إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة الثالثة من سلسلة الإعداد القرآنى لرمضان سورة آل عمران

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة الثالثة من سلسلة الإعداد القرآنى لرمضان سورة آل عمران

    الحلقة الثالثة من سلسلة الإعداد القرآنى لرمضان
    سورة آل عمران

    بعد أن تكلمنا عن سورة البقرة و الأساسات التى قام عليها بناء المجتمع الجديد بالمدينة لا يتصور أن يترك أعداء هذا الدين بناءه السامق دون محاولات لهدم و تقويض هذا البناء
    فكان لابد بعد البناء من وجود حماية لهذا البناء من الأخطار المحدقة به
    تأتى سورة آل عمران لتؤصل قواعد هذه الحماية و توضح المعاول الرئيسية التى قد يهدم بها هذا البناء العظيم للمجتمع المسلم الذى أقامته سورة البقرة على أساس متين من الإسلام لله ز الامتثال لأمره و نهيه و إقامة شرعه فى إطار من العدل كما بينا فى الحلقة السابقة
    و لو تأملنا فى التاريخ ثم نظرنا إلى السورة النظرة الإجمالية المعتادة لوجدنا أن السورة أوضحت بجلاء أهم معولى هدم تواجه بهما هذه الأمة و ما قبلها من الأمم التى قامت على مبادىء المنهج الربانى و أقامها أتباع هذا المنهج من الأنبياء والمرسلين و من تبعهم بإحسان .
    هذين المعولين هما :
    ·الحرب العقدية أو حرب الشبهات
    ·الحرب المادية المباشرة أو القتال
    و لقد ركزت مقدمة السورة على هاتين الحربين فمن البداية ذكرت السورة الذين يتبعون ما تشابه من القرآن لا يريدون بذلك إلا فتنة الناس عن دينهمُ
    " هوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ"
    و وجهت المؤمنين إلى التمسك بالمحكم و التضرع إلى الله أن يثبت قلوبهم على الحق و يقيهم الزيغ
    "وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ {} رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّاب"
    و كذلك هناك إشارة فى المقدمة إلى الحرب المادية أو القتال المباشر الذى هو ديدن طائفة أخرى من المعادين للدين
    " قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ"
    و تذكر كذلك أخطر أسباب الهزيمة على الصعيد الحربى و هو حب الدنيا و اتباع الشهوات الذى يضعف النفس و يصيب المؤمن بالوهن الذى ذكر النبى أنه سبب الغثاء الذى تتحول إليه الأمة.
    "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ"
    فالشهوات و الشبهات أخطر أسباب الهزيمة فى المعركتين التين يواجه بهما المسلمون _معركة العقيدة و معركة السيف
    و لذا نجد بعد هذه المقدمة المجملة سورة آل عمران تنقسم إلى قسمين رئيسين
    ·القسم الأول من السورة و هو الأطول و الذى يناقش شبهات أهل الكتاب و يكاد يصل إلى ثلثى السورة و جزء من خاتمتها
    ·و القسم الثانى و هو الذى يناقش الحرب المادية و يُلقى الضوء فى هذا الجزء على غزوة أحد و ما أصاب المسلمين فيها من مصاب بسبب إتباع بعضهم للشهوات و استعجال الدنيا
    و نلاحظ هنا كيف أن التركيز الأكبر فى السورة كان على الحرب العقدية و الرد على شبهات أهل الكتاب كما بينا و أنه يكاد يصل إلى ضعف ما بينته السورة من النوع الآخر من الحرب و هو حرب السيف و القتال و لهذا سبب مهم و هو أن حرب العقيدة و الشبهات بلا شك أشد خطورة بمراحل من حرب السيف و ذلك أن الأولى تورد المسلم المهالك و تودى به إلى الكفر فى الدنيا و النار فى الآخرة عياذا بالله . أما الأخرى فهى مع خطورتها تشحذ همم المسلمين و توقظ حمية الدين فى قلوبهم حين يرونه يحارب و تذهب بمن مات منهم إلى جنة الخلد حين يستشهد فى سبيل الله و لذا قال المولى عز و جل "و الفتنة أكبر من القتل "
    و لننظر نظرة إجمالية سريعة و نستخلص أهم الفوائد من كل قسم من القسمين
    أولا الحرب العقدية و صراع الشبهات :
    يبدأ هذا القسم بتأصيل مهم لقواعد الجدال مع اهل الكتاب و كيف أنه لابد أن يقوم على أساس من اليقين و ليس على مبدأ الشك الذى تقوم عليه المجادلات فى الامور النسبية
    فالمسلم حين يخوض معركة الشبهات مع مخالفيه فى الاعتقاد لا بد ان يخوضها و قلبه موقن أن الحق معه و هذا هو المبدأ الواضح الذى أصله ربنا فى مطلع هذا القسم حين قال
    "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
    فهو يدخل هذه المعركة و شعاره إن الدين عند الله الاسلام و انا ما أجادل اهل الكتاب او غيرهم الا لأبين لهم هذا الدين و آخذ بأيديهم إلى شريعة رب العالمين
    "فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"
    و تبين السورة كذلك أن هذا الجدال و إن كان بالحسنى و بآداب سامية و لغة راقية إلا أن ذلك لا يتطور إلى المولاة المنهى عنها و لا يشوبه الرضا بما هم عليه من الباطل لذا يقول الله " لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِير"
    بعد هذه القواعد و الأصول تبدأ المجادلة أو المناظرة التى ظهر الخصم الأكبر فيها هنا النصارى و ليس اليهود فتأتى إشارة بسيطة لليهود فى الآيات من 21 إلى 24 ثم فى آخر السورة فى قوله تعالى "لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير و نحن أغنياء"
    و ذلك لأن اليهود أخذوا القسط الأكبر من سورة البقرة و تم بيان جُل صفاتهم ووضحت خطورتهم تماما و لم يتبق إلا بيان طريقة التعامل مع الصنف الآخر من أهل الكتاب و هم النصارى و خصوصا أن ظروف و ميعاد نزول هذه الآيات على أصح أقوال أهل العلم متعلقة بالوفد الذى جاء للنبى صلى الله عليه و سلم من نصارى نجران و الجدال الذى حدث معهم و المباهلة التى انتهى بها هذا الجدال كما سيأتى
    هذا القسم من السورة رسم للمؤمنين الذين يعنون بصد هجمات الشبهات كيفية مواجهة هذا النوع من الحرب و أمثل طرق الجدال مع المخالفين و أجمل ذلك فى نقاط حتى لا يطول الأمر:
    1.ذكر الحق و بيان نصاعة الإعتقاد الإسلامى فبذكر الحق يخنس الباطل و يظهر هذا واضحا فى ذكر القصة الحقيقة لمولد المسيح من بدايتها " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ . ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"إلى قوله "إن َ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " فقبل الانصراف إلى الجدال و الردود علينا طرح الحق الذى نعتقده بكل اعتزاز و فخر فهى العقيدة الواضحة الجلية التى تقبلها الفطرة الانسانية السليمة.
    2.الجدال بالحجة و المنطق العقلى البسيط "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" فالمسلم ليس بمعزل عن العقل و المنطق بل لابد له أن ينظر و يتأمل فيجد الحق أقرب إلى الفهم و المنطق الواضح من غيره كما فى هذا المثال فلم لم تؤلهوا آدم و هو أولى على منطقكم فقد خلق بغير أب ولا أم و المسيح خلق بغير أب فقط
    3.إظهار اليقين المطلق الذى لا يتأتى إلا لأصحاب العقيدة الذين لا يساورهم أدنى شك فيها و يتضح هذا بجلاء فى موقف المباهلة العجيب الذى أمر الله نبيه أن يدعو نصارى نجران إليه " فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ" فتأمل و تدبر و اسأل نفسك هل يستطيع مؤمن بوجود إله قادر أن يدعو هذا الإله أن يلعنه إن كان كاذبا إلا إن كان اليقين عنده راسخ لا يتزحزح و لقد فعل النبى ذلك فماذا كانت النتيجة؟حضر النبى و آله و تخلف من لم يوقنوا بما عندهم و لم يأت نصارى نجران ليباهلوا النبى و آله و ظهر الحق يومئذ.
    4.الدعوة إلى الإتفاق على الثوابت و الوصول إلى أرضية مشتركة " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"
    5.الإنصاف و إعطاء كل ذى حق حقه " وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا " وكذلك فى قوله " لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ {} يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِيالْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ {} وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
    كل ذلك و غيره كثير من طرق البيان و الجدال بالحسنى و دفع الشبهات ثم تأتى خاتمة هذا القسم بتوجيه المؤمنين إلى الحذر من هذا النوع من الحرب الفكرية و تأتى آيات تفضح حقيقة هذه الحرب و حرص أهل الباطل على إضلال المؤمنين " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ"
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ {3/118} هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {3/119} إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ"
    و خلال هذا التحذير يبين الله فى السورة الوسائل المثلى للنجاة من هذا الكيد و للثبات على العقيدة السليمة
    " وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {} وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {} وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عظيم"
    ·فالقرآن و السنة أهم أسلحة المسلم أمام هذه الحرب الفكرية "وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ"
    ·و تقوى الله حق التقوى هى جهاز المناعة للمسلم و ببركة هذه التقوى يقيه الله شر الفتن و يحجبها عنه"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"
    ·و الاعتصام بالله و لزوم الجماعة المسلمة و الأخوة الإيمانية من الوسائل الناجعةكذلك" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ"
    ·و الدعوة للخير و وجود الدعاة و المصلحين الآمين بالمعروف و الناهين عن المنكر من أهم خطوط الدفاع أمام حرب الشبهات
    ثانيا الحرب المادية المباشرة أو القتال بالسيف
    و هذا القسم يبدأ بقوله تعالى " وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {121} و هذه الآيات نزلت بعد غزوة أحد و المصاب الذى وقع بالمسلمين فيها و نجد فى هذا القسم نسق عجيب
    حيث يبدأبالكلام عن نصر بدر و الكرامات التى حدثت فيه
    وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
    ثم نفاجأ بكلام عن المعاصى و الفواحش يتخلله أوامر بطاعة النبى و لزومها و الأمر بالإستغفار
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
    وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
    وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
    وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ
    ثم ينقلب الوضع من الكلام عن نصر بدر إلى قرح و مصاب يوم أحد
    إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ
    و السؤال الذى يطرح نفسه بقوة .ما الذى قلب النصر فجأة إلى هزيمة و بهذه الطريقة العجيبة؟ فلا تجد إلا إجابة واضحة أساسية وضحها هذا القسم من السورة
    إنها الشهوات . حب الدنيا الذى يورث المعصية و يؤدى إلى الوقوع فى الفاحشة عياذا بالله
    و هذا ما ذكرناه فى المقدمة"زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ"
    و هذا السبب الرئيسى فى تحول النصر يوم أحد إلى هزيمة .
    نعم فأحد كانت نصرأ مؤزرا و مقتلة عظيمة للمشركين كادت أن تفوق بدرا بنص الآية" وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ"
    هذا القسم من السورة ببساطة تجمله آية فى أوله
    هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ
    فبعد المصائب أو الهزائم يتفاوت رد الفعل على قدر الدين فتجد أهل التقوى و الإيمان رد فعلهم مختلف عن عموم الناس من البسطاء ممن لا يحملون رسالة و لا يعتلون هما لأمتهم
    إن عموم الناس قد يصيبهم شك بعد المصائب الكبرى و الهزائم الثقيلة و يكون أول ما يتبادر إلى أذهانهم سؤال رئيسى : ماذا حدث و لماذا ؟
    أما أهل التقوى و الدين و حملة رسالته ممن يحملون همه على عواتقهم فيصيبهم شعور مختلف و تطرأعليه ردود فعل مغايرة لعوام الناس
    شعور بالحزن الشديد النابع عن هم الأمة الذى تجيش به صدورهم
    و شعور بالرغبة فى التغيير و معرفة الخلل لإصلاحه
    فنجد فى آيات هذا القسم من السورة:
    1.البيان :و هو كما قال الله للناس عامة الذين لا يفهمون ما حدث و يحتاجون لوضوح فى الرؤية و معرفة الحكمة كى لا يفتنوا عن دينهم
    2.و الهدى : أى التوجيه و الإرشاد لهؤلاء الايجابيين الذين يريدون الإصلاح و التغيير
    3.و الموعظة : و فيها الرفق و المواساة للحزانى الذين تتفطر قلوبهم كمدا لما لحق بأمتهم
    و النوعان الأخيران جعلهما الله للصنف الشريف الذى ميزه عن الناس بلفظ "المتقين"
    و تنتظم كل آيات هذا القسم من السورة تقريبا تحت نوع من هذه الثلاثة إما بيان و إما هدى و إما موعظة
    أما عن البيان و التوضيح للحكمة مما حدث فنجد آيات منها:
    وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {}
    وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ {} أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ {}
    أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
    وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ {} وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ
    مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ
    وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
    و تأتى آيات فيها هدى و توجيه و إرشادو ذلك ببيان أسباب الهزيمة و الحلول المطروحة لها
    وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ

    وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا
    وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
    حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ
    } إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ
    فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
    الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
    ثم نأتى إلى آيات الموعظة و المواساة و التخفيف عن المؤمنين
    وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {} إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ
    أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ {} وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ
    وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً
    اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ
    ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
    ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ
    وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ
    إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ
    لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
    وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ
    وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم
    و بعد أن تنتهى هذه الرحلة مع غزوة أحد و البيان و الهدى و الموعظة نفاجأ بعودة أخرى فى خاتمة السورة لأهل الكتاب لكن هذه المرة مع اليهود و شبهاتهم و سوء أدبهم مع الله
    لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ
    فتسرد لنا السورة فى خاتمتها طرفا آخر لشبهاتهم و جولة أخيرة مع الحرب الفكرية التى كما نؤكد و كما ظهر فى السورة هى الأخطر
    لكن تأتى التوجيهات الختامية فى السورة لتضع المسلم فى حالة من الاستنفار و الرباط المستمر فهذه الحرب لن تنقطع إلى أن يرث الله الأرض و من عليها و نجد هذا المعنى واضحا فى قوله تعالى " لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"
    مع هذه الحرب المستمرة إلا أن البشارة و الطمأنة لا تفارق السورة
    لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ {} مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ {} لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ
    و تختم السورة بالتوجيه الاستنفارى الدائم
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
    و كتبه
    محمد على يوسف
    فى التاسع من يونيو2011

    الروابط الصوتية
    http://www.way2allah.com/modules.php...les&khid=19921

    http://www.way2allah.com/modules.php...les&khid=19923
    التعديل الأخير تم بواسطة دكتور محمد على يوسف; الساعة 09-06-2011, 05:25 PM.


يعمل...
X