إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأساليب التربوية عند رسول البشرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأساليب التربوية عند رسول البشرية




    الأساليب التربوية عند رسول البشرية

    من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم التربوية مايلي:

    1 - التربية بالقصة:
    إن القصة أمر محبب للناس، وتترك أثرها في النفوس، ومن هنا جاءت القصة كثيراً في القرآن، وأخبر تبارك وتعالى عن شأن كتابه فقال:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}(يوسف:3 ) {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ...}(يوسف:111 )وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}(الأعراف:176 ) ولهذا فقد سلك النبي صلى الله عليه وسلم هذاالمنهج واستخدم هذا الأسلوب.
    شاب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - وهو خباب بن الأرت رضي الله عنه - يبلغبه الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم شاكياً له ما أصابه فيقول رضي الله عنه: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة - وقد لقينا من المشركين شدة - فقلت :ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: (
    لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه،ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذاالأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله).. [رواه البخاري 3852]
    وحفظت لنا السنة النبوية العديد من المواقف التي يحكي فيها النبي صلى الله عليه وسلم قصة من القصص، فمن ذلك: قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، وقصة الذيقتل مائة نفس، وقصة الأعمى والأبرص والأقرع، وقصة أصحاب الأخدود... وغيرها كثير.

    2 - التربية بالموعظة:
    للموعظة أثرها البالغ في النفوس،لذا فلم يكن المربي الأول صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم يغيب عنه هذا الأمر أويهمله فقد كان كما وصفه أحد أصحابه وهو ابن مسعود -رضي الله عنه-: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا) [رواه البخاري 68].
    ويحكي أحد أصحابه وهو العرباض بن سارية -رضي الله عنه- عن موعظة وعظها إياهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: (
    أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ) [رواه الترمذي 2676، وابن ماجه 42] وحتى تترك الموعظة أثرها ينبغيأن تكون تخولاً ، وألا تكون بصفة دائمة .
    عن أبي وائل قال كان عبدالله يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أبا عبدالرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا
    [رواه البخاري 70، ومسلم 2821].

    3 - الجمع بين الترغيب والترهيب:
    النفس البشرية فيها إقبال وإدبار، وفيها شرّة وفترة، ومن ثم كان المنهج التربوي الإسلامي يتعامل مع هذه النفس بكل هذه الاعتبارات، ومن ذلك الجمع بين الترغيب والترهيب، والرجاء والخوف.
    عن أنس - رضي الله عنه قال- قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط: (
    قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا) قال: فغط ىأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين [رواه البخاري 4621،ومسلم].
    ومن أحاديث الرجاء والترغيب ما حدث به أبو ذر -رضي الله عنه- قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال:(ما من عبد قال: إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة) قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال:(وإن زنى وإن سرق) قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر) وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر [رواه البخاري (5827) ومسلم (94)].
    وعن هريرة -رضي الله عنه- قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا، وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرت به هل أجدله بابا فلم أجد، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة -والربيع الجدول- فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
    (أبوهريرة؟) فقلت: نعم يا رسول الله، قال: (ما شأنك؟) قلت: كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا، ففزعنا فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفزتكما يحتفز الثعلب، وهؤلاء الناس ورائي، فقال: (يا أبا هريرة) -وأعطاني نعليه- قال: (اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة)…الحديث. [رواه مسلم (31)].
    والمتأمل في الواقع يلحظ أننا كثيراً ما نعتني بالترهيب ونركز عليه، وهو أمر مطلوب والنفوس تحتاج إليه، لكن لابد أن يضاف لذلك الترغيب، من خلال الترغيب في نعيمالجنة وثوابها، وسعادة الدنيا لمن استقام على طاعة الله، وذكر محاسن الإسلام وأثر تطبيقه على الناس، وقد استخدم القرآن الكريم هذا المسلك فقال تعالى:{
    وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى…} {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ …}.

    4 - الإقناع العقلي:
    عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، قالوا: مه مه، فقال: (ادنه) فدنا منه قريباً قال: فجلس قال: (أتحبه لأمك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: (ولاالناس يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأخواتهم) قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك،قال: (ولا الناس يحبونه لعماتهم) قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني اللهفداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه وقال: (اللهم اغفرذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء[رواه أحمد ].
    إن هذا الشاب قد جاء والغريزة تتوقد في نفسه، مما يدفعه إلى أن يكسر حاجز الحياء، ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم علناً أمام أصحابه، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم المربي المعلم لديه جانباً لم يدركه فيه أصحابه فما هو؟
    لقد جاء هذا الشاب يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان قليل الورع عديم الديانة لم ير أنه بحاجة للاستئذان بل كان يمارس ما يريد سراً، فأدرك صلى الله عليهوسلم هذا الجانب الخير فيه، فما ذا كانت النتيجة: (فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء).


    5 - استخدام الحوار والنقاش:
    وخير مثال على ذلك موقفه صلىالله عليه وسلم مع الأنصار في غزوة حنين بعد قسمته للغنائم، فقد أعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وترك الأنصار، فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم، فدعاهم صلى الله عليه وسلم ، وكان بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدالله بن زيد -رضي الله عنه- فيقول: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس،فخطبهم فقال: (يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟)
    كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن، قال: (ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) قال كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن قال: (لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)[رواه البخاري (4330) ومسلم (1061)]
    ففي هذا الموقف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحوار معهم، فوجه لهم سؤالاً وانتظر منهم الإجابة، بل حين لم يجيبوا لقنهم الإجابة قائلاً: (ولو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدقتم…).

    6 - الإغلاظ والعقوبة:
    وقد يُغلظ صلى الله عليه وسلم على من وقع في خطأ أو يعاقبه: فعن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل: يا رسول الله، لاأكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضباً من يومئذ فقال: (أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة)[رواه البخاري (90) ومسلم (466)].
    وعن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة فقال:
    (اعرف وكاءها -أو قال: وعاءها وعفاصها- ثم عرفها سنة، ثم استمتع بها،فإن جاء ربها فأدها إليه) قال: فضالة الإبل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه -أو قال احمروجهه- فقال: (وما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها) قال: فضالة الغنم؟ قال: (لك أو لأخيك أو للذئب) [رواه البخاري (90) ومسلم (1722)].
    وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه على هذين الحديثين (باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره).
    وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال:
    (يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده) فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمكا نتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم. [رواه مسلم (2090)]
    عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال فما رفعها إلى فيه [رواه مسلم (2021)].
    إلا أن ذلك لم يكن هديه الراتب صلى الله عليه وسلم فقد كان الرفق هو الهدي الراتب له صلى الله عليه وسلم ، لكن حين يقتضي المقام الإغلاظ يغلظ صلى الله عليه وسلم ، ومن الأدلة على ذلك:

    7 - الهجر:
    واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الهجر في موقف مشهور في السيرة، حين تخلف كعب بن مالك -رضي الله عنه- وأصحابه عن غزوة تبوك، فهجرهم صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لا يكلمهم أحد أكثر من شهر حتى تاب الله تبارك وتعالى عليهم.
    إلا أن استخدام هذا الأسلوب لم يكن هدياً دائماً له صلى الله عليه وسلم فقد ثبت أن رجلاً كان يشرب الخمر وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم… والمناط في ذلك هو تحقيقه للمصلحة، فمتى كان الهجر مصلحة وردع للمهجور شرع ذلك وإن كان فيه مفسدة وصدله حرم هجره.

    8- استخدام التوجيه غير المباشر:
    ويتمثل التوجيه غير المباشر في أمور منها:
    أ - كونه صلى الله عليه وسلم يقول ما بالأقوام، دون أن يخصص أحداً بعينه، ومن ذلك قوله في قصة بريرة فعن عائشة -رضي الله عنها- فقالت أتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالت إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرته ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم
    ابتاعيها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست فيكتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة شرط[رواه البخاري (2735) ومسلم].
    وحديث أنس -رضي الله عنه- أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا أتزوج النساء وقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أنام على فراش فحمد الله وأثنى عليه فقال:
    (مابال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) [رواه البخاري (1401)].
    ب - وأحياناً يثني على صفة في الشخص ويحثه على عمل بطريقة غير مباشرة، ومن ذلكما رواه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكنت غلاماً أعزب، وكنت أنام في المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلىالنار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر فقال لي: لنتراع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
    (نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي بالليل) قال سالم: فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلاً [رواه البخاري(3738-3739].
    ج - وأحياناً يأمر أصحابه بما يريد قوله للرجل، عن أنس بن مالك أن رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قلما واجه رجلا في وجهه بشيء يكرهه فلما خرج قال: (لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه)[رواه أبو داود (4182)].
    د - وأحياناً يخاطب غيره وهو يسمع، عن سليمان بن صرد قال استب رجلان عند النبيصلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون[رواه البخاري (6115) ومسلم (2610)]
    9 - استثمار المواقف والفرص:
    عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه يوماً وإذا بامرأة من السبي تبحث عن ولدها فلما وجدته ضمته فقال صلى الله عليه وسلم :(أترون هذه طارحة ولدها في النار) قالوا: لا، قال:(والله لا يلقي حبيبه في النار؟) [رواه البخاري (5999) ومسلم ( 2754 )].
    فلا يستوي أثر المعاني حين تربط بصور محسوسة، مع عرضها في صورة مجردة جافة.
    إن المواقف تستثير مشاعر جياشة في النفس، فحين يستثمر هذا الموقف يقع التعليم موقعه المناسب، ويبقى الحدث وما صاحبه من توجيه وتعليم صورة منقوشة في الذاكرة،تستعصي على النسيان.
    والمواقف متنوعة فقد يكون الموقف موقف حزن وخوف فيستخدم في الوعظ، كما في وعظه صلى الله عليه وسلم أصحابه عند القبر.
    عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال
    استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا… ثم ذكر الحديث الطويل في وصف عذاب القبر وفتنته.[رواه ابو داوود (4753)]
    ب ـ وقد يكون وقد يكون موقف مصيبة إذا أمر حل بالإنسان، فيستثمر ذلك في ربطه بالله تبارك وتعالى.
    عن زيد بن أرقم قال أصابني رمد فعادني النبي صلى الله عليه وسلم ، قال فلما برأت خرجت، قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (أرأيت لو كانت عيناك لما بهما ماكنت صانعاً؟) قال: قلت: لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت، قال: (لو كانت عينا كلما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك)[رواه أحمد].
    بل إن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم مثل هذا الموقف لتقرير قضية مهمة لها شأنها وأثرها كما فعل حين دعائه للمريض بهذا الدعاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    (إذا جاء الرجل يعود مريض اقال: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا ويمشي لك إلى الصلاة) [رواه أحمد (6564)].
    إنه يوصي المسلم بعظم مهمته وشأنه وعلو دوره في الحياة، فهو بين أن يتقدم بعبادة خالصة لله ، أو يساهم في نصرة دين الله والذب عنه .
    ج- وقد يكون الموقف ظاهرة كونية مجردة، لكنه صلى الله عليه وسلم يستثمره ليربطه بهذا المعنى عن جرير بن عبدالله -رضي الله عنه- قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال: (
    إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر،لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) ثم قرأ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } [رواه البخاري (554) ومسلم].
    د ـ وقد يكون الموقف مثيراً، يستثير العاطفة والمشاعر كما في حديث أنس السابق فيقصة المرأة.


    10 - التشجيع والثناء:
    سأله أبو هريرة ـ رضي الله عنه يوماً :من أسعد الناس بشفاعتك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم (لقد ظننت أن لا يسألني أحد عن هذا الحديث أول منك لما علمت من حرصك على الحديث) [رواه البخاري ( 99 )].
    فتخيل معي أخي القارئ موقف أبي هريرة، وهو يسمع هذا الثناء، وهذه الشهادة من أستاذ الأساتذة، وشيخ المشايخ صلى الله عليه وسلم. بحرصه على العلم، بل وتفوقه على الكثير من أقرانه. وتصور كيف يكون أثر هذا الشعور دافعاً لمزيد من الحرص والاجتهاد والعناية.
    وحين سأل أبيَ بن كعب: (أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم؟) فقال أبي: آية الكرسي. قال له صلى الله عليه وسلم
    (ليهنك العلم أبا المنذر)[رواه مسلم (810) وأحمد (5/142)].
    إن الأمر قد لا يعدو كلمة ثناء، أو عبارة تشجيع، تنقل الطالب مواقع ومراتب فيسلم الحرص والاجتهاد.
    والنفس أياً كان شأنها تميل إلى الرغبة في الشعور بالإنجاز. ويدفعها ثناء الناس -المنضبط- خطوات أكثر.
    والتشجيع والثناء حث للآخرين، ودعوة غير مباشرة لهم لأن يسلكوا هذا الرجل الذي توجه الثناء له.



    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 18-11-2017, 05:48 PM. سبب آخر: تمييز الأحاديث

  • #2
    رد: الأساليب التربوية عند رسول البشرية

    بارك الله فيكى اختى وقال الله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 08-04-2015, 02:50 AM. سبب آخر: تشكيل الاية

    تعليق


    • #3
      رد: الأساليب التربوية عند رسول البشرية

      باركِ الله فيكِ
      وجزاكِ الجنه
      ونفع بكِ



      تعليق


      • #4
        رد: الأساليب التربوية عند رسول البشرية

        بورك فيكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء
        التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 08-04-2015, 02:47 AM. سبب آخر: تعديل صيغة الخطاب الجمع

        تعليق


        • #5
          رد: الأساليب التربوية عند رسول البشرية

          السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته
          الف شكر على ردكم وادعوا الله سبحانة وتعالى لنا ولكم بالتوفيق دنيا ودين
          التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 15-02-2017, 05:44 PM. سبب آخر: تعديل حرف

          تعليق


          • #6
            رد: الأساليب التربوية عند رسول البشرية

            جزاك الله خيرا

            إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
            ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

            شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
            لها بالشفاء العاجل

            تعليق


            • #7
              رد: الأساليب التربوية عند رسول البشرية

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة ومن كتب موفقة بإذن الله
              التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 15-02-2017, 05:44 PM.

              تعليق


              • #8
                رد: الأساليب التربوية عند رسول البشرية


                بارك الله فيكم
                ونفع بكم



                تعليق


                • #9
                  رد: الأساليب التربوية عند رسول البشرية

                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الأساليب التربوية عند رسول البشرية

                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراا ماشاء الله عليكم على هذا الموضوع جميل خالص يا أختى الكريمة رهيب جداا
                    من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل اللهُ له طريقًا إلى الجنةِ ، و إنَّ الملائكةَ لَتضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ ، و إنَّ العالمَ لَيستغفرُ له مَن في السماواتِ و من في الأرضِ ، حتى الحيتانُ في الماءِ ، و فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ ، و إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، إنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا و لا درهمًا ، إنما ورَّثوا العلمَ ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ


                    الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
                    الصفحة أو الرقم: 70 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
                    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 15-02-2017, 05:54 PM. سبب آخر: تخريج الحديث وتعديل كلمة فهي ماشاء الله وليست مشاء الله، بارك الله فيكم
                    دعواتكم لى بختم القران الكريم
                    وربنا يوفقنى فى مدرستى

                    تعليق

                    يعمل...
                    X