رد: موسوعة العلاج بالأعشاب
تجارب عملية تؤكد خطورة التدخين:
لن نتحدث كثيرا عن الأمراض التي يسببها التدخين، ولكننا فقط سنورد بعض التجارب السهلة التي يمكنكم إجراؤها للتأكد الفعلي من خطر السيجارة:
أولا: استنشق دخان سيجارة ودعه يدخل الرئة ثم أخرجه، تجده رائقا غير كثيف لأن القطران الذي يعطي الدخان لونه الأسمر يترسب في الرئة. والآن أعد التجربة مع حفظ الدخان في الفم فقط دون إدخاله للرئة ثم أخرجه ثانية، ستجده أسمر كثيفا لأن القطران يخرج معه كما هو.
ثانيا: أحضر حلقة متصلة بجرس كهربائي، وفي الطرف الآخر سلك بحيث إذا لامس السلك الحلقة دق الجرس، وابدأ التجربة محاولا إدخال السلك في الحلقة دون أن تلمسها، فبعد أن تدخن سيجارة واحدة ستجد أن عدد أخطائك قد تضاعف، مما يؤكد أن التدخين يسبب رعشة في اليد ويقلل من القدرة على التحكم في الأطراف.
ثالثا: اذهب إلى أي قسم للأشعة في أي مستشفى، دقق النظر في رئة هذا الرجل الذي لا يدخن، ثم دقق الآن في رئة أخيه التوأم المدخن، هل لاحظت الفارق؟! إذا لم تلاحظه فأنت بالتأكيد شخص مدخن قد أثر التدخين على نظرك أيضا! ولو افترضنا أن لرئتيهما نفس الحجم، فيا ترى بعد سنوات من التدخين أيهما ستكون أثقل وزنا؟ بالتأكيد رئة المدخن لما اختزنته من نيكوتين وقطران وكل ما عرفناه من مكونات السجائر.
الأضرار النفسية والأخلاقية للتدخين:
التدخين من العادات التي تصل في أغلب الأحيان إلى حد الإدمان، وما لم يكن المدخن ذا إرادة صلبة وعزيمة قوية جدا فإنه يصعب عليه التوقف عن التدخين مهما أصابه من أضرار، وكثير من الناس يؤثر التدخين على أخلاقهم وتصرفاتهم ويغير مجرى حياتهم دون أن يشعروا بذلك ودون أن يعترفوا أو يقروا به، ومثلهم في ذلك السكير الذي يتمايل سكرا في الهواء ثم يؤكد أنه لا يتأثر بالخمر وأنه يسيطر على نفسه تماما.
وغالبا ما يتحول المدخن إلى شخص قلق عصبي المزاج سريع الغضب إذا حرم من السيجارة لأي سبب كالصوم مثلا أو بأمر الطبيب أو لعدم توافر ثمنها، ومن الناس من لا يستطيع التركيز لقراءة كتاب أو أي عمل ذهني إلا والسيجارة في يده، ومنهم من لا يستطيع القيام من فراشه إلا بعد تدخين سيجارة.
قالوا عن الدخان:
يقول د. "أ.س كلنتون" الطبيب الأمريكي الشهير: إن تعاطي الدخان يضعف الإرادة ويهدم الصحة ويخدر الأعصاب بعد أن ينشطها وينبهها، ويعرض الشباب لمرض السل، ويبتليهم بأمراض القلب، وكثيرا ما يطلب مني أن أصف علاجا ناجحا لشاب مصاب بخفقان القلب فكان تسعة أعشار هذه الحالات ناجما عن عادة التدخين.
"هنري فورد "رجل الأعمال الملياردير الأمريكي يقول:إن التبغ (الدخان) مخدر سام، ابتلى به أهل هذا الزمان فاشتدت وطأته وكثرت أضراره في الناس، ولن تجد بتاتا في شركاتي ولا في مصانعي كلها من يتعاطاه البتة بأي شكل من الأشكال.
ويقول "جرمين مكلارين" أشهر من صور أفلام الدعاية العالمية للسجائر وكان يظهر كراعي بقر قوي ينفث بعمق دخان سيجارته، قال قبل أن يموت بأيام بعد أن أصيب بسرطان الرئة: " السجائر تقتلكم وأنا الدليل على ذلك، وكم أود لو يأخذوا كل أموالي الآن ويتركوني أقولها عل شاشات التلفاز في كل الدنيا: السجائر تقتلكم، ولا تصدقوني فيما قلت قبل هذا!! "
طرق لعلاج التدخين:
- أهم شئ التسليم بأن الدخان من الخبائث، والاستعانة بالله والعزم على هجرها بنية التوبة إلى الله والمحافظة على الصحة، تلك الأمانة التي نحن مسئولون عنها بين يدي الجبار يوم القيامة .
- الإكثار من أكل التمر وشرب اللبن البقري يطهر الجسم بإذن الله من آثار النيكوتين، وتتناقص معدلاته في الدم فلا يصبح للجسم حاجة ملحة له كما كان.
- شرب عصير الجزر والطماطم يوميا بعد الغداء ولمدة شهر ينقي الدم أيضا من النيكوتين، كما أن شرب العرقسوس الدافئ يزيد من مقاومة الجسم للسموم، بما يمده به من كورتيزون طبيعي.
- يمكن دفع التفكير في السيجارة باستعمال السواك بكثرة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا بمص القرنفل، ويمكن دفعه أيضا بأخذ عدد من الأنفاس العميقة، ليكن عشرين، ولكن هذه المرة دون وجود السيجارة بين أصابعنا. وليكن إخراج الهواء من الصدر بكل قوة وكأنك تطرد التفكير في السيجارة تماما. كرر هذه العملية كل ساعتين ، وسترى أن حاجتك للتدخين أهون مما كنت تتوهم كثيرا.
*
قبل أن ينتشر التبغ في العالم وتكثر زراعته وتتعدد الشركات المصنعة له، كان التدخين عادة اجتماعية مرذولة في أوربا وأمريكا، ولم يكن من اللائق أبدا بالمحترمين والمثقفين أن يمارسوها، فقد كانت عادة السفهاء والجهلة من .الناس
لذا فقد فكرت شركات التبغ في طريقة تغير بها نظرة المجتمعات إلى عادة التدخين، وراحت تروج بين الناس أن للسجائر فوائد صحية عديدة، ولكن ذلك لم يأت بالنتيجة المرجوة، لذلك فقد استعانوا بنجوم السينما والتليفزيون الذين اشتهروا بأدوار البطولة في أفلام رعاة البقر، ورأوا أن رغبة الناس في تقليد هؤلاء ستطغى على صوت .العقل
رفض كثير من الممثلين الاشتراك معهم في ذلك حتى لا تتشوه صورتهم أمام المشاهدين، ولكن في نفس الوقت .فقد قبل ممثلون آخرون أن يفعلوا ذلك
كان من أشهر الممثلين الذين استعانت بهم شركات السجائر للقيام بهذا الدور "جرمين مكلارين" الذي كان في نظر الناس آنذاك رمز الرجولة الخارقة، وأقنعوه بالترويج للسجائر مقابل عائد مادي كبير، وأخذ "جرمين" يظهر في أفلام الدعاية العالمية للسجائر، وحقق نجاحا هائلا، وكانت شركات التبغ تزيد من أجره كلما زادت نسبة .مبيعاتها، فيظهر في صورة راعي بقر قوي ينفث بعمق دخان سيجارته، وبطريقة توحي بأن السجائر هي سبب قوته
مرت سنون عديدة ظل فيها "جرمين" متربعا على عرش الدعاية للتدخين، يعلو أجره ويزداد يوما بعد يوم، ولم يتوقف إلا حينما أصابه إعياء تام، وحينما ذهب إلى المستشفى اكتشف الأطباء أنه مصاب بسرطان الرئة، حينها فقط توقف عن التدخين وعن الدعاية لهذه العادة القاتلة، ولكن ذلك لم يمنع تمكن المرض من جسده الذي أصبح .هشا ضعيفا بعد أن كان مثال القوة والفتوة، ولم تنفعه أمواله الطائلة التي حصلها من شركات السجائر
وحينما أيقن "جرمين مكلارين" بالنهاية المحتومة وجد أن من واجبه أن يوجه رسالة تحذير إلى الناس الذين طالما خدعهم بوهم التدخين، قال قبل أن يموت بأيام:"السجائر تقتلكم، وأنا الدليل على ذلك، وكم أود لو أنهم يأخذون كل أموالي الآن ويتركوني أقولها على شاشات التلفاز في كل الدنيا : السجائر تقتلكم، ولا !!!تصدقوني فيما قلت قبل هذا
? ? ??????
?????
حكمة الزواج في الإسلام:
لقد أكد الله جل وعلا على أهمية الزواج في كتابه الكريم كنعمة منه وفضل على عباده، وقد تعددت الآيات القرآنية المتعلقة بالزواج ، فمنها ما يتعلق بالمباشرة الزوجية، وآيات عن المواليد، وأخرى عن الصلح بين الزوجين، وغيرها.
ومما جاء في القرآن الكريم مناً من الله تعالى على عباده بفرضه لسنة الزواج بين الرجال والنساء ما جاء في هذه الآيات: [ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا ] (النساء 1)
[ هوالذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ]
(الأعراف 189) [ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ] (الروم 21) وأي فضل وأية منة من الله أعظم من أن يخلق لكل امرئ زوجا له يسكن إليه ويحمل عنه هموم الحياة ويواسيه، ويشد من أزره في مودة ورحمة هي حقا من أجل وأعظم آيات الله، فالزوج يصبح لزوجه بمجرد إتمام البناء كل شئ في الحياة، والزواج هو خط فاصل وعميق في مشوار الحياة، بل هو أهم أحداث الحياة قاطبة.
والزواج في الإسلام أمر حتمي وضرورة شرعية لأنه من الفطرة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن هجر النساء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج" متفق عليه، وروى ابن ماجة أنه قال صلى الله عليه وسلم: " من كان موسرا لأن ينكح ثم لم ينكح فليس منيّ " وقال صلى الله عليه وسلم: "إن كنتم من رهبان النصارى فالحقوا بهم إني أصوم وأفطر، وأقوم وأرقد وأنكح النساء، وهذه سنتي فمن رغب عن سنتي فليس منيّ"
وحكمة تشريع الزواج لها جوانب عديدة، أهمها ما يبثه في نفس الزوجين من طمأنينة وأمان في مواجهة الحياة، وإقامة أسرة تكون مجتمعا صغيرا يرجى له الصلاح، حتى تكون لبنة قوية في البناء الاجتماعي الأكبر، ومن أهم هذه الجوانب حرص الإسلام على نشر الفضيلة والخلق القويم في المجتمع، والبعد عن كل ما يدنس حياة البشر، فالزواج بما يبيحه للزوجين من تمتع تام لكل منهما بالآخر من جماع ومقدماته فإنه يحدث بالتالي عفة للزوجين، ويؤدي إلى بقاء البشرية إلى ما شاء الله، والأهم هو منع اختلاط الأنساب ومنع الزنا لما فيه من فساد شديد يضرب بجذوره في كل جوانب المجتمع، وهاهي المجتمعات التي لا تلقي للزواج بالا، ولا تجعله أمرا مفروضا لأبنائها لأنها تركت أوامر ربها بالكلية، وما عادت تعرف إلها يشرع لها ما يصلحها من قوانين ومناهج، هذه المجتمعات قد توغلت فيها الأمراض الرهيبة التي نتجت عن هذه العشوائية الشديدة، من استغلال الناس هناك لما أسموه بالحرية الشخصية، فانتشر الزنا واللواط ونكاح المحارم، وانتشرت جرائم الاغتصاب بشكل مريع يندي له جبين البشرية، فهل هذه هي الحرية وهل هذا هو النور الذي يريد أن يعيش فيه إنسان القرن الحادي والعشرين؟
لماذا لم يعرف الإنسان الإيدز إلا في هذه السنوات التي ازداد فيها توغلا في حياة الدنس والآثام، ومن قبله أمراض السيلان والزهري والهربس وأمراضا أخرى كثيرة تدمر صحة الإنسان تماما وتؤدي بحياته إلى طريق مسدود يقف فيه معدوم الحيلة، لا يستطيع المضي قدما في الحياة ولا يقدر على العودة من حيث بدأ.
إن الإيدز الذي لا ينتقل بين البشر إلا عن طريق الممارسات الجنسية المحرمة كاللواط والسحاق مما تعافه الفطرة الإنسانية السوية، هذا المرض المدمر قتل في عدة سنوات ستة آلاف شخص، حيث يدمر المرض الجهاز المناعي تماما للمريض ويكون الموت هو النتيجة الحتمية حتى الآن. هذا المرض المخيف ألم يعالجه القرآن الكريم حق علاج؟ ألم يحمل القرآن "روشتة" مجانية رائعة تقضى عليه من جذوره، ألم يق القرآن منه بتعاليمه وتوجيهاته بالزواج الفطري بين الرجل والمرأة، ألم يق الإنسان شر هذا المرض وأمراضا كثيرة أخرى منها ما اكتشف وعرفه الأطباء، ومنها ما لم يعرفوه بعد؟؟؟
إن التشريع الإسلامي الحاسم حين قرر أن الزواج هو الشكل الوحيد للعلاقة بين الرجل والمرأة الصالح لحياة البشر، والواقي لهم من أخطار صحية ونفسية واجتماعية جسيمة تهددهم من كل حدب وصوب ، إن هذا التشريع يؤكد أن كل ما حدث للإنسانية من تدهور إنما هو نتيجة تمردها على هذا الشكل ولهذاالمنهج،إنه يؤكد في ضوء كل ما حدث أنه تشريع ومنهج إلهي وضعه خالق هذا الكون، لا يمكن أن يكون قد جاء من عند أحد من البشر حتى لو كان محمد صلى الله عليه وسلم [ حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعقلون، بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون] ( فصلت 1ـ4)
يعتبر الإسلام أن الزواج من امرأة صالحة هو نصف الدين بفضل ما يهيئه للزوجين من العفاف والاستقامة والتفرغ لأعباء الحياة وعبادة الله، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: "من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي" رواه الطبراني والحاكم، بل يرى الإسلام أن أعظم متعة للإنسان في دنياه هي أن يوهب زوجة صالحة، وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم فيما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص: "إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شئ أفضل من المرأة الصالحة" أخرجه ابن ماجة.
وقد اتفق علم الطب الحديث وعلم الاجتماع مع الإسلام في أن الزواج هو الخطوة الأساسية نحو بناء مجتمع سليم معافى متعاون، كما أنه الخطوة الأولى نحو حياة إنسانية سليمة خالية من الأمراض النفسية والعقلية والتناسلية، ولإنجاب ذرية صحيحة وقوية، ولذا نجد أن الإسلام قد وضع قواعد دقيقة جدا لكل أمور الزواج، واهتم بكل تفاصيل الحياة الزوجية، وبالطبع من أهم هذه الأمور على الإطلاق أمر الجماع والمباشرة بين الزوجين، وهذه لم يتركها الإسلام هكذا يزاولها كل إنسان حسب هواه ومزاجه بل فصلت تفصيلات في القرآن والسنة. فهل لنا أن نتعرف على موجز لآداب الإسلام في هذه الأمور:
قال تعالى: [ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم، واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه، وبشر المؤمنين ] (البقرة 223)
وقال جل وعلا: [ فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ] (البقرة 187)
قال ابن عباس رضي الله عنه: أنزلت هذه الآية في أناس من الأنصار أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ائتها على كل حال، إذا كان في الفرج " وأصل الحرث مكان الزرع، أي أن أزواجكم كالزرع فأتوهن من المكان الذي يرجى منه ولا تتركوه لما لا خير فيه، "وأنى شئتم " بمعنى على أي وضع شئتم ما دمتم تتحرون موضع النسل الذي تتحقق به حكمته سبحانه وتعالى في بقاء الإنسان إلى ما شاء الله . وقال جل وعلا:
[ فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ] (البقرة 187)
وقد حث الإسلام على احترام أمر العلاقة الزوجية الخاصة بكل جوانبها، ولم ينظر إليها نظرة المحتقر المستهين أو المتحرج المتلعثم، فهذا الأسلوب يورث العقد والنفاق ويجعل الإنسان يحتقر نفسه وزوجه ومجتمعه كله، لهذا كان صحابة رسول الله وزوجاتهم يستشيرونه صلى الله عليه وسلم في أمورهم الزوجية العاطفية، وكان صلى الله عليه وسلم يجيبهم بما علمه الله دون إبهام أو مواربة. وقد سبق الإسلام بهذا الدنيا كلها بمئات السنين، حيث كانت هذه الأمور في أوروبا في هذا الوقت من الأمور المشينة التي يعاب تماما على الرجل أو المرأة أن يسأل فيها، مما أصل في تلك المجتمعات المظلمة العقد والزنا والفواحش، وكانت النظرة إلى العلاقات الزوجية أنها خبث وشر لابد منه فجاء الإسلام ليجعلها آية من آيات الخالق القدير في خلقه وحث عباده على التفكر فيها، فرفع من شأنها وكرمها أيما تكريم.
ولا شك أن اهتمام الإسلام بالعلاقة الجنسية بين الزوجين إنما يرجع إلى دورها الخطير في استقرار الأسرة وسعادتها، وفي تجنبها المشاكل والعقد والأمراض ؛ فقد روى مسلم والنسائي أن رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " وفي بضع أحدكم صدقة فقال: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ثم تكون له صدقة؟ فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر". فانظروا لهذا النور الوضيء في معنى وحكمة المباشرة الزوجية في الإسلام، فهي محمودة من الخالق ويثاب عليها المؤمنون لأنها قطع لسبيل الفاحشة وبتر لمسالك الزنا، وهذا هو مقصد الشرع الإسلامي .. إقامة مجتمع نظيف نقي معافى قوي يعبد الناس فيه ربهم دون متاعب أو مخاوف تنغص عليهم أمور حياتهم.
وكما جاء في كتاب "الطب الوقائي في الإسلام" فقد أكد الإسلام على مراعاة المحبة والوفاق العاطفي بين الزوجين كشرط لإقامة علاقة مترابطة ودائمة، فتغير هذا الحب وذلك التعاطف والتفاهم يقلب متعة الحياة الزوجية إلى جحيم دائم، وقد استنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلك الذي يسئ معاملة زوجته ثم يدعوها بعد ذلك إلى فراشه فقال: "يظل أحدكم يضرب زوجته ضرب العبيد ثم يدعوها إلى فراشه.. الحديث" ( ابن ماجة)
ويأمر الإسلام الرجل أن يتجمل لزوجته كما يحب أن تتجمل هي له، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغسلوا ثيابكم، وخذوا من شعوركم واستاكوا، وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم "
بل إن الإسلام راعى أمرا في منتهى الدقة والحساسية بين الأزواج، وهو النهي عن مباشرة الرجل لزوجته دون تمهيد وتدرج، فجاء في الآية الكريمة [ وقدموا لأنفسكم ] يقول عنها المفسرون: أي ابدءوا بالمداعبة والملاطفة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة ".
ويحرم الإسلام تماما الشذوذ مع المرأة أي إتيانها في الدبر، بل يجب أن تؤتى في المكان الفطري الطبيعي الذي جعله الله للنسل [ فأتوهن من حيث أمركم الله ] ويقول صلى الله عليه وسلم كما جاء في سنن ابن ماجة والترمذي: " اتقوا الله ولا تأتوا النساء من أدبارهن "
ولا يقتصر ضرر الشذوذ هذا إلى منع النسل فقط، بل إنه علاوة على الأذى النفسي الشديد الذي يسببه للزوجة، فإنه يحدث تشققات عميقة والتهابات شديدة في الشرج، أما الرجل فيصاب في مجرى البول بالتهابات وغالبا ما تصعد الميكروبات إلى البروستاتا، وقد تسبب له العقم، وذلك لأن الشرج ملئ بالميكروبات التي لا يوجد مثلها في باب الرحم وهو المكان الطبيعي للجماع، ثم إن الرجل يأخذ هذه الميكروبات مرة أخرى عند الجماع الطبيعي لكي يزرعها في رحم المرأة، مما قد يصيبها بالعقم.
ويحرم الإسلام على الزوجة تحريما قاطعا أن تماطل زوجها أو تتهرب منه إذا طلبها لفراشه دون سبب شرعي، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو زوجته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها " رواه البخاري ومسلم. ولذلك حكمة عظيمة، فحرمان الرجل من الحياة الزوجية المنظمة تؤدي به إلى الكبت والشعور بالحرمان، مما يوغل في نفسيته وقد يدفعه أو يوقعه في الزنا. وكما أمر الإسلام الزوجة بطاعة زوجها في هذا فإنه قد أمر الزوج أيضا ألا يهجر فراش زوجته ما لم تقترف ما تستحق به عقوبة الهجر، وإذا هجر فلفترة محددة، وفي هذا نذكر المحادثة الشهيرة للثلاثة الذين جاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته، فقال أحدهم: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فنهاه الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا وقال: "من رغب عن سنتي فليس مني"
إن الإسلام دين متكامل حينما يعالج قضية يتناولها من كافة جوانبها. وليس للإنسان القاصر عقله والمحدود علمه أن ينجح في وضع منهج للحياة أفضل مما وضعه خالق الكون !!!
من الأمور الصحية التي تناولها القرآن الكريم تحريم مباشرة الرجل لزوجته في فترة الحيض، فيا ترى ما هي الحكمة في هذا التحريم القاطع؟ لنستمع معا إلى هذه الآيات أولا:
يقول تعالى: [ ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض، ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ] (البقرة 222)
فالمولى سبحانه وتعالى يعلمنا ويرشدنا أن فترة حيض المرأة لا يشرع فيها الجماع المعتاد بين الزوجين، ولهذا الأمر حكمة عظيمة اكتشف العلم الحديث بعضا من جوانبها؛ ففي فترة الحيض يفرز جسم المرأة هرمونا يختلف عن الذي يفرزه في الفترة العادية، وهذا الهرمون يجعل المرأة في حالة نفسية ومعنوية غير عادية، فتصاب كثير من النساء في هذه الفترة باضطرابات عصبية وتكون كارهة للجماع، ففي تركه احترام وتوقير لمشاعرها وظروفها الخاصة
في هذه الفترة. أيضا تكون أعضاء المرأة التناسلية كالرحم والمبيض في حالة احتقان شديد، وهذا يجعلها عرضة للجراح الصغيرة والتسلخات غير المرئية أثناء المجامعة، وقد يسبب ذلك دخول الميكروبات التي تسبب التهابات قد تؤدي إلى العقم.
وبالنسبة للزوج فإنه قد يصاب بالالتهابات هو الآخر؛ لأن الدم النازل من الرحم يكون فاسدا، وهو مزرعة للميكروبات التي قد تصيب مجرى البول منه.
والنهي عن لقاء الزوجين في هذه الفترة إنما هو نهي عن الجماع التام، فقد قال صلى الله عليه وسلم عن فترة الحيض فيما رواه مسلم وابن ماجة: " اصنعوا كل شئ إلا النكاح " فلا بأس إذن بما يحدث بين الرجل وزوجته في فترة الحيض طالما كان دون الجماع الكامل.
وهكذا نرى حكمة الله الخالق تتجلى لنا في واحدة من الإعجازات التشريعية الإسلامية، فالمشرع الحكيم هو رب السموات والأرض وخالق هذا الكون إنما يشرع بحكمة وعلم يحيطان كل شئ . فحتى الحالة النفسية للمرأة في الحيض يراعيها الشرع، ويقول جل وعلا: [ قل هو أذى ] وأي أذى أكبر من أن يأتي الرجل زوجته وهي كارهة لهذا، أو تكون رغبتها الفطرية في الجماع في أدنى معدلاتها؛ مما يؤدي إلى قطع حبل المودة والرحمة الذي بدونه ينهار أساس الحياة الزوجية تماما.
إنه الموضوع المفضل المثير لشهية المتربصين للإسلام ، فالتعدد مبدأ يقره الإسلام بنص قرآني صريح وواضح، فيقول تعالى: [ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ] (النساء 3)
إن خصوم الإسلام الذين يصرون على الباطل يقررون بحملاتهم الساذجة على هذا المبدأ أنهم حقيقة جهلة يجادلون بالباطل ، فالنص القرآني يؤكد على ضرورة العدل، فالآية تقول: [ فإن خفتم ألا تعدلوا ] أي أن العدل شرط أساسي للجمع بين أكثر من زوجة، وهذا الشرط يشع بالنور والفضيلة التي يتسم بهما هذا المنهج في كل جوانبه، ولهذا فلن ندافع عن صحة هذا المبدأ طالما وجد هذا الشرط، شرط العدل التام بين الأزواج، فهذا الشرط كفيل للدفاع عن المبدأ كله، ولكن فقط سنعرض بسرعة بعض الحقائق الهامة؛
لقد كشف علماء الاجتماع أمثال "جينز مرج" أن تعدد الزوجات كان نظاما متبعا على طول التاريخ بين الشعوب المتحضرة، أما نظام الزواج من واحدة فكان النظام المتبع عند الشعوب المتخلفة. ونفى العالم أن يكون السبب في هذا وازع ديني، وإنما لما في نظام التعدد من فوائد اجتماعية واقتصادية عديدة !! أي أن التفكير الفطري السليم للإنسان الواعي المتحضر أدى به إلى ذات المبدأ الذي أقرته الشريعة الإسلامية.
كما يثبت علم الإحصاء الحديث أن نسبة الوفيات من الذكور أكثر منها في النساء، وذلك من ساعة الولادة وحتى أوائل مراحل الشباب، الأمر الذي يسبب زيادة في نسبة الأحياء من الإناث على الذكور، وفي مرحلة الشباب أيضا تظل النسبة أعلى في الوفيات في الذكور لظروف أخطار الحروب والعمل وغيرها. وهكذا تظل الإناث في زيادة كبيرة عن تعداد الذكور.
كذلك كثيرا ما تتعرض دولة بعينها لخطر الحرب تفقد معه عددا كبيرا من أبنائها، فتطفو أعداد كبيرة من الأرامل على سطح المجتمع، كما تزيد نسبة الإناث كثيرا في هذه البلدان عن نسبة الذكور، ولقد قرر مؤتمر الشباب العالمي في ميونخ بألمانيا عام 1948 عقب الحرب العالمية الثانية إباحة تعدد الزوجات بعد أن استعرض المجتمعون سائر الحلول، ولم يجدوا حلا غيره لمشكلة زيادة عدد النساء أضعافا مضاعفة عن الرجال.
وحتى لو انعدمت الحروب وتضاءلت احتمالات مخاطر العمل وتساوت نسبة الأحياء بين الذكور والإناث، فإن هناك حقيقة هامة جدا تحول أنظارنا رغما عن الجميع إلى موضوع التعدد، وهي أنه طبيعة كثير من الرجال النفسية والجسمية تجعلهم في حالة شهوة جنسية مستمرة، خاصة مع وجود فترة دائمة لا تقل عن ربع عمر المرأة لا تتم فيها المباشرة الزوجية، فهل من الخير أن يبحث مثل هؤلاء عن الاكتفاء والمتعة في الظلام بين الخطيئة والدنس والزنا أم أن هناك حلا آخر يشرق بالفضيلة ويحفظ الأنساب ويقرر التعامل بصدق وحسن خلق ومودة في وضح النهار؟!
يقول تعالى: [ ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ] (الحج 5)
ويقول: [ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ، نحن نرزقهم وإياكم ] (الإسراء 31)
يقرر العلماء أن الإجهاض هو القضاء على ما يقر في الأرحام بعد أن تنفخ فيه الروح ويصبح نفسا. ويقول جل وعلا: [ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ] (الإسراء 33) ويعلق د." جوافاكت " أستاذ التوليد بجامعة ليفربول في بريطانيا على قضية الإجهاض بقوله:
"لا ينبغي أن تكون الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية مقبولة لتسويغ الإجهاض عند الطلب للأسباب التالية:
ليس من المقبول طبيا أن نعرض الأم لمخاطر عملية جراحية أو قتل جنينها لمجرد تحسين وضع مالي، أو للمحافظة على سمعة عائلية متهافتة.
إننا بإباحة الإجهاض لن نستطيع أن نجعله سائغا أخلاقيا خاصة في مهنة تعتبر الصحة البدنية والعقلية للإنسان هي هدفها وشغلها الشاغل.
إن الإجهاض حسب الطلب ضد كل الممارسات الجراحية، حيث إن الأم لا تدرك مدى الأضرار التي ستصيبها من مقاومة مقدرات الحياة، فليس من حق أحد أن يحرم مخلوقا من حق الحياة الذي كفله الخالق له."
لقد ثبت علميا خطورة عملية الإجهاض والتي حرمها الإسلام تماما بعد أن تدب الروح في جسد الجنين في رحم أمه، وذلك يكون بعد مائة وعشرين يوما بنص حديث رسول الله الذي جاء فيه: " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم ينفخ فيه الروح.." رواه البخاري ومسلم. ومعنى الحديث أنه بعد مرور مائة وعشرين يوما تكون النفس الإنسانية قد اكتملت في رحم الأم، وعلى هذا فإنه يحرم إسقاط الجنين بعد هذه المدة مهما كانت الأسباب، وأجاز بعض الفقهاء إسقاطه قبل هذا الوقت للضرورة القصوى، أي في حالة خطورة الحمل على صحة الأم وتهديد حياتها.
والشريعة الإسلامية حين تحسم هذه القضية بهذا الأسلوب فإنها تثبت أنها دائما تسبق العلوم الحديثة التي أكدت تعدد الأضرار والمضاعفات الصحية والاجتماعية التي تعقب عملية الإجهاض، فالنزيف والصدمة الجراحية التي تعقب الإجهاض تؤدي إلى وفاة الأم بنسبة ليست ضئيلة، وتزداد احتمالات هذه النسبة في حالات فتح البطن، وقد تصل نسبة الحالات المرضية المترتبة على الإجهاض إلى 15% من مجموع الحالات.
كذلك قد يتمزق عنق الرحم من جراء الإجهاض، مما يؤدي إلى تكرار الإجهاض تلقائيا بعد ذلك، كما أنه قد يحدث ثقب في الرحم بنسبة لا تقل عن 0.5 % وقد تؤدي إلى إصابات في الأمعاء والمثانة وغيرها من أجهزة البطن.
وعلى المستوى الاجتماعي فإنه يحدث تدهور أخلاقي رهيب بإباحة عملية الإجهاض وانتشارها، فقد تبين أن 50 % من الذين سبق أن أجريت لهم عمليات الإجهاض يعودون لطلبها مرات أخرى متكررة، مما يؤدي إلى انتشار الرذيلة و الممارسات الفاسدة، مع ما يصاحبها من أمراض عضوية ونفسية مدمرة.
??? ????
????
???
???? ?????
???? ?????
يقول تعالى [ الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ] (الأعراف 157)
يبدو لنا من صفات ذلك النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم أنه يحل الطيبات ويحرم الخبائث على أتباعه، فيا ترى ما هي تلك الخبائث التي جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليحرمها مقابل إباحة كل أنواع الطيبات التي أوجدها الله في الأرض لعباده، والأصل في الأشياء في الإسلام هي الإباحة..... قال تعالى [قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق] (الأعراف 32)ويقول جل وعلا [ يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات ] (المائدة 4) بل ويؤكد سبحانه وتعالى هذا المعنى في سورة النحل فيقول [ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ] (116)
فكل هذا التكرار على إباحة الطيبات يؤكد به الله لعباده أنه لا يحرمهم أبدا من المتع الطيبة الحلال التي رزقهم إياها، وكذلك هو لا يرضى سبحانه لعباده المؤمنين أن يكونوا ضعاف البنية معتلي الصحة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه مسلم "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ،احرص على ما ينفعك ،واستعن بالله ولا تعجز ..."...والإسلام لا يكتفي بالإباحة المطلقة للطيبات من الرزق وإنما يشجع عليها بطريقة جميلة راقية ليس فيها الغصب أو الإجبار، فيذكر القرآن الكريم بعض أنواع الأطعمة والأشربة بالاستحسان لحث المؤمنين على تناولها كمصدر للصحة والعافية، ومثال هذا لحوم الطير وصيد البحر والعسل واللبن والتين والتمر والزيتون وطائر السمان "السلوى" وغيرها من الطيبات
أما الخبائث فهي كل مالا تستسيغه الأذواق السليمة، وكل ما يصيب الإنسان في بدنه أو نفسه أو عقله بالضرر...والخبائث التي جاء ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية والتي حرمها الله من الأطعمة والأشربة مثال لحم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله ـ أي اللحوم غير المزكاة ـ والخمر وكل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع كما جاء في سنن أبي داود "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السبع وعن كل ذي مخلب من الطير"...كل هذه الخبائث وغيرها مما ورد في القرآن والسنة ليست هي فقط التي يحرم على المسلم تناولها، بل كل ما اتفقت عليه الجماعة المسلمة وعلى رأسهم العلماء الأفاضل، أنه من الخبائث فإنه يحرم قياسا على ما ورد ذكره في القرآن والسنة
وسنضرب مثالا على هذا.. فالتدخين مثلا لم يكن معروفا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل لأنه لم يرد ذكره في القرآن أو السنة يكون من المباحات؟؟؟
لقد أصبحت السجائر والدخان من أكثر العادات الملازمة لحياة الإنسان في هذا العصر.. ورغم أن الدخان قد اكتشف في القرن السادس عشر إلا أنه لم ينتشر انتشارا واسعا في العالم كله إلا في القرن الماضي فقط وذلك لارتباطه بادئ الأمر بالرقعاء من البشر والساقطين، ولاستخدامهم أنواع المخدرات الأخرى معه.. أما اليوم فقد استمرأ الإنسان التدخين وأصبح بتأثير الحملات الدعائية المركزة من شركات التبغ دليلا على الرجولة وعنوانا للجاذبية والصحة والنجاح !!؟؟؟
وكما يقول د/أحمد شوقي الفنجري فقد اكتشفت الجمعية الطبية لمكافحة السرطان في أمريكا علاقة التدخين بسرطان الرئة لأول مرة
عام 1948 ولكنها لم تستطع نشر تقريرها إلا في عام 1952 بسبب نفوذ شركات التدخين وتهديداتها ومنذ هذا الوقت ابتدأ الصراع العلني بين الهيئات الصحية في العالم كله وعلى رأسها جمعيات مكافحة السرطان وبين شركات التبغ القوية النفوذ ذات رؤوس الأموال الخيالية.
حقائق علمية عن الدخان
لقد أثبتت معامل التحليل الطبي أن دخان السجائر يشتمل على كثير من المواد الضارة بالصحة منها
-أول أكسيد الكربون وهو غاز سام عديم الرائحة واللون
-ثاني أكسيد الكربون وهو يطرد مع أول أكسيد الكربون، الأوكسجين من الرئة والدم
-غاز كبريتيد الهيدروجين
-النشادر
-حامض الكربوليك
-بعض الحوامض الطيارة مثل الخليك والنمليك والنيترويك، وكلها لا بد من إضافتها للدخان للاحتفاظ به رطبا
- نتروبيرين وهي المادة المسببة للسرطان
- القطران وهو يسبب سرطان الرئة ويعطي اللون الأسمر الداكن للسيجارة
- الزرنيخ وهو موجود في المبيدات الحشرية التي يرش بها التبغ
- رماد ورق السيجارة
- النيكوتين الذي له تأثير ضار جدا على الدورة الدموية وعلى القلب وهو أخطر هذه المواد جميعا وقد اكتشف العلماء أن الكمية الموجودة في عشرين سيجارة إذا حقنت في العضل مرة واحدة فإنها تقتل الإنسان
تجارب عملية تؤكد خطورة التدخين
لن نتحدث كثيرا عن الأمراض التي يسببها التدخين، ولكننا فقط سنورد بعض التجارب البسيطة التي يمكن لكم إجراءها للتأكد الفعلي من خطر السيجارة
استنشق دخان سيجارة ودعه يدخل الرئة ثم أخرجه تجده رائقا غير كثيف لأن القطران الذي يعطي الدخان لونه الأسمر يترسب في الرئة، والآن أعد التجربة مع حفظ الدخان في الفم فقط دون إدخاله للرئة ثم أخرجه ثانية، ستجده أسمرا كثيفا لأن القطران يخرج معه كما هو
أحضر حلقة متصلة بجرس كهربائي، وفي الطرف الآخر سلك بحيث إذا لامس السلك الحلقة دق الجرس، وابدأ التجربة، فبعد أن تدخن سيجارة واحدة ستجد أن عدد أخطائك قد تضاعف مما يؤكد أن التدخين يسبب رعشة في اليد ويقلل من القدرة على التحكم في الأطراف
دقق النظر في رئة هذا الرجل الذي لا يدخن، ثم دقق الآن في رئة أخيه التوأم المدخن، هل لاحظت الفارق.. ولو افترضنا أن لرئتيهم نفس الحجم، فيا ترى بعد سنوات من التدخين أيهما ستكون أثقل وزنا... بالتأكيد رئة المدخن لما اختزنته من نيكوتين وقطران وكل ما عرفناه من مكونات السجائر
الأضرار النفسية والأخلاقية للتدخين
التدخين من العادات التي تصل في أغلب الأحيان إلى حد الإدمان، وما لم يكن المدخن ذا إرادة صلبة وعزيمة قوية جدا فإنه يصعب عليه التوقف عن التدخين مهما أصابه من أضرار، وكثير من الناس يؤثر التدخين على أخلاقهم وتصرفاتهم ويغير مجرى حياتهم دون أن يشعروا بذلك ودون أن يعترفوا أو يقروا به، ومثلهم في ذلك السكير الذي يتمايل سكرا في الهواء ثم يؤكد أنه لا يتأثر بالخمر وأنه يسيطر على نفسه تماما.
وغالبا ما يتحول المدخن إلى شخص قلق عصبي المزاج سريع الغضب إذا حرم من السيجارة لأي سبب كالصوم مثلا أو بأمر الطبيب أو لعدم توافر ثمنها، ومن الناس من لا يستطيع التركيز لقراءة كتاب أو أي عمل ذهني إلا والسيجارة في يده، ومنهم من لا يستطيع القيام من فراشه إلا بعد تدخين سيجارة.
قالوا عن الدخان
يقول د/ "أ.س كلنتون" الطبيب الأمريكي الشهير إن تعاطي الدخان يضعف الإرادة ويهدم الصحة ويخدر الأعصاب بعد أن ينشطها وينبهها، ويعرض الشباب لمرض السل، ويبتليهم بأمراض القلب، وكثيرا ما يطلب مني أن أصف علاجا ناجحا لشاب مصاب بخفقان القلب فكان تسعة أعشار هذه الحالات ناجما عن عادة التدخين.
"هنري فورد "رجل الأعمال الملياردير الأمريكي إن التبغ (الدخان) مخدر سام، ابتلى به أهل هذا الزمان فاشتدت وطأته وكثرت أضراره في الناس، ولن تجد بتاتا في شركاتي ولا في مصانعي كلها من يتعاطاه البتة بأي شكل من الأشكال.
ويقول "جرمين مكلارين" أشهر من صور أفلام الدعاية العالمية للسجائر وكان يظهر كراعي بقر قوي ينفث بعمق دخان سيجارته، قال قبل أن يموت بأيام بعد أن أصيب بسرطان الرئة " السجائر تقتلكم وأنا الدليل على ذلك، وكم أود لو يأخذوا كل أموالي الآن ويتركوني أقولها عل شاشات التلفاز في كل الدنيا، السجائر تقتلكم ولا تصدقوني فيما قلت قبل هذا.. "
طرق لعلاج التدخين
- أهم شئ التسليم بأن الدخان من الخبائث، والاستعانة بالله والعزم على هجرها بنية التوبة إلى الله والمحافظة على الصحة تلك الأمانة التي نحن مسؤلون عنها بين يدي الجبار يوم القيامة ...
- الإكثار من أكل التمر وشرب اللبن البقري يطهر الجسم بإذن الله من آثار النيكوتين، وتتناقص معدلاته في الدم فلا يصبح للجسم حاجة ملحة له كما كان...
- شرب عصير الجزر والطماطم يوميا بعد الغذاء ولمدة شهر ينقي الدم أيضا من النيكوتين، كما أن شرب العرقسوس الدافئ يزيد من مقاومة الجسم للسموم بما يمده به من كورتيزون طبيعي...
- يمكن دفع التفكير في السيجارة باستعمال السواك بكثرة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ...وأيضا بمص القرنفل،ويمكن دفعه أيضا بأخذ عددا من الأنفاس العميقة ليكن عشرين ، ولكن هذه المرة دون وجود السيجارة بين أصابعنا ...وليكن إخراج الهواء من الصدر بكل قوة وكأنك تطرد التفكير في السيجارة تماما...كرر هذه العملية كل ساعتين ، وسترى أن حاجتك للتدخين أهون مما كنت تتوهم كثيرا...
*
كان الدكتور "وولتر رالي" أستاذا بجامعة لندن وهو من أوائل من أدمنوا التدخين في انجلترا ... وكان التدخين في ذلك الوقت عادة يزدريها المجتمع هناك، ولم يكن من اللائق أبدا بالمحترمين والمثقفين أن يمارسوها فقد كانت عادة الفقراء والجهلة من الناس ... لذا فقد آثر الدكتور " وولتر رالي" أن يدخن دائما في السر تجنبا لاحتقار تلاميذه وأصدقائه له... وفي أحد الأيام وبينما كان جالسا منهمكا في القراءة والبحث نادى خادمه الجديد "جون" وقد نسي أن "البايب" مشتعلا في فمه فلما دخل عليه الخادم ورأى الدخان يتصاعد من أنفه وفمه قال له
ـ سيدي الدكتور ما هذا الذي أراه ؟
ـ هم م...، ما ترى يا جون ؟ هذا سيدك يعمل بجد واجتهاد وأمامه الكتب العلمية النادرة، هذا المشهد ستعتاد عليه يا جون
ـ سيدي أقصد ما هذا الدخان الذي يخرج من كل مكان في وجهك ؟
ـ آآه ! الدخان ... هذا الدخان من فرط انهماكي في التفكير يا جون
ـ تقصد أن عقلك قد توقد من كثرة التفكير والعمل ؟!!
ـ بالضبط يا جون، عقلي قد توقد وكاد أن يحترق، والدخان هو الدليل على هذا!!!
ـ وما هذا الشيء الذي أخفيته تحت فخذك يا سيدي ؟
ـ لا لا ... لا شيء... إنها خشبه كنت أنظف بها أسناني
ـ سيدي ... يبدو لي للوهلة الأولى أنك تكذب
ـ جون... كيف تجرؤ ؟
ـ سيدي أعتقد أن هذا الشيء الذي تخفيه هو "البايب" أداة التدخين الحقيرة...وأعتقد أيضا أن سروالك سيحترق !!
ـ جون ... هذه المرة صدقت يا جون.. لقد احترق فعلا السروال ... وتسللت النيران إلى جلدي .. آآآآآآآه
قال تعالى: [ إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ] (البقرة 173)
وقال جل وعلا :[ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ] ( المائدة 3)
فما هي الحكمة من تحريم أكل الميتة هذا التحريم القاطع ؟؟؟
……لقد ثبت علميا وبشكل شبه مؤكد أن جسم الميتة في الحيوانات يحتبس فيه الدم بكل رواسبه وسمومه، وقد يتخلل جميع الأنسجة اللحمية ، وتبدأ السموم عملها في كل خلايا الجسم، فتكتسب الميتة اللون الداكن، وتمتلئ الأوردة السطحية بالدماء، وتتوقف الدورة الدموية دون أن يتسرب حتى ولو قدر ضئيل من تلك الدماء إلى خارج الجسم، وتصبح بذلك الميتة كلها بؤرة فاسدة للأمراض،
ومجمعا خبيثا للميكروبات، ويبدأ التعفن في عمله فيها، ويعم أثره في اللحم لونا وطعما ورائحة، فالميتة إذن ليست من الطيبات على الإطلاق ..[ يسألونك ماذا أحل لهم ، قل أحل لكم الطيبات ] (المائدة 4 ) كما أن الميتة يفقد لحمها كل قيمة لأن إنزيمات التحلل تبدأ عملها في الخلايا فتفقدها كل قيمة غذائية، وعلى أية حال فإن المسلمين يمتنعون تماما ومن قبل معرفة هذه الحقائق عن أكل
لحم الميتة اتباعا لأوامر الخالق في كتابه الكريم، لأنهم يؤمنون أن ما جاء في هذا القرآن إنما هو الحق المطلق الذي لا يتغير ولا يتبدل.. [وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ] ( يونس 37)
أنواع الميتة:
المنخنقة :
هي التي تموت بالخنق، إما قصدا، وإما عرضا كأن تتعثر مثلا في وثاقها فتموت، وقد ثبت علميا أن الحيوان إذا مات مختنقا أي بمنع الأوكسجين في الدخول إلى رئتيه فإنه يتراكم في جسمه غاز ثاني أكسيد الكربون السام، كما تتراكم جميع الإفرازات السامة التي تخرج عادة مع التنفس في عملية الزفير، وهذه المواد إذا احتبست ولم تخرج عادت لتمتص في الجسم ويحدث التسمم في كل الأنسجة، فتؤدي إلى الوفاة. وبالتالي فإن أكل لحوم هذه الحيوانات معناه انتقال هذه المواد السامة إلى جسم آكلها فتسبب أمراضا خطيرة، أيسر كثيرا من علاجها أن نتجنب أكل هذه اللحوم كما أمرنا العليم الحكيم.
الموقوذة:
الموقوذة هي التي تضرب بعصا أو خشبة أو حجر حتى الموت، وهذه الحيوانات تفسد لحومها لتلف الأنسجة، واحتوائها على الكثير من الميكروبات نتيجة احتقان الدم فيها وعدم ذبحها بالطريقة التي أمر بها الله جل و علا .
المتردية: …
المتردية هي التي تموت من السقوط من مكان عال أو تسقط في بئر أو من جراء حادث كصدمة سيارة، وهذه الحيوانات تفسد لحومها وتتلف ولا تكون صالحة لغذاء البشر؛ لما تحتويه من جراثيم وميكروبات تسبب أمراضا شتى.
النطيحة:
النطيحة هي التي تموت بسبب نطح حيوان آخر لها، وقد قال ابن عباس: " النطيحة هي ما نطحت فماتت فما أدركته يتحرك بذنبه أو بعينه فاذبح وكل" ولحومها تحتوي على ميكروبات مختلفة نتيجة موتها بهذه الطريقة وعدم تخلصها من الدماء الفاسدة.
ما أكل السبع: …
وقد حرمت لحوم ما أكل السبع لحكمة إلهية عظيمة، اكتشف الطب الحديث جانبا منها، حيث ثبت أن الجراثيم والميكروبات التي تكون في أظافر السبع حين تنهش فريستها تنتقل إليها وتسبب أمراضا لمن يأكل لحومها بعد ذلك، كما أن السبع أو الحيوانات البرية بشكل عام قد تكون مصابة بمرض تظهر آثاره في فمه ولعابه، وينتقل بدوره إلى جسم الفريسة، فتتسبب في أضرار بالغة لآكل لحومها.
قال الله تعالى :[ إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ] (البقرة 173)
وقال جل وعلا: [ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقودة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ]
(المائدة 3) فلنتعرف أولا على وظيفة الدم في جسم الكائن الحي: إن الدم يقوم في جسم الكائن الحي بوظيفتين: الأولى أنه ينقل المواد الغذائية التي تمتص من
الأمعاء مثل البروتينات والسكريات والدهون إلى أعضاء الجسم وعضلاته، إلى جانب حمله للفيتامينات والهرمونات والأوكسجين وجميع العناصر الحيوية الضرورية. والثانية: هي حمل إفرازات الجسم الضارة في جسم الحيوان كي يتخلص منها مع البول أو العرق أو البراز. فإذا كان الحيوان مريضا فإن
الميكروبات تتكاثر عادة في دمه، لأنها تستعمله كوسيلة للانتقال من عضو إلى آخر، كما أن إفرازات الميكروب وسمياته تنتقل عن طريق الدم أيضا، وهنا يكمن الخطر..لأنه إذا شرب الإنسان الدم فستنتقل إليه كل هذه الميكروبات وإفرازاتها، وتتسبب في أمراض كثيرة مثل ارتفاع البولينا في الدم، مما يهدد بحدوث فشل كلوي أو ارتفاع نسبة الأمونيا في الدم وحدوث غيبوبة كبدية.. وكثير من الجراثيم التي يحملها الدم تحدث في المعدة والأمعاء تهيجا في الأغشية، مما يسبب أمراضا كثيرة لكل هذه الأسباب حتم الإسلام الذبح الشرعي الذي يقتضي تصفية دم الحيوان بعد ذبحه. وكذا حرم الله شرب الدم أو دخوله بأي شكل من الأشكال إلى الغذاء الآدمي، وهذا قبل أن يخترع الميكرسكوب، وقبل أن يعرف الإنسان أي شئ عن الجراثيم والميكروبات [ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ]
لن نتحدث كثيرا عن الأمراض التي يسببها التدخين، ولكننا فقط سنورد بعض التجارب السهلة التي يمكنكم إجراؤها للتأكد الفعلي من خطر السيجارة:
أولا: استنشق دخان سيجارة ودعه يدخل الرئة ثم أخرجه، تجده رائقا غير كثيف لأن القطران الذي يعطي الدخان لونه الأسمر يترسب في الرئة. والآن أعد التجربة مع حفظ الدخان في الفم فقط دون إدخاله للرئة ثم أخرجه ثانية، ستجده أسمر كثيفا لأن القطران يخرج معه كما هو.
ثانيا: أحضر حلقة متصلة بجرس كهربائي، وفي الطرف الآخر سلك بحيث إذا لامس السلك الحلقة دق الجرس، وابدأ التجربة محاولا إدخال السلك في الحلقة دون أن تلمسها، فبعد أن تدخن سيجارة واحدة ستجد أن عدد أخطائك قد تضاعف، مما يؤكد أن التدخين يسبب رعشة في اليد ويقلل من القدرة على التحكم في الأطراف.
ثالثا: اذهب إلى أي قسم للأشعة في أي مستشفى، دقق النظر في رئة هذا الرجل الذي لا يدخن، ثم دقق الآن في رئة أخيه التوأم المدخن، هل لاحظت الفارق؟! إذا لم تلاحظه فأنت بالتأكيد شخص مدخن قد أثر التدخين على نظرك أيضا! ولو افترضنا أن لرئتيهما نفس الحجم، فيا ترى بعد سنوات من التدخين أيهما ستكون أثقل وزنا؟ بالتأكيد رئة المدخن لما اختزنته من نيكوتين وقطران وكل ما عرفناه من مكونات السجائر.
الأضرار النفسية والأخلاقية للتدخين:
التدخين من العادات التي تصل في أغلب الأحيان إلى حد الإدمان، وما لم يكن المدخن ذا إرادة صلبة وعزيمة قوية جدا فإنه يصعب عليه التوقف عن التدخين مهما أصابه من أضرار، وكثير من الناس يؤثر التدخين على أخلاقهم وتصرفاتهم ويغير مجرى حياتهم دون أن يشعروا بذلك ودون أن يعترفوا أو يقروا به، ومثلهم في ذلك السكير الذي يتمايل سكرا في الهواء ثم يؤكد أنه لا يتأثر بالخمر وأنه يسيطر على نفسه تماما.
وغالبا ما يتحول المدخن إلى شخص قلق عصبي المزاج سريع الغضب إذا حرم من السيجارة لأي سبب كالصوم مثلا أو بأمر الطبيب أو لعدم توافر ثمنها، ومن الناس من لا يستطيع التركيز لقراءة كتاب أو أي عمل ذهني إلا والسيجارة في يده، ومنهم من لا يستطيع القيام من فراشه إلا بعد تدخين سيجارة.
قالوا عن الدخان:
يقول د. "أ.س كلنتون" الطبيب الأمريكي الشهير: إن تعاطي الدخان يضعف الإرادة ويهدم الصحة ويخدر الأعصاب بعد أن ينشطها وينبهها، ويعرض الشباب لمرض السل، ويبتليهم بأمراض القلب، وكثيرا ما يطلب مني أن أصف علاجا ناجحا لشاب مصاب بخفقان القلب فكان تسعة أعشار هذه الحالات ناجما عن عادة التدخين.
"هنري فورد "رجل الأعمال الملياردير الأمريكي يقول:إن التبغ (الدخان) مخدر سام، ابتلى به أهل هذا الزمان فاشتدت وطأته وكثرت أضراره في الناس، ولن تجد بتاتا في شركاتي ولا في مصانعي كلها من يتعاطاه البتة بأي شكل من الأشكال.
ويقول "جرمين مكلارين" أشهر من صور أفلام الدعاية العالمية للسجائر وكان يظهر كراعي بقر قوي ينفث بعمق دخان سيجارته، قال قبل أن يموت بأيام بعد أن أصيب بسرطان الرئة: " السجائر تقتلكم وأنا الدليل على ذلك، وكم أود لو يأخذوا كل أموالي الآن ويتركوني أقولها عل شاشات التلفاز في كل الدنيا: السجائر تقتلكم، ولا تصدقوني فيما قلت قبل هذا!! "
طرق لعلاج التدخين:
- أهم شئ التسليم بأن الدخان من الخبائث، والاستعانة بالله والعزم على هجرها بنية التوبة إلى الله والمحافظة على الصحة، تلك الأمانة التي نحن مسئولون عنها بين يدي الجبار يوم القيامة .
- الإكثار من أكل التمر وشرب اللبن البقري يطهر الجسم بإذن الله من آثار النيكوتين، وتتناقص معدلاته في الدم فلا يصبح للجسم حاجة ملحة له كما كان.
- شرب عصير الجزر والطماطم يوميا بعد الغداء ولمدة شهر ينقي الدم أيضا من النيكوتين، كما أن شرب العرقسوس الدافئ يزيد من مقاومة الجسم للسموم، بما يمده به من كورتيزون طبيعي.
- يمكن دفع التفكير في السيجارة باستعمال السواك بكثرة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا بمص القرنفل، ويمكن دفعه أيضا بأخذ عدد من الأنفاس العميقة، ليكن عشرين، ولكن هذه المرة دون وجود السيجارة بين أصابعنا. وليكن إخراج الهواء من الصدر بكل قوة وكأنك تطرد التفكير في السيجارة تماما. كرر هذه العملية كل ساعتين ، وسترى أن حاجتك للتدخين أهون مما كنت تتوهم كثيرا.
*
قبل أن ينتشر التبغ في العالم وتكثر زراعته وتتعدد الشركات المصنعة له، كان التدخين عادة اجتماعية مرذولة في أوربا وأمريكا، ولم يكن من اللائق أبدا بالمحترمين والمثقفين أن يمارسوها، فقد كانت عادة السفهاء والجهلة من .الناس
لذا فقد فكرت شركات التبغ في طريقة تغير بها نظرة المجتمعات إلى عادة التدخين، وراحت تروج بين الناس أن للسجائر فوائد صحية عديدة، ولكن ذلك لم يأت بالنتيجة المرجوة، لذلك فقد استعانوا بنجوم السينما والتليفزيون الذين اشتهروا بأدوار البطولة في أفلام رعاة البقر، ورأوا أن رغبة الناس في تقليد هؤلاء ستطغى على صوت .العقل
رفض كثير من الممثلين الاشتراك معهم في ذلك حتى لا تتشوه صورتهم أمام المشاهدين، ولكن في نفس الوقت .فقد قبل ممثلون آخرون أن يفعلوا ذلك
كان من أشهر الممثلين الذين استعانت بهم شركات السجائر للقيام بهذا الدور "جرمين مكلارين" الذي كان في نظر الناس آنذاك رمز الرجولة الخارقة، وأقنعوه بالترويج للسجائر مقابل عائد مادي كبير، وأخذ "جرمين" يظهر في أفلام الدعاية العالمية للسجائر، وحقق نجاحا هائلا، وكانت شركات التبغ تزيد من أجره كلما زادت نسبة .مبيعاتها، فيظهر في صورة راعي بقر قوي ينفث بعمق دخان سيجارته، وبطريقة توحي بأن السجائر هي سبب قوته
مرت سنون عديدة ظل فيها "جرمين" متربعا على عرش الدعاية للتدخين، يعلو أجره ويزداد يوما بعد يوم، ولم يتوقف إلا حينما أصابه إعياء تام، وحينما ذهب إلى المستشفى اكتشف الأطباء أنه مصاب بسرطان الرئة، حينها فقط توقف عن التدخين وعن الدعاية لهذه العادة القاتلة، ولكن ذلك لم يمنع تمكن المرض من جسده الذي أصبح .هشا ضعيفا بعد أن كان مثال القوة والفتوة، ولم تنفعه أمواله الطائلة التي حصلها من شركات السجائر
وحينما أيقن "جرمين مكلارين" بالنهاية المحتومة وجد أن من واجبه أن يوجه رسالة تحذير إلى الناس الذين طالما خدعهم بوهم التدخين، قال قبل أن يموت بأيام:"السجائر تقتلكم، وأنا الدليل على ذلك، وكم أود لو أنهم يأخذون كل أموالي الآن ويتركوني أقولها على شاشات التلفاز في كل الدنيا : السجائر تقتلكم، ولا !!!تصدقوني فيما قلت قبل هذا
? ? ??????
?????
حكمة الزواج في الإسلام:
لقد أكد الله جل وعلا على أهمية الزواج في كتابه الكريم كنعمة منه وفضل على عباده، وقد تعددت الآيات القرآنية المتعلقة بالزواج ، فمنها ما يتعلق بالمباشرة الزوجية، وآيات عن المواليد، وأخرى عن الصلح بين الزوجين، وغيرها.
ومما جاء في القرآن الكريم مناً من الله تعالى على عباده بفرضه لسنة الزواج بين الرجال والنساء ما جاء في هذه الآيات: [ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا ] (النساء 1)
[ هوالذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ]
(الأعراف 189) [ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ] (الروم 21) وأي فضل وأية منة من الله أعظم من أن يخلق لكل امرئ زوجا له يسكن إليه ويحمل عنه هموم الحياة ويواسيه، ويشد من أزره في مودة ورحمة هي حقا من أجل وأعظم آيات الله، فالزوج يصبح لزوجه بمجرد إتمام البناء كل شئ في الحياة، والزواج هو خط فاصل وعميق في مشوار الحياة، بل هو أهم أحداث الحياة قاطبة.
والزواج في الإسلام أمر حتمي وضرورة شرعية لأنه من الفطرة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن هجر النساء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج" متفق عليه، وروى ابن ماجة أنه قال صلى الله عليه وسلم: " من كان موسرا لأن ينكح ثم لم ينكح فليس منيّ " وقال صلى الله عليه وسلم: "إن كنتم من رهبان النصارى فالحقوا بهم إني أصوم وأفطر، وأقوم وأرقد وأنكح النساء، وهذه سنتي فمن رغب عن سنتي فليس منيّ"
وحكمة تشريع الزواج لها جوانب عديدة، أهمها ما يبثه في نفس الزوجين من طمأنينة وأمان في مواجهة الحياة، وإقامة أسرة تكون مجتمعا صغيرا يرجى له الصلاح، حتى تكون لبنة قوية في البناء الاجتماعي الأكبر، ومن أهم هذه الجوانب حرص الإسلام على نشر الفضيلة والخلق القويم في المجتمع، والبعد عن كل ما يدنس حياة البشر، فالزواج بما يبيحه للزوجين من تمتع تام لكل منهما بالآخر من جماع ومقدماته فإنه يحدث بالتالي عفة للزوجين، ويؤدي إلى بقاء البشرية إلى ما شاء الله، والأهم هو منع اختلاط الأنساب ومنع الزنا لما فيه من فساد شديد يضرب بجذوره في كل جوانب المجتمع، وهاهي المجتمعات التي لا تلقي للزواج بالا، ولا تجعله أمرا مفروضا لأبنائها لأنها تركت أوامر ربها بالكلية، وما عادت تعرف إلها يشرع لها ما يصلحها من قوانين ومناهج، هذه المجتمعات قد توغلت فيها الأمراض الرهيبة التي نتجت عن هذه العشوائية الشديدة، من استغلال الناس هناك لما أسموه بالحرية الشخصية، فانتشر الزنا واللواط ونكاح المحارم، وانتشرت جرائم الاغتصاب بشكل مريع يندي له جبين البشرية، فهل هذه هي الحرية وهل هذا هو النور الذي يريد أن يعيش فيه إنسان القرن الحادي والعشرين؟
لماذا لم يعرف الإنسان الإيدز إلا في هذه السنوات التي ازداد فيها توغلا في حياة الدنس والآثام، ومن قبله أمراض السيلان والزهري والهربس وأمراضا أخرى كثيرة تدمر صحة الإنسان تماما وتؤدي بحياته إلى طريق مسدود يقف فيه معدوم الحيلة، لا يستطيع المضي قدما في الحياة ولا يقدر على العودة من حيث بدأ.
إن الإيدز الذي لا ينتقل بين البشر إلا عن طريق الممارسات الجنسية المحرمة كاللواط والسحاق مما تعافه الفطرة الإنسانية السوية، هذا المرض المدمر قتل في عدة سنوات ستة آلاف شخص، حيث يدمر المرض الجهاز المناعي تماما للمريض ويكون الموت هو النتيجة الحتمية حتى الآن. هذا المرض المخيف ألم يعالجه القرآن الكريم حق علاج؟ ألم يحمل القرآن "روشتة" مجانية رائعة تقضى عليه من جذوره، ألم يق القرآن منه بتعاليمه وتوجيهاته بالزواج الفطري بين الرجل والمرأة، ألم يق الإنسان شر هذا المرض وأمراضا كثيرة أخرى منها ما اكتشف وعرفه الأطباء، ومنها ما لم يعرفوه بعد؟؟؟
إن التشريع الإسلامي الحاسم حين قرر أن الزواج هو الشكل الوحيد للعلاقة بين الرجل والمرأة الصالح لحياة البشر، والواقي لهم من أخطار صحية ونفسية واجتماعية جسيمة تهددهم من كل حدب وصوب ، إن هذا التشريع يؤكد أن كل ما حدث للإنسانية من تدهور إنما هو نتيجة تمردها على هذا الشكل ولهذاالمنهج،إنه يؤكد في ضوء كل ما حدث أنه تشريع ومنهج إلهي وضعه خالق هذا الكون، لا يمكن أن يكون قد جاء من عند أحد من البشر حتى لو كان محمد صلى الله عليه وسلم [ حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعقلون، بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون] ( فصلت 1ـ4)
يعتبر الإسلام أن الزواج من امرأة صالحة هو نصف الدين بفضل ما يهيئه للزوجين من العفاف والاستقامة والتفرغ لأعباء الحياة وعبادة الله، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: "من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي" رواه الطبراني والحاكم، بل يرى الإسلام أن أعظم متعة للإنسان في دنياه هي أن يوهب زوجة صالحة، وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم فيما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص: "إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شئ أفضل من المرأة الصالحة" أخرجه ابن ماجة.
وقد اتفق علم الطب الحديث وعلم الاجتماع مع الإسلام في أن الزواج هو الخطوة الأساسية نحو بناء مجتمع سليم معافى متعاون، كما أنه الخطوة الأولى نحو حياة إنسانية سليمة خالية من الأمراض النفسية والعقلية والتناسلية، ولإنجاب ذرية صحيحة وقوية، ولذا نجد أن الإسلام قد وضع قواعد دقيقة جدا لكل أمور الزواج، واهتم بكل تفاصيل الحياة الزوجية، وبالطبع من أهم هذه الأمور على الإطلاق أمر الجماع والمباشرة بين الزوجين، وهذه لم يتركها الإسلام هكذا يزاولها كل إنسان حسب هواه ومزاجه بل فصلت تفصيلات في القرآن والسنة. فهل لنا أن نتعرف على موجز لآداب الإسلام في هذه الأمور:
قال تعالى: [ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم، واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه، وبشر المؤمنين ] (البقرة 223)
وقال جل وعلا: [ فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ] (البقرة 187)
قال ابن عباس رضي الله عنه: أنزلت هذه الآية في أناس من الأنصار أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ائتها على كل حال، إذا كان في الفرج " وأصل الحرث مكان الزرع، أي أن أزواجكم كالزرع فأتوهن من المكان الذي يرجى منه ولا تتركوه لما لا خير فيه، "وأنى شئتم " بمعنى على أي وضع شئتم ما دمتم تتحرون موضع النسل الذي تتحقق به حكمته سبحانه وتعالى في بقاء الإنسان إلى ما شاء الله . وقال جل وعلا:
[ فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ] (البقرة 187)
وقد حث الإسلام على احترام أمر العلاقة الزوجية الخاصة بكل جوانبها، ولم ينظر إليها نظرة المحتقر المستهين أو المتحرج المتلعثم، فهذا الأسلوب يورث العقد والنفاق ويجعل الإنسان يحتقر نفسه وزوجه ومجتمعه كله، لهذا كان صحابة رسول الله وزوجاتهم يستشيرونه صلى الله عليه وسلم في أمورهم الزوجية العاطفية، وكان صلى الله عليه وسلم يجيبهم بما علمه الله دون إبهام أو مواربة. وقد سبق الإسلام بهذا الدنيا كلها بمئات السنين، حيث كانت هذه الأمور في أوروبا في هذا الوقت من الأمور المشينة التي يعاب تماما على الرجل أو المرأة أن يسأل فيها، مما أصل في تلك المجتمعات المظلمة العقد والزنا والفواحش، وكانت النظرة إلى العلاقات الزوجية أنها خبث وشر لابد منه فجاء الإسلام ليجعلها آية من آيات الخالق القدير في خلقه وحث عباده على التفكر فيها، فرفع من شأنها وكرمها أيما تكريم.
ولا شك أن اهتمام الإسلام بالعلاقة الجنسية بين الزوجين إنما يرجع إلى دورها الخطير في استقرار الأسرة وسعادتها، وفي تجنبها المشاكل والعقد والأمراض ؛ فقد روى مسلم والنسائي أن رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " وفي بضع أحدكم صدقة فقال: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ثم تكون له صدقة؟ فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر". فانظروا لهذا النور الوضيء في معنى وحكمة المباشرة الزوجية في الإسلام، فهي محمودة من الخالق ويثاب عليها المؤمنون لأنها قطع لسبيل الفاحشة وبتر لمسالك الزنا، وهذا هو مقصد الشرع الإسلامي .. إقامة مجتمع نظيف نقي معافى قوي يعبد الناس فيه ربهم دون متاعب أو مخاوف تنغص عليهم أمور حياتهم.
وكما جاء في كتاب "الطب الوقائي في الإسلام" فقد أكد الإسلام على مراعاة المحبة والوفاق العاطفي بين الزوجين كشرط لإقامة علاقة مترابطة ودائمة، فتغير هذا الحب وذلك التعاطف والتفاهم يقلب متعة الحياة الزوجية إلى جحيم دائم، وقد استنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلك الذي يسئ معاملة زوجته ثم يدعوها بعد ذلك إلى فراشه فقال: "يظل أحدكم يضرب زوجته ضرب العبيد ثم يدعوها إلى فراشه.. الحديث" ( ابن ماجة)
ويأمر الإسلام الرجل أن يتجمل لزوجته كما يحب أن تتجمل هي له، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغسلوا ثيابكم، وخذوا من شعوركم واستاكوا، وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم "
بل إن الإسلام راعى أمرا في منتهى الدقة والحساسية بين الأزواج، وهو النهي عن مباشرة الرجل لزوجته دون تمهيد وتدرج، فجاء في الآية الكريمة [ وقدموا لأنفسكم ] يقول عنها المفسرون: أي ابدءوا بالمداعبة والملاطفة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة ".
ويحرم الإسلام تماما الشذوذ مع المرأة أي إتيانها في الدبر، بل يجب أن تؤتى في المكان الفطري الطبيعي الذي جعله الله للنسل [ فأتوهن من حيث أمركم الله ] ويقول صلى الله عليه وسلم كما جاء في سنن ابن ماجة والترمذي: " اتقوا الله ولا تأتوا النساء من أدبارهن "
ولا يقتصر ضرر الشذوذ هذا إلى منع النسل فقط، بل إنه علاوة على الأذى النفسي الشديد الذي يسببه للزوجة، فإنه يحدث تشققات عميقة والتهابات شديدة في الشرج، أما الرجل فيصاب في مجرى البول بالتهابات وغالبا ما تصعد الميكروبات إلى البروستاتا، وقد تسبب له العقم، وذلك لأن الشرج ملئ بالميكروبات التي لا يوجد مثلها في باب الرحم وهو المكان الطبيعي للجماع، ثم إن الرجل يأخذ هذه الميكروبات مرة أخرى عند الجماع الطبيعي لكي يزرعها في رحم المرأة، مما قد يصيبها بالعقم.
ويحرم الإسلام على الزوجة تحريما قاطعا أن تماطل زوجها أو تتهرب منه إذا طلبها لفراشه دون سبب شرعي، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو زوجته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها " رواه البخاري ومسلم. ولذلك حكمة عظيمة، فحرمان الرجل من الحياة الزوجية المنظمة تؤدي به إلى الكبت والشعور بالحرمان، مما يوغل في نفسيته وقد يدفعه أو يوقعه في الزنا. وكما أمر الإسلام الزوجة بطاعة زوجها في هذا فإنه قد أمر الزوج أيضا ألا يهجر فراش زوجته ما لم تقترف ما تستحق به عقوبة الهجر، وإذا هجر فلفترة محددة، وفي هذا نذكر المحادثة الشهيرة للثلاثة الذين جاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته، فقال أحدهم: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فنهاه الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا وقال: "من رغب عن سنتي فليس مني"
إن الإسلام دين متكامل حينما يعالج قضية يتناولها من كافة جوانبها. وليس للإنسان القاصر عقله والمحدود علمه أن ينجح في وضع منهج للحياة أفضل مما وضعه خالق الكون !!!
من الأمور الصحية التي تناولها القرآن الكريم تحريم مباشرة الرجل لزوجته في فترة الحيض، فيا ترى ما هي الحكمة في هذا التحريم القاطع؟ لنستمع معا إلى هذه الآيات أولا:
يقول تعالى: [ ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض، ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ] (البقرة 222)
فالمولى سبحانه وتعالى يعلمنا ويرشدنا أن فترة حيض المرأة لا يشرع فيها الجماع المعتاد بين الزوجين، ولهذا الأمر حكمة عظيمة اكتشف العلم الحديث بعضا من جوانبها؛ ففي فترة الحيض يفرز جسم المرأة هرمونا يختلف عن الذي يفرزه في الفترة العادية، وهذا الهرمون يجعل المرأة في حالة نفسية ومعنوية غير عادية، فتصاب كثير من النساء في هذه الفترة باضطرابات عصبية وتكون كارهة للجماع، ففي تركه احترام وتوقير لمشاعرها وظروفها الخاصة
في هذه الفترة. أيضا تكون أعضاء المرأة التناسلية كالرحم والمبيض في حالة احتقان شديد، وهذا يجعلها عرضة للجراح الصغيرة والتسلخات غير المرئية أثناء المجامعة، وقد يسبب ذلك دخول الميكروبات التي تسبب التهابات قد تؤدي إلى العقم.
وبالنسبة للزوج فإنه قد يصاب بالالتهابات هو الآخر؛ لأن الدم النازل من الرحم يكون فاسدا، وهو مزرعة للميكروبات التي قد تصيب مجرى البول منه.
والنهي عن لقاء الزوجين في هذه الفترة إنما هو نهي عن الجماع التام، فقد قال صلى الله عليه وسلم عن فترة الحيض فيما رواه مسلم وابن ماجة: " اصنعوا كل شئ إلا النكاح " فلا بأس إذن بما يحدث بين الرجل وزوجته في فترة الحيض طالما كان دون الجماع الكامل.
وهكذا نرى حكمة الله الخالق تتجلى لنا في واحدة من الإعجازات التشريعية الإسلامية، فالمشرع الحكيم هو رب السموات والأرض وخالق هذا الكون إنما يشرع بحكمة وعلم يحيطان كل شئ . فحتى الحالة النفسية للمرأة في الحيض يراعيها الشرع، ويقول جل وعلا: [ قل هو أذى ] وأي أذى أكبر من أن يأتي الرجل زوجته وهي كارهة لهذا، أو تكون رغبتها الفطرية في الجماع في أدنى معدلاتها؛ مما يؤدي إلى قطع حبل المودة والرحمة الذي بدونه ينهار أساس الحياة الزوجية تماما.
إنه الموضوع المفضل المثير لشهية المتربصين للإسلام ، فالتعدد مبدأ يقره الإسلام بنص قرآني صريح وواضح، فيقول تعالى: [ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ] (النساء 3)
إن خصوم الإسلام الذين يصرون على الباطل يقررون بحملاتهم الساذجة على هذا المبدأ أنهم حقيقة جهلة يجادلون بالباطل ، فالنص القرآني يؤكد على ضرورة العدل، فالآية تقول: [ فإن خفتم ألا تعدلوا ] أي أن العدل شرط أساسي للجمع بين أكثر من زوجة، وهذا الشرط يشع بالنور والفضيلة التي يتسم بهما هذا المنهج في كل جوانبه، ولهذا فلن ندافع عن صحة هذا المبدأ طالما وجد هذا الشرط، شرط العدل التام بين الأزواج، فهذا الشرط كفيل للدفاع عن المبدأ كله، ولكن فقط سنعرض بسرعة بعض الحقائق الهامة؛
لقد كشف علماء الاجتماع أمثال "جينز مرج" أن تعدد الزوجات كان نظاما متبعا على طول التاريخ بين الشعوب المتحضرة، أما نظام الزواج من واحدة فكان النظام المتبع عند الشعوب المتخلفة. ونفى العالم أن يكون السبب في هذا وازع ديني، وإنما لما في نظام التعدد من فوائد اجتماعية واقتصادية عديدة !! أي أن التفكير الفطري السليم للإنسان الواعي المتحضر أدى به إلى ذات المبدأ الذي أقرته الشريعة الإسلامية.
كما يثبت علم الإحصاء الحديث أن نسبة الوفيات من الذكور أكثر منها في النساء، وذلك من ساعة الولادة وحتى أوائل مراحل الشباب، الأمر الذي يسبب زيادة في نسبة الأحياء من الإناث على الذكور، وفي مرحلة الشباب أيضا تظل النسبة أعلى في الوفيات في الذكور لظروف أخطار الحروب والعمل وغيرها. وهكذا تظل الإناث في زيادة كبيرة عن تعداد الذكور.
كذلك كثيرا ما تتعرض دولة بعينها لخطر الحرب تفقد معه عددا كبيرا من أبنائها، فتطفو أعداد كبيرة من الأرامل على سطح المجتمع، كما تزيد نسبة الإناث كثيرا في هذه البلدان عن نسبة الذكور، ولقد قرر مؤتمر الشباب العالمي في ميونخ بألمانيا عام 1948 عقب الحرب العالمية الثانية إباحة تعدد الزوجات بعد أن استعرض المجتمعون سائر الحلول، ولم يجدوا حلا غيره لمشكلة زيادة عدد النساء أضعافا مضاعفة عن الرجال.
وحتى لو انعدمت الحروب وتضاءلت احتمالات مخاطر العمل وتساوت نسبة الأحياء بين الذكور والإناث، فإن هناك حقيقة هامة جدا تحول أنظارنا رغما عن الجميع إلى موضوع التعدد، وهي أنه طبيعة كثير من الرجال النفسية والجسمية تجعلهم في حالة شهوة جنسية مستمرة، خاصة مع وجود فترة دائمة لا تقل عن ربع عمر المرأة لا تتم فيها المباشرة الزوجية، فهل من الخير أن يبحث مثل هؤلاء عن الاكتفاء والمتعة في الظلام بين الخطيئة والدنس والزنا أم أن هناك حلا آخر يشرق بالفضيلة ويحفظ الأنساب ويقرر التعامل بصدق وحسن خلق ومودة في وضح النهار؟!
يقول تعالى: [ ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ] (الحج 5)
ويقول: [ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ، نحن نرزقهم وإياكم ] (الإسراء 31)
يقرر العلماء أن الإجهاض هو القضاء على ما يقر في الأرحام بعد أن تنفخ فيه الروح ويصبح نفسا. ويقول جل وعلا: [ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ] (الإسراء 33) ويعلق د." جوافاكت " أستاذ التوليد بجامعة ليفربول في بريطانيا على قضية الإجهاض بقوله:
"لا ينبغي أن تكون الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية مقبولة لتسويغ الإجهاض عند الطلب للأسباب التالية:
ليس من المقبول طبيا أن نعرض الأم لمخاطر عملية جراحية أو قتل جنينها لمجرد تحسين وضع مالي، أو للمحافظة على سمعة عائلية متهافتة.
إننا بإباحة الإجهاض لن نستطيع أن نجعله سائغا أخلاقيا خاصة في مهنة تعتبر الصحة البدنية والعقلية للإنسان هي هدفها وشغلها الشاغل.
إن الإجهاض حسب الطلب ضد كل الممارسات الجراحية، حيث إن الأم لا تدرك مدى الأضرار التي ستصيبها من مقاومة مقدرات الحياة، فليس من حق أحد أن يحرم مخلوقا من حق الحياة الذي كفله الخالق له."
لقد ثبت علميا خطورة عملية الإجهاض والتي حرمها الإسلام تماما بعد أن تدب الروح في جسد الجنين في رحم أمه، وذلك يكون بعد مائة وعشرين يوما بنص حديث رسول الله الذي جاء فيه: " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم ينفخ فيه الروح.." رواه البخاري ومسلم. ومعنى الحديث أنه بعد مرور مائة وعشرين يوما تكون النفس الإنسانية قد اكتملت في رحم الأم، وعلى هذا فإنه يحرم إسقاط الجنين بعد هذه المدة مهما كانت الأسباب، وأجاز بعض الفقهاء إسقاطه قبل هذا الوقت للضرورة القصوى، أي في حالة خطورة الحمل على صحة الأم وتهديد حياتها.
والشريعة الإسلامية حين تحسم هذه القضية بهذا الأسلوب فإنها تثبت أنها دائما تسبق العلوم الحديثة التي أكدت تعدد الأضرار والمضاعفات الصحية والاجتماعية التي تعقب عملية الإجهاض، فالنزيف والصدمة الجراحية التي تعقب الإجهاض تؤدي إلى وفاة الأم بنسبة ليست ضئيلة، وتزداد احتمالات هذه النسبة في حالات فتح البطن، وقد تصل نسبة الحالات المرضية المترتبة على الإجهاض إلى 15% من مجموع الحالات.
كذلك قد يتمزق عنق الرحم من جراء الإجهاض، مما يؤدي إلى تكرار الإجهاض تلقائيا بعد ذلك، كما أنه قد يحدث ثقب في الرحم بنسبة لا تقل عن 0.5 % وقد تؤدي إلى إصابات في الأمعاء والمثانة وغيرها من أجهزة البطن.
وعلى المستوى الاجتماعي فإنه يحدث تدهور أخلاقي رهيب بإباحة عملية الإجهاض وانتشارها، فقد تبين أن 50 % من الذين سبق أن أجريت لهم عمليات الإجهاض يعودون لطلبها مرات أخرى متكررة، مما يؤدي إلى انتشار الرذيلة و الممارسات الفاسدة، مع ما يصاحبها من أمراض عضوية ونفسية مدمرة.
??? ????
????
???
???? ?????
???? ?????
يقول تعالى [ الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ] (الأعراف 157)
يبدو لنا من صفات ذلك النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم أنه يحل الطيبات ويحرم الخبائث على أتباعه، فيا ترى ما هي تلك الخبائث التي جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليحرمها مقابل إباحة كل أنواع الطيبات التي أوجدها الله في الأرض لعباده، والأصل في الأشياء في الإسلام هي الإباحة..... قال تعالى [قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق] (الأعراف 32)ويقول جل وعلا [ يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات ] (المائدة 4) بل ويؤكد سبحانه وتعالى هذا المعنى في سورة النحل فيقول [ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ] (116)
فكل هذا التكرار على إباحة الطيبات يؤكد به الله لعباده أنه لا يحرمهم أبدا من المتع الطيبة الحلال التي رزقهم إياها، وكذلك هو لا يرضى سبحانه لعباده المؤمنين أن يكونوا ضعاف البنية معتلي الصحة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه مسلم "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ،احرص على ما ينفعك ،واستعن بالله ولا تعجز ..."...والإسلام لا يكتفي بالإباحة المطلقة للطيبات من الرزق وإنما يشجع عليها بطريقة جميلة راقية ليس فيها الغصب أو الإجبار، فيذكر القرآن الكريم بعض أنواع الأطعمة والأشربة بالاستحسان لحث المؤمنين على تناولها كمصدر للصحة والعافية، ومثال هذا لحوم الطير وصيد البحر والعسل واللبن والتين والتمر والزيتون وطائر السمان "السلوى" وغيرها من الطيبات
أما الخبائث فهي كل مالا تستسيغه الأذواق السليمة، وكل ما يصيب الإنسان في بدنه أو نفسه أو عقله بالضرر...والخبائث التي جاء ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية والتي حرمها الله من الأطعمة والأشربة مثال لحم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله ـ أي اللحوم غير المزكاة ـ والخمر وكل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع كما جاء في سنن أبي داود "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السبع وعن كل ذي مخلب من الطير"...كل هذه الخبائث وغيرها مما ورد في القرآن والسنة ليست هي فقط التي يحرم على المسلم تناولها، بل كل ما اتفقت عليه الجماعة المسلمة وعلى رأسهم العلماء الأفاضل، أنه من الخبائث فإنه يحرم قياسا على ما ورد ذكره في القرآن والسنة
وسنضرب مثالا على هذا.. فالتدخين مثلا لم يكن معروفا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل لأنه لم يرد ذكره في القرآن أو السنة يكون من المباحات؟؟؟
لقد أصبحت السجائر والدخان من أكثر العادات الملازمة لحياة الإنسان في هذا العصر.. ورغم أن الدخان قد اكتشف في القرن السادس عشر إلا أنه لم ينتشر انتشارا واسعا في العالم كله إلا في القرن الماضي فقط وذلك لارتباطه بادئ الأمر بالرقعاء من البشر والساقطين، ولاستخدامهم أنواع المخدرات الأخرى معه.. أما اليوم فقد استمرأ الإنسان التدخين وأصبح بتأثير الحملات الدعائية المركزة من شركات التبغ دليلا على الرجولة وعنوانا للجاذبية والصحة والنجاح !!؟؟؟
وكما يقول د/أحمد شوقي الفنجري فقد اكتشفت الجمعية الطبية لمكافحة السرطان في أمريكا علاقة التدخين بسرطان الرئة لأول مرة
عام 1948 ولكنها لم تستطع نشر تقريرها إلا في عام 1952 بسبب نفوذ شركات التدخين وتهديداتها ومنذ هذا الوقت ابتدأ الصراع العلني بين الهيئات الصحية في العالم كله وعلى رأسها جمعيات مكافحة السرطان وبين شركات التبغ القوية النفوذ ذات رؤوس الأموال الخيالية.
حقائق علمية عن الدخان
لقد أثبتت معامل التحليل الطبي أن دخان السجائر يشتمل على كثير من المواد الضارة بالصحة منها
-أول أكسيد الكربون وهو غاز سام عديم الرائحة واللون
-ثاني أكسيد الكربون وهو يطرد مع أول أكسيد الكربون، الأوكسجين من الرئة والدم
-غاز كبريتيد الهيدروجين
-النشادر
-حامض الكربوليك
-بعض الحوامض الطيارة مثل الخليك والنمليك والنيترويك، وكلها لا بد من إضافتها للدخان للاحتفاظ به رطبا
- نتروبيرين وهي المادة المسببة للسرطان
- القطران وهو يسبب سرطان الرئة ويعطي اللون الأسمر الداكن للسيجارة
- الزرنيخ وهو موجود في المبيدات الحشرية التي يرش بها التبغ
- رماد ورق السيجارة
- النيكوتين الذي له تأثير ضار جدا على الدورة الدموية وعلى القلب وهو أخطر هذه المواد جميعا وقد اكتشف العلماء أن الكمية الموجودة في عشرين سيجارة إذا حقنت في العضل مرة واحدة فإنها تقتل الإنسان
تجارب عملية تؤكد خطورة التدخين
لن نتحدث كثيرا عن الأمراض التي يسببها التدخين، ولكننا فقط سنورد بعض التجارب البسيطة التي يمكن لكم إجراءها للتأكد الفعلي من خطر السيجارة
استنشق دخان سيجارة ودعه يدخل الرئة ثم أخرجه تجده رائقا غير كثيف لأن القطران الذي يعطي الدخان لونه الأسمر يترسب في الرئة، والآن أعد التجربة مع حفظ الدخان في الفم فقط دون إدخاله للرئة ثم أخرجه ثانية، ستجده أسمرا كثيفا لأن القطران يخرج معه كما هو
أحضر حلقة متصلة بجرس كهربائي، وفي الطرف الآخر سلك بحيث إذا لامس السلك الحلقة دق الجرس، وابدأ التجربة، فبعد أن تدخن سيجارة واحدة ستجد أن عدد أخطائك قد تضاعف مما يؤكد أن التدخين يسبب رعشة في اليد ويقلل من القدرة على التحكم في الأطراف
دقق النظر في رئة هذا الرجل الذي لا يدخن، ثم دقق الآن في رئة أخيه التوأم المدخن، هل لاحظت الفارق.. ولو افترضنا أن لرئتيهم نفس الحجم، فيا ترى بعد سنوات من التدخين أيهما ستكون أثقل وزنا... بالتأكيد رئة المدخن لما اختزنته من نيكوتين وقطران وكل ما عرفناه من مكونات السجائر
الأضرار النفسية والأخلاقية للتدخين
التدخين من العادات التي تصل في أغلب الأحيان إلى حد الإدمان، وما لم يكن المدخن ذا إرادة صلبة وعزيمة قوية جدا فإنه يصعب عليه التوقف عن التدخين مهما أصابه من أضرار، وكثير من الناس يؤثر التدخين على أخلاقهم وتصرفاتهم ويغير مجرى حياتهم دون أن يشعروا بذلك ودون أن يعترفوا أو يقروا به، ومثلهم في ذلك السكير الذي يتمايل سكرا في الهواء ثم يؤكد أنه لا يتأثر بالخمر وأنه يسيطر على نفسه تماما.
وغالبا ما يتحول المدخن إلى شخص قلق عصبي المزاج سريع الغضب إذا حرم من السيجارة لأي سبب كالصوم مثلا أو بأمر الطبيب أو لعدم توافر ثمنها، ومن الناس من لا يستطيع التركيز لقراءة كتاب أو أي عمل ذهني إلا والسيجارة في يده، ومنهم من لا يستطيع القيام من فراشه إلا بعد تدخين سيجارة.
قالوا عن الدخان
يقول د/ "أ.س كلنتون" الطبيب الأمريكي الشهير إن تعاطي الدخان يضعف الإرادة ويهدم الصحة ويخدر الأعصاب بعد أن ينشطها وينبهها، ويعرض الشباب لمرض السل، ويبتليهم بأمراض القلب، وكثيرا ما يطلب مني أن أصف علاجا ناجحا لشاب مصاب بخفقان القلب فكان تسعة أعشار هذه الحالات ناجما عن عادة التدخين.
"هنري فورد "رجل الأعمال الملياردير الأمريكي إن التبغ (الدخان) مخدر سام، ابتلى به أهل هذا الزمان فاشتدت وطأته وكثرت أضراره في الناس، ولن تجد بتاتا في شركاتي ولا في مصانعي كلها من يتعاطاه البتة بأي شكل من الأشكال.
ويقول "جرمين مكلارين" أشهر من صور أفلام الدعاية العالمية للسجائر وكان يظهر كراعي بقر قوي ينفث بعمق دخان سيجارته، قال قبل أن يموت بأيام بعد أن أصيب بسرطان الرئة " السجائر تقتلكم وأنا الدليل على ذلك، وكم أود لو يأخذوا كل أموالي الآن ويتركوني أقولها عل شاشات التلفاز في كل الدنيا، السجائر تقتلكم ولا تصدقوني فيما قلت قبل هذا.. "
طرق لعلاج التدخين
- أهم شئ التسليم بأن الدخان من الخبائث، والاستعانة بالله والعزم على هجرها بنية التوبة إلى الله والمحافظة على الصحة تلك الأمانة التي نحن مسؤلون عنها بين يدي الجبار يوم القيامة ...
- الإكثار من أكل التمر وشرب اللبن البقري يطهر الجسم بإذن الله من آثار النيكوتين، وتتناقص معدلاته في الدم فلا يصبح للجسم حاجة ملحة له كما كان...
- شرب عصير الجزر والطماطم يوميا بعد الغذاء ولمدة شهر ينقي الدم أيضا من النيكوتين، كما أن شرب العرقسوس الدافئ يزيد من مقاومة الجسم للسموم بما يمده به من كورتيزون طبيعي...
- يمكن دفع التفكير في السيجارة باستعمال السواك بكثرة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ...وأيضا بمص القرنفل،ويمكن دفعه أيضا بأخذ عددا من الأنفاس العميقة ليكن عشرين ، ولكن هذه المرة دون وجود السيجارة بين أصابعنا ...وليكن إخراج الهواء من الصدر بكل قوة وكأنك تطرد التفكير في السيجارة تماما...كرر هذه العملية كل ساعتين ، وسترى أن حاجتك للتدخين أهون مما كنت تتوهم كثيرا...
*
كان الدكتور "وولتر رالي" أستاذا بجامعة لندن وهو من أوائل من أدمنوا التدخين في انجلترا ... وكان التدخين في ذلك الوقت عادة يزدريها المجتمع هناك، ولم يكن من اللائق أبدا بالمحترمين والمثقفين أن يمارسوها فقد كانت عادة الفقراء والجهلة من الناس ... لذا فقد آثر الدكتور " وولتر رالي" أن يدخن دائما في السر تجنبا لاحتقار تلاميذه وأصدقائه له... وفي أحد الأيام وبينما كان جالسا منهمكا في القراءة والبحث نادى خادمه الجديد "جون" وقد نسي أن "البايب" مشتعلا في فمه فلما دخل عليه الخادم ورأى الدخان يتصاعد من أنفه وفمه قال له
ـ سيدي الدكتور ما هذا الذي أراه ؟
ـ هم م...، ما ترى يا جون ؟ هذا سيدك يعمل بجد واجتهاد وأمامه الكتب العلمية النادرة، هذا المشهد ستعتاد عليه يا جون
ـ سيدي أقصد ما هذا الدخان الذي يخرج من كل مكان في وجهك ؟
ـ آآه ! الدخان ... هذا الدخان من فرط انهماكي في التفكير يا جون
ـ تقصد أن عقلك قد توقد من كثرة التفكير والعمل ؟!!
ـ بالضبط يا جون، عقلي قد توقد وكاد أن يحترق، والدخان هو الدليل على هذا!!!
ـ وما هذا الشيء الذي أخفيته تحت فخذك يا سيدي ؟
ـ لا لا ... لا شيء... إنها خشبه كنت أنظف بها أسناني
ـ سيدي ... يبدو لي للوهلة الأولى أنك تكذب
ـ جون... كيف تجرؤ ؟
ـ سيدي أعتقد أن هذا الشيء الذي تخفيه هو "البايب" أداة التدخين الحقيرة...وأعتقد أيضا أن سروالك سيحترق !!
ـ جون ... هذه المرة صدقت يا جون.. لقد احترق فعلا السروال ... وتسللت النيران إلى جلدي .. آآآآآآآه
قال تعالى: [ إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ] (البقرة 173)
وقال جل وعلا :[ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ] ( المائدة 3)
فما هي الحكمة من تحريم أكل الميتة هذا التحريم القاطع ؟؟؟
……لقد ثبت علميا وبشكل شبه مؤكد أن جسم الميتة في الحيوانات يحتبس فيه الدم بكل رواسبه وسمومه، وقد يتخلل جميع الأنسجة اللحمية ، وتبدأ السموم عملها في كل خلايا الجسم، فتكتسب الميتة اللون الداكن، وتمتلئ الأوردة السطحية بالدماء، وتتوقف الدورة الدموية دون أن يتسرب حتى ولو قدر ضئيل من تلك الدماء إلى خارج الجسم، وتصبح بذلك الميتة كلها بؤرة فاسدة للأمراض،
ومجمعا خبيثا للميكروبات، ويبدأ التعفن في عمله فيها، ويعم أثره في اللحم لونا وطعما ورائحة، فالميتة إذن ليست من الطيبات على الإطلاق ..[ يسألونك ماذا أحل لهم ، قل أحل لكم الطيبات ] (المائدة 4 ) كما أن الميتة يفقد لحمها كل قيمة لأن إنزيمات التحلل تبدأ عملها في الخلايا فتفقدها كل قيمة غذائية، وعلى أية حال فإن المسلمين يمتنعون تماما ومن قبل معرفة هذه الحقائق عن أكل
لحم الميتة اتباعا لأوامر الخالق في كتابه الكريم، لأنهم يؤمنون أن ما جاء في هذا القرآن إنما هو الحق المطلق الذي لا يتغير ولا يتبدل.. [وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ] ( يونس 37)
أنواع الميتة:
المنخنقة :
هي التي تموت بالخنق، إما قصدا، وإما عرضا كأن تتعثر مثلا في وثاقها فتموت، وقد ثبت علميا أن الحيوان إذا مات مختنقا أي بمنع الأوكسجين في الدخول إلى رئتيه فإنه يتراكم في جسمه غاز ثاني أكسيد الكربون السام، كما تتراكم جميع الإفرازات السامة التي تخرج عادة مع التنفس في عملية الزفير، وهذه المواد إذا احتبست ولم تخرج عادت لتمتص في الجسم ويحدث التسمم في كل الأنسجة، فتؤدي إلى الوفاة. وبالتالي فإن أكل لحوم هذه الحيوانات معناه انتقال هذه المواد السامة إلى جسم آكلها فتسبب أمراضا خطيرة، أيسر كثيرا من علاجها أن نتجنب أكل هذه اللحوم كما أمرنا العليم الحكيم.
الموقوذة:
الموقوذة هي التي تضرب بعصا أو خشبة أو حجر حتى الموت، وهذه الحيوانات تفسد لحومها لتلف الأنسجة، واحتوائها على الكثير من الميكروبات نتيجة احتقان الدم فيها وعدم ذبحها بالطريقة التي أمر بها الله جل و علا .
المتردية: …
المتردية هي التي تموت من السقوط من مكان عال أو تسقط في بئر أو من جراء حادث كصدمة سيارة، وهذه الحيوانات تفسد لحومها وتتلف ولا تكون صالحة لغذاء البشر؛ لما تحتويه من جراثيم وميكروبات تسبب أمراضا شتى.
النطيحة:
النطيحة هي التي تموت بسبب نطح حيوان آخر لها، وقد قال ابن عباس: " النطيحة هي ما نطحت فماتت فما أدركته يتحرك بذنبه أو بعينه فاذبح وكل" ولحومها تحتوي على ميكروبات مختلفة نتيجة موتها بهذه الطريقة وعدم تخلصها من الدماء الفاسدة.
ما أكل السبع: …
وقد حرمت لحوم ما أكل السبع لحكمة إلهية عظيمة، اكتشف الطب الحديث جانبا منها، حيث ثبت أن الجراثيم والميكروبات التي تكون في أظافر السبع حين تنهش فريستها تنتقل إليها وتسبب أمراضا لمن يأكل لحومها بعد ذلك، كما أن السبع أو الحيوانات البرية بشكل عام قد تكون مصابة بمرض تظهر آثاره في فمه ولعابه، وينتقل بدوره إلى جسم الفريسة، فتتسبب في أضرار بالغة لآكل لحومها.
قال الله تعالى :[ إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ] (البقرة 173)
وقال جل وعلا: [ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقودة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ]
(المائدة 3) فلنتعرف أولا على وظيفة الدم في جسم الكائن الحي: إن الدم يقوم في جسم الكائن الحي بوظيفتين: الأولى أنه ينقل المواد الغذائية التي تمتص من
الأمعاء مثل البروتينات والسكريات والدهون إلى أعضاء الجسم وعضلاته، إلى جانب حمله للفيتامينات والهرمونات والأوكسجين وجميع العناصر الحيوية الضرورية. والثانية: هي حمل إفرازات الجسم الضارة في جسم الحيوان كي يتخلص منها مع البول أو العرق أو البراز. فإذا كان الحيوان مريضا فإن
الميكروبات تتكاثر عادة في دمه، لأنها تستعمله كوسيلة للانتقال من عضو إلى آخر، كما أن إفرازات الميكروب وسمياته تنتقل عن طريق الدم أيضا، وهنا يكمن الخطر..لأنه إذا شرب الإنسان الدم فستنتقل إليه كل هذه الميكروبات وإفرازاتها، وتتسبب في أمراض كثيرة مثل ارتفاع البولينا في الدم، مما يهدد بحدوث فشل كلوي أو ارتفاع نسبة الأمونيا في الدم وحدوث غيبوبة كبدية.. وكثير من الجراثيم التي يحملها الدم تحدث في المعدة والأمعاء تهيجا في الأغشية، مما يسبب أمراضا كثيرة لكل هذه الأسباب حتم الإسلام الذبح الشرعي الذي يقتضي تصفية دم الحيوان بعد ذبحه. وكذا حرم الله شرب الدم أو دخوله بأي شكل من الأشكال إلى الغذاء الآدمي، وهذا قبل أن يخترع الميكرسكوب، وقبل أن يعرف الإنسان أي شئ عن الجراثيم والميكروبات [ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ]
تعليق