إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير قول الله تعالى {وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ }

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير قول الله تعالى {وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ }



    تفسير قول الله تعالى {وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ }

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فهذه فوائد جمعتها في تفسير [الآية -2 ، من سورة النساء ]، في قول الله تعالى {
    وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} نفع الله بها.

    قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - " قال السدي: كان أحدهم يأخذ الشاة المسمنة من غنم اليتيم،

    ويجعل بدلها الشاة المهزولة ويقول: شاة بشاة، ويأخذ الدرهم الجيد ويطرح الدرهم الزيف

    ويقول: بدرهم أخرجه ابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر عن السدي، و ذكر الطبري (1

    وغيره عن الزهري والنخعي والضحاك وغيرهم نحوه ."ا.هـ (2).

    قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -في الأضواء (3) " قوله تعالى: {
    وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}(النساء:2 )، ذكر في هذه الآية الكريمة أن أكل أموال اليتامى حوب كبير، أي: إثم عظيم، ولم يبين مبلغ هذا الحوب من العظم، ولكنه بينه في موضع آخر وهو قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} "[4/10].ا.هـ.

    قال العلامة : عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي - رحمه الله - في التيسير :
    وأن لا {
    تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ } الذي هو أكل مال اليتيم بغير حق. { بِالطَّيِّبِ } وهو الحلال الذي ما فيه حرج ولا تبعة.{ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ } أي: مع أموالكم، ففيه تنبيه لقبح أكل مالهم بهذه الحالة، التي قد استغنى بها الإنسان بما جعل الله له من الرزق في ماله.فمن تجرأ على هذه الحالة، فقد أتى { حُوبًا كَبِيرًا } أي: إثمًا عظيمًا، ووزرًا جسيمًا.

    ومن استبدال الخبيث بالطيب أن يأخذ الولي من مال اليتيم النفيس، ويجعل بدله من ماله الخسيس. وفيه الولاية على اليتيم، لأن مِنْ لازم إيتاء اليتيم ماله، ثبوت ولاية المؤتي على ماله.ا.هـ

    قال محمد بن جرير أبو جعفر الطبري - رحمه الله - ، في " جامع البيان "(5)"

    القول في تأويل قوله : {
    وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ }

    قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره أوصياءَ اليتامى. يقول لهم: وأعطوا يا معشر أوصياء اليتامى: اليتامى أموالهم إذا هم بلغوا الحلم، وأونس منهم الرشد "
    ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ"، يقول: ولا تستبدلوا الحرام عليكم من أموالهم بأموالكم الحلال لكم، كما:-

    8436 - حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى:"ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب"، قال: الحلال بالحرام.

    8437 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.

    8438 - حدثني سفيان قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله:"ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب"، قال: الحرام مكان الحلال.


    قال أبو جعفر: ثم اختلف أهل التأويل في صفة تبديلهم الخبيث كان بالطيب، الذي نهوا عنه، ومعناه.

    فقال بعضهم: كان أوصياء اليتامى يأخذون الجيِّد من ماله والرفيعَ منه، ويجعلون مكانه لليتيم الرديء والخسيس، فذلك تبديلهم الذي نهاهم الله تعالى عنه.

    * ذكر من قال ذلك:

    8439 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم:"ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب"، قال: لا تعط زيفًا وتأخذ جيِّدًا.

    8440 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن السدي وعن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب ومعمر عن الزهري، قالوا: يعطي مهزولا ويأخذ سمينًا.

    8441 - وبه عن سفيان، عن رجل، عن الضحاك قال: لا تعط فاسدًا، وتأخذ جيدًا.

    8442 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب"، كان أحدهم يأخذ الشاة السمينة من غنم اليتيم ويجعل مكانها الشاة المهزولة، ويقول:"شاة بشاة"! ويأخذ الدرهم الجيد ويطرح مكانه الزيف، ويقول:"درهم بدرهم"!!



    وقال آخرون: معنى ذلك: لا تستعجل الرزق الحرام فتأكله قبل أن يأتيك الذي قُدِّر لك من الحلال.

    * ذكر من قال ذلك:

    8443 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:"
    وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ"، قال: لا تعجِّل بالرزق الحرام قبل أن يأتيك الحلال الذي قدِّر لك.

    8444 - وبه عن سفيان، عن إسماعيل، عن أبي صالح مثله.

    وقال آخرون: معنى ذلك، كالذي:-

    8445 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:"ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب"، قال: كان أهل الجاهلية لا يورِّثون النساءَ ولا يورِّثون الصغار، يأخذه الأكبر وقرأ {
    وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ } قال: إذا لم يكن لهم شيء:{ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ }[سورة النساء: 127]، لا يورثونهم . قال: فنصيبه من الميراث طيِّب، وهذا الذي أخذه خبيث.



    قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية، قول من قال: تأويل ذلك: ولا تتبدلوا أموال أيتامكم - أيها الأوصياء - الحرامَ عليكم الخبيثَ لكم،فتأخذوا رفائعها وخيارَها وجيادَها.بالطيب الحلال لكم من أموالكم [أي لا تأخذوا ]الرديء الخسيس بدلا منه.

    وذلك أنّ"تبدل الشيء بالشيء" في كلام العرب: أخذ شيء مكان آخر غيره، يعطيه المأخوذ منه أو يجعله مكان الذي أخذ.



    فإذْ كان ذلك معنى"التبدل" و"الاستبدال"، فمعلوم أنّ الذي قاله ابن زيد من أن معنى ذلك: هو أخذ أكبرِ ولد الميت جميع مال ميِّته ووالده، دون صغارهم، إلى ماله- قولٌ لا معنى له. لأنه إذا أخذ الأكبر من ولده جميع ماله دون الأصاغر منهم، فلم يستبدل مما أخذ شيئًا. فما"التبدل" الذي قال جل ثناؤه:"ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب"، ولم يتبدَّل الآخذ مكان المأخوذ بدلا؟



    وأما الذي قاله مجاهد وأبو صالح من أن معنى ذلك: لا تتعجل الرزق الحرام قبل مجيء الحلال فإنهما أيضًا، إن لم يكونا أرادا بذلك نحو القول الذي روي عن ابن مسعود أنه قال:"إن الرجل ليحرم الرزق بالمعصية يأتيها"، ففساده نظير فساد قول ابن زيد.لأن من استعجل الحرام فأكله، ثم آتاه الله رزقه الحلال، فلم يبدِّل شيئًا مكان شيء.وإن كانا قد أرادا بذلك،أن الله جل ثناؤه نهى عباده أن يستعجلوا الحرام فيأكلوه قبل مجيء الحلال، فيكون أكلُهم ذلك سببًا لحرمان الطيِّب منه فذلك وجه معروف، ومذهب معقول. يحتمله التأويل. غير أن أشبه القولين في ذلك بتأويل الآية، ما قلنا؛ لأن ذلك هو الأظهر من معانيه، لأن الله جل ثناؤه إنما ذكر ذلك في قصة أموال اليتامى وأحكامها، فلأن يكون ذلك من جنس حُكمِ أول الآية وآ خرها، أولى من أن يكون من غير جنسه. "ا.هـ



    1) [[ "7/ 525" "8439" و"8440" "8441".
    2) "العجاب في بيان الأسباب " ج 2 / ص 825 ، دار ابن الجوزي .]]
    3) "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن"ج 1 / ص 220 ، دار الفكر .
    4) "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" ج 1 ص 163 ، الطبعة : الأولى ، مؤسسة الرسالة.
    5) "جامع البيان في تأويل القرآن" ج 7 ص 524 ، 525 ، 526 ،527 ، 528 . بتحقيق أحمد محمد شاكر - رحمه الله - الطبعة : الأولى ، مؤسسة الرسالة



    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 10-02-2017, 06:10 PM. سبب آخر: تعديل بسيط

    قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
    اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


يعمل...
X