إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

| الأصل السادس _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • | الأصل السادس _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |






    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد،
    وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد:


    الأصل السادس
    يقول الإمام أحمد –رحمه الله-: "وَالْإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ كَمَا رُوِيَ عَنْ اَلنَّبِيِّ –صلَّى الله عليه وسلم- مِنْ اَلْأَحَادِيثِ اَلصِّحَاحِ، وَأَنَّ اَلنَّبِيَّ –صلَّى الله عليه وسلم- قَدْ رَأَى رَبَّهُ، فَإِنَّهُ مَأْثُورٌ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ –صلَّى الله عليه وسلم- ، صَحِيحٌ، رَوَاهُ قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ ; وَرَوَاهُ اَلْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ ; وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ، وَالْحَدِيثُ عِنْدَنَا عَلَى ظَاهِرِهِ كَمَا جَاءَ عَنْ اَلنَّبِيِّ –صلَّى الله عليه وسلم- ، وَالْكَلَامُ فِيهِ بِدْعَةٌ، وَلَكِنْ نُؤْمِنُ بِهِ كَمَا جَاءَ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَلَا نُنَاظِرُ فِيهِ أَحَدًا".

    وللتعرف على
    هل سيرى المؤمنون ربهم يوم القيامة؟
    المزيد من الله لأهل الجنة
    الأدلة على رؤية الله يوم القيامة من القرآن والسنة
    الذنوب التي تحول بيننا وبين رؤية الله عز وجل يوم القيامة
    والأعمال التي تؤهلك لرؤيته
    من الذين يحرمون من رؤية الله يوم القيامة؟
    هل رأى النبي ربه عينًا؟

    وغيرها

    ندعوكم للتعرف على درس بعنوان
    الأصل السادس: الْإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ
    -دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |
    للشيخ / أحمد جلال



    تفضلوا معنا في تحميل الدرس السادس بجميع الصيغ:


    رابط الدرس على الموقع وبه جميع الجودات:

    http://way2allah.com/khotab-item-129603.htm

    رابط صوت mp3 :
    http://way2allah.com/khotab-mirror-129603-203386.htm

    رابط الجودة HD:
    http://way2allah.com/khotab-mirror-129603-203385.htm

    رابط يوتيوب:
    http://www.youtube.com/watch?v=h4r1avo-EVk


    رابط ساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/osool6

    رابط تفريغ بصيغة PDF:
    http://way2allah.com/khotab-pdf-129603.htm

    ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة أصول لابد منها من خلال هذا الرابط
    http://way2allah.com/khotab-series-8262.htm

    لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 09-02-2017, 03:20 PM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2
    رد: | الأصل السادس _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |


    حياكم الله وبياكم
    الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم: تفريغ:
    ندعوكم للتعرف على درس بعنوان
    الأصل السادس: الْإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ
    -دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

    سائلين الله -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسنات كل من شارك فيه

    وأن يبارك في فريق عمل التفريغ


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين،
    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
    أما بعد: أهلًا وسهلًا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي، وأسأل الله –سبحانه وتعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته، أن يجمعني وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، وبعد: أحبابنا الكرام: مع أصل جديد من الأصول التي تكلم عليها الإمام أحمد –رحمه الله- في رسالته الماتعة "أصول السنة"، وهذا الأصل من الأصول الفارقة بين أهل السنة وبين الجهمية والمعتزلة من الفرق الضالة، هذا الأصل متعلق بأعلى نعيم الجنة، وهو رؤية الله –سبحانه وتعالى-.

    الأصل السادس
    يقول الإمام أحمد –رحمه الله-: "وَالْإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ كَمَا رُوِيَ عَنْ اَلنَّبِيِّ –صلَّى الله عليه وسلم- مِنْ اَلْأَحَادِيثِ اَلصِّحَاحِ، وَأَنَّ اَلنَّبِيَّ –صلَّى الله عليه وسلم- قَدْ رَأَى رَبَّهُ، فَإِنَّهُ مَأْثُورٌ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ –صلَّى الله عليه وسلم- ، صَحِيحٌ، رَوَاهُ قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ ; وَرَوَاهُ اَلْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ ; وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ، وَالْحَدِيثُ عِنْدَنَا عَلَى ظَاهِرِهِ كَمَا جَاءَ عَنْ اَلنَّبِيِّ –صلَّى الله عليه وسلم- ، وَالْكَلَامُ فِيهِ بِدْعَةٌ، وَلَكِنْ نُؤْمِنُ بِهِ كَمَا جَاءَ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَلَا نُنَاظِرُ فِيهِ أَحَدًا".


    هل سيرى المؤمنون ربهم يوم القيامة؟
    هذا الكلام للإمام أحمد –رحمه الله- نقسمه لجزئيتين:
    الجزئية الأولانية: هي رؤية الله –تبارك وتعالى- في الآخرة،
    الجزئية الثانية: هل رأى النبي –صلَّى الله عليه وسلم- ربه في الدنيا؟
    دول جزئيتين مهمين، هنحاول بإذن الله –تبارك وتعالى- أن نفصِّل فيهما الكلام بإذن الله –تبارك وتعالى-، أما الجزئية الأولى وهي: رؤية المؤمنين لربهم –تبارك وتعالى- يوم القيامة.

    هل سيرى المؤمنون ربهم –تبارك وتعالى- يوم القيامة؟
    أما أهل السنة: فذكروا أن هذا هو أعظم النعيم في الجنة على الإطلاق، وهذا النعيم دل عليه القرآن، ودلت عليه السنة، وهذا هو الذي أجمعت عليه الأمة،

    أما من القرآن:
    فهو قول الله –سبحانه وتعالى-: "لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ" يونس:26، قال أهل العلم: "أما الزيادة فهي رؤية الله –سبحانه وتعالى-"، والذي فسَّر الزيادة برؤية الله –سبحانه وتعالى- أولًا: هو النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، ثم بعد ذلك أصحابه وأتباعه وأتباع التابعين في هذه الأمة، قال بأن الزيادة رؤية الله: أبو بكر الصديق –رضي الله عنه-، حذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، ومن التابعين: سعيد بن مسيب، ومجاهد، وعبد الرحمن بن أبي ليلة، وعكرمة، وعطاء، والضحاك، والحسن، وقتادة، وبه قال عامة أهل السنة.

    ما هي الزيادة في قوله تعالى "لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ"
    واستدلوا على تأويل قول الله –عز وجل-: "لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ" أي الجنة، "وَزِيَادَةٌ"

    رؤية الله -عز وجل- بقول النبي –صلَّى الله عليه وسلم- كما في حديث صهيب، قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: "إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ ، قال يقولُ اللهُ تبارك وتعالى : تريدونَ شيئا أزيدكُم ؟ فيقولونَ : ألم تبيضْ وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنةَ وتنجنا من النار . قال فيكشِفُ الحجابَ . فما أُعطوا شيئا أحبَّ إليهِم من النظرِ إلى ربّهم عز وجلَّ . وفي روايةٍ : وزادَ : ثم تَلا هذهِ الآيةَ : "لِلّذِينَ أَحْسَنُواْ الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ " 10 / يونس / الآية - 26." صحيح مسلم،
    فبعدما دخلوا الجنة منّ الله –عز وجل- عليهم بالزيادة وهي رؤيته –سبحانه-، في رواية للدارقطني من حديث صهيب أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخلَ أَهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ ، وأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نادى مُنادٍ يا أَهْلَ الجنَّةِ إنَّ لَكُم عندَ اللَّهِ موعِدًا يريدُ أن يُنْجِزَكموهُ فيقولونَ ما هوَ ألَم يثقِّلِ موازينَنا ويُبيِّض وجوهَنا ويُدخِلَنا الجنَّةَ ويُجِرْنا منَ النَّارِ فيَكْشِفُ الحجابَ فينظُرونَ إليهِ فما أعطاهمُ شيئًا أحبَّ إليهم منَ النَّظرِ إليهِ ، وَهيَ الزِّيادةُ " صححه الألباني، قال الحسن: "الحسنى: هي الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله –سبحانه-"، وبه قال عبد الرحمن بن أبي ليلة أيضًا: "الزيادة: هي النظر إلى وجه الله"، وبه قال مجاهد، وغير واحد من أهل العلم.

    المزيد من الله لأهل الجنة
    كذلك أيضًا من الأدلة التي استدل بها أهل السنة على أعلى النعيم على رؤية العباد لربهم –تبارك وتعالى- في الجنة قول الله –سبحانه وتعالى-: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" القيامة23:22، قال ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن: "إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" قال : "النظر إلى وجهه –سبحانه وتعالى- في الجنة"،
    وبه قال من التابعين: الحسن وعكرمة، ومجاهد، وزيد بن علي، وقتادة، والضحاك، ومن الفقهاء: مالك والشافعي وأحمد، والجميع فسَّر النضرة التي أصابت وجوه المؤمنين إنما كانت بسبب نظرهم إلى وجه الله –سبحانه-، قال مجاهد: "نضرة: أي حسنة تنظر إلى ربها –تبارك وتعالى"-، كذلك أيضًا من الآيات التي ذكرها أهل العلم وتدل على رؤية العباد لربهم –تبارك وتعالى- قول الله –تبارك وتعالى- في سورة ق: "لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ " ق:35، " لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا ": أي في الجنة؛ من طعام، وشراب، وطيب حياةٍ، وطيب عيشٍ، "وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ": قال أهل العلم: "المزيد: هو رؤية الله –سبحانه وتعالى-، قال علي بن أبي طالب: " لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ": قال علي: "المزيد: هو رؤية الله –سبحانه وتعالى"-، وقال زيد بن وهب: "يتجلى لهم الحق –سبحانه وتعالى- في كل جمعة". ومما أكد هذا المعنى أيضًا أن النبي لما فسَّر المزيد إنما فسَّره نبينا –صلَّى الله عليه وسلم- برؤية العباد لربهم.

    حديث به معاني كبيرة
    حديث من أرق الأحاديث التي قرأتها في حياتي، حديث أنس –رضي الله عنه- أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال: "أتاني جبريل وفي كفه مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء، فقلت: يا جبريل ما هذه النكتة السوداء؟ قال: هذه الجمعة وهو يسمى عندنا بالمزيد، فقال النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: يا جبريل وما المزيد؟ فقال جبريل: يا محمد: إذا كان يوم الجمعة وأهل الجنة في الجنة نزل الرب –تبارك وتعالى- من عليين على كرسيه –سبحانه وتعالى-، ثم حفَّ الكرسي -الكرسي اللي هيجلس عليه الملك –سبحانه وتعالى- من حول هذا الكرسي منابر من نور، ثم يجيئ النبيون فيجلسون عليها، ثم حُفت هذه المنابر بكراسي من ذهب، ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها، ثم يجيئ أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب الأخضر، يجلسوا بقى على الكثيب حول هذه الكراسي وهذه المنابر، فيتجلى لهم ربنا –تبارك وتعالى- فينظرون إلى وجهه، فيقول الله –سبحانه وتعالى-: عبادي تمنوا علي، أنا الذي صدقتكم وعدي، وأتممت عليكم نعمتي، وهذا محل كرامتي، فاسألوني، فيسألونه –تبارك وتعالى- الرضا، كل العباد في هذا الموطن وهم يجلسون والله –سبحانه وتعالى- قد تجلى لهم، فيسألون الله –عز وجل- الرضا، يارب لا نطلب منك إلا الرضا، كما كان سعيهم في الدنيا لأمرٍ واحد وهو تحقيق الرضا، فسعيهم أيضًا في الآخرة لأمرٍ واحد وهو تحقيق الرضا، فيقول الله –عز وجل- لهم: رضائي عليكم أحَّلكم دار كرامتي، كون إن أنا راضي عنكم هذا هو الذي أحَّلكم دار كرامتي، فسلوني، فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم، ثم يُفتح لهم عند ذلك ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، حتى إذا انتهى الناس من طلباتهم فتح الله –عز وجل- عليهم مما هو أعظم من ذلك، بما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم يقول النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: ينصرف الناس يوم الجمعة، ثم يصعد الله –سبحانه وتعالى- ويصعد الصديقون والشهداء، ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا منه كرامة، وليزدادوا نظرًا إلى وجهه –سبحانه وتعالى-

    " الحديث " آتاني جبريل عليه السلام وفي يده مرآة بيضاء ، فيها نكتة سوداء ؛ فقلت : ما هذه يا جبريل ؟ قال : هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك ، تكون أنت الأول ، وتكون اليهود والنصارى من بعدك قال : ما لنا فيها ؟ قال فيها خير لكم ، فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه ، أو ليس له بقسم إلا ادخر له ما هو أعظم منه ، أو تعوذ فيها من شر هو عليه مكتوب ؛ إلا أعاذه ، أو ليس عليه مكتوب ؛ إلا أعاذه من أعظم منه قلت : ما هذه النكتة السوداء فيها ؟ قال : هذه الساعة تقوم يوم الجمعة ، وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد قال : قلت : لم تدعونه يوم المزيد ؟ قال : إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه ، ثم حف الكرسي بمنابر من نور ، وجاء النبيون حتى يجلسوا عليها ، ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ، ثم جاء الصديقون والشهداء ، حتى يجلسوا عليها ، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب ، فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى حتى ينظر إلى وجهه ، وهو يقول : أنا الذي صدقتكم وعدي ، وأتممت عليكم نعمتي ، هذا محل كرامتي ، فسلوني ؛ فيسألونه الرضا ، فيقول عز وجل : رضائي أحلكم داري ، وأنالكم كرامتي ، فسلوني ؛ فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة ، ثم يصعد الرب تبارك وتعالى على كرسيه ، فيصعد معه الشهداء والصديقون – أحسبه قال – ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم دره بيضاء ، لا فصم فيها ولا وصم أو ياقوتة حمراء ، أو زبرجدة خضراء ، منها غرفها وأبوابها مطردة فيها أنهارها ، متدلية فيها ثمارها ، فيها أزواجها وخدمها ، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا فيه كرامة ، وليزدادوا فيه نظرا إلى وجهه تبارك وتعالى ، ولذلك دعي ( يوم المزيد )" حسنه الألباني،
    يا الله على الجمال، أعلى النعيم في الجنة: هو رؤية الله –سبحانه وتعالى-


    يُحجب الكفار عن رؤية الله يوم القيامة
    كذلك أيضًا من الأدلة التي استدل بها أهل السنة على رؤية العباد لربهم –تبارك وتعالى- في الآخرة، قال ربنا –تبارك وتعالى-: "إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ" المطففين15:13،" كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ" قال الحسن: "إذا كان يوم القيامة برز ربنا –تبارك وتعالى- فيراه الخلق من المؤمنين، ويُحجب الكفار فلا يرونه"، قال الحسن: "مَحْجُوبُونَ": أي محجوبون عن النظر إلى وجه الله –سبحانه وتعالى-"، وكان الربيع بن سليمان تلميذ الشافعي ينقل عن أستاذه الشافعي في قوله في هذه الآية، يقول: "لما حُجب هؤلاء في حال السخط، لما كان هؤلاء العصاة حُجبوا في حال السخط، كان هذا دليلٌ على أن أولياءه يرونه في حال الرضا"، كذلك أيضًا من الأدلة التي استدل بها أهل السنة على رؤية العباد لربهم –تبارك وتعالى- يوم القيامة قول الله –تبارك وتعالى- في سورة الإنسان "وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا" الإنسان:20، وفي قراءةٍ صحيحة "وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمَلِكًا كَبِيرًا"، أجمع المسلمون على أن من قرأ بفتح الميم وكسر اللام على أن هذا المَلِك ليس إلا الله –سبحانه وتعالى-.


    الأدلة على رؤية الله يوم القيامة من السنة
    وأما الأدلة من السنة
    فهي أكثر من أن تُحصى: منها قول النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: "هل تضارون في رؤية الشمس نصف النهار، قالوا لا، قال فهل تضارون في رؤية القمر ليس بينكم و بينه حجاب، قالوا لا، قال فإنكم سترون ربكم كما ترون الكوكب الدري، أو كما ترون القمر في السماء ليس دونكم و دونه سحاب، الحديث "هل تضارُونَ في رؤيةِ الشَّمسِ في الظَّهيرةِ صحوًا ليس دونَها سحابٌ ؟ قال: قلنا لا يارسولَ اللهِ فقال: هل تُضارُونَ في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ صحوًا ليس فيها سحابٌ ؟ قلنا: لا يا رسولَ اللهِ قال: ما تضارُونَ في رؤيتِهِ يوم القيامة كما لا تضارُونَ في رؤيةِ أحدِهما" صححه الألباني،
    وقال النبي –صلَّى الله عليه وسلم-: "جنتانِ من فضةٍ ، آنيتُهما و ما فيهما ، و جنَّتانِ من ذهبٍ ، آنيتُهما و ما فيهما ، و ما بين القومِ و بين أن ينظروا إلى ربِّهم إلا رِداءُ الكبرياءِ على وجهِه في جنةِ عَدْنٍ " صححه الألباني،
    وقال النبي –صلَّى الله عليه وسلم- لما سُئل "يا رسولَ اللَّهِ ! أكلُّنا نرى اللَّهَ يومَ القيامةِ؟ وما آيةُ ذلِكَ في خلقِه؟ قالَ : يا أبا رَزينٍ ، أليسَ كلُّكم يرى القمرَ مُخليًا بِه قالَ ، قلتُ : بلى ، قالَ : فاللَّهُ أعظمُ ، وذلِكَ آيةٌ في خلقِه" حسنه الألباني، كلكم سترون الله –عز وجل- يوم القيامة.


    الذنوب تحول بيننا و بين رؤية الله عز وجل يوم القيامة
    إخواني الكرام: رؤية الله –سبحانه وتعالى- في الآخرة من المسائل اللي شغلت النبي –صلَّى الله عليه وسلم-؛ فكان النبي –صلَّى الله عليه وسلم- كثيرًا ما يدعو الله –سبحانه وتعالى- في دعائه: " اللهم إني أسألُك الرِّضا بعدَ القضاءِ وبَرْدَ العيشِ بعدَ الموتِ ولذةَ النظرِ في وجهِك والشوقَ إلى لقائِك من غير ضرَّاءَ مُضِرَّةٍ ولا فتنةٍ مُضِلَّةٍ وزعم أنها دَعَواتٌ كان يدعو بها النبيُّ " صححه الألباني، أرجو يا إخواننا إن الكلام في العقيدة ميبقاش كلام نظري، أرجو إن الكلام في العقيدة يُحوَّل إلى تطبيق. أنا علمت الآن من خلال الآيات "كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ"،
    هذه القلوب التي حُجبت عن الله في الدنيا بسبب الذنوب والمعاصي، هذه القلوب لا ترى ربها –تبارك وتعالى- يوم القيامة، إذًا حاول بقدر المستطاع في الدنيا وده تأثير العقيدة على واقع الحياة، ده تأثير العقيدة على سلوك الإنسان، الإنسان اللي يعلم أنه سيُحجب عن الله –عز وجل- في الآخرة بسبب تراكم الذنوب على قلبه في الدنيا، ده يدفعنا دفعًا إن الإنسان منا يتوب، إن الإنسان منا يرجع إلى الله –سبحانه وتعالى-، إن الإنسان منا يترك الذنوب والمعاصي، ليه؟ عايز يشوف ربنا –سبحانه وتعالى- يوم القيامة، يريد أن يرى ربه –تبارك وتعالى- يوم القيامة،
    إذًا الحائل الأول بيننا وبين رؤية الله –سبحانه وتعالى- هو: الذنوب والمعاصي.


    أشياء إن فعلتها تؤهلك للنظر إلى الله يوم القيامة
    - تحويل العقيدة من نظر إلى عمل: النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال: " كنا جلوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، إذ نظر إلى القمرِ ليلةَ البدرِ، قال: إنكم سترون ربَّكم كما تروْن هذا القمرَ، لا تُضامون في رؤيتِه، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبلَ طلوعِ الشمسِ، وصلاةٍ قبل غروبِ الشمسِ ، فافعلوا " صحيح البخاري،.
    -من ضمن الحاجات اللي تؤهل الإنسان لرؤية الله –عز وجل- يوم القيامة إنك تكون محافظ على صلاة الفجر، وإنك تكون محافظ على صلاة العصر، اشمعنى الفجر والعصر؟ الفجر النفس في هذا الوقت تميل إلى الراحة، فمن جبر نفسه على الوقوف بين يدي الله –سبحانه وتعالى- في الدنيا في صلاة الفجر متعه الله –سبحانه وتعالى- بلذة النظر إلى وجهه في الآخرة.
    -اللي هيقاوم نفسه ويعلو على رغبات النفس وطلبات النفس التي تدعو إلى الراحة، فكان ملكًا لنفسه، مسيطرًا عليها وقام في جوف الليل، في البرد أو في التعب وفي العناء يصلي بين يدي الله –عز وجل- صلاة الفجر، دي الناس اللي مؤهلة إنها ترى الله –سبحانه وتعالى-.
    -كذلك أيضًا وقت العصر: هو الوقت اللي الناس فيه شُغلت بالرزق، وبالمال، وغير ذلك، فمن تعالى على طلبات النفس في المال وغير ذلك ليقف بين يدي الله –عز وجل- في صلاة العصر، ده اللي مؤهل للوقوف بين يدي الله –عز وجل- يوم القيامة.
    مش هيؤهل لرؤية الله –عز وجل- يوم القيامة إلا الإنسان الذي كان قلبه مشغولًا برؤية الله –سبحانه وتعالى-، القلب اللي كان حريص على رؤية الله –سبحانه وتعالى-؛ فكان ليل نهار يسأل الله –سبحانه وتعالى- فيقول: أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، وأسألك الشوق إلى لقائك، سبحان الله! كل هذه الأعمال يا إخواننا تؤهل إلى رؤية الله –سبحانه وتعالى- في الآخرة، زي ما قلتلكم أنا بحب دايمًا تحويل العقيدة إلى واقع حياة.


    هل هناك أقوام سيُحرمون من رؤية الله –سبحانه وتعالى- يوم القيامة؟
    أيوة، فيه ناس هتُحرم من رؤية الله –عز وجل- يوم القيامة، مين هؤلاء الذين سيُحرمون من رؤية الله –عز وجل- يوم القيامة؟
    1- ولاة المسلمين الظلمة الذين احتجبوا عن الرعية، فلم يراعوا حقوقهم
    ولم يعطونهم حقوقهم:
    دول الله -عز وجل- يحجبهم عن رؤيته يوم القيامة، ما هو النبي لما كان بيأصل لقضية من قضايا العقيدة كان بيحط معاها أعمال تدفع لها أو أعمال تحول بينها، على رأس هذه الأعمال: الحكام والرؤساء، الأمراء والرعاة والناس الذين يحتجبون عن رعيتهم، عضو في مجلس شعب كان حاطط يافطة أد كده مكتبي مفتوح لأي حد، ده وقت الانتخابات، بعد ما نجح و دخل وبقى ابن الدايرة قفل الباب، معدش بيستقبل حد، النبي –صلَّى الله عليه وسلم- يقول كما في حديث معاوية: " من ولاه اللهُ شيئًا من أمورِ المسلمين ، فاحتجب دون حاجتِهم وخَلَّتِهم وفقرِهم ؛ احتجب اللهُ دون حاجتِه وخلَّتِه وفقرِه يومَ القيامةِ، قال : فجعل معاويةُ رجلًا على حوائجِ المسلمين "صححه الألباني.
    تحذير هام للتاجر الذي يحلف بالله كذبًا لترويج سلعته
    2- الناس اللي بتحلف أيمان كثيرة كذبًا، وزورًا -والعياذ بالله-، والذين يمنعون فضل الماء عن الناس:
    قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم- كما في البخاري ومسلم: "ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ يومَ القيامةِ، ولا ينظرُ إليهم، يعني يحتجب الله دونهم : رجلٌ حلف على سلعةٍ: لقد أعطى بها أكثرَ مما أعطى وهو كاذبٌ، والله الكتاب ده كان حد هيشتريه مني بعشرة جنيه، انت هتشريه بتسعة، لأ أنا هبيعه للتاني، وهو كاذب في ذلك، ورجلٌ حلف على يمينٍ كاذبةٍ بعد العصرِ ليقتطعَ بها مالَ امرئٍ مسلمٍ، ورجلٌ منع فضلَ ماءٍ، فيقول اللهُ يومَ القيامةِ: اليوم أمنعُك فضْلِي كما منعتَ فضلَ ما لم تعمل يداكَ"صحيح البخاري.

    3- الصنف التالت ممن يُحجبون عن رؤية الله –عز وجل- يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث الذي يُقر في أهله الخبث:
    كما قال –صلَّى الله عليه وسلم-: "ثلاثٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ ، ولا ينظرُ اللَّهُ إليهم يومَ القيامةِ : العاقُّ والدَيهِ ، والمرأةُ المترجِّلةُ المتشبِّهةُ بالرِّجالِ ، والدَّيُّوثُ " صححه الألباني.

    احذر أن تكون ممن لا ينظر الله إليهم يوم القيامة
    4- كذلك أيضًا من الذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ويحتجب دونهم: من عمل عمل قوم لوط:
    قال –صلَّى الله عليه وسلم-: " لا ينظرُ اللهُ إلى رجلٍ أتى رجلًا أو امرأةً في دبرِها " صححه بن باز

    5-كذلك أيضًا الذي يتصدق على الناس ويمن عليهم بما أعطى فيؤذيهم بهذا الكلام:.
    قال –صلَّى الله عليه وسلم-: " ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمُ اللهُ يومَ القيامةِ ولا يَنظرُ إليهِمْ ولا يُزكِّيهِمْ ولهمْ عذابٌ أليمٌ : الْمُسبِلُ إزارَهُ ، والمنّانُ الَّذي لا يُعطِي شيئًا إلَّا مَنَّهُ ، ، اللي بيقعد يمّن على الناس، والْمُنفِقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الكاذِبِ " صححه الألباني،

    6- ومن الناس الذين يحتجب الله –عز وجل- عنهم يوم القيامة فلا يرونه ولا ينظر إليهم: المرأة الجحود لنعمة زوجها عليها، المرأة التي لا تشكر زوجها:
    قال –صلَّى الله عليه وسلم-: " لا ينظرُ اللهُ إلى امرأةٍ لا تشكرُ لزوجِها ، و هيَ لا تستغني عنهُ " صححه الألباني، سبحان الله لا تشكر زوجها وهي لا تستغني عنه،

    7- من الأصناف الذين يمنعون يوم القيامة من رؤية الله –عز وجل-: الشيخ الزاني، والعائل المستكبر: أي الفقير المستكبر، والملك الكذاب
    ،
    ليه ربنا يحتجب عن هؤلاء؟ لإن كل واحد منهم عنده الداعي الذي يمنعه من الوقوع في المعصية، الشيخ الكبير خلاص هو شهوته انقطعت أصلًا، كذلك أيضًا العائل المستكبر، هو فقير أصلًا ليه يستكبر على الناس؟ والملك الكذاب، الكذب من الخوف، طب ده ملك هيكذب ليه؟ ولكن هؤلاء الثلاثة يحتجب الله –عز وجل- عنهم يوم القيامة، لقوله –صلَّى الله عليه وسلم-: " ثلاثةٌ لا يكلِّمهُم اللهُ ولا ينظرُ إليهم يومَ القيامةِ ولا يزكِّيهِم ولهم عذابٌ أليمٌ : شيخٌ زانٍ ، وملكٌ كذابٌ ، وفقيرٌ مختالٌ . وفي لفظٍ : عائلٌ مزهوٌّ وفي لفظٍ : وعائلٌ مستكبرٌ " صحيح ابن تيمية، ده فيما يتعلق بالجزئية الأولى في كلام الإمام أحمد والإيمان بالرؤية يوم القيامة.


    هل رأى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- ربه عينًا ؟
    ثم قال: "وأن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قد رأى ربه"، هذا في الدنيا، وهذه المسألة مما اختلف فيها العلماء، ولكن مع التدقيق في الأدلة التي وردت في المسألة يتبين لنا إن المسألة ليس فيها خلاف والأمر –بإذن الله عز وجل- قائم –بإذن الله-؛ فمن أهل السنة من ذهب إلى أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- لم يرَ ربه، واستدلوا على ذلك مما في صحيح مسلم من حيث أبي ذر " سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم هل رأيتَ ربَّك ؟ قال نورٌ أنَّى أَراهُ " صحيح مسلم، وهذا النور هو نور الحجاب، فقال: نُورٌ أَنَّى أراه، وقالت عائشة –رضي الله عنها-: "من زعَم أنَّ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ رأَى ربَّهُ ، فقد أعظَم الفِرْيَةَ على اللهِ تعالى ، ولكنَّهُ رأى جِبريلَ مرَّتينِ في صورتِه ، وخَلْقُه سادًّا ما بين الأُفُقِ " صححه الذهبي،
    كذلك أيضًا بعض أهل العلم ذهب إلى أن النبي رأى ربه، وعلى رأس هذا قول ابن عباس اللي هو ذكره الشيخ، وذكر له عدة طرق في كتابه؛ فمنها قول ابن عباس أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- رأى ربه، قال ابن عباس: "رأى ربه مرتين"، وهذا الكلام من ابن عباس لا يعني أن النبي رآه عينًا، وإنما ثبت عن ابن عباس نفسه أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- رأى ربه بقلبه، وهذه الرؤية هي الرؤية المنامية التي رآها النبي –صلَّى الله عليه وسلم- كما في قوله –صلَّى الله عليه وسلم-: "أتاني الليلةَ ربي وفي روايةٍ رأيتُ ربي في أحسنِ صورةٍ فقال لي يا محمدُ قلتُ لبيك ربي وسعديْكَ قال هل تدري فيما يختصمُ الملأُ الأعلى قلتُ لا أعلمُ فوضع يدَه بين كتفيْهِ حتى وجدتُ بَرْدَها بين ثديي أو قال في نحري فعلمتُ ما في السماواتِ وما في الأرضِ أو قال ما بين المشرقِ والمغربِ قال يا محمدُ أتدري فيما يختصمُ الملأُ الأعلى قلتُ نعم في الدرجاتِ والكفاراتِ ونقلُ الأقدامِ إلى الجماعاتِ وإسباغُ الوُضوءِ في السَّبراتِ وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ ومن حافظ عليهنَّ عاش بخيرٍ ومات بخيرٍ وكان من ذنوبِه كيومِ ولدَتْهُ أمُّهُ " صححه الألباني.


    كيف رأى النبي -صلَّى الله عليه وسلم - ربه؟
    فأما من قال من أهل العلم أن النبي لم يرَ ربه، قالوا: "لم يرَ النبي ربه عيانًا"، وأما من قال أنه رآه فهو قول ابن عباس وقال: أنه رآه مرتين، هذه رواية عامة، ولكن جاءت الرواية الخاصة الأخرى التي تقول: أنه رآه بقلبه، وفي رواية أنه رآه بفؤاده. وبهذا يدل على أن المسألة ليس فيها نزاع بين أهل العلم، أما الذين نفوْا فإنما نفوْا الرؤية العينية، وأما الذين أثبتوا فإنما أثبتوا الرؤية القلبية مع اعتقادهم بنفي الرؤية العينية، وأن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قد رأى ربه منامًا، طب كيف يرى النبي ربه في المنام؟ نقول كما قال الإمام أحمد: "ونؤمن كما جاء على ظاهره، ولا نناظر فيه أحدًا، والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي –صلَّى الله عليه وسلم-".


    كيف ربط النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بين العقيدة العملية و العقيدة النظرية؟
    أحبابنا الكرام: رأينا الآن كيف أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- ربط بين العقيدة العملية، وبين العقيدة النظرية، ازاي إن احنا نقول نؤمن أننا نرى ربنا يوم القيامة، فقلتلكم خدوا بالكم فيه أعمال تؤهل لذلك كثرة الدعاء، الانشغال بالتوبة لتطهير القلب، ثم من بعد ذلك: صلاة الفجر وصلاة العصر،كذلك أيضًا النبي –صلَّى الله عليه وسلم- حذَّرنا من أعمال بتكون سبب أن يُحال بين العبد وبين رؤية ربه –تبارك وتعالى- يوم القيامة.


    أسئلة الامتحان:
    والسؤال اللي ممكن يجيلنا -إن شاء الله تبارك وتعالى- في الامتحان:
    - اذكروا بعض الأعمال التي تكون سببًا في أن يحتجب الله –سبحانه وتعالى- عن عباده يوم القيامة.
    - أو: اذكروا بعض الأعمال التي تؤهلنا لرؤية الله –سبحانه وتعالى- يوم القيامة.
    - كذلك أيضًا من الأسئلة المطروحة –بإذن الله-، وهو السؤال طبعًا المعتاد معانا إن أنا أجيبلك أصل من الأصول، أقولك الإمام أحمد –رحمه الله- يقول: "والإيمان برؤية الله يوم القيامة" دلل على هذا الأصل من كتاب الله ومن سنة رسول الله، ومن أقوال أهل العلم بالتفسير والتأويل.
    الخاتمة:
    جزاكم الله خيرًا، هذا وصلَّى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
    في أمان الله


    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: | الأصل السادس _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

      و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،

      جزاكم الله خيرا و نفع بكم

      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق


      • #4
        رد: | الأصل السادس _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

        و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،

        جزاكم الله خيرا و نفع بكم


        تعليق


        • #5
          رد: | الأصل السادس _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاك الله خيرا وبارك الله فيكم وجزاهم الله خيرا كل من ساهم بهذا العمل
          عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

          تعليق


          • #6
            رد: | الأصل السادس _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

            جزاكم الله خيرًا

            تعليق

            يعمل...
            X