إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصبر من اسباب النصر فتعلم كيف تصبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصبر من اسباب النصر فتعلم كيف تصبر

    الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله اما بعد
    فلا شك اخيا في ان الصبر من اقوي اسباب النصر
    قال تعالى:" بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين "
    وقال تعالى :" وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبر وان الله مع الصابرين "
    وقال تعالى :" يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون "
    وقال تعالى :" إن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ...."
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " واعلم أن النصر مع الصبر " فالصبر من اقوي أسباب النصر والتمكين قال تعالى :" وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " والصحابه رضوان الله عليهم كانو يبايعون النبي صلي الله عليه وسلم علي الصبر في المعركة حتي الموت وعدم الفرار فقد
    جاء في حديث جابر رضي الله عنه قال: (كنّا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة، وهي سمرة)، وقال: (بايعناه على ألاّ نفر، ولم نبايعه على الموت) [حديث جابر في صحيح مسلم (3/1483) وما بعدها)
    قال النووي رحمه الله: (وفي رواية سلمة أنهم بايعوه يومئذ على الموت) (البخاري رقم الحديث 2960/ فتح الباري (6/117) وهو معنى رواية عبد الله بن زيد بن عاصم، وفي رواية مجاشع بن مسعود: (البيعة على الهجرة، والبيعة على الإسلام والجهاد) [البخاري رقم الحديث 2962، فتح الباري نفس الجزء والصفحة]، وفي حديث ابن عمر وعبادة: (بايعناه على السمع والطاعة وألاّ ننازع الأمر أهله – كل هذه الروايات في صحيح مسلم – قال: وفي رواية عن ابن عمر في صحيح مسلم البيعة على الصبر) [البخاري رقم الحديث 2958، فتح الباري (6/117)] قال العلماء: (هذه الرواية تجمع بين المعاني كلها وتبين مقصود كل الروايات: فالبيعة على الموت على ألا نفر معناه الصبر حتى نظفر بعدونا أو نقتل، وهو معنى البيعة على الموت، أي الصبر وإن آل بنا ذلك إلى الموت، لا أن الموت مقصود في نفسه، وكذلك البيعة على الجهاد، أي والصبر فيه) [شرح النووي على صحيح مسلم (13/2-6) وانظر حواشي تحفة المحتاج على المنهاج (9/238)
    وينبغي عدم استعجال النصر: فإن الخير فيما يختاره الله فالمؤمن امره كله خير و الإنسان قد يكره شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً كما قال تعالى " كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شياً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " فإن من عادة الله وسنته التي لم تتبدل ولم تتغير وتخفى على كثير من الناس لاسيما تأخير نصر الدين وأهله وهو على الحقيقة بالرغم من شده وطأته وثقل حمله نصر خفي موصول بالنصر الجلي فلابد من هذا للمؤمنين إذا قاموا بنصرة الدين وهو لطف بهم وذلك لتمحيصهم حتي يخرج منهم من ليس منهم قال تعالي (احسب الناس ان يتركو ان يقولو امنا وهم لا يفتنون ) وكم لله في ذلك من الأسرار العظيمة والهبات الجليلة فإذا عظم الكرب وتفاقم الأمر وكاد أن ييأس المؤمنون جاءهم النصر وفى ذلك يقول الله تعالى
    " حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا" الآية. ولعل ما حصل في غزوة أحد والخندق وحنين واضح على لطف الله بعباده المؤمنين وانتقامه من الكافرين.
    اعلم اخيا : انك لن تمكن حتي تبتلي وتصبر فقد
    سئل الشافعي يمكن الإنسان أولا أم يبتلى فقال : لن يمكن حتى يبتلى ، ... نعم والله فمن سنه الله تعالي في عباده المؤمنون انهم لا ولن يمكنوا الا بعد الابتلاء وبذل الدماء وتناثر الاشلاء في سبيل رب الارض والسماء وصدق من قال :
    نسي الناس طريق النصر **** حسبوه يأتي في يسر
    أو من غير دماء تجري **** أين جهاد رسول الله
    أنسيتم ياسر وخبيب **** أنسيتم عاصم وصهيب
    أو من قتل بظهر الغيب **** وكذا الحمزة أسد الله
    وأنواع البلاء كثيرة منها القتل والسجن والتعذيب قال تعالى :" وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين " فكانت النتيجة " فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة "
    ومن أنواع البلاء الخوف والجوع ونقص الاموال والانفس واشد من ذلك الغربه بين الاهل والولد
    قال القاضي عبدالوهاب بن نصر المالكي وهو يصف حاله بعدما ضاق به الحال في بغداد :
    بغداد دار لاهل المال طيبة وللمفاليس دار الضنك والضيق
    ظللت حيران امشي في اذقتها كأنني مصحف في بيت زنديق
    ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح أروع الأمثلة في الصبر على البلاء من اجل الإسلام فقد سجن صلى الله عليه وسلم في شعب أبي طالب ثلاث سنوات وقتل أصحابه و هجروا من بلادهم وحاول الكفاروالمنافقون قتله صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة وسبوه وشتموه واتهمه المنافقون في عرضه فصبر صلى الله عليه وسلم صبرا جميلا كما أمره الله عز وجل بذلك " فاصبر صبرا جميلا " ومن انواع البلايا في هذا الزمان تشويه صورة الملتزمين بشرع الله ووصفهم بالارهاب والتطرف والرجعية والاصولية والوهابيه و وو وو
    فاصبر اخيا فقد سب نبيك عليه السلام من قبلك بل سب الله عز وجل ونسب له الفقر والولد
    والله لو كان بين الناس جبرئيلاً لابد فيه من قال و "من" قيلا
    قالوا في الله أضعافاً مضاعفة تتلى إذا رتل القراَن ترتيلا

    أخي المبتلى في سبيل الله تذكر دائما حديث النبي صلى الله عليه وسلم " اشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل " ولقد ابتلي أنبياء الله جميعا فمنهم يوسف عليه السلام قال تعالى : " فلبس في السجن بضع سنين " ثم أخرجه الله من السجن ليتولى الوزارة فليكن لك فيه أسوة .
    قال احد الشعراء :
    أما في رسول الله لك أسوة
    لمثلك محبوسا على الظلم والافك
    أقام جميل الصبر في الحبس برهة
    فآل به الصبر الجميل إلى الملك
    وقال آخر :
    وراء مضيق الخوف متسع الأمن
    وأول مفروح به أخر الحزن
    فلا تيئس فالله ملك يوسفاً
    خزائنه بعد الخلاص من السجن
    وقد ابتلي كثير من أنبياء الله بالقتل من اجل العقيدة قال تعالى عن اليهود: " قل فلما تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين " وكذلك قتل كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في جهادهم من اجل دعوة الإسلام " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " ....نعم والله قتل كثير من الصحابة فهل انتهت الدعوة لموتهم وهل قطعت شجرة الإسلام لمقتل حامليه لا والله بل إن دمائهم كانت كالماء الذي روى شجرة الإسلام فخرجت للوجود صلبة قوية .

    فتعرف يا بن أمي في العقيدة
    يا أخي الإسلام في الأرض المجيدة
    وتجرد لانطلاقات بعيدة
    وتوقعها جراحات عديدة
    فهي طوبا واختبارات مجيدة
    وتساءل عنها أنها اليوم قصيدة
    ما حياة المرء من غير عقيدة
    ما حياة المرء دون أرواح شهيدة
    وجهاد وصراعات عنيدة
    فانطلق وامضي بإيمان الوثيق
    وإذا ما مسنا الضر صديقي
    فلانا قد مشينا في الطريق

    ومن أنواع البلاءالتي ابتلي بها المسلمون في هذا الزمان كثرة الإغراءات التي يقدمها أعداء الإسلام للمسلمين من اجل القضاء على الإسلام أو من اجل تمييع قضية الولاء والبراء أو من اجل نبذ العقيدة وعدم تحكيم الشريعة ، وأعداء الإسلام قد يضحون من اجل القضاء على الإسلام بكل شيء فالإسلام عدوهم اللدود لأنه الدين الحق وقد تعرض السلف الصالح لكثير من الإغراءات فعلي سبيل المثال ما ذكره الطبري في تاريخ الرسل والملوك أن محمد بن عبد الله بن حواذن كان يقاتل في إحدى المعارك فحمل سبع مرات على العدو الكافر وكان يقتل في كل مرة رجلاً منهم ثم يرجع إلى موقفه فهابه الكفار لفرط شجاعته فقد كان يحمل على جيش العدو وحده فيصيب منهم ويرجع إلى المسلمين فناداه ترجمان العدو وقال له : يقول لك الملك : " لا تقبل وتحول إلينا فإنك إن فعلت ذلك رفضنا عبادة صنمنا الذي نعبده وعبدناك وحدك فقال محمد بن عبد الله : أنا أقاتلكم لتتركوا عبادة الأصنام وتعبدوا الله وحده ، ثم قاتلهم حتى قتل رحمه الله . سبحان الله ما اعظم هذا الايمان ما اقواه يرفضو ان يتنازل عن الاسلام ولو جعلوه اله يعبد فما بالنا نري اليوم من يخذل الاسلام من اجل منصب او وظيفه اوثمن بخس دراهم معدودة انا لله وان اليه راجعون
    اعلم اخي ان للصبر اسباب تعين عليه وتقويه في النفوس فإليك بعض الأسباب التي تعين على الصبر :
    أولها إن تشعر أيها المبتلى بمعية الله قال الله تعالى " والله مع الصابرين " وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما "
    ثانيها أن تتذكر أيها الصابر أجرك عند الله قال تعالى : "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " ذكر أبو المحاسن في كتاب المحاسن الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة انه في سنة 560 هـ فتح الملك العادل نور الدين محمود زنكي بانياس عنوة وكان معه أخوه نصر الدين فأصابه سهم فاذهب عينه فقال أخوه نور الدين : لو كشفت عما اعد لك من الأجر لتمنيت ذهاب الأخرى . فحمد الله على ذلك . وفي نفس السنة مات نصر الدين فرحمة الله عليه فقد باع الدنيا واشترى الآخرة (ان الله اشتري من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة)
    فحذار أخي من الدنيا
    أرى الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار توبيخي وفتكي
    ولا يغرركم مني ابتسام فقولي مضحك والفعل مبكي
    قال القاضي شريح إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات أحمد إذ لم يكن أعظم منها وأحمد إذ رزقني الصبر عليها وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب وأحمد إذ لم يجعلها في ديني .
    جاء في كتاب الضوء اللامع في اعيان القرن التاسع في ترجمه الامام الحافظ عمر بن علي الوادي اشي الشهير بابن الملقن ذلك العالم الذي صنف ثلاثة مئة مصنف وكان عنده من الكتب ما لا يدخل تحت الحصر فاحترقت كتبه فواساه احد العلماء بهذه الابيات :
    لا يزعجنك ياسراج الدين ان لعبت بكيبك ألسن النيران
    لله قد قربتها فتقبلت والنار مسرعه الي القربان
    قال الغزالي :
    إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى ..فاعلم أنك عزيز عنده .. وأنك عنده بمكان .. وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه .. وأنه .. يراك ...أما تسمع
    قوله تعالى .. (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ))






    اخيا ما اجمل الاذي ان كان في سبيل الله
    قالوا: حبست، فقلت: ليس بضائري في الله حبسي، وأي مهنـد لا يُغْـمَـد?
    أو ما رأيت الليث يألـفَ غِـيَلـهُ كبرا، وأوباش الـسـبـاع تـردد
    والشمس لولا أنهـا مـحـجـوبة عن ناظريك لما أضاء الفَـرْقَـدُ
    والنار في أحجارهـا مـخـبـوأة لا تُصْطَلَى إن لم تُثِرْهَـا الأزنُـدُ
    والحبس ما لم تَـغْـشَـه لـدنـية شنعاء نِعْمَ المنزل المـسـتـورد
    بيت يجحـد لـلـكـريم كـرامة وُيزَارُ فـيه ولا يزور ويحـفـد
    لو لم يكن في الحـبـس إلا أنـه لا يستذلُّكَ بالحـجـاب الأعـبُـدُ



    ومن الأسباب المعينة على الصبر على البلاء أن تعلم انك ولا محالة ميت وان الله سيجمع بينك وبين من ظلمك وسوف تقتص منه يوم القيامة .ذكر بن العديم في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب قال : قال محمد بن منصور البغدادي : " لما حبس الرشيد أبا العتاهية ، جعل عليه عينا له يأتيه بما يقول ، فوجده يوما قد كتب على الحائط:
    أما والله إن الظلم شؤم
    ومازال المسيء هو المظلوم
    إلى ديان يوم الدين نمضي
    وعنده تجتمع الخصوم

    قال : فاخبر بذلك الرشيد فبكى ودعا به فاستحله ووهب له ألف دينار.
    أخي المتلي في سبيل الله :

    هون عليك فكل الأمر منقطع
    وخل عنك عنان الهم يندفع
    فكل هم له من بعده فرج
    وكل هم إذا ما ضاق يتسع
    إن البلاء وان طال الزمان به
    فالموت يقمعه أو سوف ينقطع
    ومن الأسباب المعينة على الصبر على البلاء من أن تتذكر أخي صبر الكفار على كفرهم والعياذ بالله قال تعالى مخبرنا عنهم : " وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم " فأهل الكفر يصبرون في سبيل باطلهم فحريٌ بك أنت يا مسلم يا عبد الله أن تصبروا في سبيل دين الحق
    هذا هو أحد أعضاء جماعة شهود يا هووه الكافرة قبض عليه وضرب ضربا شديدا ليعترف على أصحابه فلم يتكلم إلا بهذه الكلمات قال : " المجد للرب في الأعالي وعلى الدنيا السلامة " فيا عجبا لصاحب باطل جلد صبور تسيل دمائه من اجل كفره واعجب منه صاحب حق جبان حقير يسيل لعابه من اجل ظفره " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نار حامية "
    ولاحظ اخي كيف يتعب اليهودي والنصراني ويتألم لصالح أمة الشيطان وعبدة العجل و أتباع الصلبان؟؟ ، وأنت لا تتعب ولا تتألم وأنت من أمة النبي العدنان عبدة القهار الديان ، وترجى من الله ما لا يرجى أهل الطغيان ؟؟ { إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون }.
    وتذكر اخيا صبر القادة الفاتحين فكملاقو من الم ومشقة وصبرو حتي فتح الله لهم البلاد وقلوب العباد :هذا هو الفاتح العظيم محمد الفاتح يتحدث عن نفسه وعن صبره وعزيمته فيقول "إن لي قلبًا كالصخر، لا يهدأ ولا يلين حتى أحقق ما أريد"، ويتضح هذا الأمر جليًا من إصراره لفتح القسطنطينية، رغم المتاعب الجمَّة التي لاقاها أثناء ذلك، ومما يؤثر عنه أنه لما جاءه رفضُ قسطنطين بتسليم المدينة قال كلمته الشهيرة: "حسنًا.. عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر"، وعندما استطاع البيزنطيون أن يحرقوا القلعة الخشبية الضخمة المتحركة كان رده "غدًا نصنع أربعًا أخرى".بهذا الاصرار الغريب والصبر الرهيب والهمة العالية فتح القسطنطينية
    وكاد من عزمه أن يواصل الغزو والفتح حتى يفتح إيطاليا ويربط حصانه بكنيسة القديس بولس (الفاتيكان) ويعلف الشعير في مذبح الكنيسة لحصانه، ومات وهو خارج للجهاد لفتح إيطاليا.. وهذه المواقف تدل على عزيمته وصبره وإصراره في الوصول إلى هدفه.والنصر صبر ساعة

    ومن الاسباب المعينة علي الصبر إن تعلم إن الفرج قريب قال تعالى : " إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا "
    اخيا الفرج قريب فلا تيئس :
    ضاقت حتى إذا ما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
    وصدق من قال :
    إذا الحادثات بلغن النهى
    وكادت تذوب لهن المهج
    وحل البلاء وقل العزاء
    فعند التناهي يكون الفرج
    فالفرج قريب فاصبر يا آخيا
    يا عباد الله صبرا إن بعد العسر يسرا
    لا تظنوا السجن قهرا رب سجن قاد نصرا
    ارسل احد المبتلين رسالة الي ابنة قال فيها
    ستفرج لا أشك بذا يقينا *** ويُنزل ربنا فتحاً مبينا
    فكم من كربة حلت وجلت *** أُذل بها ذوو عز سنينا
    تقشع غيمها في لمح طرف *** وصارت في عداد الغابرينا
    يقينا سوف تُفرج يا يقين*** فمهلاً ريثما يأتي اليقين
    ويُكشَف عن أبيك لباس خوف *** ويُكسى بعده أمناً يزين
    فقد قال النبي مقال صدق *** بلا حيفٍ ولا مَين يشين
    بأن الكرب حيث أناخ ركباً *** يكون رفيقَه فرجٌ قرين

    والبلاء سينكشف فاصبر اخيا
    يا صاحب الهم إن الهم منفرج ابشر بخير فان الفرج الله
    وإذا بليت فثق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله
    الله يجعل بعد العسر ميسرة لا تحزنن فان الفارج الله
    جاء في طبقات الحنابله " للقاضي ابي يعلي في ترجمه القاضي ابي علي الهاشمي محمد بن احمد الحنبلي المتوفي سنه 428 ان ابو علي بن شوكة قال اجتمعنا جماعه من الفقهاء فدخلنا علي القاضي ابي علي الهاشمي فذكرنا له فقرنا وشده ضرنا فقال لنا اصبروا فان الله سيرزقكم ويوسع عليكم واحدثكم في مثل هذا ما تطيب به قلوبكم : أذكر سنه من السنين وقد ضاق بي الامر شيئا عظيما حتي بعت رحل داري و نفد جميعه ونقضت الطبقة الوسطي من داري وبعت أخشابها وتقوت ثمنها وقعدت في بيتي فلم اخرج وبقيت سنه فلما كان بعد سنه قالت لي المراة الباب يدق فقلت لها افتحي الباب ففعلت فدخل رجل فسلم علي فلما رأي حالي لم يجلس حتي انشدني وهو قائم
    ليس من شدة تصيبك الا سوف تمضي وسوف تكشف كشفا
    لا يضيق ذرعك الرحيب فان ا لنار يعلو لهيبها ثم تطفا
    قد راينا من كان اشفي علي الهلاك فوافت نجاته حين اشفي
    ثم خرج عني ولم يقعد فتفاءلت بقوله فلم يخرج اليوم عني حتي جاءني رسول القادر بالله ومعه ثياب ودنانير وبغلة بمركب ثم قال لي اجب امير المؤمنين وسلم الي الثياب والدنانير والبغلة فغيرت عن حالي ودخلت الحمام وصرت الي القادر بالله فرد الي قضاء الكوفة وأعمالها وأثري حالي ))
    وصدق من قال :
    اصبر قليلاً فبعد العسر تيسير *** وكل أمر له وقت وتدبير


    ومن الأسباب المعينة على الصبر على البلاء إن تتذكر صبر الأنبياء والصحابة والتابعين والصالحين
    قال تعالى : لقد كان في قصصهم عبرة "
    وقال أيضا " فاقصص القصص لعلهم يتفكرون "
    المصدر كتاب صفحات من العزة واخري من الذل يسر الله خروجه للدنيا
يعمل...
X