إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كنت قد آمنت . . والآن قد أيقنت بأن الدنيا متاع الغرور!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كنت قد آمنت . . والآن قد أيقنت بأن الدنيا متاع الغرور!!

    كنت قد آمنت . . والآن قد أيقنت

    بأن الدنيا متاع الغرور!!





    حين ذكر الله حقارة الدنيا إنما ذكرها لأنه سبحانه يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، أعني بذلك أنه علم من أحوالها وأحوال من تعلقوا بها العلم اليقين بأنها ما جمعت إلا وفرقت وما أضحكت إلا وأبكت وما أغنت إلا وأفقرت وأن أهلها بعضهم لبعض عدو، حتى ولو تظاهروا بالتآخي والمحبة التي سرعان ما تذهب أدراج الرياح حين يقول الدرهم أو الدينار كلمته!! أو متى يقترب لهيب المال من القلوب ليشعل ما فيها من وقود حب الدنيا والتهافت عليها، وحينها فلا تسل عن الأخوة أين ذهبت!! وعن المحبة كيف سحقت!!


    من أجل ذلك لم أجد بين الناس من هو أعلى قدراً وأرقى منزلةً ممن أدار لها ظهره كاملاً، وتعلق فيما عند الله قلبه آملاً وراجياً، وذلك بالطبع بعد أخذ كافة أسباب السعي فيها بيديه وقدميه، ولكن ليس بقلبه على وجه الإطلاق، حيث يبقى القلب معلقاً بالله وحده، فذلك هو سعيد الدنيا والآخرة، حيث سعد في دنياه بترك الهموم لأهلها وأوكل أمر الدنيا على حقارتها لعظيم السماوات والأرض كي يتدبره بقدرته بعد الأخذ بأسباب الرزق فيها، كما أنه سعد في آخرته بسلامة قلبٍ أعده للقاء الله يوم تفقد العملات المالية قيمتها ويفقد الذهب والفضة بريقهما ولا تبقى إلا سلامة القلوب كعملة فريدة لها رونقها وزينتها في يوم يندم فيه المسيء على إساءته، ويندم فيه المحسن كذلك على عدم الازدياد من إحسانه (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلأا من أتى الله بقلب سليم).

    ألا فلنرفع من أعيننا هذه الأبصار التي طالما انتكست بطول النظر إلى الطين والتعلق به، ولنتوجه بها نحو السماء بالنظر إلى ما عند الله من نعيم البقاء في فرح لا يشوبه هم ولا حزن وأمن لا يشوبه خوف ولا فزع وغنى لا يشوبه فقر أو فاقة!!


    ولنتذكر دائماً أن كل ما هو آتٍ قريب وإنه إلى الله تصير الأمور، ولنستبق الخطى نحو الله والجنة بتوبة صادقة، وعزيمة على فعل الطاعات وترك المنكرات، وليكن ذكر الله هو حداؤنا على الطريق إلى الله؛ حتى نبلغ المنزلة التي يأذن الله لنا فيها برحمته "فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز".


    وهذا هو أعقد عقدٍ وأربح صفقةٍ يفوز بها العبد في الدنيا والآخرة حين يؤثر الباقي على الفاني ويصمد أمام المغريات العاجلة بشدة الشوق والرغبة في الموعودات الآجلة!!


    إنه لمهرجان فرحٍ كبيرٍ لكل فائز برحمة الله بجنته، ومصابٌ لا عزاء فيه لمن أغفلته الدنيا بزينتها عن الإعداد لمثل ذلك اليوم الذي تتأرجح فيه الموازين بأعمال العباد فمنهم شقي وسعيد!!


    ألا . . فلا تذهبي أيتها اللحظات من أعمارنا إلا باستغفارٍ من ذنبٍ أو ذكرٍ لله تعالى يبقى الله لنا به النور في قبورنا، وتخرج به الشهادة سلسلة عند الموت من ألسنتنا، ويثبت الله به أقدامنا يوم محشرنا وحسابنا، ونتجاوز به الصراط بعيداً عن مخالب النيران التي تتخطف الناس من حولنا، ويسلم الله لنا به تجاوزنا ومرورنا.


    فأمعنوا النظر إلى الميعاد القادم لا محالة، ولا يغرنكم ما أحاط بكم من بهارج الدنيا وزينتها التي ستزول عنكم أيضاً لا محالة، وأخلصوا لله في السر والعلن، فهو حبل نجاتكم إذا انقطع من الوريد صدى الزمن، واعلموا أن دنياكم بحرٌ كبيرٌ من الأوهام يسبح فيه الناس بآمالاهم وأمنياتهم فيتدافعون عليها ذات اليمين وذات الشمال، حتى إذا ما ولجوا جميعاً في مياهه انقلبت بهم سفينة الآجال؛ فأحالت آمالهم أوهاماً وأمنياتهم سراباً، وهذا ما حدث بالفعل مع أقران الأمس موتى اليوم، الذين كنت شريكاً لهم في آمالهم وأمنياتهم يوماً من الأيام !!

    مما جعلني أوقن بالفعل . . أن الدنيا متاع الغرور

  • #2
    رد: كنت قد آمنت . . والآن قد أيقنت بأن الدنيا متاع الغرور!!

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم واثابكم الفردوس الاعلى
    هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.

    تعليق


    • #3
      رد: كنت قد آمنت . . والآن قد أيقنت بأن الدنيا متاع الغرور!!



      بارك الله فيك اخي الحبيب

      مشكور جدا على الطرق المميز للقلوب

      احبك في الله







      تعليق

      يعمل...
      X