يعني ممكن واحد يقول ايش يعني هذا العمل ؟ يا أخيه هذا فيه شيء عظيم وهو إدخال السرور على نفس مسلمة حتى لو كان طفلا ، أنت ممكن تقول نكتة بالحق طبعا وليس نكتة سخيفة و لا نكتة فيها استهزاء بالمسلمين ولا ولا .. تدخل سرورا على مسلم .. على نفس مسلم تؤجر عليها ، ألست أدخلت السرور على نفسه ؟ حط الفكة في جيبه الريالات كلما حصل الأطفال يحضرون الصلاة قال هذه مكافأة لك ، وهذه مكافأة لك .. واحد رايح للمسجد ورايح للمسجد
    كان الشيخ عبد العزيز ابن باز –رحمه الله - إذا ذهب للمسجد ماشيا ضرب بعكازه وعصاه باب الجيران ، الصلاة .. الصلاة ..يوقظهم للصلاة وهو ذاهب للصاة الفجر ..هناك ناس مسنين يحتاجون إلى إعانة و أعمى يعبر طريقا ، وشخص يوقفك بسيارته وينزل النافذة ليسألك عن عنوان فتدله عليه ، ربما تدخل بذلك الجنة ، وما يدريك ؟ " لاتحقرن من المعروف شيئا "
    إعارة الأغراض إلى الآخرين ، وعلى الآخرين أن يصونوها وأن يحفظوها و أن يعيدوها سليمة ، إننا أيها الإخوة لا يمكن أن نتخيل أحيانا ما لا يمكن أن ينشأ عن المشروع الخيري ، إعلان عن جمع ملابس للفقراء ملابس قديمة ، ملابس مستعملة بحالة جيدة ، جاء شخص إلى الإمام قال أعلنتم عن مشروع الملابس؟
    قال : نعم ، قال : عندي أشياء برا ، قال جيبها ، قال هات معك عمال لأن أصلا جايبها في تريلا في شاحنة أو شاحنات ..واحد يرفع لواء الخير وانظر ماذا يحدث من التقاطر وتوجيه الجهود لأجل عمل الخير ، هناك أذى في طرقات ، وربما يكون أمام بيت الجار وربما قصر العامل في البلدية فأنت قمت بالمطلوب في إزالة الأذى فلك أجر كبير ، يمكن رسالة هاتف جوال يهدي الله بها ناس أنت تعرفهم أو لا تعرفهم ،
    أيها الإخوة كانت تلك أمثلة ومشروعات و أبواب عملية المقصود منها ضرب المثال في هذا الموضوع الحيوي و المهم و الخطير جدا لأنه يؤدي إلى دخول الجنة ، قضية مصيرية : كن نافعا أينما كنت
    أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ذكره و شكره و حسن عبادته وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..
    التعديل الأخير تم بواسطة محبة المساكين; الساعة 02-01-2012, 11:01 PM.



  • #2
    رد: تفريغ محاضرة كن نافعا أينما كنت للشيخ محمد المنجد.

    جزاك الله خيرا اختاه مشاركة طيبة بالفعل ونافعة

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

    تعليق


    • #3
      رد: تفريغ محاضرة كن نافعا أينما كنت للشيخ محمد المنجد.

      جزاك الله خيرا اختى وبارك الله فيكِ



      أسأل الله سبحانه وتعالى
      أن يعيننا على ذكره و شكره و حسن عبادته
      وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..


      تعليق


      • #4
        رد: تفريغ محاضرة كن نافعا أينما كنت للشيخ محمد المنجد.

        جزاك الله خيرا
        اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

        الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
        بقية المقال هنا

        تعليق


        • #5
          رد: تفريغ محاضرة كن نافعا أينما كنت للشيخ محمد المنجد.

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرا ونفع بكم
          أسأل الله أن يبلغنا رمضان
          ويرزقنا ليلة القدر والعتق من النيران


          تعليق

          يعمل...
          X