إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة إلى الدار الآخرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلة إلى الدار الآخرة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    نظرا لكثرة إنشغال الناس بالدنيا ونسيان الإخرة وإن كانوا ملتزمين..
    قررت أختكم الفقيرة إلى عفو الرحيم الغفار أن تنقل إلى حضراتكم
    سلسلة رحلة إلى الدار الآخره سائلة المولى عز وجل ان يجعل هذا العمل فى ميزان فضيلة الشيخ/محمود المصرى، وميزان حسناتنا يوم أن نلقاه...


    بسم الله الرحمن الرحيم
    \.¸¸۝❝المراد باليوم الآخر❝۝¸¸.

    إن المراد باليوم الآخر أمران..
    الأول:فناء هذه العوالم كلها،وانتهاء هذه الحياه بكاملها،
    الثانى:إقبال الحياة الآخرة وابتداؤها،فدل لفظ اليوم الآخر على آخر يوم من أيام هذه الحياة وعلى اليوم الأول والأخير من الحياة الثانيه،إذ هو يوم واحد لا ثانى له فيها البتة.فالإيمان باليوم الآخر مقتض للتصديق بأخبار الله تعالى بفناء هذه الحياة الدنيا ،وبما يسبقه من أمارات وما يتم فيه من أهوال،واختلاف أحوال كما هو مقتض كذلك لتصديق الله تعالى فى إخباره عن الحياة الآخرة،وما فيها من نعيم وعذاب،وما يجرى فيها من أمورعظام كبعث الخلائق ،وحشرهم وحسابهم،ومجازاتهم على أعمالهم الارادية الاختياريه التى قاموا بها فى هذه الحياة الدنيا.

    ∫∫ ∫∫ ≈وجوب الإيمان باليوم الآخر≈∫∫ ∫∫

    إن الإيمان باليوم الآخر هو عبارة عن التصديق الجازم بانقلاب هائل يتم فى الكون،ويكون إنتهاء هذه الحياة الدنيا بكاملها،وابتداء حياة أخرى وهى الدار الآخرة بكل ما فيها من حقائق مدهشة من بعث الخلائق وحشرهم وحسابهم ومجازاتهم.
    هذا الإيمان ليس واجبا فحسب بل هو أحد أركان ستة عليها تبنى عقيدة المؤمن،فلا تتم إذا عقيدته إلا به،ولا تصح إلا عليه.
    قال تعالى"لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّالْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِوَالنَّبِيِّينَ"البقرة:177..
    ولأهمية هذا المعتقد فى حياة المؤمن ،ولآثاره الكبرى فى استقامة الفرد وصلاحه عنى القرآن الكريم به عناية لا تقل عن العنايه بلإيمان بالله سبحانه وتعالى،فقد ذكره فى عشرات السور منه ،وفى مئات الآيات،مرة بوصفه،والحديث عنه كقوله تعالى"فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِنَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ(13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً(14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ(15) وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ(16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ(17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ(18)"الحاقة:13:18.
    ومرة بتقريره،وتأكيد مجيئه، كقوله تعالى" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِيالْقُبُورِ(7)"الحج:6:7.
    وقوله تعالى" زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّيلَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(7)"التغابن:7.
    وقوله تعالى" وَلاَ يُؤْمِنُونَبِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ"النساء:38.
    وقوله تعالى" إِن كُنتُمْتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ"النساء:59.
    فدلت هذه العناية القرآنية بهذين الركنين من أركان الإيمان على أنهما قوام حياة الروح،وعليهمامدار استقامة المرء فى هذه الحياة ،وأن الإيمان بدونهما ليس شيئا،وأن من عدمهما قد عدم كل خير،وأن من افتقدهما قد افتقد كل عناصر الخير والفضيلة فى نفسه وأصبح من شر البرية.
    وبالجملة فإن معتقد الإيمان بالله واليوم الآخر هو رأس كل عقيدة،وأساس كل إيمان ،وعليه مدار استقامة الإنسان ،وصلاح خلقه،وطهارة روحه ،وبدونه فالإنسان مخلوق لا خير فيه لا لنفسه ولا لغيره ،وهو شر كله ،لا يؤمن جانبه ،ولا يطمأن إليه ، ولا تسكن النفوس عنده،وذلك لما انعدم عنده من أصول الخير ،وينابيع الفضيلة والكمال البشرى.....
    .¸¸۝❝تابعونا ولا تنسونا من دعواتكن الطيبة❝۝¸¸.
    رحلة إلى الدار الآخرة
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=118384
    تحفيظ قرآن بالكتابة
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=102156
    دورة التجويد وحفظ القرآن الصوتية
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=101215

  • #2
    رد: رحلة إلى الدار الآخرة

    جزاكي الله خيرا فعلا فكرة جميلة


    اللهم اجعلنا من المؤمنين بك وثبت قلوبنا علي الايمان

    تعليق


    • #3
      رد: رحلة إلى الدار الآخرة

      المشاركة الأصلية بواسطة محبة لذكر الله مشاهدة المشاركة
      جزاكي الله خيرا فعلا فكرة جميلة
      جزانا وايك أختى الكريمه

      اللهم اجعلنا من المؤمنين بك وثبت قلوبنا علي الايمان
      اللهم آميين
      رحلة إلى الدار الآخرة
      https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=118384
      تحفيظ قرآن بالكتابة
      https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=102156
      دورة التجويد وحفظ القرآن الصوتية
      https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=101215

      تعليق


      • #4
        رد: رحلة إلى الدار الآخرة

        اللهم توفنا وانت راض عنا
        جزاكم الله خيرا

        'ربنا ما أتيت الذنوب جرأة مني عليك و لا تطاولاً على أمرك و إنما ضعفاً و قصوراً حينما غلبني ترابي و غلبتني طينتي و غشيتني ظلمتي.

        تعليق


        • #5
          رد: رحلة إلى الدار الآخرة

          المشاركة الأصلية بواسطة *دموع الندم* مشاهدة المشاركة
          اللهم توفنا وانت راض عنا
          جزاكم الله خيرا
          جزانا واياكم أختى الفاضله
          رحلة إلى الدار الآخرة
          https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=118384
          تحفيظ قرآن بالكتابة
          https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=102156
          دورة التجويد وحفظ القرآن الصوتية
          https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=101215

          تعليق


          • #6
            رد: رحلة إلى الدار الآخرة

            ][§][®ˆ§الاستعداد ليوم الرحيل§ˆ®][§][

            يقول الإمام ابن الجوزى-رحمه الله-:يجب على من لا يدرى متى يبغته الموت أن يكون مستعدا،ولا يغتر بالشباب والصحة ،فإن أقل من يموت الأشياخ ،وأكثر من يموت الشبان ،ولهذا يندر من يكبر ،فالحذر الحذر من المعاصى.فإن عواقبها سيئة فكم من معصية لا يزال صاحبها فى هبوط أبدا من تعثير أقدامه ،وشدة فقره وحسراته على ما يفوته من الدنيا.
            ولقد قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):
            ((اغتنم خمسا قبل خمس:حياتك قبل موتك،وصحتك قبل سقمك،وفراغك قبل شغلك،وشبابك قبل هرمك،وغناك قبل فقرك))رواه الحاكم والبيهقى عن ابن عباس،وصححه الألبانى فى صحيح الجامع(1077)
            وقال عمر –رضى الله عنه-:حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا،وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم وتجهزوا للعرض على الله..قال تعالى:"يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ) (18"الحاقة:18.
            ولذلك فإن على كل مسلم أن يقف مع نفسه وقفة يحاسبها فى الدنيا على كل فعلة فعلها وعلى كل كلمة قالها، فإن من حاسب نفسه فى الدنيا خف عليه الحساب فى الآخرة.


            °ˆ~*¤®§(*§ كلمات على فراش الموت §*)§®¤*~ˆ°
            ولقد كان سلفنا الصالح يحاسبون أنفسهم حتى عند سكرات المو!!!..فلنتأمل سويا تلك الكلمات..
            قيل لعبد الملك بن مروان فى مرضه الذى مات فيه:كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟
            قال:أجدنى كما قال الله تعلى:"وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىكَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْوَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءلَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ(94)"الأنعام:94. ثم مات..
            ولما حضرت معاذ –رضى الله عنه- الوفاة قال:اللهم إنى كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك.اللهم إنك تعلم أنى لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لجرى الأنهار،ولا لغرس الأشجار،ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات،ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.
            ولما حضرت بلا لا الوفاة قالت امرأته:واحزناه.فقال:بل واطرباه غدا نلقى الاحبة محمدا وحزبه.
            وحكى أن هارون الرشيد انتقى أكفانه بيده عند الموت، وكان ينظر إليها ويقول:"مَا أَغْنَىعَنِّي مَالِيهْ(28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ(29)" الحاقة:28:29.
            هكذا كانوا يرون الحقيقة الكبرى (الموت)واضحة جلية جلاء الشمس فى رابعة النهار.

            بل هذا الإمام بن الجوزى يبكى عند الموت فيقول له تلاميذه:يا إمام ألست قد فعلت كذا وكذا؟!
            فقال:والله إننى أخشى أن أكون فرطت ونافقت فيحق على قوله تعالى:"وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ(47) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِيَسْتَهْزِئُون(48"الزمر:47،48.
            ثم قال:ولقد تاب على يدى فى مجالس الذكر أكثر من مائتى ألف، وأسلم على يدى أكثر من مائتى نفس..
            وكم سالت عين متجبر بوعظى لم تكن تسيل .ويحق لمن تلمح هذا الإنعام أن يرجو التمام.
            وربما لاحت أسباب الخوف بنظرى إلى تقصيرى وزللى.
            ولقد جلست يوما فرأيت حولى أكثر من عشرة آلاف ما فيهم إلا من قد رق قلبه،أو دمعت عينه،
            فقلت لنفسى:كيف بك إن نجوا وهلكت:
            فصحت بلسان وجدى:إلهى وسيدى إن قضيت عليا بالعذاب غدا فلا تعلمهم بعذابى ،صيانة لكرمك لا لأجلى ، لئلا يقولوا عذب الله من دل عليه.

            .¸¸۝❝تابعونا ولا تنسونا من دعواتكن الطيبة❝۝¸¸.
            رحلة إلى الدار الآخرة
            https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=118384
            تحفيظ قرآن بالكتابة
            https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=102156
            دورة التجويد وحفظ القرآن الصوتية
            https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=101215

            تعليق


            • #7
              رد: رحلة إلى الدار الآخرة

              سلفنا الصالح والاستعداد للآخرة
              لقد ضرب سلفنا الصالح المثل الأعظم فى الإستعداد للآخرة بالعمل الصالح بكل أنواعه، سواء كان من أعمال القلوب أو الألسنة أو الجوارح.. فلم يتركوا بابا من أبواب الخبر إلا وكانوا يتسابقون إلى الدخول منه، ولم يتركوا بابا من أبواب الشر إلا وكانوا يحذرون منه ومن الدخول فيه.. وكل ذلك لأنهم امتثلوا قول الحق جل وعلا:
              "وسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَاالسَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ(133) الَّذِينَ يُنفِقُونَفِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَعَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(134) وَالَّذِينَ إِذَافَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْلِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىمَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(135) أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌمِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَفِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(136)"
              آل عمران:133:136.

              وكان استعدادهم للقاء الله لا يتوقف عند بعض اكلمات التى تخرج من الافواه وليس لها رصيد من العبودية فى القلوب، بل كانت جوانحهم وجوارحهم تنقاد طوعا أو كرها لطاعة الله ولسان حال كل واحد منهم:"وَعَجِلْتُ إِلَيْكَرَبِّ لِتَرْضَى(84)"
              طه:84.

              فتجد أنهم يخلصون العمل لله؛لأنهم قرأوا قوله تعالى: "أَلَالِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ"
              الزمر:3.

              وقول النبى صلى الله عليه وسلم))إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغى به وجهه))
              رواه النسائى(6/25)كتاب الجهاد، وحسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة(52)

              وكان إبراهيم التيمى يقول:المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته ،،
              كان الشعبى رحمه الله يقول:من أدب العلماء إذا علموا أن يعلموا، فإذا عملوا شغلوا بذلك عن الناس، فإذا شغلوا فقدوا، وإذا فقدوا طلبوا، وإذا طلبوا هربوا، خوفا على دينهم من الفتن.

              وكانوا دائما يؤثرون ويقدمون أعمال الآخرة على كل مصالحهم الدنيويه؛ لأن قلوبهم أيقنت وأذعنت لقول الله جل وعلا:"مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّجَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً(18) وَمَنْ أَرَادَالآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَسَعْيُهُم مَّشْكُوراً(19) "
              الإسراء:18،19.

              قال صلى الله عليه وسلم:((من كانت الآخرة همه جعل الله غناه فى قلبه ، وجمع له شمله وأتته الدنيا وهى راغمة ، ومن كانت الدنيا أكبر همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له))
              رواه الترمزى عن أنس،وصححه الالبانى فى صحيح الجامع(6510).

              وكان مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول:((من خطب الدنيا طلبت منه دينه كله فى صداقها ، ولا يرضيها منه إلا ذلك)).

              وقال على رضى الله عنه:ارتحلت الآخرة مقبلة، وارتحلت الدنيا مدبرة، فكونوا من أبناء الىخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل لا حساب، وغدا حساب ولا عمل.

              ومع ذلك كانوا يخافون من التقصير..وذلك لأن الله تعالى قال:

              وقال تعالى:"وَنَضَعُ الْمَوَازِينَالْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَمِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ(47)"
              الانبياء:47.
              وقال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْنَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18)"الحشر:18
              .

              وكانوا يشعرون مع كل هذا بأن أعمالهم ضئيلة لا تصلح أن يقفوا بها بين يدى الله جل وعلا وذلك لأنهم يعلمون أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:))لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما فى مرضاة الله عز وجل لحقره يوم القيامة))
              أخرجه أحمد (4/185) والبخارى فى ((التاريخ الكبير)) وقال الألبانى فى السلسلة الصحيحة : وهذا إسناد جيد.

              وكل ذلك جعل قلوبهم رقيقة ودموعهم غزيرة من خشية الله تعالى.

              كان لعمر بن الخطاب فى وجهه خطان أسودان من كثرة الدموع.

              وكان ابن عباس رضى الله عنهما أسفل عينيه مثل الشراك البالى من كثرة البكاء.

              وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم))لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا))
              فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين.

              أخرجه البخارى(11/319) الرقاق.

              وقال على رضى الله عنه:رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أر اليوم شيئا يشبههم، كانوا يصبحون شعثا صفرا غبرا، بين أعينهم أمثال ركب الماعز، قد باتوا سجدا وقيامل، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا تمادوا كما يميد الشجر يوم الريح، وهملت أعينهم بالدموع ، فو الله لكأنى بالقوم باتوا غافلين.
              وكان الواحد منهم إذا وقع فى ذنب فإنه يسارع بالتوبة والعودة إلى الله جل وعلا.

              قال تعالى:"وَتُوبُواإِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(31)"
              النور:31.

              سئل سفيان بن عيينه رحمه الله: ما علامة التوبة النصوح؟
              فقال:أربعة أشياء:قلة الدنيا ،وذلة النفس ،وكثرة التقرب إلى تعالى بالطاعات ورؤية القلة والنقص فى ذلك.

              وكان عمر رضى الله عنه يقول: جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة.

              وكانوا يخافون من الرياء وغيره من الآفات التى تبطل الأعمال، فكان الواحد منهم يخفى عمله من أخيه، بل عن زوجته وأولاده خشية أن يحبط عمله بالرياء وغيره.


              كان أبو حازم رحمه الله تعالى يقول:قد رضى علماء زماننا هذا بالكلام وتركوا العمل..

              وقد كان السلف رضى الله عنهم يفعلون ولا يقولون ، ثم صار الذين بعدهم يفعلون ويقولون ، ثم صار الذين بعدهم يقولون ولا يفعلون ،وسيأتى زمان أهله لا يقولون ولا يفعلون.

              بل لقد طلب الناس من سفيان بن عيينه رحمه الله تعالى أن يجلس يحدثهم فأبى ،وقال: ما أنا بأهل أن أحدث ولاأنتم بأهل أن تسمعوا ، وما مثلى ومثلكم إلا كما قال القائل: افتضحوا فاصطلحوا.

              وكانوا يخافون من مظالم العباد خوفا شديدا؛ لأنهم يعلمون ان النبى صلى الله عليه وسلم قال))من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه لا دينار ولا درهم ، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له عمل أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه ))
              أخرجه البخارى(5/101)المظالم، وأحمد عن أبى هريرة_صحيح الجامع(6511)

              وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال))أتدرون ما المفلس؟قالوا:المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال:إن المفلس نم أمتى يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة؛وياتى قد شتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا ، فيعطى هذا من حسناته ،وهذا من حسناته، فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار))
              رواه مسلم(16/136)البر والصلة.

              وكانوا يخافون من التقصير فى شكرهم لله -جل وعلا-
              قال تعالى:"
              وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِلاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ(34)"
              إبراهيم:34.

              وكان مجاهد ومكحول رحمهما الله تعالى يقولان فى قوله تعالى:"
              ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ(8)" التكاثر:8.
              إنه الشراب البارد وظل الساكن ، وشبع البطن ، واعتدال الخلق، ولذة النوم.

              : وكان سهل التسترى رحمه الله يقول أداء الشكر لله تعالى أنك لا تعصيه بنعمه عليك ، فإن جوارحك كلها من نعمه عليك فلا تعصه بشىء منها.

              ولذلك امتن الله عليهم ورزقهم بنعمة التقوى التى لا توازيها الدنيا بما فيها.

              كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول((لا يبلغ أحد مقام التقوى حتى لا يكون له فعل ولا قول يفتضح به فى الدنيا ولآخرة ،وقد قال له رجل مرة: متى يبلغ العبد سنام التقوى؟ فقال:إذ وضع جميع ما فى قلبه من الخواطر فى طبق ، وطاف به فى السوق لم يستح من شىء فيه.


              وقال رجل للفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: اى البلاد تحب لى أن أقيم فيه؟
              فقال:ليس بينك وبين بلد نسب، بل خير البلاد من حملك على التقوى.

              وكانوا يخافون ربهم خوفا عظيما ويرجون ثواب هذا الخوف، فقد قال تعالى:"وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ(46)" الرحمن:46.
              وقال تعالى:"
              وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41)" النازعات:40،41.

              وقال صلى الله عليه وسلم))من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة))
              رواه الترمزى وأبو نعيم والحاكم، وصححه الالبانى فى صحيح الجامع(6222).

              وقد قيل للشعبى رحمه الله تعالى مرة: أفتنا أيها العالم، فقال:لا تقولوا لمثلى عالم، فإن العالم من تقطعت مفاصله من خشية الله.

              وكان على بن الحسين إذا توضأ اصفر،فيقال له: ما هذا الذى يعتريك عند الوضوء؟
              فيقول: أتدرون بين يدى من أريد أن أقوم.









              وكانوا يخافون من سوء الخاتمة ويهتمون بامر الموت اهتماما عظيما.

              فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال))كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول))يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك))، فقلت:يا نبى الله آمنا بك وما جئت به فهل تخاف علينا ؟قال:((نعم،إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء)).
              رواه الترمزى والحاكم عن أنس ، وصححه الالبانى فى صحيح الجامه(7987).

              وقال صلى الله عليه وسلم:((إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)).
              رواه البخارى(6/303)بدء الخلق_ومسلم(16/190) القدر.

              وكان أبو هريرة رضى الله عنه إذا راى أحدا يحمل جنازة يقول لها: امض إلى ربك فإنا على إثرك ماضون.

              وان مكحول الدمشقى يقول إذا راى جنازة:اغدوا فإنا رائحون، موعظة بليغة قليلة، وغفلة شنيعة، يذهب الأول والآخر لا يعتبر.

              كان ثابت يقول: كنا نشهد الجنائز فلا نرى إلا ملفعا باكيا. وذلك لأنهم كانوا يتذكرون جنازة انفسهم، فلا يبكون على الميت، ولكن على أنفسهم.

              فجدير بمن الموت مصرعه، والقبر مضجعه، والدود أنيسه ، ومنكر ونكير جليسه، والقبر مقره، وبطن الأرض مستقره، والقيامة موعده، والجنة او النار مورده، ألا يكون له فكر إلا فى ذلك، والاستعداد إلا له.

              قال تعالى:"
              إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُالْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِالَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ(30)" فصلت:30.

              قال بعض السلف:أنما تقول الملائكة ذلك لمن طال خوفه من الله عز وجل وحزنه مما فرط منه ، اما من لم يخف الله عز وجل ولم يحزن على ما فاته من الخير فلا يقال له شىء من ذلك.
              مستفاد من رسالة(من أخلاق السلف) لأحمد فريد.

              تابعونا ولا تنسونا من دعواتكن الطيبه
              رحلة إلى الدار الآخرة
              https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=118384
              تحفيظ قرآن بالكتابة
              https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=102156
              دورة التجويد وحفظ القرآن الصوتية
              https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=101215

              تعليق

              يعمل...
              X