إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحياة مع القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحياة مع القرآن


    الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا , أحمد ه سبحانه جعل كتابه للمؤمنين هدى , وأصلي على من جُعل القرآنُ ربيع قلبه , ونور صدره ثم اهتدى أما بعد :
    الحديث عن القرآن حديث عظيم , لأنه حديث عن كتاب عظيم , وما كتبت عن القرآن يوماً أو تحدثت عنه إلا أجتمع لي أمران الفرح والخجل , فأفرح لأني أتكلم عن كلام الله , وأخجل لأني مثلي يتكلم عن هذا الكلام , ولكني أحمده عز وجل أن أذن لمثلي أن يتكلم عن كلامه .
    ولو أراد المرء أن يُسهب في الحديث عن كلام الله , لفني العمر ولم ينته من الحديث بعد , ولكن لعلي أتكلم عن كيف يتأثر المسلم بالقرآن , خصوصاً وأن المسلمين يُقبلون عليه في أيام رمضان .

    صح عن عثمان رضي الله عنه وأرضاه أنه قال \" لو سلمت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم \" ذلك أن القرآن كلام الله , وكلامه صفة من صفاته .

    تأمل –أولاً- في كرامة القرآن لأهله جاء عند الترمذي رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : \" يجيء القرآن يوم القرآن فيقول : يارب حله فيُلبس تاج الكرامة , ثم يقول : يارب زده فيُلبس حلة الكرامة , ثم يقول يارب ارض عنه فيرضى عنه \" حديث حسن .

    فمن لي بمثلك يا صاحب القرآن نلت تاج الكرامة وحلتها وفزت بالرضى من الرحمن .

    إن العيش مع القرآن عيش كريم , ونعمة يتفضل بها الله على من شاء من خلقه , وحياة تعجز العبارات أن تعبر عنها , ولذا كان حريٌ بالمؤمن الناصح لنفسه أن يجاهد نفسه للعيش الحقيقي مع القرآن , تأمل في حال السلف وكيف كانت حياتهم مع القرآن , وقارن بين حالنا وحالهم عند التلاوة .

    قيل لبعض السلف : إذا قرأت القرآن تُحدث نفسك بشيء؟ فقال : أوَ شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي ؟

    لقد كانوا يعلمون أن القرآن ليس مثل كلام البشر ,فهم على يقين بصدق أخباره ,
    ونفاذ وعده ووعيده , كان لأسلوبه المعجز أثره في نفوسهم ولذا تلذذوا به , وآثروه على حديث الناس فليت شعري متى نصل لهذا الحال ؟
    ورمضان فرصة لنا لتجديد العهد مع القرآن أولاً, والعودة الحقيقة للتلاوة المؤثرة للقلوب, المغيرة للسلوك, نريد أن نصل إلى أن يكون حالنا بعد التلاوة غير حالنا قبله, وحياتنا مع القرآن حياة المحبين لآيات الرحمن, المعظمين لها.
    ولئن كان رمضان فرصة للازدياد من الختمات , فإن الأولى بنا صرف الهمة للتدبر, حتى تتغير أحوالنا وتتبدل أمورنا إلى كل خير.
    انظر إلى حال رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يحب أن يتلوا القرآن ويسمعه من غيره , ومن ورائه أبو بكر وعمر كانت تُسمع أصوات بكائهم من وراء الصفوف , ما الذي يجعلهم يبكون وهم الرجال الأبطال ,هل سألنا أنفسنا هذا السؤال ,أما الجواب فتأمله معي في هذه الآيات يقول سبحانه مادحاً خيرة خلقه وأصفيائه من أوليائه
    ( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) (مريم:58) فالبكاء ترجمة حقيقية لتأثر القلب , والعيش الحقيقي مع القرآن , أريدك كلما قرأت القرآن أو استمعت إليه استحضر أنه كلام الله الذي خلقك ورزقك وأنعم عليك , تفكر في كل آية بل وكل كلمة من كلماته وسيحدث في نفسك العجب

    ولعلي أن أضع بين يديك طرقاً تصل بها إلى التأثر والانتفاع بتلاوتك فمنها :
    - حاول أن تقرأ تفسيراً ميسراً للآيات , خصوصاً الآيات التي تحتاج إلى تفسير.
    -( تحسين الصوت) حسن صوتك عند التلاوة ما استعطت إلى ذلك سبيلاً , وفي الحديث \" ليس منا من لم يتغن بالقرآن \"رواه البخاري
    قال النووي : \" والترتيل مستحب للتدبر ونحوه \"

    - الإنصات التام عند سماع القرآن من أهم أسباب الانتفاع به ولا حرج على المرء في تخير الصوت الحسن المؤثر , سأل رجل أحمد بن حنبل عن الصلاة في المسجد البعيد عن الحي , فقال له الإمام \" انظر ما هو أنفع لقلبك\"

    - ترديد الآيات المؤثرة في القلب : لابد للقارئ عند تلاوته أن تمر به آية مؤثرة في قلبه فالأنفع له أن يقف متدبرا لمعاني هذه الآية ً , مستفهماً هذا الخطاب , ولو بقي مع هذه الآية زمناً فهو أنفع له من إكمال السورة دون تبدر, يقول أبو سليمان الداراني رحمه الله : ربما أقمت في الآية الواحدة خمس ليال , ولولا أني أدع الفكر فيها ما جزتها أبدا , ولربما جاءت الآية من القرآن فيطير عقلي لها .

    - وأنت تقرأ آيات القرآن اجعل نفسك كأنك المخاطب بها , فإن كثيرا منا لا يستحضر في ذهنه هذه الأمر فيفوت على نفسه الانتفاع .
    - حاول العيش مع هذه الآيات بوجدانك , فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة استحضر نفسك كأنك تعيش فيها متلذذاً بملاذها , وإذا مررت بآية فيها ذكر النار خشيت أن تكون من أهلها واستعذت بالله منها , وإذا مررت بقصص السابقين نقلت فؤادك إلى ذلك الزمان وكأنك تعيش تلك الأحداث , وهكذا مع كل آية من الآيات .
    - تدبر في آيات الصفات التي تصف الله تعالى وعظمته , وتصف أفعاله العظيمة مثل خلق الجبال والأرض والسماء والأنهار وغيرها , خذ مثالاً هذه الأية العظيمة من سورة لقمان
    (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَريم* هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (لقمان11) تفكر في هذا الصنع العجيب المتقن ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)

    واعلم أن التدبر يوصلك إلى عظمة ربك ومولاك , ويريك حقيقة الدنيا والآخرة , ويبين لك مآل الفريقين , ومستقر الطائفتين , ويزيد في إيمانك , ويرفع في درجاتك , ويقوي استقامتك , ويزهدك في الدنيا , ويرغبك الآخرة , ويطرد عنك الهم , ويزيل عنك الغم , ويُسليك عن الناس , ويجعلك تلج جنة الدنيا , في خيرات لا منتهى لها .
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 12-08-2014, 03:30 PM. سبب آخر: التنسيق
    حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

    سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

  • #2
    رد: الحياة مع القرآن

    بسم الله ما شاء الله
    جزاكم الله الجنة وبارك فيكم
    مقطع يدمي القلب ويبكي العين
    [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]اللهم انتقم من كل قاتل خائن ظالم مفسد في الأرض .. اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

    تعليق


    • #3
      رد: الحياة مع القرآن

      جزاك الله خيرا ، وبارك فيك ، ووضع عنك وزرك ، ورفع لك ذكرك ...

      تعليق


      • #4
        رد: الحياة مع القرآن

        ماشاء الله لا قوة إلا بالله اللهم بارك
        بارك الله فيكم وفى قلمكم المبدع وزادكم
        علماً وفهماً وتوفيقاً وسداداً فى القول والعمل.

        تعليق


        • #5
          رد: الحياة مع القرآن

          جزاكم الله خيرا
          جعلنا ربى من أهل القرآن يارب
          الإسلام ليس قضية تُطرح للنقاش
          بل هو الحَكَم الفصل فى أى قضية تُطرح للنقاش
          رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا

          يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك

          تعليق


          • #6
            الحياة مع القرآن

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


            الحياة مع القرآن



            http://www.youtube.com/watch?v=_Jgn7I75DyE


            لوأراد المرء أن يُسهب في الحديث عن كلام الله , لفني العمر ولم ينته من الحديث بعد , ولكن لعلي أتكلم عن كيف يتأثر المسلم بالقرآن , خصوصاً وأن المسلمين يُقبلون عليه في أيام رمضان .

            صح عن عثمان رضي الله عنه وأرضاه أنه قال \" لو سلمت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم \" ذلك أن القرآن كلام الله , وكلامه صفة من صفاته .

            تأمل –أولاً- في كرامة القرآن لأهله جاء عند الترمذي رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : \" يجيء القرآن يوم القرآن فيقول : يارب حله فيُلبس تاج الكرامة , ثم يقول : يارب زده فيُلبس حلة الكرامة , ثم يقول يارب ارض عنه فيرضى عنه \" حديث حسن .

            فمن لي بمثلك يا صاحب القرآن نلت تاج الكرامة وحلتها وفزت بالرضى من الرحمن .

            إن العيش مع القرآن عيش كريم , ونعمة يتفضل بها الله على من شاء من خلقه , وحياة تعجز العبارات أن تعبر عنها , ولذا كان حريٌ بالمؤمن الناصح لنفسه أن يجاهد نفسه للعيش الحقيقي مع القرآن , تأمل في حال السلف وكيف كانت حياتهم مع القرآن , وقارن بين حالنا وحالهم عند التلاوة .

            قيل
            لبعض السلف : إذا قرأت القرآن تُحدث نفسك بشيء؟ فقال : أوَ شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي ؟

            لقد كانوا يعلمون أن القرآن ليس مثل كلام البشر ,فهم على يقين بصدق أخباره ,
            ونفاذ وعده ووعيده , كان لأسلوبه المعجز أثره في نفوسهم ولذا تلذذوا به , وآثروه على حديث الناس فليت شعري متى نصل لهذا الحال ؟
            ورمضان فرصة لنا لتجديد العهد مع القرآن أولاً, والعودة الحقيقة للتلاوة المؤثرة للقلوب, المغيرة للسلوك, نريد أن نصل إلى أن يكون حالنا بعد التلاوة غير حالنا قبله, وحياتنا مع القرآن حياة المحبين لآيات الرحمن, المعظمين لها.
            ولئن كان رمضان فرصة للازدياد من الختمات , فإن الأولى بنا صرف الهمة للتدبر, حتى تتغير أحوالنا وتتبدل أمورنا إلى كل خير.
            انظر إلى حال رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يحب أن يتلوا القرآن ويسمعه من غيره ,
            ومن ورائه أبو بكر وعمر كانت تُسمع أصوات بكائهم من وراء الصفوف , ما الذي يجعلهم يبكون وهم الرجال الأبطال ,هل سألنا أنفسنا هذا السؤال ,أما الجواب فتأمله معي في هذه الآيات يقول سبحانه مادحاً خيرة خلقه وأصفيائه من أوليائه( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58)
            فالبكاء ترجمة حقيقية لتأثر القلب , والعيش الحقيقي مع القرآن , أريدك كلما قرأت القرآن أو استمعت إليه استحضر أنه كلام الله الذي خلقك ورزقك وأنعم عليك , تفكر في كل آية بل وكل كلمة من كلماته وسيحدث في نفسك العجب


            تعليق


            • #7
              رد: الحياة مع القرآن

              جزاكم الله عنا كل الخير وبارك الله فيكم أختنا الكريمة اقرأ القرآن وأذكر ربك على ما قدمت لنا.
              التعديل الأخير تم بواسطة اسلامي فخري; الساعة 25-01-2013, 01:51 PM. سبب آخر: تحويل صيغة الخطاب إلى الجمع

              تعليق


              • #8
                رد: الحياة مع القرآن

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                http://www.youtube.com/watch?v=XdExReHZ8Mc
                أضع بين يديك طرقاً تصل بها إلى التأثر والانتفاع بتلاوتك
                فمنها :
                - حاول أن تقرأ تفسيراً ميسراً للآيات , خصوصاً الآيات التي تحتاج إلى تفسير.
                -
                (تحسين الصوت) حسن صوتك عند التلاوة ما استعطت إلى ذلك سبيلاً , وفي الحديث \" ليس منا من لم يتغن بالقرآن \"رواه البخاري
                قال النووي : \" والترتيل مستحب للتدبر ونحوه \"

                - الإنصات التام عند سماع القرآن من أهم أسباب الانتفاع به ولا حرج على المرء في تخير الصوت الحسن المؤثر , سأل رجل أحمد بن حنبل عن الصلاة في المسجد البعيد عن الحي ,
                فقال له الإمام \" انظر ما هو أنفع لقلبك\"

                - ترديد الآيات المؤثرة في القلب :
                لابد للقارئ عند تلاوته أن تمر به آية مؤثرة في قلبه فالأنفع له أن يقف متدبرا لمعاني هذه الآية ً , مستفهماً هذا الخطاب , ولو بقي مع هذه الآية زمناً فهو أنفع له من إكمال السورة دون تبدر, يقول أبو سليمان الداراني رحمه الله : ربما أقمت في الآية الواحدة خمس ليال , ولولا أني أدع الفكر فيها ما جزتها أبدا , ولربما جاءت الآية من القرآن فيطير عقلي لها .

                - وأنت تقرأ آيات القرآن اجعل نفسك كأنك المخاطب بها
                , فإن كثيرا منا لا يستحضر في ذهنه هذه الأمر فيفوت على نفسه الانتفاع .
                - حاول العيش مع هذه الآيات بوجدانك
                فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة استحضر نفسك كأنك تعيش فيها متلذذاً بملاذها , وإذا مررت بآية فيها ذكر النار خشيت أن تكون من أهلها واستعذت بالله منها , وإذا مررت بقصص السابقين نقلت فؤادك إلى ذلك الزمان وكأنك تعيش تلك الأحداث , وهكذا مع كل آية من الآيات .
                - تدبر في آيات الصفات التي تصف الله تعالى وعظمته , وتصف أفعاله العظيمة
                مثل خلق الجبال والأرض والسماء والأنهار وغيرها , خذ مثالاً هذه الأية العظيمة من سورة لقمان (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَريم* هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (لقمان11
                تفكر في هذا الصنع العجيب المتقن
                ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)

                واعلم أن التدبر يوصلك إلى عظمة ربك ومولاك , ويريك حقيقة الدنيا والآخرة , ويبين لك مآل الفريقين , ومستقر الطائفتين , ويزيد في إيمانك , ويرفع في درجاتك , , ويزهدك في الدنيا , ويرغبك الآخرة , ويطرد عنك الهم , ويزيل عنك الغم , ويُسليك عن الناس , ويجعلك تلج جنة الدنيا , في خيرات لا منتهى لها .


                تعليق


                • #9
                  رد: الحياة مع القرآن

                  جزاكم الله خيرًا ،،،

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الحياة مع القرآن

                    ألا بذكر الله تطمئن القلوب


                    جزاكم الله خيرا

                    اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

                    تعليق


                    • #11
                      الحياة مع القرآن





                      الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا , أحمد ه سبحانه جعل كتابه للمؤمنين هدى , وأصلي على من جُعل القرآنُ ربيع قلبه , ونور صدره ثم اهتدى أما بعد :
                      الحديث عن القرآن حديث عظيم , لأنه حديث عن كتاب عظيم , وما كتبت عن القرآن يوماً أو تحدثت عنه إلا أجتمع لي أمران الفرح والخجل , فأفرح لأني أتكلم عن كلام الله , وأخجل لأني مثلي يتكلم عن هذا الكلام , ولكني أحمده عز وجل أن أذن لمثلي أن يتكلم عن كلامه .
                      ولو أراد المرء أن يُسهب في الحديث عن كلام الله , لفني العمر ولم ينته من الحديث بعد , ولكن لعلي أتكلم عن كيف يتأثر المسلم بالقرآن , خصوصاً وأن المسلمين يُقبلون عليه في أيام رمضان .

                      صح عن عثمان رضي الله عنه وأرضاه أنه قال \" لو سلمت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم \" ذلك أن القرآن كلام الله , وكلامه صفة من صفاته .

                      تأمل –أولاً- في كرامة القرآن لأهله جاء عند الترمذي رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : \" يجيء القرآن يوم القرآن فيقول : يارب حله فيُلبس تاج الكرامة , ثم يقول : يارب زده فيُلبس حلة الكرامة , ثم يقول يارب ارض عنه فيرضى عنه \" حديث حسن .

                      فمن لي بمثلك يا صاحب القرآن نلت تاج الكرامة وحلتها وفزت بالرضى من الرحمن .

                      إن العيش مع القرآن عيش كريم , ونعمة يتفضل بها الله على من شاء من خلقه , وحياة تعجز العبارات أن تعبر عنها , ولذا كان حريٌ بالمؤمن الناصح لنفسه أن يجاهد نفسه للعيش الحقيقي مع القرآن , تأمل في حال السلف وكيف كانت حياتهم مع القرآن , وقارن بين حالنا وحالهم عند التلاوة .

                      قيل لبعض السلف : إذا قرأت القرآن تُحدث نفسك بشيء؟ فقال : أوَ شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي ؟

                      لقد كانوا يعلمون أن القرآن ليس مثل كلام البشر ,فهم على يقين بصدق أخباره ,
                      ونفاذ وعده ووعيده , كان لأسلوبه المعجز أثره في نفوسهم ولذا تلذذوا به , وآثروه على حديث الناس فليت شعري متى نصل لهذا الحال ؟
                      ورمضان فرصة لنا لتجديد العهد مع القرآن أولاً, والعودة الحقيقة للتلاوة المؤثرة للقلوب, المغيرة للسلوك, نريد أن نصل إلى أن يكون حالنا بعد التلاوة غير حالنا قبله, وحياتنا مع القرآن حياة المحبين لآيات الرحمن, المعظمين لها.
                      ولئن كان رمضان فرصة للازدياد من الختمات , فإن الأولى بنا صرف الهمة للتدبر, حتى تتغير أحوالنا وتتبدل أمورنا إلى كل خير.
                      انظر إلى حال رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يحب أن يتلوا القرآن ويسمعه من غيره , ومن ورائه أبو بكر وعمر كانت تُسمع أصوات بكائهم من وراء الصفوف , ما الذي يجعلهم يبكون وهم الرجال الأبطال ,هل سألنا أنفسنا هذا السؤال ,أما الجواب فتأمله معي في هذه الآيات يقول سبحانه مادحاً خيرة خلقه وأصفيائه من أوليائه( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58) فالبكاء ترجمة حقيقية لتأثر القلب , والعيش الحقيقي مع القرآن , أريدك كلما قرأت القرآن أو استمعت إليه استحضر أنه كلام الله الذي خلقك ورزقك وأنعم عليك , تفكر في كل آية بل وكل كلمة من كلماته وسيحدث في نفسك العجب

                      ولعلي أن أضع بين يديك طرقاً تصل بها إلى التأثر والانتفاع بتلاوتك فمنها :

                      - حاول أن تقرأ تفسيراً ميسراً للآيات , خصوصاً الآيات التي تحتاج إلى تفسير.
                      -( تحسين الصوت) حسن صوتك عند التلاوة ما استعطت إلى ذلك سبيلاً , وفي الحديث \" ليس منا من لم يتغن بالقرآن \"رواه البخاري
                      قال النووي : \" والترتيل مستحب للتدبر ونحوه \"

                      - الإنصات التام عند سماع القرآن من أهم أسباب الانتفاع به ولا حرج على المرء في تخير الصوت الحسن المؤثر , سأل رجل أحمد بن حنبل عن الصلاة في المسجد البعيد عن الحي , فقال له الإمام \" انظر ما هو أنفع لقلبك\"

                      - ترديد الآيات المؤثرة في القلب : لابد للقارئ عند تلاوته أن تمر به آية مؤثرة في قلبه فالأنفع له أن يقف متدبرا لمعاني هذه الآية ً , مستفهماً هذا الخطاب , ولو بقي مع هذه الآية زمناً فهو أنفع له من إكمال السورة دون تبدر, يقول أبو سليمان الداراني رحمه الله : ربما أقمت في الآية الواحدة خمس ليال , ولولا أني أدع الفكر فيها ما جزتها أبدا , ولربما جاءت الآية من القرآن فيطير عقلي لها .

                      - وأنت تقرأ آيات القرآن اجعل نفسك كأنك المخاطب بها , فإن كثيرا منا لا يستحضر في ذهنه هذه الأمر فيفوت على نفسه الانتفاع .
                      - حاول العيش مع هذه الآيات بوجدانك , فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة استحضر نفسك كأنك تعيش فيها متلذذاً بملاذها , وإذا مررت بآية فيها ذكر النار خشيت أن تكون من أهلها واستعذت بالله منها , وإذا مررت بقصص السابقين نقلت فؤادك إلى ذلك الزمان وكأنك تعيش تلك الأحداث , وهكذا مع كل آية من الآيات .
                      - تدبر في آيات الصفات التي تصف الله تعالى وعظمته , وتصف أفعاله العظيمة مثل خلق الجبال والأرض والسماء والأنهار وغيرها , خذ مثالاً هذه الأية العظيمة من سورة لقمان (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَريم* هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (لقمان11) تفكر في هذا الصنع العجيب المتقن ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)

                      واعلم أن التدبر يوصلك إلى عظمة ربك ومولاك , ويريك حقيقة الدنيا والآخرة , ويبين لك مآل الفريقين , ومستقر الطائفتين , ويزيد في إيمانك , ويرفع في درجاتك , ويقوي استقامتك , ويزهدك في الدنيا , ويرغبك الآخرة , ويطرد عنك الهم , ويزيل عنك الغم , ويُسليك عن الناس , ويجعلك تلج جنة الدنيا , في خيرات لا منتهى لها .
                      التعديل الأخير تم بواسطة نحري دون نحرك يادين الله; الساعة 17-04-2013, 10:18 PM. سبب آخر: تغيير نوع الخط
                      سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر استغفر الله

                      حنين الرجوع لرب العالمين

                      تعليق


                      • #12
                        رد: الحياة مع القرآن

                        جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
                        اللهم اجعلنا من اهل القران
                        رحمك الله يا أمي
                        ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                        وظني بكـَ لايخيبُ

                        تعليق


                        • #13
                          رد: الحياة مع القرآن

                          جزاكم الله خيرا

                          جعلنا الله وإياكم من اهل القرآن


                          اللهم أرزقني الهداية والثبات حتى الممات

                          وأرزق أبو رفيدة من حيث لا يحتسب

                          وأرزقني وزوجي وإبنتي حجة في السنة المقبلة يـــــارب









                          تعليق


                          • #14
                            رد: الحياة مع القرآن

                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                            بارك الله فيكم ونفع بكم وجعلنا واياكم من أهل القرءان

                            تعليق


                            • #15
                              رد: الحياة مع القرآن

                              جزاكم الله خيراً ورفع قدركم
                              جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن .. العاملين به


                              تعليق

                              يعمل...
                              X